خزانة الربانيون

هل تريد التفاعل مع هذه المساهمة؟ كل ما عليك هو إنشاء حساب جديد ببضع خطوات أو تسجيل الدخول للمتابعة.

    الأدلة النقلية والعقلية وأقوال أئمة أهل العلم في لزوم اتباع فهم السلف

    avatar
    الشيخ إبراهيم حسونة
    كان الله تعالى له وجعل ما يفعله في ميزان حسناته
    كان الله تعالى له وجعل ما يفعله في ميزان حسناته


    ذكر عدد الرسائل : 9251
    شكر : 7
    تاريخ التسجيل : 08/05/2008

    الملفات الصوتية الأدلة النقلية والعقلية وأقوال أئمة أهل العلم في لزوم اتباع فهم السلف

    مُساهمة من طرف الشيخ إبراهيم حسونة 13.09.10 9:35

    الأدلة النقلية والعقلية وأقوال أئمة أهل العلم في لزوم اتباع فهم السلف



    الأدلة النقلية والعقلية وأقوال أئمة أهل العلم في لزوم اتباع فهم السلف  470674



    بســم الله الـرحمــن الرحيــم



    السلام عليكــم ورحمـة الله وبركاتــة ،،
    الحمدلله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه أجمعين أما بعد

    فقد خرج في أحد المنتديات من يريد تشكيكا في منهج الكتاب والسنة بفهم السلف ويقول أن لا دليل على لزوم أخذ فهم السلف وأن هذا تقليدا ونحو هذا الكلام .... ..فوفقنا الله بفضله أن جمعنا هذا الجواب ..وليصحح لي أوليزدني أهل الفضل والعلم .أصحاب المنتدى إن أخطأت أو قصرت فبضاعتي قليلة
    والله المستعان



    الأدلة من الكتاب :


    قال تعالى : {وَالسَّابِقُونَ الْأَوَّلُونَ مِنَ الْمُهَاجِرِينَ وَالْأَنْصَارِ وَالَّذِينَ اتَّبَعُوهُمْ بِإِحْسَانٍ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُمْ وَرَضُوا عَنْهُ وَأَعَدَّ لَهُمْ جَنَّاتٍ تَجْرِي تَحْتَهَا الْأَنْهَارُ خَالِدِينَ فِيهَا أَبَداً ذَلِكَ الْفَوْزُ الْعَظِيمُ}

    قال صاحب الدر المنثور : وأخرج عن ابن زيد في قوله { والذين اتبعوهم بإحسان } قال : من بقي من أهل الإِسلام إلى أن تقوم الساعة .

    وأخرج أبو الشيخ عن عصمة رضي الله عنه قال : سألت سفيان عن التابعين قال : هم الذين أدركوا أصحاب النبي صلى الله عليه وسلم ولم يدركوا النبي صلى الله عليه وسلم ، وسألته عن الذين اتبعوهم بإحسان قال : من يجيء بعدهم . قلت : إلى يوم القيامة؟ قال : أرجو .

    قال صاحب فتح القدير : من بعدهم من الأمة إلى يوم القيامة . وقوله : { بإحسان } قيد للتابعين : أي والذين اتبعوهم متلبسين بإحسان في الأفعال والأقوال اقتداء منهم بالسابقين الأوّلين....

    قال العلامة السعدي رحمه الله : وَالَّذِينَ اتَّبَعُوهُمْ بِإِحْسَانٍ } بالاعتقادات والأقوال والأعمال، فهؤلاء، هم الذين سلموا من الذم، وحصل لهم نهاية المدح، وأفضل الكرامات من اللّه.

    قال صاحب أضواء البيان : قوله تعالى: {وَالسَّابِقُونَ الْأَوَّلُونَ مِنَ الْمُهَاجِرِينَ وَالْأَنْصَارِ وَالَّذِينَ اتَّبَعُوهُمْ بِإِحْسَانٍ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُمْ وَرَضُوا عَنْهُ} الآية، صرح تعالى في هذه الآية الكريمة بأن الذين اتبعوا السابقين الأولين من المهاجرين والأنصار بإحسان، أنهم داخلون معهم في رضوان الله تعالى، والوعد بالخلود في الجنات والفوز العظيم،"

    تفسير الجلالين : وَاَلَّذِينَ اتَّبَعُوهُمْ" إلَى يَوْم الْقِيَامَة "بِإِحْسَانٍ" فِي الْعَمَل "رَضِيَ اللَّه عَنْهُمْ" بِطَاعَتِهِ "وَرَضُوا عَنْهُ" بِثَوَابِهِ "وَأَعَدَّ لَهُمْ جَنَّات تَجْرِي تَحْتهَا الْأَنْهَار" وَفِي قِرَاءَة بِزِيَادَةِ مِنْ


    قال الإمام القرطبي رحمه الله : وبين تعالى بقوله: {بِإِحْسَانٍ} ما يتبعون فيه من أفعالهم وأقوالهم، لا فيما صدر عنهم من الهفوات والزلات؛ إذ لم يكونوا معصومين رضي الله عنهم.



    قال ابن جرير الطبري رحمه الله : =(والذين اتبعوهم بإحسان)، يقول: والذين سَلَكوا سبيلهم في الإيمان بالله ورسوله، والهجرة من دار الحرب إلى دار الإسلام، طلبَ رضا الله (3) =(رضي الله عنهم ورضوا عنه).


    قال الإمام ابن القيم رحمه الله في صدد رده على فرقة الاستدلال انطلاقا من هذه الآية: ((فالجواب من وجوه؛

    أحدهـما: أنّ الاتباع لا يستلزم الاجتهاد لوجوه، أحدها: أن الاتباع المأمور به في القرآن كقوله: (( فاتبعوني يحببكم الله ))[آل عمران31]، ((واتبعوه لعلكم تهتدون )) [الأعراف158]،((ويتبع غير سبيل المؤمنين)) [النساء115]. ونحوه لا يتوقف على الاستدلال على صحة القول مع الاستغناء عن القائل.
    الثـاني:أنه لو كان اتباعهم في الاستدلال والاجتهاد لم يكن فرق بين السابقين وبين جميع الخلائق، لأن اتباع موجب الدليل يجب أن يتبع فيه كل أحد، فمن قال قولاً بدليل وجب موافقته فيه.

    الثالث:أنه إما أن تجوز مخالفتهم في قولهم بعد الاستدلال أو لا تجوز، فإن لم تجز فهو المطلوب.
    وإن جازت مخالفتهم فقد خولفوا في خصوص الحكم واتبعوا في أحسن الاستدلال، فليس جعل من فعل ذلك مُتبعاً لموافقتهم في الاستدلال بأولى من جعله مخالفاً في عين الحكم[ ثم قال ] .. وأما تخصيص اتباعهم بأصول الدين دون فروعه فلا يصح، لأن الاتباع عام، ولأن من اتبعهم في أصول الدين فقط لو كان متبعاً لهم على الإطلاق لكُنّا مُتبعين للمؤمنين من أهل الكتاب، ولم يكن فرق بين اتباع السابقين من هذه الأمة وغيرها.

    وأيضا فإنّه إذا قيل: ( فلان يتبع فلاناً، واتّبع فلانا، وأنا متبع فلانا). ولم يقيد ذلك بقرينة لفظية ولا حالية فإنه يقتضي اتباعه في كل الأمور التي يأتي فيها الاتباع، لأن من اتبعه في حال وخالفه في أخرى لم يكن وصفه بأنه متبع أولى من وصفه بأنه مخالف، ولأن الرضوان حكم تعلق باتباعهم فيكون الاتباع سبباً له، لأن الحكم المعلق بما هو مشتق يقتضي أن ما منه الاشتقاق سبب، وإذا كان اتباعهم سبباً للرضوان اقتضى الحكم في جميع موارده، ولا اختصاص للاتباع بحال دون حال..)).



    ثم قال رحمه الله: ((الوجه التاسع قوله تعالى:(( وكذلك جعلناكم أمة وسطاً لتكونوا شهداء على الناس ويكون الرسول عليكم شهيداً))[البقرة143].

    ووجه الاستدلال بالآية أنه تعالى أخبر أنه جعلهم أمة خياراً عدولاً، هذا حقيقة الوسط، فهم خير الأمم وأعدلها في أقوالهم وأعمالهم وإرادتهم ونياتهم، و بهذا استحقوا أن يكونوا شهداء للرسل على أمـمهم يوم القيامة، والله تعالى يقبل شهادتهم عليهم، فهم شهداؤه، ولهذا نوّه بهم ورفع ذكرهم وأثنى عليهم [إلى أن قال ].. فإن الحق لا يعدوهم ويخرج عنهم إلى مَنْ بعدهم قطعاً، ونحن نقول لمن خالف أقوالهم: لو كان خيراً ما سبقونا إليه)

    ثم قال رحمه الله بعد ما ذكر أن الله اجتباهم وجعلهم أهله وخاصته وصفوته بعد النبيين والمرسلين: ((..والمقصود أنهم إذا كانوا بهذه المنـزلة عنده تعالى، فمن الـمحال أن يحرمهم كلّهم الصواب في مسألة، فيفتي فيها بعضهم بالخطأ، ولا يفتي فيها غيره بالصواب، ويظفر فيها بالهدى من بعدهم، والله المستعان)

    وقال كذلك رحمه الله وجعل الجنّة مثواه بعد ما ذكر أن الصحابة أحق بوصف الإمامة من أصحاب موسى((..ومن الـمحال على من هذا شأنـهم أن يخطئوا كلهم الحق، ويظفر به المتأخرون، ولو كان هذا ممكنا لتقلبت الحقائق وكان المتأخرون أئمة لهم يجب عليهم الرجوع إلى فتاويهم وأقوالهم، وهذا كما أنه محال حساً وعقلاً فهو محال شرعاً وبالله التوفيق)).[ (7) إعلام الموقعين (4/124-133-134-135-ط دار الفكر)]



    --------------------



    الأدلة من السنة النبوية الصحيحة :

    وعظنا رسول الله صلى الله عليه وسلم يوما بعد صلاة الغداة موعظة بليغة ذرفت منها العيون ووجلت منها القلوب فقال رجل إن هذه موعظة مودع فماذا تعهد إلينا يا رسول الله قال أوصيكم بتقوى الله ، والسمع والطاعة وإن عبد حبشي فإنه من يعش منكم ير اختلافا كثيرا ، وإياكم ومحدثات الأمور ، فإنها ضلالة فمن أدرك ذلك منكم فعليه بسنتي وسنة الخلفاء الراشدين المهديين عضوا عليها بالنواجد وفي رواية صحيحة ( تمسكوا بها وعضوا ....)

    الراوي: العرباض بن سارية المحدث: الترمذي - المصدر: سنن الترمذي - الصفحة أو الرقم: 2676 قال العلامة الألباني رحمه الله : اتفق العلماء قاطبة على صحته ، مع تعدد طرقه

    وفيه أن سنة الخلفاء الراشدين جعلها النبي سنة يقتدى بها ويتمسك بها


    صلينا المغرب مع رسول الله صلى الله عليه وسلم . ثم قلنا : لو جلسنا حتى نصلي معه العشاء ! قال فجلسنا . فخرج علينا . فقال " ما زلتم ههنا ؟ " قلنا : يا رسول الله ! صلينا معك المغرب . ثم قلنا : نجلس حتى نصلي معك العشاء . قال " أحسنتم أو أصبتم " قال فرفع رأسه إلى السماء . وكان كثيرا مما يرفع رأسه إلى السماء . فقال " النجوم أمنة للسماء . فإذا ذهبن النجوم أتى السماء ما توعد . وأنا أمنة لأصحابي . فإذا ذهبت أتى أصحابي ما يوعدون . وأصحابي أمنة لأمتي . فإذا ذهب أصحابي أتى أمتي ما يوعدون " .

    الراوي: أبو موسى الأشعري المحدث: مسلم - المصدر: المسند الصحيح - الصفحة أو الرقم: 2531
    خلاصة الدرجة: صحيح

    قال النووي رحمه الله : "ومعنى الحديث أن النجوم ما دامت باقية فالسماء باقية فإذا انكدرت النجوم وتناثرت في القيامة وهنت السماء فانفطرت وانشقت وذهبت، وقوله صلى الله عليه وسلم : «وأنا أمنة لأصحابي فإذا ذهبت أتى أصحابي ما يوعدون» أي: من الفتن والحروب وارتداد من ارتد من الأعراب واختلاف القلوب ونحو ذلك مما أنذر به صريحاً، وقد وقع كل ذلك، قوله صلى الله عليه وسلم: «وأصحابي أمنة لأمتي فإذا ذهب أصحابي أتى أمتي ما يوعدون» معناه: من ظهور البدع والحوادث في الدين والفتن فيه وطلوع قرن الشيطان وظهور الروم وغيرهم وانتهاك المدينة ومكة وغير ذلك، وهذه كلها من معجزاته صلى الله عليه وسلم".


    رواية متفق عليها في البخاري ومسلم
    إن خير الناس قرني ، ثم الذين يلونهم ، ثم الذين يلونهم ، ثم يجيء أقوام تسبق أحدهم يمينه ، ويمينه شهادته . قال إبراهيم : كانوا يضربون على العهد والشهادة ونحن صغار


    افترقت اليهود والنصارى على إحدى وسبعين فرقة ، وستفترق أمتي على ثلاث وسبعين فرقة كلها في النار إلا واحدة . قيل : من هم يا رسول الله ؟ قال : ما أنا عليه وأصحابي
    حسنه العلامة الألباني وصححه العلامة أحمد شاكر وقال الإمام ابن تيمية - المصدر: مجموع الفتاوى - الصفحة أو الرقم: 3/345

    خلاصة الدرجة: صحيح مشهور في السنن والمساند





    الإثبات العقلي : وذلك للآتى :


    1- ما ورد من نقلا كما سبق في تخصيصهم بالخيرية وبل وتصريح الأخذ بسنتهم مع سنة النبي صلى الله عليه وسلم والتمسك بها ووجوب أن نكون مثل ما كانوا عليه وهذا ولا شك يشمل فهمهم للنصوص المنزلة وما يأتي يزيد الدلالة على ذلك .

    منها ما ورد من آثار عن الصحابة أذكر بعضها :

    قاله عبد الله بن مسعود رضي الله عنه :"وَاَلَّذِي لَا إلَهَ غَيْرُهُ مَا نَزَلَتْ آيَةٌ مِنْ كِتَابِ اللَّهِ إلَّا وَأَنَا أَعْلَمُ فِيمَنْ نَزَلَتْ وَأَيْنَ نَزَلَتْ ، وَلَوْ أَعْلَمُ مَكَانَ أَحَدٍ أَعْلَمَ بِكِتَابِ اللَّهِ مِنِّي تناوله الْمَطَايَا لَأَتَيْته" .
    فهذا يدل على عظيم علمه وإلمامه بكتاب ربه رضي الله عنه .

    وثبت عنه رضي الله عنه أنه قال: "كَانَ الرَّجُلُ مِنَّا إذَا تَعَلَّمَ عَشْرَ آيَاتٍ لَمْ يُجَاوِزْهُنَّ حَتَّى يَعْرِفَ مَعَانِيَهُنَّ وَالْعَمَلَ بِهِنَّ" .

    فتعلموا العلم والعمل معا .....أقلا يشمل ذلك الفهم وقد قالوا نتعلم معانيهن ... وعمن يتعلموا معانيعن يرحمكم الله !!

    وَمِنْهُمْ الْحَبْرُ الْبَحْرُ : عَبْدُ اللَّهِ بْنُ عَبَّاسٍ رضي الله عنهما .
    ويصدق فيه ما قاله الشاعر الدكتور العشماوي وفقه الله في غيره :
    أنت حبر .. بحر .. ربح .. حرب .. كيف قلبتها إليك تؤول
    نال هذا العلمَ بِبَرَكَةِ دُعَاءِ رَسُولِ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم لَهُ حَيْثُ قَالَ : «اللَّهُمَّ فَقِّهْهُ فِي الدِّينِ وَعَلِّمْهُ التَّأْوِيلَ» . ولهذا قال عنه ابن مسعود رضي الله عنه :" نِعْمَ تُرْجُمَانُ الْقُرْآنِ ابْنُ عَبَّاسٍ" . ما أجملها من تزكية .. الصحابة لم يكونوا مثلنا .. ما كانوا يعرفون الحسد، ويعترفون بالفضل لبعضهم . فرضي الله عنهم وحشرنا معهم .


    3- ثانياً : أنه شهدوا التنزيل وعرفوا أحواله .
    والشاهد يدرك من الفهم ما لا يدركه الغائب ، ويرى ما لا يرى الغائب . أنت الآن لو شاهدت حدثاً معيناً ، لا استطعت أن تفصح عن هذا الحدث وما كان فيه ، وما هو المراد من كلام زيد وعمرو فيه ما لا يستطيعه من حُكي له .


    ثالثاً : هم أعلم الناس بأسباب النزول .

    رابعاً : أنهم عرفوا أحوال من نزل القرآن فيهم .


    يقول الشاطبي ـ في بيان أهمية معرفة الأحوال في التفسير ـ: "ومن ذلك: معرفةُ عادات العرب في أقوالها وأفعالها ومجاري أحوالها حالة التنزيل، وإن لم يكن ثَمّ سبب خاص، لا بدّ لمن أراد الخوض في علم القرآن منه، وإلا وقع في الشّبه والإشكالات التي يتعذّر الخروج منها إلا بهذه المعرفة" [الموافقات مج الثالث ، صفحة تسع وعشرين ومائتين] .


    خامساً : أنهم أهل اللسان الذي نزل به القرآن .
    ثبت عن ابن عباس أنه قال في قول الله تعالى : أولئك الذين يدعون يبتغون إلى ربهم الوسيلة أيهم أقرب ... قال :" كَانَ نَاسٌ مِنْ الْإِنْسِ يَعْبُدُونَ نَاسًا مِنْ الْجِنِّ ، فَأَسْلَمَ الْجِنُّ وَتَمَسَّكَ هَؤُلَاءِ بِدِينِهِمْ".
    قال ابن حجر رحمه الله :" اِسْتَشْكَلَ اِبْن التِّين قَوْله : " نَاسًا مِنْ الْجِنّ " مِنْ حَيْثُ إِنَّ النَّاس ضِدّ الْجِنّ ، وَأُجِيبَ بِأَنَّهُ عَلَى قَوْل مَنْ قَالَ : إِنَّهُ مِنْ نَاس إِذَا تَحَرَّكَ أَوْ ذُكِرَ لِلتَّقَابُلِ حَيْثُ قَالَ : نَاس مِنْ الْإِنْس وَنَاسًا مِنْ الْجِنّ ، وَيَا لَيْتَ شِعْرِي عَلَى مَنْ يَعْتَرِض" . يعني كيف يعترض على من نزل القرآن بلسانهم . فلله در ابن حجر رحمه الله .

    سادساً : حسن فهمهم .

    سابعاً : سلامة قصدهم ، فالبدع لم تظهر إلا بعد عهدهم ..


    ثامنا : قوة إيمانهم وأنهماصطفاهم ربهم لصحبة نبيه صلى الله عليه وسلم فلاشك في انهم أفضل حالا وخلقا وإيمانا وقلبا وقالبا .وكانوا لا يخافون في الحق لومة لائم.






    بعض أقوال أئمة أهل العلم في لزوم هذه الطريق للفهم :


    سبق معنا قول اين حجر : وَيَا لَيْتَ شِعْرِي عَلَى مَنْ يَعْتَرِض"...مستنكرا الاعتراض عليهم



    قال إسحاق:سمعت مالك بن أنس رحمه الله يقول: (سمعت من ابن شهاب أحاديث لم أحدث بها إلى اليوم، قلت: لِمَ يا أبا عبد الله؟ قال: لم يكن العمل عليها فتركتها)[(22) رواه أبو نعيم في الحلية (6/322)، انظر السير للذهبي (8/107).و ترتيب المدارك للقاضي عياض (1/186) من طريق ابن وهب، وقال ابن عدي في مسند مالك: صحيح عن ابن وهب.وهذه المـرتبة تسمى عند مالك التوقف والاحتياط لا الرّد، كما حقق ذلك الشاطبي.]


    قال الإمام الشافعي رحمه الله: (كل من تكلم بكلام في الدين أو في شيء من هذه الأهواء ليس فيه إمام متقدم من النبي صلى الله عليه وسلم وأصحابه فقد أحدث في الإسلام حدثا، وقد قال رسول الله صلى الله عليه وسلم:(من أحدث حدثا أو آوى محدثا في الإسلام فعليه لعنة الله والملائكة والناس أجمعين، لا يقبل الله منه صرفاً ولا عدلاً).[(23) مناقب الشافعي للبيهقي (2/335]


    وقال الإمام أحمد لبعض أصحابه: (إياك أن تتكلم في مسألة ليس لك فيها إمام).[(24) إعلام الموقعين (4/266]


    وقال الإمام أحمد في رواية الميموني:(من تكلم في شئ ليس له فيه إمام أخاف عليه الخطأ).[(25) الآداب الشرعية لابن المفلح (2/60).]

    قال عمر بن عبد الواحد:سمعت الأوزاعي يحدث عن ابن المسيب، أنه سئل عن شيء فقال:(اختلف فيه أصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم ولا رأي لي معهم) قال ابن وضاح:( هذا هو الحق )، قال أبو عمر بن عبد البر: (معناه أنه ليس له أن يأتي بقول يخالفهم جميعاً فيه ).[ (26) أخرجه ابن عبد البر في الجامع (ص770برقم1423) بإسناد صحيح.]

    قال ابن تيمية رحمه الله: (وكل قول قيل في دين الإسلام مخالف لما مضى عليه الصحابة و التابعون، لم يقله أحد منهم، بل قالوا على خلافه، فإنه قول باطل ).[(27) منهاج السنة (5/262).]
    قال شيخ الإسلام ابن تيمية كذلك:(لكن لا يمكن العالم أن يبتدئ قولاً لم يعلم به قائلاً ). [(28) مجموع الفتاوى (20/247]


    وقال كذلك رحمه الله: ( فمن بنى الكلام في العلم:الأصول والفروع على الكتاب والسنة والآثار المأثورة عن السابقين فقد أصاب طريق النبوة).[(28) مجموع الفتاوى( 10/363)،انظر للفائدة الموافقات (3/56-71).]


    فمن قال:إذا اختلف الصحابة في فهم نص فالأصل طرح أقوالهم واستعمال القواعد الأصولية فهذا منهج أهل البدع أعاذنا الله من شرهم، وإنني أحذر إخواننا من معرته وسوء مغبته.

    وقال كذلك رحمه الله:(وكل قول يتفرد به المتأخر، ولم يسبقه إليه أحد منهم فإنه يكون خطأ كما قال الإمام أحمد: "إياك أن تقول في مسألة ليس لك فيها إمام).[(30) الفتاوى الكبرى (2/71).]

    قال الحافظ ابن رجب رحمه الله: ( فأما الأئمة وفقهاء أهل الحديث فإنهم يتبعون الحديث الصحيح حيث كان، إذا كان معمولاً به عند الصحابة ومن بعدهم، أو عند طائفة منهم، فأما ما اتفق السلف على تركه فلا يجوز العمل به لأنهم ما تركوه إلا على علم أنه لا يعمل به ).[(32) فضل علم السلف على الخلف (ص 31)]

    قال ابن خلّكان في ترجمة أبي القاسم عبد العزيز بن عبد الله الشافعي المعروف بالدّاركي:(كان يتهم بالاعتزال، وكان ربما أفتى على خلاف مذهب الإمامين الشافعي وأبي حنيفة، فيقال له في ذلك، فيقول: ويحكم! حدث فلان عن فلان عن رسول الله صلى الله عليه وسلم بكذا وكذا، والأخذ بالحديث أولى من الأخذ بقول الشافعي وأبي حنيفة).[(33) وفيات الأعيان (3/189)]

    قال الذهبي معقباً على كلام الدّاركي: (قلت:هذا جيد، لكن بشرط أن يكون قد قال بذلك الحديث إمام من نظراء هذين الإمامين مثل مالك، أو سفيان، أو الأوزاعي، وبأن يكون الحديث ثابتاً سالماً من علة، وبأن لا يكون حجة أبي حنيفة والشافعي حديثاً صحيحاً معارضاً للآخر، أما من أخذ بحديث صحيح وقد تنكبه سائر أئمة الاجتهاد، فلا، كخبر:"فإن شرب في الرابعة فاقتلوه"،وكحديث"لعن الله السارق، يسرق البيضة فتقطع يده).[(34) السير (16/405) وهو كلام عظيم جداً وبحق...

    وتأمل يا طالب العلم ما جاء في رسالة الإمام أحمد برواية الإصطخري كما في "الطبقات لأبي يعلى" (1/31). تجد فيها المسلك السليم لطالب العلم الراجي رضا رب العالمين،كما تجد فيها التحذير من دعاة طرح أقوال السلف وفهومهم للنصوص بعلة منع التقليد، دعاة التفلت والتطاول على الرعيل الأول

    قال الأوزاعي رحمه الله : العلم ما جاء به أصحاب محمد صلى الله عليه وسلم فما كان غير ذلك فليس بعلم: وكذا قال الإمام أحمد وقال في التابعين أنت مخير يعنى مخيرا في كتابته وتركه: وقد كان الزُهري يكتب ذلك وخالفه صالح بن كيسان ثم ندم على تركه كلام التابعين.

    وفي زماننا يتعين كتابة كلام أئمة السلف المقتدى بهم إلى زمن الشافعي وأحمد وإسحاق وأبي عبيد: وليكن الإنسان على حذر مما حدث بعدهم فإنه حدث بعدهم حوادث كثيرة وحدث من انتسب إلى متابعة السنة والحديث من الظاهرية ونحوهم وهو أشد مخالفة لها لشذوذه عن الأئمة وانفراده عنهم بفهم يفهمه أو يأخذ مالم يأخذ به الأئمة من قبله.

    قال ابن رجب : فالعلم النافع من هذه العلوم كلها ضبط نصوص الكتاب والسنة وفهم معانيها والتقيد في ذلك بالمأثور عن الصحابة والتابعين وتابعيهم في معاني القرآن والحديث. وفيما ورد عنهم من الكلام في مسائل الحلال والحرام. والزهد. والرقائق. والمعارف. وغير ذلك والاجتهاد على تمييز صحيحه من سقيمه أولا. ثم الاجتهاد على الوقوف في معانيه وتفهمه ثانياً. وفي ذلك كفاية لمن عقل. وشغل لمن بالعلم النافع عني واشتغل.


    وَي
    قال معمر بن راشد الأزدي: ( أهل العلم كان الأول فالأول أعلم، وهؤلاء الآخر فالآخر عندهم أعلم ). انظر جزء رفع اليدين للإمام البخاري (ص107 ط بديع الدين

    وقال أيضا رحمه الله : " فلما انبنى أمرهم على هاتين المقدمتين الكفريتين- أن طريقة السلف هي مجرد الإيمان بألفاظ القرآن والحديث من غير فقه لذلك بمنزلة الأميين، وأن طريقة الخلف هي استخراج معاني النصوص المصروفة على حقائقها بأنواع الـمـجازات وغرائب اللغات_ كانت النتيجة: استجهال السابقين الأولين واستبلاههم، و اعتقاد أنهم كانوا قوما أميين، بمنزلة الصالحين من العامة، لم يتبحروا في حقائق العلم بالله، ولم يتفطنوا لدقائق العلم الإلهي، وأن الخلف الفضلاء حازوا قصب السبق في هذا كله)

    ويقول كذلك رحمه الله: ((..ثم هؤلاء الـمخالفون للسلف إذا حقق عليهم الأمر لم يوجد عندهم من حقيقة العلم بالله وخالص المعرفة به خبر، ولم يقفوا من ذلك على عين ولا أثر، كيف يكون هؤلاء الـمحجوبون الـمنقوصون الـمسبوقون الحيارى الـمتهوكون: أعلم بالله وأسمائه وصفاته، وأحكم في باب آياته وذاته من السابقين الأولين من المهاجرين والأنصار، والذين اتبعوهم بإحسان، ومن ورثة الأنبياء وخلفاء الرسل، وأعلام الهدى ومصابيح الدجى، الذين بهم قام الكتاب وبه قاموا، وبهم نطق الكتاب وبه نطقوا الذين وهبهم الله من العلم والحكمة ما برزوا به على سائر أتباع الأنبياء، فضلاً عن سائر الأمم الذين لا كتاب لهم، وأحاطوا من حقائق المعارف وبواطن الحقائق بما لو جمعت حكمة غيرهم إليها لاستحيا من يطلب المقابلة، ثم كيف يكون خير قرون الأمة أنقص في العلم والحكمة _ لاسيما العلم بالله وأحكام آياته وأسمائه _ من هؤلاء الأصاغر بالنسبة إليهم؟ أم كيف يكون أفراخ المتفلسفة وأتباع الهند واليونان، وورثة المجوس والمشركين، وضلال اليهود، والنصارى والصابئين، وأشكالهم، وأشباههم أعلم بالله من ورثة الأنبياء، وأهل القرآن والإيمان )).[ (14) الفتوى الحموية الكبرى (ص 212-213 ط الصميعي) ]

    قال ابن القيم رحمه الله: ((فالصحابة أخذوا عن رسول الله صلى الله عليه وسلم ألفاظ القرآن ومعانيه، بل كانت عنايتهم بأخذ المعاني أعظم من عنايتهم بالألفاظ، يأخذون المعني أولاً ثم يأخذون الألفاظ..)).[(15) أنظر مختصر الصواعق ( 2/339).]


    قال ابن تيمية رحمه الله: ((كان الإمام أحمد يقول:أكثر ما يخطئ الناس من جهة التأويل والقياس، ولهذا نجد المعتزلة المرجئة والرافضة وغيرهم من أهل البدع يفسرون القرآن برأيهم ومعقولهم، وما تأولوه من اللغة، ولهذا لا تجدهم يعتمدون على أحاديث النبي صلى الله عليه وسلم والصحابة والتابعين وأئمة المسلمين، فلا يعتمدون لا على السنة، ولا على إجماع السلف وآثارهم، وإنما يعتمدون على العقل واللغة، وتجدهم لا يعتمدون علىكتب التفسير المأثورة والحديث وآثار السلف، وإنما يعتمدون على كتب الأدب والكلام التي وضعتها رؤوسهم،وهذه طريقة الملاحدة أيضا، إنما يأخذون ما في كتب الفلاسفة، وكتب الأدب واللغة، وأما كتب القرآن والحديث و الآثار فلايلتقون، وهؤلاء يعرضون عن نصوص الأنبياء إذ هي عندهم لا تفيد العلم، وأولئك يتأولون القرآن برأيهم،وفهمهم بلا آثار عن النبي صلى الله عليه وسلم وأصحابه، وقد ذكرنا كلام أحمد و غيره في إنكار هذا وجعله طريقة أهــل البدع)).[ (20) كتاب الإيمان ( ص 113- 114 ط المكتب الإسلامي).

    ومن وقف على هذا وأخلص القصد فيه لوجه الله عز وجل واستعان عليه أعانه وهداه ووفقه وسدده وفهمه وألهمه. وحينئذ يثمر له هذا العلم ثمرته الخاصة به وهي خشية الله
    والنقل
    لطفا من هنا


    http://www.4salaf.com/vb/showthread.php?t=9029



      الوقت/التاريخ الآن هو 29.03.24 9:14