خزانة الربانيون

هل تريد التفاعل مع هذه المساهمة؟ كل ما عليك هو إنشاء حساب جديد ببضع خطوات أو تسجيل الدخول للمتابعة.

    هل يُمكن رؤية النبي في اليقظة ؟

    أبو محمد عبدالحميد الأثري
    أبو محمد عبدالحميد الأثري
    المدير العام .. وفقه الله تعالى


    ذكر عدد الرسائل : 3581
    البلد : مصر السنية
    العمل : طالب علم
    شكر : 7
    تاريخ التسجيل : 25/04/2008

    الملفات الصوتية هل يُمكن رؤية النبي في اليقظة ؟

    مُساهمة من طرف أبو محمد عبدالحميد الأثري 09.07.08 17:24

    هل يُمكن رؤية النبي في اليقظة ؟

    ابن الشريف

    الحمد لله رب العالمين ولا عدوان إلا على الظالمين والصلاة والسلام على خير خلق الله أجمعين نبينا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين وأمَّا بعد:

    حب النبي صلى الله عليه وسلم واجبٌ على كل مسلم, والحب يكون بالإتباع لا بالإبتداع, ولقد قال بعض المبتدعة من غلاة الصوفية في زمننا هذا وأزمنة خلت أنهم يتصلون بالنبي صلى الله عليه وآله وسلم يقظةً في موالدهم وفي أماكن أخرى ! ومما وقع في يدي بهذا الشأن تسجيل صوتي لمفتي جمهورية مصر العربية فضيلة الشيخ عليّ جمعة غفر الله له ولنا وسامحه الله على ما قال, يقول فيه أنه رأى النبي صلى الله عليه وسلم يقظة !!! ويُشنِّع على من لم يقتنع برأيه! وأخذ يغمز ويهمز بنبرة استهزاء بالذين قالوا بالدليل باستحالة وقوع هذا, غفر الله له, وأحببت تبيان الحق في المسألة لإن الشيخ لم يعرض وجهة النظر المخالفة.

    يقول الشيخ عليّ جمعة سامحه الله: (كنت منهمكاً في قراءة كتب السيرة .. قرأت قرابة الأربعين كتاب .. ثم تجلى لي النبي فرأيته يقظة ) واستدل بهذا الحديث ( من رآني في المنام فسيراني في اليقظة ) وللأسف الشديد فقد قام المفتي عفا الله عنه ببتر شهادة الراوي في هذا الحديث, ولكن قبل أن أعلِّق على هذا الحديث أريد أن أسأل المفتي وكل من يؤمن بما قاله المفتي من إمكانية رؤية النبي صلى الله عليه وسلم في اليقظة بعض الأسئلة المشروعة:

    لماذا لم يظهر النبي صلى الله عليه وسلم يقظة في مواقف كانت محددة لمصير الأمة ؟ لماذا لم يظهر يقظة للمهاجرين والأنصار في سقيفة بني ساعدة وقت الاختلاف على الخلافة ؟ لماذا لم يظهر لأبي بكر رضي الله عنه في شأن نزاعه مع الزهراء رضي الله عنها في قضية فَدَك؟ لماذا لم يظهر في صفين وفي حروراء ليفضَّ جمهور الخوارج عن عليٍّ رضي الله عنه ؟ لماذا لم يظهر يقظة لمعاوية فينهاه عن قتال عليّ وأهل العراق ؟أعتقد أن هذه الأسئلة "منطقية" جداً ونريد إجابات مقنعة من المفتي وأنصار هذا الرأي, فهذه المواقف أحرى وأوجب لظهور الرسول صلى الله عليه وسلم يقظةً, وهي أعظم من الموالد والمناسبات العامة وحالات الاختلاء بالنفس.

    وقد قال الحافظ السخاوي في رؤية النبي صلى الله عليه وآله في اليقظة بعد موته:« لم يصل إلينا ذلك ـ أي ادعاء وقوعها ـ عن أحد من الصحابة ولا عمن بعدهم وقد اشتد حزن فاطمة عليه‏ صلى الله عليه وسلم حتى ماتت كمدًا بعده بستة أشهر على الصحيح وبيتُها مجاور لضريحه الشريف ولم تنقل عنها رؤيته في المدة التي تأخرتها عنه» نقل ذلك القسطلاني في(المواهب اللدنية) (5/295) عن السخاوي.

    وأيضاً ذكر الحافظ ابن حجر العسقلاني «أن ابن أبى جمرة نقل عن جماعة من المتصوفة أنهم رأوا النبي في المنام ثم رأوه بعد ذلك في اليقظة وسألوه عن أشياء كانوا منها متخوفين فأرشدهم إلى طريق تفريجها فجاء الأمر كذلك » ، ثم تعقب الحافظ ذلك بقوله:« وهذا مشكل جدًا ولو حُمِل على ظاهره لكان هؤلاء صحابة ولأمكن بقاء الصحبة إلى يوم القيامة ويعكر عليه أن جمعًا جمًا رأوه في المنام ، ثم لم يذكر واحد منهم أنه رآه في اليقظة وخبر الصادق لا يتخلف » (فتح الباري) (12/385).

    وقال الشيخ عبدالعزيز بن باز/ في(حكم الاحتفال بالمولد النبوي) : «بعضهم يظن أن رسول الله صلى الله عليه وسلم يحضر المولد ؛ ولهذا يقومون له مُحَيِّين ومرحّبين ، وهذا من أعظم الباطل وأقبح الجهل ، فإن الرسول صلى الله عليه وسلم لا يخرج من قبره قبل يوم القيامة ، ولا يتصل بأحد من الناس ، ولا يحضر اجتماعاتهم ، بل هو مقيم في قبره إلى يوم القيامة ، وروحه في أعلى عليين عند ربه في دار الكرامة، كما قال الله تعالى في سورة المؤمنون:﴿ ثُمَّ إِنَّكُمْ بَعْدَ ذَلِكَ لَمَيِّتُونَ * ثمَّ إِنَّكُمْ يَوْمَ الْقِيَامَةِ تُبْعَثُونَ﴾ (المؤمنون:15- 16) ، وقال النبي صلى الله عليه وسلَّم :«أنا سيد ولد آدم يوم القيامة ، وأول من ينشق عنه القبر.وأول شافع وأول مشفع » عليه من ربه أفضل الصلاة والسلام. فهذه الآية الكريمة والحديث الشريف وما جاء في معناهما من الآيات والأحاديث ، كلها تدل على أن النبي ص وغيره من الأموات إنما يخرجون من قبورهم يوم القيامة ». اهـ (والحديث رواه مسلم).

    أما حديث (من رآني في المنام فسوف يراني) فهو "مبتور", والراوي نفسه لم يذكر (فسوف يراني) وسكت, إنما قال في روايته عن حديث النبي: ( من رآني في المنام فسوف يراني أو لكأنما رآني في اليقظة ) وهذه التكملة تدل على وقوع الشك في رواية الراوي, لإن رواية البخاري ليس فيها هذا اللفظ (فسوف يراني) إنما لفظ البخاري هو (فقد رآني) فقط, من غير زيادة ولا نقصان.

    وقال الشيخ شحاتة صقر: والرواية أخرجها مسلم (حديث رقم 2266) ، وأبو داود (حديث رقم 5023) ، و أحمد (5/306) الذي فيه اللفظ المذكور بلفظ «فسيراني في اليقظة. أو لكأنما رآني في اليقظة » وهذا الشك من الراوي يدل على أن المحفوظ إنما هو لفظ «فكأنما رآني » أو «فقد رآني»؛ لأن كلًا منهما ورد في روايات كثيرة بالجزم وليس فيها شيء شك فيه الراوي.

    فيتضح أن رواية الحديث الذي استدل به المفتي عفا الله عنه مبنية على الظن لقول الراوي (أو لكأنما رآني) وبالتالي نحن نأخذ المُحكَم ولا نأخذ المتشابه, والرواية المحكمة في الحديث هي (فقد رآني) أي أن رؤية النبي في المنام هي رؤية حق لإن الشيطان لا يتلبس بالنبي صلى الله عليه وسلم, وبالتالي فرؤيته في اليقظة مستحيلة من كل وجه.

    وآخر دعوانا أن الحمد لله ربِّ العالمين.

    ابن الشريف
    مدير موقع لماذا الاسلام لصد التنصير والرَّفض والتهويد ونصرة التوحيد


    منقول من هنـــا
    أبو محمد عبدالحميد الأثري
    أبو محمد عبدالحميد الأثري
    المدير العام .. وفقه الله تعالى


    ذكر عدد الرسائل : 3581
    البلد : مصر السنية
    العمل : طالب علم
    شكر : 7
    تاريخ التسجيل : 25/04/2008

    الملفات الصوتية رد: هل يُمكن رؤية النبي في اليقظة ؟

    مُساهمة من طرف أبو محمد عبدالحميد الأثري 14.07.08 17:26

    وسئل العلامة محمد خليل هراس -رحمه الله تعالى- ما هو نصه :

    ما حكم من ينسب إلى النبي صلوات الله وسلامه عليه صفات تخرجه عن الطبيعة البشرية كأن يقول: إنه خلق من نور الله، وأنه نور عرش الله، وأن قدميه لا يظهر لها أثر إذا وطئت الأرض الرملية. وأنه ليس له ظل. مستدلاً بقول الله تعالى: {يَا أَيُّهَا النَّبِيُّ إِنَّا أَرْسَلْنَاكَ شَاهِداً وَمُبَشِّراً وَنَذِيراً (45) وَدَاعِياً إِلَى اللَّهِ بِإِذْنِهِ وَسِرَاجاً مُنِيراً} [الأحزاب: 45، 46]، فما حكم ذلك القائل؟ ومعنى هذا الآية؟

    الجواب: لقد كان الغلو في تعظيم المخلوقين من الأنبياء والصالحين هو أصل ما وقع في العالم من الشرك وعبادة الأوثان. فقد خرج هذا الغلو بكثير من الناس إلى اعتقاد أن هؤلاء ليسوا بشرًا كسائر الناس، ولكنهم يتميزون بطبيعة الإلهية، فتراهم ينسبون إليهم القدرة على فعل الخوارق والمعجزات والكشف عن الغيبيات والأمور المستقبلة والتأثير في العالم الأرضي بقوة ذاتية موجودة فيهم، فيحضرون الغائب، وينزلون الأمطار، ويجرون على من يغضبون عليه المصائب والويلات.

    ولهذا حرص الإسلام، وهو دين التوحيد الخالص من شوائب الشر والوثنية، أن يؤكد في كل مناسبة أن الأمر كله لله، وأن ليس لمخلوق مهما كان قربه ومنزلته، شركة في خلق شيء ولا في تدبير أمر، وأن كل من سواه مربوب محدث وعاجز فقير، لا يملك لنفسه فضلاً عن عابديه نفعًا ولا ضرًا، لا يعلم من الغيب إلا ما أطلعه الله عليه مما شاء أن يطلع عليه رسله وأنبياءه.

    وقد جاء القرآن الكريم يؤكد بشرية الرسول صلى الله عليه وسلم، وورد ذلك في صورة الأمر له أن يقول ذلك،حتى يكون شهادة منه على نفسه وحجة على كل من يغلو فيه،مثل قوله تعالى في سورة الأنعام: {قُلْ لا أَقُولُ لَكُمْ عِنْدِي خَزَائِنُ اللَّهِ وَلا أَعْلَمُ الْغَيْبَ وَلا أَقُولُ لَكُمْ إِنِّي مَلَكٌ إِنْ أَتَّبِعُ إِلا مَا يُوحَى إِلَيَّ}[الأنعام: 50].

    وقوله في سورة الأعراف: {قُلْ لا أَمْلِكُ لِنَفْسِي نَفْعاً وَلا ضَرّاً إِلا مَا شَاءَ اللَّهُ وَلَوْ كُنْتُ أَعْلَمُ الْغَيْبَ لاسْتَكْثَرْتُ مِنَ الْخَيْرِ وَمَا مَسَّنِيَ السُّوءُ إِنْ أَنَا إِلا نَذِيرٌ وَبَشِيرٌ لِقَوْمٍ يُؤْمِنُونَ}[الأعراف:188].

    وقوله من سورة الكهف: {قُلْ إِنَّمَا أَنَا بَشَرٌ مِثْلُكُمْ يُوحَى إِلَيَّ أَنَّمَا إِلَهُكُمْ إِلَهٌ وَاحِدٌ}[الكهف: 110]؛ ومثل هذا في القرآن كثير.

    ولقد جاءت السنة المطهرة بما يوافق الكتاب الكريم في النهي عن الغلو، فصح عنه صلى الله عليه وسلم أنه قال: ((لا تطروني كما أطرت النصارى ابن مريم؛ وإنما أنا عبد؛ فقولوا: عبد الله ورسوله))

    وقال صلى الله عليه وسلم ((إنما أنا بشر، وإنكم تختصمون إلي، ولعل بعضكم أن يكون ألحن بحجته فأقضي له على ما أسمع))

    وبناء على ذلك: يكون من خرج على النص الثابت بصريح الآيات وصحيح السنة فنسب إلى الرسول صلى الله عليه وسلم بعض الصفات التي تخرجه من دائرة البشرية يكون مرتدًا والعياذ بالله.

    على أن هؤلاء يكذبون عليه أشنع الكذب، ويختلقون له من الصفات ما لا أصل له في كتاب ولا سنة صحيحة؛ فلم يرد عنه أنه أخبر عن نفسه بأنه خلق من نور الله، ولا أنه أول المخلوقات، ولا أنه نور عرش الله، إلى غير ذلك مما يضاهي به غلاة هذه الأمة قول الذين كفروا من قبل. وكل ما نسب إليه عليه الصلاة والسلام من ذلك فهو باطل مفترى.

    وفيما ورد من خصائصه وصفاته في الكتاب والسنة ما يكفي لبيان علو درجته، وأنه من الله عز وجل _ بالمنزلة التي يقصر عن بلوغها كل ملك مقرب وكل نبي مرسل، كهذه الآية يستدل بها هؤلاء الغلاة من سورة الأحزاب: {يَا أَيُّهَا النَّبِيُّ إِنَّا أَرْسَلْنَاكَ شَاهِداً وَمُبَشِّراً وَنَذِيراً0 وَدَاعِياً إِلَى اللَّهِ بِإِذْنِهِ وَسِرَاجاً مُنِيراً}[الأحزاب:46].

    فإن منصب الشهادة على الناس كلهم لا يناله إلا من بلغ غاية الكمال في تحقيق المشهود به، فيكون خير الناس وأكملهم، وهو المبشر لكل من أطاعه واتبعه، والنذير لكل من عصاه وخالفه، والداعي إلى الله على هدى وبصيرة، وهو السراج المنير الذي يخرج الناس من ظلمات الشكوك إلى النور، والريب والكفران إلى نور العلم واليقين والعرفان.

    وأما اعتقاد أنه صلى الله عليه وسلم ليس له ظل، وما شابهه فهو مبني على اعتقاد أنه ليس بشرًا فهو كذب على كذب.

    والحاصل أنه لا يجوز لأحد أن يصفه صلى الله عليه وسلم بغير ما وصفه الله به، وكل ما وراء ذلك هو هراء صوفية ولوثات وثنية.
    أبو محمد عبدالحميد الأثري
    أبو محمد عبدالحميد الأثري
    المدير العام .. وفقه الله تعالى


    ذكر عدد الرسائل : 3581
    البلد : مصر السنية
    العمل : طالب علم
    شكر : 7
    تاريخ التسجيل : 25/04/2008

    الملفات الصوتية رد: هل يُمكن رؤية النبي في اليقظة ؟

    مُساهمة من طرف أبو محمد عبدالحميد الأثري 14.07.08 17:28

    وسئل -رحمه الله تعالى أيضاً :



    نص السؤال: حضرت في مسجد جماعة إسلامية تدعو إلى السنة؛ فقال الخطيب بعد أن حمد الله وأثنى عليه: خلق الله نور روح سيدنا محمد قبل كل الأرواح. وصحح ذلك بحديث: ((كنت نبيًا وآدم بين الطين والتراب)) ؛ فأي ذلك صحيح؟ أفيدونا.

    الجواب : لم يرد دليل من كتاب ولا سنة صحيحة أن روح نبينا محمد صلى الله عليه وسلم خلقت قبل كل الأرواح، وإنما ورد في الحديث الصحيح: ((أن الله خلق الأرواح قبل الأجساد بألفي عام))[1][6].

    وأما الحديث الذي استدل به خطيب هذه الجماعة على ما افتراه وهو قوله عليه الصلاة والسلام: ((كنت نبيًا وآدم بين الطين والتراب)) [1][7] ؛ فهو لا يدل على ذلك قطعًا وإلا لزم أن يكون هناك أمة في ذلك الوقت قد بعث إليها، ومعلوم أنه صلى الله عليه وسلم لم ينبأ إلا على رأس الأربعين من عمره؛ فالمراد بالحديث والله أعلم: أن الله الذي قدر أن يكون آدم أول البشر، وقدر _ أيضًا _ أن أكون أنا خاتم النبيين وأن قدر الله بذلك موجود ولما يتم خلق الله آدم.

    ويدل على ذلك قوله صلى الله عليه وسلم في الرواية الصحيحة: ((كنت عند الله خاتم النبيين وإن آدم عند الله لمنجدل في طينته))[1][8].

    وليس بغريب على هذه الجماعة أن تفتري الكذب على الله وعلى رسوله، فإن أكثر كلامها في شأن النبوة مبالغات وادعاءات يتبرأ منها الله ورسوله.

    والنبي صلى الله عليه وسلم قد حذر أمته من الغلو فيه؛ وقال: ((لا تطروني كما أطرت النصارى ابن مريم؛ وإنما أنا عبد؛ فقولوا: عبد الله ورسوله))[1][9].

    وقد سُمع بعض خطباء هذه الجماعة يقسم على المنبر أن محمدًا ليس بشرًا؛ ويزعم أن البقعة التي ضمت جسده الشريف أفضل من الكعبة؛ ومن الجنة؛ ومن العرش على الصحيح‍‍‍‍!!

    بل إن مؤسس هذه الجماعة له كتاب سماه (المقامات العليه) ادعى فيه أن الذات المحمدية كانت موجودة في الأزل مع الله قبل وجود الزمان والمكان وقبل العرش والقلم والروح وسائر المخلوقات؛ فنسأل الله أن يُعافينا من شر هذه الوثنية الجائرة بمنه وكرمه

      الوقت/التاريخ الآن هو 28.04.24 1:34