3 مشترك
حكم الحلف بغير الله ؟ وهل منه قوله صلى الله عليه وسلم ((أفلح وأبيه وإن صدق)) ؟
الشيخ إبراهيم حسونة- كان الله تعالى له وجعل ما يفعله في ميزان حسناته
- عدد الرسائل : 9251
شكر : 7
تاريخ التسجيل : 08/05/2008
الشيخ إبراهيم حسونة- كان الله تعالى له وجعل ما يفعله في ميزان حسناته
- عدد الرسائل : 9251
شكر : 7
تاريخ التسجيل : 08/05/2008
قلت : وقد ذكر العلامة أبو بكر ابن العربي في "أحكام القرآن" كلاماً دعا المقام إلى استحضاره ، فقال -رحمه الله تعالى :
" فإن قيل : كيف أقسم الله سبحانه وتعالى بغير ه ؟
قلنا : هذا قد بينا الجواب عنه على البلاغ في كتاب قانون التأويل ، وقلنا : للباري سبحانه أن يقسم بما شاء من مخلوقاته تعظيماً لها .
فإن قيل : فلم منع النبي –صلى الله عليه وسلم- من القسم بغير الله ؟
قلنا : لا تعلل العبادات . ولله أن يشرع ما شاء ، ويمنع ما شاء ، [ ويبيح ما يشاء ] ، وينوع المباح والمباح له ، ويغاير بين المشتركين ، ويماثل بين المختلفين ، ولا اعتراض عليه فيما كلف من ذلك ، وحمل؛ فإنه لا يسأل عما يفعل وهم يسألون .
فإن قيل : فلم قال النبي –صلى الله عيه وسلم- في الحديث الصحيح للأعرابي الذي قص عليه دعائم الإسلام وفرائض الإيمان ، فقال : والله لا أزيد على هذا ولا أنقص : " أفلح وأبيه وإن صدق" .
قلت : قد رأيته في نسخة مشرقية في الإسكندرية : "أفلح والله إن صدق" ويمكن أن يتصحف قوله : والله بقوله : وأبيه .
جواب آخر : بأن هذا منسوخ بقول : " إن الله ينهاكم أن تحلفوا بآبائكم "
جواب آخر : إن النبي -صلى الله عليه وسلم- إنما نهي عنه عبادة ، فإذا جرى ذلك على الألسن عادة فلا يمنع ، فقد كانت العرب تقسم في ذلك بمن تكره ، فكيف بمن تعظم ؟ ..."
"أحكام القرآن" لابن العربي (4/396-397) ط. دار الكتب العلمية 1416هـ
" فإن قيل : كيف أقسم الله سبحانه وتعالى بغير ه ؟
قلنا : هذا قد بينا الجواب عنه على البلاغ في كتاب قانون التأويل ، وقلنا : للباري سبحانه أن يقسم بما شاء من مخلوقاته تعظيماً لها .
فإن قيل : فلم منع النبي –صلى الله عليه وسلم- من القسم بغير الله ؟
قلنا : لا تعلل العبادات . ولله أن يشرع ما شاء ، ويمنع ما شاء ، [ ويبيح ما يشاء ] ، وينوع المباح والمباح له ، ويغاير بين المشتركين ، ويماثل بين المختلفين ، ولا اعتراض عليه فيما كلف من ذلك ، وحمل؛ فإنه لا يسأل عما يفعل وهم يسألون .
فإن قيل : فلم قال النبي –صلى الله عيه وسلم- في الحديث الصحيح للأعرابي الذي قص عليه دعائم الإسلام وفرائض الإيمان ، فقال : والله لا أزيد على هذا ولا أنقص : " أفلح وأبيه وإن صدق" .
قلت : قد رأيته في نسخة مشرقية في الإسكندرية : "أفلح والله إن صدق" ويمكن أن يتصحف قوله : والله بقوله : وأبيه .
جواب آخر : بأن هذا منسوخ بقول : " إن الله ينهاكم أن تحلفوا بآبائكم "
جواب آخر : إن النبي -صلى الله عليه وسلم- إنما نهي عنه عبادة ، فإذا جرى ذلك على الألسن عادة فلا يمنع ، فقد كانت العرب تقسم في ذلك بمن تكره ، فكيف بمن تعظم ؟ ..."
"أحكام القرآن" لابن العربي (4/396-397) ط. دار الكتب العلمية 1416هـ
أبو عبد الرحمن عبد المحسن- كان الله تعالى له وجعل ما يفعله في ميزان حسناته
- عدد الرسائل : 601
العمر : 41
البلد : مصر
العمل : طالب
شكر : 0
تاريخ التسجيل : 08/05/2008
أبو محمد عبدالحميد الأثري- المدير العام .. وفقه الله تعالى
- عدد الرسائل : 3581
البلد : مصر السنية
العمل : طالب علم
شكر : 7
تاريخ التسجيل : 25/04/2008
- مساهمة رقم 4
ذو صلة
وفيكم بارك الله تعالى "المبارك أبا عبد الرحمن" ونفع بنا وبكم
من أنواع الشرك الأصغر :
الحلف بغير الله تعالى
عن ابن عمر رضي الله عنهما أنه سمع رجلاً يقول: لا والكعبة، فقال ابن عمر: لا يُحلف بغير الله، فإني سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول: ((من حلف بغير فقد كفر أو أشرك))[1].
قال ابن تيمية: "والحلف بالمخلوقات حرام عند الجمهور، وهو مذهب أبي حنيفة وأحد القولين في مذهب الشافعي وأحمد، وقد حكي إجماع الصحابة على ذلك.
وقيل: هي مكروهة كراهة تنزيه، والأول أصح، حتى قال عبد الله بن مسعود وعبد الله بن عباس وعبد الله بن عمر: (لأن أحلفَ بالله كاذباً أحبّ إليَّ من أن أحلف بغير الله صادقاً)، وذلك لأن الحلف بغير الله شرك، والشرك أعظم من الكذب"[2].
وقال سليمان آل الشيخ: "قوله: ((فقد كفر أو أشرك)) أخذ به طائفة من العلماء فقالوا: يكفر من حلف بغير الله كفرَ شرك، قالوا: ولهذا أمره النبي صلى الله عليه وسلم بتجديد إسلامه بقول: لا إله إلا الله، فلولا أنه كفرٌ ينقل عن الملة لم يؤمر بذلك.
وقال الجمهور: لا يكفر كفراً ينقل عن الملة، لكنه من الشرك الأصغر، كما نصّ على ذلك ابن عباس وغيره، وأما كونه أمر من حلف باللات والعزى أن يقول: لا إله إلا الله، فلأنّ هذا كفارة له مع استغفاره، كما قال في الحديث الصحيح: ((ومن حلف فقال في حلفه: واللات والعزى، فليقل: لا إله إلا الله))[3]، وفي رواية ((فليستغفر))، فهذا كفارة له في كونه تعاطى صورةَ تعظيم الصنم، حيث حلف به، لا أنه لتجديد إسلامه، ولو قُدّر ذلك فهو تجديد لإسلامه لنقصه بذلك لا لكفره، لكن الذي يفعله عبّاد القبور إذا طلبت من أحدهم اليمين بالله أعطاك ما شئت من الإيمان صادقاً أو كاذباً، فإذا طلبت منه اليمين بالشيخ أو تربته أو حياته ونحو ذلك لم يقدِم على اليمين به إن كان كاذباً، فهذا شرك أكبر بلا ريب، لأن المحلوف به عنده أخوف وأجلّ وأعظم من الله، وهذا ما بلغ إليه شرك عبّاد الأصنام، لأن جهد اليمين عندهم هو الحلف بالله كما قال تعالى: {وَأَقْسَمُواْ بِ?للَّهِ جَهْدَ أَيْمَـ?نِهِمْ لاَ يَبْعَثُ ?للَّهُ مَن يَمُوتُ} [النحل:38]"[4].
---------------
[1] أخرجه الترمذي في النذور والإيمان، باب: ما جاء في كراهية الحلف بغير الله (1535)، والحاكم في المستدرك (4/330)، والبيهقي في الكبرى (10/29)، وقال الترمذي: "حسن صحيح"، وصححه الحاكم على شرط الشيخين، والألباني في صحيح الترغيب (2952).
[2] مجموع الفتاوى (1/204).
[3] أخرجه البخاري في التفسير، باب: {أفرأيتم اللات والعزى} (4860)، ومسلم في الإيمان (1647) من حديث أبي هريرة رضي الله عنه.
[4] تيسير العزيز الحميد (ص593).
من أنواع الشرك الأصغر :
الحلف بغير الله تعالى
عن ابن عمر رضي الله عنهما أنه سمع رجلاً يقول: لا والكعبة، فقال ابن عمر: لا يُحلف بغير الله، فإني سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول: ((من حلف بغير فقد كفر أو أشرك))[1].
قال ابن تيمية: "والحلف بالمخلوقات حرام عند الجمهور، وهو مذهب أبي حنيفة وأحد القولين في مذهب الشافعي وأحمد، وقد حكي إجماع الصحابة على ذلك.
وقيل: هي مكروهة كراهة تنزيه، والأول أصح، حتى قال عبد الله بن مسعود وعبد الله بن عباس وعبد الله بن عمر: (لأن أحلفَ بالله كاذباً أحبّ إليَّ من أن أحلف بغير الله صادقاً)، وذلك لأن الحلف بغير الله شرك، والشرك أعظم من الكذب"[2].
وقال سليمان آل الشيخ: "قوله: ((فقد كفر أو أشرك)) أخذ به طائفة من العلماء فقالوا: يكفر من حلف بغير الله كفرَ شرك، قالوا: ولهذا أمره النبي صلى الله عليه وسلم بتجديد إسلامه بقول: لا إله إلا الله، فلولا أنه كفرٌ ينقل عن الملة لم يؤمر بذلك.
وقال الجمهور: لا يكفر كفراً ينقل عن الملة، لكنه من الشرك الأصغر، كما نصّ على ذلك ابن عباس وغيره، وأما كونه أمر من حلف باللات والعزى أن يقول: لا إله إلا الله، فلأنّ هذا كفارة له مع استغفاره، كما قال في الحديث الصحيح: ((ومن حلف فقال في حلفه: واللات والعزى، فليقل: لا إله إلا الله))[3]، وفي رواية ((فليستغفر))، فهذا كفارة له في كونه تعاطى صورةَ تعظيم الصنم، حيث حلف به، لا أنه لتجديد إسلامه، ولو قُدّر ذلك فهو تجديد لإسلامه لنقصه بذلك لا لكفره، لكن الذي يفعله عبّاد القبور إذا طلبت من أحدهم اليمين بالله أعطاك ما شئت من الإيمان صادقاً أو كاذباً، فإذا طلبت منه اليمين بالشيخ أو تربته أو حياته ونحو ذلك لم يقدِم على اليمين به إن كان كاذباً، فهذا شرك أكبر بلا ريب، لأن المحلوف به عنده أخوف وأجلّ وأعظم من الله، وهذا ما بلغ إليه شرك عبّاد الأصنام، لأن جهد اليمين عندهم هو الحلف بالله كما قال تعالى: {وَأَقْسَمُواْ بِ?للَّهِ جَهْدَ أَيْمَـ?نِهِمْ لاَ يَبْعَثُ ?للَّهُ مَن يَمُوتُ} [النحل:38]"[4].
---------------
[1] أخرجه الترمذي في النذور والإيمان، باب: ما جاء في كراهية الحلف بغير الله (1535)، والحاكم في المستدرك (4/330)، والبيهقي في الكبرى (10/29)، وقال الترمذي: "حسن صحيح"، وصححه الحاكم على شرط الشيخين، والألباني في صحيح الترغيب (2952).
[2] مجموع الفتاوى (1/204).
[3] أخرجه البخاري في التفسير، باب: {أفرأيتم اللات والعزى} (4860)، ومسلم في الإيمان (1647) من حديث أبي هريرة رضي الله عنه.
[4] تيسير العزيز الحميد (ص593).
أبو محمد عبدالحميد الأثري- المدير العام .. وفقه الله تعالى
- عدد الرسائل : 3581
البلد : مصر السنية
العمل : طالب علم
شكر : 7
تاريخ التسجيل : 25/04/2008
تحريم الحلف بغير الله
الحمد لله وحده ، وبعد : فقد اطلعت على المقال المنشور في الصفحة الحادية عشر من جريدة الرياض الصادرة بتاريخ 23 / 12 / 1402 هـ . بعنوان " نداء من مواطن فقد ماله" .
وذكر في ضمن ندائه ما نصه ( إنني أستحلفك برب العالمين وبرسوله الأمين ) .
ونظرا إلى أن الحلف لا يجوز إلا بالله وحده أو بأسمائه أو بصفاته ، رأيت التنبيه على ذلك .
الحمد لله وحده ، وبعد : فقد اطلعت على المقال المنشور في الصفحة الحادية عشر من جريدة الرياض الصادرة بتاريخ 23 / 12 / 1402 هـ . بعنوان " نداء من مواطن فقد ماله" .
وذكر في ضمن ندائه ما نصه ( إنني أستحلفك برب العالمين وبرسوله الأمين ) .
ونظرا إلى أن الحلف لا يجوز إلا بالله وحده أو بأسمائه أو بصفاته ، رأيت التنبيه على ذلك .
أما الحلف بالمخلوقين فلا يجوز مطلقا بأي حال من الأحوال لقول النبي صلى الله عليه وسلم : من كان حالفا فلا يحلف إلا بالله أو ليصمت وقوله صلى الله عليه وسلم : من حلف بغير الله فقد كفر أو أشرك والأحاديث في هذا المعنى كثيرة ، فالواجب على الصحافة وغيرها مراقبة المقالات وجميع ما يراد نشره قبل النشر لملاحظة مثل ذلك حتى تكون سليمة من الأشياء المنكرة وغير اللائقة بصحافتنا الإسلامية ، كما أن الواجب على كل مسلم أن يتفقه في دينه وأن يتعلم ما لا يسعه جهله .
وفق الله الجميع للعلم النافع والعمل الصالح
وصلى الله وسلم على نبينا محمد وآله وصحبه .
وفق الله الجميع للعلم النافع والعمل الصالح
وصلى الله وسلم على نبينا محمد وآله وصحبه .
انتهى
من مجموع فتاوى ابن باز رحمه الله.
نقلاً عن
لطفا من هنا
من مجموع فتاوى ابن باز رحمه الله.
نقلاً عن
لطفا من هنا
» حكم الحلف بغير الله ؟ وهل منه قوله صلى الله عليه وسلم ((أفلح وأبيه وإن صدق)) ؟
» حكم الحلف بغير الله ؟ وهل منه قوله صلى الله عليه وسلم ((أفلح وأبيه وإن صدق)) ؟
» ( فقه ) قوله صلى الله عليه وسلم :
» هل قوله تعالى : {يد الله فوق أيديهم} , أي يده سبحانه حقيقة أم يد النبي صلى الله عليه وسلم ؟
» كيف نجمع بين حديث الذباب وبين قوله صلى الله عليه وسلم "أنتم أعلم بأمور دنياكم" ؟
» حكم الحلف بغير الله ؟ وهل منه قوله صلى الله عليه وسلم ((أفلح وأبيه وإن صدق)) ؟
» ( فقه ) قوله صلى الله عليه وسلم :
» هل قوله تعالى : {يد الله فوق أيديهم} , أي يده سبحانه حقيقة أم يد النبي صلى الله عليه وسلم ؟
» كيف نجمع بين حديث الذباب وبين قوله صلى الله عليه وسلم "أنتم أعلم بأمور دنياكم" ؟