خزانة الربانيون

هل تريد التفاعل مع هذه المساهمة؟ كل ما عليك هو إنشاء حساب جديد ببضع خطوات أو تسجيل الدخول للمتابعة.

3 مشترك

    "البلاغ في أهمية الوقت وخطر الفراغ" لأبي محمد عبد الحميد الأثري -كان الله تعالى له

    أبو محمد عبدالحميد الأثري
    أبو محمد عبدالحميد الأثري
    المدير العام .. وفقه الله تعالى


    ذكر عدد الرسائل : 3581
    البلد : مصر السنية
    العمل : طالب علم
    شكر : 7
    تاريخ التسجيل : 25/04/2008

    "البلاغ في أهمية الوقت وخطر الفراغ" لأبي محمد عبد الحميد الأثري -كان الله تعالى له Empty "البلاغ في أهمية الوقت وخطر الفراغ" لأبي محمد عبد الحميد الأثري -كان الله تعالى له

    مُساهمة من طرف أبو محمد عبدالحميد الأثري 20.07.08 13:05

    "البلاغ في أهمية الوقت وخطر الفراغ" لأبي محمد عبد الحميد الأثري -كان الله تعالى له 35473146so5

    البلاغ
    في أهمية الوقت وخطر الفراغ
    ....
    ....
    ....

    قدم له
    فضيـلة الشيـخ :
    أبي عبد الله محمد بن عبد الحميد بن محمد حسونة
    حفظه الله تعالى وبارك فيه وعم به النفع
    ....
    ....
    ....
    تأليف
    الراجي عفو ربه :
    أبو محمد
    عبد الحميد بن محمد بن عبد الحميد حسونة
    غفر الله تعالى له ولوالديه ولمشايخه والمسلمين


    ....
    ***
    **
    *


    ....
    تقديم فضيلة الشيخ
    أبي عبد الله محمد بن عبد الحميد بن محمد حسونة
    - حفظه الله تعالى-
    ....
    ....بسم الله والحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وآله وصحبه ومن ولاه

    أما بعد
    ( الحمد لله الذي بنعمته تتم الصالحات )


    ....نحن نرفل ولله الحمد في العافية ، نلحظ بل نكاد نلمس أوبة مباركة، وعودة عارمة للمنهج السلفي في أبواب الاعتقاد والقول والعمل، عودة غمرة الصدور : صدور الرجال والنساء، والكبار كذا الصغار. وغشيت الدور : في مختلف الأمصار، وشتى الأقطار .
    ....
    ....وفي الباب : الكلام على جهود الصغار الكبار: صغار السن كبار العلم، أضحوا يزاحمون الكبار في حلق العلم، بل يكاد يكون لهم السبق في الحفظ، فلا يكاد يخلو مسجد من حفظة، وزاد الخير فحفظ مع القرآن الحديث .
    ....
    ( الحمد لله الذي بنعمته تتم الصالحات )


    ....ومن ذا، ما قام به ولدنا المبارك – أبو محمد عبد الحميد الأثري- رفع الله قدره وعمم به وإخوانه الخير، وكذا أشباههم ونظرائهم من أهل الفضل، من الكتابة والنشر .
    ....
    ....نسأل الله تعالى أن يبارك في هذه العودة وأهلها، ويعمم النفع بها .


    ....
    وصلى اللهم وسلم وبارك على نبينا محمد وآله وصحبه أجمعين
    والحمد لله رب العالمين
    ....
    كتب
    أبو عبد الله
    محمد بن عبد الحميد بن محمد حسونة
    في : 25/9/1428هـ - 7/10/2007م


    عدل سابقا من قبل أبو محمد عبدالحميد الأثري في 10.08.08 21:37 عدل 2 مرات
    أبو محمد عبدالحميد الأثري
    أبو محمد عبدالحميد الأثري
    المدير العام .. وفقه الله تعالى


    ذكر عدد الرسائل : 3581
    البلد : مصر السنية
    العمل : طالب علم
    شكر : 7
    تاريخ التسجيل : 25/04/2008

    "البلاغ في أهمية الوقت وخطر الفراغ" لأبي محمد عبد الحميد الأثري -كان الله تعالى له Empty تتمة

    مُساهمة من طرف أبو محمد عبدالحميد الأثري 20.07.08 13:12

    بِسْمِ اللَّهِ الرَّحْمَنِ الرَّحِيمِ
    {وَالْعَصْرِ * إِنَّ الْإِنسَانَ لَفِي خُسْرٍ * إِلَّا الَّذِينَ آمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ وَتَوَاصَوْا بِالْحَقِّ وَتَوَاصَوْا بِالصَّبْرِ }
    سورة "العصر"


    {سَابِقُوا إِلَى مَغْفِرَةٍ مِّن رَّبِّكُمْ وَجَنَّةٍ عَرْضُهَا كَعَرْضِ السَّمَاء وَالْأَرْضِ أُعِدَّتْ لِلَّذِينَ آمَنُوا بِاللَّهِ وَرُسُلِه }
    سورة "الحديد" (21)

    {وَسَارِعُواْ إِلَى مَغْفِرَةٍ مِّن رَّبِّكُمْ وَجَنَّةٍ عَرْضُهَا السَّمَاوَاتُ وَالأَرْضُ أُعِدَّتْ لِلْمُتَّقِينَ }
    سورة "آل عمران" (133)

    ....
    ((( المقدمة )))
    ....
    وفيها مبحثان
    ....المبحث الأول : تمهيد
    إنَّ الحمد لله تعالى نحمده ونستعينه ونستغفره ، ونعوذ بالله تعالى من شرور أنفسنا وسيئات أعمالنا ، من يهده الله تعالى فلا مضل له ، ومن يضلل فلا هادي له ، وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له ، وأشهد أن محمداً –صلى الله تعالى عليه وآله وإخوانه وسلم- عبده ورسوله :
    ....
    ....{ يَا أَيُّهَا الَّذِينَ ءَامَنُوا اتَّقُوا اللَّهَ حَقَّ تُقَاتِهِ وَلَا تَمُوتُنَّ إِلَّا وَأَنْتُمْ مُسْلِمُونَ } سورة"آل عمران" الآية(102)
    ....
    ....{ يَا أَيُّهَا النَّاسُ اتَّقُوا رَبَّكُمُ الَّذِي خَلَقَكُمْ مِنْ نَفْسٍ وَاحِدَةٍ وَخَلَقَ مِنْهَا زَوْجَهَا وَبَثَّ مِنْهُمَا رِجَالًا كَثِيرًا وَنِسَاءً وَاتَّقُوا اللَّهَ الَّذِي تَسَاءَلُونَ بِهِ وَالْأَرْحَامَ إِنَّ اللَّهَ كَانَ عَلَيْكُمْ رَقِيبًا }سورة "النساء" الآية (1)
    ....
    ....{ يَا أَيُّهَا الَّذِينَ ءَامَنُوا اتَّقُوا اللَّهَ وَقُولُوا قَوْلًا سَدِيدًا يُصْلِحْ لَكُمْ أَعْمَالَكُمْ وَيَغْفِرْ لَكُمْ ذُنُوبَكُمْ وَمَنْ يُطِعِ اللَّهَ وَرَسُولَهُ فَقَدْ فَازَ فَوْزًا عَظِيمًا } سورة "الأحزاب" الآية(70-71)

    ....
    ....وبعد .. فإن أصدق الحديث: كتاب الله تعالى، وخير الهدي : هدي محمد -صَلَى اللهُ تَعَلى عَلَيهِ وَإخوانه وآلِهِ وَسَلَمَ، وشر الأمور : محدثاتها ، وكل محدثة : بدعة ، وكل بدعة : ضلالة ، وكل ضلالة : في النار .
    ....
    ،،، أما بعد ،،،
    ....عباد الله : خلق الله تعالى الخلق ليعبدوه وبالإلهية يوحدوه ، ومن أجل تحقيق هذه العبادة ينبغي على الإنسان أن يشغل وقته بالذكر – العبادة ـ والشكر، إذ يقول عز وجل:{وَمَا خَلَقْتُ الْجِنَّ وَالْإِنسَ إِلَّا لِيَعْبُدُونِ} وقال تعالى : { اعْمَلُوا آلَ دَاوُودَ شُكْراً وَقَلِيلٌ مِّنْ عِبَادِيَ الشَّكُورُ } سورة "سبأ "الآية(13) .
    ....
    ....فلا يجوز لأحد– سواءً كان جنياً أو إنسياً- أن يعبد غير الله تعالى، أن يشرك معه أحد في العبادة .

    ....
    ....وهذا التوحيد يوجب علينا المحافظة على الوقت وتنظيمه ، فالعمر قصير ، والوقت ثمين ؛ لأجل ذلك جاء الإسلام يجلي أهمية الوقت ، ويأمر بـلزوم اغتنامه ، ويحدد وجوه الانتفاع به ، فالله تعالى يقول:{ وَهُوَ الَّذِي جَعَلَ اللَّيْلَ وَالنَّهَارَ خِلْفَةً لِّمَنْ أَرَادَ أَن يَذَّكَّرَ أَوْ أَرَادَ شُكُورا} سورة "الفرقان" الآية (62).
    ........
    ....المبحث الثاني : السبب الباعث:
    كان الباعث لي على تصنيف هذه الرسالة وتأليفها أمران :
    ....الأمر الأول : تلبية وتنفيذاً لطلب والدي الكريم - حفظه الله تعالى-حيث شجعني– وغيري- على كتابة بعض الأبحاث من ضمنها هذا البحث ، والذي أرجو من الله المجيب أن يوفقني فيه ، وأن يكون خالصاً لوجهه سبحانه .
    وإن كان هناك من توفيق فمن الله عز وجل وحده ، وإن كان هناك من خطأ أو نسيان فمني ومن الشيطان .
    ....
    ....كما أسأل الله عز وجل أن ينتفع به كل قارئ ، وأن يهتدي به كل مضيع لأوقاته .. اللهم آمين .


    عدل سابقا من قبل أبو محمد عبدالحميد الأثري في 16.08.08 17:56 عدل 1 مرات
    أبو محمد عبدالحميد الأثري
    أبو محمد عبدالحميد الأثري
    المدير العام .. وفقه الله تعالى


    ذكر عدد الرسائل : 3581
    البلد : مصر السنية
    العمل : طالب علم
    شكر : 7
    تاريخ التسجيل : 25/04/2008

    "البلاغ في أهمية الوقت وخطر الفراغ" لأبي محمد عبد الحميد الأثري -كان الله تعالى له Empty رد: "البلاغ في أهمية الوقت وخطر الفراغ" لأبي محمد عبد الحميد الأثري -كان الله تعالى له

    مُساهمة من طرف أبو محمد عبدالحميد الأثري 20.07.08 13:16

    ....أما الأمر الثاني : فهو أني رأيت - كما رأى غيري- أن معظم الناس-هداهم الله تعالى- يتهاونون بأوقاتهم :
    ....
    ....* " فمنهم من : أغناه الله من التكسب بكثرة ماله ، فهو يقعد في السوق أكثر النهار ينظرإلى الناس ، وكم تمر به من آفة ومنكر ...
    ....
    ....* ومنهم من : يقطع الزمان بكثرة الحوادث من السلاطين والغلاء والرخص ، إلى غير ذلك ""صيد الخاطر" لابن الجوزي ص(210) .
    ....
    ....* ومنهم من: يضيع وقته في اللهو والسهو سواء أكان في منهي عنه أو لا .
    ....
    ....* ومنهم من: يضيع وقته بالجلوس على المحرمات لتعاطي الأشياء التي تضر بالدين والبدن، كالتدخين مثلاً وهذا منهي عنه كما أجمع على ذلك علماء الأمة ([1]) أو ليشاهد فاسد التلفاز، فهو بين مضرتين .
    ....
    ....فهؤلاء كما قال عنهم ابن الجوزي – رحمه الله تعالى : " لا يعرفون معنى الحياة " وأنا أقول : " لا يعرفون قيمة الحياة "
    ....
    ....ثم يقول – رحمه الله تعالى : " ... فعلمت أن الله تعالى لم يطلع على شرف العمر والمعرفة قدر أوقات العافية إلامن وفقه وألهمه اغتنام ذلك { وما يلقها إلا ذو حظ عظيم } سورة "فصلت" الآية (35) " "صيد الخاطر" لابن الجوزي ص(210) .
    ....
    ولكن النجباء الأذكياء :
    ....هم : الذين يتعاضدون ويتكاتفون ويتواصون ويتناصحون فيما بينهم بالصبر والصمود والاستقامة، وسبيل ذلك : أن يحافظوا على أنفسهم حتى يستطيعوا أن يحافظوا على أوقاتهم .
    ....
    ....هم : الذين يندمون على الساعات التي قضوها في اللهو والبطالة، وأشد ساعات الندم حين يقبل المرء بصحيفة عمله ، فيرى فيها الخزي والعار .
    ....
    ....قال تعالى: { وَجِيءَ يَوْمَئِذٍ بِجَهَنَّمَ يَوْمَئِذٍ يَتَذَكَّرُ الْإِنسَانُ وَأَنَّى لَهُ الذِّكْرَى * يَقُولُ يَا لَيْتَنِي قَدَّمْتُ لِحَيَاتِي } سورة "الفجر" الآيتان(23-24) .
    ....
    ....وقال تعالى: { أَن تَقُولَ نَفْسٌ يَا حَسْرَتَى علَى مَا فَرَّطتُ فِي جَنبِ اللَّهِ وَإِن كُنتُ لَمِنَ السَّاخِرِينَ } سورة "الزمر" الآية (56) .
    ....
    ....فالعاقل من ندم اليوم حيث ينفعه الندم ، واستقبل لحظات عمره ، فعمرها قبل أن يأتي اليوم الذي لا ينفع فيه الندم .
    ....
    لأجل ذلك ..
    ....جعلت ديباجة هذا البحث موسومة بــ "البلاغ في أهمية الوقت وخطر الفراغ"
    ....
    ففي هذا بلاغ لكل من يضيعون بل ويهدرون أوقاتهم باللهو واللعب ؛
    ....
    ....ولا يؤتون الله عز وجل حقه من صلاة وصيام .. إلخ .
    ....
    ....ولا يؤتون غيرهم حقهم من نصح ومعاونى على الخير .
    ....
    ....ولا يؤتون أهلهم حقهم من جلوس ومناقشة ومداعبة وملاعبة .
    ....
    ....ولا يؤتون أبنائهم حقهم ؛ من تعليم وتدريس ، وتأديب وتهذيب .
    ....
    ....بل ولا يؤتون أنفسهم حقها ؛ إذ يرهقونها –وفي بعض الأحيان يردونها- بشرب المحرمات ، المضرات بالصحة ، المستجلبات للأمراض .
    ....
    ....فاستحقوا بذا عدم رضى رب العباد ، فيأتون يوم التناد ، يناديهم رب الأرض والسماوات ، فيعرض عليهم الكتاب ، فيعجبون أشد العجاب ، ويقولون ما لهذا الكتاب ، أحصى كل لباب –أي شيء رقيق ...
    ....
    ....قلت :
    لذلك علينا أن نستغل الأوقات فيما يحبه الله -سبحانه وتعالى - لنا ويرضاه وأن نجعل حياتنا كلها لله ، فلا نضيع من أوقاتنا ؛ حتى لا نأتي يوم القيامة فيقول قائل{رَبَّنَا أَخْرِجْنَا مِنْهَا فَإِنْ عُدْنَا فَإِنَّا ظَالِمُونَ} أو يقول آخر{ قَدْ جَاءتْ رُسُلُ رَبِّنَا بِالْحَقِّ فَهَل لَّنَا مِن شُفَعَاء فَيَشْفَعُواْ لَنَا أَوْ نُرَدُّ فَنَعْمَلَ غَيْرَ الَّذِي كُنَّا نَعْمَلُ }أو يستغيث مغيث ولا مغيث{رَبَّنَا أَخْرِجْنَا نَعْمَلْ صَالِحاً غَيْرَ الَّذِي كُنَّا نَعْمَل}يأتي يوم القيامة ، يوم الحسرة والندامة ، يوم انعدام الكرامة ببكاء مع ذل وانكسار وانحسار وصياح { يَا لَيْتَنَا أَطَعْنَا اللَّهَ وَأَطَعْنَا الرَّسُولَا } { يَا لَيْتَنَا نُرَدُّ وَلاَ نُكَذِّبَ بِآيَاتِ رَبِّنَا وَنَكُونَ مِنَ الْمُؤْمِنِين} يتحسر يوم القيامة على إضاعة أوقاته .
    ....
    ....فهلمّ عبد الله .. فالوقت سريع الانقضاء ، فهو يمر مرّ السحاب ، بل السحاب قد يعود أما الوقت ففوت بلا عود ، وفي ذلك:

    مرت سنين بالوصال وبإلهنــا * * * فــكـأنـها من قصرها أيام
    ثم انثنت أيـــــام هجر بعدها * * * فــكأنها من طولها أعوام
    ثم انقضت تلك السنون وأهلها * * * فــكـأنـها وكـأنهم أحلام
    ....
    ....فإني أهيب بكل من يقرأ هذه الرسالة ، أن يأخذ العظة والعبرة مما جاء في ثناياها ، فلا خير في قراءة بلا تدبر، كما لا خير في عبادة بلا تفكر .
    ....
    ....والآن آن أوان الشروع في الموضوع والذي أرجوا لراقمه توفيقاً ولقارئه تحقيقاً . . .
    أبو محمد عبدالحميد الأثري
    أبو محمد عبدالحميد الأثري
    المدير العام .. وفقه الله تعالى


    ذكر عدد الرسائل : 3581
    البلد : مصر السنية
    العمل : طالب علم
    شكر : 7
    تاريخ التسجيل : 25/04/2008

    "البلاغ في أهمية الوقت وخطر الفراغ" لأبي محمد عبد الحميد الأثري -كان الله تعالى له Empty فهرس البحث

    مُساهمة من طرف أبو محمد عبدالحميد الأثري 20.07.08 13:21

    ((( فهرس الموضوعات )))


    تقديم فضيلة الشيخ : أبي عبد الله محمد بن عبد الحميد بن محمد حسونة -حفظه الله تعالى ونفعنا بعلمه

    المقدمة

    وفيها مبحثان

    الأول : التمهيد

    الثاني : السبب الباعث


    الموضوع

    تعريف "الوقت" و "الفراغ" :

    أولاً : تعريف الوقت :

    الوقت في اللغة

    ثانياً : تعريف الفراغ :

    الفراغ في اللغة

    الفراغ في الاصطلاح

    فصل : في ذكر الأدلة الواردة على أهمية الوقت وخطر الفراغ

    أولاً: ذكر الأدلة الواردة من كتاب الله –تعالى :

    الدليل الأول : قوله تعالى :{ وَسَارِعُواْ إِلَى مَغْفِرَةٍ مِّن رَّبِّكُمْ وَجَنَّةٍ عَرْضُهَا السَّمَاوَاتُ وَالأَرْضُ أُعِدَّتْ لِلْمُتَّقِينَ } سورة "آل عمران" الآية (133)
    بعض أقوال أهل التأويل

    الدليل الثاني : قوله تعالى : {سَابِقُوا إِلَى مَغْفِرَةٍ مِّن رَّبِّكُمْ وَجَنَّةٍ عَرْضُهَا كَعَرْضِ السَّمَاء وَالْأَرْضِ أُعِدَّتْ لِلَّذِينَ آمَنُوا بِاللَّهِ وَرُسُلِهِ ذَلِكَ فَضْلُ اللَّهِ يُؤْتِيهِ مَن يَشَاءُ وَاللَّهُ ذُو الْفَضْلِ الْعَظِيمِ }سورة "الحديد" الآية (21)
    بعض أقوال أهل التأويل :

    الدليل الثالث : قولهتعالى : { فَاسْتَبِقُواْ الْخَيْرَات }سورة "البقرة" الآية (148) و"المائدة" الآية (48)
    بعض أقوال أهل التأويل :

    الدليل الرابع : قولهتعالى:{وَالْعَصْرِ* إنَّ الْإِنسَانَ لَفِي خُسْرٍ * إِلَّا الَّذِينَ آمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ وَتَوَاصَوْا بِالْحَقِّ وَتَوَاصَوْا بِالصَّبْرِ }

    تأويل الآية :

    ثانياً :ذكر الأدلة الواردة من سنة رسول الله -صلى الله تعالى عليه وإخوانه وآله وسلم :

    ثالثاً :صفحات من استثمار سلف الأمة –رحمهم الله تعالى- لأوقاتهم :

    الصحابة–رضوان الله عليهم :

    أمير المؤمنين عمر بن الخطاب –رضي الله تعالى عنه :

    عبد الله بن مسعود -رضي الله تعالى عنهما :

    التابعين–رحمهم الله تعالى :

    العلامة إمام الوقت وفريده شيخ الإسلام ابن تيمية -رحمه الله تعالى :

    العلامة شمس الدين ابن القيم -رحمه الله تعالى :

    الإمام عمر بن عبد العزيز -رحمه الله تعالى :

    واعظ الإسلام أبو الفرج ابن الجوزي -رحمه الله تعالى :

    الحسن البصري -رحمه الله تعالى :

    الوفاء بن عقيل الحنبلي–رحمه الله تعالى :

    جمال الدين القاسمي–رحمه الله تعالى :

    وآثار أخرى

    تابعي التابعين –رحمهم الله تعالى :

    شيخ الإسلام الشيخ ابن باز–رحمه الله تعالى :

    العلامة الصالح صالح آل عثيمين–رحمه الله تعالى :

    العلامة الشيخ ابن جبرين–رحمه الله تعالى :

    علامة اليمن الإمام المحدث مقبل بن هادي الوادعي –رحمه الله تعالى :

    الشيخ العلامة ربيع بن هادي المدخلي–رحمه الله تعالى :

    الشيخ الصالح صالح الفوزان–رحمه الله تعالى :

    فصل : لا يمشي إلا وفي يده كتاب يقرأه صيانة لوقته :

    فصل : توفي وهو يقرأ في الطريق صيانة لوقته :

    فصل : يقطع الليل جميعه في القراءة صيانة لوقته :

    فصل: أهمية الوقت لدى طالب العلم خاصة :

    فصل : أهمية الوقت لدى المرأة خاصة :

    فصل : من علامــات الساعة نزع البركة من الوقت :

    فصل : كيفية إغتنام الأوقات واغتيال الفراغ :

    خصائص الوقت :

    كيف تستغل وقتك ؟ :

    الأسباب المؤدية إلى ضياع الوقت :

    صور استغلال الوقت :

    شكوى الملل والفراغ :

    أمر ينبغي التنويه إليه :

    فصل : عوائق الإستفادة من الوقت :

    العائق الأول : طول الأمل :

    العلاج :

    العائق الثاني : اتباع الهوى :

    تعريف الهوى :

    العلاج :

    العائق الثالث : الفراغ :

    العلاج :

    أقسام الساعات :

    موقفان يندم عليهما الإنسان :

    أقسام الفراغ :

    القسم الأول : فراغ القلب ؛ من الإيمان :
    الحل :

    القسم الثاني : هو فراغ العقل ؛ من الهمة والذكاء :
    الحل :

    أما القسم الثالث : فهو فراغ النفس ؛ من تقوى الله –عز وجل :
    الحل :

    فصل : في إطـــــالــــــــــة العــمـــر :

    مراد إطالة العمر :

    الدعاء بطول العمر

    استدلال المانعون :

    استدلال المبيحون :

    القوال الفصل :

    فصل : في بيان كيف يوفر الإنسان عمره فيطيله ؟!!

    ويكمن ذلك في فروع :

    الفرع الأول : إطالة العمر بالأخلاق الفاضلة :

    وذلك بثلاثة أمور :

    الأمر الأول : صلة الرحــــم :

    الأمر الثاني : حسن الخلــق :

    الأمر الثالث : حسن الجوار :

    الدليل على الثلاثة عموماً :

    الدليل على "صلة الرحم" خصوصاً :

    الفرع الثاني : إطالة العمر بالأعمال ذات الأجور المضاعفة :

    ويضم ذلك تسعة أمور :

    الأمر الأول : الصلاة :

    وتحتها فروع :

    الفرع الأول : الإكثار من الصلاة في الحرمين الشريفين :

    الفرع الثاني : المحافظة على صلاة الجماعة في المسجد :

    الفرع الثالث : أداء النافلة في البيت :

    الفرع الرابع : التحلي ببعض آداب الجمعة :

    الفرع الخامس : المواظبة على صلاة الضحى :

    الأمر الثاني : الحج والعمرة :

    وتحتهما فروع :

    الفرع الأول : صلاة الغداة والذكر وصلاة الإشراق –الضحى :

    الفرع الثاني : حضور دروس العلم والمحاضرات في المساجد :

    الفرع الثالث : الاعتمار في شهر رمضان خصوصاً :

    الفرع الرابع : أداء الصلاة المكتوبة في المسجد :

    الفرع الخامس : الصلاة في مسجد قباء :

    الأمر الثالث : الصيام :

    وتحته فروع :

    الفرع الأول: صيام أيام مخصوصة :

    بعض الأمثلة :

    المثال الأول : المحافظة على صيام ست من شوال :

    المثال الثاني : المحافظة على صيام أيام البيض من كل شهر عربي :

    الفرع الثاني : تفطير الصائمين :

    الأمر الرابع : الجهاد :

    الأمر الخامس : قيام ليلة القـدر :

    الأمر السادس : العمل الصالح في أيام عشر ذي الحجة :

    بعض صور الأعمال المستحبة في هذه العشر المباركة :

    الأمر السابع : تكررا بعض سور القرآن :

    الأمر الثامن : الذكر المضاعف :

    وتحته فروع :

    الفرع الأول: التسبيح المضاعف :

    الفرع الأول: الاستغفار المضاعف :

    الأمر التاسع : قضاء حوائج الناس :

    صفحات من حرص السلف –رضوان الله تعالى عليهم- على قضاء حوائج الناس :

    الفرع الثالث : إطالة العمر بالأعمال الجاري ثوابها إلى ما بعد الممات :

    ويضم هذا الفرع أربعة أمور :

    الأمر الأول : الموت في الرباط :

    الأمر الثاني : الصدقة الجارية :

    الأمر الثالث : تربية الولد على الصلاح :

    الأمر الرابع : تعليم الناس :

    ويكمن ذلك في طريقتين :

    الطريقة الأولى : نشر العلم وكتابته :

    والطريقة الثانية : هي الدعوة إلى الله –تعالى :

    الفرع الرابع : إطالة العمر باستغلال الوقت :

    فصل : في بيان أنه : ما أطال عبد الأمل إلا أساء العمل وأضاع العمر !!! :

    بعض صور إطالة الأمل :

    نداء ..

    الخاتمة
    أبو محمد عبدالحميد الأثري
    أبو محمد عبدالحميد الأثري
    المدير العام .. وفقه الله تعالى


    ذكر عدد الرسائل : 3581
    البلد : مصر السنية
    العمل : طالب علم
    شكر : 7
    تاريخ التسجيل : 25/04/2008

    "البلاغ في أهمية الوقت وخطر الفراغ" لأبي محمد عبد الحميد الأثري -كان الله تعالى له Empty تحميل البحث

    مُساهمة من طرف أبو محمد عبدالحميد الأثري 21.07.08 16:20

    الأخوة المباركون :

    هاكم رابط لقراءة البحث وآخر لتحميله

    رابط القراءة

    رابط التحميل



    cherry
    avatar
    الشيخ إبراهيم حسونة
    كان الله تعالى له وجعل ما يفعله في ميزان حسناته
    كان الله تعالى له وجعل ما يفعله في ميزان حسناته


    ذكر عدد الرسائل : 9251
    شكر : 7
    تاريخ التسجيل : 08/05/2008

    "البلاغ في أهمية الوقت وخطر الفراغ" لأبي محمد عبد الحميد الأثري -كان الله تعالى له Empty رد: "البلاغ في أهمية الوقت وخطر الفراغ" لأبي محمد عبد الحميد الأثري -كان الله تعالى له

    مُساهمة من طرف الشيخ إبراهيم حسونة 10.08.09 11:47

    زمن المسلم بين المحافظة والتفريط
    علي بن عثمان القرني

    خلق الله سبحانه وتعالى الكون كله في زمن محدود، قوامه ستة أيام، لحكمة هو أعلم بها جل شأنه ولاشك أن هذا الالتزام بهذا الزمن ليس إلا ليعلم عباده التوقيت لكل أمر، والاستفادة منه، وعدم تضييع الزمن الذي يمر مر السحاب، ولا يعود أو يتوقف؛ ولإثبات مدى الأهمية العظمى للوقت، هذا النظام الإلهي لهذا الكون بجميع مكوناته، سماوات، أرض، ماء، إنسان، حيوان، نبات، هذه المعجزة التي تقف العقول حائرة أمامها.


    والزمن والوقت اصطلاح متقارب، إلا أن الزمن يكون مدة قصيرة أو طويلة، أي: أن الزمن أو الزمان (مدة قابلة للقسمة؛ ولهذا يطلق على الوقت القليل أو الكثير، والجمع "أزمنة" و "الزمن" مقصورة منه، والجمع "أزمان")(1).


    أما الوقت فهو: "مقدار من الزمن مفروض لأمر ما، وكل شيء قدرت له حيناً فقد "وقته" "توقيتاً" وكذلك ما "قدرت" له غاية، والجمع "أوقات"(2).

    قيمة الوقت في القرآن والسنة:


    لشرف الوقت وأهميته أقسم الله سبحانه وتعالى به في عدد من آيات كتابه الكريم، منها: قوله تعالى: والفجر (1) وليال عشر (2) {الفجر: 1، 2}، و والليل إذا يغشى" 1 والنهار إذا تجلى" 2 {الليل: 1، 2}، و والضحى" 1 والليل إذا سجى" 2 {الضحى: 1، 2}، و والعصر 1 إن الإنسان لفي خسر 2 {العصر: 1، 2} .


    ومن الأمثلة كذلك على قيمة الوقت في القرآن الكريم: قوله تعالى: وجعلنا الليل والنهار آيتين فمحونا آية الليل وجعلنا آية النهار مبصرة لتبتغوا فضلا من ربكم ولتعلموا عدد السنين والحساب وكل شيء فصلناه تفصيلا 12 {الإسراء: 12}، وقوله: وهو الذي جعل الليل والنهار خلفة لمن أراد أن يذكر أو أراد شكورا 62 {الفرقان: 62}، وقال سبحانه: وسخر لكم الليل والنهار والشمس والقمر والنجوم مسخرات بأمره إن في ذلك لآيات لقوم يعقلون 12 {النحل: 12}، ومن التحسر على ضياع الوقت: ما ورد على لسان المفرطين يوم القيامة، في قوله تعالى: يا ليتني قدمت لحياتي 24 {الفجر: 24}، وقوله: ربنا أخرنا إلى" أجل قريب نجب دعوتك ونتبع الرسل 44 {إبراهيم: 44}.


    وعن أهمية الوقت في السنة النبوية: ما رواه بن عباس رضي الله عنهما قال: قال رسول الله { : "نعمتان مغبون فيهما كثير من الناس: الصحة والفراغ"(3)، وعن معاذ بن جبل رضي الله عنه أن رسول الله { قال: "لا تزول قدما عبد يوم القيامة حتى يسأل عن أربع خصال: عن عمره فيما أفناه، وعن شبابه فيما أبلاه، وعن ماله من أين أكتسبه وفيما أنفقه، وعن علمه ماذا عمل به"(4).


    العلماء والوقت:

    العلماء هم أكثر الناس شعوراً بأهمية الوقت، والمحافظة عليه، وقد استثمر كثير من العلماء وقتهم، وملؤوا الدنيا بعلمهم ومؤلفاتهم، ماتوا ولكن لم تمت آثارهم، ومن أولئك العلماء الأفاضل - على سبيل المثال - (الإمام أبو جعفر محمد بن جرير الطبري "ت310ه" شيخ المفسرين، والمحدثين، والمؤرخين، الذي لم يؤثر عنه أنه أضاع دقيقة من حياته من غير الإفادة والاستفادة)(5)، فقد قال عنه الخطيب البغدادي: "سمعت علي بن عبدالله بن عبدالغفار اللغوي يحكي: أن محمد بن جرير الطبري - المتوفى سنة 310ه عن ثلاث وثمانين سنة - مكث أربعين سنة يكتب في كل يوم أربعين ورقة"(6)، فإذا كان يكتب كل يوم أربعين ورقة؛ فإنه بحساب السنة الميلادية سيكون قد كتب "584000" ورقة، ولاشك أن كتابيه التفسير والتاريخ يشهدان على مدى حرصه على الاستفادة من الوقت.


    ومنهم أيضاً الإمام أبو الفرج عبدالرحمن بن علي بن محمد الجوزي -المتوفى في "597ه" رحمه الله - أحد الأئمة الأعلام الذين يقتدى بهم في حرصهم على الزمن، وعدم ضياع شيء منه، فيقول سبطه أبو المظفر عنه: "وسمعته يقول على المنبر في آخر عمره: كتبت بإصبعي هاتين ألفي مجلدة، وتاب على يدي مائة ألف، وأسلم على يدي عشرون ألف يهودي ونصراني"(7)، ويقول عنه الإمام ابن تيمية رحمه الله في أجوبته المصرية: "كان الشيخ أبو الفرج مفتياً، كثير التصنيف والتأليف في أمور كثيرة، حتى عددتها فرأيتها أكثر من ألف مصنف، ورأيت بعد ذلك مالم أره"(8)، وقال عنه الإمام الحافظ الذهبي: "وما علمت أحداً من العلماء صنف ما صنف هذا الرجل"(9)، ويقول الموفق عبداللطيف - فيما نقله عنه الذهبي - إن ابن الجوزي كان: "لايضيع من زمانه شيئاً"(10)، وكتاب صيد الخاطر لابن الجوزي غني بما كان من حرصه على الوقت، والاستفادة منه.


    أما الإمام أبو الوفاء علي بن عقيل الحنبلي البغدادي - المتوفى سنة 513ه - فيقول فيه الإمام ابن تيمية: "إنه من أذكياء العالم" بلغ في محافظته على الزمن مبلغاً أثمر عن أكبر كتاب عرف في الدنيا لعالم، هو كتاب "الفنون" في ثمانمائة مجلدة"(11)، ويحدث ابن عقيل عن نفسه فيقول: "إني لايحل لي أن أضيع ساعة من عمري؛ حتى إذا تعطل لساني عن مذاكرة ومناظرة، وبصري عن مطالعة، أعملت فكري في حال راحتي وأنا مستطرح، فلا أنهض إلا وقد خطر لي ما أسطره، وإني لأجد من حرصي على العلم وأنا في عشر الثمانين أشد مما كنت أجده وأنا ابن عشرين"(12).


    أقوال المهتمين بالوقت من السلف:

    لقد (أجمع العلماء والأدباء في تعريف الوقت بكلمة موجزة فقالوا: "الوقت هو الحياة")(13).


    وقال الإمام علي بن أبي طالب رضي الله عنه: "من أمضى يومه في غير حق قضاه، أو فرض أداه، أو مجد بناه، أو حمد حصله، أو علم اقتبسه، فقد عق يومه، وظلم نفسه"(14).


    وقال ابن القيم رحمه الله: "وقت الإنسان هو عمره في الحقيقة، وهو مادة حياته الأبدية في النعيم المقيم، ومادة معيشته الضنك في العذاب الأليم وهو يمر مر السحاب.. فما كان من وقت لله وبالله فهو حياته وعمره، وغير ذلك ليس محسوباً من حياته، وإن عاش فيه عيش البهائم، فإذا قطع وقته في الغفلة واللهو والأماني الباطلة، وكان خير ما قطعه به النوم والبطالة، فموت هذا خير من حياته"(15).


    وقال الشافعي رحمه الله : "صحبت الصوفيه فلم أستفد منهم سوى حرفين: أحدهما قولهم: الوقت سيف فإن قطعته وإلا قطعك"، وذكر الكلمة الأخرى: "ونفسك إن لم تشغلها بالحق وإلا شغلتك بالباطل"(16).


    ويقول طيفور البطامي: "إن الليل والنهار رأس مال المؤمن، ربحها الجنة وخسرانها النار"(17).


    وقال ابن القيم: "السنة شجرة، والشهور فروعها، والأيام أغصانها، والساعات أوراقها، والأنفاس ثمارها، فمن كانت أنفاسه في طاعة، فثمرة شجرته طيبة، ومن كانت في معصية، فثمرته حنظل"(18).


    أما الوزير الفقيه يحي بن محمد ابن هبيرة - شيخ ابن الجوزي - فيقول:
    والوقت أنفس ما عنيت بحفظه
    وأراه أسهل ما عليك يضيع (19)
    ويقول الدكتور رضا ديب عواضه: "الوقت المفقود لايشترى بالنقود - وأمس لايرد وغداً ليس في اليد - كثير من الناس يظنون أنهم يقتلون الوقت، ولكن الوقت هو الذي يقتلهم" ويقول أيضاً:" ما ذهب فقد ولّى، وما هو آت فإنه غائب وإن كان دانياً قريباً، وأما الحاضر وحده فإنه ملك يدك"(20).


    الاستفادة من الوقت:


    حرص العقلاء على الاستفادة من الوقت، والأقوال والأفعال في هذا الموضوع كثيرة، فعن ابن عباس رضي الله عنهما أن الرسول { قال لرجل وهو يعظه:"اغتنم خمساً قبل خمس: شبابك قبل هرمك، وصحتك قبل سقمك، وغناك قبل فقرك، وفراغك قبل شغلك، وحياتك قبل موتك"(21).


    وفي اغتنام الوقت، والاستفادة منه حتى في المواقف الصعبة وفي أصعبها وهو يوم القيامة، حديث أنس بن مالك رضي الله عنه قال: قال رسول الله { : "إن قامت الساعة وبيد أحدكم فسيلة فإن استطاع أن لايقوم حتى يغرسها فليفعل"(22).
    فاستغلال الوقت حتى يغرس فسيلة وهي النخلة الصغيرة في مثل هذا الوقت دليل على أهمية الاستفادة من الوقت في كسب الثواب، وأداء عمل فيه خير.


    ولقد كان أصحاب رسول الله {، ومن بعدهم العلماء حريصين على الاستفادة من الوقت في اكتساب العلم والمعرفة، أوعمارة الأرض، أو نشر الدعوة الإسلامية، فعن عمارة بن خزيمة قال: "سمعت عمر بن الخطاب يقول لأبي: ما يمنعك أن تغرس أرضك، فقال له أبي: أنا شيخ كبير أموت غداً، فقال له عمر: أعزم عليك لتغرسها، فلقد رأيت عمر بن الخطاب يغرسها بيده مع أبي"(23).
    وهناك عدة وسائل لاستثمار الوقت فيما فيه كل خير للإنسان المسلم في الدنيا والآخرة.


    1 فطلب العلم من أفضل الأسباب التي يمكن استثمار الوقت فيه، يقول الله سبحانه وتعالى: قل هل يستوي الذين يعلمون والذين لا يعلمون إنما يتذكر أولوا الألباب 9 {الزمر: 9}.


    وعن أبي الدرداء رضي الله عنه قال: سمعت رسول الله { يقول: "ومن سلك طريقاً يلتمس فيه علماً، سهل الله له طريقاً إلى الجنة"(24).


    2 وكذا مجالسة العلماء الصالحين؛ لتدارس القرآن، وغيره من العلوم النافعة، وفي هذا عن أبي هريرة رضي الله عنه قال: قال رسول الله {: "ما اجتمع قوم في بيت من بيوت الله يتلون كتاب الله، ويتدارسونه بينهم، إلا نزلت عليهم السكينة، وغشيتهم الرحمة، وحفتهم الملائكة، وذكرهم الله في من عنده"(25).


    3 الإصلاح بين الناس، وقضاء حوائجهم، وفيه فضل كبير من رب العالمين، يقول الله سبحانه وتعالى: لا خير في كثير من نجواهم إلا من أمر بصدقة أو معروف أو إصلاح بين الناس 114 {النساء: 114}، وقال تعالى: فاتقوا الله وأصلحوا ذات بينكم 1 {الأنفال: 1}، وعن أبي هريرة رضي الله عنه قال: قال رسول الله، { : "كل سلامى من الناس عليه صدقة، كل يوم تطلع فيه الشمس، تعدل بين الاثنين صدقة، وتعين الرجل في دابته فتحمله عليها، أو ترفع له عليها متاعه صدقة، والكلمة الطيبة صدقة، وبكل خطوة تمشيها إلى الصلاة صدقة، وتميط الأذى عن الطريق صدقة"(26).


    4 الأمر بالمعروف، والنهي عن المنكر، وهو أهم وظائف الرسل الذين بعثهم الله سبحانه وتعالى إلى الأمم، ومن سار على نهجهم من الصالحين، قال الله تعالى: ولتكن منكم أمة يدعون إلى الخير ويأمرون بالمعروف وينهون عن المنكر وأولئك هم المفلحون 104 {آل عمران: 104}، وعن أبي سعيد الخدري رضي الله عنه قال: سمعت رسول الله { يقول: "من رأى منكم منكراً فليغيره بيده، فإن لم يستطيع فبلسانه، فإن لم يستطيع فبقلبه وذلك أضعف الإيمان"(27).


    5 الأعمال التطوعية، من صلاة وصيام وغيرها من الأعمال الخيرية الشرعية التي أثنى عليها الله سبحانه وتعالى في أعمال عباده في الحديث القدسي الشريف الذي رواه أبو هريرة رضي الله عنه عن رسول الله { عن ربه تبارك وتعالى أنه قال: "من عادى لي ولياً فقد آذنته بالحرب وما تقرب إليّ عبدي بشيء أحب مما افترضته عليه، ولايزال عبدي يتقرب إليّ بالنوافل حتى أحبه فإذا أحببته كنت سمعه الذي يسمع به وبصره الذي يبصر به ويده التي يبطش بها ورجله التي يمشي بها وإن سألني لأعطينه وإن أستعاذ بي لأُعيذنه وما ترددت في شيء أنا فاعله ترددي عن قبض نفس المؤمن يكره الموت وأنا أكره مساءته"(28).


    6 ذكر الله تعالى وهو من أحب الأعمال إلى الله سبحانه وتعالى، وأفضلها ثواباً، قال تعالى: فاذكروني أذكركم 152 {البقرة: 152}، وقال تعالى: واذكروا الله كثيرا لعلكم تفلحون 10 {الجمعة: 10}، وعن أبي هريرة رضي الله عنه قال: قال رسول الله {: "لأن أقول: سبحان الله، والحمدلله، ولا إله إلا الله، والله أكبر، أحب إليّ مما طلعت عليه الشمس"(29).


    وعن أبي هريرة رضي الله عنه قال: قال رسول الله {: "كلمتان خفيفتان على اللسان ثقيلتان في الميزان حبيبتان إلى الرحمن سبحان الله وبحمده، سبحان الله العظيم"(30).
    avatar
    الشيخ إبراهيم حسونة
    كان الله تعالى له وجعل ما يفعله في ميزان حسناته
    كان الله تعالى له وجعل ما يفعله في ميزان حسناته


    ذكر عدد الرسائل : 9251
    شكر : 7
    تاريخ التسجيل : 08/05/2008

    "البلاغ في أهمية الوقت وخطر الفراغ" لأبي محمد عبد الحميد الأثري -كان الله تعالى له Empty رد: "البلاغ في أهمية الوقت وخطر الفراغ" لأبي محمد عبد الحميد الأثري -كان الله تعالى له

    مُساهمة من طرف الشيخ إبراهيم حسونة 10.08.09 11:48

    7 الدعاء، وشأنه عظيم، ونفعه عميم، وبه مناشدة رب العباد والتماس العون منه، واستجلاب النعم، وطلب دفع النقم، وقد قال الله سبحانه وتعالى لعباده: وقال ربكم \دعوني أستجب لكم إن الذين يستكبرون عن عبادتي سيدخلون جهنم داخرين 60 {غافر: 60}، وعن النعمان بن بشير، رضي الله عنهما عن النبي { : "الدعاء هو العبادة"(31).
    8 صلة الأرحام، وفيها يقول الله سبحانه وتعالى: واعبدوا الله ولا تشركوا به شيئا وبالوالدين إحسانا وبذي القربى" واليتامى" والمساكين والجار ذي القربى" والجار الجنب والصاحب بالجنب وابن السبيل وما ملكت أيمانكم 36 {النساء: 36}.
    وعن أبي هريرة رضي الله عنه أن رسول الله { قال: "من كان يؤمن بالله واليوم الآخر فليكرم ضيفه، ومن كان يؤمن بالله واليوم الآخر فليصل رحمه، ومن كان يؤمن بالله واليوم الآخر فليقل خيراً أو ليصمت"(32).
    أسباب ضياع الوقت:
    كما كان العلماء حريصين على الاستفادة من الوقت، والحفاظ عليه؛ فقد حذروا من ضياع الوقت، أو بمعنى أصح من ضياع العمر في غير فائدة يجنيها الإنسان ولا تعود عليه بالخير في دينه ودنياه، وقد اعتبروا أن هناك عدة أسباب لضياع الوقت، ومنها:
    1- الغفلة، وهي غيبة الأمور عن بال الإنسان، وعدم تذكره لما مضى من الوقت الضائع من عمره، وتركه ذلك إهمالاً وإعراضاً، وعدم التفكير في الإستفادة من وقته الحاضر أو المستقبل، وقد حذر الله سبحانه من الغفلة في قوله تعالى: ولا تطع من أغفلنا قلبه عن ذكرنا واتبع هواه وكان أمره فرطا 28 {الكهف: 28}.
    ومن الغفلة أن يقضي الإنسان عمره مشغولاً بالدنيا، غافلاً عن آخرته، فقد روى البخاري عن أبي هريرة رضي الله عنه أن رسول الله { قال: "أعذر الله إلى أمريء أخر أجله حتى بلغ ستين سنة"(33)، وكان من دعاء أبي بكر رضي الله عنه: "اللهم لاتدعنا في غمرة، ولا تأخذنا على غرة، ولا تجعلنا من الغافلين"(34)، "فالغافل يهدر وقته دون ما فائدة تذكر، ولا يتحسر على هذا الوقت الضائع في الدنيا"(35).
    2- الكسل، والكسل والغفلة توأمان يتولد منهما العجز إلا أن الفرق بينهما أن الكسول يبصر المطلوب ولكنه يؤثر الراحة على العمل، ويبرر كسله بالتسويف والإرجاء، ومهما يكن فالنتيجة هي ضياع الوقت، وقد ذم الله الكسالى في قوله تعالى: ولا يأتون الصلاة إلا وهم كسالى" ولا ينفقون إلا وهم كارهون 54 {التوبة: 54}، وقوله تعالى: وإذا قاموا إلى الصلاة قاموا كسالى" يراءون الناس ولا يذكرون الله إلا قليلا 142 {النساء: 142}.
    وكان الرسول { يتعوذ من العجز والكسل كما ورد في عدة أحاديث منها: عن عائشة رضي الله عنها أن رسول الله { كان يدعو بهؤلاء الدعوات: "اللهم إني أعوذ بك من الكسل والهرم والمأثم والمغرم"(36)، وذكر أنس رضي الله عنه أنه سمع رسول الله { كثيراً يقول: "اللهم إني أعوذ بك من العجز والكسل، والجبن والهرم، وأعوذ بك من فتنة المحيا والممات، وأعوذ بك من عذاب القبر"(37).
    3- التسويف، وهو التأخير والتأجيل لعدم القدرة على سرعة الإنجاز لأي سبب من الأسباب، إما لأن الوقت غير مناسب، أو لوجود عائق يمنع ذلك؛ فهذا التسويف محمود. أما في حالة التسويف مع القدرة على الإنجاز؛ فهذا التسويف مذموم ومضيعة للوقت؛ ولذا أمر الرسول { بالمبادرة إلى استثمار الوقت وعدم التسويف، فعن أبي هريرة رضي الله عنه أن رسول الله { قال: "بادروا بالأعمال سبعاً: هل تنتظرون إلاّ فقراً منسياً، أو غنى مطغياً، أو مرضاً مفسداً، أو هرماً مفنداً، أو موتاً مجهزاً، أو الدجال فشر غائب منتظر، أو الساعة فالساعة أدهى وأمر"(38).
    4- اتباع الهوى، وهو ميل النفس إلى ماتشتهيه وتحبه، وغلبة ذلك على القلب، ثم تسير النفس وراء هذا الهوى وتعشقه من غير تحكيم العقل، أو الرجوع إلى الشرع، أو تقدير للعاقبة. فصاحب الهوى بعبوديته لشهواته وميوله لها لايستطيع أن يستفيد من وقته أو من حياته. وصدق الله سبحانه وتعالى إذ يقول: أفرأيت من \تخذ إلهه هواه وأضله الله على" علم وختم على" سمعه وقلبه وجعل على" بصره غشاوة فمن يهديه من بعد الله أفلا تذكرون 23 {الجاثية: 23} .
    وعن شداد بن أوس رضي الله عنه أن رسول الله { قال: "الكيّس من دان نفسه، وعمل لما بعد الموت، والعاجز من اتبع نفسه هواها، وتمنى على الله"(39).
    5- طول الأمل، وهذا مرض يضم في ثناياه الغفلة، والكسل والتسويف، ويميل بصاحبه إلى حب الدنيا، والاشتغال بها، والإعراض عن الآخرة.
    ولكن إذا كان الأمل هو المفطور عليه الإنسان كحب الحياة، أو جلب منفعة، كأمل في عمارة الأرض، أو بناء مسكن لأسرته، أو الوصول إلى أعلى المناصب؛ فهذا الأمل محمود ولكن بشرط أن لايحول بين الإنسان وطاعة الله تعالى فقد قال الله تعالى: وابتغ فيما آتاك الله الدار الآخرة ولا تنس نصيبك من الدنيا 77 {القصص: 77} .
    وقد روي عن أمير المؤمنين علي بن أبي طالب، رضي الله عنه أنه قال: "أعمل لدنياك كأنك تعيش أبداً، وأعمل لآخرتك كأنك تموت غداً"(40).
    أما طول الأمل المذموم فهو ماشغل عن طاعة الله تعالى، وضيع الوقت والعمل، وهذا خليط من الغفلة والتسويف، قال الله تعالى في هذا النوع من الأمل: ذرهم يأكلوا ويتمتعوا ويلههم الأمل فسوف يعلمون 3 {الحجر: 3}.
    أضف إلى ذلك من أسباب ضياع الوقت: الفراغ القلبي، والنفسي، أي: ضعف الإيمان، ومصاحبة البطالين.
    وكم من الأوقات يقضيها البعض أمام الشاشات، وفي المقاهي، وسماع المحرمات، وغيرها. تذهب من أعمارهم لايجنون منها إلا الندم!
    الخلاصة:
    يمضي الزمن وتمضي معه حياتنا ولا أحد يستطيع أن يوقف الزمن إلا خالقه، ولايستفيد من الوقت إلا الناجحون في العلم، والعبادة، والصناعة، والزراعة، وأعمال الخير. ومن لم يستفد من زمنه في الدنيا لم يستفد في الآخرة، فالدنيا دار عمل، والآخرة دار حساب وما تقدموا لأنفسكم من خير تجدوه عند الله 110 {البقرة: 110}، ومن أضاع وقته في الدنيا لم تنفعه حسرته في الآخرة.
    فالوقت لايمكن تدراكه؛ لأن لكل وقت عملاً يؤدى فيه ولا يؤدى في غيره، فالوقت الآخر لعمل آخر وجب تأديته، فهل يمكن أن نؤدي صلاة الفجر في وقت صلاة الظهر؟!
    والأيام صحائف الأعمال، ومن شغل نفسه بغير المهم فقد ضيع المهم، وفوت على نفسه الأهم، وكما قال الخليفة الراشد عمر بن عبدالعزيز رحمه الله: "إن الليل والنهار يعملان فيك، فاعمل فيهما"(41).
    فصاحب الحظ من عمر وقته بالعلم النافع، والعمل الصالح، فوقت المسلم شاهد له أو عليه.

    الهوامش:
    1، 2 المصباح المنير، ص: (256،66) أحمد بن محمد المقري الفيومي.
    3 رواه البخاري كتاب الرقائق فتح الباري ج:(11) برقم: (6412).
    4 رواه الطبراني في المعجم الكبير واللفظ له (20-6160) وهو صحيح بشواهده ط:(1) مطابع الوطن العربي بغداد.
    5 قيمة الزمن عند العلماء ص:(19)، ط:(1)، 1404ه-1984م دار عالم الكتب- عبدالفتاح أبو غدة (6- 23) سوانح وتأملات في قيمة الزمن ص:(30)، ص:(4140) ط(3) مكتبة الوفاء- خلدون الأحدب.
    7، 8، 9، 19 ذيل طبقات الحنابلة (1-410)، (1-415)، (4-1344)، (1-281) طبعة القاهرة 1952م لابن رجب.
    10 سير أعلام النبلاء: (21-377) للذهبي مؤسسة الرسالة.
    11 درء تعارض العقل والنقل: (8-60) ط(1) مطابع جامعة الإمام محمد بن سعود الإسلامية 1399ه ابن تيمية.
    12 المنتظم لابن الجوزي ط(1) (9-214) حيدر أباد الهند 1359ه.
    13، 41 الوقت أغلى من كنوز الأرض ص:(22) ط(1) 1418ه بدار بن خزيمة- شعبان جبريل عبدالعال.
    14 صيد القلم ص:(808) ط(1) 1418ه اليمامة للطباعة والنشر- خالد سيد علي.
    15، 16 الجواب الكافي لابن القيم ص:(212) ط 1403ه مطبعة المدني 1403ه-1983م.
    17 كتاب الزهد للبيهقي ص:(217) ط 1403ه دار العلم.
    18 الفوائد لابن القيم ص:(366) ط(1) 1418ه-1988م دار بن خزيمة الرياض.
    20 بيادر العمر ص:(157156)، ط(1) 1997م رشاد برس بيروت- د. رضا ديب عواضه.
    21 الحاكم في المستدرك (4-306) وصححه.
    22 مسند الإمام أحمد ج(4): (380) مسند أنس بن مالك برقم (12980) تحقيق الدرويش(24، 27، 29) مسلم من حديث طويل مختصر صحيح مسلم للمنذري تحقيق الألباني برقم (1888) ورقم:(1905).
    25- 33 صحيح الجامع الصغير للألباني برقم (5509) ورقم: (1047).
    26، 30، 32- متفق عليه رياض الصالحين للنووي برقم:(248 و 1407، 314).
    28 البخاري فتح الباري ج(11) برقم: (6502).
    31، 38، 39 سنن الترمذي ج(5) برقم: (3432) وج(3) برقم: (2408) وج(4) برقم: (2577) مطبعة الفجال الجديدة مراجعة- عبدالرحمن محمد عثمان.
    34 أحاديث الجمعة ج(1) ص:(38) حسن البنا دار الإيمان 1982م.
    35 قطع الصمت في اغتنام الوقت ص:(60) ط(1) 1421ه دار العاصمة- خالد النصار.
    36 البخاري برقم: (6367)، ومختصر صحيح مسلم للمنذري تحقيق الألباني برقم: (1911).
    37 البخاري كتاب الجهاد برقم: (2823).

    (40) خطب الشيخ محمد حسان ج(6) ص:(15) دار بن رجب دمياط ط(1) 1418ه-1998م.

    والنقل
    http://www.ahlalhdeeth.com/vb/showthread.php?t=7903
    avatar
    الشيخ إبراهيم حسونة
    كان الله تعالى له وجعل ما يفعله في ميزان حسناته
    كان الله تعالى له وجعل ما يفعله في ميزان حسناته


    ذكر عدد الرسائل : 9251
    شكر : 7
    تاريخ التسجيل : 08/05/2008

    "البلاغ في أهمية الوقت وخطر الفراغ" لأبي محمد عبد الحميد الأثري -كان الله تعالى له Empty رد: "البلاغ في أهمية الوقت وخطر الفراغ" لأبي محمد عبد الحميد الأثري -كان الله تعالى له

    مُساهمة من طرف الشيخ إبراهيم حسونة 03.09.09 10:05

    احذر يا طالب العلم .. تضييع الوقت أشد من الموت !!

    Embarassed
    قد يظن البعض أن تضييع الأوقات هو إمضاء الوقت من غير إشغال النفس بعمل نافع

    وهذا في الحقيقة وإن كان من صور ضياع الوقت إلا أنه تصور قاصر لهذه القضية

    قد يؤدي إلي الوقوع في بقية الصور ظناً أنها ليست تضييعأً للوقت

    فأذكر هنا بعض هذه الصور تحذيرأً لنفسي وإخواني, فمن هذه الصور:

    ـ خلو اليد من عمل نافع للدين أو الدنيا

    ـ الا نشغال بما نفعه قليل مع إتاحة ما فيه نفع كبير

    ـ الانشغال بغير واجب الوقت المطلوب في الحال

    ـ إعطاء الأعمال أكثر من وقتها المستحق

    وهذه الصور تحصل في العلم والعمل والدعوة, وفي الدنيا أيضا


    فلنحذرها

    قال الإمام ابن القيم ـ رحمه الله ـ :

    ( ضياع الوقت أشد من الموت ,لأن الموت يحجبك عن
    الناس, وضياع الوقت يحجبك عن الله والدار الآخرة
    )

    Embarassed

    جزاك الله خيراً على الفائدة .

    ورد في كتاب "جمال الدين القاسمي" للاستنابولي


    أن الشيخ القاسمي رحمه الله كان إذا رأى الناس في المقاهي يضيعون أوقاتهم عبثاً يتحسّر

    ويقول :
    ليت الوقت يُشترى لأشتري منهم أوقاتهم الضائعة وأضيفها إلى وقتي

    (كتبتها من حفظي) .

    وقال الشاعر :
    والوقت أنفس ما عنيت بحفظه ... وأراه أسهل ما عليك يضيع


    والنقل
    http://www.ahlalhdeeth.com/vb/showthread.php?t=141471


    [/size]
    avatar
    الشيخ إبراهيم حسونة
    كان الله تعالى له وجعل ما يفعله في ميزان حسناته
    كان الله تعالى له وجعل ما يفعله في ميزان حسناته


    ذكر عدد الرسائل : 9251
    شكر : 7
    تاريخ التسجيل : 08/05/2008

    "البلاغ في أهمية الوقت وخطر الفراغ" لأبي محمد عبد الحميد الأثري -كان الله تعالى له Empty رد: "البلاغ في أهمية الوقت وخطر الفراغ" لأبي محمد عبد الحميد الأثري -كان الله تعالى له

    مُساهمة من طرف الشيخ إبراهيم حسونة 03.09.09 10:16


    فائدة :
    قال عبد الله بن مسعود رضي الله عنه:
    إني لأمقت الرجل أن أراه فارغا ليس في شي من عمل الدنيا ولا عمل الآخرة "

    فاصل

    فائدة :

    يقول عبد الرحمن ابن الإمام أبي حاتم الرازي
    " ربما كان يأكل وأقرأ عليه ويمشي وأقرأ عليه ويدخل الخلاء وأقرأ عليه ويدخل البيت في طلب شيء وأقرأ عليه "

    فكانت ثمرة هذا المجهود وهذا الحرص على استغلال الوقت
    كتاب الجرح والتعديل في تسعة مجلدات
    وكتاب التفسير في مجلدات عدة
    وكتاب السند في ألف جزء.

    فاصل

    من أسباب تضييع الوقت :

    1ـ عدم وضوح الغاية :

    إن عدم وضوح الغاية ، أو عدم وجودها ، أو عدم التفكير فيها ، أو عدم الانشغال بها والسعي لأجلها هو أعظم سبب لضياع الأوقات .

    فمن حدد هدفاً يسعى إليه ـ أياً كان الهدف ـ فإنه لن يضيع وقته
    فالطالب الذي يريد التفوق لا يكثر اللهو ، ومن يريد الزواج يسعى لتحصيله بأسبابه ، ومن يريد أن يكون تاجراً يسعى لتحصيل ذلك ، وهكذا

    فحري بمن غايته الوصول إلى الجنة ونعميها أن يسعى جاداً لتحصيلها ،
    قال تعالى :
    (سابقوا إلى مغفرة من ربكم وجنةٍ عرضها كعرض السماء والأرض )
    .آية 21 من سورة الحديد .

    وفي الحديث
    ( من خاف أدلج ، ومن أدلج بلغ المنزل ، ألا إن سلعة الله عالية ، ألا إن سلعة الله الجنة )
    .رواه الترمذي ، كتاب صفة القيامة ، باب (18) ح (2450) وقال حديث حسن غريب ، ورواه الحاكم 4/307،308 ، وقال صحيح الإسناد ولم يخرجاه .

    وكل هدف نبيل يسعى المؤمن لتحصيله فيه إصلاح دينه ، أو دنياه ، أو أمته ،
    إذا أخلص فيه النية ووافق فيه الطريقة الشرعية فإنه طريق لتحصيل تلك الغاية .

    2ـ مرافقة الزملاء غير الجادين الذي يضيعون الأوقات سدى ، ولا يستفيدون من عمرهم وشبابهم .

    3ـ الفراغ ، وعدم معرفة ما ينبغي أن يشغل به وقت .

    4ـ كثرة الملهيات والمغريات فإذا انشغل بها المؤمن ضاع وقته وخسر عمره .

    5ـ قلة الأعوان ـ من الأهل والأصحاب ـ على استغلال الوقت .

    فاصل

    أورد هناد بن السري في ــ الزهد ــ ( د . ت ) عن الإمام الحسن البصري :
    (( إياك والتسويف ، فإنك بيومك ، ولست بغدك
    قال : فإن يكن غد لك ، فكس ( الفطانه والعقل ) فيه كما كست في اليوم ، وإلا يكن الغد لك ، لن تندم على ما فرطت في اليوم ))
    الجزء الأول ، ص 289

    فاصل

    المصدر السابق


    أبوعبدالواحدالمجيب
    أبوعبدالواحدالمجيب
    غفر الله تعالى له
    غفر الله تعالى له


    ذكر عدد الرسائل : 1
    العمر : 42
    البلد : الجزائر حرسها الله بالتوحيد
    العمل : تاجر
    شكر : 0
    تاريخ التسجيل : 07/09/2009

    "البلاغ في أهمية الوقت وخطر الفراغ" لأبي محمد عبد الحميد الأثري -كان الله تعالى له Empty رد: "البلاغ في أهمية الوقت وخطر الفراغ" لأبي محمد عبد الحميد الأثري -كان الله تعالى له

    مُساهمة من طرف أبوعبدالواحدالمجيب 07.09.09 23:36

    جزاك الله خيرا على ماأفدت به من أهمية للوقت

      الوقت/التاريخ الآن هو 13.05.24 1:27