خزانة الربانيون

هل تريد التفاعل مع هذه المساهمة؟ كل ما عليك هو إنشاء حساب جديد ببضع خطوات أو تسجيل الدخول للمتابعة.

    عوامل تقوية الإيمان/ د. نوال العيد

    avatar
    الشيخ إبراهيم حسونة
    كان الله تعالى له وجعل ما يفعله في ميزان حسناته
    كان الله تعالى له وجعل ما يفعله في ميزان حسناته


    ذكر عدد الرسائل : 9251
    شكر : 7
    تاريخ التسجيل : 08/05/2008

    الملفات الصوتية عوامل تقوية الإيمان/ د. نوال العيد

    مُساهمة من طرف الشيخ إبراهيم حسونة 17.06.08 8:19

    عوامل تقوية الإيمان
    د. نوال العيد


    من أصول اعتقاد أهل السنة والجماعة أن الإيمان يزيد وينقص، يزيد بالطاعة، وينقص بالمعصية، وتوافرت الأدلة من الكتاب والسنة، وأقوال السلف الصالح على هذا المعنى قال تعالى: (لِيَزْدَادُوا إِيمَانًا مَّعَ إِيمَانِهِمْ)(وَزِدْنَاهُمْ هُدًى) وقوله:(أَيُّكُمْ زَادَتْهُ هَذِهِ إِيمَانًا فَأَمَّا الَّذِينَ آمَنُواْ فَزَادَتْهُمْ إِيمَانًا وَهُمْ يَسْتَبْشِرُونَ) وقوله: (الَّذِينَ قَالَ لَهُمُ النَّاسُ إِنَّ النَّاسَ قَدْ جَمَعُواْ لَكُمْ فَاخْشَوْهُمْ فَزَادَهُمْ إِيمَاناً).


    وقال عمير بن حبيب الخطمي وهو من أصحاب النبي ـ صلى الله عليه وسلم -، الإيمان يزيد وينقص. قيل له: وما زيادته وما نقصانه؟ قال: إذا ذكرنا الله وحمدناه وسبحانه فتلك زيادته، وإذا غفلنا ونسينا فذلك نقصانه.


    وقال أبو الدرداء: إن من فقه العبد أن يتعاهد إيمانه، وما نقص منه، ومن فقه العبد أن يعلم أيزداد الإيمان أم ينقص، وإن من فقه الرجل أن يعلم نزعات الشيطان أنى تأتيه.


    وكان عمر بن الخطاب يقول لأصحابه: هلموا نزداد إيماناً فيذكرون الله عز وجل.
    وقال خيثمة بن عبد الرحمن : الإيمان يسمن في الخصب، ويهزل في الجدب، فخصبه العمل الصالح، وجدبه الذنوب والمعاصي.


    وقيل لبعض السلف: يزداد الإيمان وينقص. وقال: نعم. يزداد حتى يصير أمثال الجبال، وينقص حتى يصير أمثال الهباء، ذكر كل ما تقدم شيخ الإسلام في مجموع الفتوى (7/224).


    وسأقدم في ذكر عوامل تقويته آيةً في كتاب الله حوت صفات كاملي الإيمان قال تعالى: (إِنَّمَا الْمُؤْمِنُونَ الَّذِينَ إِذَا ذُكِرَ اللّهُ وَجِلَتْ قُلُوبُهُمْ وَإِذَا تُلِيَتْ عَلَيْهِمْ آيَاتُهُ زَادَتْهُمْ إِيمَانًا وَعَلَى رَبِّهِمْ يَتَوَكَّلُونَ * الَّذِينَ يُقِيمُونَ الصَّلاَةَ وَمِمَّا رَزَقْنَاهُمْ يُنفِقُونَ * أُوْلَئِكَ هُمُ الْمُؤْمِنُونَ حَقًّا..) ]سورة الأنفال: 4،3،2[وتأمل ـ رحمك الله ـ استهلال الآية بأداة الحصر "إنما" وقد أفاد ابن القيم في إعلام الموقعين (2/155) وختمها حصر الكمال بـ "أولئك هم المؤمنون حقاً" يقول أبو السعود في تفسيره (4/4) "(أولئك) إشارة إلى من ذكرت صفاتهم الحميدة من حيث إنهم متصفون بها، وفيه دلالة على أنهم متميزون بذلك عمن عداهم أكمل تميز، منتظمون بسببه في سلك الأمور المشاهدة، وما فيه من معنى البعد للإيذان بعلو رتبتهم وبعد منزلتهم في الشرف. (هم المؤمنون حقاً) لأنهم حققوا إيمانهم بأن ضموا إليه ما فضل من أفاضل الأعمال القلبية والقالبية. وحقاً صفة لمصدر محذوف أي أولئك هم المؤمنون إيماناً حقاً، لأنهم جمعوا بين الإسلام والإيمان بين الأعمال الباطنة والأعمال الظاهرة بين العلم والعمل بين أداء حقوق الله وحقوق عباده، وقدم تعالى أعمال القلوب لأنها أصل أعمال الجوارح، وأفضل منها".


    · وإليك عوامل تقويته:
    "الذين إذا ذكر الله وجلت قلوبهم" جاء في قراءة ابن مسعود "فرقت قلوبهم" فإذا ذكر الله وجلت فحصل لها اضطراب لما تخافه من دونه، وتخشى من فوات نصيبها منه، فالرجل إذا ذُكر حاصل بسبب من الإنسان، وإلا فنفس ذكر الله يوجب الطمأنينة، لأنه هو المعبود لذاته، والخير كله منه قال تعالى: (نَبِّىءْ عِبَادِي أَنِّي أَنَا الْغَفُورُ الرَّحِيمُ {15/49} وَ أَنَّ عَذَابِي هُوَ الْعَذَابُ الأَلِيمَ)" وقال: (اعْلَمُواْ أَنَّ اللّهَ شَدِيدُ الْعِقَابِ وَأَنَّ اللّهَ غَفُورٌ رَّحِيمٌ) وقال علي ـ رضي الله عنه ـ "لا يرجون عبد إلا ربه، ولا يخافن إلا ذنبه، فالخوف الذي يحصل عند ذكره هو بسبب من العبد وإلا فذكر الرب نفسه يحصل الطمأنينة والأمن، فما أصابك من حسنة فمن الله، وما أصابك من سيئة فمن نفسك، كما قال ذلك المريض الذي سئل كيف تجدك؟ فقال: أرجو الله، وأخاف ذنوبي، فقال النبي ـ صلى الله عليه وسلم -: "ما اجتمعا في قلب عبد مثل هذا الموطن إلا أعطاه الله ما يرجو وأمنه مما يخاف" ولم يقل بذكر الله توجل القلوب كما قال "ألا بذكر الله تطمئن القلوب" فذكره بالذات يوجب الطمأنينة، والوجل عارض بسبب ما في نفس الإنسان من التقصير في حقه والتعدي لحده، فهو كالزبد مع ما ينفع الناس، الزبد يذهب جفا، وما ينفع الناس يمكث في الأرض، فالخوف مطلوب لغيره ليدعو النفس إلى فعل الواجب وترك المحرم، وأما الطمأنينة بذكره وفرح القلب به ومحبته فمطلوب لذاته، ولهذا يبقى معهم هذا في الجنة فيلهمون التسبيح كما يلهمون النفس.


    قال شيخ الإسلام في النبوات (1/84). ولذا جاء في تفسير هذه الآية أنه الرجل يريد أن يظلم ويهم بمعصية، فينزع عنها. وهذا كقوله تعالى: (وَأَمَّا مَنْ خَافَ مَقَامَ رَبِّهِ وَنَهَى النَّفْسَ عَنِ الْهَوَى * فَإِنَّ الْجَنَّةَ هِيَ الْمَأْوَى) وقوله: (وَلِمَنْ خَافَ مَقَامَ رَبِّهِ جَنَّتَانِ) انظر: الدار المنثور (4/12).


    حتى إذا أطاع العبد ربه رجاه أن يتقبل عمله، وخاف منه في قصور عمله وعدم الإتيان به على وجهه وعلى ما أرداه منه ربه، وقد أخرج الترمذي في سننه (5/327)، وابن ماجه في السنن (2/1404) عن عائشة زوج النبي ـ صلى الله عليه وسلم ـ قالت: سألت رسول الله ـ صلى الله عليه وسلم ـ عن هذه الآية (والذين يؤتون ما آتوا وقلوبهم وجلة) قالت عائشة: "هم الذين يشربون الخمر ويسرقون، قال: لا يا بنت الصديق، ولكنهم الذين يصومون ويصلون ويتصدقون وهم يخافون أن لا يقبل منهم، أولئك الذين يسارعون في الخيرات. وصححه الألباني في السلسلة الصحيحة (1/304) .


    والخوف من الله يورث العبد الهداية والعلم والرضا، قال تعالى: (هُدًى وَرَحْمَةٌ لِّلَّذِينَ هُمْ لِرَبِّهِمْ يَرْهَبُونَ) وقال: (إِنَّمَا يَخْشَى اللَّهَ مِنْ عِبَادِهِ الْعُلَمَاء) وقال: (رَّضِيَ اللَّهُ عَنْهُمْ وَرَضُوا عَنْهُ ذَلِكَ لِمَنْ خَشِيَ رَبَّهُ).


    ولا يتصور أن ينفك مؤمن عن خوفه من ربه وإن ضعف، ويكون ضعفه بحسب ضعف إيمانه ومعرفته.والخوف من الله يكون بمعرفة أسمائه وصفاته، وبمعرفة كثرة ذنوب العبد وجنايته على نفسه.


    فأخوف الناس لربه أعرفهم بربه وبنفسه ولذلك قال ـ صلى الله عليه وسلــم-: "والله أني لأعلمهم بالله، وأشدهم له خشية" أخرجه البخاري (5/2263).


    ولا شك أن معرفة أسماء الله وصفاته أساس إيمان العبد يقول: ابن القيم ـ رحمه الله ـ في الفوائد (156): "فاحمل بنيانك على قوة أساس الإيمان، فإذا تشعث شيء من أعالي البناء وسطحه كان تداركه أسهل عليك من خراب الأساس، وهذا الأساس أمران: صحة المعرفة بالله وأمره وأسمائه وصفاته. والثاني: تجريد الانقياد له ولرسوله ـ صلى الله عليه وسلم ـ دون ما سواه. فهذا أوثق أساس أسس العبد عليه، وبحسبه يعتلي البناء ما شاء، فاحكم الأساس، واحفظ القوة، ودم على الحمية، واستفرغ إذا زاد بك الخلط، والقصد القصد وقد بلغت المراد، وإلا فما دامت القوة ضعيفة والمادة الفاسدة موجودة والاستفراغ معدوم فاقرأ السلام على الحياة فإنها قد آذنتك بسرعة التوديع.. فيا من آمن بأن ربه سميع، كيف يسمعك وأنت تغتاب وتكذب وتنم وتسمع الحرام، أما آن لسمعك ولسانك أن يتقي ربه، ويامن يؤمن بأن ربه بصير كيف يبصرك على حرام وباطل وفي أماكن يبغضها، أما آن لك أن تقلع، وأين إيمانك بأنه معك، وأنه يراك، يعلم خائنة الأعين وما تخفى الصدور، لحظاتك وخطراتك مطلع عليها، شديد العقاب، يغار أن تنتهك محارمه، وتضيع أوامره، جبار متكبر حي قيوم لا تخفى عليه خافية (ما غرك بربك الكريم)


    فواعجباً كيف تعرفه ثم لا تحبه، وأن تسمع داعيه ثم تتأخر عن إجابته، وأن تعرف قدر الربح في معاملته ثم تتعامل مع غيره، وأنتعرف قدر غضبه ثم تتعرض له، وأن تذوق ألم الوحشة في معصيته ثم لا تطلب الأنس بطاعته، وأن تذوق العذاب عند تعلق القلب بغيره ولا تهرب منه إلى نعيم الإقبال عليه والإنابة إليه!! وأعجب من هذا، علمك أن لا بد لك منه وأنك أحوج شيء إليه وأنت عنه معرض وفيما يبعدك عنه راغب!!


    وبعد هذه الفقرة اجلس مع نفسك جلسة محاسبة ( ولتنظر ما قدمت لغد) وانظر إلى كثرة ذنبك مع إحسانه إليك، خيره إليك نازل وشرك إليه صاعد، فاقلع عن ما يغضبه واقبل على ما يرضيه .

    واقرأ في أسمائه وصفاته، وأنصحك هنا بكتب جيدة في بابها هي:
    التوحيد وإثبات صفات الرب لمحمد بن خزيمة
    والقواعد المثلى في أسماء الله وصفاته الحسنى
    وشرح العقيدة الواسطية كلاهما للشيخ محمد بن عثيمين ـ رحمهم الله ـ أجمعين
    وكتاب صفات الله عز وجل الورادة في الكتاب والسنة لعلوي السقاف ـ حفظه الله .


    (وَإِذَا تُلِيَتْ عَلَيْهِمْ آيَاتُهُ زَادَتْهُمْ إِيمَانًا)
    اعلم أن القلب والبدن محتاج إلى ينمو أن ويزيد حتى يكتمل ويصلح، فكما أن البدن محتاج إلى أن يزكى بالأغذية المصلحة له، والحمية عما يضره فلا ينمو إلا بإعطائه ما ينفعه، ومنع ما يضره، فكذلك القلب لا يزكو ولا ينمو ولا يتم صلاحه إلا بذلك، ولا سبيل له إلى الوصول إلى ذلك إلا من القرآن،وإن وصل إلى شيء منه من غيره فهو يسير لا يحصل له به تمام المقصود. قال تعالى: (وَكَذَلِكَ أَوْحَيْنَا إِلَيْكَ رُوحًا مِّنْ أَمْرِنَا).
    avatar
    الشيخ إبراهيم حسونة
    كان الله تعالى له وجعل ما يفعله في ميزان حسناته
    كان الله تعالى له وجعل ما يفعله في ميزان حسناته


    ذكر عدد الرسائل : 9251
    شكر : 7
    تاريخ التسجيل : 08/05/2008

    الملفات الصوتية رد: عوامل تقوية الإيمان/ د. نوال العيد

    مُساهمة من طرف الشيخ إبراهيم حسونة 17.06.08 8:23

    ومن أهم عوامل تقوية الإيمان :
    تدبر القرآن قال تعالى ( أَفَلَا يَتَدَبَّرُونَ الْقُرْآنَ أَمْ عَلَى قُلُوبٍ أَقْفَالُهَا ) وقد عاب الحق على هؤلاء القوم بالرغم من أنهم كانوا يقرؤونه ويسمعونه .
    واعلم ـ حفظك الله ـ أن هجر القرآن على أضرب:
    هجر سماعه والإيمان به والإصغاء إليه.
    · هجر العمل به والوقوف عند حلاله وحرامه وإن قرأه وآمن به.
    · هجر تحكيمه والتحاكم إليه في أصول الدين وفروعه.
    · هجر تدبره وتفهمه ومعرفة ما أراد المتكلم به منه.
    · هجر الاستشفاء والتداوي به في جميع أمراض القلوب وأدوائها، فيطلب شفاء دائه من غيره، ويهجر التداوي به.


    وكل هذا داخل في قوله تعالى: (وَقَالَ الرَّسُولُ يَا رَبِّ إِنَّ قَوْمِي اتَّخَذُوا هَذَا الْقُرْآنَ مَهْجُورًا) وإن كان بعض الهجر أهون من بعض. وإذا شرع العبد في قراءة القرآن فليكن شأنه الخشوع والتدبر عند القراءة، والدلائل عليه أكثر من أن تحصر وأشهر وأظهر من أن تذكر، فهو المقصود المطلوب وبه تنشرح الصدور، وتستنير القلوب. قال تعالى: (كِتَابٌ أَنزَلْنَاهُ إِلَيْكَ مُبَارَكٌ لِّيَدَّبَّرُوا آيَاتِهِ وَلِيَتَذَكَّرَ أُوْلُوا الْأَلْبَابِ).
    وأخرج ابن حبان في صحيحه ـ2/286) من طريق عطاء قال : دخلت أنا وعبيد بن عمير على عائشة، فقلت لعبيد بن عمير: قد آن لك أن تزورنا، فقال: أقول يا أمّه كما قال الأول: زد غباً تزد حباً. فقال: فقالت دعونا من رطانتكم هذه. قال ابن عمير: أخبرينا بأعجب شيء رأيته من رسول الله ـ صلى الله عليه وسلم -، قال: فسكتت ثم قالت: لما كان ليلة من الليالي قال: يا عائشة ذريني أتعبد الليلة لربي، قلت: والله إني لأحب قربك، وأحب ما سرك. قالت: فقام فتطهر ثم قام يصلي، قالت: فلم يزل يبكي حتى بل حجره. قالت: ثم بكى فلم يزل يبكي حتى بل لحيته، قالت: ثم بكى فلم يزل يبكي حتى بل الأرض. فجاء بلال يؤذنه بالصلاة فلما رآه يبكي قال: يا رسول الله لم تبكي وقد غفر الله لك ما تقدم وما تأخر. قال: أفلا أكون عبداً شكوراً، لقد نزلت علي الليلة آية ويل لمن قرأها ولم يتفكر فيها (إن في خلق السماوات والأرض واختلاف الليل والنهار…). وحسنة الألباني في صحيح الترغيب والترهيب (2/203) حديث رقم: 1468. وقام ـ صلى الله عليه وسلم بآية ترددها حتى أصبح (إن تعذبهم فإنهم عبادك وإن تغفر لهم فإنك أنت العزيز الحكيم). رواه النسائي في الكبرى (1/346)، وابن ماجه في السنن (1/429) وحسنه الألباني في صحيح سنن ابن ماجه (1/429) ودخل عبادة بن حمزة على أسماء رضي الله عنها وهي تقرأ (فمن الله علينا ووقانا عذاب السموم) فوقف عندها فجعلت تعيدها وتدعو فطال عليه ذلك، فذهب إلى السوق فقضى حاجته ثم رجع وهي تعيدها وتدعو. ورويت هذه القصة عن عائشة كما ذكر ذلك النووي في التبيان (44).


    ويقول الطبري: "إني لأعجب فيمن قرأ القرآن ولم يعلم تأويله كيف يلتذ، وهنا أوصيك أن يكون لك ورد تقرأه إن لم تحفظه من كتاب الله فهو زاد قلبك، ونور صدرك، وذهاب همك وغمك، ورفعة درجتك، واحرص أن تقرأ تفسير الآيات من كتب التفسير المعتبرة كتفسير ابن كثير، والقرطبي، وأضواء البيان للشنقيطي، وتيسير الكريم الرحمن للسعدي، فإن ذلك أدعى لحضور قلبك، ومعايشة معاني آي ربك، قال تعالى: (ولقد يسرنا القرآن للذكر فهل من مدكر) يقول مطر: "هل من طالب علم فيعان بقراءته
    avatar
    الشيخ إبراهيم حسونة
    كان الله تعالى له وجعل ما يفعله في ميزان حسناته
    كان الله تعالى له وجعل ما يفعله في ميزان حسناته


    ذكر عدد الرسائل : 9251
    شكر : 7
    تاريخ التسجيل : 08/05/2008

    الملفات الصوتية رد: عوامل تقوية الإيمان/ د. نوال العيد

    مُساهمة من طرف الشيخ إبراهيم حسونة 17.06.08 8:30

    ربطاللهتعالى بين الإيمان والتوكل فاشترط للإيمان تفويض الأمور إليه، والاعتماد عليهفقال: (وَعَلَىاللّهِفَتَوَكَّلُواْ إِن كُنتُم مُّؤْمِنِينَ)وأخبرتعالىعن رسله بأن التوكل كان ملجأهم ومعاذهم قال تعالى:(وَمَالَنَاأَلاَّ نَتَوَكَّلَ عَلَى اللّهِ وَقَدْ هَدَانَا سُبُلَنَا)

    يقولابنالقيم في مدارج السالكين (2/127): "والعبد آفته: إما من عدم الهداية أو عدمالتوكل،فإذا جمع التوكل إلى الهداية فقد جمع الإيمان كله" ولذا جاء من صفاتالسبعينألفاً الذين يدخلون الجنة بغير حساب أنهم على ربهم يتوكلون، كما أخرجالبخاريفي صحيحه (5/2157).

    وأخرجالترمذيفي السنن (4/573) وابن ماجه في السنن (2/102) من حديث عمر مرفوعاً:"لوأنكمكنتم تتوكلون على الله حق توكله لرزقتم كما يرزق الطير تغدو خماصاً وتروحبطاناً" قال الترمذي: "هذاحديثحسن صحيح. وقال الألباني في صحيح سنن الترمذي (4/573): "صحيح".

    ·وتحقيقالتوكليكون بأمور عدة منها:

    منكانيؤمنبالله وصفاته كان توكله على الله أصلح وأقوى والمؤمن يفوض أمره لمن علم كمالحكمتهورحمته ولطفه وحسن اختياره، ويتوكل على من هو أرحم عليه من والدته، على من لاتبديللكلماته، ولا راد لحكمه، والمؤمن عبد محض، والعبد المحض لا يسخط من جريانأحكامسيده البار المحسن بل يتلقاها كلها بالرضى به وعنه، والمؤمن محب صادق والمحبالصادق: من رضي بما يعامله به محبوبه. والعبد جاهل بعواقب الأمور، وسيده أعلمبمصلحتهوبما ينفعه(أَلايَعْلَمُمَنْ خَلَقَ وَهُوَ اللَّطِيفُ الْخَبِيرُ)والمؤمنيعلم أن حظه من المقدور ما يتلقاه به من رضي وسخط فلابد له منه، فإن رضىفلهالرضى وإن سخط فله السخط، فتوكل على الرزاق القوي الكريم البر الرحيم على منخزائنهملأى لا تفضيها النفقة، ويده ممدودة بعطائها آناء الليل والنهار.

    الأخذبالسببدون الاعتماد عليه، فالمريض يتناول الدواء للشفاء ولا يعتمد عليه بل يفوضأمرهلله، والتجرد من الأسباب ممتنع عقلاً وشرعاً وحساً، وما أخل رسول الله – صلىاللهعليه وسلم – بشيء من الأسباب فقد ظاهر يوم أحد بين درعين كما أخرج أبو داود (3/31) وصححه الألباني في صحيح سنن أبي داود (3/31) وأخرج البخاري في صحيحه (5/2048) من حديث عمر أن النبي – صلى الله عليه وسلم – كان يبيع نخل بني النفير،ويحبسأهله قوت سنتهم. وهو سيد المتوكلين. وكان إذا سافر في جهاد حمل الزادوالمزاد. فالتوكل لا يتم إلا برفض الأسباب عن القلب، وقيام الجوارح بها، فيكونمنقطعاًمنها متصلاً بها، فاعتمد على الله وأستند إليه فإنه نعم الوكيل، ونعمالمولىوالنصير، وشبه ابن القيم في كتابه مدارج السالكين (2/1272) المؤمن بالطفلالرضيعالذي لا يعرف شيئاً إلا ثدي أمه يأوي إليه، وكذلك المتوكل لا يأوي إلا إلىربهسبحانه.

    حسنالظنبالله عز وجل، فعلى قدر حسن ظنك بربك ورجائك له يكون توكلك عليه، ولذلك فسّربعضهنالتوكل بحسن الظن بالله. والتحقيق:أنحسن الظن بالله يدعو العبد إلى التوكلعليه. إذ لا يتصور التوكل على من ساء ظنك به، ولا التوكل على من لا ترجوه، وجاء فيالحديثالقدسي: أنا عند حسن ظن عبدي بي" الذي أخرجه البخاري في صحيحه (6/2694). وكلماكان العبد حسن الظن بالله حسن الرجاء له صادق يتوكل عليه فإن لا يخيب أملهفيهالبتة، فإنه سبحانه لا يخيب أمل آمل ولا يضيع عمل عامل.

    التفويضوهوروح التوكل وحقيقته، وهو إلقاء أموره كلها إلى الله، وإنزالها به طلباًواختياراًلا كرهاً واضطراراً، يقول ابن القيم في المدارج (2/122): "كتفويض الابنالعاجزالضعيف المغلوب على أمره كله أموره إلى أبيه العالم بشفقته عليه ورحمتهوتمامكفايته وحسن ولايته له وتدبيره له، فهو يرى أن تدبير أبيه له خير من تدبيرهلنفسهوقيامه بمصلحته خير من قيامه لنفسه"وأفوضأمريإلى الله"والمفوضلا يفوض أمره إلى الله إلا لإرادته أن يقضي له ما هو خير له في معاشهومعاده،وإن كان المقضي له خلاف ما يظنه خيراً فهو راض به.

    ثمرةالتوكلالرضا ومن عرّف التوكل بالرضا فقد فسره بأجمع ثمراته، وأعظم فوائده، فإنهإذاتوكل الإنسان حق التوكل رضي بما يفعله وكيله.

    يقولشيخالإسلام: المقدور يكتنفه أمران: 1- التوكل قبله. 2- الرضا بعده، فمن توكل علىاللهقبل الفعل، ورضي بالمقضي له بعد الفعل، فقد قام بالعبودية. نقله عنه ابن القيمفيالمدارج (2/122). وهذا معنى قول النبي – صلى الله عليه وسلم – في دعاءالاستخارة: "اللهم إني أستخيرك بعلمك وأستقدرك بقدرتك وأسألك من فضلك العظيم"فهذاتوكلوتفويض. ثم قال: "فإنكتعلمولا أعلم وتقدر ولا أقدر وأنت علام الغيوب"فهذاتبرؤإلى الله من العلم والحول والقوة وتوسل إليه سبحانه بصفاته التي هي أحب ماتوسلإليه بها المتوسلون، ثم سأل ربه أن يقضي له ذلك الأمر إن كان فيه مصلحتهعاجلاًأو آجلاً وأن يصرفه عنه إن كان فيه مضرته عاجلاً أو آجلاً، فهذه حاجته التيسألها،فلم يبق عليه إلا الرضا بما يقضيه له، فقال:"واقدرليالخير حيث كان ثم رضني به"وقدأخرجدعاء الاستخارة البخاري في صحيحه (1/391).
    avatar
    الشيخ إبراهيم حسونة
    كان الله تعالى له وجعل ما يفعله في ميزان حسناته
    كان الله تعالى له وجعل ما يفعله في ميزان حسناته


    ذكر عدد الرسائل : 9251
    شكر : 7
    تاريخ التسجيل : 08/05/2008

    الملفات الصوتية رد: عوامل تقوية الإيمان/ د. نوال العيد

    مُساهمة من طرف الشيخ إبراهيم حسونة 17.06.08 8:35

    والتوكلعلىالله نوعان:

    أحدهما: توكلعليه في جلب حوائج العبد وحظوظه الدنيوية، أو دفع مكروهاته ومصائبهالدنيوية.

    والثاني: التوكلعليه في حصول ما يحبه هو ويرضاه من الإيمان واليقين والجهاد والدعوةإليه.

    يقولابنالقيم في الفوائد (138): "وبين النوعين من الفضل ما لا يحصيه إلا الله، فمتىتوكلعليه العبد في النوع الثاني حق توكله"، كفاه النوع الأول تمامالكفاية

    قالتعالى: (الَّذِينَيُقِيمُونَالصَّلاَةَ وَمِمَّا رَزَقْنَاهُمْ يُنفِقُونَ)واعلمأنالصفات الثلاثة المتقدمة على هاتين الصفتين مرتبة على أحسن جهات الترتيب:فالأولى: الوجل من عقاب الله، والثانية: الانقياد لتكاليف الله، والثالثة: الانقطاعبالكليةعما سوى الله. وهذه الثلاث متعلقة بالقلوب والبواطن، ثم انتقل منها إلىرعايةأحوال الظاهر، ورأس الطاعات المعتبرة وعمود الدين: الصلاة، فاحرص على أدائهافيأوقاتها، جاء في حديث ابن مسعود سال رسول الله – صلى الله عليه وسلم -:أيالعملأحب إلى الله؟ قال: "الصلاة على وقتها". قال: ثم أي؟ قال: "بر الوالدين".قال: ثم أي؟ قال: "الجهاد في سبيل الله". أخرجهالبخاريفي صحيحه (1/197) وتقدم ولا تتأخر فلا يزال قوم يتأخرون حتى يؤخرهم الله،أخرجمسلم في صحيحه (1/325) من حديث أبي سعيد الخدري أن رسول الله – صلى الله عليهوسلم - رأىفيأصحابهتأخراً، فقال له: "تقدموا فائتموا بي وليأتم بكم من بعدكم، لا يزال قوميتأخرونحتى يؤخرهم الله"

    واحرصعلىفلاحك فإن يكون بخشوع صلاتك(قَدْأَفْلَحَالْمُؤْمِنُونَ * الَّذِينَ هُمْ فِي صَلَاتِهِمْ خَاشِعُونَ). واعلمأنهليس لك من صلاتك إلا ما عقلت منها، واحذر صلاة المنافق الذي ذكر ربك حاله فيكتابهفقال:(وَإِذَاقَامُواْإِلَى الصَّلاَةِ قَامُواْ كُسَالَى يُرَآؤُونَ النَّاسَ وَلاَيَذْكُرُونَاللّهَ إِلاَّ قَلِيلاً)وقالصلىالله عليه وسلم – عن صلاته،تلكصلاةالمنافق يجلس يرقب الشمس حتى إذا كانت بين قرني الشيطان قام فنقر أربعاً لايذكرالله فيها إلا قليلاً"أخرجهالترمذيفي جامعه (1/301) من حديث أنس بن مالك. وقال: حديث حسن صحيح. وصححهالألبانيفي صحيح سنن الترمذي (1/301).

    وتأملأنأول ما تحاسب عليه يوم القيامة الصلاة، فإن صلحت صلح سائر عملك، وإن فسدت فسد،فأتمنقصها بنوافل تؤديها تتقرب بها إلى خالقك وسيدك أخرج أبو داود في سننه (1/229)منحديث أبي هريرة مرفوعاً:"أول مايحاسبالناس به يوم القيامة من أعمالهم الصلاة. قال: يقول ربنا عز وجل لملائكته،وهوأعلم، انظروا في صلاة عبدي أتمها أم نقصها، فإن كانت تامة كتبت له تامة، وإنكانانتقص منها شيئاً قال: انظروا هل لعبدي من تطوع، فإن كان له تطوع قال: أتموالعبديفريضته مـن تطـوعه، ثم تؤخـذ الأعمال على ذاكـم"وصححهالألبانيفي صحيح سنن أبي داود (864)

    ثمذكرالحقجل وعلا الإنفاق وهو من عوامل تقوية الإيمان. والصدقة برهان على إيمان فاعلهاوتصديقهلربه كما جـاء في الحديث الذي أخرجه مسلم في صحيحه: (1/203) من حديث أبيمالكالأشعري عن رسول الله – صلى الله عليه وسلم -:"الصدقةبرهان". والإنفاقصفة من صفات المتقين: (وَسَارِعُواْ إِلَى مَغْفِرَةٍ مِّن رَّبِّكُمْ وَجَنَّةٍ عَرْضُهَا السَّمَاوَاتُوَالأَرْضُأُعِدَّتْ لِلْمُتَّقِينَ الَّذِينَ يُنفِقُونَ فِي السَّرَّاءوَالضَّرَّاء..)بلفيآخرلحظة من لحظات العبد يتذكر العمل الصالح عموماً والصدقة خصوصاً، قال تعالى:(وَأَنفِقُوامِنمَّا رَزَقْنَاكُم مِّن قَبْلِ أَن يَأْتِيَ أَحَدَكُمُ الْمَوْتُ فَيَقُولَرَبِّلَوْلَا أَخَّرْتَنِي إِلَى أَجَلٍ قَرِيبٍ فَأَصَّدَّقَ وَأَكُن مِّنَالصَّالِحِينَ)، يقوليحيىبن معاذ: عجبت ممن يبقي معه مالاً وهو يسمع قوله تعالى:(إِنتُقْرِضُوااللَّهَ قَرْضًا حَسَنًا..)وقدروىالترمذي في جامعـه (5/11) عن معاذ بن جبل، قال: كنت مع رسول الله – صلى اللهعليهوسلم – في سفر، فأصبحت يوماً قريباً منه ونحن نسير، فقال: "ألا أدلك على أبوابالخير:.. والصدقة تطفئ الخطيئة كما يطفئ الماء النار، وصلاة الرجل من جوف الليل ثمتلا : (تَتَجَافَىجُنُوبُهُمْعَنِ الْمَضَاجِعِ يَدْعُونَ رَبَّهُمْ خَوْفًا وَطَمَعًا وَمِمَّارَزَقْنَاهُمْيُنفِقُونَ)قالالترمذي: حديث حسن صحيح. وصححه الألباني في صحيح سنن الترمذي
    avatar
    الشيخ إبراهيم حسونة
    كان الله تعالى له وجعل ما يفعله في ميزان حسناته
    كان الله تعالى له وجعل ما يفعله في ميزان حسناته


    ذكر عدد الرسائل : 9251
    شكر : 7
    تاريخ التسجيل : 08/05/2008

    الملفات الصوتية رد: عوامل تقوية الإيمان/ د. نوال العيد

    مُساهمة من طرف الشيخ إبراهيم حسونة 17.06.08 8:39

    والصدقةتفديالعبد من عذاب الله تعالى فإن الذنوب والخطايا تقتضي هلاك العبد، فتجيء الصدقةتفديهمن العذاب وتفكه منه، ولهذا قال النبي – صلى الله عليه وسلم – في الحديثالصحيحلما خطب النساء يوم العيد:"يامعشرالنساء تصدقن ولو من حليكن فإني رأيتكن أكثر أهل النار"، وقالأيضا: "مامنكممن أحد إلا وسيكلمه الله يوم القيامة ليس بين الله وبينه ترجمان، ثم ينظر فلايرىشيئاً قدامه، ثم ينظر بين يديه فتستقبله النار، فمن استطاع منكم أن يتقي النارولوبشق تمرة"

    [b]ولا ننسىأن الأعمال الصالحة من أهم العوامل المعينة على تقوية إيمان العبد، فتزود فإنخيرالزاد التقوى، يقول ابن القيم في الفوائد (239): "السنة شجرة، والشهور فروعها،والأيامأغصانها، والساعات أوراقها، والأنفاس ثمرها، فمن كانت أنفاسه في طاعة،فثمرةشجرته طيبة، ومن كانت في معصية، فثمرته في حنظل، وإنما يكون الجذاذ يومالمعادفعند الجذاذ يتبين حلو الثمار من مرّها"

    واعلمرحمكالله – أن الله أقطعك حياة، ازرعها بما شئت، فستجني ما غرسته يداك، يقول الحقجلوعلا:(مَنكَانَيُرِيدُ حَرْثَ الْآخِرَةِ نَزِدْ لَهُ فِي حَرْثِه)ِ

    وهناأنبهعلى أمور:

    سابقإلىالطاعات، نافس أهلها عليها، يقول الله تعالى:(وَسَارِعُواْإِلَىمَغْفِرَةٍ مِّن رَّبِّكُمْ وَجَنَّةٍ عَرْضُهَا السَّمَاوَاتُ وَالأَرْضُأُعِدَّتْلِلْمُتَّقِينَ)وقوله: (سَابِقُواإِلَىمَغْفِرَةٍ مِّن رَّبِّكُمْ وَجَنَّةٍ عَرْضُهَا كَعَرْضِ السَّمَاءوَالأرْضِ..)وقال: (وَفِيذَلِكَفَلْيَتَنَافَسِ الْمُتَنَافِسُونَ). وجاءفيحديث أخرجه أبو داود (4/255) وصححه الألباني (4810)"التؤدةفيكل شيء إلا في عمل الآخرة"واحذرأنتتأخر فيؤخرك ربك

    داومعلىعملك الصالح، واعلم أنما حرمت الطاعة بذنب أصبته، و"أحبالأعمالإلى الله أدومها وإن قل"كماجاءعنه – صلى الله عليه وسلم – في حديث عائشة الذي أخرجه البخاري (5/2373).

    فيامنكانللفرائض مؤدياً، وعلى النوافل مواظباً، وإلى حلق الذكر سابقاً، علام تأخرت؟ ولمللشيطاناستسلمت؟ اعلم أن ما فعلت مؤشر على ضعف إيمانك، فارجع إلى عمل صالح وداومعليهحتى تلقى ربك: (وَاعْبُدْ رَبَّكَ حَتَّى يَأْتِيَكَ الْيَقِينُ)
    avatar
    الشيخ إبراهيم حسونة
    كان الله تعالى له وجعل ما يفعله في ميزان حسناته
    كان الله تعالى له وجعل ما يفعله في ميزان حسناته


    ذكر عدد الرسائل : 9251
    شكر : 7
    تاريخ التسجيل : 08/05/2008

    الملفات الصوتية رد: عوامل تقوية الإيمان/ د. نوال العيد

    مُساهمة من طرف الشيخ إبراهيم حسونة 17.06.08 8:40

    اصدقمعاللهفي تقربك له يقربك إليه، أخرج البخاري في صحيحه (6/2694) من حديث أبي هريرةقال: قال النبي – صلى الله عليه وسلم -:منتقربإلىالله شبراً تقرب إليه ذراعاً، ومن تقرب إليه ذراعاً تقرب إليه باعاً، ومن أتاهيمشيأتاه الله هرولة".يقولابنالقيم في الفوائد (286): "ليس للعبد شيء أنفع من صدقه مع ربه في جميع أموره، معصدقالعزيمة، فيصدقه في عزمه وفي فعله، قال تعالى:(فَلَوْصَدَقُوااللَّهَ لَكَانَ خَيْرًا لَّهُمْ)، وصدقالعزيمة: جمعها وجزمها وعدم التردد فيها،بل تكون عزيمة لا يشوبها تردد ولا تلوّم.فإذاصدقت عزيمته، بقي عليه صدق الفعل، وهو استفراغ الوسع وبذل الجهد فيه وأن لايتخلفعنه بشيء في ظاهره وباطنه"[/b]


    حضورمجالسالذكر وحلق العلم: إن حضور مجالس الذكر ودروس العلم يقوي إيمان العبد، ويزيدصلتهبربه، واستمع لأمر ربك:(وَاصْبِرْنَفْسَكَمَعَ الَّذِينَ يَدْعُونَ رَبَّهُم بِالْغَدَاةِ وَالْعَشِيِّ يُرِيدُونَوَجْهَهُوَلَا تَعْدُ عَيْنَاكَ عَنْهُمْ..)يقولالشيخالسعدي – رحمه الله – (1/475): "يأمر الله نبيه – صلى الله عليه وسلم – وغيرهأنيصبر نفسه مع المؤمنين العباد المنيبين(الَّذِينَيَدْعُونَرَبَّهُم بِالْغَدَاةِ وَالْعَشِي)أي: أولالنهار وآخره، يريدون بذلك وجه الله، فوصفهم بالعبادة والإخلاص فيها، ففيهاالأمربصحبة الأخيار ومجاهدة النفس على صحبتهم ومخالطتهم وإن كانوا فقراء فإن فيصحبتهممن الفوائد ما لا يحصى" وأخرج مسلم في صحيحه (4/2106) من حديث حنظلة الأسيديوكانمن كتاب رسول الله – صلى الله عليه وسلم – قال:لقينيأبوبكر فقال: كيف أنت يا حنظلة؟ قال: قلتنافقحنظلةقال: سبحان الله ما تقول قال: قلت: نكون عند رسول الله – صلى الله عليه وسلميذكرنا بالنار والجنة حتى كأنا رأي عين، فإذا خرجنا من عند رسول الله – صلى اللهعليهوسلم – عافسنا الأزواج والأولاد والضيعات نسينا كثيراً. قال أبو بكر: فواللهإنالنلقي مثل هذا، فانطلقت أنا وأبوبكر حتى دخلنا على رسول الله – صلى الله عليهوسلمقلت: نافق حنظلة يا رسول الله،فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم : وماذاك،قلت يا رسول الله تكون عندك تذكرنا بالنار والجنة حتى كأنا رأي عين، فإذاخرجنامن عندك عافسنا الأزواج والأولاد والضيعات نسينا كثيراً، فقال رسول الله –صلىالله عليه وسلم –: " والذي نفسي بيده إن لو تدومون على ما تكونون عندي وفيالذكرلصافحتكم الملائكة على فرشكم وفي طرقكم ولكن يا حنظلة ساعة وساعة"ثلاثمرات
    قال المباركفوري في تحفة الأحوزي (7/184): "(لو تدومون) أي في حال غيبتكم مني (على الحال التي تقومون بها من عندي) أي من صفاء القلب والخوف من الله تعالى (لصافحتكم الملائكة)". وتأمل هذا الحديث وما ذكره الله عن أهل الجنة في كتابه: {قَالُوا إِنَّا كُنَّا قَبْلُ فِي أَهْلِنَا مُشْفِقِينَ * فَمَنَّ اللَّهُ عَلَيْنَا وَوَقَانَا عَذَابَ السَّمُومِ * إِنَّا كُنَّا مِن قَبْلُ نَدْعُوهُ إِنَّهُ هُوَ الْبَرُّ الرَّحِيمُ{




    ولذا شرط رسول الله – صلى الله عليه وسلم – لحلاوة الإيمان ثلاثة شروط كما أخرج البخاري في صحيحه (1/14) من حديث أنس مرفوعاً: "ثلاث من كن فيه وجد حلاوة الإيمان: أن يكون الله ورسوله أحب إليه مما سواهما، وأن يحب المرء لا يحبه إلا الله، وأن يكره أن يعود في الكفر كما يكره أن يقذف في النار"
    avatar
    الشيخ إبراهيم حسونة
    كان الله تعالى له وجعل ما يفعله في ميزان حسناته
    كان الله تعالى له وجعل ما يفعله في ميزان حسناته


    ذكر عدد الرسائل : 9251
    شكر : 7
    تاريخ التسجيل : 08/05/2008

    الملفات الصوتية رد: عوامل تقوية الإيمان/ د. نوال العيد

    مُساهمة من طرف الشيخ إبراهيم حسونة 17.06.08 8:41

    وتذكر أن العلم هو ميراث الأنبياء، وهو الذي جعل الحق أهله شهوداً على وحدانيته: (شَهِدَ اللّهُ أَنَّهُ لاَ إِلَهَ إِلاَّ هُوَ وَالْمَلاَئِكَةُ وَأُوْلُواْ الْعِلْمِ) والعلم والإيمان توأمان، ولهذا قرن بينهما سبحانه في قوله: (وَقَالَ الَّذِينَ أُوتُوا الْعِلْمَ وَالْإِيمَانَ لَقَدْ لَبِثْتُمْ فِي كِتَابِ اللَّهِ إِلَى يَوْمِ الْبَعْثِ)

    وقال: (يَرْفَعِ اللَّهُ الَّذِينَ آمَنُوا مِنكُمْ وَالَّذِينَ أُوتُوا الْعِلْمَ دَرَجَاتٍ..). واعلم وفقك الله – أن أفضل ما اكتسبته النفوس وحصلته القلوب، ونال به العبد الرفعة في الدنيا والآخرة هو العلم والإيمان. فمن أخلص لله الطلب وفق الإيمان يجد حلاوته في قلبه

    الدعوة إلى الله تعالى:

    "إن من أهم عوامل تقوية إيمان العبد دعوته خلق الله إلى طريق الله المستقيم، "وقد أقسم تعالى بالعصر الذي هو الليل والنهار محل أفعال العباد وأعمالهم أن كل إنسان خاسر، والخاسر ضد الرابح، والخسارة مراتب متعددة متفاوتة، وعمم الله الخسارة لكل إنسان إلا من اتصف بأربع صفات: الإيمان بما أمر الله بالإيمان به، ولا يكون الإيمان بدون العلم فهو فرع عنه لا يتم إلا به، والعمل الصالح وهذا شامل لأفعال الخير كلها الظاهرة والباطنة المتعلقة بحقوق الله، وحقوق عباده الواجبة والمستحبة، والتواصي بالحق الذي هو الإيمان والعمل الصالح، أي يوصي بعضهم بعضاً بذلك ويحثه عليه ويرغبه فيه، والتواصي بالصبر على طاعة الله وعن معصية الله وعلى أقدار الله المؤلمة، فبالأولين يكمل العبد نفسه، وبالأمرين الأخيرين يكمل غيره، وبتكميل الأمور الأربعة يكون العبد قد سلم من الخسارة، وفاز بالربح العظيم"

    قال الشيخ السعدي في تفسيره (934) هب – رحمك الله – أنك مررت بمريض معك دواؤه، وأنت عالم بدائه، فأعرضت عنه صفحاً، وما باليت به، جزماً أنك ستتهم نفسك، إن مرضى القلوب بيننا كثر، وأنت تعلم أن علتهم إما من شبهة أو شهوة، وقد علمت من علاجها ما علمت، فعلام لا تسقيهم كأساً من دواء توقن بنتيجته، لقد أمر الله أنبياءه أن يأمروا أممهم أن يكونوا معلمي الناس الخير: (مَا كَانَ لِبَشَرٍ أَن يُؤْتِيَهُ اللّهُ الْكِتَابَ وَالْحُكْمَ وَالنُّبُوَّةَ ثُمَّ يَقُولَ لِلنَّاسِ كُونُواْ عِبَادًا لِّي مِن دُونِ اللّهِ وَلَكِن كُونُواْ رَبَّانِيِّينَ بِمَا كُنتُمْ تُعَلِّمُونَ الْكِتَابَ وَبِمَا كُنتُمْ تَدْرُسُونَ)

    يقول ابن القيم في زاد المعاد (3/10): وإن السلف مجمعون على أن العالم لا يستحق أن يسمى ربانياً حتى يعرف الحق ويعمل به ويعلّمه، فمن علم وعمل وعلّم فذاك يدعى عظيماً في ملكوت السموات والأرض" بل إن المؤمن يحمل همَّ دعوة الناس في حياته حتى وبعد مماته، قال تعالى عن الرجل الصالح الذي أكرمه ربه بدخول جنته: (قِيلَ ادْخُلِ الْجَنَّةَ قَالَ يَا لَيْتَ قَوْمِي يَعْلَمُونَ) فحمل هم دعوتهم حيّاً وميتاً... والطفيل بن عمرو الدوسي لما سمع الحق وآمن به، قال للحبيب – صلى الله عليه وسلم -: "يا محمد إن قومك جاؤوني فقالوا لي كذا وكذا، فأخبرته بما قالوا، وقد أبى الله إلا أن أسمعني منك ما تقول، وقد وقع في نفسي أنه حق فاعرض علي دينك" فعرض عليه الإسلام فأسلم ثم قال: "إني أرجع إلى دوس وأنا فيهم مطاع وأدعوهم إلى الإسلام لعل الله أن يهديهم". سير أعلام النبلاء (1/345). إن همة الطفيل أبت عليه بعد سماعه للحق أن لا يدعو إليه قومه، فاستأذن رسول الله – صلى الله عليه وسلم – في ذهابه إليهم، ودعوتهم. فأين همتك؟! وكم نفع الله بك؟ فبقدر ما تزكي ثمرة علمك، يضاعفه الله لك
    avatar
    الشيخ إبراهيم حسونة
    كان الله تعالى له وجعل ما يفعله في ميزان حسناته
    كان الله تعالى له وجعل ما يفعله في ميزان حسناته


    ذكر عدد الرسائل : 9251
    شكر : 7
    تاريخ التسجيل : 08/05/2008

    الملفات الصوتية رد: عوامل تقوية الإيمان/ د. نوال العيد

    مُساهمة من طرف الشيخ إبراهيم حسونة 17.06.08 8:41

    الدعاء: أخرج الحاكم في المستدرك (1/45) من حديث عبدالله بن عمرو بن العاص قال: قال رسول الله – صلى الله عليه وسلم – "إن الإيمان ليخلق في جوف أحدكم كما يخلق الثوب، فاسألوا الله أن يجدد الإيمان في قلوبكم" وصححه الألباني في صحيح الجامع الصغير (1590) وأخرج مسلم في صحيحه (4/1994) من حديث أبي ذر عن النبي – صلى الله عليه وسلم – فيما يرويه عن ربه أنه قال: "يا عبادي كلكم مذنب إلا من عافيت فاستغفروني أغفر لكم، ومن علم أنني أقدر على المغفرة فاستغفرني بقدرتي غفرت له ولا أبالي، و كلكم ضال إلا من هديت فاستهدوني أهدكم..." الحديث. فالهداية والإيمان من عند الله وبيده، فاطلبها من كريم، وأبشر بالإجابة، وادع ربك خوفاً وطمعاً، قال عمر بن الخطاب رضي الله عنه: "إني لا أحمل هم الإجابة، ولكن أحمل هم الدعاء، فإذا ألهمت الدعاء علمت أن الإجابة معه" الزهد في الدنيا والإعراض عن أهلها: فاحذر الدنيا وابتعد عنها، وتأمل وصف ربك لها، وصفها بزهرة، وأسرع ما يذبل في الشجر زهرها: (وَلَا تَمُدَّنَّ عَيْنَيْكَ إِلَى مَا مَتَّعْنَا بِهِ أَزْوَاجًا مِّنْهُمْ زَهْرَةَ الْحَيَاةِ الدُّنيَا). وبأنها متاع الغرور (وَما الْحَيَاةُ الدُّنْيَا إِلاَّ مَتَاعُ الْغُرُورِ) تفتن بزخرفها، وتخدع بغرورها، وتفر بمحاسنها، ثم هي متنقلة ومنتقل عنها إلى دار القرار، ووصفها بأنها لعب ولهو تلهو بها النفوس، وتلعب بها الأبدان، واللعب واللهو لا حقيقة لهما، وأنهما مشغلة للنفس، مضيعة للوقت، يقطع بها الجاهلون أوقاتهم فيذهب ضائعاً في غير شيء، يقول تعالى: {اعْلَمُوا أَنَّمَا الْحَيَاةُ الدُّنْيَا لَعِبٌ وَلَهْوٌ وَزِينَةٌ وَتَفَاخُرٌ بَيْنَكُمْ وَتَكَاثُرٌ فِي الْأَمْوَالِ وَالْأَوْلَادِ كَمَثَلِ غَيْثٍ أَعْجَبَ الْكُفَّارَ نَبَاتُهُ ثُمَّ يَهِيجُ فَتَرَاهُ مُصْفَرًّا ثُمَّ يَكُونُ حُطَامًا وَفِي الْآخِرَةِ عَذَابٌ شَدِيدٌ وَمَغْفِرَةٌ مِّنَ اللَّهِ وَرِضْوَانٌ وَمَا الْحَيَاةُ الدُّنْيَا إِلَّا مَتَاعُ الْغُرُورِ} فزهد الله عباده في الدنيا، وأخبر بخستها وقلتها وانقطاعها وسرعة فنائها، والترغيب في الآخرة، والإخبار بشرفها ودوامها، فإذا أراد الله بعبد خيراً أقام في قلبه شاهداً يعاين به حقيقة الدنيا والآخرة ويؤثر منهما ما هو أولى بالإيثار" وأخرج الطبراني في معجمه الكبير (8/299) من حديث الضحاك بن سعيان قال: قال رسول الله – صلى الله عليه وسلم -: "يا ضحاك، ما طعامك؟" قلت: اللحم واللبن. قال: "ثم يصير إلى ماذا؟" قلت: يصير إلى ما قد علمت، فقال رسول الله – صلى الله عليه وسلم -: "إن الله عز وجل ضرب ما يخرج من ابن آدم مثلاً للدنيا" وحسنه الألباني في صحيح الجامع (1739). وتأمل إلى المشبه والمشبه به ثم تعرف على وجه الشبه، فإن الخبث إذا احتبس في بطن العبد أدى به إلى الوفاة، وكذلك الدنيا إذا احتبست في قلب العبد قادته إلى الهلاك (أموات غير أحياء) وما يخرج من ابن آدم كان أوله طيباً لذيذاً ثم صار آخره نتناً خبيثاً، وهذا حال العبد مع الدنيا، وقد أخبر النبي – صلى الله عليه وسلم – أنها لو ساوت عند الله جناح بعوضة ما سقى كافراً منها شربة ماء، وأنها أهون على الله من السخلة الميتة على أهلها، وأن مثلها في الآخرة كمثل ما يعلق بأصبع من أدخل أصبعه في البحر، وأنها ملعونة ملعون ما فيها إلا ذكر الله وما والاه وعالم متعلم، وأنها سجن المؤمنين وجنة الكافرين. وأمر العبد أن يكون فيها كأنه غريب أو عابر سبيل، ويعد نفسه من أهل القبور، وإذا أصبح فلا ينتظر المساء، وإذا أمسى فلا ينتظر الصباح، ونهى عن اتخاذ ما يرغب فيها، ودعا على عبد الدنيا والدرهم بالتعس والانتكاس وعدم إقالة العثرة بالانتقاش وأخبر أن الحرص عليها وعلى الرئاسة والشرف يفسد الدين كإفساد الذئبين الضاريين إذا أرسلا في زريبة غنم أو أشد إفساداً، فأكمل الناس فيها لذة من جمع بين لذة القلب والروح ولذة البدن، فهو يتناول لذّاته المباحة على وجه لا ينقص حظه من الدار الآخرة،ولا يقطع عليه لذة المعرفة والمحبة والأنس بربه، فهذا ممن قال تعالى فيه: (قُلْ مَنْ حَرَّمَ زِينَةَ اللّهِ الَّتِيَ أَخْرَجَ لِعِبَادِهِ وَالْطَّيِّبَاتِ مِنَ الرِّزْقِ قُلْ هِي لِلَّذِينَ آمَنُواْ فِي الْحَيَاةِ الدُّنْيَا خَالِصَةً يَوْمَ الْقِيَامَة)، وأبخسهم حظاً من اللذة من تناولها على وجه يحول بينه وبين لذات الآخرة، فيكون ممن يقال فهم يوم استيفاء اللذات: (أَذْهَبْتُمْ طَيِّبَاتِكُمْ فِي حَيَاتِكُمُ الدُّنْيَا وَاسْتَمْتَعْتُم بِهَا) فهؤلاء تمتعوا بالطيبات، وأولئك تمتعوا بالطيبات، وافترقوا في وجه التمتع: فأولئك تمتعوا بها على الوجه الذي أذن لهم فيه، فجمع لهم بين لذة الدنيا والآخرة، وهؤلاء تمتعوا بها على الوجه الذي دعاهم إليه الهوى والشهوة، وسواء أُذِن لهم فيه أم لا، فانقطعت عنهم لذة الدنيا وفاتتهم لذة الآخرة، فلا لذة الدنيا دامت لهم، ولا لذة الآخرة حصلت لهم وبعد وقفة سريعة مع عوامل تقوية الإيمان، أوصيك ـ أيّها القارئ الكريم ـ بوصايا فاحفظها ثم ترجمها إلى واقع تعايشه وتأنس به وتقطف ثمرته: اعزم على قراءة كتاب في أسماء الله وصفاته، وقد ذكرت بعضها فيما تقدم حدد لك ورداً من كتاب الله تقرؤه وتفهم معانيه وتحفظه وتقوم به في صلاتك أكثر من الطاعات ما استطعت، وسابق إليها، واعلم أن الصلاة كانت عليك كتاباً موقوتاً، وأتمها بالنوافل. وصيامك جنة، والصدقة تطفئ الخطيئة كما يطفئ الماء النار، والحج والعمرة ينفيان الذنوب كما تنفي النار خبث الحديد احرص على قراءة أذكار الصباح والمساء في أوقاتها، فإنها زاد لقلبك، فلا تحرمه زاده احرص على أن يراك ربك فيما يحب، وإن مما يحب حلق الذكر، فاثنِ ركبك فيها "فإن لها قوما لا يشقى بهم جليسهم" كن ممن تضع الملائكة أجنحتها له، وابحث عن طرق الجنة، وتعلم علماً يرفعك ربك به درجات احرص على الدعاء فإنه يعتلج والقضاء، وأيّهما سبق وقع، وأكثر ما يسبق الدعاء، فاسأل الله أن يحبب إليك الإيمان ويزينه في قلبك، ويكره إليك الكفر والفسوق والعصيان ويجعلك من الراشدين وفي خاتمة المطاف تذكر قول ربك: (يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُواْ اسْتَجِيبُواْ لِلّهِ وَلِلرَّسُولِ إِذَا دَعَاكُم لِمَا يُحْيِيكُمْ وَاعْلَمُواْ أَنَّ اللّهَ يَحُولُ بَيْنَ الْمَرْءِ وَقَلْبِهِ وَأَنَّهُ إِلَيْهِ تُحْشَرُونَ) يقول ابن القيم في الفوائد (140): "فتضمّنت هذه الآية أموراً، منها: أن الحياة النافعة إنما تحصل بالاستجابة لله ورسوله، فمن لم تحصل له الاستجابة، فلا حياة له، وإن كانت له حياة فهي بهيمية مشتركة بينه وبين أرذل الحيوانات. فالحياة الحقيقية الطيبة هي حياة من استجاب لله والرسول ظاهراً وباطناً، فهؤلاء هم الأحياء وإن ماتوا، وغيرهم أموات وإن كانوا أحياء الأبدان كتبته: د/نوال العيد

      الوقت/التاريخ الآن هو 19.05.24 13:08