[size=21]العلماء أهل العدالة
ما روى عن النبي – صلى الله عليه وسلم-من وجوه متعددة أنه قال :
" يحمل هذا العلم من كل خلف عدوله
ينفون عنه تحريف الغالين وانتحال المبطلين وتأويل الجاهلين"
فهذا الحمل المشار إليه في هذا الحديث هو التوكل المذكور في الآية
فأخبر أن العلم الذي جاء به يحمله عدول أمته من كل خلف حتى لا يضيع ويذهب
وهذا يتضمن تعديله لحمله العلم الذي بعث به
وهو المشار إليه في قوله:"هذا العلم"
فكل من حمل العلم المشار إليه لا بد وأن يكون عدلاً
ولهذا اشتهر عند الأمة عدالة نقلته وحملته اشتهاراً لا يقبل شكاً ولا امتراء
ولا ريب أن من عدله رسول الله– صلى الله عليه وسلم-لا يسمع فيه جرح
فالأئمة الذين اشتهروا عند الأمة بنقل العلم النبوي وميراثه كلهم عدول بتعديل رسول الله–صلى الله عليه وسلم-
ولهذا لا يقبل قدح بعضهم في بعض...
فما حمل علم رسول لله -صلى الله تعالى عليه وآله وسلم- إلا عدل؛
ولكن
قد يُغلط في مسمى العدالة، فيظن أن المراد بالعدل من لا ذنب له! وليس كذلك
بل هو عدل مؤتمن على الدين، وإن كان منه ما يتوب إلى الله تعالى منه
فإن هذا لا ينافي العدالة كما لا ينافي الإيمان والولاية"
"مفتاح دار السعادة"(1/495-496)
نقلا عن كتاب
"بيان الشريعة الغراء لفضل العلم والعلماء..."
[/size]