خزانة الربانيون

هل تريد التفاعل مع هذه المساهمة؟ كل ما عليك هو إنشاء حساب جديد ببضع خطوات أو تسجيل الدخول للمتابعة.

    "النقول الصريحة في شرح حديث الدين النصيحة" لأبي يوسف محمد بن زايد

    أبو محمد عبدالحميد الأثري
    أبو محمد عبدالحميد الأثري
    المدير العام .. وفقه الله تعالى


    ذكر عدد الرسائل : 3581
    البلد : مصر السنية
    العمل : طالب علم
    شكر : 7
    تاريخ التسجيل : 25/04/2008

    الملفات الصوتية "النقول الصريحة في شرح حديث الدين النصيحة" لأبي يوسف محمد بن زايد

    مُساهمة من طرف أبو محمد عبدالحميد الأثري 25.06.08 18:10

    النقول الصريحة
    في شرح حديث الدين النصيحة


    الحمد لله الذي بعث الرسل بالنصح لأممهم حتى ختمهم - صلوات الله وسلامه عليهم - بخيرهم : سيد الأولين والآخرين ، الناصح الأمين ، صلى الله عليه وعلى آله الطاهرين وصحابته السابقين من الأنصار والمهاجرين ، ومن على سبيلهم سار إلى يوم الدين...

    أما بعد ، فهذا كتاب جمعت فيه ما يسر الله لي من أقوال الأئمة العلماء العاملين في شرحهم لحديث " الدين النصيحة " أسأل الله تعالى أن يجعله خالصا لوهه الكريك وأن ينفع به ... إنه سميع عليم ، قريب مجيب.



    حديث أبي رقية تميم بن أوس الداري أخرجه :

    1- الإمام مسلم في كتاب الإيمان – باب بيان أن الدين النصيحة

    * حدثنا محمد بن عباد المكي. حدثنا سفيان. قال: قلت لسهيل: إن عمرا حدثنا عن القعقاع، عن أبيك. قال: ورجوت أن يسقط عنى رجلا. قال فقال: سمعته من الذي سمعه منه أبي. كان صديقا له بالشام. ثم حدثنا سفيان عن سهيل، عن عطاء بن يزيد، عن تميم الداري؛ أن النبي r قال: "الدين النصيحة" قلنا: لمن؟ قال "لله ولكتابه ولرسوله ولأئمة المسلمين وعامتهم.



    2-الإمام النسائي في كتاب البيعة النصيحة

    * أخبرنا محمد بن منصور قال: حدثنا سفيان قال: سألت سهيل بن أبي صالح قلت: حدثنا عمرو بن القعقاع عن أبيك قال: أنا سمعته من الذي حدث أبي حدثه رجل من أهل الشام يقال له عطاء بن يزيد عن تميم الداري قال: قال رسول الله r : إنما الدين النصيحة، قالوا: لمن يا رسول الله؟ قال: لله ولكتابه ولرسوله ولأئمة المسلمين وعامتهم.



    * حدثنا يعقوب بن إبراهيم قال: أنبأنا عبد الرحمن قال: حدثنا سفيان عن سهيل بن أبي صالح، عن عطاء بن يزيد عن تميم الداري قال: قال رسول الله r -إنما الدين النصيحة، قالوا لمن يا رسول الله؟ قال: لله ولكتابه ولرسوله ولأئمة المسلمين وعامتهم.



    3-الإمام أبو داود في كتاب الأدب باب في النصيحة

    * حدثنا أحمد بن يونس، ثنا زهير، ثنا سهيل بن أبي صالح، عن عطاء بن يزيد، عن تميم الداري قال: قال رسول اللّه r: "إن الدين النصيحة، إن الدين النصيحة، إن الدين النصيحة" قالوا: لمن يارسول اللّه؟ قال: "للّه وكتابه ورسوله وأئمة المؤمنين وعامتهم، أو أئمة المسلمين وعامتهم".



    4- الإمام أحمد في المسند

    * حدثنا عبد الله حدثني أبي ثنا عبد الرحمن بن مهدي ثنا سفيان عن سهيل بن أبي صالح عن عطاء بن يزيد الليثي عن تميم الداري قال قال رسول الله r : إن الدين النصيحة..إنما الدين النصيحة .قالوا لمن يا رسول الله ؟ قال لله ولكتابه ولرسوله ولائمة المسلمين وعامتهم









    *حدثنا عبد الله حدثني أبي ثنا يحيى بن سعيد عن سفيان قال حدثني سهيل بن أبي صالح عن عطاء بن يزيد عن تميم الداري عن النبي r قال : إنما الدين النصيحة قيل لمن قال لله ولرسوله ولكتابه ولائمة المسلمين وعامتهم





    5- الإمام الحميدي في مسنده

    *حَدَّثَنَا الْحُمَيْدِىُّ ، قَالَ : حَدَّثَنَا سُفْيَانُ ، قَالَ : حَدَّثَنَا سُهَيْلُ بْنُ أَبِي صَالِحٍ قَالَ أَخْبَرَنِى عَطَاءُ بْنُ يَزِيدَ اللَّيْثِىُّ صَدِيقٌ كَانَ لأَبِي مِنْ أَهْلِ الشَّامِ عَنْ تَمِيمٍ الدَّارِىِّ قَالَ قَالَ رَسُولُ اللَّهِ r « الدِّينُ النَّصِيحَةُ الدِّينُ النَّصِيحَةُ الدِّينُ النَّصِيحَةُ » . قَالُوا لِمَنْ يَا رَسُولَ اللَّهِ قَالَ « لِلَّهِ وَلِكِتَابِهِ وَلِنَبِيِّهِ وَلأَئِمَّةِ الْمُسْلِمِينَ وَلِعَامَّتِهِمْ ...



    6- الإمام أبو عوانة في مسنده

    *حَدَّثَنَا أَبُو جَعْفَرٍ الدَّارِمِيُّ ، قَالَ : حَدَّثَنَا أَبُو نُعَيْمٍ ، وَقَبِيصَةُ (ح) وَحَدَّثَنَا الدَّارِمِيُّ ، قَالَ : حَدَّثَنَا حَبَّانُ بْنُ هِلالٍ ، قَالَ : حَدَّثَنَا وُهَيْبٌ ، عَنْ سُهَيْلٍ (ح) وَحَدَّثَنَا الْغَزِّيُّ ، قَالَ : حَدَّثَنَا الْفِرْيَابِيُّ ، عَنْ سُفْيَانَ ، عَنْ سُهَيْلِ بْنِ أَبِي صَالِحٍ ، عَنْ عَطَاءِ بْنِ يَزِيدَ اللَّيْثِيِّ ، عَنْ تَمِيمٍ الدَّارِيِّ ، قَالَ : قَالَ رَسُولُ اللَّهِ r : إِنَّمَا الدِّينُ النَّصِيحَةُ ثَلاثَ مَرَّاتٍ ، قِيلَ : لِمَنْ يَا رَسُولَ اللَّهِ ؟ ، قَالَ : لِلَّهِ ، وَلِرَسُولِهِ ، وَلأَئِمَّةِ الْمُسْلِمِينَ وَعَامَّتِهِمْ ،



    7- الإمام البيهقي في شعب الإيمان



    *أخبرنا أبو طاهر الفقيه أنا أبو بكر محمد بن الحسين القطان ثنا أحمد بن يوسف السلمي ثنا محمد بن يوسف الفريابي قال ذكر سفيان عن سهيل بن أبي صالح عن عطاء بن يزيد الليثي عن تميم الداري قال قال رسول الله r انما الدين النصيحة.. انما الدين النصيحة.. انما الدين النصيحة ... فقيل لمن يا رسول الله ؟ قال : لله ولكتابه ولرسوله ولأئمة المسلمين وعامتهم ...



    8--الإمام الطبراني في معجمه

    ‏* ‏ حَدَّثَنَا أَبُو يَزِيدَ الْقَرَاطِيسِيُّ ، حَدَّثَنَا عَبْدُ اللَّهِ بن صَالِحٍ ، حَدَّثَنِي اللَّيْثُ بن سَعْدٍ ، حَدَّثَنِي يَحْيَى بن سَعِيدٍ ، عَنْ سُهَيْلِ بن أَبِي صَالِحٍ السَّمَّانِ ، عَنْ عَطَاءِ بن يَزِيدَ ، مِنْ بني لَيْثٍ عَنْ تَمِيمٍ اَّلدارِيِّ ، عَنْ رَسُولِ اللَّهِ r ، أَنَّهُ قَالَ : الدِّينُ النَّصِيحَةُ ، الدِّينُ النَّصِيحَةُ ، الدِّينُ النَّصِيحَةُ ، قَالُوا : لِمَنْ يَا رَسُولَ اللَّهِ ؟ قَالَ : لِلَّهِ ، وَلِكِتَابِهِ ، وَلِرَسُولِهِ ، وَلأَئِمَّةِ الْمُسْلِمِينَ ، وَالْمُؤْمِنِينَ ، وَعَامَّتِهِمْ .



    ‏* ‏ حَدَّثَنَا يَحْيَى بن أَيُّوبَ الْعَلافُ ، حَدَّثَنَا سَعِيدُ بن أَبِي مَرْيَمَ ، حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بن جَعْفَرٍ ، أَنَّ سُهَيْلَ بن أَبِي صَالِحٍ ، عَنْ عَطَاءِ بن يَزِيدَ اللَّيْثِيِّ ، عَنْ تَمِيمٍ الدَّارِيِّ ، أَنّ رَسُولَ اللَّهِ r ، قَالَ : إِنَّ الدِّينَ النَّصِيحَةُ ، إِنَّ الدِّينَ النَّصِيحَةُ ، إِنَّ الدِّينَ النَّصِيحَةُ ، قَالُوا : لِمَنْ يَا رَسُولَ اللَّهِ ؟ قَالَ : لِلَّهِ ، وَلِكِتَابِهِ ، وَلِرَسُولِهِ ، وَلأَئِمَّةِ الْمُسْلِمِينَ ، وجَمَاعَتِهمْ



    ‏* ‏ حَدَّثَنَا عَبْدُ اللَّهِ بن أَحْمَدَ بن حَنْبَلٍ ، حَدَّثَنِي إِسْمَاعِيلُ بن عَبْدِ اللَّهِ بن زُرَارَةَ الرَّقِّيُّ ، حَدَّثَنَا ابْنُ أَبِي فُدَيْكٍ ، عَنِ الضَّحَّاكِ بن عُثْمَانَ ، عَنْ سُهَيْلِ بن أَبِي صَالِحٍ ، عَنْ عَطَاءِ بن يَزِيدَ اللَّثِيِّ ، عَنْ تَمِيمٍ الدَّارِيِّ ، قَالَ : قَالَ رَسُولُ اللَّهِ r : الدِّينُ النَّصِيحَةُ ، الدِّينُ النَّصِيحَةُ ، الدِّينُ النَّصِيحَةُ ، قَالُوا : لِمَنْ يَا رَسُولَ اللَّهِ ؟ قَالَ : لِلَّهِ ، وَلِرَسُولِهِ ، وَلِكِتَابِهِ ، وَلأَئِمَّةِ الْمُؤْمِنِينَ ، وَلِلْمُؤْمِنِينَ عَامَّةً ...



    9-الإمام الشهاب في مسنده

    * أنا عبد الرحمن بن عمر التجيبي أنا أحمد بن إبراهيم بن جامع ثنا علي بن عبد العزيز ثنا إسحاق بن إسماعيل الطالقاني ثنا سفيان بن عيينة قال كان عمرو بن دينار حدثناه عن القعقاع بن حكيم عن أبي صالح عن عطاء بن يزيد قال سفيان فلقيت ابنه سهيلا فقلت سمعت من أبيك حديثا حدثناه عمرو بن دينار عن القعقاع عن أبي صالح قال سمعت من الذي حدث أبي عنه سمعت عطاء بن يزيد الليثي يحدث عن تميم الداري قال قال رسول الله r الدين النصيحة ثلاثا قالوا لمن يا رسول الله ؟ قال : لله ولكتابه ولنبيه ولأئمة المسلمين وعامتهم...
    أبو محمد عبدالحميد الأثري
    أبو محمد عبدالحميد الأثري
    المدير العام .. وفقه الله تعالى


    ذكر عدد الرسائل : 3581
    البلد : مصر السنية
    العمل : طالب علم
    شكر : 7
    تاريخ التسجيل : 25/04/2008

    الملفات الصوتية رد: "النقول الصريحة في شرح حديث الدين النصيحة" لأبي يوسف محمد بن زايد

    مُساهمة من طرف أبو محمد عبدالحميد الأثري 25.06.08 18:11

    10- الإمام ابن حبان في صحيحه

    * أخبرنا الحسن بن سفيان قال حدثنا محمد بن رمح قال حدثنا الليث بن سعد عن يحيى بن سعيد الأنصاري عن سهيل بن أبي صالح السمان عن عطاء بن يزيد من بني ليث عن تميم الداري عن رسول الله rأنه قال الدين النصيحة ثلاث مرات قالوا لمن يا رسول الله قال لله ولكتابه ولرسوله ولأئمة المسلمين أو للمؤمنين وعامتهم

    * أخبرنا الوليد بن بنان بن الوليد بن بنان بواسط قال حدثنا محمد بن ميمون البزاز قال حدثنا سفيان بن عيينة قال حدثنا عمرو بن دينار عن القعقاع بن حكيم عن أبي صالح قال ثم لقيت سهيلا فقلت له أرأيت حديثا كان يحدث عمرو عن القعقاع عن أبيك سمعته من أبيك قال سمعته من الذي سمعه منه أبي صديق لأبي كان يأتي من الشام يقال عطاء بن يزيد الليثي سمعته أخبر ذلك عن تميم الداري عن رسول الله
    r قال ألا إن الدين النصيحة ألا إن الدين النصيحة ألا إن الدين النصيحة قالوا لمن يا رسول قال لله ولكتابه ولرسوله ولأئمة المسلمين وعامتهم



    11- الإمام البيهقي في سننه

    * أخبرنا أبو طاهر الفقيه أنبأ أبو بكر محمد بن الحسين القطان ثنا أحمد بن يوسف السلمي ثنا محمد بن يوسف قال ذكر سفيان عن سهيل بن أبي صالح عن عطاء عن يزيد الليثي عن تميم الداري قال قال رسول الله r إنما الدين النصحية إنما الدين النصيحة إنما الدين النصيحة فقيل لمن يا رسول الله؟ قال لله ولكتابه ولرسوله ولأئمة المؤمنين وعامتهم ...



    12- الإمام أبو الجعد في مسنده

    * حدثنا علي أنا زهير عن سهيل بن أبي صالح عن عطاء بن يزيد عن تميم الداري قال قال رسول الله r إن الدين النصيحة .ثلا ثا قالوا لمن يا رسول الله قال لله عز وجل ولكتابه ولرسوله ولأئمة المؤمنين أو قال المسلمين وعامتهم هكذا قال سهيل



    13-الإمام الشافعي في مسنده

    *خبرنا بن عيينة عن سهيل بن أبي صالح عن عطاء بن يزيد الليثي عن تميم الداري رضى الله تعالى عنه قال قال رسول الله rالدين النصيحة الدين النصيحة الدين النصيحة لله ولكتابه ولنبيه ولأئمة المسلمين وعامتهم



    14- الإمام أبو يعلى في مسنده

    *دثنا منصور بن أبي مزاحم حدثنا إسماعيل بن عياش عن سهيل بن أبي صالح عن أبيه عن عطاء بن يزيد عن تميم الداري أن النبي rقال إنما الدين النصيحة إنما الدين النصيحة إنما الدين النصيحة قالوا لمن يا رسول الله قال لله ولرسوله ولكتابه ولأئمة المسلمين وعامتهم



    15-الإمام البغوي في شرح السنة



    *أَخْبَرَنَا أَحْمَدُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ الصَّالِحِيُّ ، وَمُحَمَّدُ بْنُ الْعَارِفِ ، قَالا : أَخْبَرَنَا أَبُو بَكْرٍ الْحِيرِيُّ ، حَدَّثَنَا الأَصَمُّ ح وَأَخْبَرَنَا عَبْدُ الْوَهَّابِ بْنُ مُحَمَّدٍ الْكِسَائِيُّ ، أَخْبَرَنَا عَبْدُ الْعَزِيزِ بْنُ أَحْمَدَ الْخَلالُ ، حَدَّثَنَا أَبُو الْعَبَّاسِ مُحَمَّدُ بْنُ يَعْقُوبَ الأَصَمُّ ، أَخْبَرَنَا الرَّبِيعُ ، أَخْبَرَنَا الشَّافِعِيُّ ، أَخْبَرَنَا ابْنُ عُيَيْنَةَ ، عَنْ سُهَيْلِ بْنِ أَبِي صَالِحٍ ، عَنْ عَطَاءِ بْنِ يَزِيدَ اللَّيْثِيِّ ، عَنْ تَمِيمٍ الدَّارِيِّ ، قَالَ : قَالَ رَسُولُ اللَّهِ r: الدِّينُ النَّصِيحَةُ ، الدِّينُ النَّصِيحَةُ ، لِلَّهِ وَلِكُتُبِهِ وَلِنَبِيِّهِ ، وَلأَئِمَّةِ الْمُسْلِمِينَ وَعَامَّتِهِمْ ..



    + + + وأخرجه من حديث أبي هريرة رضي الله عنه

    1- الإمام النسائي

    * أخبرنا الربيع بن سليمان قال: حدثنا شعيب بن الليث قال: حدثنا الليث عن ابن عجلان، عن زيد بن أسلم عن القعقاع بن الحكيم عن أبي صالح، عن أبي هريرة، عن رسول الله r قال:

    -إن الدين النصيحة .. إن الدين النصيحة .. إن الدين النصيحة، قالوا: لمن يا رسول الله؟ قال: لله ولكتابه ولرسوله ولأئمة المسلمين وعامتهم.-



    2- الإمام الترمذي

    * حَدَّثَنَا بُندارٌ حَدَّثَنَا صفوانُ بنُ عيسى عن مُحَمَّدِ بنِ عجلانَ عن القعقاعِ بنِ حكيمٍ عن أبي صالحٍ عن أبي هُرَيرَةَ قال: - قالَ رَسُولُ اللَّهِ r : (الدِّينُ النَّصيحةُ ثلاثَ مرارٍ قالوا: يا رسولَ اللهِ لمنْ؟ قال: للهِ ولكتابهِ ولأئمَّةِ المسلمينَ وعامَّتِهِم).. هذا حديثٌ حسنٌ وفي الباب عن ابن عمر وتميم الداري وجرير وحكيم بن أبي يزيد عن أبيه وثوبان.



    3- الإمام أحمـد

    *حدثنا عبد الله حدثني أبي ثنا صفوان أنا بن عجلان عن القعقاع عن أبي صالح عن أبي هريرة قال قال رسول الله r: الدين النصيحة …ثلاث مرات ، قال قيل يا رسول الله لمن ؟ قال : لله ولكتابه ولأئمة المسلمين

    4- الإمام الطبراني

    حَدَّثَنَـا عَلِيُّ بن الْمُبَارَكِ الصَّنْعَانِيُّ، قَالَ: نـا إِسْمَاعِيلُ بن أَبِي أُوَيْسٍ، قَالَ: حَدَّثَنِي سُلَيْمَانُ بن بِلالٍ، عَنْ مُحَمَّدِ بن عَجْلانَ، عَنِ الْقَعْقَاعِ بن حَكِيمٍ، وعُبَيْدِ اللَّهِ بن مِقْسَمٍ، عَنْ أَبِي صَالِحٍ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ، عَنِ النَّبِيِّ r قَالَ:" إِنَّ الدِّينَ النَّصِيحَةُ " ثَلاثًا، قَالُوا: لِمَنْ يَا رَسُولَ اللَّـهِ؟ قَالَ:"لِلَّـهِ، وَلِكِتَابِهِ، وَلِرَسُولِهِ وَلأَئِمَّةِ الْمُسْلِمِينَ، وَعَامَّتِهِمْ". لَمْ يَرْوِ هَذَا الْحَدِيثَ عَنْ عُبَيْدِ اللَّهِ بن مِقْسَمٍ إِلا ابْنُ عَجْلانَ، وَلا عنِ ابْنِ عَجْلانَ إِلا سُلَيْمَانُ بن بِلالٍ





    + + + وأخرجه من حديث ابن عباس رضي الله عنهما

    1- الإمام النسائي

    حدثنا عبد الله حدثني أبي ثنا زيد بن الحباب قال أخبرني عبد الرحمن بن ثوبان قال سمعت عمرو بن دينار يقول أخبرني من سمع ابن عباس يقول قال رسول الله r : الدين النصيحة … قالوا لمن ؟ قال: لله ولرسوله ولائمة المسلمين



    2- الإمام ا لهيثمي في غاية المقصد

    * حَدَّثَنَا زَيْدُ بْنُ الْحُبَابِ، أَخْبَرَنِى عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ ثَوْبَانَ، قَالَ: سَمِعْتُ عَمْرَو ابْنَ دِينَارٍ، يَقُولُ: أَخْبَرَنِى مَنْ سَمِعَ ابْنَ عَبَّاسٍ يَقُولُ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ r: “الدِّينُ النَّصِيحَةُ، قَالُوا: لِمَنْ؟ قَالَ: “لِلَّهِ وَلِرَسُولِهِ وَلأَئِمَّةِ الْمُؤْمِنِينَ



    3- الإمام ابن حجر في المطالب العالية-

    * قَالَ أَبُو بَكْرِ حَدَّثَنَا زَيْدُ بْنُ الْحُبَابِ ، حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ مُسْلِمٍ ، عَنْ عَمْرُو بْنُ دِينَارٍ ، عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُمَا ، قَالَ : قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم : الدِّينُ النَّصِيحَةُ ... قَالُوا : لِمَنْ يَا رَسُولَ اللَّهِ ؟ قَالَ r : لِكِتَابِ اللَّهِ وَلِنَبِيِّهِ وَلِأَئِمَّةِ الْمُسْلِمِينَ

    هذا الإسناد حسن ، إلا أنه معلول ، والمحفوظ ما رواه ابن عيينة عن عمرو بن دينار عن القعقاع بن حكيم عن أبى صالح عن عطاء بن يزيد عن تميم الداري رضي الله عنه ، وحديث تميم رضي الله عنه في صحيح مسلم .



    4- الإمام الهيثمي في مجمع الزوائد

    *وعن ابن عباس رضي الله عنهما قال‏:‏ قال رسول الله r ‏:‏ ‏"‏الدين النصيحة‏"‏ قالوا‏:‏ لمن‏؟‏ قال‏:‏ ‏"‏لله ولرسوله ولأئمة المؤمنين‏"‏‏.‏

    رواه أحمد والبزار والطبراني في الكبير وقال‏:‏ ‏"‏ولأئمة المسلين وعامتهم‏"‏‏.‏

    5-الإمام أبو يعلى في مسنده

    *حدثنا أبو بكر بن أبي شيبة حدثنا زيد بن الحباب حدثنا محمد بن مسلم عن عمرو بن دينار عن بن عباس قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم الدين النصيحة قالوا لمن يا رسول الله قال لكتاب الله ولنبيه ولأئمة المسلمين



    + وأخرجه من حديث ابن عمر رضي الله عنهما
    أبو محمد عبدالحميد الأثري
    أبو محمد عبدالحميد الأثري
    المدير العام .. وفقه الله تعالى


    ذكر عدد الرسائل : 3581
    البلد : مصر السنية
    العمل : طالب علم
    شكر : 7
    تاريخ التسجيل : 25/04/2008

    الملفات الصوتية رد: "النقول الصريحة في شرح حديث الدين النصيحة" لأبي يوسف محمد بن زايد

    مُساهمة من طرف أبو محمد عبدالحميد الأثري 25.06.08 18:11

    1- الدارمي في سننه

    * أَخْبَرَنَا جَعْفَرُ بْنُ عَوْنٍ عَنْ هِشَامِ بْنِ سَعْدٍ عَنْ زَيْدِ بْنِ أَسْلَمَ وَنَافِعٍ عَنِ ابْنِ عُمَرَ قَالَ قَالَ لَنَا رَسُولُ اللَّهِ r « الدِّينُ النَّصِيحَةُ » . قَالَ قُلْنَا لِمَنْ يَا رَسُولَ اللَّهِ قَالَ « لِلَّهِ وَلِرَسُولِهِ وَلِكِتَابِهِ وَلأَئِمَّةِ الْمُسْلِمِينَ وَعَامَّتِهِمْ » .



    2-الهيثمي في مجمع الزوائد

    * وعن ابن عمر رضي الله عنهما أن النبي r قال‏:‏ ‏"‏الدين النصيحة‏"‏‏.‏

    رواه البزار ورجاله رجال الصحيح‏.‏



    + وأخرجه من حديث ثوبان رضي الله عنه

    1- الهيثمي في مجمع الزوائد

    -وعن ثوبان رضي الله عنه عن النبي r قال‏:‏ ‏"‏رأس الدين النصيحة‏"‏ فقالوا‏:‏ لمن يا رسول الله‏؟‏ قال‏:‏ ‏"‏لله عز وجل ولدينه ولأئمة المسلمين وللمسلمين عامة‏"‏‏.‏

    رواه الطبراني في الأوسط وفيه أيوب بن سويد وهو ضعيف لا يحتج به .



    + كما أورد الهيثمي في مجمع الزوائد مضمونه من حديث حذيفة

    -وعن حذيفة بن اليمان رضي الله عنه قال‏:‏ قال رسول الله r ‏"‏من لا يهتم بأمر المسلمين فليس منهم، ومن لم يصبح ويمسي ناصحاً لله ولرسوله ولكتابه ولإمامه ولعامة المسلمين فليس منا‏"‏‏.‏

    رواه الطبراني في الأوسط والصغير وفيه عبد الله بن أبي جعفر الرازي ضعفه محمد بن حميد ووثقه أبو حاتم وأبو زرعة وابن حبان...

    والحديث أخرجه النووي في رياض الصالحين وفي كتاب الربعين



    ** تعليق شعيب الأرنؤوط عقب رواية أحمد: حدثنا عبد الله حدثني أبي ثنا عبد الرحمن بن مهدي ثنا سفيان عن سهيل بن أبي صالح عن عطاء بن يزيد الليثي عن تميم الداري قال قال رسول الله r : إن الدين النصيحة..إنما الدين النصيحة .قالوا لمن يا رسول الله ؟ قال لله ولكتابه ولرسوله ولائمة المسلمين وعامتهم....

    قال: متن الحديث صحيح ... وقال البخاري في التاريخ الأوسط بعد أن أشار إلى أسانيده : فمدار الحديث على تميم الداري ولم يصح عن أحد غير تميم ...**



    أبو رقية تميم بن أوس الداري رضي الله عنه.

    الإصابة في تمييز الصحابة – ابن حجر

    تميم بن أوس بن حارثة وقيل خارجة بن سود وقيل سواد بن جذيمة بن ذراع بن عدي بن الدار أبو رقية الداري مشهور في الصحابة كان نصرانيا وقدم المدينة فأسلم وذكر النبي r قصة الجساسة والدجال فحدث النبي r عنه بذلك على المنبر وعد ذلك من مناقبة ... قال بن السكن : أسلم سنة تسع هو وأخوه نعيم ولهما صحبة... وقال بن إسحاق : قدم المدينة وغزا مع النبي r ...وقال أبو نعيم : كان راهب أهل فلسطين وعابد أهل فلسطين وهو أول من اسرج السراج في المسجد.. روى الطبراني من حديث أبي هريرة ؛ وأول من قص وذلك في عهد عمر رواه إسحاق بن راهويه وابن أبي شيبة... انتقل إلى الشام بعد قتل عثمان وسكن فلسطين وكان النبي r أقطعه بها قرية عينون ... روى ذلك من طرق كثيرة.. وكان كثير التهجد ، قام ليلة بآية حتى أصبح، وهي] أًمْ حَسِبَ الَّذِينَ اجْتَرَحُوا السَّيِّئَاتِ أّن نَّجْعَلَهُمْ كَالَّذِينَ آمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ سَوَاء مَّحْيَاهُم وَمَمَاتُهُمْ سَاء مَا يَحْكُمُونَ[ (الجاثية : 21 ) رواه البغوي في الجعديات بإسناد صحيح إلى مسروق قال : قال لي رجل من أهل مكة :هذا مقام أخيك تميم فذكره...

    قال ابن حبان مات بالشام وقبره ببيت جبرين من بلاد فلسطين...



    الاستيعاب في تمييز الأصحاب – ابن عبد البر

    تميم الداري هو : تميم بن أوس بن خارجة بن سود بن جذيمة ابن دراع بن عدي بن الدار بن هانىء بن حبيب بن نمازه ابن لخم بن عدي ينسب إلى الدار وهو بطن من لخم يكنى أبا رقية بابنة له تسمى رقية لم يولد له غيرها‏.‏

    كان نصرانياً وكان إسلامه في سنة تسع من الهجرة وكان يسكن المدينة ثم انتقل منها إلى الشام بعد مقتل عثمان رضي الله عنه‏.‏

    روى عنه عبد الله بن موهب وسليم بن عامر وشرحبيل بن مسلم وقبيضة بن ذؤيب وعطاء بن يزيد الليثي‏.‏

    وروى الشعبي عن فاطمة بن قيس أنها سمعت النبي r يذكر الدجال في خطبته وقال فيها: حدثني تميم الداري... وذكر خبر الجساسة وقصة الدجال وهذا أولى مما يخرجه المحدثون في رواية الكبار عن الصغار‏.‏



    أسد الغابة – ابن الأثير

    تميم بن أوس بن خارجة بن سود بن خزيمة، وقيل: سواد بن خزيمة بن ذراع بن عدي بن الدار بن هانئ بن حبيب بن أنمار بن لخم بن عدي بن عمرو بن سبأ، كذا نسبه ابن منده وأبو نعيم، يكنى: أبا رقية بابنته رقية، لم يولد له غيرها، وقال أبو عمر: خارجة بن سواد، ولم ينقل غيره، وقال هشام بن محمد: تميم بن أوس بن جارية بن سود بن جذيمة بن ذراع بن عدي بن الدار بن هانئ بن حبيب بن نمارة بن لخم بن عدي بن الحارث بن مرة بن أدد بن زيد بن يشجب بن عريب بن زيد بن كهلان بن سبأ بن يشجب بن يعرب بن قحطان، فقد جعل بين سبأ وبين عمرو وعدة آباء، وغير فيها أسماء تراها.

    حدث عن النبي r حديث الجساسة، وهو حديث صحيح، وروى عنه أيضاً: عبد الله بن وهب، وسليمان بن عامر، وشرحبيل بن مسلم، وقبيصة بن ذؤيب، وكان أول من قص؛ استأذن عمر بن الخطاب رضي الله عنه في ذلك فأذن له، وهو أول من أسرج السراج في المسجد؛ قاله أبو نعيم، وأقام بفلسطين وأقطعه النبي r بها قرية عينون وكتب له كتاباً، وهي إلى الآن قرية مشهورة عند البيت المقدس.

    وقال أبو عمر: كان يسكن المدينة، ثم انتقل إلى الشام بعد قتل عثمان، وكان نصرانياً، فأسلم سنة تسع من لهجرة.

    وكان كثير التهجد، قام ليلة حتى أصبح بآية من القرآن، فيركع، ويسجد، ويبكي وهي: ] أًمْ حَسِبَ الَّذِينَ اجْتَرَحُوا السَّيِّئَاتِ أّن نَّجْعَلَهُمْ كَالَّذِينَ آمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ سَوَاء مَّحْيَاهُم وَمَمَاتُهُمْ سَاء مَا يَحْكُمُونَ[

    أخبرنا عبد الوهاب بن هبة الله بن عبد الوهاب بإسناده عن عبد الله بن أحمد قال: حدثني أبي، أخبرنا أبو المغيرة، حدثنا إسماعيل بن عياش، حدثنا شرحبيل بن مسلم الخولاني أن روح بن زنباع زار تميماً الداري، فوجده ينقي شعيراً لفرسه، وحوله أهله فقال له روح: أما كان في هؤلاء من يكفيك? قال: بلى، ولكني سمعت رسول الله r يقول: "ما من امرئ مسلم ينقي لفرسه شعيراً، ثم يعلقه عليه إلا كتب الله به بكل حبة حسنة"، ورواه طاهر بن روح بن زنباع عن أبيه عن جده قال: "مررت بتميم، وهو ينقي شعيراً لفرسه، فقلت له... الحديث، وله أحاديث غير هذا، وكان له هيئة ولباس.أخرجه الثلاثة...



    الوافي بالوفيات -- الصفدي

    تميم الداري بن خارجة اللخمي، صاحب رسول اللهr؛ توفي سنة أربعين من الهجرة. وروى له مسلم وأبو داود والترمذي والنسائي وابن ماجه، وكنيته أبو رقية وهو من بني عدي بن الدار بن هانئ؛ كان نصرانيا وأسلم سنة تسع، وكان في جملة وفد الداريين بعد منصرف النبي r من تبوك. وكان يختم القرآن في ركعة، وربما ردد الآية الواحدة الليل كله إلى الصباح. وهو أول من أسرج السراج في المسجد. روى عنه النبي r قصة الدجال ولجساسة في خطبة خطبها فقال: حدثني تميم الداري، وذكر القصة. وروى عنه عطاء بن يزيد الليثي. وعبد الله بن موهب وسليم بن عامر وشرحبيل بن مسلم وقبيصة بن ذؤيب....

    قال ابن عبد البر. ولم يولد له غيرها، يعني ابنته رقية. وسكن المدينة، ثم انتقل إلى الشام بعد قتلة عثمان، وأقام بها إلى أن مات. وقيل نزل بفلسطين. ولما كان في ثالث المحرم سنة تسع وأربعين وسبع مائة وقفت بديوان الإنشاء بدمشق على النسخة التي بيد الداريين التي كتبها لهم رسول الله r في سنة تسع من الهجرة بعد منصرفه من غزوة تبوك في قطعة أدم من خط أمير المؤمنين علي بن أبي طالب رضي الله عنه وهي: بسم الله الرحمن الرحيم هذا ما أنطأ محمد رسول الله لتميم الداري وأخويه جرون والمرطوم وبيت عينون وبيت إبراهيم وما فيهن نطية بت بذمتهم ونفدت وسلمت ذلك لهم ولأعقابهم فمن آذاهم آذاه الله، فمن آذاهم لعنه الله، شهد عتيق ابن أبي قحافة وعمر بن الخطاب وعثمان بن عفان، وكتب علي بن أبي طالب وشهد.

    كذا رأيته في النسخة بإثبات الألف في أبو قحافة وبإسقاطها في بو طالب؛ وأما الأدم فرأيته وقد احمر وأخلق ولم أر من الكتابة فيه إلا لهم وأعقابهم لا غير.



    ~ قلت : واختاره للقيام بالناس، هو وأبي بن كعب ، عمر بن الخطاب ؛ رضي الله عنهم ؛؛ ففي الموطأ :وَحَدَّثَنِي عَنْ مَالِكٍ، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ يُوسُفَ، عَنِ السَّائِبِ بْنِ يَزِيدَ، أَنَّهُ قَالَ : أَمَرَ عُمَرُ بْنُ الْخَطَّابِ أُبَيَّ بْنَ كَعْبٍ، وَتَمِيماً الدَّاريَّ، أَنْ يَقُومَا لِلنَّاسِ بِإِحْدَى عَشْرَةَ رَكْعَةً، قَالَ : وَقَدْ كَانَ الْقَارِئُ يَقْرَأُ بِالْمِئِينَ، حَتَّى كُنَّا نَعْتَمِدُ عَلَى الْعِصِىِّ مِنْ طُولِ الْقِيَامِ، وَمَا كُنَّا نَنْصَرِفُ إِلاَّ فِي فُرُوعِ الْفَجْرِ .
    أبو محمد عبدالحميد الأثري
    أبو محمد عبدالحميد الأثري
    المدير العام .. وفقه الله تعالى


    ذكر عدد الرسائل : 3581
    البلد : مصر السنية
    العمل : طالب علم
    شكر : 7
    تاريخ التسجيل : 25/04/2008

    الملفات الصوتية رد: "النقول الصريحة في شرح حديث الدين النصيحة" لأبي يوسف محمد بن زايد

    مُساهمة من طرف أبو محمد عبدالحميد الأثري 25.06.08 18:12

    قصة الجساسة والدجال



    أخرجها الأئمة : مسلم ،وأحمد ، وأبو داود ، والترمذي ، وابن ماجه ....؛ وهذا ما رواه فيها الإمام مسلم في كتاب الفتن وأشراط الساعة -باب قصة الجساسة :

    * حدثنا عبدالوارث بن عبدالصمد بن عبدالوارث، وحجاج بن الشاعر. كلاهما عن عبدالصمد (واللفظ لعبدالوارث بن عبدالصمد). حدثنا أبي عن جدي، عن الحسين بن ذكوان. حدثنا ابن بريدة. حدثني عامر بن شراحيل الشعبي، شعب همدان ؛ أنه سأل فاطمة بنت قيس، أخت الضحاك بن قيس. وكانت من المهاجرات الأول. فقال: حدثيني حديثا سمعتيه من رسول الله r . لا تسنديه إلى أحد غيره. فقالت: لئن شئت لأفعلن. فقال لها: أجل. حدثيني. فقالت: نكحت ابن المغيرة. وهو من خيار شباب قريش يومئذ. فأصيب في أول الجهاد مع رسول الله r. فلما تأيمت خطبني عبدالرحمن بن عوف، في نفر من أصحاب رسول اللهr. وخطبني رسول الله r على مولاه أسامة بن زيد. وكنت قد حدثت؛ أن رسول الله r قال "من أحبني فليحب أسامة" فلما كلمني رسول الله r قلت: أمري بيدك. فأنكحني من شئت. فقال "انتقلي إلى أم شريك" وأم شريك امرأة غنية، من الأنصار. عظيمة النفقة في سبيل الله. ينزل عليها الضيفان. فقلت: سأفعل. فقال "لا تفعلي. إن أم شريك امرأة كثيرة الضيفان. فإني أكره أن يسقط عنك خمارك، أو ينكشف الثوب عن ساقيك، فيرى القوم منك بعض ما تكرهين. ولكن انتقلي إلى ابن عمك، عبدالله بن عمرو بن أم مكتوم" (وهو رجل من بني فهر، فهر قريش وهو من البطن الذي هي منه) فانتقلت إليه. فلما انقضت عدتي سمعت نداء المنادي، منادي رسول الله r ينادي: الصلاة جامعة. فخرجت إلى المسجد. فصليت مع رسول الله r . فكنت في صف النساء التي تلي ظهور القوم. فلما قضى رسول الله r صلاته، جلس على المنبر وهو يضحك. فقال "ليلزم كل إنسان مصلاه". ثم قال "أتدرون لما جمعتكم؟" قالوا: الله ورسوله أعلم. قال "إني، والله! ما جمعتكم لرغبة ولا لرهبة. ولكن جمعتكم، لأن تميما الداري، كان رجلا نصرانيا، فجاء فبايع وأسلم. وحدثني حديثا وافق الذي كنت أحدثكم عن مسيح الدجال. حدثني؛ أنه ركب في سفينة بحرية، مع ثلاثين رجلا من لخم وجذام. فلعب بهم الموج شهرا في البحر. ثم أرفؤا إلى جزيرة في البحر حتى مغرب الشمس. فجلسوا في أقرب السفينة. فدخلوا الجزيرة. فلقيتهم دابة أهلب كثير الشعر. لا يدرون ما قبله من دبره. من كثرة الشعر. فقالوا: ويلك! ما أنت؟ فقالت: أنا الجساسة. قالوا: وما الجساسة؟ قالت: أيها القوم! انطلقوا إلى هذا الرجل في الدير. فإنه إلى خبركم بالأشواق. قال: لما سمت لنا رجلا فرقنا منها أن تكون شيطانة. قال فانطلقنا سراعا. حتى دخلنا الدير. فإذا فيه أعظم إنسان رأيناه قط خلقا. وأشده وثاقا. مجموعة يداه إلى عنقه، ما بين ركبتيه إلى كعبيه، بالحديد. قلنا: ويلك! ما أنت؟ قال: قد قدرتم على خبري. فأخبروني ما أنتم؟ قالوا: نحن أناس من العرب. ركبنا في سفينة بحرية. فصادفنا البحر حين اغتلم. فلعب بنا الموج شهرا. ثم أرفأنا إلى جزيرتك هذه. فجلسنا في أقربها. فدخلنا الجزيرة. فلقيتنا دابة أهلب كثير الشعر. لا يدري ما قبله من دبره من كثرة الشعر. فقلنا: ويلك! ما أنت؟ فقالت: أنا الجساسة. قلنا وما الجساسة؟ قالت: اعمدوا إلى هذا الرجل في الدير. فإنه إلى خبركم بالأشواق. فأقبلنا إليك سراعا. وفزعنا منها. ولم نأمن أن تكون شيطانة. فقال: أخبروني عن نخل بيسان. قلنا: عن أي شأنها تستخبر؟ قال: أسألكم عن نخلها، هل يثمر؟ قلنا له: نعم. قال: أما إنه يوشك أن لا تثمر. قال: أخبروني عن بحيرة الطبرية. قلنا: عن أي شأنها تستخبر؟ قال: هل فيها ماء؟ قالوا: هي كثيرة الماء. قال: أما إن ماءها يوشك أن يذهب. قال: أخبروني عن عين زغر. قالوا: عن أي شأنها تستخبر؟ قال: هل في العين ماء؟ وهل يزرع أهلها بماء العين؟ قلنا له: نعم. هي كثيرة الماء، وأهلها يزرعون من مائها. قال: أخبروني عن نبي الأميين ما فعل؟ قالوا: قد خرج من مكة ونزل يثرب. قال: أقاتله العرب؟ قلنا: نعم. قال: كيف صنع بهم؟ فأخبرناه أنه قد ظهر على من يليه من العرب وأطاعوه. قال لهم: قد كان ذلك؟ قلنا: نعم. قال: أما إن ذلك خير لهم أن يطيعوه. وإني مخبركم عني. إني أنا المسيح. وإني أوشك أن يؤذن لي في الخروج. فأخرج فأسير في الأرض فلا أدع قرية إلا هبطتها في أربعين ليلة. غير مكة وطيبة. فهما محرمتان علي. كلتاهما. كلما أردت أن أدخل واحدة، أو واحدا منهما، استقبلني ملك بيده السيف صلتا. يصدني عنها. وإن على كل نقب منها ملائكة يحرسونها. قالت: قال رسول الله r ، وطعن بمخصرته في المنبر "هذه طيبة. هذه طيبة. هذه طيبة" يعني المدينة "ألا هل كنت حدثتكم ذلك؟" فقال الناس: نعم. "فإنه أعجبني حديث تميم أنه وافق الذي كنت أحدثكم عنه وعن المدينة ومكة. ألا إنه في بحر الشام أو بحر اليمن. لا بل من قبل المشرق، ما هو. من قبل المشرق، ما هو. من قبل المشرق، ما هو" وأومأ بيده إلى المشرق. قالت: فحفظت هذا من رسول الله r.



    * حدثنا يحيى بن حبيب الحارثي. حدثنا خالد بن الحارث الهجيمي، أبو عثمان. حدثنا قرة. حدثنا سيار، أبو الحكم. حدثنا الشعبي قال: دخلنا على فاطمة بنت قيس فأتحفتنا برطب يقال له رطب ابن طاب. وأسقتنا سويق سلت. فسألتها عن المطلقة ثلاثا أين تعتد؟ قالت: طلقني بعلي ثلاثا. فأذن لي النبي r أن أعتد في أهلي. قالت فنودي في الناس: إن الصلاة جامعة. قالت فانطلقت فيمن انطلق من الناس. قالت فكنت في الصف المقدم من النساء. وهو يلي المؤخر من الرجال. قالت فسمعت النبي r ، وهو على المنبر يخطب فقال "إن بني عم لتميم الداري ركبوا في البحر". وساق الحديث. وزاد فيه: قالت: فكأنما أنظر إلى النبي r ، وأهوى بمخصرته إلى الأرض، وقال "هذه طيبة" يعني المدينة.



    * وحدثنا الحسن بن علي الحلواني وأحمد بن عثمان النوفلي. قالا: حدثنا وهب بن جرير. حدثنا أبي. قال: سمعت غيلان بن جرير يحدث عن الشعبي، عن فاطمة بنت قيس، قالت: قدم على رسول الله r تميم الداري. فأخبر رسول الله r ؛ أنه ركب البحر. فتاهت به سفينته. فسقط إلى جزيرة. فخرج إليها يلتمس الماء. فلقي إنسانا يجر شعره. واقتص الحديث. وقال فيه: ثم قال: أما إنه لو قد أذن لي في الخروج، قد وطئت البلاد كلها، غير طيبة. فأخرجه رسول الله r إلى الناس فحدثهم قال "هذه طيبة. وذاك الدجال".



    * حدثني أبو بكر بن إسحاق. حدثنا يحيى بن بكير. حدثنا المغيرة (يعني الحزامي) عن أبي الزناد، عن الشعبي، عن فاطمة بنت قيس؛ أن رسول الله r قعد على المنبر فقال "أيها الناس! حدثني تميم الداري؛ أن أناسا من قومه كانوا في البحر. في سفينة لهم. فانكسرت بهم. فركب بعضهم على لوح من ألواح السفينة. فخرجوا إلى جزيرة في البحر" وساق الحديث.



    أول من أسرج في المساجد تميم الداري



    قال الشيخ الألباني في " الثمر المستطاب " : ...والحديث فيه مشروعية إيقاد السرج في المساجد لإنارتها وأقل ما يفيده الاستحباب وقد ترجم له أبو داود وكذا البيهقي ب : ( باب السرج في المساجد ) . وأخرج ابن ماجه عن خالد بن إياس عن يحيى بن عبد الرحمن ابن حاطب عن أبي سعيد الخدري قال : أول من أسرج في المساجد تميم الداري . قال في ( الزوائد ) : ( هو موقوف وفي إسناده خالد بن إياس اتفقوا على ضعفه ) . وقد روي هذا مفصلا في ( تفسير القرطبي ) : ( روى سعيد بن زبان : حدثني أبي عن أبيه عن جده عن أبي هند رضي الله عنه قال : حمل تميم - يعني الداري - من الشام إلى المدينة قناديل وزيتا ومقطا فلما انتهى إلى المدينة وافق ذلك ليلة الجمعة فأمر غلاما يقال له : أبو البزاد فقام فنشط المقط وعلق القناديل وصب فيها الماء والزيت وجعل فيها الفتيل فلما غربت الشمس أمر أبا البزاد فأسرجها وخرج رسول الله rإلى المسجد فإذا هو بها تزهر فقال : ( من فعل هذا ؟ ) قالوا : تميم الداري يا رسول الله فقال : ( نورت الإسلام نور الله عليك في الدنيا والآخرة أما إنه لو كانت لي ابنة لزوجتكها ) قال نوفل بن الحارث : لي ابنة يا رسول الله تسمى المغيرة بنت نوفل فافعل بها ما أردت . فأنكحه إياها . زبان ( بفتح الزاي وتشديدها بنقطة واحدة من تحتها ) ينفرد بالتسمي



    حديث ابن ماجه ؛ وضعفه الألباني

    *حدثنا أحمد بن سنان ثنا أبو معاوية عن خالد بن إياس عن يحيى بن عبد الرحمن بن حاطب عن أبي سعيد الخدري قال أول من أسرج في المساجد تميم الداري
    أبو محمد عبدالحميد الأثري
    أبو محمد عبدالحميد الأثري
    المدير العام .. وفقه الله تعالى


    ذكر عدد الرسائل : 3581
    البلد : مصر السنية
    العمل : طالب علم
    شكر : 7
    تاريخ التسجيل : 25/04/2008

    الملفات الصوتية رد: "النقول الصريحة في شرح حديث الدين النصيحة" لأبي يوسف محمد بن زايد

    مُساهمة من طرف أبو محمد عبدالحميد الأثري 25.06.08 18:13

    والتفصيل الذي أشار إليه الألباني في تفسير القرطبي" الجامع لأحكام القرآن " ، هو



    روى سعيد بن زبان حدثني أبي عن أبيه عن جده عن أبي هند رضي الله عنه قال: حمل تميم - يعني الداري - من الشام إلى المدينة قناديل وزيتا ومقطا، فلما انتهى إلى المدينة وافق ذلك ليلة الجمعة فأمر غلاما يقال له أبو البزاد فقام فنشط المقط وعلق القناديل وصب فيها الماء والزيت وجحل فيها الفتيل؛ فلما غربت الشمس أمر أبا البزاد فأسرجها، وخرج رسول الله r إلى المسجد فإذا هو بها تزهر؛ فقال: (من فعل هذا)؟ قالوا: تميم الداري يا رسول الله؛ فقال: (نورت الإسلام نور الله عليك في الدنيا والآخرة أما إنه لو كانت لي ابنة لزوجتكها). قال نوفل بن الحارث: لي ابنة يا رسول الله تسمى المغيرة بنت نوفل فافعل بها ما أردت؛ فأنكحه إياها. زبان (بفتح الزاي والباء وتشديدا بنقطة واحدة من تحتها) ينفرد بالتسمي به سعيد وحده، فهو أبو عثمان سعيد بن زبان بن قائد بن زبان بن أبي هند، وأبو هند هذا مولى ابن بياضة حجام النبي r . والمقط: جمع المقاط، وهو الحبل، فكأنه مقلوب القماط. والله أعلم. وروى ابن ماجه عن أبي سعيد الخدري قال: أول من أسرج في المساجد تميم الداري. وروي عن أنس أن النبي r قال: (من أسرج في مسجد سراجا لم تزل الملائكة وحملة العرش يصلون عليه ويستغفرون له ما دام ذلك الضوء فيه وإن كنس غبار المسجد نقد الحور العين). قال العلماء: ويستحب أن ينور البيت الذي يقرأ فيه القرآن بتعليق القناديل ونصب الشموع فيه، ويزاد في شهر رمضان في أنوار المساجد....



    ~ قلت: وكان تميم الداري رضي الله عنه ممن أشار على النبيr باتخاذ المنبر ؛ روى الإمام أبو داود في سننه، قال :

    *حدثنا الحسن بن علي ثنا أبو عاصم عن بن أبي رواد عن نافع عن بن عمرأن النبي r لما بدن قال له تميم الداري ألا أتخذ لك منبرا يا رسول الله يجمع أو يحمل عظامك ؟ قال : بلى ...فاتخذ له منبرا مرقاتين .

    قال الشيخ الألباني : صحيح







    ( و مما روي عن تميم الداري رضي الله عنه ، غير حديث " الدين النصيحة " )



    في مسند أحمد

    1* حدثنا عبد الله حدثني أبي ثنا حماد بن أسامة قال انا هشام عن أبيه قال : خرج عمر على الناس يضربهم على السجدتين بعد العصر حتى مر بتميم الداري فقال لا أدعهما صليتهما مع من هو خير منك رسول الله r فقال عمر: ان الناس لو كانوا كهيئتك لم أبال



    2* حدثنا عبد الله حدثني أبي ثنا إسحاق بن يوسف الأزرق قال حدثني عبد العزيز بن عمر بن عبد العزيز قال سمعت عبد الله بن موهب يحدث عن عمر بن عبد العزيز عن تميم الداري قال : سئل رسول الله صلى الله عليه وسلم عن الرجل يسلم على يدي الرجل فقال هو أولى الناس بمحياه ومماته ..



    3* حدثنا عبد الله حدثني أبي ثنا الحسن بن موسى قال ثنا حماد بن سلمة عن الأزرق بن قيس عن يحيى بن يعمر عن رجل من أصحاب النبي صلى الله عليه وسلم قال قال رسول الله r: أول ما يحاسب به العبد يوم القيامة صلاته فان كان أتمها كتبت له تامة وان لم يكن أتمها قال الله عز وجل انظروا هل تجدون لعبدي من تطوع فتكملون بها فريضته ثم الزكاة كذلك ثم تؤخذ الأعمال على حساب ذلك



    4* حدثنا عبد الله حدثني أبي ثنا إسحاق بن عيسى يعني الطباع قال حدثني ليث بن سعد قال حدثني الخليل بن مرة عن الأزهر بن عبد الله عن تميم الداري قال قال رسول الله r : من قال لا إله الا الله واحدا أحدا صمدا لم يتخذ صاحبة ولا ولدا ولم يكن له كفوا أحد عشر مرات كتب له أربعون ألف حسنة



    5* حدثنا عبد الله حدثني أبي ثنا أبو المغيرة قال ثنا إسماعيل بن عياش قال حدثني شرحبيل بن مسلم الخولاني : ان روح بن زنباع زار تميما الداري فوجده ينقي شعيرا لفرسه قال وحوله أهله فقال له روح أما كان في هؤلاء من يكفيك قال تميم بلى ولكني سمعت رسول الله r يقول: ما من امرئ مسلم ينقي لفرسه شعيرا ثم يعلقه عليه الا كتب له بكل حبة حسنة



    6* حدثنا عبد الله حدثني أبي ثنا أبو المغيرة قال ثنا صفوان بن مسلم قال حدثني سليم بن عامر عن تميم الداري قال سمعت رسول الله r يقول : ليبلغن هذا الأمر ما بلغ الليل والنهار ولا يترك الله بيت مدر ولا وبر الا أدخله الله هذا الدين بعز عزيز أو بذل ذليل عزا يعز الله به الإسلام وذلا يذل الله به الكفر .

    وكان تميم الداري يقول قد عرفت ذلك في أهل بيتي لقد أصاب من أسلم منهم الخير والشرف والعز ولقد أصاب من كان منهم كافرا الذل والصغار والجزية



    7* حدثنا عبد الله حدثني أبي أملاه علينا من النوادر قال كتب الي أبو توبة الربيع بن نافع قال ثنا الهيثم بن حميد عن زيد بن واقد عن سليمان بن موسى عن كثير بن مرة عن تميم الداري قال قال رسول الله r : من قرأ بمائة آية في ليلة كتب له قنوت ليلة



    في سنن الترمذي

    1-أبوابُ الفرائضِ - بَابُ مَا جَاءَ في الرَّجلِ يُسلمُ على يدِ الرَّجلِ.

    * حَدَّثَنَا أبو كُريبٍ أخبرنا أبو أسامةَ وابنُ نُميرٍ ووكيعٌ عن عبدِ العزيزِ بنِ عمر بنِ عبدِ العزيزِ عن عبدِ اللهِ بنِ مَوهبٍ وقال بعضهُم عن عبدِ اللهِ بنِ وهبٍ عن تميمٍ الدَّاريِّ قال: - (سألتُ رَسُولَ اللَّهِ r ما السُّنةُ في الرَّجلِ من أهلِ الشِّركِ يُسلمُ على يَدي رجلٍ من المسلمينَ فقَالَ رَسُولُ اللَّهِ r هو أولى النَّاسِ بمحيَاهُ ومماتِهِ) .

    هذا حديثٌ لا نعرفهُ إلا من حديثِ عبدِ اللهِ بنِ وهبٍ ويقال ابنُ مَوهِبٍ عن تميمٍ الدَّاريِّ وقد أدخَلَ بعضهُمْ بينَ عبدِ اللهِ بنِ موهِبٍ وبينَ تميمٍ الدَّاريِّ قَبيصةَ بنَ ذُويبٍ ورواهُ يحيى بنُ حمزةَ عن عبدِ العزيزِ بنِ عمر وزادَ فيهِ عن قَبيصةَ بنِ ذُويبٍ وهو عندي ليسَ بمُتَّصلٍ والعملُ على هذا عِنْدَ بعضِ أهلِ العِلمِ وقال بعضهُمْ يجعلُ ميراثهُ في بيتِ المالِ وهو قولُ الشَّافِعيِّ واحتجَّ بحديثِ النَّبيِّ r

    - (أنَّ الولاءَ لمنْ أعتَقَ) .


    2- أبواب تفسير القرآن- ومن سورة المائدة –

    *حدثنا الحسن بن أحمد بن أبي شعيب الحراني، أخبرنا محمد بن سلمة الحراني، أخبرنا محمد بن اسحاق عن أبي النضر عن بإذان مولى أم هانئ عن ابن عباس عن تميم الداري في هذه الآية:

    - "{يا أيها الذين آمنوا شهادة بينكم إذا حضر أحدكم الموت} قال: بريء الناس منها غيري وغير عدي بن بداء، وكانا نصرانيين يختلفان إلى الشام قبل الاسلام، فأتيا الشام لتجارتهما، وقدم عليهما مولى لبني سهم يقال له بديل بن أبي مريم بتجارة ومعه جام من فضة يزيد به الملك وهو عظم تجارته، فمرض، فأوصى اليهما وأمرهما أن يبلغا ما ترك أهله. قال تميم: فلما مات أخذنا ذلك الجام فبعناه بألف درهم، ثم اقتسمناه أنا وعدي بن بداء، فلما أتينا إلى أهله دفعنا اليهم ما كان معنا وفقدوا الجام، فسألونا عنه، فقلنا: ما ترك غير هذا وما دفع الينا غيره. قال تميم: فلما أسلمت بعد قدوم رسول اللّه r المدينة تأثمت من ذلك، فأتيت أهله، فأخبرتهم الخبر، وأديت اليهم خمسمائة درهم، وأخبرتهم أن عند صاحبي مثلها، فأتوا به رسول اللّه r ، فسألهم البينة، فلم يجدوا، فأمرهم أن يستحلفوه بما يعظم به على أهل دينه، فحلف، فأنزل اللّه: ]يِا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُواْ شَهَادَةُ بَيْنِكُمْ إِذَا حَضَرَ أَحَدَكُمُ الْمَوْتُ حِينَ الْوَصِيَّةِ اثْنَانِ ذَوَا عَدْلٍ مِّنكُمْ أَوْ آخَرَانِ مِنْ غَيْرِكُمْ إِنْ أَنتُمْ ضَرَبْتُمْ فِي الأَرْضِ فَأَصَابَتْكُم مُّصِيبَةُ الْمَوْتِ تَحْبِسُونَهُمَا مِن بَعْدِ الصَّلاَةِ فَيُقْسِمَانِ بِاللّهِ إِنِ ارْتَبْتُمْ لاَ نَشْتَرِي بِهِ ثَمَناً وَلَوْ كَانَ ذَا قُرْبَى وَلاَ نَكْتُمُ شَهَادَةَ اللّهِ إِنَّا إِذاً لَّمِنَ الآثِمِينَ * فَإِنْ عُثِرَ عَلَى أَنَّهُمَا اسْتَحَقَّا إِثْماً فَآخَرَانِ يِقُومَانُ مَقَامَهُمَا مِنَ الَّذِينَ اسْتَحَقَّ عَلَيْهِمُ الأَوْلَيَانِ فَيُقْسِمَانِ بِاللّهِ لَشَهَادَتُنَا أَحَقُّ مِن شَهَادَتِهِمَا وَمَا اعْتَدَيْنَا إِنَّا إِذاً لَّمِنَ الظَّالِمِينَ * ذَلِكَ أَدْنَى أَن يَأْتُواْ بِالشَّهَادَةِ عَلَى وَجْهِهَا أَوْ يَخَافُواْ أَن تُرَدَّ أَيْمَانٌ بَعْدَ أَيْمَانِهِمْ وَاتَّقُوا اللّهَ وَاسْمَعُواْ وَاللّهُ لاَ يَهْدِي الْقَوْمَ الْفَاسِقِينَ [(المائدة : 106- 108 )، فقام عمرو بن العاص ورجل آخر فحلفا، فنزعت الخمسمائة درهم من عدي بن بداء. هذا حديث غريب وليس اسناده بصحيح. وأبو النضر الذي روى عنه محمد بن اسحاق هذا الحديث هو عندي محمد بن السائب الكلبي يكنى أبا النضر، وقد تركه أهل العلم بالحديث، وهو صاحب التفسير، سمعت محمد بن اسماعيل يقول: محمد بن سائب الكلبي يكنى أبا النضرولا نعرف لسالم أبي النضر المديني رواية عن أبي صالح مولى أم هانئ وقد روى عن ابن عباس شيئ من هذا الاختصار من غير هذا الوجه.

    * حدثنا سفيان بن وكيع، أخبرنا يحيى بن آدم، عن ابن أبي زائدة، عن محمد بن أبي القاسم، عن عبد الملك بن سعيد بن جبير عن أبيه عن ابن عباس قال:- "خرج رجل من بني سهم مع تميم الداري وعدي بن بداء، فمات السهمي بأرض ليس بها مسلم، فلما قدما بتركته فقدوا جاما من فضة فخوصا بالذهب، فأحلفهما رسول اللّه r ، ثم وجدوا الجام بمكة، فقيل: اشتريناه من تميم وعدي، فقام رجلان من أولياء السهمي فحلفا باللّه لشهادتنا أحق من شهادتهما، وان الجام لصاحبهم. قال:وفيهم نزلت: {يا أيها الذين أمنوا شهادة بينكم}". هذا حديث حسن غريب، وهو حديث ابن أبي زائدة.
    أبو محمد عبدالحميد الأثري
    أبو محمد عبدالحميد الأثري
    المدير العام .. وفقه الله تعالى


    ذكر عدد الرسائل : 3581
    البلد : مصر السنية
    العمل : طالب علم
    شكر : 7
    تاريخ التسجيل : 25/04/2008

    الملفات الصوتية رد: "النقول الصريحة في شرح حديث الدين النصيحة" لأبي يوسف محمد بن زايد

    مُساهمة من طرف أبو محمد عبدالحميد الأثري 25.06.08 18:14

    3- أبواب الدعوات – باب 64

    - حدَّثَنَا قُتَيْبَةُ بنُ سَعيدٍ أَخْبَرَنَا اللَّيثُ عَن الخلِيلِ بنِ مُرَّةَ عَن أزهَرَ بنِ عبدِ اللَّهِ عَن تميم الدَّارِيِّ عَن رَسُولِ اللَّهِ r أنَّهُ قَالَ: - "مَن قَالَ أشهدُ أَن لا إلهَ إلاّ اللَّهُ وحدَهُ لاَ شرِيكَ لهُ إلهاً واحدِاً أحداً صمداً لَم يَتخِذ صَاحِبةً ولا وَلَداً ولَم يكُن لَهُ كُفواً أَحَدٌ. عَشرَ مَرَّاتٍ كَتَبَ اللَّهُ لَه أربعينَ أَلفَ أَلفِ حَسَنَةٍ". هَذَا حَدِيثٌ غَرِيْبٌ لا نعرِفهُ إِلاّ مِن هَذَا الوَجْهِ. والخلِيلُ بنُ مَرَّةَ ليسَ بالقوِيِّ عندَ أصحابِ الحَدِيثِ. قَالَ مُحَمَّدُ ابنُ إِسْمَاعِيلَ هوَ مُنكرُ الحَدِيث.





    في سنن أبي داود

    في كتاب الصلاة - باب قول النبي r "كل صلاة لايُتمها صاحبها تتمُّ من تطوعه"

    1*حدثنا موسى بن إسماعيل، ثنا حماد، عن داود بن أبي هند، عن زرارة بن أوفى، عن تميم الداريّ، عن النبي r بهذا المعنى قال: "ثم الزكاة مثل ذلك، ثم تؤخذ الأعمال على حسب ذلك".



    ~ قلت : ذكره بعد حديث أبي هريرة : ولفظه :

    * حدثنا يعقوب بن إبراهيم، ثنا إسماعيل، ثنا يونس، عن الحسن، عن أنس بن حكيم الضَّبيِّ قال: خاف من زيادٍ أو ابن زياد، فأتى المدينة فلقي أبا هريرة قال: فنسبني فانتسبت له فقال: يا فتى ألا أحدثك حديثاً؟ قال: قلت بلى، رحمك اللّه، قال يونس: وأحسبه ذكره عن النبي r قال: "إن أولَ ما يحاسبُ الناسُ به يوم القيامة من أعمالهم الصلاة قال: يقول ربنا عزوجل لملائكته وهو أعلم ـ: انظروا في صلاة عبدي أتمها أم نقصها، فإِن كانت تامةً كتبت له تامة، وإن كان انتقص منها شيئاً قال: انظروا هل لعبدي من تطوعٍ؟ فإِن كان له تطوع قال: أتموا لعبدي فريضته من تطوعه، ثم تؤخذ الأعمال على ذاكم".



    2* كتاب الصلاة- باب في إتخاذ المنبر حدثنا الحسن بن علي، ثنا أبو عاصم، عن ابن أبي رواد، عن نافعٍ، عن ابن عمر، أن النبيr لما بدن قال له تميم الداريُّ: ألا أتخذ لك منبراً يارسول اللّه يجمع أو يحمل عظامك؟ قال: " بلى" فاتخذ له منبراً.



    3* كتاب الفرائض باب في الرجل يُسْلم على يدي الرجل

    *حدثنا يزيد بن خالد بن موهب الرملي، وهشام بن عمار قالا: ثنا يحيى، قال أبو داود: هو ابن حمزة، عن عبد العزيز بن عمر قال: سمعت عبد اللّه بن موهب يحدث عمر بن عبد العزيز، عن قبيصة بن ذؤيب، قال هشام: عن تميم الداري أنه قال: يارسول اللّه، وقال يزيد: إن تميماً قال: يارسول اللّه، ما السنة في الرجل يسلم على يدي الرجل من المسلمين؟ قال: "هو أولى النَّاس بمحياه ومماته".



    4* أول كتاب الأقضية باب شهادة أهل الذمة، وفي الوصية في السفر حدثنا الحسن بن عليّ، ثنا يحيى بن آدم، ثنا ابن أبي زائدة، عن محمد بن أبي القاسم، عن عبد الملك بن سعيد بن جبير، عن أبيه، عن ابن عباس قال:خرج رجل من بني سَهمٍ مع تميم الداري وعَديٍّ بن بدّاء، فمات السهمي بأرض ليس بها مسلم، فلما قدما بتركته فقدوا جام فضةٍ مخوَّصاً بالذهب، فأحلفهما رسول اللّه r ، ثم وجد الجام بمكة فقالوا: اشتريناه من تميم وعديٍّ، فقام رجلان من أولياء السَّهمي فحلفا لشهادتنا أحقُّ من شهادتهما وإن الجام لصاحبهم، قال: فنزلت فيهم {يا أيها الذين آمنوا شهادة بينكم إذا حضر أحدكم الموت} الآية.



    5*وروى في كتاب الملاحم باب في خبر الجسَّاسة – وقد مر







    في مجمع الزوائد للهيثمي



    * عن تميم الداري أن رسول الله r قال‏:‏ ‏"‏كل مشكل حرام وليس في الدين إشكال‏"‏‏.‏

    * وعن عروة قال‏:‏ أخبرني تميم الداري - أو أُخبرت أن تميماً الداري - ركع ركعتين بعد نهي عمر بن الخطاب عن الصلاة بعد العصر فأتاه عمر فضربه بالدرة فأشار إليه تميم أن اجلس وهو في صلاته فجلس عمر حتى فرغ تميم من صلاته فقال لعمر‏:‏ لم ضربتني‏؟‏ قال‏:‏ لأنك ركعت هاتين الركعتين وقد نهيت عنهما‏!‏ قال‏:‏ إني قد صليتهما مع من هو خير منك، رسول الله r ‏.‏ فقال عمر‏:‏ إنه ليس بي إثم - أيها الرهط - ولكني أخاف أن يأتي بعدي قوم يصلون ما بين العصر إلى المغرب حتى يمروا بالساعة التي نهى رسول الله r أن يصلى فيها كما وصلوا ما بين الظهر والعصر‏.‏

    وفيه عبد الله بن صالح قال فيه عبد الملك بن شعيب‏:‏ ثقة مأمون، وضعفه أحمد وغيره



    *** وعن تميم الداري قال‏:‏ قال رسول الله r ‏:‏ ‏"‏من قرأ بمائة آية كتب له قنوت ليلة‏"‏‏.‏

    رواه أحمد والطبراني في الكبير، وفيه سليمان بن موسى الشامي، وثقه ابن معين وأبو حاتم وقال البخاري‏:‏ عنده مناكير وهذا لا يقدح‏.‏

    *** وعن فضالة بن عبيد وتميم الداري عن النبي r قال‏:‏ ‏"‏من قرأ عشر آيات في ليلة كتب له قنطار، والقنطار خير من الدنيا وما فيها، فإذا كان يوم القيامة يقول ربك عز وجل‏:‏ اقرأ وارق بكل آية درجة حتى ينتهي إلى آخر آية منه يقول ربك عز وجل للعبد‏:‏ اقبض، فيقول العبد بيده‏:‏ يا رب أنت أعلم‏.‏ يقول‏:‏ لهذه الخلد ولهذه النعيم‏.‏

    رواه الطبراني في الكبير والأوسط وفيه إسماعيل بن عياش ولكنه من روايته عن الشاميين وهي مقبولة‏.‏

    *** رواه أحمد هكذا مرسلاً‏.‏ ورواه ابنه عبد الله و الطبراني في الكبير متصلاً ورجاله ثقات‏.‏

    ***وعن تميم الداري قال‏:‏ قال رسول الله r ‏:‏ ‏"‏إن طيبة المدينة وما من نقب من نقابها إلا عليه ملك شاهر سيفه لا يدخلها الدجال أبداً‏"‏‏.‏

    رواه الطبراني في الكبير من رواية عمر بن يزيد عن جده ولم أعرفهما‏.‏

    **** وعن تميم الداري عن النبي صلى الله عليه وسلم قال‏:‏ ‏"‏حق الزوج على الزوجة أن لا تهجر فراشه وأن تبر قسمه وأن تطيع أمره وأن لا تخرج إلا بإذنه وأن لا تدخل عليه من يكره‏"‏‏.‏

    رواه الطبراني في الأوسط وفيه ضرار ابن عمرو وهو ضعيف‏.‏

    *** وعن تميم الداري قال‏:‏ استقطعت النبي صلى الله عليه وسلم أرضاً بالشام قبل أن يفتح فأعطانيها،ففتحها عمر في زمانه،فأتيته فقلت‏:‏ إن رسول الله صلى الله عليه وسلم أعطاني أرضاً من كذا إلى كذا فجعل عمر ثلثها لابن السبيل وثلثاً لعماريها وثلثاً لنا‏.‏

    رواه الطبراني ورجاله ثقات‏.‏

    ***-وعن تميم الداري قال‏:‏ سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول‏:‏ ‏"‏ليبلغن هذا الأمر ما بلغ الليل والنهار ولا يترك الله بيت مدر ولا وبر إلا أدخله الله هذا الدين بعز عزيز أو بذل ذليل عزاً يعز الله به الإسلام وأهله وذلاً يذل الله به الكفر‏"‏‏.‏

    وكان تميم الداري يقول‏:‏ قد عرفت ذلك في أهل بيتي لقد أصاب من أسلم منهم الخير والشرف والعز ولقد أصاب من كان منهم كافراً الذل والصغار والجزية‏.‏

    رواه أحمد والطبراني ورجال أحمد رجال الصحيح‏.‏
    أبو محمد عبدالحميد الأثري
    أبو محمد عبدالحميد الأثري
    المدير العام .. وفقه الله تعالى


    ذكر عدد الرسائل : 3581
    البلد : مصر السنية
    العمل : طالب علم
    شكر : 7
    تاريخ التسجيل : 25/04/2008

    الملفات الصوتية رد: "النقول الصريحة في شرح حديث الدين النصيحة" لأبي يوسف محمد بن زايد

    مُساهمة من طرف أبو محمد عبدالحميد الأثري 25.06.08 18:14

    والآن مع نخبة من العلماء في شرح حديث " الدين النصيحة "



    1** الإمام النووي في شرح صحيح مسلم



    الإمام مسلم ؛ كتاب الإيمان -باب بيان أن الدين النصيحة
    * حدّثنا مُحمّدُ بْنُ عَبّادٍ الْمَكّيّ: حَدّثَنَا سُفْيَانُ. قَالَ: قُلْتُ لِ سُهَيْلٍ: إِنّ عَمْرا حَدّثَنَا عَنِ الْقَعْقَاعِ، عَنْ أَبِيكَ. قَالَ: وَرَجَوْتُ أَنْ يُسْقِطَ عَنّي رَجلاً. قَالَ فَقَالَ: سَمِعْتُهُ مِنَ الّذِي سَمعَهُ مِنْهُ أَبِي. كَانَ صَدِيقَا لَهُ بِالشّامِ. ثُم حَدّثَنَا سُفْيَان، عَنْ سُهَيْلٍ، عَنْ عَطَاءِ بْنِ يَزِيدَ، عَنْ تَمِيمٍ الدّارِيّ أَنّ النّبِيّ
    r قَالَ: "الدّينُ النّصِيحَةُ" قُلْنَا: لِمَنْ؟ قَالَ: "لله وَلِكِتَابِهِ وَلِرَسُولِهِ وَلأَئِمّةِ الْمُسْلِمِينَ وَعَامّتِهِمْ".


    ** قال الإمام النووي : فيه (عن تميم الداري رضي الله عنه أن النبي
    r قال: الدين النصيحة، قلنا: لمن؟ قال: لله ولكتابه ولرسوله ولأئمة المسلمين وعامتهم) ... هذا حديث عظيم الشأن وعليه مدار الإسلام كما سنذكره من شرحه، وأما ما قاله جماعات من العلماء أنه أحد أرباع الإسلام أي أحد الأحاديث الأربعة التي تجمع أمور الإسلام فليس كما قالوه، بل المدار على هذا وحده، وهذا الحديث من أفراد مسلم، وليس لتميم الداري في صحيح البخاري عن النبيّ r شيء ولا له في مسلم عنه غير هذا الحديث، ....

    وأما شرح هذا الحديث، فقال الإمام أبو سليمان الخطابي رحمه الله: النصيحة كلمة جامعة معناها حيازة الحظ للمنصوح له، قال: ويقال هو من وجيز الأسماء ومختصر الكلام، وليس في كلام العرب كلمة مفردة يستوفى بها العبارة عن معنى هذه الكلمة، كما قالوا في الفلاح ليس في كلام العرب كلمة أجمع لخير الدنيا والاَخرة منه، قال وقيل: النصيحة مأخوذة من نصح الرجل ثوبه إذا خاطه، فشبهوا فعل الناصح فيما يتحراه من صلاح المنصوح له بما يسده من خلل الثوب، قال وقيل: إنها مأخوذة من نصحت العسل إذا صفيته من الشمع، شبهوا تخليص القول من الغش بتخليص العسل من الخلط، قال: ومعنى الحديث عماد الدين وقوامه النصيحة، كقوله: الحج عرفة أي عماده ومعظمه عرفة. وأما تفسير النصيحة وأنواعها فقد ذكر الخطابي وغيره من العلماء فيها كلاما نفيسا أنا أضم بعضه إلى بعض مختصرا، قالوا:

    1 * أما النصيحة لله تعالى فمعناها منصرف إلى الإيمان به، ونفي الشريك عنه، وترك الإلحاد في صفاته، ووصفه بصفات الكمال والجلال كلها، وتنزيهه سبحانه وتعالى من جميع النقائص، والقيام بطاعته، واجتناب معصيته، والحب فيه والبغض فيه، وموالاة من أطاعه، ومعاداة من عصاه، وجهاد من كفر به، والاعتراف بنعمته وشكره عليها، والإخلاص في جميع الأمور، والدعاء إلى جميع الأوصاف المذكورة والحث عليها، والتلطف في جميع الناس أو من أمكن منهم عليها. قال الخطاب رحمه الله: وحقيقة هذه الإضافة راجعة إلى العبد في نصحه نفسه، فالله تعالى غني عن نصح الناصح.

    2 * وأما النصيحة لكتابه سبحانه وتعالى فالإيمان بأنه كلام الله تعالى وتنزيله لا يشبهه شيء من كلام الخلق، ولا يقدر على مثله أحد من الخلق، ثم تعظيمه وتلاوته حق وتلاوته وتحسينها والخشوع عندها وإقامة حروفه في التلاوة والذب عنه لتأويل المحرفين وتعرض الطاعنين والتصديق بما فيه، والوقوف مع أحكامه، وتفهم علومه وأمثاله، والاعتبار بمواعظه، والتفكر في عجائبه، والعمل بمحكمه، والتسليم لمتشابهه، والبحث عن عمومه وخصوصه وناسخه ومنسوخة، ونشر علومه والدعاء إليه وإلى ما ذكرنا من نصيحته.

    3* وأما النصيحة لرسول الله r فتصديقه على الرسالة، والإيمان بجميع ما جاء به، وطاعته في أمره ونهيه، ونصرته حيا وميتا، ومعاداة من عاداه وموالاة من والاه، وإعظام حقه وتوقيره، وإحياء طريقته وسنته، وبث دعوته ونشر شريعته ونفي التهمة عنها واستثارة علومها، والتفقه في معانيها والدعاء إليها، والتلطف في تعلمها وتعليمها وإعظامها وإجلالها، والتأدب عند قراءتها، والإمساك عن الكلام فيها بغير علم، وإجلال أهلها لانتسابهم إليها، والتخلق بأخلاقه والتأدب بآدابه، ومحبة أهل بيته وأصحابه، ومجانية من ابتدع في سنته أو تعرض لأحد من أصحابه ونحو ذلك.

    4 * وأما النصيحة لأئمة المسلمين فمعاونتهم على الحق وطاعتهم فيه وأمرهم به، وتنبيهم وتذكيرهم برفق ولطف، وإعلامهم بما غفلوا عنه ولم يبلغهم من حقوق المسلمين، وترك الخروج عليهم، وتألف قلوب الناس لطاعتهم. قال الخطابي رحمه الله: ومن النصيحة لهم الصلاة خلفهم، والجهاد معهم، وأداء الصدقات إليهم، وترك الخروج بالسيف عليهم إذا ظهر منهم حيف أو سوء عشرة، وأن لا يغروا بالثناء الكاذب عليهم، وأن يدعى لهم بالصلاح، وهذا كله على أن المراد بأئمة المسلمين الخلفاء وغيرهم ممن يقوم بأمور المسلمين من أصحاب الولايات وهذا هو المشهور. وحكاه أيضا الخطابي ثم قال: وقد يتأول ذلك على الأئمة الذين هم علماء الدين، وأن من نصيحتهم قبول ما رووه، وتقليدهم في الأحكام، وإحسان الظن بهم.

    5 * وأما نصيحة عامة المسلمين وهم من عدا ولاة الأمر فإرشادهم لمصالحهم في آخرتهم ودنياهم وكف الأذى عنهم، فيعلمهم ما يجهلونه من دينهم، ويعينهم عليه بالقول والفعل، وستر عوراتهم، وسد خلاتهم، ودفع المضار عنهم وجلب المنافع لهم، وأمرهم بالمعروف ونهيهم عن المنكر برفق وإخلاص، والشفقة عليهم، وتوقير كبيرهم ورحمة صغيرهم، وتخولهم بالموعظة الحسنة، وترك غشهم وحسدهم، وأن يحب لهم ما يحب لنفسه من الخير ويكره لهم ما يكره لنفسه من المكروه، والذب عن أموالهم وأعراضهم، وغير ذلك من أحوالهم بالقول والفعل، وحثهم على التخلق بجميع ما ذكرناه من أنواع النصيحة، وتنشيط هممهم إلى الطاعات، وقد كان في السلف رضي الله عنه من تبلغ به النصيحة إلى الإضرار بدنياه، والله أعلم.


    هذا آخر ما تلخص في تفسير النصيحة. قال ابن بطال رحمه الله في هذا الحديث: إن النصيحة تسمى دينا وإسلاما، وأن الدين يقع على العمل كما يقع على القول. قال: والنصيحة فرض يجزي فيه من قام به ويسقط عن الباقين. قال: والنصيحة لازمة على قدر الطاقة إذا علم الناصح أنه يقبل نصحه ويطاع أمره وأمن على نفسه المكروه، فإن خشي على نفسه أذى فهو في سعة، والله أعلم.






    2 - الإمام ابن حجر في فتح الباري



    البخاري في كتاب الإيمان باب: قول النبي r: (الدين النصحية: لله ولرسوله ولأئمة المسلمين وعامتهم).
    وقوله تعالى: {إذا نصحوا لله ورسوله} التوبة: 91.
    * حدثنا مسدد قال: حدثنا يحيى، عن إسماعيل قال: حدثني قيس بن أبي حازم، عن جرير بن عبد الله قال:
    بايعت رسول الله
    r على إقام الصلاة، وإيتاء الزكاة، والنصح لكل مسلم.



    قال ابن حجر ... من صنف في الأطراف وكذا من صنف في رجال البخاري لم يذكروا تميما الداري فيمن أخرج له وهو ثابت في جميع النسخ هنا وذكر البخاري من روايته حديثا في الإيمان لكن جعله ترجمة باب وهو الدين النصيحة وقد أخرجه مسلم من حديثه وليس له عنده غيره وقد تكلمت عليه هناك وذكرت من حديث أبي هريرة وغيره أيضا فلم يتعين المراد في تميم وهو بن أوس بن خارجة بن سواد اللخمي ثم الداري نسب الى بني الدار بن لخم وكان من أهل الشام ويتعاطى التجارة في الجاهلية وكان يهدي للنبي r فيقبل منه وكان إسلامه سنة تسع من الهجرة وقد حدث النبي r أصحابه وهو على المنبر عن تميم في قصة الجساسة والدجال وعد ذلك في مناقبه وفي رواية الأكابر عن الأصاغر وقد وجدت رواية النبي r عن غير تميم وذلك فيما أخرجه أبو عبد الله بن منده في معرفة الصحابة في ترجمة زرعة بن سيف بن ذي يزن فساق بسنده الى زرعة أن النبي rكتب اليه كتابا وفيه: وأن مالك بن مزرد الرهاوي قد حدثني أنك أسلمت وقاتلت المشركين فأبشر بخير.... الحديث . وكان تميم الداري من أفاضل الصحابة وله مناقب وهو أول من أسرج المساجد وأول من قضى على الناس أخرجهما الطبراني وسكن تميم بيت المقدس وكان سأل النبي r أن يقطعه عيون وغيرها إذا فتحت ففعل فتسلمها بذلك لما فتحت بزمن عمر، ذكر ذلك بن سعد وغيره ... ومات تميم سنة أربعين .
    أبو محمد عبدالحميد الأثري
    أبو محمد عبدالحميد الأثري
    المدير العام .. وفقه الله تعالى


    ذكر عدد الرسائل : 3581
    البلد : مصر السنية
    العمل : طالب علم
    شكر : 7
    تاريخ التسجيل : 25/04/2008

    الملفات الصوتية رد: "النقول الصريحة في شرح حديث الدين النصيحة" لأبي يوسف محمد بن زايد

    مُساهمة من طرف أبو محمد عبدالحميد الأثري 25.06.08 18:15

    ++ قوله باب قول النبي rالدين النصيحة... هذا الحديث أورده المصنف هنا ترجمة باب ولم يخرجه مسندا في هذا الكتاب لكونه على غير شرطه ؛ ونبه بإيراده على صلاحيته في الجملة وما أورده من الآية وحديث جرير يشتمل على ما تضمنه وقد أخرجه مسلم حدثنا محمد بن عباد حدثنا سفيان قال قلت لسهيل بن أبي صالح إن عمرا حدثنا عن القعقاع عن أبيك بحديث ورجوت أن تسقط عني رجلا أي فتحدثني به عن أبيك قال فقال سمعته من الذي سمعه منه أبي كان صديقا له بالشام وهو عطاء بن يزيد عن تميم الداري أن النبي r قال: الدين النصيحة قلنا لمن ؟ قال: لله عز وجل.... الحديث، رواه مسلم أيضا من طريق روح بن القاسم قال حدثنا سهيل عن عطاء بن يزيد أنه سمعه وهو يحدث أبا صالح فذكره ورواه بن خزيمة من حديث جرير عن سهيل أن أباه حدث عن أبي هريرة بحديث إن الله يرضى لكم ثلاثا الحديث قال فقال عطاء بن يزيد سمعت تميما الداري يقول فذكر حديث النصيحة وقد روى حديث النصيحة عن سهيل عن أبيه عن أبي هريرة وهو وهم من سهيل أو ممن روى عنه لما بيناه قال البخاري في تاريخه لا يصح الا عن تميم ولهذا الاختلاف على سهيل لم يخرجه في صحيحه بل لم يحتج فيه بسهيل أصلا... وللحديث طرق دون هذه في القوة منها ما أخرجه أبو يعلى من حديث بن عباس والبزار من حديث بن عمر وقد بينت جميع ذلك في تعليق التعليق قوله: الدين النصيحة... يحتمل أن يحمل على المبالغة أي معظم الدين النصيحة كما قيل في حديث الحج عرفة ويحتمل أن يحمل على ظاهره لأن كل عمل لم يرد به عامله الإخلاص فليس من الدين وقال المازري النصيحة مشتقة من نصحت العسل إذا صفيته يقال نصح الشيء إذا خلص ونصح له القول إذا اخلصه له أو مشتقة من النصح وهي الخياطة المنصحة وهي الابرة والمعنى أنه يلم شعث اخية بالنصح كما تلم المنصحة ومنه التوبة النصوح كأن الذنب يمزق الدين والتوبة تخيطه قال الخطابي النصيحة كلمة جامعة معناها حيازة الحظ للنصوح له وهي من وجيز الكلام بل ليس في الكلام كلمة مفردة تستوفى بها العبارة عن معنى هذه الكلمة ...

    وهذا الحديث من الأحاديث التي قيل فيها أنها أحد ارباع الدين وممن عده فيها الإمام محمد بن أسلم الطوسي وقال النووي بل هو وحده محصل لغرض الدين كله لأنه منحصر في الأمور التي ذكرها :

    1- فالنصيحة لله وصفه بما هو له أهل والخضوع له ظاهرا وباطنا والرغبة في محابه بفعل طاعته والرهبة من مساخطه بترك معصيته والجهاد في رد العاصين إليه وروى الثوري عن عبد العزيز بن رفيع عن أبي ثمامة صاحب على قال قال الحواريون لعيسى عليه السلام يا روح الله من الناصح لله قال الذي يقدم حق الله على حق الناس

    2- والنصيحة لكتاب الله تعلمه وتعليمه وإقامة حروفه في التلاوة وتحريرها في الكتابة وتفهم معانيه وحفظ حدوده والعمل بما فيه وذب تحريف المبطلين عنه.

    3- والنصيحة لرسوله تعظيمه ونصره حيا وميتا واحياء سنته بتعلمها وتعليمها والاقتداء به في أقواله وافعاله ومحبته ومحبة أتباعه ..

    4-والنصيحة لائمة المسلمين اعانتهم على ما حملوا القيام به وتنبيههم عند الغفلة وسد خلتهم عند الهفوة وجمع الكلمة عليهم ورد القلوب النافرة إليهم ومن أعظم نصيحتهم دفعهم عن الظلم بالتي هي أحسن ومن جملة أئمة المسلمين أئمة الاجتهاد وتقع النصيحة لهم ببث علومهم ونشر مناقبهم وتحسين الظن بهم ..

    5-والنصيحة لعامة المسلمين الشفقة عليهم والسعي فيما يعود نفعه عليهم وتعليمهم ما ينفعهم وكف وجوه الأذى عنهم وأن يحب لهم ما يحب لنفسه ويكره لهم ما يكره لنفسه ...

    وفي الحديث فوائد أخرى منها أن الدين يطلق على العمل لكونه سمى النصيحة دينا وعلى هذا المعنى بني المصنف أكثر كتاب الإيمان ومنها جواز تأخير البيان عن وقت الخطاب من قوله قلنا لمن ومنها رغبة السلف في طلب علو الإسناد وهو مستفاد من قصة سفيان مع سهيل.



    ~قلت : حديث " إن الله يرضى لكم ثلاثا ..." الذي أشار إليه ابن حجر رحمه الله ، وعزاه إلى ابن خزيمة؛ أخرج صدره :
    مسلم في كتاب الأقضية -باب النهي عن كثرة المسائل من غير حاجة. والنهي عن منع وهات، وهو الامتناع من أداء حق لزمه أو طلب ما لا يستحقه



    * حدثني زهير بن حرب. حدثنا جرير عن سهيل، عن أبيه، عن أبي هريرة. قال: قال رسول الله r (إن الله يرضى لكم ويكره لكم ثلاثا. فيرضى لكم أن تعبدوه ولا تشركوا به شيئا. وأن تعتصموا بحبل الله جميعا ولا تفرقوا. ويكره لكم قيل وقال. وكثرة السؤال. وإضاعة المال).

    * وحدثنا شيبان بن فروخ. أخبرنا أبو عوانة عن سهيل، بهذا الإسناد، مثله. غير أنه قال: ويسخط لكم ثلاثا. ولم يذكر: ولا تفرقوا.



    * وحدثنا إسحاق بن إبراهيم الحنظلي. أخبرنا جرير عن منصور، عن الشعبي، عن وارد مولى المغيرة بن شعبة عن المغيرة بن شعبة، عن رسول الله r قال (إن الله عز وجل حرم عليكم عقوق الأمهات. ووأد البنات. ومنعا وهات. وكره لكم ثلاثا: قيل وقال. وكثرة السؤال. وإضاعة المال).



    * وحدثني القاسم بن زكرياء. حدثنا عبيدالله بن موسى عن شيبان، عن منصور، بهذا الإسناد، مثله. غير أنه قال: وحرم عليكم رسول الله r . ولم يقل: إن الله حرم عليكم.



    * حدثنا أبو بكر بن أبي شيبة. حدثنا إسماعيل بن علية عن خالد الحذاء. حدثني ابن أشوع عن الشعبي. حدثني كاتب المغيرة بن شعبة. قال: كتب معاوية إلى المغيرة: اكتب إلي بشيء سمعته من رسول الله صلى الله عليه وسلم. فكتب إليه: أني سمعت رسول الله r يقول (إن الله كره لكم ثلاثا: قيل وقال، وإضاعة المال، وكثرة السؤال).



    * حدثنا ابن أبي عمر. حدثنا مروان بن معاوية الفزاري عن محمد بن سوقة. أخبرنا محمد بن عبيدالله الثقفي عن وارد. قال: كتب المغيرة إلى معاوية: سلام عليك. أما بعد. فإني سمعت رسول الله r يقول (إن الله حرم ثلاثا. ونهى عن ثلاث: حرم عقوق الوالد. ووأد البنات. ولا وهات. ونهى عن ثلاث: قيل وقال. وكثرة السؤال. وإضاعة المال).



    - مالك في الموطـأ ،

    حدثني مالك عن سهيل بن أبي صالح عن أبيه عن أبي هريرة ان رسول الله r قال: ان الله يرضى لكم ثلاثا ويسخط لكم ثلاثا يرضى لكم ان تعبدوه ولا تشركوا به شيئا وأن تعتصموا بحبل الله جميعا وأن تناصحوا من ولاه الله أمركم ويسخط لكم قيل وقال وإضاعة المال وكثرة السؤال...

    - واحمد في المسند

    حدثنا عبد الله حدثني أبي حدثنا خلف قال حدثنا خالد عن سهيل بن أبي صالح عن أبيه عن أبي هريرة قال، قال رسول الله r :إن الله يرضى لكم ثلاثا ويسخط لكم ثلاثا يرضى لكم أن تعبدوه ولا تشركوا به شيئا وأن تعتصموا بحبل الله جميعا ولا تفرقوا وأن تناصحوا من ولاه الله أمركم ويسخط لكم قيل وقال وإضاعة المال وكثرة السؤال.

    - البخاري في الأدب المفرد

    * حدثنا عبد الله بن يوسف قال أخبرنا مالك عن سهيل بن أبى صالح عن أبيه عن أبى هريرة أن رسول الله r قال: ان الله يرضى لكم ثلاثا ويسخط لكم ثلاثا يرضى لكم أن تعبدوه ولا تشركوا به شيئا وأن تعتصموا بحبل الله جميعا وأن تناصحوا من ولاه الله أمركم ويكره لكم قيل وقال وكثرة السؤال وإضاعة المال ... قال الألباني : صـحـيـح



    -ورواه البيهقي في سننه ، وفيه قول عطاء سمع تميم الداري عن رسول الله r

    باب النصيحة لله ولكتابه ورسوله ولأئمة المسلمين وعامتهم وما على الرعية من إكرام السلطان المقسط
    * أخبرنا أبو طاهر محمد بن محمد بن محمش الفقيه أنبأ حاجب بن أحمد الطوسي ثنا عبد الرحيم بن منيب ثنا جرير بن منيب ثنا جرير بن عبد الحميد أنبأ سهيل بن أبي صالح عن أبيه عن أبي هريرة قال، قال رسول الله
    r إن الله يرضى لكم ثلاثا ويكره لكم ثلاثا رضي لكم أن تعبدوه ولا تشركوا به شيئا وأن تعتمصوا بحبل الله جميعا ولا تفرقوا وأن تناصحوا من ولي الله أمركم ويكره لكم قيل وقال وكثرة السؤال وإضاعة المال... قال عطاء بن يزيد الليثي سمعت تميم الداري رضى الله تعالى عنه قال قال رسول الله r إن الدين النصيحة ثلاث مرات قالوا يا رسول الله لمن ؟ قال : لله ولكتابه ولأئمة المسلمين أو قل لأئمة المسلمين وعامتهم

    أخرج مسلم الحديث الأول في الصحيح عن زهير بن حرب وغيره عن جرير
    أبو محمد عبدالحميد الأثري
    أبو محمد عبدالحميد الأثري
    المدير العام .. وفقه الله تعالى


    ذكر عدد الرسائل : 3581
    البلد : مصر السنية
    العمل : طالب علم
    شكر : 7
    تاريخ التسجيل : 25/04/2008

    الملفات الصوتية رد: "النقول الصريحة في شرح حديث الدين النصيحة" لأبي يوسف محمد بن زايد

    مُساهمة من طرف أبو محمد عبدالحميد الأثري 25.06.08 18:16

    عودة إلى حديث : الديـــــــــــــــن النصيـــــــــــحة



    الإمام البيهقي في شعب الإيمان



    * أخبرنا أبو عبد الله الحافظ أنا أبو الفضل الحسين بن يعقوب بن يوسف العدل نا أبو عثمان سعيد بن إسماعيل الواعظ الزاهد نا موسى بن نصر نا جرير عن سهيل بن أبي صالح عن عطاء بن يزيد الليثي عن تميم الداري قال قال رسول الله r : الدين النصيحة.. الدين النصيحة... قيل لمن يا رسول الله ؟ قال: لله ولكتابه ولنبيه ولأئمة المسلمين وعامتهم..

    - قال أبو عثمان فانصح للسلطان وأكثر له من الدعاء بالصلاح والرشاد بالقول والعمل والحكم فإنهم إذا صلحوا صلح العباد بصلاحهم وإياك أن تدعو عليهم باللعنة فيزدادوا شرا ويزداد البلاء على المسلمين ولكن ادع لهم بالتوبة فيتركوا الشر فيرتفع البلاء عن المؤمنين وإياك أن تأتيهم أو تتصنع لإتيانهم أو تحب أن يأتوك واهرب منهم ما استطعت ما داموا مقيمين على الشر فإن تابوا وتركوا الشر من القول والعمل والحكم وأخذوا الدنيا من وجهها فهناك فاحذر العز بهم لتكون بعيدا منهم قريبا بالرحمة لهم والنصيحة إن شاء الله وأما نصيحة جماعة المسلمين فإن نصيحتهم على أخلاقهم ما لم يكن لله معصية وانظر إلى تدبير الله فيهم بقليل فإن الله قسم بينهم أخلاقهم كما قسم بينهم أرزاقهم ولو شاء لجمعهم على قلب واحد فلا يغفل عن النظر إلى تدبير الله فيهم فإذا رأيت معصية الله أحمد الله إذ صرفها عنك في وقتك وتلطف في الأمر والنهي في رفق وصبر وسكينة فإن قبل منك فاحمد الله وإن رد عليك فاستغفر الله لتقصير منك كان في أمرك ونهيك واصبر على ما أصابك إن ذلك من عزم الأمور...



    ابن رجب الحنبلي في جامع العلوم والحكم

    (مع زيادة آيات وأحاديث أشار إليها)



    عن أبي رقية تميم بن أوس الداري رضي الله عنه أن النبي r قال : الدين النصيحة... قلنا لمن؟ قال: لله ولكتابه ولرسوله ولأئمة المسلمين وعامتهم....



    هذا الحديث خرجه مسلم من رواية سهيل بن أبي صالح عن عطاء بن يزيد الليثي عن تميم الداري وقد روي عن سهيل وغيره عن أبي صالح عن أبي هريرة عن النبي r ، وخرجه الترمذي من هذا الوجه فمن العلماء من صححه من الطريقين جميعا ومنهم من قال إن الصحيح حديث تميم والإسناد الآخر وهم ...وقد روي هذا الحديث عن النبي r من حديث ابن عمر ، وثوبان ، وابن عباس، وغيرهم... وقد ذكرنا في أول الكتاب عن أبي داود أن هذا الحديث أحد الأحاديث التي يدور عليها الفقه.. وقال الحافظ أبو نعيم : هذا الحديث له شأن عظيم... وذكر محمد بن أسلم الطوسي أنه أحد أرباع الدين... وخرجه الطبراني من حديث حذيفة بن اليمان عن النبي r قال: من لا يهتم بأمر المسلمين فليس منهم ومن لم يمس ويصبح ناصحا لله ولرسوله ولكتابه ولإمامه ولعامة المسلمين فليس منهم... وخرج الإمام أحمد من حديث أبي أمامة عن النبي r قال: قال الله عز وجل أحب ما تعبدني به عبدي النصح لي ... وقد ورد في أحاديث كثيرة النصح للمسلمين عموما وفي بعضها النصح لولاة أمورهم وفي بعضها نصح ولاة الأمور لرعاياهم.. فأما الأول وهو النصح للمسلمين عموما ففي الصحيحين عن جرير بن عبدالله قال بايعت النبي r على إقام الصلاة وإيتاء الزكاة والنصح لكل مسلم.. وفي صحيح مسلم عن أبي هريرة رضي الله عنه عن النبي r قال: حق المؤمن على المؤمن ست فذكر منها وإذا استنصحك فانصح له... وروي هذا الحديث من وجوه أخر عن النبي r قال إذا استنصح أحدكم أخاه فلينصح له ...وأما الثاني وهو النصح لولاة الأمور ونصحهم لرعاياهم ففي صحيح مسلم عن أبي هريرة رضي الله عنه عن النبي r قال : إن الله يرضى لكم ثلاثا يرضى لكم أن تعبدوه ولا تشركوا به شيئا وأن تعتصموا بحبل الله جميعا ولا تفرقوا وأن تناصحوا من ولاه الله أمركم.

    .. وفي المسند وغيره عن جبير بن مطعم رضي الله عنه أن النبي r قال في خطبته بالخيف من منى: ثلاث لا يغل عليهن قلب امرئ مسلم إخلاص العمل لله ومناصحة ولاة الأمر ولزوم جماعة المسلمين...وقد روى هذه الخطبة عن النبي r جماعة منهم أبو سعيد الخدري... وقد روي من حديث أبي سعيد بلفظ آخر خرجه الدارقطني في الأفراد بإسناد جيد ولفظه أن النبي r قال: ثلاث لا يغل عليهن قلب امرئ مسلم النصيحة لله ولرسوله ولكتابه ولعامة المسلمين ... وفي الصحيحين عن معقل بن يسار عن النبي r قال: ما من عبد يسترعيه الله رعية ثم لم يحطها بنصحه إلا لم يدخل الجنة وقد ذكر الله في كتابه عن الأنبياء عليهم السلام أنهم نصحوا لأممهم كما أخبر الله بذلك عن هود عليه السلام]أُبَلِّغُكُمْ رِسَالاتِ رَبِّي وَأَنَاْ لَكُمْ نَاصِحٌ أَمِينٌ[(الأعراف : 68 ) نوح عليه السلام]أُبَلِّغُكُمْ رِسَالاَتِ رَبِّي وَأَنصَحُ لَكُمْ وَأَعْلَمُ مِنَ اللّهِ مَا لاَ تَعْلَمُونَ[(الأعراف : 62 ) وعن صالح عليه السلام:]فَتَوَلَّى عَنْهُمْ وَقَالَ يَا قَوْمِ لَقَدْ أَبْلَغْتُكُمْ رِسَالَةَ رَبِّي وَنَصَحْتُ لَكُمْ وَلَكِن لاَّ تُحِبُّونَ النَّاصِحِينَ[(الأعراف : 79 ) وقال:] لَّيْسَ عَلَى الضُّعَفَاء وَلاَ عَلَى الْمَرْضَى وَلاَ عَلَى الَّذِينَ لاَ يَجِدُونَ مَا يُنفِقُونَ حَرَجٌ إِذَا نَصَحُواْ لِلّهِ وَرَسُولِهِ مَا عَلَى الْمُحْسِنِينَ مِن سَبِيلٍ وَاللّهُ غَفُورٌ رَّحِيمٌ [ (التوبة : 91 ) يعني أن من تخلف عن الجهاد لعذر فلا حرج عليه بشرط أن يكون ناصحا لله ورسوله في تخلفه فإن المنافقين كانوا يظهرون الأعذار كاذبين ويتخلفون عن الجهاد من غير نصح لله ورسوله وقد أخبر النبي r أن الدين النصيحة فهذا يدل على أن النصيحة تشمل خصال الإسلام والإيمان والإحسان التي ذكرت في حديث جبريل عليه السلام وسمى ذلك كله دينا / مسلم ....وقال عبد الله: حدثني أبي عمر بن الخطاب، قال: بينما نحن عند رسول الله r ذات يوم، إذ طلع علينا رجل شديد بياض الثياب. شديد سواد الشعر. لا يرى عليه أثر السفر. ولا يعرفه منا أحد. حتى جلس إلى النبي r . فاسند ركبتيه إلى ركبتيه. ووضع كفيه على فخذيه. وقال: يا محمد! أخبرني عن الإسلام. فقال رسول الله r : "الإسلام أن تشهد أن لا إله إلا الله وأن محمدا رسول الله r . وتقيم الصلاة. وتؤتي الزكاة. وتصوم رمضان. وتحج البيت، إن استطعت إليه سبيلا" قال: صدقت. قال فعجبنا له. يسأله ويصدقه. قال: فأخبرني عن الإيمان. قال: "أن تؤمن بالله، وملائكته، وكتبه، ورسله، واليوم الآخر. وتؤمن بالقدر خيره وشره" قال: صدقت. قال: فأخبرني عن الإحسان. قال: "أن تعبد الله كأنك تراه. فإن لم تكن تراه، فإنه يراك". قال: فأخبرني عن الساعة. قال: "ما المسؤول عنها بأعلم من السائل" قال: فأخبرني عن أمارتها. قال: "أن تلد الأمة ربتها. وأن ترى الحفاة العراة العالة رعاء الشاء، يتطاولون في البنيان". قال ثم انطلق. فلبثت مليا. ثم قال لي: "يا عمر! أتدري من السائل؟" قلت: الله ورسوله أعلم. قال: "فإنه جبريل أتاكم يعلمكم دينكم".

    فإن النصح لله يقتضي القيام بأداء واجباته على أكمل وجوهها وهو مقام الإحسان فلا يكمل النصح لله بدون ذلك ولا يتأتى ذلك بدون كمال المحبة الواجبة والمستحبة ويستلزم ذلك الاجتهاد في التقرب إليه بنوافل الطاعات على هذا الوجه وترك المحرمات والمكروهات على هذا الوجه أيضا وفي مراسيل الحسن رحمه الله عن النبي r قال: أرأيتم لو كان لأحدكم عبدان فكان أحدهما يطيعه إذا أمره ويؤدى إليه إذا ائتمنه وينصح له إذا غاب عنه وكان الآخر يعصيه إذا أمره ويخونه إذا ائتمنه ويغشه إذا غاب عنه كانا سواء ؟ قالوا لا ..قال: فكذا أنتم عند الله عز وجل ، خرجه ابن أبي الدنيا... وخرج الإمام أحمد معناه من حديث أبي الأحوص عن أبيه عن النبي r - حدثنا عبد الله حدثني أبي ثنا سفيان بن عيينة مرتين قال ثنا أبو الزعراء عمرو بن عمرو عن عمه أبي الأحوص عن أبيه قال : أتيت النبي r فصعد في النظر وصوب وقال: أرب إبل أنت أو رب غنم؟ قال: من كل قد آتاني الله فأكثر وأطيب.. قال: فتنتجها وافية أعينها وآذانها فتجدع هذه فتقول صرماء ثم تكلم سفيان بكلمة لم أفهمها وتقول بحيرة الله فساعد الله أشد وموساه أحد ولو شاء ان يأتيك بها صرماء أتاك... قلت: إلى ما تدعو ؟ قال: إلى الله وإلى الرحم... قلت: يأتيني الرجل من بني عمي فأحلف أن لا أعطيه ثم أعطيه. قال: فكفر عن يمينك وائت الذي هو خير أرأيت لو كان لك عبدان أحدهما يطيعك ولا يخونك ولا يكذبك والآخر يخونك ويكذبك ؟ قال قلت :لا بل الذي لا يخونني ولا يكذبني ويصدقني الحديث أحب إلي. قال: كذاكم أنتم عند ربكم عز وجل

    -وقال الفضيل بن عياض الحب أفضل من الخوف ألا ترى إذا كان لك عبدان أحدهما يحبك والآخر يخافك فالذي يحبك منهما ينصحك شاهدا كنت أو غائبا لحبه إياك والذي يخافك عسى أن ينصحك إذا شهدت لما يخافك ويغشك إذا غبت ولا ينصحك.

    -قال عبد العزيز بن رفيع قال الحواريون لعيسى عليه الصلاة والسلام ما الخالص من العمل قال مالا تحب أن يحمدك الناس عليه قالوا فما النصح لله قال أن تبدأ بحق الله قبل حق الناس وإن عرض لك أمران أحدهما لله تعالى والآخر للدنيا بدأت بحق الله تعالى.

    -وقال الخطابي النصيحة كلمة يعبر بها عن جملة هي إرادة الخير للمنصوح له قال وأصل النصح في اللغة الخلوص يقال نصحت العسل إذا خلصته من الشمع فمعنى النصيحة لله سبحانه صحة الاعتقاد في وحدانيته وإخلاص النية في عبادته والنصيحة لكتابه الإيمان به والعمل بما فيه والنصيحة لرسوله التصديق بنبوته وبذل الطاعة له فيما أمر به ونهي عنه والنصيحة لعامة المسلمين إرشادهم إلى مصالحهم انتهي
    أبو محمد عبدالحميد الأثري
    أبو محمد عبدالحميد الأثري
    المدير العام .. وفقه الله تعالى


    ذكر عدد الرسائل : 3581
    البلد : مصر السنية
    العمل : طالب علم
    شكر : 7
    تاريخ التسجيل : 25/04/2008

    الملفات الصوتية رد: "النقول الصريحة في شرح حديث الدين النصيحة" لأبي يوسف محمد بن زايد

    مُساهمة من طرف أبو محمد عبدالحميد الأثري 25.06.08 18:17

    -وقد حكى الإمام أبو عبدالله محمد بن نصر المروزي في كتابه تعظيم قدر الصلاة عن بعض أهل العلم أنه فسر هذا الحديث بما لا مزيد على حسنه ونحن نحكيه هاهنا بلفظه إن شاء الله تعالى:

    - قال محمد بن نصر قال بعض أهل العلم جماع تفسير النصيحة هي عناية القلب للمنصوح له كائنا من كان وهي على وجهين أحدهما فرض والآخر نافلة

    1- فالنصيحة المفترضة لله هي شدة العناية من الناصح باتباع محبة الله في أداء مافترض ومجانبة ما حرم وأما النصيحة التي هي نافلة فهي إيثار محبته على محبة نفسه وذلك أن يعرض له أمران أحدهما لنفسه والآخر لربه فيبدأ بما كان لربه ويؤخر ما كان لنفسه فهذه جملة تفسير النصيحة لله الفرض منه وكذلك تفسير النافلة وسنذكر بعضه ليفهم بالتفسير من لا يفهم بالجملة فالفرض منها مجانبة نهيه وإقامة فرضه بجميع جوارحه ما كان مطيقا له فإن عجر عن الإقامة بفرضه لآفة حلت به من مرض أو حبس أو غير ذلك عزم على أداء ما افترض عليه متى زالت عنه العلة المانعة له قال الله عز وجل :] لَّيْسَ عَلَى الضُّعَفَاء وَلاَ عَلَى الْمَرْضَى وَلاَ عَلَى الَّذِينَ لاَ يَجِدُونَ مَا يُنفِقُونَ حَرَجٌ إِذَا نَصَحُواْ لِلّهِ وَرَسُولِهِ مَا عَلَى الْمُحْسِنِينَ مِن سَبِيلٍ وَاللّهُ غَفُورٌ رَّحِيمٌ [ (التوبة : 91 ) فسماهم محسنين لنصيحتهم لله بقلوبهم لما منعوا من الجهاد بأنفسهم وقد ترفع الأعمال كلها عن العبد في بعض الحالات ولا يرفع عنهم النصح لله فلو كان من مرض بحال لا يمكنه عمل شيء من جوارحه بلسان ولا غيره غير أن عقله ثابت لم يسقط عنه النصح لله بقلبه وهو أن يندم على ذنوبه وينوي إن صح أن يقوم بما افترض الله عليه ويجتنب ما نهاه عنه وإلا كان غير ناصح لله بقلبه وكذلك النصح لله ولرسوله r فيما أوجبه على الناس عن أمر ربه ومن النصح الواجب لله أن لا يرضى بمعصية العاصي ويحب طاعة من أطاع الله ورسوله وأما النصيحة التي هي نافلة لا فرض فبذل المجهود بإيثار الله تعالى على كل محبوب بالقلب وسائر الجوارح حتى لا يكون في الناصح فضلا عن غيره لأن الناصح إذا اجتهد لم يؤثر نفسه عليه وقام بكل ما كان في القيام به سروره ومحبته فكذلك الناصح لربه ومن تنفل لله بدون الاجتهاد فهو ناصح على قدر عمله غير مستحق للنصح بكماله...

    2- وأما النصيحة لكتابه فشدة حبه وتعظيم قدره إذ هو كلام الخالق وشدة الرغبة في فهمه وشدة العناية في تدبره والوقوف عند تلاوته لطلب معاني ما أحب مولاه أن يفهمه عنه أو يقوم به له بعد ما يفهمه وكذلك الناصح من العباد يفهم وصية من ينصحه إن ورد عليه كتاب من غني يفهمه ليقوم عليه بما كتب فيه إليه فكذلك الناصح لكتاب ربه يعني يفهمه ليقوم لله بما أمره به كما يحب ربنا ويرضي ثم ينشر ما فهم في العباد ويديم دراسته بالمحبة له والتخلق بأخلاقه والتأدب بآدابه...

    3- وأما النصيحة للرسول r في حياته فبذل المجهود في طاعته ونصرته ومعاونته وبذل المال إذا أراده والمسارعة إلى محبته وأما بعد وفاته فالعناية بطلب سنته والبحث عن أخلاقه وآدابه وتعظيم أمره ولزوم القيام به وشدة الغضب والإعراض عمن يدين بخلاف سنته والغضب على من صنعها لأثرة دنيا وإن كان متدينا بها وحب من كان منه بسبيل من قرابة أو صهر أو هجرة أو نصرة أو صحبة ساعة من ليل أو نهار على الإسلام والتشبه به في زيه ولباسه ....

    4- وأما النصيحة لأئمة المسلمين فحب صلاحهم ورشدهم وعدلهم وحب اجتماع الأمة عليهم وكراهة افتراق الأمة عليهم والتدين بطاعتهم في طاعة الله عز وجل والبغض لمن رأى الخروج عليهم وحب إعزازهم في طاعة الله عز وجل ...

    5- وأما النصيحة للمسلمين فأن يحب لهم ما يحب لنفسه ويكره لهم ما يكره لنفسه ويشفق عليهم ويرحم صغيرهم ويوقر كبيرهم ويحزن لحزنهم ويفرح لفرحهم وإن ضره ذلك في دنياه كرخص أسعارهم وإن كان في ذلك فوات ربح ما يبيع في تجارته وكذلك جميع ما يضرهم عامة ويحب ما يصلحهم وألفتهم ودوام النعم عليهم ونصرهم على عدوهم ودفع كل أذى ومكروه عنهم...

    وقال أبو عمرو بن الصلاح النصيحة كلمة جامعة تتضمن قيام الناصح للمنصوح له بوجوه الخير إرادة وفعلا 1- فالنصيحة لله تعالى توحيده ووصفه بصفات الكمال والجلال وتنزيه عما يضادها ويخالفها وتجنب معاصيه والقيام بطاعته ومحابه بوصف الإخلاص والحب فيه والبغض فيه وجهاد من كفر به تعالى وما ضاهى ذلك والدعاء إلى ذلك والحث عليه

    2- والنصيحة لكتابه الإيمان به وتعظيمه وتنزيهه وتلاوته حق تلاوته والوقوف مع أوامره ونواهيه وتفهم علومه وأمثاله وتدبر آياته والدعاء إليه وذب تحريف الغالين وطعن الملحدين عنه ...

    3- والنصيحة لرسوله r قريب من ذلك الإيمان به وبما جاء به وتوقيره وتبجيله والتمسك بطاعته وإحياء سنته واستنشار علومه ونشرها ومعاداة من عاداه وموالاة من والاه ووالاها والتخلق بأخلاقه والتأدب بآدابه ومحبة آله وأصحابه ونحو ذلك ...

    4- والنصيحة لأئمة المسلمين معاونتهم على الحق وطاعتهم فيه وتذكيرهم به وتنبيههم في رفق ولطف ومجانبة الوثوب عليهم والدعاء لهم بالتوفيق وحث الأغيار على ذلك...

    5- والنصيحة لعامة المسلمين إرشادهم إلى مصالحهم وتعليمهم أمور دينهم ودنياهم وستر عوراتهم وسد خلاتهم ونصرتهم على أعدائهم والذب عنهم ومجانبة الغش والحسد لهم وأن يحب لهم ما يحب لنفسه ويكره لهم ما يكره لنفسه وما شابه ذلك انتهى ما ذكره ...

    ومن أنواع نصحهم دفع الأذى والمكروه عنهم وإيثار فقيرهم وتعليم جاهلهم ورد من زاغ منهم عن الحق في قول أو عمل بالتلطف في ردهم إلى الحق والرفق بهم في الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر ومحبة إزالة فسادهم ولو بحصول ضرر له في دنياه كما قال بعض السلف وددت أن هذا الخلق أطاعوا الله وأن لحمي قرض بالمقاريض... وكان عمر بن عبد العزيز يقول ياليتني عملت فيكم بكتاب الله وعملتم به فكلما عملت فيكم بسنة وقع منى عضو حتى يكون آخر شيء منها خروج نفسي ...

    -ومن أنواع النصح لله تعالى وكتابه ورسوله وهو مما يختص به العلماء رد الأهواء المضلة بالكتاب والسنة على موردها وبيان دلالتهما على ما يخالف الأهواء كلها وكذلك رد الأقوال الضعيفة من زلات العلماء وبيان دلالة الكتاب والسنة على ردها ومن ذلك بيان ما صح من حديث النبي r ولم يصح منه بتبيين حال رواته ومن تقبل رواياته منهم ومن لا تقبل وبيان غلط من غلط من ثقاتهم الذين تقبل روايتهم ...

    -ومن أعظم أنواع النصح أن ينصح لمن استشاره في أمره كما قال r إذا استنصح أحدكم أخاه فلينصح له وفي بعض الأحاديث إن من حق المسلم على المسلم أن ينصح له إذا غاب ومعنى ذلك أنه إذا ذكر في غيبة بالسوء أن ينصره ويرد عنه وإذا رأى من يريد أذاه في غيبته كفه عن ذلك فإن النصح في الغيب يدل على صدق الناصح فإنه قد يظهر النصح في حضوره تملقا ويغشه في غيبته ..

    -وقال الحسن إنك لن تبلغ حق نصيحتك لأخيك حتى تأمره بما يعجز عنه قال الحسن وقال بعض أصحاب النبي r والذي نفسي بيده إن شئتم لأقسمن لكم بالله إن أحب عباد الله إلى الله الذين يحببون الله إلى عباده ويحببون عباد الله إلى الله ويسعون في الأرض بالنصيحة

    -وقال فرقد السبخي قرأت في بعض الكتب المحب لله عز وجل أمير مؤمر على الأمراء زمرته أول الزمر يوم القيامة ومجلسه أقرب المجالس فيما هناك والمحبة فيما هناك والمحبة منتهى القربة والاجتهاد ولن يسأم المحبون من طول اجتهادهم لله عز وجل ويحبونه ويحبون ذكره ويحببون إلى خلقه يمشون بين خلقه بالنصائح ويخافون عليهم من أعمالهم يوم تبدو الفضائح أولئك أولياء الله وأحباؤه وصفوته أولئك الذين لا راحة لهم دون لقائه. -وقال ابن علية في قول أبي بكر المزني ما فاق أبو بكر رضي الله عنه أصحاب محمد r بصوم ولا صلاة ولكن بشيء كان في قلبه قال الذي كان في قلبه الحب لله عز وجل والنصيحة في خلقه ...

    -وقال الفضيل بن عياض رحمه الله ما أدرك عندنا من أدرك بكثرة الصلاة والصيام وإنما أدرك عندنا بسخاء الأنفس وسلامة الصدور والنصح للأمة ...

    -وسئل ابن المبارك أي الأعمال أفضل قال النصح لله

    -وقال معمر كان يقال أنصح الناس لك من خاف الله فيك وكان السلف إذا أرادوا نصيحة أحد وعظوه سرا حتى قال بعضهم من وعظ أخاه فيما بينه وبينه فهي نصيحة ومن وعظه على رؤوس الناس فإنما وبخه ..

    -وقال الفضيل بن عياض رحمه الله المؤمن يستر وينصح والفاجر يهتك ويعير

    -وقال عبد العزيز بن أبي رواد كان من كان قبلكم إذا رأى الرجل من أخيه شيئا يأمره في رفق فيؤجر في أمره ونهيه وإن أحد هؤلاء يخرق بصاحبه فيستغضب أخاه ويهتك ستره...

    - وسئل ابن عباس رضي الله عنهما عن أمر السلطان بالمعروف ونهيه عن المنكر فقال إن كنت فاعلا ولابد ففيما بينك وبينه...

    وقال الإمام أحمد رحمه الله ليس على المسلم نصح الذمي وعليه نصح المسلم وقال النبي rوالنصح لكل مسلم وأن تنصح لجماعة المسلمين وعامتهم .
    أبو محمد عبدالحميد الأثري
    أبو محمد عبدالحميد الأثري
    المدير العام .. وفقه الله تعالى


    ذكر عدد الرسائل : 3581
    البلد : مصر السنية
    العمل : طالب علم
    شكر : 7
    تاريخ التسجيل : 25/04/2008

    الملفات الصوتية رد: "النقول الصريحة في شرح حديث الدين النصيحة" لأبي يوسف محمد بن زايد

    مُساهمة من طرف أبو محمد عبدالحميد الأثري 25.06.08 18:17

    المناوي في فيض القدير




    - (الدين النصيحة) أي عماده وقوامه النصيحة على وزان الحج عرفة فبولغ في النصيحة حتى جعل الدين كله إياها وبقية الحديث كما في صحيح مسلم قالوا: لمن يا رسول اللّه قال: للّه وكتابه ورسوله وأئمة المسلمين وعامتهم قال بعضهم: هذا الحديث ربع الإسلام أي أحد أحاديث أربعة يدور عليها وقال النووي: بل المدار عليه وحده ولما نظر السلف إلى ذلك جعلوا النصيحة أعظم وصاياهم قال بعض العارفين: أوصيك بالنصح نصح الكلب لأهله فإنهم يجيعونه ويطردونه ويأبى إلا أن يحوطهم ويحفظهم وظاهر الخبر وجوب النصح وإن علم أنه لا يفيد في المنصوح ومن قبل النصيحة أمن الفضيحة ومن أبى فلا يلومن إلا نفسه (تنبيه) قال بعض العارفين: النصاح الخيط والمنصحة الأبرة والناصح الخائط والخائط هو الذي يؤلف أجزاء الثوب حتى يصير قميصاً أو نحوه فينتفع به بتأليفه إياه وما ألفه إلا لنصحه والناصح في دين اللّه هو الذي يؤلف بين عباد اللّه وبين ما فيه سعادتهم عند اللّه وبين خلقه وقال القاضي: الدين في الأصل الطاعة والجزاء والمراد به الشريعة أطلق عليها لما فيها من الطاعة والانقياد.

    - (تخ عن ثوبان) مولى النبي r (البزار) في مسنده (عن ابن عمر) بن الخطاب قال الهيثمي: رجاله رجال الصحيح وقضية صنيع المصنف أن هذا لم يخرجه أحد الشيخين وهو ذهول فقد عزاه هو نفسه في الدرر إلى مسلم من حديث تميم الداري وعزاه ابن حجر إلى مسلم وأبي داود وأحمد موصولاً وإلى البخاري معلقاً وعزاه النووي في الأذكار إلى مسلم.

    ابن بطال البكري القرطبي في شرح صحيح البخاري




    البخاري - باب قَوْلِ الرسول - r-: - الدِّينُ النَّصِيحَةُ لِلَّهِ وَلِرَسُولِهِ وَلأئِمَّةِ الْمُسْلِمِينَ وَعَامَّتِهِمْ - وَقَوْلِهِ تَعَالَى: {إِذَا نَصَحُوا لِلَّهِ وَرَسُولِهِ} [التوبة 91]



    - فيه: جَرِيرِ، قَالَ: تمت بَايَعْتُ رَسُولَ اللَّهِ - r - عَلَى إِقَامِ الصَّلاةِ، وَإِيتَاءِ الزَّكَاةِ، وَالنُّصْحِ لِكُلِّ مُسْلِمٍ ..

    - فيه: أن جَرِيرًا قَامَ يَوْمَ مَاتَ الْمُغِيرَةُ بْنُ شُعْبَةَ فَحَمِدَ اللَّهَ وَأَثْنَى عَلَيْهِ، وَقَالَ: عَلَيْكُمْ بِاتِّقَاءِ اللَّهِ وَحْدَهُ لا شَرِيكَ لَهُ، وَالْوَقَارِ وَالسَّكِينَةِ، حَتَّى يَأْتِيَكُمْ أَمِيرٌ، فَإِنَّمَا يَأْتِيكُمُ الآنَ، ثُمَّ قَالَ: اسْتَعْفُوا لأمِيرِكُمْ، فَإِنَّهُ كَانَ يُحِبُّ الْعَفْوَ، ثُمَّ قَالَ: أَمَّا بَعْدُ فَإِنِّي أَتَيْتُ الرسول فقلت: أُبَايِعُكَ عَلَى الإسْلامِ، فَشَرَطَ عَلَىَّ، وَالنُّصْحِ لِكُلِّ مُسْلِمٍ، فَبَايَعْتُهُ عَلَى هَذَا، وَرَبِّ هَذَا الْمَسْجِدِ إِنِّى لَنَاصِحٌ لَكُمْ، ثُمَّ اسْتَغْفَرَ وَنَزَلَ - .



    - معنى هذا الباب: أن النصيحة تسمى دينًا وإسلامًا، وأن الدين يقع على العمل كما يقع على القول ألا ترى أن رسول الله r بايع جريرًا على النصح، كما بايعه على الصلاة والزكاة، سوى بينهما فى البيعة ؟.

    وقد جاء عن الرسولr أنه سمى النصيحة دينًا على لفظ الترجمة. رواه ابن عيينة، عن سهيل بن أبى صالح، عن عطاء بن يزيد الليثى، عن تميم الدارى، قال: قال رسول اللهr : الدين النصيحة - قالها ثلاثًا. قلنا: لمن يا رسول الله؟ قال: لله، عز وجل، ولكتابه ولرسوله، ولأئمة المسلمين وعامتهم - . رواه ابن عجلان، عن القعقاع بن حكيم، عن أبى صالح، عن أبى هريرة، عن النبى r .

    والنصيحة فرض يجزئ فيه من قام به، ويسقط عن الباقين، والنصيحة لازمة على قدر الطاقة إذا علم الناصح أنه يقبل نصحه ويطاع أمره، وأمن على نفسه المكروه. وأما إن خشى الأذى فهو فى سعة منها.

    قال أبو بكر الآجرى: ولا يكون ناصحًا لله ولرسوله ولأئمة المسلمين وعامتهم إلا من بدأ بالنصيحة لنفسه، واجتهد فى طلب العلم والفقه، ليعرف به ما يجب عليه، ويعلم عداوة الشيطان له وكيف الحذر منه، ويعلم قبيح ما تميل إليه النفس حتى يخالفها بعلم.

    وروى الثورى عن عبد العزيز بن رفيع، عن أبى ثمامة، وكان يقرأ الكتب، قال: قال الحواريون لعيسى ابن مريم: من الناصح لله تعالى؟ قال: الذى يبدأ بحق الله قبل حق الناس، فإذا عرض له أمران، أمر دنيا وآخرة، بدأ بعمل الآخرة، فإذا فرغ من أمر الآخرة تفرغ لأمر الدنيا.

    وقال الحسن البصرى: ما زال لله ناس ينصحون لله فى عباده، وينصحون لعباد الله فى حق الله عليهم، ويعملون له فى الأرض بالنصيحة، أولئك خلفاء الله فى الأرض.

    وقال الآجرى: والنصيحة لرسول الله على وجهين: فنصيحة من صَاحَبَهُ وشاهده، ونصيحة من لم يره.فأما صحابته، فإن الله شرط عليهم أن يعزروه ويوقروه وينصروه، ويعادوا فيه القريب والبعيد، وأن يسمعوا له ويطيعوا، وينصحوا كل مسلم، فَوَفُّوا بذلك وأثنى الله عليهم به.

    وأما نصيحة من لم يره: فأن يحفظوا سُنَّته على أمته وينقلوها ويعلموا الناس شريعته ودينه ويأمروهم بالمعروف وينهوهم عن المنكر، فإذا فعلوا ذلك فهم ورثة الأنبياء.

    وأما النصيحة لأئمة المسلمين: فهى على قدر الجاه والمنزلة عندهم، فإذا أمن من ضرهم فعليه أن ينصحهم، فإذا خشى على نفسه فحسبه أن يغير بقلبه، وإن علم أنه لا يقدر على نصحهم فلا يدخل عليهم، فإنه يغشهم ويزيدهم فتنة ويذهب دينه معهم.

    وقد قال الفضيل بن عياض: ربما دخل العالم على الملك ومعه شىء من دينه فيخرج وليس معه شىء، قيل له: وكيف ذلك؟ قال: يصدقه فى كذبه، ويمدحه فى وجهه.

    وقد روى الثورى، عن أبى حصين، عن الشعبى، عن عاصم العدوى، عن كعب بن عجرة، قال: خرج علينا رسول الله r قال: إنه سيكون بعدى أمراء فمن صدقهم بكذبهم وأعانهم على ظلمهم فليس منى، ولست منه، ومن لم يصدقهم بكذبهم ولم يعنهم على ظلمهم فهو منى، وأنا منه، وسيرد علىَّ الحوض .

    وأما نصيحة العامة بعضهم لبعض، فواجب على البائع أن ينصح للمشترى فيما يبيعه، وعلى الوكيل والشريك والخازن أن ينصح لأخيه، ولا يحب له إلا ما يحب لنفسه.

    وروى ابن عجلان عن عون بن عبد الله، قال: كان جرير إذا أقام السلعة بَصَّرهُ عيوبها، ثم خيره، فقال: إن شئت فاشتر، وإن شئت فاترك، فقيل له: إذا فعلت هذا لم ينفذ لك بيع، فقال: إنا بايعنا رسول اللهr على النصح لكل مسلم.

    وقال المهلب فى قول جرير: تمت عليكم بالسكينة والوقار - دليل أنه يجب على العَالِم إذا رأى أمرًا يخشى منه الفتنة على الناس، أن يعظهم فى ذلك ويرغبهم فى الألفة وترك الفرقة. وقوله: تمت حتى يأتيكم أمير - يعنى ليقوم بأمركم وينظر فى مصالحكم.

    وقوله: استعفوا لأميركم، فإنه كان يحب العفو - جعل الوسيلة له إلى عفو الله بالدعاء بأغلب خلال الخير عليه، وما كان يحبه فى حياته من العفو عن من أذنب إليه، وكذلك يجزى كل أحدٍ يوم القيامة بأحسن خلقه وعمله فى الدنيا.
    أبو محمد عبدالحميد الأثري
    أبو محمد عبدالحميد الأثري
    المدير العام .. وفقه الله تعالى


    ذكر عدد الرسائل : 3581
    البلد : مصر السنية
    العمل : طالب علم
    شكر : 7
    تاريخ التسجيل : 25/04/2008

    الملفات الصوتية رد: "النقول الصريحة في شرح حديث الدين النصيحة" لأبي يوسف محمد بن زايد

    مُساهمة من طرف أبو محمد عبدالحميد الأثري 25.06.08 18:18

    السيوطي في الديباج




    عن تميم الداري ليس له في مسلم غير هذا الحديث وهو من أفراده وليس له عند البخاري شيء

    الدين النصيحة قال الخطابي وهي كلمة جامعة معناها حيازة الحظ للمنصوح له وليس في كلام العرب كلمة مفردة يستوفي بها العبارة غير معناها كما أنه ليس في كلامهم كلمة أجمع لخير الدنيا والآخرة من لفظ الصلاح وأخذها من نصح الرجل ثوبه خاطه شبه فعل الناصح فيما يتحراه من صلاح المنصوح له بما يسنده من خلل الثوب وقيل من نصحت العسل إذا صفيته من الشمع شبه به تخليص القول من الغش ومعنى الحديث عماد الدين وقوامه النصيحة كقوله الحج عرفة أي عماده ومعظمه وقد قال العلماء إن هذا الحديث ربع الإسلام أي أحد أحاديث أربع يدور عليها قال النووي بل المدار عليه وحده....

    لله ولكتابه ولرسوله ولأئمة المسلمين وعامتهم... قال العلماء:

    1- النصيحة لله معناها الإيمان به ووصفه بما يجب له وتنزيهه عما لا يليق به وإتيان طاعته وترك معاصيه وموالاة من أطاعه ومعاداة من عصاه وجهاد من كفر به والاعتراف بنعمه والشكر عليها والإخلاص في جميع الأمور والدعاء إلى جميع الأوصاف المذكورة والتلطف في جميع الناس عليها قاله الخطابي وحقيقة هذه الأوصاف المذكورة راجعة إلى العبد في نصحه نفسه فإن الله غني عن نصح الناصح

    2- والنصيحة لكتابه معناها الإيمان بأنه كلامه تعالى وتنزيله لا يشبهه شيء من كلام الخلق ولا يقدر على مثله أحد ثم تعظيمه وتلاوته حق تلاوته وتحسينها بالخشوع عندها وإقامة حروفه في التلاوة والذب عنه لتأويل المحرفين وطعن الطاعنين والتصديق بما فيه والوقوف مع أحكامه وتفهم علومه والاعتبار بمواعظه والتفكر في عجائبه والعمل بمحكمه والتسليم لمتشابهه والبحث عن عمومه وخصوصه وناسخه ومنسوخه ونشر علومه والدعاء إليه وإلى ما ذكرنا من نصيحته

    3- والنصيحة لرسوله r تصديقه في الرسالة والإيمان بجميع ما جاء به وطاعته في أمره ونهيه ونصرته حيا وميتا وموالاة من والاه ومعاداة من عاداه وإعظام حقه وتوقيره وإحياء طريقته وسنته وبث دعوته ونشر شريعته ونفي التهمة عنها واستثارة علومها والتفقه في معانيها والدعاء إليها والتلطف في تعلمها وتعليمها وإعظامها وإجلالها والتأدب عند قراءتها والإمساك عن الكلام فيها بغير علم وإجلال أهلها لانتسابهم إليها والتخلق بأخلاقه والتأدب بآدابه ومحبة أهل بيته وأصحابه ومجانبة من ابتدع في سنته أو تعرض لأحد من أصحابه ونحو ذلك

    4- والنصيحة لأئمة المسلمين معاونتهم على الحق وطاعتهم فيه وأمرهم به وتذكيرهم برفق ولطف وإعلامهم بما غفلوا عنه من حقوق المسلمين وترك الخروج عليهم وتألف قلوب الناس لطاعتهم والصلاة خلفهم والجهاد معهم وأداء الصدقات لهم وأن لا يطروا بالثناء الكاذب وأن يدعى لهم بالصلاح هذا على أن المراد بالأئمة الولاة وقيل هم العلماء فنصيحتهم قبول ما رووه وتقليدهم في الأحكام وإحسان الظن بهم

    5- والنصيحة للعامة إرشادهم لمصالحهم في آخرتهم ودنياهم وكف الأذى عنهم وتعليمهم ما جهلوه وستر عوراتهم وسد خلاتهم وأمرهم بالمعروف ونهيهم عن المنكر برفق والشفقة عليهم وتوقير كبيرهم ورحمة صغيرهم والذب عن أموالهم وأعراضهم وأن يحب لهم ما يحب لنفسه وحثهم على التخلق بجميع ما ذكر من أنواع النصيحة سمع جريرا يقول بايعت النبي rعلى النصح لكل مسلم وقد وفَّى جرير بذلك حتى أنه أمر مولاه أن يشتري له فرسا فاشترى له فرسا بثلاثمائة درهم وجاء به وبصاحبه لينقده الثمن فقال جرير لصاحب الفرس فرسك خير من ثلاثمائة ثم اشتراه منه بثمانمائة درهم فقيل له في ذلك فقال إني بايعت النبيrعلى النصح لكل مسلم أخرجه الطبراني فلقنني فيما استطعت بفتح التاء النصح يجوز رفعه وجره عطفا على السمع والطاعة ...

    ابن تيمية في الفتاوى الكبرى






    *** سُئِلَ شيخ الإسلام ـ رحمَهُ الله ـ عن قوله تعالى‏:‏ ‏{‏يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا تُوبُوا إِلَى اللَّهِ تَوْبَةً نَّصُوحًا‏}‏ ‏[‏التحريم‏:‏ 8‏]‏... إيش معنى قوله‏:‏ ‏{‏نَّصُوحًا‏}‏‏؟‏

    فأجاب‏:‏ الحمد لله، قال عمر بن الخطاب ـ رضي الله عنه ـ وغيره من الصحابة والتابعين ـ رضي الله عنهم ‏ التوبة النصوح‏:‏ أن يتوب من الذنب ثم لا يعود إليه، و‏(‏نصوح‏)‏ هي صفة للتوبة، وهي مشتقة من النصح والنصيحة‏.‏

    وأصل ذلك هو الخُلُوص‏.‏ يقال‏:‏ فلان ينصح لفلان، إذا كان يريد له الخير إرادة خالصة لا غش فيها، وفلان يغشه، إذا كان باطنه يريد السوء، وهو يظهر إرادة الخير كالدرهم المغشوش، ومنه قوله تعالى‏:‏ ‏{‏لَّيْسَ عَلَى الضُّعَفَاء وَلاَ عَلَى الْمَرْضَى وَلاَ عَلَى الَّذِينَ لاَ يَجِدُونَ مَا يُنفِقُونَ حَرَجٌ إِذَا نَصَحُواْ لِلّهِ وَرَسُولِهِ‏}‏ ‏[‏التوبة‏:‏ 91‏]‏ أي‏:‏ أخلصوا لله ورسوله قَصْدَهم وحبَّهم‏.‏ ومنه قوله صلى الله عليه وسلم في الحديث الصحيح ‏:‏ ‏(‏الدين النصيحة، ثلاثا‏)‏ قالوا‏:‏ لمن يا رسول الله‏؟‏ قال‏:‏ ‏(‏لله، ولكتابه، ولرسوله، ولأئمة المسلمين، وعامتهم‏)‏‏.‏ فإن أصل الدين هو حُسْن النية، وإخلاص القصد؛ ولهذا قال صلى الله عليه وسلم‏:‏ ‏(‏ثلاث لايغِلُّ عليهن قلبُ مسلم‏:‏ إخلاص العمل لله، ومناصحة ولاة الأمور، ولزوم جماعة المسلمين، فإن دعوتهم، تحيط من ورائهم‏)‏ أي‏:‏ هذه الخصال الثلاث لايحقد عليها قلب مسلم بل يحبها ويرضاها‏.‏ فالتوبة النصوح‏:‏ هي الخالصة من كل غش، وإذا كانت كذلك كائنة فإن العبد إنما يعود إلى الذنب لبقايا في نفسه، فمن خرج من قلبه الشبهة والشهوة لم يعد إلى الذنب، فهذه التوبة النصوح، وهي واجبة بما أمر الله ـ تعالى، ولو تاب العبد ثم عاد إلى الذنب، قَبِلَ الله توبته الأولي، ثم إذا عاد استحق العقوبة، فإن تاب، تاب الله عليه أيضًا‏.‏ ولايجوز للمسلم إذا تاب، ثم عاد أن يصِرَّ، بل يتوب، ولو عاد في اليوم مائة مرة، فقد روي الإمام أحمد في مسنده، عن علي، عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه قال‏:‏ ‏(‏إن الله يحب العبد المفتَّن التواب‏)‏، وفي حديث آخر‏:‏ ‏(‏لا صغيرة مع إصرار، ولا كبيرة مع استغفار‏)‏، وفي حديث آخر‏:‏ ‏(‏ما أصر من استغفر ولو عاد في اليوم مائة مرة‏)‏‏.‏ ...



    ***ومنها‏ - ( أي من المواضع‏‏ التي يذكر فيها ما في شخص معين من الشر ) - أن يكون على وجه النصيحة للمسلمين في دينهم ودنياهم كما في الحديث الصحيح عن فاطمة بنت قيس لما استشارت النبي صلى الله عليه وسلم من تنكح‏؟‏ وقالت‏:‏ إنه خطبني معاوية وأبو جهم فقال‏:‏ ‏(‏أما معاوية فصعلوك لا مال له، وأما أبو جهم فرجل ضراب للنساء‏)‏ وروي‏:‏ ‏(‏لا يضع عصاه عن عاتقه‏)‏، فبين لها أن هذا فقير قد يعجز عن حقك، وهذا يؤذيك بالضرب‏.‏ وكان هذا نصحاً لها، وإن تضمن ذكر عيب الخاطب‏.‏
    وفي معني هذا نصح الرجل فيمن يعامله، ومن يوكله ويوصي إليه، ومن يستشهده، بل ومن يتحاكم إليه‏.‏ وأمثال ذلك‏.‏ وإذا كان هذا في مصلحة خاصة، فكيف بالنصح فيما يتعلق به حقوق عموم المسلمين‏:‏ من الأمراء والحكام والشهود والعمال‏:‏ أهل الديوان وغيرهم‏؟‏ فلا ريب أن النصح في ذلك أعظم، كما قال النبي صلى الله عليه وسلم‏:‏ ‏(‏الدين النصيحة، الدين النصيحة‏)‏ قالوا‏:‏ لمن يا رسول اللّه ‏؟‏ قال‏:‏ ‏(‏للّه ولكتابه، ولرسوله، ولأئمة المسلمين وعامتهم‏)‏‏.‏

    ***وفي صحيح مسلم عن تميم الداري رضي الله عنه قال قال رسول الله r‏:‏ ‏(‏الدين النصيحة الدين النصيحة الدين النصيحة قالوا‏:‏ لمن يا رسول الله قال‏:‏ لله ولكتابه ولرسوله ولأئمة المسلمين وعامتهم‏)‏ وفي صحيح مسلم أيضا عن أبي هريرة رضي الله عنه عن النبي rقال‏:‏ ‏(‏إن الله يرضى لكم ثلاثا، أن تعبدوه ولا تشركوا به شيئا وأن تعتصموا بحبل الله جميعا ولا تفرقوا وأن تناصحوا من ولاه الله أمركم‏)‏ وفي السنن من حديث ابن مسعود رضي الله عنه وزيد بن ثابت رضي الله عنه عن النبي r قال‏:‏ ‏(‏نضر الله امرأ سمع منا حديثا فبلغه إلى من لم يسمعه فرب حامل فقه إلى من هو أفقه منه ورب حامل فقه غير فقيه‏.‏ ثلاث لا يغل عليهن قلب مسلم‏:‏ إخلاص العمل لله ومناصحة ولاة الأمور ولزوم جماعة المسلمين، فإن دعوتهم تحيط من ورائهم‏)‏‏.‏ و ‏[‏يغل‏]‏ بالفتح هو المشهور ويقال‏:‏ غلى صدره فغل إذا كان ذا غش وضغن وحقد أي قلب المسلم لا يغل على هذه الخصال الثلاثة وهي الثلاثة المتقدمة في قوله‏:‏ ‏(‏إن الله يرضى لكم ثلاثا أن تعبدوه ولا تشركوا به شيئا‏.‏ وأن تعتصموا بحبل الله جميعا ولا تفرقوا وأن تناصحوا من ولاه الله أمركم‏)‏ فإن الله إذا كان يرضاها لنا لم يكن قلب المؤمن الذي يحب ما يحبه الله يغل عليها يبغضها ويكرهها فيكون في قلبه عليها غل، بل يحبها قلب المؤمن ويرضاها‏.‏ وفي صحيح البخاري ومسلم وغيرهما عن عبادة بن الصامت رضي الله عنه قال‏:‏ ‏(‏بايعنا رسول الله r على السمع والطاعة في العسر واليسر والمنشط والمكره، وعلى أثرة علينا وعلى أن لا ننازع الأمر أهله وعلى أن نقول أو نقوم بالحق أينما كنا، لا نخاف في الله لومة لائم‏)‏ وفي الصحيحين أيضا عن عبد الله بن عمر عن النبي r أنه قال‏:‏ ‏(‏على المرء المسلم السمع والطاعة فيما أحب وكره، إلا أن يؤمر بمعصية فإن أمر بمعصية فلا سمع ولا طاعة‏)‏ وفي صحيح مسلم عن أبي هريرة رضي الله عنه قال قال رسول الله r ‏(‏عليك بالسمع والطاعة في عسرك ويسرك ومنشطك ومكرهك وأثرة عليك‏)‏‏.‏ ومعنى قوله ‏(‏وأثرة عليك‏)‏ ‏(‏وأثرة علينا‏)‏ أي وإن استأثر‏‏ ولاة الأمور عليك فلم ينصفوك ولم يعطوك حقك، كما في الصحيحين عن أسيد بن حضير رضي الله عنه، أن رجلا من الأنصار خلا برسول الله r فقال‏:‏ ألا تستعملني كما استعملت فلانا ‏؟‏ فقال‏:‏ ‏(‏إنكم ستلقون بعدي أثرة فاصبروا حتى تلقوني على الحوض‏)‏‏.‏ وهذا كما في الصحيحين عن عبد الله بن مسعود قال‏:‏ قال رسول الله r‏:‏ ‏(‏إنها تكون بعدي أثرة وأمور تنكرونها‏)‏ قالوا‏:‏ يا رسول الله كيف تأمر من أدرك منا ذلك‏؟‏ قال‏:‏ ‏(‏تؤدون الحق الذي عليكم وتسألون الله الذي لكم‏)‏ وفي صحيح مسلم عن وائل بن حجر رضي الله عنه، قال‏:‏ سأل سلمة بن يزيد الجعفي رسول الله r فقال‏:‏ يا رسول الله إن قامت علينا أمراء يسألوننا حقهم ويمنعونا حقنا‏:‏ فما تأمرنا ‏؟‏ فأعرض عنه، ثم سأله فأعرض، ثم سأله في الثانية أو في الثالثة فحدثه الأشعث بن قيس قال، قال رسول الله r‏:‏ ‏(‏اسمعوا وأطيعوا، فإنما عليهم ما حملوا وعليكم ما حملتم‏)‏‏.‏ فذلك ما أمر الله به ورسوله من طاعة ولاة الأمور ومناصحتهم‏:‏ فهو واجب على المسلم، وإن استأثروا عليه‏.‏ وما نهى الله عنه ورسوله من معصيتهم‏:‏ فهو محرم عليه، وإن أكره عليه‏.‏
    أبو محمد عبدالحميد الأثري
    أبو محمد عبدالحميد الأثري
    المدير العام .. وفقه الله تعالى


    ذكر عدد الرسائل : 3581
    البلد : مصر السنية
    العمل : طالب علم
    شكر : 7
    تاريخ التسجيل : 25/04/2008

    الملفات الصوتية رد: "النقول الصريحة في شرح حديث الدين النصيحة" لأبي يوسف محمد بن زايد

    مُساهمة من طرف أبو محمد عبدالحميد الأثري 25.06.08 18:19

    فصل


    وما أمر الله به ورسوله من طاعة ولاة الأمور ومناصحتهم واجب على الإنسان وإن لم يعاهدهم عليه وإن لم يحلف لهم الأيمان المؤكدة كما يجب عليه الصلوات الخمس والزكاة والصيام وحج البيت‏.‏ وغير ذلك مما أمر الله به ورسوله من الطاعة، فإذا حلف على ذلك كان ذلك توكيدا وتثبيتا لما أمر الله به ورسوله من طاعة ولاة الأمور ومناصحتهم‏.‏ فالحالف على هذه الأمور لا يحل له أن يفعل خلاف المحلوف عليه سواء حلف بالله أو غير ذلك من الأيمان التي يحلف بها المسلمون، فإن ما أوجبه الله من طاعة ولاة الأمور ومناصحتهم واجب وإن لم يحلف عليه، فكيف إذا حلف عليه ؟ وما نهى الله ورسوله عن معصيتهم وغشهم محرم وإن لم يحلف على ذلك‏.‏ وهذا كما أنه إذا حلف ليصلين الخمس وليصومن شهر رمضان أو ليقضين الحق الذي عليه ويشهدن بالحق‏:‏ فإن هذا واجب عليه وإن لم يحلف عليه فكيف إذا حلف عليه ؟ وما نهى الله عنه ورسوله من الشرك والكذب وشرب الخمر والظلم والفواحش وغش ولاة الأمور والخروج عما أمر الله به من طاعتهم‏:‏ هو محرم، وإن لم يحلف عليه فكيف إذا حلف عليه ؟ ولهذا من كان حالفا على ما أمر الله به ورسوله من طاعة ولاة الأمور ومناصحتهم أو الصلاة أو الزكاة أو صوم رمضان أو أداء الأمانة والعدل ونحو ذلك‏:‏ لا يجوز لأحد أن يفتيه بمخالفة ما حلف عليه والحنث في يمينه، ولا يجوز له أن يستفتي في ذلك‏.‏ ومن أفتى مثل هؤلاء بمخالفة ما حلفوا عليه والحنث في أيمانهم‏:‏ فهو مفتر على الله الكذب مفت بغير دين الإسلام، بل لو أفتى آحاد العامة بأن يفعل خلاف ما حلف عليه من الوفاء في عقد بيع أو نكاح أو إجارة أو غير ذلك مما يجب عليه الوفاء به من العقود التي يجب الوفاء بها وإن لم يحلف عليها فإذا حلف كان أوكد فمن أفتى مثل هذا بجواز نقض هذه العقود‏.‏ والحنث في يمينه‏:‏ كان مفتريا على الله الكذب مفتيا بغير دين الإسلام فكيف إذا كان ذلك في معاقدة ولاة الأمور التي هي أعظم العقود التي أمر الله بالوفاء بها‏.‏ وهذا كما أن جمهور العلماء يقولون‏:‏ يمين المكره بغير حق لا ينعقد سواء كان بالله أو النذر أو الطلاق أو العتاق، وهذا مذهب مالك والشافعي وأحمد‏.‏ ثم إذا أكره ولي الأمر الناس على ما يجب عليهم من طاعته ومناصحته وحلفهم على ذلك‏:‏ لم يجز لأحد أن يأذن لهم في ترك ما أمر الله به ورسوله من ذلك ويرخص لهم في الحنث في هذه الأيمان، لأن ما كان واجبا بدون اليمين فاليمين تقويه، لا تضعفه، ولو قدر أن صاحبها أكره عليها‏.‏ ومن أراد أن يقول بلزوم المحلوف مطلقا في بعض الأيمان، لأجل تحليف ولاة الأمور أحيانا‏.‏ قيل له‏:‏ وهذا يرد عليك فيما تعتقده في يمين المكره، فإنك تقول‏:‏ لا يلزم وإن حلف بها ولاة الأمور‏.‏ ويرد عليك في أمور كثيرة تفتي بها في الحيل، مع ما فيه من معصية الله تعالى ورسوله وولاة الأمور‏.‏ وأما أهل العلم والدين والفضل فلا يرخصون لأحد فيما نهى الله عنه من معصية ولاة الأمور وغشهم والخروج عليهم‏:‏ بوجه من الوجوه كما قد عرف من عادات أهل السنة والدين قديما وحديثا ومن سيرة غيرهم‏.‏ وقد ثبت في الصحيح عن ابن عمر رضي الله عنه عن النبي rأنه قال‏:‏ ‏(‏ينصب لكل غادر لواء يوم القيامة عند استه بقدر غدره‏)‏ قال‏:‏ وإن من أعظم الغدر‏.‏ يعني بإمام المسلمين‏.‏ وهذا حدث به عبد الله بن عمر لما قام قوم من أهل المدينة يخرجون عن طاعة ولي أمرهم، ينقضون بيعته‏.‏ وفي صحيح مسلم عن نافع قال جاء عبد الله بن عمر إلى عبد الله بن مطيع حين كان من أمر الحرة ما كان، زمن يزيد بن معاوية، فقال‏:‏ اطرحوا لأبي عبد الرحمن وسادة‏.‏ فقال‏:‏ إني لم آتك لأجلس أتيتك لأحدثك حديثا، سمعت رسول الله rيقول‏:‏ ‏(‏من خلع يدا لقي الله يوم القيامة ولا حجة له، ومن مات وليس في عنقه بيعة مات ميتة جاهلية‏)‏ وفي الصحيحين عن ابن عباس رضي الله عنه قال قال رسول الله r‏:‏ ‏(‏من رأى من أميره شيئا يكرهه فليصبر عليه، فإنه ليس أحد من الناس يخرج من السلطان شبرا فمات عليه إلا مات ميتة جاهلية‏)‏ وفي صحيح مسلم عن أبي هريرة رضي الله عنه عن رسول الله rأنه قال‏:‏ ‏(‏من خرج من الطاعة وفارق الجماعة، فمات مات ميتة جاهلية، ومن قاتل تحت راية عمية، يغضب لعصبة أو يدعو إلى عصبة، أو ينصر عصبة فقتل فقتلة جاهلية‏)‏ وفي لفظ ‏(‏ليس من أمتي من خرج على أمتي يضرب برها وفاجرها ولا يتحاشى من مؤمنها ولا يوفي لذي عهدها، فليس مني ولست منه‏)‏‏.‏
    ‏[‏فالأول‏]‏ هو الذي يخرج عن طاعة ولي الأمر، ويفارق الجماعة‏.‏ ‏[‏والثاني‏]‏ هو الذي يقاتل لأجل العصبية، والرياسة، لا في سبيل الله كأهل الأهواء‏:‏ مثل قيس ويمن‏.‏
    ‏[‏والثالث‏]‏ مثل الذي يقطع الطريق فيقتل من لقيه من مسلم وذمي، ليأخذ ماله وكالحرورية المارقين الذين قاتلهم علي بن أبي طالب الذي قال فيهم النبي
    r‏:‏ ‏(‏يحقر أحدكم صلاته مع صلاتهم وصيامه مع صيامهم وقراءته مع قراءتهم يقرءون القرآن لا يجاوز حناجرهم يمرقون من الإسلام كما يمرق السهم من الرمية أينما لقيتموهم فاقتلوهم، فإن في قتلهم أجرا عند الله لمن قتلهم يوم القيامة‏)‏‏.‏ وقد أمر النبي rبطاعة ولي الأمر، وإن كان عبدا حبشيا كما في صحيح مسلم عن النبي rقال‏:‏ ‏(‏اسمعوا وأطيعوا وإن استعمل عليكم عبد حبشي كأن رأسه زبيبة‏)‏، وعن أبي ذر قال‏:‏ ‏(‏أوصاني خليلي أن اسمعوا وأطيعوا، ولو كان حبشيا مجدع الأطراف‏)‏ وعن البخاري‏:‏ ‏(‏ولو لحبشي كأن رأسه زبيبة‏)‏ وفي صحيح مسلم عن أم الحصين رضي الله عنها أنها سمعت رسول الله r بحجة الوداع وهو يقول‏:‏ ‏(‏ولو استعمل عبدا يقودكم بكتاب الله اسمعوا وأطيعوا‏)‏ وفي رواية‏:‏ ‏(‏عبد حبشي مجدع‏)‏ وفي صحيح مسلم عن عوف بن مالك رضي الله عنه عن رسول الله rقال‏:‏ ‏(‏خيار أئمتكم الذين تحبونهم ويحبونكم وتصلون عليهم ويصلون عليكم وشرار أئمتكم الذين تبغضونهم ويبغضونكم وتلعنونهم ويلعنونكم قلنا يا رسول الله أفلا ننابذهم بالسيف عند ذلك ‏؟‏ قال‏:‏ لا، ما أقاموا فيكم الصلاة لا، ما أقاموا فيكم الصلاة ألا من ولي عليه وال فرآه يأتي شيئا من معصية فليكره ما يأتي من معصية الله ولا ينزعن يدا من طاعة‏)‏ وفي صحيح مسلم عن عبد الله بن عمر رضي الله عنه قال ‏،قال رسول الله r‏:‏ ‏(‏إن المقسطين عند الله على منابر من نور عن يمين الرحمن وكلتا يديه يمين‏.‏ الذين يعدلون في حكمهم وأهليهم وما ولوا‏)‏ وفي صحيح مسلم عن عائشة رضي الله عنها أنها سمعت رسول الله r يقول‏:‏ ‏(‏اللهم من ولي من أمر أمتي شيئا فشق عليهم فاشقق عليه ومن ولي من أمر أمتي شيئا فرفق بهم فارفق به‏)‏ وفي الصحيحين عن الحسن البصري قال‏:‏ عاد عبد الله بن زياد معقل بن يسار في مرضه الذي مات فيه فقال له معقل‏:‏ إني محدثك حديثا سمعته من رسول الله r إني سمعت رسول الله rيقول‏:‏ ‏(‏ما من عبد يسترعيه الله رعية يموت يوم يموت وهو غاش لرعيته إلا حرم الله عليه الجنة‏)‏ وفي رواية لمسلم‏:‏ ‏(‏ما من أمير يلي من أمر المسلمين شيئا ثم لا يجهد لهم وينصح إلا لم يدخل معهم الجنة‏)‏ وفي الصحيحين عن ابن عمر رضي الله عنه عن النبي r أنه قال‏:‏ ‏(‏ألا كلكم راع وكلكم مسئول عن رعيته والرجل راع على أهل بيته وهو مسئول عنهم والمرأة راعية على بيت بعلها وهي مسئولة عنه‏.‏ والعبد راع على مال سيده وهو مسئول عنه ألا كلكم راع وكلكم مسئول عن رعيته‏)‏ وفي الصحيحين عن علي رضي الله عنه أن النبي r بعث جيشا وأمر عليهم رجلا، فأوقد نارا فقال‏:‏ ادخلوها‏.‏ فأراد الناس أن يدخلوها وقال الآخرون‏.‏ إنا فررنا منها فذكر ذلك لرسول الله r فقال للذين أرادوا أن يدخلوها‏:‏ ‏(‏لو دخلتموها لم تزالوا فيها إلى يوم القيامة‏)‏ وقال للآخرين قولا حسنا، وقال‏:‏ ‏(‏لا طاعة في معصية الله، إنما الطاعة في المعروف‏)‏‏.‏


    فصل
    قال الله تعالى‏:‏ ‏{‏وما خلقت الجن والإنس إلا ليعبدون‏}‏ وقال الله تعالى ‏{‏وَمَا أَرْسَلْنَا مِن رَّسُولٍ إِلاَّ لِيُطَاعَ بِإِذْنِ اللّهِ‏}‏ ‏[‏النساء‏:‏ 64‏]‏، ‏{‏من يطع الرسول فقد أطاع الله‏}‏ وقال تعالى‏:‏ ‏{‏فَلاَ وَرَبِّكَ لاَ يُؤْمِنُونَ حَتَّىَ يُحَكِّمُوكَ فِيمَا شَجَرَ بَيْنَهُمْ ثُمَّ لاَ يَجِدُواْ فِي أَنفُسِهِمْ حَرَجًا مِّمَّا قَضَيْتَ وَيُسَلِّمُواْ تَسْلِيمًا‏}‏ ‏[‏النساء‏:‏ 65‏]‏، وقال تعالى‏:‏ ‏{‏قُلْ إِن كُنتُمْ تُحِبُّونَ اللّهَ فَاتَّبِعُونِي يُحْبِبْكُمُ اللّهُ وَيَغْفِرْ لَكُمْ ذُنُوبَكُمْ‏}‏ ‏[‏آل عمران‏:‏ 31‏]‏، وقال تعالى‏:‏ ‏{‏يَوْمَ تُقَلَّبُ وُجُوهُهُمْ فِي النَّارِ يَقُولُونَ يَا لَيْتَنَا أَطَعْنَا اللَّهَ وَأَطَعْنَا الرَّسُولَا وَقَالُوا رَبَّنَا إِنَّا أَطَعْنَا سَادَتَنَا وَكُبَرَاءنَا فَأَضَلُّونَا السَّبِيلَا رَبَّنَا آتِهِمْ ضِعْفَيْنِ مِنَ الْعَذَابِ وَالْعَنْهُمْ لَعْنًا كَبِيرًا‏}‏ ‏[‏الأحزاب‏:‏ 66‏:‏ 68‏]‏، وقال تعالى‏:‏ ‏{‏وَمَن يُطِعِ اللّهَ وَالرَّسُولَ فَأُوْلَـئِكَ مَعَ الَّذِينَ أَنْعَمَ اللّهُ عَلَيْهِم مِّنَ النَّبِيِّينَ وَالصِّدِّيقِينَ وَالشُّهَدَاء وَالصَّالِحِينَ وَحَسُنَ أُولَـئِكَ رَفِيقًا‏}‏ ‏[‏النساء‏:‏ 69‏]‏‏.‏ فطاعة الله ورسوله واجبة على كل أحد، وطاعة ولاة الأمور واجبة لأمر الله بطاعتهم فمن أطاع الله ورسوله بطاعة ولاة الأمر لله فأجره على الله‏.‏
    ومن كان لا يطيعهم إلا لما يأخذه من الولاية والمال فإن أعطوه أطاعهم، وإن منعوه عصاهم‏:‏ فما له في الآخرة من خلاق‏.‏ وقد روى البخاري ومسلم عن أبي هريرة رضي الله عنه عن النبي
    r قال‏:‏ ‏(‏ثلاثة لا يكلمهم الله يوم القيامة ولا ينظر إليهم، ولا يزكيهم، ولهم عذاب أليم‏.‏ رجل على فضل ماء بالفلاة يمنعه من ابن السبيل، ورجل بايع رجلا بسلعة بعد العصر فحلف له بالله لآخذها بكذا وكذا فصدقه وهو غير ذلك ورجل بايع إماما لا يبايعه إلا لدنيا، فإن أعطاه منها وفى، وإن لم يعطه منها لم يف‏)‏‏.‏.
    أبو محمد عبدالحميد الأثري
    أبو محمد عبدالحميد الأثري
    المدير العام .. وفقه الله تعالى


    ذكر عدد الرسائل : 3581
    البلد : مصر السنية
    العمل : طالب علم
    شكر : 7
    تاريخ التسجيل : 25/04/2008

    الملفات الصوتية رد: "النقول الصريحة في شرح حديث الدين النصيحة" لأبي يوسف محمد بن زايد

    مُساهمة من طرف أبو محمد عبدالحميد الأثري 25.06.08 18:19

    *** قال رسول الله r في الحديث المشهور في السنن من رواية فقيهى الصحابة، عبداللّه بن مسعود، وزيد بن ثابت‏:‏ ‏(‏ثلاث لا يُغَلُّ عليهن قلبُ مسلم‏:‏ إخلاص العمل للّه، ومناصحة ولاة الأمر، ولزوم جماعة المسلمين، فإن دعوتهم تحيط من ورائهم‏)‏‏.‏ وفي حديث أبي هريرة المحفوظ‏:‏ ‏(‏إنَّ اللَّهَ يَرْضَى لكم ثلاثا‏:‏ أن تعبدوه ولا تشركوا به شيئا، وأن تَعْتَصموا بحبل الله جميعًا ولا تفرقوا، وأن تَنَاصَحوا من ولاَّه الله أمركم‏)‏
    فقد جمع في هذه الأحاديث بين الخصال الثلاث، إخلاص العمل للّه، ومناصحة أولي الأمر، ولزوم جماعة المسلمين‏.‏ وهذه الثلاث تجمع أصول الدين وقواعده، وتجمع الحقوق التي للّه ولعباده، وتنتظم مصالح الدنيا والآخرة‏.‏
    وبيان ذلك أن الحقوق قسمان‏:‏ حق للّه، وحق لعباده‏.‏ فحق الله أن نعبده ولا نشرك به شيئًا، كما جاء لفظه في أحد الحديثين، وهذا معنى إخلاص العمل للّه، كما جاء في الحديث الآخر‏.‏ وحقوق العباد قسمان‏:‏ خاص وعام؛ أما الخاص فمثل‏:‏ برّ كل إنسان والديه، وحق زوجته، وجاره، فهذه من فروع الدين، لأن المكلف قد يخلو عن وجوبها عليه؛ ولأن مصلحتها خاصة فردية‏.‏
    وأما الحقوق العامة فالناس نوعان‏:‏ رعاة ورعية؛ فحقوق الرعاة مناصحتهم، وحقوق الرعية لزوم جماعتهم، فإن مصلحتهم لا تتم إلا باجتماعهم، وهم لا يجتمعون على ضلالة، بل مصلحة دينهم ودنياهم في اجتماعهم واعتصامهم بحبل اللّه جميعا، فهذه الخصال تجمع أصول الدين‏.‏
    وقد جاءت مفسرة في الحديث الذي رواه مسلم عن تَمِيم الدَّارِىّ قال‏:‏ قال رسول الله
    r‏:‏ ‏(‏الدين النصيحة، الدين النصيحة، الدين النصيحة‏)‏‏.‏ قالوا‏:‏ لمن يا رسول اللّه‏؟‏ قال‏:‏ ‏(‏للّه، ولكتابه، ولرسوله، ولأئمة المسلمين، وعامتهم‏)‏‏.‏ فالنصيحة للّه ولكتابه ولرسوله تدخل في حق اللّه وعبادته وحده لا شريك له، والنصيحة لأئمة المسلمين وعامتهم هي مناصحة ولاة الأمر ولزوم جماعتهم، فإن لزوم جماعتهم هي نصيحتهم العامة، وأما النصيحة الخاصة لكل واحد منهم بعينه، فهذه يمكن بعضها ويتَعذَّر استيعابها على سبيل التعيين‏.

    الملا علي القاري في مرقاة المفاتيح




    وعن تميم الداري منسوب إلى جد له اسمه دار عند الجمهور ومروياته ثمانية عشر حديثا وليس له في الصحيحين إلا هذا ...

    -قال المؤلف هو تميم بن أوس الداري كان نصرانيا أسلم سنة تسع وكان يختم القرآن في ركعة وربما ردد الآية الواحدة كلها إلى الصباح ...

    -قال محمد بن المنكدر إن تميما الداري نام ليلة ولم يقم للتهجد فيها حتى أصبح فقام سنة لم ينم فيها عقوبة للذي صنع ... سكن المدينة ثم انتقل إلى الشام بعد قتل عثمان وأقام بها إلى أن مات وهو أول من أسرج السراج في المسجد روى عنه النبي قصة الدجال والجساسة وعنه أيضا جماعة إن النبي قال: الدين أي أعماله وأفضل أعماله أو الأمر المهم في الدين، النصيحة :وهي تحري قول أو فعل فيه صلاح لصاحبه أو تحري إخلاص الود له والحاصل أنها إرادة الخير للمنصوح له وهو لفظ جامع لمعان شتى قال الخطابي النصيحة كلمة جامعة يعبر بها عن جملة هي إرادة الخير وليس يمكن أن يعبر عن هذا المعنى بكلمة وجيزة يحصرها ويجمع معناها غيرها كما قالوا في الفلاح ليس في كلامهم كله أجمع لخير الدنيا والآخرة منه فقوله عليه الصلاة والسلام الدين النصيحة يريد عماد الدين وقوامه إنما هو النصيحة وبها ثباته كقوله إنما الأعمال بالنية وكما في قوله الحج عرفة فالحصر ادعائي وهو مبني على ما اشتهر من أن هذا الحديث أحد أرباع الإسلام وأما على ما اختاره النووي من أنه عليه مدار الإسلام كما سيأتي فالحصر حقيقي وهي مأخوذة من نصحت العسل إذا صفيته من الشمع شبهوا تخليص القول والفعل من الغش بتخليص العسل من الشمع ثلاثا أي ذكرها ثلاثا للتأكيد بها والاهتمام بشأنها وليس له ذكر في الأربعين للنووي ثم لما كانت النصيحة من الأمور الإضافية استفصلت فقال الراوي قلنا أي معشر الصحابة والمراد بعضهم لمن أي النصيحة لمن ؟ قال أي النبي عليه الصلاة والسلام: لله أي بالإيمان وصحة الاعتقاد في وحدانيته وترك الإلحاد في صفاته وإخلاص النية في عبادته وبذل الطاقة فيما أمر به ونهى عنه والاعتراف بنعمته والشكر له عليها وموالاة من أطاعه ومعاداة من عصاه وحقيقة هذه الإضافة راجعة إلى العبد في نصيحة نفسه لله والله غني عن نصح كل ناصح كذا ذكره الخطابي ... وخلاصته أن النصيحة لله هي التعظيم لأمره والشفقة على خلقه؛ وقال بعض المحققين : هي الإيمان بوجوده بأن يعلم أن وراء المتحيزات موجود خالقا؛ وبصفاته الثبوتية والسلبية والإضافية ؛ وبأفعاله بأن يعلم أن كل ما سواه المسمى بالعالم فإنما حدث بقدرته وهو من العرش إلى الثرى بالنسبة إلى العظمة الإلهية أقل من خردلة بالنسبة إلى جميع العالم ؛ وبأحكامه بأن يعلم أنها غير معللة بغرض وأن المقصود من شرعها منافع عائدة إلى العباد وأن له الحكم كيف يشاء ولا يجب عليه شيء إن أثاب فبفضله وإن عذب فبعدله ؛ وبأسمائه بأن يعلم بأنها توفيقية ثم بإخلاص العبادة واجتناب معاصيه والحب له والبغض فيه ولكتابه أي والنصيحة لكتابه بالإيمان به وبأنه كلام الله ووحيه وتنزيله لا يقدر على مثله أحد من المخلوقين وإقامة حروفه في التلاوة والتصديق بوعده ووعيده والاعتبار بمواعظه والتفكر في عجائبه والعمل بمحكمه والتسليم بمتشابهه ذكره الخطابي وقيل هو أن يكرمه ويبذل مجهوده في الذب عنه من تأويل الجاهلين وابتهال المبطلين وقال بعض المدققين المراد بالكتاب القرآن لأن الإيمان به يتضمن الإيمان بجميع الكتب أو جنس الكتب السماوية إذ الجنس المضاف يفيد العموم كما تقرر في الأصول على أن صاحب المفتاح صرح بأن استغراق المفرد أشمل من استغراق الجمع ولذا قال ابن عباس الكتاب أكثر من الكتب لتناوله وحدان الجنس بخلاف الكتب لكن حقق بعض الأفاضل أن الجمع المحلى باللام يشمل كل فرد فرد مثل المفرد قلت ولو سلم فليس شمول الجمع مثل شمول المفرد ثم وقوع الكتاب في جواب من على سبيل التغليب ولرسوله بالتصديق لنبوته وقبول ما جاء به ودعا إليه وبذل الطاعة له فيما أمر به ونهى عنه والانقياد له وإيثاره بالمحبة فوق نفسه وولده ووالده والناس أجمعين والمراد محمد أو الجنس ليشمل الملك أيضا إذ هم رسل إلى الأنبياء كما قال تعالى جاعل الملائكة رسلا فاطر وقال الله يصطفي من الملائكة رسلا ومن الناس الحج ولأئمة المسلمين بأن ينقاد لطاعتهم في الحق ولا يخرج عليهم إذا جاروا ويذكرهم برفق ولطف ويعلمهم بما غفلوا عنه ولم يبلغهم من حقوق المسلمين ويؤلف قلوب الناس لطاعتهم ومن النصيحة لهم الصلاة خلفهم والجهاد معهم وأداء الصدقات إليهم وأن لا يغرهم بالثناء الكاذب عليهم وأن يدعو لهم بالصلاح هذا كله على أن المراد بالأئمة الخلفاء وغيرهم ممن يقوم بأمور المسلمين من أصحاب الولاية ومجمل معنى الإمام من له خلافة الرسول في إقامة الدين بحيث يجب اتباعه على الكل وقد يتناول ذلك الأئمة الذين هم علماء الدين وأن من نصيحتهم قبول ما رووه وتقليدهم في الأحكام وإحسان الظن بهم وعامتهم أي ولعامة المسلمين ولعل حكمة ترك إعادة العامل هنا إشارة إلى حط مرتبتهم بسبب تبعيتهم للخواص من أئمتهم بخلاف ما قبله فإن كلا من المعمولات مستقل في قصد النصيحة ثم نصيحة العامة بإرشادهم إلى مصالحهم الدينية والدنيوية وكف الأذى عنهم وتعليمهم ما ينفعهم في دينهم ودنياهم وإعانتهم عليه قولا وفعلا وستر عوراتهم وسد خلاتهم ودفع المضار عنهم وجلب المنافع لهم وأمرهم بالمعروف ونهيهم عن المنكر برفق وتوقير كبيرهم ورحم صغيرهم وتخولهم بالموعظة الحسنة وترك غيبتهم وحسدهم والذب عن أموالهم وأعراضهم وغير ذلك من أحوالهم ومجمله أن يحب لهم ما يحب لنفسه من الخير ويكره لهم ما يكره لنفسه من الشر قال الطيبي وجماع القول فيه أن النصيحة هي خلوص المحبة للمنصوح له والتحري فيما يستدعيه حقه فلا يبعد أن يدخل فيه نفسه بأن ينصحها بالتوبة النصوح وأن يأتي بها على طريقتها متداركة للفرطات ماحية للسيئات ويجعل قلبه محلا للنظر والفكر وروحه مستقرا للمحبة وسره منصا للمشاهدة وعلى هذا أعمال كل عضو من العين بأن يحملها على النظر إلى الآيات النازلة والأحاديث الواردة واللسان على النطق بالحق وتحري الصدق والمواظبة على ذكر الله وثنائه قال تعالىك( إن السمع والبصر والفؤاد كل أولئك كان عنه مسؤولا) الإسراء رواه مسلم وروى البخاري في تاريخه صدر الحديث فقط وهو قوله الدين النصيحة عن ثوبان والبزار عن ابن عمر قال النووي هذا حديث عظيم الشأن وعليه مدار الإسلام والإيمان وأما ما قيل من أنه أحد أرباع الإسلام أي أحد الأحاديث الأربعة التي تجمع أمور الإسلام فليس كما قالوا بل المدار على هذا وحده... وقال بعضهم فيه أن النصيحة تسمى دينا وإسلاما وأن الدين يقع على العمل كما يقع على القول وقالوا النصيحة فرض كفاية إذا قام به واحد سقط عن الباقين والنصيحة لازمة على قدر الطاقة إذا علم الناصح أنه تقبل نصيحته ويطاع أمره وأمن على نفسه المكروه وإن خشي أذى فهو في سعة والله سبحانه وتعالى أعلم....
    أبو محمد عبدالحميد الأثري
    أبو محمد عبدالحميد الأثري
    المدير العام .. وفقه الله تعالى


    ذكر عدد الرسائل : 3581
    البلد : مصر السنية
    العمل : طالب علم
    شكر : 7
    تاريخ التسجيل : 25/04/2008

    الملفات الصوتية رد: "النقول الصريحة في شرح حديث الدين النصيحة" لأبي يوسف محمد بن زايد

    مُساهمة من طرف أبو محمد عبدالحميد الأثري 25.06.08 18:21

    معالي الشيخ محمد بن صالح آل الشبخ


    بسم الله الرحمن الرحيم، الحمد لله رب العالمين، والصلاة والسلام على أشرف الأنبياء والمرسلين، نبينا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين .

    قال المصنف -رحمه الله تعالى-: وعن أبي رقية تميم بن أوس الداري t قال: إن رسول الله r قال: , الدين النصيحة. قلنا لمن ؟ قال: لله، ولكتابه، ولرسوله، ولأئمة المسلمين وعامتهم - رواه مسلم .

    هذا الحديث -حديث تميم الداري- من الأحاديث الكلية العظيمة التي اشتملت على الدين كله، على حقوق الله، وحقوق رسوله r وعلى حقوق عباده، فليس ثَمَّ أجمع في بيان تلك الحقوق من لفظ النصيحة.

    والنصيحة -هذه فعيلة- من النصح، وأصل النصح في لغة العرب فُسِّرَ بأحد تفسيرين:

    الأول : أن النصح بمعنى الخلوص من الشوائب والشركة، فيقال: عسل ناصح أو نصوح، إذا لم يَشُبْهُ شيء.

    وفُسِّرَ -وهو الثاني- فُسِّرَتْ النصيحة بأنها التئام شيئين بحيث لا يكون ثَمَّ تنافر بينهما، فيُعْطَى هذا الصلة بهذا حتى يكون التئام يوافق ما بين هذا وهذا.

    قالوا: ومنه قيل للخياط: ناصح؛ لأنه ينصح الطرفين، إذ يجمعهما بالخياطة.

    والنصيحة عُرِّفَتْ -يعني: في هذا الحديث- بأنها: إرادة الخير للمنصوح له، وهذا يتعلق بنصح أئمة المسلمين وعامتهم.

    أما في الثلاثة الأول، فإن النصيحة -كما ذكرنا- أن تكون الصلة بين الذاتين على التئام، بحيث يكون هذا قد أعطى حق هذا، فلم يكن بينهما تنافر.

    ومعلوم أن العبد في صلته بربه أن عليه حقوقا كثيرة واجبة ومستحبة، وكذلك في حق القرآن، وكذلك في حق المصطفى -عليه الصلاة والسلام.

    فقال -عليه الصلاة والسلام-: الدين النصيحة ؛ وجعل الدينَ كلَّه النصيحة؛ لأنه -كما سيأتي تفصيله- لأن النصيحة تجمع الدين كله بواجباته ومستحباته، ففسرها بعد ذلك بقوله: , قلنا: لمن يا رسول الله ؟ - … إلى آخر الحديث.

    قال بعض العلماء: الدين النصيحة يعني: أن معظم الدين وجُلّ الدين النصيحة، وهذا على أخذ نظائره، كقوله: الدعاء هو العبادة و الحج عرفة ... وأشباه ذلك.

    لكن إذا تأملت في كون هذه الأشياء لها النصيحة رأيت أنها جمعت الدين كله، في العقائد، وفي العبادات والمعاملات، وفي حقوق الخلق، وحقوق من له الحق بجميع صوره.

    قالوا: لمن يا رسول الله ؟ واللام هنا في قولهم: لمن، يعني: للاستحقاق، النصيحة لله، يعني مستحقة، قالوا: لمن؟ يعني: من يستحقها في الدين؟

    فأجابهم النبي -عليه الصلاة والسلام- بقوله ، قال: لله ولكتابه ولرسوله ولأئمة المسلمين وعامتهم

    فاشتملت على أشياء، على أمور:

    الأول: النصيحة لله: وهي كلمة جامعة لأداء حق الله -جل وعلا- الواجب والمستحب، فحق الله الواجب هو الإيمان به، بربوبيته وإلهيته، وبأسمائه وصفاته، إيمان بأنه هو الرب المتصرف في هذا الملكوت وحده، لا شريك له في ربوبيته، ولا في تدبيره للأمر، ما شاء كان، وما لم يشأ لم يكن، يحكم ما يشاء، ويفعل ما يريد سبحانه وتعالى. والنصيحة لله في ألوهيته أن يُعْطَى الحق الذي له في ألوهيته، وهو أن يُعْبَد وحده بجميع أنواع العبادات، وألا يُتَوَجَّه لأحد بشيء من العبادات إلا له -سبحانه وتعالى-، كل عبادة تُوُجِّه بها إلى غير الله -جل وعلا- فهي خروج عن النصيحة لله -جل وعلا-، يعني عن أداء الحق الذي له سبحانه وتعالى. وفي الأسماء والصفات النصيحة لله -جل وعلا- أن نؤمن بأنه -سبحانه- له الأسماء الحسنى، والصفات العلا، وأنه لا سَمِي له، ولا ند له، ولا كفوَ له، كما قال -جل وعلا- : â ö@yd ÞOn=÷ès? ¼çms9 $wŠÏJy á - سورة مريم آية : 65.

    وكما قال -جل وعلا-: â öNs9ur `ä3tƒ ¼ã&©! #·qàÿà2 7ymr& á - سورة الإخلاص آية : 4..

    وكما قال -جل وعلا-: â }§øŠs9 ¾ÏmÎ=÷WÏJx. Öäïx« ( uqèdur ßìŠÏJ¡¡9$# 玍ÅÁt7ø9$# á ( إلى غير ذلك من الآيات .

    فيعتقد المسلم أن الله -جل وعلا- له ما أثبت لنفسه من الأسماء الحسنى، ومن الصفات العلا، وأنه في أسمائه وفي صفاته ليس له مثيل، كما أخبر عن نفسه بقوله: â }§øŠs9 ¾ÏmÎ=÷WÏJx. Öäïx« ( uqèdur ßìŠÏJ¡¡9$# 玍ÅÁt7ø9$# á - سورة الشورى آية : 11

    فالغلو في الصفات بالتجسيم ترك للنصيحة الواجبة، والتفريط فيها، والجفاء بالتعطيل ترك للنصيحة الواجبة، والنصيحة بالتئام ما بينك وبين الله -جل وعلا- في شأن أسمائه وصفاته أن تثبت له الأسماء الحسنى، والصفات العلا، من غير تمثيل ولا تعطيل، ومن غير تحريف ولا تأويل يصرفها عن حقائقها اللائقة بالله جل وعلا .

    أيضا من النصيحة لله -جل وعلا- أن يُحَبَّ -جل وعلا- ، وأن يُتَّبَع أمره، وأن تتبع شريعته -جل وعلا-، وأن يصدق خبره -جل وعلا-، وأن يقبل عليه المرء بقلبه مخلصا له الدين.

    فالإخلاص في الأقوال والأعمال حق الله -جل وعلا-، والذي يقع في قلبه غير الله في الأعمال -من جهة الرياء أو من جهة التسميع- ما أدى الذي لله -جل وعلا-.

    وهناك -أيضا- أشياء مستحبة لله -جل وعلا- من مثل أن -يعني في حق الله -جل وعلا- من مثل ألا يقوم بالقلب غيره -جل وعلا-، فيُزْدَرَى الخلق في جنب الله -جل جلاله-، وأن يراقب الله -جل وعلا- دائما في السر والعلن، فيما يأتي وما يذر من الأمور المستحبة، وأن يستحضر مقامه بين يدي الله -جل وعلا- دائما في الآخرة، ونحو ذلك مما يدخل في المستحبات؛ فإن النصيحة فيه لله -جل وعلا- مستحبة، فهي منقسمة إلى ما أوجبه الشرع في حق الله، فيكون واجبا، وما كان مستحبا، فيكون من النصيحة المستحبة.

    قال: وكتابه يعني: النصيحة مستحقة للكتاب، وهو القرآن، ومعنى ذلك أن يُعْطَى القرآن حقه، وهو أن يُوقن بأنه كلام الله -جل وعلا- تكلم به -سبحانه وتعالى-، وأنه آية عظيمة ، وأعظم الآيات التي أوتيها الأنبياء، وأنه الحجة البالغة إلى قيام الساعة.
    أبو محمد عبدالحميد الأثري
    أبو محمد عبدالحميد الأثري
    المدير العام .. وفقه الله تعالى


    ذكر عدد الرسائل : 3581
    البلد : مصر السنية
    العمل : طالب علم
    شكر : 7
    تاريخ التسجيل : 25/04/2008

    الملفات الصوتية رد: "النقول الصريحة في شرح حديث الدين النصيحة" لأبي يوسف محمد بن زايد

    مُساهمة من طرف أبو محمد عبدالحميد الأثري 25.06.08 18:28

    وأن هذا القرآن فيه الهدى والنور â ¨bÎ) #x»yd tb#uäöà)ø9$# Ïöku ÓÉL¯=Ï9 šÏf ãPuqø%r& á - سورة الإسراء آية : 9..

    وأن حكمه واجب الإنفاذ، ما أمر الله به في القرآن وجب إنفاذه، وما نهى عنه وجب الانتهاء عنه، وما أخبر به -سبحانه- فيه وجب تصديقه، وعدم التردد فيه، إلى غير ذلك ممَّا يستحقه القرآن.

    وأيضا من الحقوق المستحبَّة والنصيحة المستحبة للقرآن أن يُكثر من تلاوته، وألا يهجره في تلاوته وتدبره، وفي العلاج به، وأشباه ذلك مما جاءت به السنة في حق القرآن.

    فهذا من التواصل ما بين ذي النصيحة -وهو العبد المكلَّف- وما بين القرآن ؛ فإن النصيحة التحام واجتماع فيما بين هذا وهذا، ولا يكون الاهتمام إلا بأداء الحق، وهذا الحق على العبد للقرآن على نحو المعنى الذي أسلفت.

    كذلك النصيحة لرسوله r تكون بطاعته -عليه الصلاة والسلام- فيما أمر، وتصديقه فيما أخبر، واجتناب ما عنه نَهَى -عليه الصلاة والسلام- وزجر، وألا يُعْبَد الله إلا بما شرع رسوله r وأن يؤمن العبد بأنه -عليه الصلاة والسلام- هو خاتم الأنبياء والمرسلين، وأن كل دعوة للرسالة بعده -عليه الصلاة والسلام- كذب وزور وباطل وطغيان، وأنه -عليه الصلاة والسلام- هو الذي يطاع â !$tBur ãNä39s?#uä ãAqߧ9$# çnräãsù $tBur öNä39pktX çm÷Ytã (#qßgtFR$$sù 4 á سورة الحشر آية : 7.

    وأنه يُحَب -عليه الصلاة والسلام- لأمر الله -جل وعلا- بذلك، ولما يستحقه -عليه الصلاة والسلام- من المحبة الواجبة، وأن تُقَدَّمَ مَحَابُّه على مَحَابّ العبد ، ونحو ذلك من النصيحة التي هي -أيضا- منقسمة إلى واجبة ومستحبة .



    قال : ولأئمة المسلمين وعامتهم ... والنصيحة لأئمة المسلمين أن يُعْطَوا حقهم الذي أعطاهم الله -جل وعلا-، وبينه -تعالى- في الكتاب، وبينه رسول الله r في السنة؛ من طاعتهم في المعروف، وعدم طاعتهم في المعصية ، وأن يجتمع معهم على الحق والهدى، وعلى ما لم نعلم فيه معصية، وأن تؤلف القلوب لهم، وأن يُجْتَمع عليهم، وأن يُدْعَى لهم، وهذا يشمل الحق الواجب والحق المستحب.

    وأن يُتْرَك الخروج عليهم بالسيف طاعة لله -جلَّ وعلا- وطاعة لرسوله r وأن يبايع ولي الأمر المسلم، وألا يموت المرء، وثمَّ والٍ مسلم، وليس في عنقه بيعة له، وأن يأتمر إذا أمره بما ليس بمعصية، وأن ينتهي إذا نهاه عن غير الطاعة، يعني: ما كان من قبيل الواجبات، فإن أمره بخلافها لا يُطاع فيه، وإذا أمر بمعصية لا يُطاع فيه، وما كان من قبيل المستحبات والاجتهادات -يعني ما يدخله الاجتهاد- فإنه يُتْرَك الرأي لما يراه الإمام المسلم؛ لأن في ذلك مصالح العباد والبلاد، كما قرره أهل العلم في هذا الموضع.

    أيضًا من النصيحة لهم أن تبذل النصح لهم، بمعنى النصح الذي يعلمه الناس، بأن تنبههم على ما يخطئون فيه، وما يتجاوزون فيه الشرعية لمن وصل له، وهذه المرتبة -كما قال ابن دقيق العيد في شرحه وغيره-: هذه فرض كفاية تسقط بفعل البعض من أهل العلم ونحوهم.

    فحق ولي الأمر المسلم أن يُنْصَح، بمعنى أن يُؤْتَى إليه، وأن يُبَيَّن له الحق، وأن يُبَصَّر به، وأن يوضح له ما أمر الله U به، وما أمر به الرسول r وأن يُعان على الطاعة، ويسدد فيها، ويُبَيَّن له ما قد يقع فيه من عصيان أو مخالفة للأمر.

    وهذه النصيحة الخاصة لولاة الأمر جاءت لها شروط وضوابط معلومة في شروح الأحاديث، ومن أمثل من تكلم عليها في هذا الموضع ابن رجب -رحمه الله- في "جامع العلوم والحكم"، وساق عن ابن عباس وعن غيره أنواعا من الآداب والشروط، التي ينبغي للناصح أن يتحلى بها إذا نصح ولي الأمر المسلم .

    فمن ذلك أن تكون النصيحة برفقٍ، وسهولة لفظ؛ لأن حال ولي الأمر -في الغالب- أنه تعزّ عليه النصيحة، إلا إذا كانت بلفظ حسن ، وهذا ربما كان في غالب الناس أنهم لا ينتصحون -يعني: لا يقبلون النصيحة- إلا إذا كانت بلفظ حسن. وقد قال -جل وعلا- لموسى وهارون : â Ÿwqà)sù ¼çms9 Zwöqs% $YYÍh©9 ¼ã&©#yè©9 ㍩.xtFtƒ ÷rr& 4Óy´øƒs á سورة طه آية : 44.

    فمن الآداب والشروط في ذلك أن تكون النصيحة بلفظ حسن؛ لأنه ربما كان اللفظ خشنا، فأداه ذلك إلى رفض الحق، ومعلوم أن الناصح يريد الخير للمنصوح له . كما قال أهل العلم في تفسير النصيحة: أنها إرادة الخير للمنصوح له. فكلما كان السبيل لإرادة الخير للمنصوح له فإنه يؤتى.

    ومن الشروط في ذلك أن تكون النصيحة لولي الأمر سرًّا وليست بعلن؛ لأن الأصل في النصيحة بعامة -لولي الأمر ولغيره- أن تكون سرا، بخلاف الإنكار كما سيأتي عند شرح أبي سعيد الخدري ، عن رسول الله rقال : من رأى منكم منكرا فليغيره بيده فإن لم يستطع فبلسانه فإن لم يستطع فبقلبه وذلك أضعف الإيمان . رواه مسلم . … فإن الأصل في الإنكار أن يكون علنا، وأن الأصل في النصح أن يكون سرا.

    فالنصيحة لولي الأمر يجب ويشترط لكونها شرعية أن تكون سرا، بمعنى: أنه لا يعلم بها من جهة الناصح إلا هو، وألا يتحدث بها بأنه نصح وعمل وكذا؛ لأنه ربما أفسد المراد من النصيحة بذكره ، وصعب قبول النصيحة بعد اشتهار أن ولي الأمر نُصِح، وأشباه ذلك.

    وعلى هذا جاء الحديث المعروف الذي صحَّحه بعض أهل العلم، وهو قوله -عليه الصلاة والسلام-: من أراد أن ينصح لذي سلطان فلا يبده علانية، ولكن ليخْلُ به، وليدْنُ منه، فإن قبل منه فذاك، وإلا فقد أدَّى الذي عليه
    أبو محمد عبدالحميد الأثري
    أبو محمد عبدالحميد الأثري
    المدير العام .. وفقه الله تعالى


    ذكر عدد الرسائل : 3581
    البلد : مصر السنية
    العمل : طالب علم
    شكر : 7
    تاريخ التسجيل : 25/04/2008

    الملفات الصوتية رد: "النقول الصريحة في شرح حديث الدين النصيحة" لأبي يوسف محمد بن زايد

    مُساهمة من طرف أبو محمد عبدالحميد الأثري 25.06.08 18:29

    وقد سئل ابن عباس -رضي الله عنهما- هل أُنْكِر على الإمام علنا؟ فقال : لا ، بل دَارِهِ بذلك سرا .

    وفي صحيح البخاري -أيضا-: أن أسامة بن زيد جاءه جماعة، وقالوا له: ألا تنصح لعثمان ؟ ألا ترى ما نحن فيه؟ فقال: أما إني لا أكون فاتح باب فتنة وقد بذلته له سرا ... أو كما جاء عن أسامة بن زيد في صحيح البخاري .

    فدل ذلك على اشتراط أن تكون النصيحة سرا، وهذا من حقه، إلى غير ذلك من الشروط التي ذكرها أهل العلم في هذا الموضع .

    والنصيحة لعامة المسلمين لأئمة المسلمين وعامتهم العامة: هم غير الأئمة، والأئمة إذا أطلقت فإنه يراد بهم الأئمة في الأمر العام، وليس الأئمة في العلم؛ لأن على هذا جرى الاصطلاح .

    أما لفظ "ولي الأمر" فإنه في الأصل أن ولي الأمر يُعْنَى به الإمام العام للمسلمين؛ لأن ولاة الأمر في عهد الخلفاء الراشدين، وفي عهد معاوية ، لأن ولاة الأمر في ذاك الزمان كانوا يجمعون بين فهم الدنيا وفهم الشريعة .

    وأما بعد ذلك فقد قال العلماء: إن ولاة الأمر كلًّا فيما يخصه، هم العلماء والأمراء؛ الأمراء في الأمر العام الذي يتعلق بأمور المسلمين العامة، والعلماء في أمر دين الناس، فهذا حصل تفسير بأن ولاة الأمر يُعنَى بهم هذا وهذا؛ لأنه صار الأمر فيما بعد أنه تولى الأمر مَن ليس بعالم لما شاع الملك في عهد بن أمية، ثم في عهد بني العباس، فما بعد ذلك.

    فالنصيحة الأئمة المسلمين المقصود بهم في الحديث الأئمة الذين يلون الأمر العام ، أما أئمة الدين فإنهم -أيضا- لهم نصيحة، ولهم الحق، والنصيحة لهم -يعني العلماء- أن تحبهم لأجل ما هم عليه من الدين، وما يبذلون للناس من العلم والخير، وأن يُنصَروا فيما يقولونه من أمر الشريعة، وفيما يبلغونه عن الله -جل وعلا-، وأن يُذَبَّ عنهم ، وعن أعراضهم، وأن يحبوا أكثر من محبة غيرهم من المؤمنين؛ لأن الله -جل وعلا- عقد الولاية بين المؤمنين بقوله : â tbq&atilde;Z&Iuml;B÷s&szlig;J&oslash;9$#ur àM»oY&Iuml;B÷s&szlig;J&oslash;9$#ur &ouml;N&szlig;gà&Ograve;÷èt/ â&auml;!$uŠ&Iuml;9÷rr& <&Ugrave;÷èt/ 4 &aacute; - سورة التوبة آية : 71.

    يعني: بعضهم يحب بعضا، وينصر بعضا، ومن المعلوم أن أعلى المؤمن إيمانا هم الراسخون في العلم، أو هم أهل العلم العاملون به،كما قال-جل وعلا- : â &AElig;&igrave;sù&ouml;tƒ &ordf;!$# tûï&Iuml;%©!$# (#q&atilde;ZtB#u&auml; &ouml;N&auml;3Z&Iuml;B tûï&Iuml;%©!$#ur (#qè?ré& zOù=&Iuml;è&oslash;9$# ;M»y_uyŠ 4 &aacute; سورة المجادلة آية : 11.

    فالنصيحة لأهل العلم أن يُحَبُّوا، وأن يذب عن أعراضهم، وأن يؤخذ ما ينقلونه من العلم، وأن ينصروا فيما نصروا فيه الشريعة ، وأن تُحْفَظ لهم مكانتهم وسابقتهم، ونشرهم للعلم، ونشرهم للدين، وهذه كلها حقوق واجبة لهم؛ لأن لهم في الملة مقاما عظيما، وإذا طُعِنَ في أهل العلم، أو لم تُبْذَل لهم النصيحة الواجبة بهذا المعنى، فإن ذلك يعني أن الشريعة تضعف في الهيبة في نفوس الناس؛ فإنه إذا نِيلَ من العالم، أو لم يُنْصَر، ولم يُحْتَرم فإن الشريعة تضعف في نفوس الناس، فإنه إنما ينقلها أهل العلم.

    وأما النصيحة لعامة المسلمين فهي إرشادهم لما فيه صلاحهم في الدنيا والآخرة، لما فيه صلاحهم في دنياهم وفي آخرتهم.

    هذا جماع النصيحة للمؤمنين، بأن يحبوا في الله، وأن ينصروا في الحق، وأن يتعاون معهم على الخير والهدى، وألا يتعاون معهم على الإثم والعدوان، وأن يُبيَّن لهم الحق، وينصحوا فيه، ويرشدوا إلى ما فيه صلاحهم في دنياهم وآخرتهم، بأنواع النصح بالقول والعمل، وأن ينكر عليهم المنكر إذا واقعوه لحق الله -جل وعلا- وأنهم إذا رئي أنهم يحتاجون إلى عقاب شرعي أو تعزير -يعني بحد أو تعزير- فإنه يرحمهم بذلك، فإن هذه الأمور مبناها على الرحمة.

    فالنصيحة لعامة المسلمين أن تَبْذُل وتحكم فيهم بشرع الله، وأن تعطيهم حقهم، وأن تلزمهم بأمر الله -جل وعلا- إذا كانوا تحت يدك، وهذا على قدر الاستطاعة.

    ثم إنه إذا حصل منهم ضدُّ ذلك فيُسْعَى فيهم بما يصلحهم، وما فيه سعادتهم وإرشادهم بالبيان، أو بالإلزام بحسب الأحوال .

    وكل حق للمسلم على المسلم يدخل في النصيحة لعامة المسلمين، فكلمة النصيحة إذن -كما ترى- كلمة جامعة دخلت فيها جميع الحقوق الشرعية لله، وللكتاب، ولرسوله r ولأئمة المسلمين ولعامتهم ، فهي كلمة عظيمة جامعة، جمعت الحقوق جميعا لما فيه خير الدنيا والآخرة للناصح، يعني للذي قام بالنصيحة، فكل مفرط في أمر من أمر الله فقد فرط في شيء من النصيحة الواجبة. والله المستعان .

    محمد تاتاي في إيضاح المعاني الخفية


    دروس وعبر من كلام سيد البشر:

    1- العقائدية

    إن النصح لله هو أول قاعدة يرسيها القرآن الكريم،ودارت عليها جل آياته ، ومكث الرسول () يغرسها في القلوب طيلة ثلاث عشرة سنة ...قال الله تعالى: (وَمَا أُمِرُوا إِلَّا لِيَعْبُدُوا اللَّهَ مُخْلِصِينَ لَهُ الدِّينَ حُنَفَاء وَيُقِيمُوا الصَّلَاةَ وَيُؤْتُوا الزَّكَاةَ وَذَلِكَ دِينُ الْقَيِّمَةِ) (البينة : 5 ) ، فمن النصح لله النصح لوحدانيته – عز وجل – في ذاته وصفاته الكمالية ، فلا يشرك الناصح لله مع الله شجرا ولا حجرا ولا مدرا ، ولا يستهدي إلا بالله ، ولا يستشفي إلا به ، ولا يلجأ إلا إليه سبحانه... والناصح لله لا يشرك في عبادته مع اللله أحدا ، لا شركا ظاهرا جليا ، ولا مستترا خفيا كالرياء وحب السمعة ...قال تعالى : ]إِنَّا أَنزَلْنَا إِلَيْكَ الْكِتَابَ بِالْحَقِّ فَاعْبُدِ اللَّهَ مُخْلِصاً لَّهُ الدِّينَ * أَلَا لِلَّهِ الدِّينُ الْخَالِصُ وَالَّذِينَ اتَّخَذُوا مِن دُونِهِ أَوْلِيَاء مَا نَعْبُدُهُمْ إِلَّا لِيُقَرِّبُونَا إِلَى اللَّهِ زُلْفَى إِنَّ اللَّهَ يَحْكُمُ بَيْنَهُمْ فِي مَا هُمْ فِيهِ يَخْتَلِفُونَ إِنَّ اللَّهَ لَا يَهْدِي مَنْ هُوَ كَاذِبٌ كَفَّارٌ[ (الزمر :2- 3 )...
    أبو محمد عبدالحميد الأثري
    أبو محمد عبدالحميد الأثري
    المدير العام .. وفقه الله تعالى


    ذكر عدد الرسائل : 3581
    البلد : مصر السنية
    العمل : طالب علم
    شكر : 7
    تاريخ التسجيل : 25/04/2008

    الملفات الصوتية رد: "النقول الصريحة في شرح حديث الدين النصيحة" لأبي يوسف محمد بن زايد

    مُساهمة من طرف أبو محمد عبدالحميد الأثري 25.06.08 18:30

    2- الاجتماعية

    النصح لعامة المسلمين بلا استثناء إنما يكون بإرشادهم لما ينفعهم في دنياهم وأخراهم , وإعانتهم في قضاء حوائجهم ، وستر عوراتهم , والدفاع عن أعراضهم ، وبدفع المضار عنهم وجلب المنافع لهم ن وبأمرهم بالمعروف ونهيهم عن المنكر ،ويقع كل ذالك على عاتق الداعية الحكيم ، والخطيب المرشد ، والمعلم المربي ، والطبيب المعالج ،والعامل بين محركاته ، والصانع في صناعاته واختراعاته ،والأب في أسرته وبين أبنائه، والزوج مع شريكة حياته وأم عياله ، والتاجر في متجره ، والفلاح في مزرعته وحقله ،والطالب في مذاكرته وفي مدرسته أو جامعته ،والحاكم في مسؤوليته ، والمدير في إدارته...

    3-الأخلاقية

    ينبغي للعامة احترام علماء الإسلام العاملين وتوقيرهم ، وعدم مخالفتهم فيما أمر به القرآن وأوردته السنة ،-كما يحلو للبعض – لأنهم القادة الروحانيون الذين خول لهم علمهم التبليغ عن ريول الله r ... قال الله تعالى ]إِنَّمَا يَخْشَى اللَّهَ مِنْ عِبَادِهِ الْعُلَمَاء إِنَّ اللَّهَ عَزِيزٌ غَفُورٌ) (فاطر : 28 ) ، وقال : ]قُلْ هَلْ يَسْتَوِي الَّذِينَ يَعْلَمُونَ وَالَّذِينَ لَا يَعْلَمُونَ إِنَّمَا يَتَذَكَّرُ أُوْلُوا الْأَلْبَابِ[ (الزمر : 9 ) ...وليبين لنا الرسولrما يجب علينا ،أخلاقيا ، تجاههم قال : ولأئمة المسلمين وعامتهم ...ولم يقل : ولعامتهم ، لأن العامة أتباع الأئمة ،، وما أفلح قوم - والله – أهانوا علماءهم واستخفوا بهم وضربوا بأقوالهم عرض الحائط ، وما تخلق رجل أهان من أعزه الله بفقه شريعته...

    4-الثقافية

    إن النصيحة للكتاب تقتضي مل يلي :

    * ا - الإيمان بمتشابهه كالإيمان بمحكمه

    * ب- العنل بما جاء به من أحكام وتشريعات

    * ج- الدفاع عنه عند طعن الطاعنين وتأويل المحرفين ، ولا يتم ذلك إن اتخذنا القرآن الكريم الذي هو مصدر علوم الأولين والآخرين وراء ظهورنا ،أو زينا به حجراتنا ومراكبنا وتحصنا به على هيأة تمائم وتعاويذ...في حين أن القرآن الكريم لو درسنا فنونه ، وتفهمنا علومه ، كفيل بتقدمنا ،وتشبعنا بأصول حضارتنا الإسلامية العملاقة ، ولما دكت حصوننا ، ولما توالت علينا هجومات خصومنا الثقافية والإعلامية المختلفة الشرسة..

    5- السياسية

    *ا- النصيحة لأئمة المسلمين ، أي قادتهم وحكامهم بطاعتهم فيما يوافق الحق ،وما داموا على طريق الله وطريق رسوله r ...قال تعالى : ] يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُواْ أَطِيعُواْ اللّهَ وَأَطِيعُواْ الرَّسُولَ وَأُوْلِي الأَمْرِ مِنكُمْ فَإِن تَنَازَعْتُمْ فِي شَيْءٍ فَرُدُّوهُ إِلَى اللّهِ وَالرَّسُولِ إِن كُنتُمْ تُؤْمِنُونَ بِاللّهِ وَالْيَوْمِ الآخِرِ ذَلِكَ خَيْرٌ وَأَحْسَنُ تَأْوِيلاً[ (النساء : 59 ) ...روى البخاري عن ابن عباس قال : نزلت في عبد الله بن حذافة بن قيس بن عدي إذ بعثه رسول الله r في سرية ،واستعمل عليهم رجلا من الأنصار ، فلما خرجوا وجد عليهم في شيء ، قال : فقال لهم :أليس قد أمركم رسول الله r أن تطيعوني ؟ قالوا : بلى . قال: فاجمعوا لي حطبا ، ثم دعا بنار فأضرمها فيه ثم قال: عزمت عليكم لتدخلنها ...قال : فقال لهم شاب منهم : إنما فررتم إلى رسول الله r من النار .. فلا تعجلوا حتى تلقوا رسول الله r فإن أمركم أن تدخلوها فادخلوها ....قال : فرجعوا إلى رسول الله r فأخبروه ، فقال لهم : لو دخلتموها ما خرجتم منها أبدا . إنما الطاعة في المعروف ... وعن عبد الله بن عمر ، عن رسول اللهr قال : السمع والطاعة على المرء المسلم فيما أحب وكره ، ما لم يؤمر بمعصية ، فإذا أمر بمعصية فلا سمع ولا طاعة... رواه أبو داود.

    *ب- وتكون النصيحة للأئمة أيضا بإرشادهم إلى شرع الله ، وإخلاص النصح لهم وهدايتهم إن هم انحرفوا

    عن السبيل السماوي ، فقد قيل : إنه لما تولي هارون الرشيد جلس للناس مجلسا عاما ، فدخل عليه بهلول المجنون فقال له : يا أمير المؤمنين ، احذر جلساء السوء ، واعتمد جليسا صالحا يذكرك بمصالح خلقه إذا غفلت ،والنظر فيهم إذا لهوت ، فإن هذا أنفع لك وللناس ؛ وأكثر في الأجر مما تأتي به من صوم وصلاة وقراءة وحج ...إن الرجل كان يلقي الكلمة عند ذي السلطان فيعمل بها فيملأ الأرض فسادا ... وقال رسول اللهr إن الرجل ليتكلم بالكلمة لا يلقي لها بالاً فيهوى بها في النار سبعين خريفا ... ولا تكن يا أمير المؤمنين كمن قال الله تعالى في حقه : ] وَإِذَا قِيلَ لَهُ اتَّقِ اللّهَ أَخَذَتْهُ الْعِزَّةُ بِالإِثْمِ فَحَسْبُهُ جَهَنَّمُ وَلَبِئْسَ الْمِهَاد[ (البقرة : 206 ).... فقال له : زدني . فقال : يا أمير المؤمنين ،إن الله تعالى قد أقاد لك الناس وجعل أمرك فيهم مطاعا ، وكلمتك فيهم نافذة ، وأمرك فيهم ماضيا ، وما ذلك إلا لتحملهم عللى الإتيان بما أمر الله به ، والانتهاء عما نهى الله عنه ..، وتعطي من هذا المال الأرملة واليتيم والشيخ الكبير وابن السبيل ...يا أمير المؤمنين ، أخبرني فلان عن فلان عن رسول اللهr أنه قال : إذا كان يوم القيامة ، وجمع الله الأولين والآخرين في صعيد واحد أحضر الملوك وغيرهم من ولاة أمور الناس ، فيقول لهم : ألم أمكنكم من بلادي وأطع لكم عبادي لا لجمع الأموال ، وحشد الرجال ، بل لتجمعوهم على طاعتي ، وتنفذوا فيهم أمري ونهيي، وتعزوا أوليائي ،وتذلوا أعدائي ، وتنصروا المظلومين مكن الظالمين ؟ .... يا هارون ، تفكر كيف يكون جوابك عما تسأل عنه من أمور العباد في ذلك الموقف إذا حضرت ويداك مغلولتان إلى عنقك ، وجهنم بين يديك ، والزبانية محيطة بك تنظر ما يؤمر بك ...قال : فبكى هارون بكاء شديدا ، فقال له بعض الحاضرين : كدرت على أمير المؤمنين مجلسه .. فقال لهم هارون : قاتلكم الله ، إن المغرور من غررتموه ، والسعيد من بعدتم عنه ...ثم خرج من عنده.

    *** فقه الدعوة :

    * ا -النصيحة مُرة قل من يتقبلها ، ولذلك على الداعي أن يكون حكيما في نصحه ، ويتبع سبيل الموعظة الحسنة .. قال الله تعالى : ] ادْعُ إِلِى سَبِيلِ رَبِّكَ بِالْحِكْمَةِ وَالْمَوْعِظَةِ الْحَسَنَةِ وَجَادِلْهُم بِالَّتِي هِيَ أَحْسَنُ إِنَّ رَبَّكَ هُوَ أَعْلَمُ بِمَن ضَلَّ عَن سَبِيلِهِ وَهُوَ أَعْلَمُ بِالْمُهْتَدِينَ[ (النحل : 125 )...، ولا يتسرع في أحكامه فيواجه خصومه بالخشونة والغلظة ...قال الله تعالى مخاطبا نبيه r : ] فَبِمَا رَحْمَةٍ مِّنَ اللّهِ لِنتَ لَهُمْ وَلَوْ كُنتَ فَظّاً غَلِيظَ الْقَلْبِ لاَنفَضُّواْ مِنْ حَوْلِكَ فَاعْفُ عَنْهُمْ وَاسْتَغْفِرْ لَهُمْ وَشَاوِرْهُمْ فِي الأَمْرِ فَإِذَا عَزَمْتَ فَتَوَكَّلْ عَلَى اللّهِ إِنَّ اللّهَ يُحِبُّ الْمُتَوَكِّلِينَ[ (آل عمران : 159 )

    * ب – الناصح في الغالب غير محبوب ، لأنه يعاكس الشهوات الحيوانية والغرائز البهيمية ، ويخاطب بلغة العقل التي ى يفهمها إلا العقلاء ، ومن هنا يتضح الداعي الصادق الذي يبتغي وجه الله من الداعي المنافق الذي لا يسعى إلا إلى كسب أكبر عدد ممكن من الأنصار والمؤيدين ، وليتخذ لنقسه قاعدة شعبية عريضة عليها يقف ويستند؛ ليحقق أغراضه السياسية وأهدافه المادية ، وكثيرا ما نسمع بهذه المؤامرات التي تحاك ضد الدعوة الإسلامية لإجهاضها ، ولقد اتخذها بعضهم كبش الفداء في أول ليلة يرتقي فيها المنصب المؤمل ...

    * ج – على الناصح أن يتخير المكان والزمان والمناسبة التي يسدي فيها نصحه وإرشاده تماماً مثلما يتخير الأسلوب والعبارات اللائقة ، لأنه كما قيل : النصيحة أمام الملأ فضيحة.

    *** تطبيق

    * ا – لقد أصبح الحاكم في أمس الحاجة إلى من ينصحه بصدق وإخلاص ، ولا من حواه إلا حثالة من المتملقين المتزلفين الذين يزينون له المحرمات ويشهونه في الخمر والفتيات ... ولربما استعمله بعضهم لقضاء مآربه الخاصة ، أو للإنتقام من أعدائه ومناوئيه ، فيصبح الناصح المزعوم هو مقلب دفة الحكم كيفما يشاء..

    * ب – وما ذلك إلا لأن الحكام أبعدوا عن مجالسهم الفقهاء والعلماء العاملين ، وضربوا على أنفسهم حصارا حتى لا تصل إلى آذانهم همسة واعظ ، ولا إشارة ناصح، أو لأنهم غلوا أيديهم وزجوا بهم في السجون والمعتقلات...

    * ج – لقد طغت الأقوال على الفعال في أيامنا هذه ولا حول ولا قوة إلا بالله ؛ وأصبح الناصح غير منصوح في ذاته ، بحيث يقف الرجل أما مالملأ فيحلل ويحرم ، ويوعظ ويوجه ، ويبشر ويحذر ، فتذرف من أقواله الدموع ، وتتسربل القلوب بالخشوع ،ثم تراه إذا فارق مجلسه فارق مبادئه وأقواله ، وخالفها بفعل الحرام وإتيان الموبقات .... والعياذ بالله. قال الله تعالى : ]أَتَأْمُرُونَ النَّاسَ بِالْبِرِّ وَتَنسَوْنَ أَنفُسَكُمْ وَأَنتُمْ تَتْلُونَ الْكِتَابَ أَفَلاَ تَعْقِلُونَ[ (البقرة : 44 ) ؟؟؟
    أبو محمد عبدالحميد الأثري
    أبو محمد عبدالحميد الأثري
    المدير العام .. وفقه الله تعالى


    ذكر عدد الرسائل : 3581
    البلد : مصر السنية
    العمل : طالب علم
    شكر : 7
    تاريخ التسجيل : 25/04/2008

    الملفات الصوتية رد: "النقول الصريحة في شرح حديث الدين النصيحة" لأبي يوسف محمد بن زايد

    مُساهمة من طرف أبو محمد عبدالحميد الأثري 25.06.08 18:31

    ولله در الشاعر حين قال :
    ألا أيــها الرجـل المعلم غيــره هــلا لنفسك كان ذا التعليـم
    فابدأ بنفسك فانهـها عـن غيــها فإذا انتهت عنـه فأنت حكيـم
    تصف الدواء لذي السقام وذي الضنا كيما يصح بــه وأنت سقيـم .


    محمد بن عبد الله الجرداني الضمياطي في الجواهر اللؤلئية




    وقد ورد في الحديث : إن أحب عباد الله إلى الله أنصحهم لعباده... ( رواه أحمد ) وأخرجه الأصبهاني بلفظ : أحب عبادة عبدي إلي النصيحة... وأبو نعيم في الحلية : أحب ما تعبدني به عبدي النصح لي...

    وقال بعض التابعين : خير الناس أنصحهم لهم ، وشرهم أغشهم لهم ..

    ويطلب كون النصيحة برفق لتكون أقرب للقبول , ومن ثم كان السلف الصالح إذا أرادوا نصيحة أحد وعظوه سراً ، وقال الإمام الشافعي : من وعظ أخاه سرا فقد نصحه وزانه، ومن وعظه علانية فقد فضحه وشانه...وسئل ابن عباس رضي الله عنهما عن أمر السلطان بالمعروف ونهيه عن المنكر ، فقال : إن كنت فاعلا ولا بد ففيما بينك وبينه ...

    وحكي أن رجلا وعظ المأمون ، وأغلظ عليه ، فقال له : خير منك وعظ من هو شر مني .. فإن موسى وهارون على نبينا وعليهما أفضل الصلاة والسلام لما أرسلهما الله تعالى إلى فرعون ،قال لهما : ]فَقُولَا لَهُ قَوْلاً لَّيِّناً لَّعَلَّهُ يَتَذَكَّرُ أَوْ يَخْشَى[ (طه : 44 ) –أي ارفقا به.

    وينبغيللناصح أن يرى نفسه دون المنصوح ؛وأن يمهد أي يسوي له بساطا قبل النصح . فقد حكي أن الحسن والحسين رضي الله عنهما أقبلا على شيخ يتوضأ وضوءا باطلا ، فقال أحدهما للآخر : تعال نرشد هذا الشيخ. فقال أحدهما : يا شيخ ، إنا نريد أن نتوضأ بين يديك حتى تنظر إلينا وتعلم من منا يحسن الوضوء ومن لا يحسنه ... ففعلا ذلك . فلما فرغا من وضوئهما ، قال الشيخ : أنا – والله – الذي لا أحسن الوضوء، وأما أنتما فكل واحد منكما يحسن وضوءه .فانتفع بذلك منهما من غير تعنيف ولا توبيخ..

    ثم إن هذا الحديث ألغاظه قليلة وفوائده كثيرة ، بل قيل : إن أحكام الإسلام داخلة تحته ، بل تحت كلمة منه، وهي : ولكتابه ؛ إذ هو مشتمل على الدين كله أصلا وفرعا وعملا واعتقادا......



    تم والحمد لله رب العالمين
    وكان الفراغ من جمعه ومراجعته
    يوم 23 محرم عام 1427
    أبو يوسف محمد زايد

      الوقت/التاريخ الآن هو 02.05.24 18:26