خزانة الربانيون

هل تريد التفاعل مع هذه المساهمة؟ كل ما عليك هو إنشاء حساب جديد ببضع خطوات أو تسجيل الدخول للمتابعة.

3 مشترك

    فكان مـاذا !!

    avatar
    أبو عمر عادل
    كان الله تعالى له وجعل ما يفعله في ميزان حسناته
    كان الله تعالى له وجعل ما يفعله في ميزان حسناته


    ذكر عدد الرسائل : 363
    العمر : 67
    البلد : مصر السنية
    العمل : أخصائي اجتماعي
    شكر : 1
    تاريخ التسجيل : 29/06/2008

    الملفات الصوتية فكان مـاذا !!

    مُساهمة من طرف أبو عمر عادل 14.02.11 11:45

    فكان مـاذا !!

    بسم الله الرحمن الرحيم

    الحمد لله، والصلاة والسلام على رسول الله، وعلى آله وصحبه، ومن والاه ؛؛؛ أما بعد:
    فلما بدأت - في مصر - تلك الأحداث التي نشرت الفوضى في البلاد، وسُفكت بسببها الدماء، وانتُهكت الأعراض، ونُهبت الأموال، ودُمرت المنشآت، وعَم الفزع، وفُقد الأمن؛ كتبت مقالاً أحذر فيه من هذه الأفعال الغوغائية التي لن تجر على البلاد إلا الويلات؛ على عكس ما يتوهمه البعض؛ لا لشيء سوى أن هذه الطريقة ليست شرعية، وما دامت كذلك فضررها أكبر من نفعها - إن كان ثمة نفع - والله تعالى عليم حكيم؛ لطيف خبير؛ خلق الخلق، وهو يعلم ما يصلحهم، وما يفسدهم؛ فلو كان شيء من هذا يصلحهم لأمر به، ودعا إليه، ونحن ندور مع الشرع حيث دار؛ نلتزم بأحكامه، ونتقيد بضوابطه، ولو كانت على خلاف ما نهوى، ونسلم للسنة؛ فلا نضرب لها الأمثال، ولا نطرح عليها الأسئلة، ولا نحاكمها إلى عقولنا القاصرة، ولا إلى التجارب المعاصرة؛ بل نقول: صدق الله وصدق رسوله؛ معتقدين أن الشارع الحكيم ما أمرنا إلا بما فيه صلاحنا في ديننا، ودنيانا، وآخرتنا.
    وهؤلاء الذين ينقمون علينا ما كتبناه وقررناه من حرمة هذه الأفعال التي استجرى الشيطان أهلها؛ فظنوا أنهم مصلحون، وهم في الحقيقة مفسدون من حيث لا يشعرون؛ لا في العير ولا النفير؛ حتى يؤبه لهم، ويعتد بكلامهم؛ فهم بالشرع جاهلون، وفي السياسة فاشلون؛ غرهم صنيعهم يوم رأوا تنحي رئيسهم؛ فظنوا أنهم قد أحسنوا صنعاً بذلك بعد ما أذاقهم من الذل والهوان ألواناً، وليس كذلك.
    وإذا كانت الأيام القادمة ستشهد إصلاحات اقتصادية، وتخفيفاً للضغوط الأمنية؛ ففي مقابل ذلك؛ ستشهد انفلاتاً في الحرية - وهذا مقتضى الديمقراطية التي دعا إليها هؤلاء الشباب، والتي وعد المسئولون بتحقيقها - ومن ثم سيرفع أرباب النحل الفاسدة، والعقائد الباطلة عقيرتهم مطالبين بإفساح المجال أمامهم للدعوة إلى أديانهم أو مذاهبهم؛ فلا حجر لفكر على فكر، ولا لدين على آخر، ولو كان دين الأغلبية؛ فالحرية حرية أبدان وأديان معاً، والجميع سواسية متساوون في الحقوق والواجبات. أما أصحاب التوجهات الإسلامية على وجه العموم، والسلفيون على وجه الخصوص؛ فلن يكون لهم نصيب من هذه الحريات المزعومة؛ لأن الإسلام لا يلتقي مع الكفر، فالديمقراطية - لو علم المروجون لها، والمنادون بها - كفر بالله العظيم.
    فما ذكرناه ونقمه علينا المفسدون في الأرض من الإخوان المفلسين، وغيرهم؛ هو عقيدة أهل السنة والجماعة؛ التي قدمت درء المفسدة على جلب المصلحة.
    ولبيان صحة هذا المنهج العظيم، وأن هذه الأفعال الهمجية لن تجلب علينا إلا الشر - إلا أن يتداركنا الله برحمته - سنلقي الضوء على بعض المفاسد التي نجمت عن هذه المظاهرات؛ كي يتأملها من ظن أن الإصلاح فيها، ومن ثم يتجنبها فيما يستقبل من أمره؛ لكن قبل الولوج في ذلك؛ يحسن بنا أن نتأمل أموراً:
    الأول: أن الخروج على الحكام ليس حلاً للنهوض بالإسلام؛ إنما الإصلاح يكون من القاعدة؛ فلو كان الإخوان المفسدون، ومن نحا نحوهم يرغبون في الإصلاح حقاً؛ لعمدوا إلى أنفسهم فأصلحوها؛ فامتثلوا أحكام الإسلام ظاهراً وباطناً، وأمروا الناس بذلك، ولأن فاقد الشيء لا يعطيه؛ استعاضوا عن الدين بالسياسة؛ وفشلوا فيها فشلاً ذريعاً، ومع ذلك فما زالوا يلبسون على الناس بانتسابهم للدين.
    الثاني: أمرُ الشارع لنا بالصبر على جور الحاكم وظلمه؛ ليس إقراراً منه بالظلم والجور، ولا محبة للحاكم، ورضى بصنيعه؛ بل لمصلحتنا نحن؛ حفظاً لدمائنا، وصوناً لأعراضنا، وأموالنا؛ فهذه مقاصد عظيمة ينبغي عدم إغفالها عند إرادة إزالة الفساد والجور، والأمر قريب، وغداً سيستريح بر، ويستراح من فاجر. على أنه لا ينبغي إغفال أن الحاكم إفراز المجتمع؛ فإذا كان المجتمع صالحاً كان الحاكم صالحاً، والعكس بالعكس. قال علي رضي الله عنه لما ضربه ابن ملجم، وسُئل أن يستخلف: مات رسول الله صلى الله عليه وسلم ولم يستخلف؛ فوجد فينا خيراً فولى علينا أبا بكر، وإن يعلم الله فيكم خيراً يولي عليكم من هو خير. وصدق رضي الله عنه؛ فلما كانت الرعية فيها أمثال عمر وعثمان، وبقية العشرة، وسادة المهاجرين والأنصار ولى عليهم أبا بكر، وهذا مصداق قوله سبحانه وتعالى: "إن يعلم الله في قلوبكم خيراً يؤتكم خيراً". وإذ ذلك كذلك؛ فأي خير فينا حتى يتولى علينا من يخاف الله ويتقيه؛ فيعدل في القضية، ويحكم بالسوية؛ وقد بلغنا من الانحطاط الديني والأخلاقي ما لا يخطر على بال مؤمن؛ فسُب الله ورسولُه جهاراً؛ بل وكوفئ السبابة بأموال طائلة؛ هذا بخلاف تكريمهم أدبياً، وباض الشرك وفرخ؛ وأصبح المشركون ذوي بأس ومنعة، وصارت لهم هيئات ومؤسسات، وشيدت مصانع الخمور، ومواخير الزنا، ومؤسسات الربا، وصار أهل الخنا والفجور سادة وقادة، وعلا صوت الملاحدة والزنادقة وارتفع، وضُيق على أهل الدين والعفاف، وشُرد بهم، وصورهم الإعلام الملحد أنهم إرهابيون متطرفون يريدون بهذه الدولة العودة للوراء؛ بل بلغ الإلحاد مبلغه؛ فصرح أحد أكابرهم بأن مصر دولة علمانية. وصيروا لهم الإسلام فزاعة؛ فإذا ما انتقد الغرب الكافر سياساتهم القمعية، وأحكامهم التعسفية؛ خوفوهم من الإسلام قائلين: هل ترغبون أن تكون مصر بأيدي الإسلاميين؟ فهل بعد هذا البلاء بلاء؟ إن أنساً رضي الله عليه بكى على غربته قائلاً: لو أن رجلاً من الصدر الأول خرج من قبره ما عرف من أمركم شيئاً إلا هذه الصلاة، وحتى هذه غيرتم فيها؛ فماذا يقال عنا إذن، وبم نصف حالنا، وقد نزلنا تحت الحضيض بمراحل؛ حتى صارت اللحية والحجاب مصدراً للتهكم والتندر وممن؟ ممن يحسب على الإسلام والمسلمين؛ لقد صارت السطوة اليوم لأهل الباطل الذين ما فتئوا يلحدون في آيات الله، ويحرفون سنة رسوله صلى الله عليه وسلم، ويقلبون الحقائق عن عمد؛ حتى صار الشرك توحيداً، والتوحيد شركاً، والباطل حقاً، والحق باطلاً.
    الثالث: أننا قبل أن يظلمنا غيرنا؛ ظلمنا أنفسنا بابتعادنا عن ديننا، وتضييعنا لقيمنا، وأخلاقنا، وقد جرت سنة الله في خلقه؛ أنه كما نكون يُولي علينا. فيا من تطالبون بالتغيير؛ هل نبذتم شرككم، ووحدتم ربكم، وصليتم خمسكم، وأخرجتم زكاة أموالكم، وحجبتم نساءكم وبناتكم، وتخلقتم بأخلاق المسلمين؛ أم أنكم غثاء كغثاء السيل لا خير فيكم؛ فعلام إذن يولي ربكم عليكم من يخافه ويرحمكم؛ هل عرفتموه في الرخاء حتى يعرفكم في الشدة؟ إن غاية أملكم، ومبلغ علمكم هي الدنيا؛ لذا كان غضبكم، وخروجكم من أجلها.
    الرابع: أن المصيبة كل المصيبة؛ أن يصاب المسلم في دينه، وقد كان الرجل فيما مضى إذا أصيب بمصيبة يقول: الحمد لله الذي لم يجعل مصيبتي في ديني؛ أما اليوم فلهوان الدين على كثير من الناس؛ أصبح هم الواحد منهم ألا يصاب في دنياه؛ ومن ثم ساءه ما رأى من فساد وظلم واستئثار بالمال، ولم يسؤه تنحية شرع الله، وانتشار الشرك، والموبقات؛ لذلك لم يخرج واحد منهم - لو كان الخروج مشروعاً - لينادي بإزالة القبور، والمشاهد، والأوثان التي تعج بها البلاد؛ أو بتطبيق شرع الله، والتحاكم إليه؛ أو بإغلاق مواخير الزنا، وأماكن اللهو والفجور ولو من باب الغيرة على الأعراض، وحفظ الأخلاق؛ فهذه هي الثورة المباركة التي قام بها الشباب الأطهار الأخيار الأبرار؛ كما قال الضال المضل محمد حسان.
    أما جناية ما قام به هؤلاء القوم في ميدان التحرير على الإسلام والمسلمين؛ فتتمثل فيما يلي:
    أولاً: ينبغي أن يعلم أن الحرية التي نادوا بها ستكون متاحة للجميع؛ ومن ثم سينادي كل واحد بما يعتقده، ويهواه؛ فإنها حق أصيل من حقوقه.
    ثانياً: ليس ببعيد في ظل هذه الحرية المزعومة أن تلغى المادة الثانية من الدستور التي تنص على أن الإسلام هو الدين الرسمي للدولة؛ إذ ليس من المقبول ونحن في زمن الحرية والليبرالية أن يُنص في الدستور على دين واحد دون سائر الأديان، ولو كانت الأغلبية تدين به.
    ثالثاً: الدعوة إلى الكفر الصراح؛ حيث طالب المتظاهرون بالديمقراطية، وهي كفر بالله العظيم.
    رابعاً: رفع الصليب وهو شعار النصارى.
    خامساً: الاختلاط المحرم بين الرجال والنساء؛ فضلاً عن العري، والتفسخ، والسفور.
    سادساً: حالما عرفت طائفة أن تظاهرها واعتصامها وإضرابها سيحقق لها مطالبها؛ فلن يرعووا عن فعل ذلك؛ ومن ثم لن يستقيم لنا حال، ولن تثبت الدولة على قرار.
    سابعاً: أصبحنا بلا إمام، وهذا لا يجوز، وقد ترك أبو بكر رضي الله عنه رسول الله صلى الله عليه وسلم مسجى في برده، ولم يشغله هول المصيبة وعظمها؛ عن الذهاب لسقيفة بني ساعدة لتنصيب إمام للمسلمين يخلف النبي صلى الله عليه وسلم؛ لعلمه رضي الله عنه أن لا يجوز لهم أن يبيتوا، ولا إمام لهم.
    ثامناً: ستعاد صياغة الدستور، والله أعلم بما سيكون فيه.
    تاسعاً: التغيير الذي حدث؛ تغيير شكلي لا سيما ومن يقوم على شئون البلاد شارك قبل في القهر والاستبداد.
    عاشراً: ثمة أمور أخرى إذا تأملها البصير عرف فداحة ما فعله هؤلاء، وإلا فلو صبرنا لكان خيراً لنا، وقد صبر سلفنا الصالح على الحجاج فكان خيراً لهم، ولما لم يصبر طائفة منهم، وخرجوا مع ابن الأشعث كان في ذلك شراً لهم؛ مع أنهم خرجوا غضباً لدينهم، وغيرة لانتهاك حرمات الله؛ ولما لم يصبر ابن حنظلة الغسيل؛ هو وابن مطيع العدوي على ما بدر من يزيد؛ افتُضت أبكار بنات المهاجرين والأنصار، بخلاف تقتيل رجالهم، وسلب أموالهم. وصبروا على المأمون والمعتصم والواثق مع دعوتهم الناس للكفر البواح، وإزهاق أرواحهم، وقطع أرزاقهم، وعدم افتكاك أسراهم من أيدي العدو؛ بل طُوي على الإمام أحمد حصير، وداسته أقدام الجند بأمر الخليفة، وقتل غير واحد من سادة المؤمنين، وأئمة الدين، وصبروا ولم يخرجوا فكان خيراً لهم، ورفع الله المحنة عنهم بعد سنوات من الذل والقهر؛ حتى لقد خشي بعض أهل العلم من اندراس معالم الدين، وقد كان بإمكانهم الخروج لا سيما وهم سادة مطاعون، وخروجهم من أجل الله لا من أجل أنفسهم، فما فعلوا لعلمهم بالمفاسد العظيمة المترتبة على ذلك.
    حادي عشر: أحكام الشرع تبنى على الغالب؛ فلو ظهر لأحد من الناس أن ما فعله طلاب الدنيا هؤلاء؛ أسفر عن نتائج هامة؛ على رأسها إقصاء الحاكم، فليس هذا دليلاً على صحة طريقتهم، فإن هذا نادر والنادر لا حكم له؛ على أن الأهم من ذلك تطبيق الشرع، وهذا لم يحدث، ولن يحدث لأنه ليس ضمن مطالب المتظاهرين. ونحن لم نقل: إن الخروج لن يفلح، ولن ينجح؛ لأننا نعلم أنه ما من شر إلا وفيه خير؛ فالخمر والميسر فيهما منافع للناس؛ لكن إثمهما أكبر من نفعهما؛ لذا حُرما، والشيطان دل أبا هريرة رضي الله عنه على خير؛ فالخروج قد يأتي ببعض الخير الظاهر حسب اعتقاد الخارجين؛ لكن الشريعة أحكامها تبنى على الغالب؛ فما ترجح ضرره، وكان شره أكثر من خيره نهت عنه، وحذرت منه، وهكذا الخروج؛ فإن المفاسد المترتبة عليه أعظم بكثير من المصلحة المرجوة منه - لو وجدت - فضلاً عن كونها مظنونة؛ علماً بأن المصلحة في نظر الخارجين؛ مفسدة في نظر أهل العلم والدين؛ فها هم الخوارج الأقدمون حققوا في نظرهم أعظم انتصار لهم؛ ألا وهو قتل الخليفة الراشد علي بن أبي طالب رضي الله عنه، وكل عاقل - لا أقول: عالم - يعلم فداحة هذا الفعل، وعظم ذنب فاعله عند الله تعالى؛ ويكفي أن قتله أنهى الخلافة الراشدة، وأفسح المجال للملك العضوض؛ لذا فلو قدر أنه سيقتل شخص واحد فحسب مقابل إقصاء الحاكم؛ فإنه لا يجوز أيضاً؛ لقول النبي صلى الله عليه وسلم: "لزوال الدنيا جميعاً أهون على الله من سفك دم مسلم"؛ فالصبر على الظلم والعدوان؛ أهون مرات ومرات من سفك دم حرام؛ فكيف وقد أُزهقت عشرات بل مئات الأرواح؛ ناهيك عن السرقات وانتهاك الأعراض، وتخريب وتدمير المنشآت، وحرق السيارات، وغير ذلك مما لا يخفى، فلا تقولوا إذن: نهيتمونا عن الخروج، وأخبرتمونا أنه لا خير فيه، وقد جاء بخير؛ لأنه يلزمكم تحليل كل ما حُرم لما فيه من منفعة، وتجويز ما نُهي عنه بحجة أن فيه مصلحة، وهكذا؛ مما فيه افتيات على الشرع المطهر، وعدم التسليم لأوامره ونواهيه، وإعمال العقل في النصوص ومحاكمتها إليه؛ أو على الأقل الالتفاف عليها، وتأويلها بما يخرجها عن مدلولاتها.
    ثاني عشر: أنتم لم تخرجوا أصلاً؛ بل الذي خرج هو الشباب الذي يجهل دينه، ومنهج سلفه الصالح، ومن ثم فعل، وكعادتكم وجدتموها فرصة لتنسبوا هذا الذي تتبجحون به - رغم مخالفته الصريحة للشرع - إليكم؛ لا لشيء إلا لتبينوا أنكم فعلتم وأنجزتم، فإن كانت هذه طريقة ناجعة - لا أقول شرعية - في نظركم؛ فلم لم تكونوا أول الخارجين؟ فإن كنتم تعتقدون أن هذه المظاهرات هي الحل الوحيد لما تعانونه؛ فأنتم خائنون للأمة؛ إذ سكتم طوال هذه المدة، ولم تتظاهروا مطالبين برحيل (الحاكم)، وسقوط النظام؛ وإن كنتم ترون أنها طريقة همجية غربية تضر أكثر مما تنفع؛، ومن ثم امتنعتم عنها، تاركين غيركم يقوم بها حتى إذا أفلح التففتم عليه، وادعيتم أنكم أصحابها؛ فأنتم كاذبون مدلسون.
    أما وقد حدث ما حدث، وسبق السيف العذل؛ فآمل ممن يقوم على شئون البلاد اليوم؛ النظر في أمرين اثنين:
    الأول: الاعتبار بما حدث لرؤساء مصر الثلاثة؛ ليعلموا أن المناصب زائلة، وأنها لن تخلد لأحد، وأن النافع على الحقيقة هو العمل الصالح؛ فهما فعلت فمصيرك إلى زوال؛ فإن كان كذلك؛ فلم لا تكون نهايتك مشرقة، وصفحتك بيضاء نقية.
    الأمر الثاني: قال أبو موسى الأشعري رضي الله عنه لقاتل عمه، وقد رآه يهرب منه: ألا تستحي؟ ألست عربياً؟ فكف، ووقف؛ فقتله أبو موسى رضي الله عنه. فهذا أبو موسى رضي الله عنه يستغرب من صنيع هذا العربي الذي لم يثبت له، وفر منه على غير عادة العرب. وأنت أيها المسئول: ألست مسلماً؟ فلم تتنصل من إسلامك وتتبرأ منه؛ كأنه سبة؟ وتنسلخ منه إرضاء لليهود والنصارى، ولن يرضوا عنك إلا إذا اتبعت ملتهم؛ لم لا تفتخر به، وتعلن انتمائك إليه، وتذعن لأحكامه، فدع عنك هذه الدونية، والانهزامية، وارفع رأسك فأنت مسلم؛ وكن على ثقة من أن تطبيقك للكتاب والسنة، وتحاكمك إليهما؛ فيه خلاصك، ونجاتك وعزك في الدنيا، والآخرة.
    وأخيراً أقول: إنه لو لم يكن في ما حدث مفسدة؛ سوى أن الناس وكلوا إلى صنيعهم هذا، وظنوا أن ذلك بفضل جهادهم المزعوم، ووقوفهم في وجه ولي أمرهم لكفى، وأخشى ما أخشاه أن يصبح هذا الفعل سنة؛ كلما رأت طائفة أنها مظلومة ومضطهدة قامت، واعترضت، وتظاهرت حتى تجاب مطالبها؛ فإنا لله وإنا إليه راجعون على غربة الدين، وغربة المنهج السلفي الذي أصبح مادة للتندر والتفكه.
    أسأل الله العلي القدير أن ينتقم من دعاة الضلالة الذين تزيوا بزي العلم، وزينوا للناس الباطل، وشجعوهم عليه.
    والله أعلم، وصلى الله وسلم وبارك على محمد وآله وصحبه، والحمد لله رب العالمين.
    عاصم محمود
    عاصم محمود
    كان الله تعالى له وجعل ما يفعله في ميزان حسناته
    كان الله تعالى له وجعل ما يفعله في ميزان حسناته


    ذكر عدد الرسائل : 55
    العمر : 43
    البلد : سلطنة عمان
    العمل : موظف
    شكر : 0
    تاريخ التسجيل : 11/04/2009

    الملفات الصوتية رد: فكان مـاذا !!

    مُساهمة من طرف عاصم محمود 19.02.11 20:20

    بارك اخي فيك وبصرك بالقران والسنة (لا يحل قتال السلطان ولاالخروج عليه لاحد من الناس فمن فعل ذلك فهو مبتدع على غير السنة والطريق) .
    سعيد بن عطيه سالم
    سعيد بن عطيه سالم
    غفر الله تعالى له
    غفر الله تعالى له


    ذكر عدد الرسائل : 3
    العمر : 48
    البلد : مصري مقيم بالإمارات
    العمل : امام وخطيب
    شكر : 50
    تاريخ التسجيل : 09/01/2011

    الملفات الصوتية رد: فكان مـاذا !!

    مُساهمة من طرف سعيد بن عطيه سالم 13.03.11 4:09

    السلام عليكم فوائد طيبة جزاك الله خيرا وبارك فيك

      الوقت/التاريخ الآن هو 19.04.24 9:55