خزانة الربانيون

هل تريد التفاعل مع هذه المساهمة؟ كل ما عليك هو إنشاء حساب جديد ببضع خطوات أو تسجيل الدخول للمتابعة.

    التكفير قبل التفجير

    سليمان بن هاشم السلفى
    سليمان بن هاشم السلفى
    كان الله تعالى له وجعل ما يفعله في ميزان حسناته
    كان الله تعالى له وجعل ما يفعله في ميزان حسناته


    ذكر عدد الرسائل : 65
    العمر : 45
    البلد : مصرشمال سيناء
    العمل : مدرس
    شكر : 52
    تاريخ التسجيل : 31/03/2010

    الملفات الصوتية التكفير قبل التفجير

    مُساهمة من طرف سليمان بن هاشم السلفى 12.06.10 16:42

    التكفير قبل التفجير
    اكتب هذه الكلمات الموجزة رافعاً
    صوتي مرة بعد مرات حتى أصابني الاهتمام منذ سنوات أن الفتنة القائمة الآن
    في المقام الأول فكر وعقيدة (باطلة ) يعتقدها كثير من الشباب ويظن أنها حق
    لأنه لا يجد مقابلاً لها يضادها بالحجة والبيان بما يثلج الصدر وتطمئن به
    القلوب ،

    بل يجد هذا الشباب المضلل
    باسم الدين حججاً واهية ومنطقاً مغلوطاً وكبراً متعالياً أو ملاماً موهناً
    أو سطحية في المناقشة بل ربما وجد سخرية من ثوابت عقيدية أو إنكار لها عن
    جهل من البعض فيزيده تطرفاً وطغياناً فوق طغيان ،

    إننا
    الآن أمام حدث جديد وليس بأخير إنه حادث تفجيرات سيناء في منطقة دهب ومن
    قبل كانت أحداث مماثلة في ميدان الأزهر وميدان التحرير وفي الغردقة وطابا
    وشرم الشيخ

    وهكذا يستمر استنزاف مصر
    وطاقاتها بأيدي أبنائها إن حادث دهب وحتى تظهر نتائج التحقيق لا يخرج عن عدة احتمالات :

    1-
    أصابع أجنبية تريد ضرب مصر سياسياً واجتماعياً واقتصادياً وأمنياً وعلى
    رأس هؤلاء اليهود وخصوم مصر عموماً ، وهذا الاحتمال ضعيف لو نظرنا لأحداث
    مماثلة أنها تمت بأيدي مصرية ذات فكر وعقيدة وعموماً يبقى هذا الاحتمال
    وارد وأعتقد أنه لا يخفى على رجال الأمن مثل هذا الاحتمال .

    2-
    الاحتمال الثاني أن هذا الحادث بأيدي أناس لهم فكر ومنهج وعقيدة قد تكون
    ذات مسوح ديني في زعمهم وعن هذا الاحتمال وهو الراجح عندي ستكون هذه
    المقالات .

    3-
    احتمال أيدي مصرية كارهة لمصر وتريد ضرب الحكومة ببعض أبنائها بافتعال مثل
    هذه الحوادث وغيرها وهذه كذلك مسألة أمنية لا دخل لي بها .

    وعن الاحتمال الثاني أقول :
    إن حوادث التفجيرات
    عند من لهم فكر ديني مغلوط يظنون بل يعتقدون أنه فكر ديني يتقرب به إلى
    الله وأصحابه يريدون الجنة ولا يريدون الدنيا ، خاصة هؤلاء الذين يفجرون
    أنفسهم في الأسواق أو المتاجر أو أماكن تجمعات بشرية مصرية كانت أو أجنبية
    فلا يتصور في أمثال هؤلاء حب الدنيا وإرادتها لأنه يقدم بشجاعة وهو يعلم
    أنه مفقود بأبشع موتة مع ذلك يستعذب ذلك نتيجة لتلبيس إبليس فيقدم على هذه
    الأعمال ، أما الذي يضع المتفجرات في أماكن مخصوصة ويبتعد عنها قد يكون من
    الصنف السابق لأن احتمالات القبض عليه واردة ولو حدث وقبض عليه يعلم يقيناً
    ماذا ينتظره ، ومع ذلك يقدم على فعله بل هناك احتمال أن تنفجر العبوة فيه
    شخصياً أثناء حملها ومع ذلك يقدم بكل جرأة ، وإن اشترك في هذه الوسيلة بعض
    العملاء الذين يبيعون ضمائرهم مقابل حفنة من المال وحديثي ليس عن هؤلاء .

    إذن
    لماذا يقدم هذا النوع من الشباب على الموت بهذه الطريقة البشعة أو لماذا
    يقدم على وضع متفجرات وسط تجمعات بشرية لتتطاير الأشلاء وتسفك الدماء وإذا
    كانوا يريدون الجنة ما هي عقيدتهم التي دفعتهم لمثل هذه الأعمال وعن ذلك
    يكون الحديث بالمقدمة التالية :

    لا شك أننا نعيش في فوضى
    دينية ، وكذلك فوضى ثقافية ، فهناك تشويش على الدين الصحيح ، وتشويش في
    الثقافة بكل وسائلها المسموعة والمرئية والمقروءة ، فإننا أمام معطيات
    فكرية ومنهجية ، وتنظيمات متعددة ومتشعبة تترجم الأفكار والمناهج إلى أفعال
    وأقوال ، وسواء كان ذلك باسم الإسلام ، والإسلام من ذلك بريء ، أو باسم
    أفكار ومناهج علمانية .

    فلا ينكر أدنى الناس عقلاً
    أننا أمام تطرف وعنف تكفيري تفجيري إرهابي باسم الدين ، يقابله تطرف وعنف
    إباحي بهيمي باسم العلمانية هو في حد ذاته أحد الأسباب لتنامي التطرف
    الديني ، ورغم التباين في الأفكار والسلوك بين الفريقين – التطرف الديني
    والتطرف العلماني – إلا أنهم جميعاً اشتركوا في الإساءة إلى مجتمعاتهم .

    إن العين لتدمع ، وإن القلب
    ليحزن على مآسي المسلمين التي عمت وطمت ، ومع هذا الوضع المشين فلا زالت
    الأمة في غيها وسباتها ، ولا زال الإصرار قائماً على تنكب طريق الأنبياء في
    الدعوة إلى الله ، واستبداله بطرق شتى ، مزقت الأمة شيعاً وأحزاباً :

    · فدعاة القبورية من غلاة الصوفية أضاعت
    صفاء ونقاء التوحيد في قلوب العباد؟

    · ودعاة التشيع والرفض أسقطوا هيبة
    الإسلام في النفوس بإسقاطهم مشاعل الهدى والنور المتمثلة في هدي أصحاب
    الرسول r

    · وغلاة العلمانية في غيهم وجهلهم في
    استبعاد الإسلام من المعركة القائمة الآن ، فازداد الانحلال والانحراف .

    ودعاة
    التكفير والخروج
    التزموا الآيات المتشابهات ، وحادوا عن الآيات
    المحكمات ، يقول الله تعالى :

    ((هُوَ
    الَّذِيَ أَنزَلَ عَلَيْكَ الْكِتَابَ مِنْهُ آيَاتٌ مُّحْكَمَاتٌ هُنَّ
    أُمُّ الْكِتَابِ وَأُخَرُ مُتَشَابِهَاتٌ فَأَمَّا الَّذِينَ في
    قُلُوبِهِمْ زَيْغٌ فَيَتَّبِعُونَ مَا تَشَابَهَ مِنْهُ ابْتِغَاء
    الْفِتْنَةِ وَابْتِغَاء تَأْوِيلِهِ وَمَا يَعْلَمُ تَأْوِيلَهُ إِلاَّ
    اللّهُ وَالرَّاسِخُونَ فِي الْعِلْمِ يَقُولُونَ آمَنَّا بِهِ كُلٌّ مِّنْ
    عِندِ رَبِّنَا وَمَا يَذَّكَّرُ إِلاَّ أُوْلُواْ الألْبَابِ ))
    آل عمران : 7 .

    فأدى هذا المنهج الباطل إلى
    الوقوع في المحذور الذي حذرنا الله منه ، قال تعالى :

    ((وَاتَّقُواْ
    فِتْنَةً لاَّ تُصِيبَنَّ الَّذِينَ ظَلَمُواْ مِنكُمْ خَآصَّةً
    وَاعْلَمُواْ أَنَّ اللّهَ شَدِيدُ الْعِقَابِ ))
    الأنفال :25 .

    وقال تعالى : ((وَأَنَّ هَذَا صِرَاطِي مُسْتَقِيمًا فَاتَّبِعُوهُ
    وَلاَ تَتَّبِعُواْ السُّبُلَ فَتَفَرَّقَ بِكُمْ عَن سَبِيلِهِ ذَلِكُمْ
    وَصَّاكُم بِهِ لَعَلَّكُمْ تَتَّقُونَ ))
    الأنعام
    : 153 .

    وقال تعالى :(( إِنَّ الَّذِينَ فَرَّقُواْ دِينَهُمْ وَكَانُواْ
    شِيَعًا لَّسْتَ مِنْهُمْ فِي شَيْءٍ إِنَّمَا أَمْرُهُمْ إِلَى اللّهِ
    ثُمَّ يُنَبِّئُهُم بِمَا كَانُواْ يَفْعَلُونَ ))
    الأنعام :159 .

    وصح عن الرسول r فيما رواه أبو داود والترمذي وابن ماجه من حديث
    العرباض بن سارية رضي الله عنه قال : (( وعظنا رسول
    الله
    r موعظة ذرفت منها العيون ، ووجلت منها القلوب ، فقلنا : يا
    رسول الله إن هذه لموعظة مودع ، فماذا تعهد إلينا ؟ قال : قد تركتكم على
    البيضاء ، ليلها كنهارها ، لا يزيغ عنها بعدي إلا هالك ، من يعش منكم فسيرى
    اختلافاً كثيراً ، فعليكم بما عرفتم من سنتي وسنة الخلفاء الراشدين
    المهديين ، عضّوا عليها بالنواجذ، وعليكم بالطاعة ، وإن عبداً حبشياً ،
    فإنما المؤمن كالجمل الأنف حيثما قيد انقاد)).

    وروى البخاري ومسلم من حديث
    عائشة – رضي الله عنها – قالت : (( تلا رسول الله
    r هذه الآية : ((هُوَ
    الَّذِيَ أَنزَلَ عَلَيْكَ الْكِتَابَ مِنْهُ آيَاتٌ مُّحْكَمَاتٌ هُنَّ
    أُمُّ الْكِتَابِ وَأُخَرُ مُتَشَابِهَاتٌ فَأَمَّا الَّذِينَ في
    قُلُوبِهِمْ زَيْغٌ فَيَتَّبِعُونَ مَا تَشَابَهَ مِنْهُ ابْتِغَاء
    الْفِتْنَةِ وَابْتِغَاء تَأْوِيلِهِ وَمَا يَعْلَمُ تَأْوِيلَهُ إِلاَّ
    اللّهُ وَالرَّاسِخُونَ فِي الْعِلْمِ يَقُولُونَ آمَنَّا بِهِ كُلٌّ مِّنْ
    عِندِ رَبِّنَا وَمَا يَذَّكَّرُ إِلاَّ أُوْلُواْ الألْبَابِ ))

    آل
    عمران : 7 .

    قال : قال رسول الله r : فإذا رأيتم الذين يتبعون
    ما تشابه منه فأولئك الذين سمى الله فاحذروهم )) .

    كما ذكر ابن بطة في الإبانة
    عن أبي أمامة في قولة تعالي : ((فَأَمَّا الَّذِينَ في
    قُلُوبِهِمْ زَيْغٌ فَيَتَّبِعُونَ مَا تَشَابَهَ مِنْهُ ......... )
    )
    قال : الخوارج وأهل البدع وجاء مثله عن قتادة .

    وجاء عن ابن عباس فيما رواه
    أبي شيبة في المصنف ، والآجري في كتاب الشريعة : أنه ذكر له الخوارج ، وما
    يصيبهم عند قراءة القرآن ، فقال : (( يؤمنون بمحكمه ، ويضلون عند متشابهه ،
    وقرأ : ((هُوَ الَّذِيَ أَنزَلَ عَلَيْكَ
    الْكِتَابَ مِنْهُ آيَاتٌ مُّحْكَمَاتٌ هُنَّ أُمُّ الْكِتَابِ وَأُخَرُ
    مُتَشَابِهَاتٌ فَأَمَّا الَّذِينَ في قُلُوبِهِمْ زَيْغٌ فَيَتَّبِعُونَ
    مَا تَشَابَهَ مِنْهُ ابْتِغَاء الْفِتْنَةِ وَابْتِغَاء تَأْوِيلِهِ وَمَا
    يَعْلَمُ تَأْوِيلَهُ إِلاَّ اللّهُ وَالرَّاسِخُونَ فِي الْعِلْمِ
    يَقُولُونَ آمَنَّا بِهِ كُلٌّ مِّنْ عِندِ رَبِّنَا وَمَا يَذَّكَّرُ
    إِلاَّ أُوْلُواْ الألْبَابِ ))
    آل عمران : 7 )) .

    والأمثلة على اتباع الخوارج
    للمتشابه ، وتركهم المُحكم كثيرة ، ذَكَرَ بعضها الإمام الشاطبي في
    الاعتصام منها :

    1-
    استشهاد الخوارج على إبطال التحكيم بقوله تعالى :

    ((مَا
    تَعْبُدُونَ مِن دُونِهِ إِلاَّ أَسْمَاء سَمَّيْتُمُوهَا أَنتُمْ
    وَآبَآؤُكُم مَّا أَنزَلَ اللّهُ بِهَا مِن سُلْطَانٍ إِنِ الْحُكْمُ
    إِلاَّ لِلّهِ أَمَرَ أَلاَّ تَعْبُدُواْ إِلاَّ إِيَّاهُ ذَلِكَ الدِّينُ
    الْقَيِّمُ وَلَكِنَّ أَكْثَرَ النَّاسِ لاَ يَعْلَمُونَ ))
    يوسف : 40 .

    2-
    استشهاد الخوارج على كفر الحاكم بقوله تعالى :

    ((ِنَّا
    أَنزَلْنَا التَّوْرَاةَ فِيهَا هُدًى وَنُورٌ يَحْكُمُ بِهَا
    النَّبِيُّونَ الَّذِينَ أَسْلَمُواْ لِلَّذِينَ هَادُواْ
    وَالرَّبَّانِيُّونَ وَالأَحْبَارُ بِمَا اسْتُحْفِظُواْ مِن كِتَابِ
    اللّهِ وَكَانُواْ عَلَيْهِ شُهَدَاء فَلاَ تَخْشَوُاْ النَّاسَ
    وَاخْشَوْنِ وَلاَ تَشْتَرُواْ بِآيَاتِي ثَمَنًا قَلِيلاً وَمَن لَّمْ
    يَحْكُم بِمَا أَنزَلَ اللّهُ فَأُوْلَئِكَ هُمُ الْكَافِرُونَ ))
    المائدة : 44 .

    3-
    وهذا الاستشهاد ليس وليد عصرنا ، بل خوارج عصرنا رووه بالإسناد المتصل إلى
    شيوخهم الخوارج الأولين الذين خرجوا على أمير المؤمنين " علي بن أبي طالب
    رضي الله عنه ، فبعد أن نشرت رسالة "الدين النصيحة " ، وصدور كتابي " تنبيه
    الغافلين بحقيقة فكر الإخوان المسلمين " تكشفت أكور كثيرة ، وازداد يقيني
    بما كتبت ، فقد دعوت أدعياء الكتاب والسنة إلى الكتاب والسنة ، فإذا بهم
    يعطون ظهورهم للحقائق التي كتبت ، والأدلة التي أفحمت كل مكابر ، وتزلزل
    أهل البدع بِهذا المجهود البسيط ، وغرتّْهم الأماني ، وأعماهم الكبر
    والغرور ، فبدلاً من أن يقابلوا الحجة بالحجة ، قابلوها بالسب والشتم
    والإرجاف بين الناس ، وهذا ليس بجديد على أهل الأهواء والبدع .

    فقد مضى على نشر ما ذكرته
    عامين تقريباً ، ولم يستطع أي مكابر أو منسوب إلى العلم أن يرد على الحقائق
    المذكورة فيما نشرته .

    وها أنا أحاول مرة بعد مرة
    تنبيه الشباب المضلل والمغيب عن الحقيقة ، وأقول لهم : إن غابت عنكم الأدلة
    وتشابهت .. فأين أنتم من الحصاد المر والواقع المرير ؟ ألا نظرتم قليلاً
    وتدبرتم ما يلي :

    - ماذا صنع عنف الإخوان المسلمين ، وتنظيماتهم
    السرية ، وتحزيبهم للناس ، ومنازعة الأمر أهله منذ حسن البنا وإلى الآن ؟

    - ماذا صنع الاغتيال منذ قتل الإخوان المسلمون
    القاضي الخازندار ، ومحمود النقراشي رئيس الوزراء السابق ؟

    - ماذا صنع هذا المنهج في محاولة اغتيال عبد
    الناصر سنة (1954) وما أسفر عنه من فتنة ومذبحة ؟

    - ماذا صنع المنهج وزيادة حدته سنة (1965) على سيد
    قطب وتنظيمه السري ؟

    - ماذا صنع هؤلاء وغيرهم ممن ساروا على دربهم –
    درب الخوارج – في السبعينات ، وأحداث الفنية العسكرية ، ثُمَّ مقتل الشيخ
    الذهبي وزير الأوقاف السابق ؟

    - ماذا صنع نفس المنهج وبقوة أشد ضراوة في بداية
    الثمانين الميلادية ومقتل السادات، وإعلان حالة الطوارئ وإلى الآن ؟

    - ماذا أفاد قتل السياح ، والاعتداء على الوزراء
    ورجال الدولة ؟

    - ماذا تحقق بنفس المنهج على يد سفر الحوالي
    وسلمان العودة وعائض القرني وناصر العمر وأمثالهم في السعودية ؟ ثم انتهاء
    بظاهرة أسامة بن لادن ؟ فاستبدل الأمن في السعودية بالخوف والتفجير .

    آلاف
    الشباب قضوا زهرة شبابهم خلف القضبان كضحايا لهذه المناهج الخارجية العفنة،
    ونتيجة تمسكهم بسراب هذا الفكر الذي تنكب طريق السلف الصالح ، وآلاف
    الشباب دخلوا السجن ، وخرجوا كهولاً غير من وواراهم التراب .

    - ماذا فعل نفس الفكر في حزب النهضة الإسلامي
    بتونس ؟ وكذلك حزب جبهة الإنقاذ بالجزائر ؟

    - وفي المغرب لم يكن حزب العدل والإحسان الإسلامي
    بأحسن حظاً من إخوانه ؟

    - وفي سوريا وفي العراق وفي
    ليبيا ، لماذا لم يستخلف الله هؤلاء أصحاب فكر الخروج على الحكام ؟

    ألم يقل الله – تبارك وتعالى –


    ((وَعَدَ
    اللَّهُ الَّذِينَ آمَنُوا مِنكُمْ وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ
    لَيَسْتَخْلِفَنَّهُم فِي الأَرْضِ كَمَا اسْتَخْلَفَ الَّذِينَ مِن
    قَبْلِهِمْ وَلَيُمَكِّنَنَّ لَهُمْ دِينَهُمُ الَّذِي ارْتَضَى لَهُمْ
    وَلَيُبَدِّلَنَّهُم مِّن بَعْدِ خَوْفِهِمْ أَمْنًا يَعْبُدُونَنِي لا
    يُشْرِكُونَ بِي شَيْئًا وَمَن كَفَرَ بَعْدَ ذَلِكَ فَأُوْلَئِكَ هُمُ
    الْفَاسِقُونَ ))
    النور : 55 .

    · فإلى الناس عامة أسوق لهم هذا المقال ، كما أسوقه على وجه الخصوص
    لشباب الجماعات الإسلامية الذين تنكبوا طريق الأنبياء في دعوتهم إلى الله ،
    كما تنكبوا طريق السلف ، وإن ادعى بعضهم بالتزامهم طريق السلف ، فلم يكفهم
    الإساءة لأنفسهم بل أساءوا إلى الإسلام وللسلف ولمنهج السلف ، والذي هو
    المخرج الوحيد للأمة من محنتها ، فلو اُحسن الكشف عنه والدعوة إليه ، لكانت
    النجاة .

    · إن الادعاء بالتمسك بالكتاب والسنة بفهم سلف الأمة لا يكفي ، بل
    لابد من الالتزام بهذا الادعاء والبحث عن تراث هؤلاء السلف الكرام ،
    والالتزام به ما استطعنا ، فمن جهل فهماً يلفياً هنا ، لا مانع أن يذكره به
    غيره صغر أو كبر قدره ، حتى تكتمل المفاهيم الصحيحة وتنهض الأمة من عثرتها
    .

    · إنني لا زلت على أمل ، فالخير موجود في هذه الأمة ، ونسبها متصل لا
    ينقطع ، ولا زلت على أمل أن تراجع كل الجماعات الإسلامية مناهجها
    ومفاهيمها ، ففما لاشك فيه أن هذه الجماعات تمثل ذخيرة حية ، لو أحسن
    توجيهها وإرشادها .

    وأحب أن
    أذكِّر هنا بأهم المسائل التي لابد من مراجعتها :

    أولاً :
    لابد من تصحيح مفاهيم عقيدة التوحيد لدى العامة والخاصة ؛ لأنه لأول ما
    يتحصن به المسلم، ولو تطرق إليه الدخن – وقد كان – فسوف يستمر الوهن والضعف
    والضلال .

    ثانياً :
    لابد من الأخذ على أيدي غلاة المتصوفة ومناقشتهم بالتي هي أحسن ، وتوعية
    الناس من حبالهم وخرافاتهم وبدعهم ، كما لا يخفى ما للحشود الصوفية من
    تأثير لو أُحسن توجيهها .

    ثالثاً :
    مناقشة التيار العلماني المتطرف الذي نجم عنه هذا العبث واللهو وعدم
    المبالاة لجيل الشباب المعاصر الذي لا يعرف معروفاًُ ولا ينكر منكراً ولا
    يحسن عملاً ولا إنتاجاً ، بل هو جيل يسير بلا هدف إلا من رحم الله ، وقليلٌ
    ما هم .. فمن لتعمير سيناء والتوطين فيها .. ومن لتوشكى والعوينات .. ومن
    لتحسين الإنتاج وزيادة التصدير والمنافسة العالمية .. وأين سواعد الإنتاج
    والتنمية ؟!

    رابعاً :
    لابد من حسم " مسألة جماعة المسلمين وإمامهم " لدى الجماعات الإسلامية ،
    حتى لا تتفتت قوة المسلمين في كل دولة لها حكومة وحاكم مسلم يسوسهم ، ليس
    على سبيل التقية والمراوغة وإنما تأصيلاً وتقعيداً واعتقاداً .

    خامساً :
    لابد من السعي الحثيث لمكافحة فكر التكفير والخروج على الحكام أو إسقاط
    ولايتهم : لأنه داء هذه الأيام ومنذ أكثر من نصف قرن وهاهي نتائجه المتمثلة
    في الصراع الدائم والتوجس بين الدعاة والحكام ، ولا أعتقد أن هناك عاقلاً
    يزكي هذا الوضع القائم الآن .

    سادساً :
    لابد من مراجعة مفهوم الجهاد الحالي والمنتشر بين الشباب على ضوء الكتاب
    والسنة وفهم سلف الأمة ؛ لأنه بات واضحاً مدى الفوضى التي أحدثها هذا
    الفكـر في

    البلاد الإسلامية ، وكان
    الحصاد فيها مراً ولا داعي للمكابرة .

    سابعاً :
    أن النقد العلمي الموضوعي لأي طرح دعوى لا يلزم منه طعن وتفسيق طالما أنه
    موجه لأفكار ومناهج ثابتة على أصحابها مهما كانت منزلتهم ، فمنزلة الدين هي
    أعلى وأهم وكل يُؤخذ من كلامه ويرد إلا رسول الله
    r ، لذا ناديت تكراراً ومراراً في الخليج ومصر أنه
    لابد من المصارحة والمناقشة المشتركة بين المختلفين على ضوء قوله تعالى :

    ((يَا
    أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُواْ أَطِيعُواْ اللّهَ وَأَطِيعُواْ الرَّسُولَ
    وَأُوْلِي الأَمْرِ مِنكُمْ فَإِن تَنَازَعْتُمْ فِي شَيْءٍ فَرُدُّوهُ
    إِلَى اللّهِ وَالرَّسُولِ إِن كُنتُمْ تُؤْمِنُونَ بِاللّهِ وَالْيَوْمِ
    الآخِرِ ذَلِكَ خَيْرٌ وَأَحْسَنُ تَأْوِيلاً
    )) النساء : 59 .

    بدلاً من دفن الرؤوس
    في الرمال وتأخير العلاج بعد استفحال الداء بحجة تكالب العدو الخارجي ،
    وغاب عن هؤلاء أن هذا التكالب الخارجي ما هو إلا بسبب الخلاف الداخلي
    ومنازعة الأمر أهله .

    فهذه الرسالة التي
    بين يدي القارئ تتناول قضية منهجية هامة وأصلاً من أصول أهل السنة والجماعة
    ، ألا وهي التزام جماعة المسلمين وإمامهم – أي حاكمهم وأميرهم - .

    وأسأل الله أن أوفق في
    مناقشة هذه القضية من خلال أصح الأسانيد الثابتة عن رسول الله
    r .

    والله الموفق ، والهادي إلى
    الصراط المستقيم


    http://mahmodamer.com/web/play.php?catsmktba=277












    __________________

      الوقت/التاريخ الآن هو 29.03.24 7:16