خزانة الربانيون

هل تريد التفاعل مع هذه المساهمة؟ كل ما عليك هو إنشاء حساب جديد ببضع خطوات أو تسجيل الدخول للمتابعة.

3 مشترك

    وحدة الوجود عند الصوفية .. حقيقتها وآثارها وأبرز رجالها

    أبو الحسن حافظ بن غريب
    أبو الحسن حافظ بن غريب
    كان الله تعالى له وجعل ما يفعله في ميزان حسناته
    كان الله تعالى له وجعل ما يفعله في ميزان حسناته


    ذكر عدد الرسائل : 139
    العمر : 55
    البلد : مصر السنية
    العمل : دبلوم المعهد العالي للدراسات الإسلامية
    شكر : 0
    تاريخ التسجيل : 30/04/2008

    وحدة الوجود عند الصوفية .. حقيقتها وآثارها وأبرز رجالها Empty وحدة الوجود عند الصوفية .. حقيقتها وآثارها وأبرز رجالها

    مُساهمة من طرف أبو الحسن حافظ بن غريب 15.08.08 21:58



    إيضاح المقصود من وحدة الوجود



    الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله.

    جاء في كتاب "إيضاح المقصود" لعبد الغني النابلسي صفحة (56) ما نصه: ((اعلم أن هذه المسألة ، وهي مسألة وحدة الوجود ، قد أكثر العلماء فيها الكلام قديماً وحديثاً ، وردها قوم قاصرون غافلون محجوبون ، وقبلها قوم آخرون عارفون محققون ، فمنهم من ردها لعدم فهم معناها عند القائلين بها ، وتوهمه منها المعنى الفاسد ، فلا التفات لرده كائناً من كان لصده عن الحق ، وإنما رده في حقيقة الأمر واقع على ما فهمه من المعنى الفاسد لا على هذه المسألة ، فهو الذي صور الضلال وردّه.

    وأما القائلون بها فلأنهم العلماء العارفون والفضلاء المحققون ، أهل الكشف والبصيرة ، الموصفون بحسن السيرة وصفاء السريرة ؛ كالشيخ الأكبر محي الدين ابن عربي ، والشيخ شرف الدين ابن الفارض ، والعفيف التلمساني ، والشيخ عبد الحق بن سبعين ، والشيخ عبد الكريم الجيلي ، وأمثالهم قدس الله تعالى أسرارهم ، وضاعف أنوارهم فإنهم قائلون بوحدة الوجود ، وأتباعهم إلى يوم القيامة ، إن شاء الله تعالى)).

    قلت: ولكي يظهر لك أخي القارئ من هم القوم العارفون والفضلاء المحققون ، أهل الكشف والبصيرة ، الموصفون بحسن السيرة وصفاء السريرة ، عند النابلسي ، تفضل واقرأ ما قالته أئمة الإسلام في هؤلاء:


    ابن عربي [url=http://www.alsoufia.com/articles.aspx?id=1178&page_title=سير وتراجم&book_link=False]اضغط هنا[/url]

    ابن الفارض [url=http://www.alsoufia.com/articles.aspx?id=1195 & page_title=سير وتراجم&book_link=False]اضغط هنا[/url]

    العفيف التلمساني [url=http://www.alsoufia.com/articles.aspx?id=1202 & page_title=سير وتراجم&book_link=False]اضغط هنا[/url]

    عبد الحق بن سبعين [url=http://www.alsoufia.com/articles.aspx?id=1204 & page_title=سير وتراجم&book_link=False]اضغط هنا[/url]

    عبد الكريم الجيلي [url=http://www.alsoufia.com/articles.aspx?id=1185 & page_title=سير وتراجم&book_link=False]اضغط هنا[/url]

    توثيق المقال:

    وثيقة (1) ـ (2) ـ (3) ـ (4)


    نقلا من

    http://www.alsoufia.com/articles.aspx?id=1364&page_id=0&page_size=15&links=False&gate_id=0

    [list]
    أبو الحسن حافظ بن غريب
    أبو الحسن حافظ بن غريب
    كان الله تعالى له وجعل ما يفعله في ميزان حسناته
    كان الله تعالى له وجعل ما يفعله في ميزان حسناته


    ذكر عدد الرسائل : 139
    العمر : 55
    البلد : مصر السنية
    العمل : دبلوم المعهد العالي للدراسات الإسلامية
    شكر : 0
    تاريخ التسجيل : 30/04/2008

    وحدة الوجود عند الصوفية .. حقيقتها وآثارها وأبرز رجالها Empty عقيدة ابن سبعين في وحدة الوجود

    مُساهمة من طرف أبو الحسن حافظ بن غريب 15.08.08 22:18

    عقيدة ابن سبعين في وحدة الوجود

    الحمد لله رب العالمين، وصلى الله وسلم على نبينا محمد الأمين، وعلى آله وصحابته أجمعين.

    أما بعد:

    فإن أقطاب الصوفية لهم أقوال عجيبة قد لا يصدقها الإنسان ولكن حين يقرأها ويعرف مصدرها يعرف حقيقة ما عليه أدعياء وحدة الوجود من أمثال ابن سبعين وابن الفارض والحلاج، وهاك بعض نصوص ابن سبعين في القول بأن كل ما في هذا الوجود فهو الله، وهو خالق لا مخلوق.

    يقول ابن سبعين في الرسالة النورية مخاطباً تلميذه:

    وجميع ما توجه الضمير إليه اذكره به ولا تبال، وأي شيء يخطر ببالك سمه به، من اسمه (الوجود) كيف يخص بأسماء منحصرة؟ هيهات! الله لا اسم له إلا الاسم المطلق أو المفروض، فإن قلت: نسميه بما سمى به نفسه أو نبيه، يقال لك: من سمى نفسه (الله) قال لك: أنا كل شيء، وجميع من تنادي أنا. وقد يصعب عليك هذا فعسى أن تسلم أنه معك بالعلم والفعل، فإذا سلمت هذا تسلم أن الذي استجاب لك هو الوجود، فإذا سلمت ذلك فعجل بذلك، ولا تكن كذلك فما يحق لك ذلك؛ يا هالك يا مالك انظر من حالك وقل بعد ذلك: يا حق يا أبد يا راحم يا أحد يا أكبر يا واجب الوجود، الذي الوجود ووحدته واحد، يا ماهية كل ماهية، يا آنية كل آنية.. لا شيء عندي إلا أنت.. لأن الكذب لا يجوز على الله ولا مع الله، ولا شيء أكذب من لسان الإضافة، ولا شرك أقبح من شركها... ولا يعتبر المحقق في ذلك إلا الله، وبد البد، والهو هو.

    يعني بقوله: (لسان الإضافة) إضافة شيء إلى الله، مثل (عبد الله، أو مخلوقات الله...) أو إضافة الله إلى شيء، مثل: (خالق الكون..) لأن الإضافة تعني الاثنينية، أي: وجود اثنين، خالق ومخلوق وهذا عند الصوفية كذب وشرك لأنه لا موجود إلا الله، والكون هو الله.

    ويقول في إحدى رسائله:

    ... واضرب عن الوهم والحس والخيال والعادة، واخرج عن لواحقك ومحمولك وموضوعك... واطلب واحدك بوحدتك، واخرج عن وترك الخاص بك كما خرجت عن شفعك التابع لك، حتى يبقى الواحد. (أقول: هذا الكلام مثل كلام الشيخ رسلان).

    وكان ابن سبعين يقول هو وأصحابه في ذكرهم: (ليس إلا الله) بدل قول المسلمين: (لا إله إلا الله).

    ويقول في أحد الفصول التالية لـ(ملاحظات على بد العارف):

    يا هذا، غض بصر إدراكك عن غير الله، ثم قل لنفسك: ياخسيسة المنزلة، متى ثبت سواه؟ حتى تستريبي فيه وتغضي بصرك عنه! هو الله.. فلا هو إلا هو ولا يمكن غير ذلك. اهـ.

    - أرجو الانتباه والتدقيق في معنى العبارة الأخيرة: (... ولا يمكن غير ذلك).

    ويقول: ...لو كان فيهما موجود غير الله لكان الله وبالوهم لفسدت...

    ويقول:

    كم ذا تموّه بالشعبين والعلم والأمر أوضح من نار على علم

    وكم تعبر عن سلع وكاظمة وعن زرود وجيران بذي سلم

    ظللت تسأل عن نجد وأنت بها وعن تهامة هذا فعل متهم

    في الحي حي سوى ليلى فتسأله عنها سؤالك وهم جر للعدل

    ويقول:

    ليس من فوه بالوصل له مثل من سير به حتى وصل

    لا ولا الواصل عندي كالذي قرع الباب وللدار دخل

    لا ولا الداخل عندي كالذي سارروه وهو للسر محل

    لا ولا من سارروه كالذي صار إياهم فدع عنك العلل

    فمحوه عنه فيهم فانمحى ثم لما اثبتوه لم يزل

    ذاك شيء علق القلب به لو تجلى ذاك للخلق قتل

    ويقول في (رسالة الإحاطة):

    رب مالك وعبد هالك، ووهم حالك، وحق سالك، وأنتم ذلك! اختلط في الإحاطة الزوج مع الفرد، واتحد فيه النجو مع الورد، واتفق فيه السقر مع القر، وبالجملة السبت هو يوح الأحد، والموحد هو عين الأحد، ويوم الفرض هو يوم العرض، والذاهب من الزمان هو الحاضر، والأول في العيان هو الآخر، والباطن في الجَنَان هو الظاهر، والمؤمن في الجِنان هو الكافر، والغني هو الولي، والفقير هو الغني، وهذه وحدات حكمية، لا أحداث وهمية.

    يريد بقوله: (عبد هالك) أي: لا وجود للعبد؛ والنجو هو الغائط.

    ويقول في إحدى رسائله:

    الله فقط، الله المستعان والمستعين، والإعانة معنى فيه في كونه معيناً ومستعيناً، والحمد لله في الأزل والأبد ولي المجد، ومن هو بهما عين الحامد والحمد... ولا حول ولا قوة إلا بالساري بذاته في أفعاله عن أسمائه بصفاته، أحب فتسمى بالحي، وأحاط فتسمى بالعالم... هو عين كل ظاهر، فحق له أن يتسمى بالظاهر، وهو معنى كل معنى فحق له أن يتسمى بالباطن.

    ويقول في رسالة ثانية:

    استمع لما يوحى ويستقرا... من أبصر مقصوده كف عن سواه لأنه سواه، وشرط من سري واستوى قطع وهم السوى، فمن قربه الله يقول: الله فقط... ويحرر قضيته البسيطة بإطلاق الهوية على الآنية.

    - للتذكير: الهوية من قولهم: (هو) إشارة إلى الله سبحانه، والآنية إشارة إلى المخلوقات التي هي تعينات.

    والله أعلم، وصلى الله وسلم على نبينا محمد وعلى آله وصحابته أجمعين.

    اقتبس هذا المقال من كتاب: (الكشف عن حقيقة الصوفية لأول مرة في التاريخ) للمؤلف: (محمود عبد الرؤوف القاسم).

    نقلا من
    http://www.alsoufia.com/articles.aspx?id=1639&page_id=0&page_size=15&links=False&gate_id=0
    avatar
    الشيخ إبراهيم حسونة
    كان الله تعالى له وجعل ما يفعله في ميزان حسناته
    كان الله تعالى له وجعل ما يفعله في ميزان حسناته


    ذكر عدد الرسائل : 9251
    شكر : 7
    تاريخ التسجيل : 08/05/2008

    وحدة الوجود عند الصوفية .. حقيقتها وآثارها وأبرز رجالها Empty وحدة الوجود عند عبد الحليم محمود بين الحقيقة والوهم وأسلمتها

    مُساهمة من طرف الشيخ إبراهيم حسونة 12.09.08 10:36

    وحدة الوجود عند عبد الحليم محمود بين الحقيقة والوهم وأسلمتها
    بسم الله الرحمن الرحيم

    إن الحمد لله نحمده ونستعينه ونستغفره ، ونعوذ بالله من شرور أنفسنا ، ومن سيئات أعمالنا ، ومن يهده الله فلا مضل له ، ومن يضلل فلا هادي له ، وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له ، وأشهد أن محمداً عبده رسوله { يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُواْ اتَّقُواْ اللّهَ حَقَّ تُقَاتِهِ وَلاَ تَمُوتُنَّ إِلاَّ وَأَنتُم مُّسْلِمُونَ } ، { خَلَقَكُم مِّن نَّفْسٍ وَاحِدَةٍ وَخَلَقَ مِنْهَا زَوْجَهَا وَبَثَّ مِنْهُمَا رِجَالاً كَثِيراً وَنِسَاء وَاتَّقُواْ اللّهَ الَّذِي تَسَاءلُونَ بِهِ وَالأَرْحَامَ إِنَّ اللّهَ كَانَ عَلَيْكُمْ رَقِيبا } ، { يا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اتَّقُوا اللَّهَ وَقُولُوا قَوْلاً سَدِيداً ، يُصْلِحْ لَكُمْ أَعْمَالَكُمْ وَيَغْفِرْ لَكُمْ ذُنُوبَكُمْ وَمَن يُطِعْ اللَّهَ وَرَسُولَهُ فَقَدْ فَازَ فَوْزاً عَظِيماً } .

    أما بعد : فإن خير الحديث كتاب الله ، وخير الهدى هدى محمد صلى الله عليه وسلم ، وشر الأمور محدثاتها ، وكل محدثة بدعة وكل بدعة ضلالة وكل ضلالة في النار .

    إن وحدة الوجود هي الغاية القصوى في التوحيد عند خواص الصوفية أو كما يعبر عنهم بخاصة الخاصة ، وهذه العقيدة هي المرتبة الرابعة من مراتب التوحيد عند الصوفية ، فما هي هذه العقيدة ؟ هي أن ترى الوجود واحد ، أي الله عين كل شيء – عياذا بالله – وفي الحقيقة ليس كل الصوفية يعتقدون هذه العقيدة بل هي عقيدة الخواص كما قال الغزالي في كتابه إحياء علوم الدين في باب التوحيد ، فغالب من يدافع عن هذه العقيدة من الصوفية الذين اطلعت على كلامهم خلطوا بين المرتبة الثالثة والرابعة من مراتب التوحيد عند الصوفية ، فالمرتبة الثالثة هي كما قال العزالي في إحياء علوم الدين قال : (( والثالثة: أن يشاهد ذلك بطريق الكشف بواسطة نور الحق وهو مقام المقربين، وذلك بأن يرى أشياء كثيرة ولكن يراها على كثرتها صادرة عن الواحد القهار )) ، فهذه المرتبة يفرق بين وجودين فهو يلحظ سر قدر الله فيها سبحانه وتعالى وهذا تفريق بين الذاتين أو الوجودين ، أما المرتبة الرابعة فقد قال عنها الغزالي : (( والرابعة: أن لا يرى في الوجود إلا واحداً، وهي مشاهدة الصديقين وتسمية الصوفية الفناء في التوحيد، لأنه من حيث لا يرى إلا واحداً فلا يرى نفسه أيضاً، وإذا لم ير نفسه لكونه مستغرقاً بالتوحيد كان فانياً عن نفسه في توحيده، بمعنى أنه فني عن رؤية نفسه والخلق )) ، فهو في هذه المرتبة لا يشهد إلا واحدا حتى نفسه لا يشاهدها ، أي الكل واحد ، ومن خلال ما تقدم يظهر لك جليا الفرق بين المرتبتين فالثالثة تفرق بين والرابعة لا ترى إلا واحدا .

    وبعد ما عرفت الفرق بين المرتبة الثالثة والرابعة من مراتب التوحيد نحب أن ننبه عليها وهي أن هناك خلط يخلطه المنافحون عن وحدة الوجود بين مصطلحات الصوفية وبين علم الكلام ، فينزل معنى الوجود عند أهل الكلام على معنى الوجود عند خواص الصوفية ، وهناك فرق في معنى الوجودين وإن اتفق الاسم أي اسم الوجود .

    والآن نذكر أقوال خواص الصوفية في وحدة الوجود بمعنى أن الوجود واحد ، قال القاشاني وهو يتكلم عن مصطلح وحدة الوجود : ((
    يعني به عدم انقسامه إلى واجب والممكن ، وذلك أن الوجود عنده هذه الطائفة ليس ما يفهمه أرباب العلوم النظرية من المتكلمين والفلاسفة ، فإن أكثرهم يعتقد أن الوجود عرض الذي ظنوا عرضيته هو ما به تحقق حقيقة كل موجود وذلك لا يصح أن يكون أمراً غير الحق عز شأنه .
    وأيضاً : لما كان للذات الموصوفة بالوحدة اعتباران :
    أحدهما : اعتبار واحديتها ، وإحاطتها ، وشمولها للأسماء والحقائق وهي الحضرة التي تمسى مرتبة الجمع والوجود كما عرفت .
    وثانيهما : اعتبار أنها هي عين تلك الحقائق التي اشتملت عليها وأحاطت بها لا غيرها ، وكان الوجود أصل تلك الحقائق ، وأظهرها حكما للمدارك ، فكان الوجود عين الذات بهذا
    )) [ لطائف الإعلام في إشارات أهل الإلهام ص 465 ] .

    قد بين القاشاني في تعريفه السابق أن معنى الوجود عند الصوفية يختلف عن أهل النظر والفلاسفة حيث قال : (( وذلك أن الوجود عنده هذه الطائفة ليس ما يفهمه أرباب العلوم النظرية من المتكلمين والفلاسفة )) ، فالوجود عند أهل النظر ينقسم إلى وجودين وجود الله تعالى (( الواجب أو واجب الوجود )) ، ووجود المخلوقات (( الممكن أو الموجودات )) ، فما هو الوجود عند الصوفية الجواب كما قاله القاشاني قال : (( يعني به عدم انقسامه إلى واجب والممكن )) ، فالوجود عند الصوفية لا ينقسم إلى قسمين كما هو الحال عند أهل النظر بل هو واحد كم قال الغزالي .

    ويبين القاشاني سبب اختلاف الصوفية مع أهل النظر وهو أن أهل النظر يعتقدون أن الوجود عرض أي زائل وهو يعني هنا وجود المخلوقات ، أما الصوفية فالوجود عندهم هو (( ما به تحقق حقيقة كل موجود )) ، وحقيقة كل موجود عندهم هو الله عز وحل حيث قال : ((وذلك لا يصح أن يكون أمراً غير الحق عز شأنه )) فهذه نظرة خواص الصوفية للوجود بشكل عام .

    والوجود أو الذات كما يسمى أيضا لها اعتباران عند الصوفية فالاعتبار الأول هو أن تجمع الأسماء والحقائق أي تجمع الاسم (( أي موجود )) وحقيقته (( أي الله )) وهذا يسمى عندهم بالجمع أي الحق بلا خلق ، وهذا الاعتبار يخص الوجود جيمعه أو كله ، وليس تعين أو موجود واحد .

    والاعتبار الثاني أن الحقائق أو الموجودات أو التعينات هي عين الله عز وجل أو عين الذات أو عين الوجود ، فالله والذات والوجود أسماء لمسمى واحد فحتى في حال الفرق يكون كل موجود أي تعين ؛ عين الله ، فلذلك قال القاشاني في نهاية هذا الاعتبار : (( فكان الوجود عين الذات بهذا )) .

    ونذكر الآن أقوال الصوفي الصريحة في هذا المعنى قال ابن عربي : (( فإن العارف مَنْ يرى الحق في كل شيء ، بل يراه عين كل شيء )) [ فصوص الحكم ص 192 ] ، فالعارف عند ابن عربي من يرى الله عين كل شيء وصرح هنا ابن عربي حتى لا يفهم من عبارته (( الحق في كل شيء )) المرتبة الثالثة من مراتب التوحيد أو الفناء فصرح أن الحق (( عين كل شيء )) حتى لا يلتبس على القارئ المعنى الذي يريده ابن عربي .

    ولم يكن هذا النص الوحيد الذي يصرح فيه ابن بوحدة الوجود فقد قال في تفسيره لآية : { فإينما تولوا فثم وجه الله } قال : ابن عربي : (( { فأينما تولوا } أي أيّ جهة تتوجهون من الظاهر و الباطن { فثمة وجه الله } أي ذات الله المتجلية بجميع صفاته أو ولله الإشراق على قلوبكم بالظهور فيها والتجلي لها بصفة جماله حالة شهودكم وفنائكم والغروب فيها بتستره واحتجابه بصورها وذواتها واختفائه بصفة جلاله حالة بقائكم بعد الفناء فأيّ جهة تتوجهوا حيئذ فثم وجه لم يكن شيء إلا إياه وحده { إن الله واسع عليم } جميع الوجود شامل لجميع الجهات والموجودات { عليم } بكل العلوم والمعلومات ... )) [ ص 43 / 1 ] .

    فابن عربي هنا يقول : أي وجه تتوجهون لها فهي ذات الله تعالى لأنه عين كل شيء ، وحتى يوضح أن هذه المرتبة تسبقها مرتبة أخرى وهي المرتبة الثالث وحدة الشهود فقال :


    (( أو ولله الإشراق على قلوبكم بالظهور فيها والتجلي لها بصفة جماله حالة شهودكم وفنائكم والغروب فيها بتستره واحتجابه بصورها وذواتها واختفائه بصفة جلاله حالة بقائكم بعد الفناء فأيّ جهة تتوجهوا حيئذ فثم وجه لم يكن شيء إلا إياه وحده ))

    ففي هذه المرتبة لا يشهد واحد بل يشهد الصورة التي احتجب الله بها وإن كان في الظاهر هو يشهد صورا إلا أن هذه الصور هي حجاب الحق يراها الفاني صورا لأنه لم يرتق إلى المرتبة الرابعة فإذا زاد فناءه وارتقى للمرتبة الربعة علم أن الوجود واحد وأن الله تعالى عبارة عن جميع الجهات والموجودات لذلك قال : (({ إن الله واسع عليم } جميع الوجود شامل لجميع الجهات والموجودات )) .

    ولقد صرح ابن عربي بهذه العقيدة في شعره فقال :

    ظنـنت ظنـوناً بأنك أنتَ *** وما أن تكـون ولا قطٌ كنـتَ
    فــإن أنـت أنت فإنك ربٌ *** وثاني اثنـين دع مــا ظننـتَ
    فـلا فـرق بيـن وجوديكما *** فما بان عنك و لا عنـه بنـتَ
    فإن قلـت جهلاً بأنك غيـرٌ *** خشنت وإن زال جهلك لـنتَ
    فوصلـك هجـر وهجـرك *** وصل وبعدك قربٌ بهذا حسنتَ
    دع العقل وافهم بنور انكشا *** لئلا يفوتـك ما عنـه صـنتَ
    ولا تشـرك مـع الله شيـئاً *** لئـلا تهـون وبالشرك هنـتَ

    [ الرسالة الوجودية ص 42 ]

    وقال أيضاً :
    عرفـت الـرب بالـرب *** بلا شــك ولا ريــب
    فذاتـي ذاتــه حقــاً *** بـلا نقـص ولا عيــب
    ولا غـيران بينهــمـا *** فنفسـي مظهــر الغيب
    ومـن عرفتـه نفســي *** فـلا مــرجٍ ولا شـوب
    وصلـت وصـول محبوبٍ *** بــلا بعــدٍ ولا قـرب
    ونلـت عطـاء ذي قـدم *** بـلا مــن ولا سبــب
    ولا فنيـت لـه نفســي *** ولا تبقـى لــذوي ذوب
    ولكـن قـد تعـرت منك *** عن عبــد وعــن رب

    [ الرسالة الوجودية ص 44 ]

    وقال أيضاً :
    الحق عين الخلق إن كنــت ذا عين *** والخلق عين الحق إن كنت ذا عقل
    وإن كنت ذا عين وعقل فمـا ترى *** سوى عين شيء واحد فيه بالكـل

    [ المعرفة ص 87 ]

    فهذه مقدمة مختصر لنظرية وحدة الوجود كما يعتقدها أرباب التصوف ومقدميهم ذكرناها مدخلا لموضوعنا الأصلي


    وهو مفهوم الشيخ عبد الحليم محمود شيخ الأزهر السابقة لوحدة الوجود

    حيث الشيخ تناول هذا الموضوع في كتابه (( أبو العباس المرسي )) فخلط بين وحدة الشهود ووحدة الوجود

    أو

    بين المرتبة الثالثة والمرتبة الرابعة

    إما عن تأثره بعلم الكلام أو إخفاء حقيقة وحدة الوجود (( عقيدة الخواص )) عند الناس وتلميعها

    وهذا ما سيتضح من خلال المبحث التالي بالتعليق على كلامه

    وقبل التعليق نسرد كلامه بحروفه حتى تتضح الصورة للقارئ الكريم .

    والنقل
    لطفــــــــاً .. من هنــــــــــــا

    avatar
    الشيخ إبراهيم حسونة
    كان الله تعالى له وجعل ما يفعله في ميزان حسناته
    كان الله تعالى له وجعل ما يفعله في ميزان حسناته


    ذكر عدد الرسائل : 9251
    شكر : 7
    تاريخ التسجيل : 08/05/2008

    وحدة الوجود عند الصوفية .. حقيقتها وآثارها وأبرز رجالها Empty رد: وحدة الوجود عند الصوفية .. حقيقتها وآثارها وأبرز رجالها

    مُساهمة من طرف الشيخ إبراهيم حسونة 12.09.08 10:39

    t=Arial]]
    قال الشيخ الدكتور عبد الحليم محمود في كتابه (( أبو العباس المرسي )) ما نصه : (( نريد أن نبدأ مباشرة بملاحظة تزيل – بصورة غير متوقعة – حدة المناقشة في هذا الموضوع . وذلك أننا بصدد ( وحدة الوجود ) ولسنا بصدد وحدة الموجود . والموجود متعدد : سماء وأرضا . جبالا وبحارا . لونا ورائحة وطعما . متفاوت ثقلا وخفة ... الخ

    ولم يقل أحد من الصوفية الحقيقيين – ومنهم ابن العربي والحلاج – بوحدة الموجود – وما كان للصوفية ، وهم الذروة من المؤمنين أن يقولوا – وحاشاهم – بوحدة الموجود . وقد تتساءل : من أين اذن أتت الفكرة الخاطئة التي يعتقدها كثير من الناس . من أن الصوفية يقولون بوحدة الموجود ؟! وتفسير ذلك لا عسر فيه : إن فريقا من الفلاسفة في الأزمنة القديمة ، وفي الأزمنة الحديثة ، يقولون بوحدة الموجود . بمعنى أن الله – سبحانه وتعالى عن إفكهم – هو والمخلوقات شيء واحد .

    قال بذلك هيراقليط في العهد اليوناني : والله عند نهار وليل صيف وشتاء ، وفرة وقلة ، جامد وسائل – أنه على حد تعبيره – كالنار المعطرة تسمى بإسم العطر الذي يفوح منها تقدس سبحانه وتنزه عما يقول

    والله سبحانه وتعالى في رأي ( شلي ) في العصور الحديثة . هو هذه البسمة الجميلة على شفتي طفل باسم . وهو هذه النسائم العليلة التي تنعشنا ساعة الأصيل . وهو هذه الإشراقة المتألقة بالنجم الهادي في ظلمات الليل ، وهو هذه الوردة اليافعة تنفتح وكأنها ابتسامات شفاه جميلة . إنه الجمال إينما وجد ، ولكنه أيضا – سبحانه وتعالى – القبح أينما كان . وكما يكون طفلا فيه نضرة ، وفيه وسامة . يكون جثة ميت ، ويكون دودة تتغذى من جسد ميت . ويكون قبرا يضم بين جدرانه هذه الجثة ، وهذا الدود . أستغفرك ربي أوتوب اليك .

    ولوحدة الوجود – بمعنى وحدة الموجود – أنصار في كل زمان .

    ولما قال الصوفية .. بالوجود الواحد .. شرح خصومهم الوجود الواحد بالفكرة الفلسفية عن وحدة الوجود بمعنى وحدة الموجود وفرق كبير بينهما . ولكن الخصومة كثيرا ما ترضى عن التزييف وعن الكذب في سبيل الوصول إلى هدم الخصم . والغاية تبرر الوسيلة كما يقولون .

    وشيء آخر في غاية الأهمية ، كان له أثر كبير في الخطأ في فهم فكرة الصوفية عن الوجود الواحد ، وهو أن الإمام الأشعري رضي الله عنه رأي في فلسفته الكلامية أن الوجود هو عين الموجود . ولم يوافقه الكثير من الصوفية على هذه الفكرة الفلسفية . ولم يوافقه الكثير من مفكري الإسلام وفلاسفته على رأيه . وهو رأي فلسفي يخطئ فيه أبو الحسن الأشعري أو يصيب , وما مثله في آرائه الفلسفية الا مثل غيره في هذا الميدان يخطئ تارة ويصيب أخرى .

    وأرى مخالفوه أن الوجود غير الموجود . وأنه ما به يكون وجود الموجود . ولما قال الصوفية بالوجود الواحد . شرح خصومهم فكرتهم في ضوء رأي الأشعري ، دون أن يراعوا مذهبهم ولا رأيهم . ففسروا قولهم بالوجود الواحد على أنه قول بالموجود الواحد .

    وهذا التفسير على هذه الطريقة يسحب الثقة في آراء هؤلاء الخصوم وأمر ثالث يجب ألا نعيره أدنى التفات لأنه أتفه – في منطق البحث – من أن نعيره التفاتا ، هو هذه الكلمات التي تناثرت هنا وهناك مخترعة ملفقة مزيفة ، ضالة في معناها ، تافهة في قيمتها الفلسفية غريبة على الجو الإسلامي تنادي بصورتها ومعناها : أنها اخترعت تضليلا وافتياتا

    انها هذه الكلمات التي يعزونها الى الحلاج رضوان الله عليه ، أو الى غيره .. لا توجد في كتاب من كتبه ولم يخطها قلمه .. لقد اخترعوها اختراعا ثم وضعوها أساسا تدور عليه أحكامهم بالكفر والإضلال . ويكفي أن يتشبث بها انسان فيكون في منطق البحث غير أهل الثقة .

    الوجود الواحد : وهل في الوجود الواحد من شك ؟

    إنه وجود الله المستغني بذاته عن غيره ، وهو الوجود الحق الذي أعطى ومنح الوجود لكل كائن ، وليس لكائن غيره سبحانه . الوجود من نفسه , انه سبحانه الحالق . وهو البارئ المصور .

    " هو الذي يصوركم في الأرحام كيف يشاء "

    ومن بعض معاني التصوير قوله تعالى : " ولقد خلقنا الإنسان من طين . ثم جعلناه نطفة في قرار مكين . ثم خلقنا النطفة علقة فخلقنا العلقة مضغة ، فخقلنا المضغة عظاما ، فكسونا العظام لحما . ثم أنشأناه خلقا آخر . فتبارك الله أحسن الخالقين " .

    وصلة الله بالإنسان إذن : هي أنه سبحانه يمنحه الوجود الذي يريده له في كل لحظة من اللحظات المتتابعة . فشكل حياته في كل بصورة أمده سبحانه وتعالى بها .

    وصله الله بكل كائن : انما هي على هذا النمط : انه سبحانه مثلا : " يمسك السموات والأرض أن تزولا ، ولئن زالتا ان أمسكمهنا تماسكا وتناسقا . وأنه يمسك فيها الكيف والكم ، واذا ما سحب إمداده عنهما تلاشتا كما وكفيا .

    إن الله سبحانه وتعالى محيط بالكون ، مهمين عليه ، قيوم السموات والأرض قائم على كل نفس بما كسبت ، وقائم على كل ذرة من كل خلية وقائم على كل ما هو أصغر من ذلك وما هو أكبر ، بحيث لا يعزب عن هيمنته وعن قيوميته مثقال ذرة في الأرض ولا في السماء .

    هذه القيومية أخذ القرآن والسنة يتحدثان عنها في استفاضة مستفيضة ليهزا الإنسان هزة عنيفة ، فلا يخلو على الأرض ، ولا يتبع هواه ، وانما يرتفع ببصره ، ويستشرف بكاينه الى الملأ الأعلى مستخلصا نفسه من عبودية المادة ليوحد الله سبحانه وتعالى في عبودية خالصة ، وفي إخلاص لا يشوبه شرك من هوى أو شرك من سيطرة المادة أو الغرائز

    ونريد الآن أن نصور بعض مواقف القرآن في هذا الصدد : أن الله سبحانه وتعالى يوجه نظرنا في سورة الواقعة إلى مسائل نحن عنها في العادة غافلون :
    " أفرأيتم ما تمنون ؟ . أأنتم تخلقونه أم نحن الخالقون ؟! "
    " أفرأيتم ما تحرثون ؟! أأنتم تزرعونه أم نحن الزارعون ؟! "
    " أفرأيتم النار التي تورون ؟ أأنتم أنشأتم شجرتها أم نحن المنشئون ؟
    وعلى العكس من ذلك : لو شاء الله لما خلق هذا الفرد ، ولجعل الزرع حطاما .

    ولما أنزل الماء من المزن ، ولما أنشأ شجرة النار . انه سبحانه بيده الأمر سلبا وإيجابا ، وبيده أمر الخلق إيجاد وإعداما .

    أرأيت الى هذه الرمية التي ترميها . إنك ما رميت إذ رميت ولكن الله رمى ..
    أرأيت الى الانتصار في الجهاد ؟
    إن هذا الانتصار من عند الله ، أما القتلى :
    " فلم تقتلوهم ولكن الله قتلهم "

    ورزق الإنسان هذا وطعامه :
    " فلينظر الإنسان إلى طعامه ، أنا صببنا الماء صبا ، ثم شققنا الأرض شقا ، فأنبتنا فيها حبا ، وعنبا وقضبا ، وزيتونا ونخلا ، وحدائق غلبا ، وفاكهة وأبا . متاعا لكم ولأنعامكم .. "

    هذه الهيمنة وهذه القيومية يمر بها قوم فلا يعيرونها التفاتا ، انهم يمرون بها مرور الحيوانات بما تدرك ولا تعقل ، ان الله سبحانه وتعالى لا يحتل من شعورهم درجة أيا كانت ، وهمهم كل همهم مصبحين ممسين ، إنما هو ملء البطن ، أو كنز الذهب والفضة ، أو النزاع على جاه ، أو العمل لتثبيت سلطان . انهم يمرون بآيات الله فلا يشهدونها ، وتحيط بهم آثاره ، فلا ينظرون اليها ، وتغمرهم نعماؤه وآلاؤه ، فلا يوجههم ذلك الى الحمد لا الى الشكر . إن الله سبحانه وتعالى لا يحتل في قلوبهم ولا في تفكيرهم ولا في بيئتهم ، قليلا ولا كسرا . والطرف الآخر المقابل لهذا هو هؤلاء الذي انغمسوا حقا في محيط الإلهية . سبحوا في بحارها ، واستشقوا نسائمها الندية ، وغمهم لألاؤها وضياؤها ؛ لقد بدأوا بحمد الله وشكره على نعماه وآلائه التي تحيط بهم من جميع أقطارهم ، فزادهم نعما وآلاء .
    " لئن شكرتم لأزيدنكم "
    لقد اتقوا الله حق تقاته فعلمهم الله .

    لقد اكتفوا بالله هاديا ونصيرا ، فهداهم الله إلى صراطه المستقيم ، ونصرهم على أنفسهم وعلى أعائدهم . وأخذوا شيئا فشيئا يحالون تحقيق التوحيد : قولا وعقيدة ، وذوقا وتحقيقا ، وأخذوا يرون في " أشهد أن لا إله إلا الله " معاني لا يتطلع إليها غيرهم .

    وبدأ معنى الشرك يتضح لهم بصورة لا تخطر على بال اللاهين الذين شغلتهم أموالهم وأهلوهم ، وبدأوا يحطمون الشرك . يحطمون أصنامه وأوهامه . ومن النفس والهوى والشيطان ، ومن الغرائز الحيوانية ، والغرائز الإنسانية . وانهار الشرك حتى همسات الفؤاد لقد انهار الشرك الواضح ، وانهار الشرك الخفي . وثبت في أذواقهم واستقر في أحوالهم ومقاماتهم أن ( لا إله إلا الله ) وأنه : " إينما تلوا فثم وجه الله " .

    وأينما كانوا فالله معهم وهو أقرب اليهم من حبل الوريد . وهو أقرب اليهم من جلسائهم ومعاشريهم . انه بغمر كيانهم ، فلا يرون غيره سبحانه ، لا يرون غير قيوم السموات والأرض ، ولا يرون غيره مصرفا لليسير من الأمور وللعظيم منها ، ولا يرون غيره مالكا للملك . " يؤتي الملك من يشاء ويذل من يشاء " .

    لقد أصبحوا ربانيين ، وأصبح الله في بصرهم وسمعهم وجوارحهم وفي قلوبهم من قبل ذلك ومن بعده . يشغله كله فلا يدع فيه مكانا للأغيار

    وأخذ هؤلاء الصوفية يوجهون أفراد هذا القطيع من البشر اللاهي عن الله . والسادر في ضلاله .. الى الله تعالى . أخذوا في محاولة جاهدة مستمرة – لا نتزاع الإنسان من الإخلاد الى المادة ليتطلع الى السماء . لقد حالوا أن يوجهوا نظر الناي الى الله تعالى . في الزهرة تتفتح ، وفي الزرع يسقى متجها إلى السماء وفي الشمس تشرق ، وفي القمر يتألف وفي مواقع النجوم ومداراتها .

    وفي كل هذا لإبداع الساري في الكون اخذوا يشرحون معنى تلك الآيات الكريمة : " تبارك الذي بيده الملك ، وهو على كل شيء قدير الذي خلق الموت والحياة ليبلوكم أيكم أحسن عملا وهو العزيز الغفور ، الذي خلث سبع سموات طباقا ما ترى في خلق الرحمن من تفاوت ، فارجع البصر هل ترى من فطور ؟ ثم ارجع البصر كرتين ينقلب اليك البصر خاسئا وهو حسير !! " .

    وكانت تعبيراتهم متذوقين ، وليست التبيرات الجافة لعلماء الكلام أو الفلاسفة ، وهم في تعبيراتهم يشرحون أن الله سبحانه وتعالى الممد الوجود لكل موجود . انه يمد القائم بالقيام ، ويمد الماشيء بالمشي ، والمتحرك بالحركة . انه – على حد تعبير أهل السنة والأشاعرة الذي يقطع ، وليست السكين هي التي تقطع . وهو الذي يحرق وليست النار هي التي تحرق ، وهو الذي حينما يريد ، يقول للنار : كوني بردا وسلاما ، فتكون بردا وسلاما .

    ومهما عبر الصوفية في هذا الميدان عن الوجود الواحد . فقالوا في ذلك : وزعم الناي أنهم أسرفوا واشتطوا ، فافهم سوف لا يبلغون المدى الذي بلغته تلك الآية الكريمة ، التي تمثل في روعة رائعة الهيمنة المهيمنة ، والاستغراق القاهر ، والجلال الشامل ؛ والتي لا تعني وحدة متحدة ، ولا اتحادا متطابقا بين الحالق وبين المخلوق ، أو العابد والمعبود ، والآية هي : " هو الأول والآخر ، والظاهر والباطن " .

    وهذه الآيات القرآنية التي ذكرناها ، هدفها أن تدفعنا دفعا إلى الشعور بقيومية الله سبحانه وتعالى مهيمنة ؛ وهيمنته مسيطرة ؛ والى الشعور بتوجيهه سبحانه وتعالى للإنسان أن يفر الى الله في كل أمر من أموره ، وأن يسمو بنفسه حتى يتحقق بأن :

    ( لا إله إلا الله ) وما فعل الصوفية أكثر من ذلك . انهم مهتدون بهدي القرآن والسنة . يريدون للإنسان أن يكون ربانيا . فإذا ما استمر الكثير من الناس يخلدون الى الأرض ، وينظرون دائما إلى أسفل ، فليس ذلك ذنب الصوفية ، فقد أدوا واجبهم نحو التوجيه إلى الله ، خير أداء .

    أما إذا لم يكتف بعض الأفراد بالإخلاد إلى الأرض ، وبالنظر إلى أسفل . وإنما أخذوا يهاجمون من يدعوهم للتطلع إلى السماء ويوجههم إلى الله تعالى ، فهؤلاء إنما يحاربون الله ورسوله ، وجزاؤهم معروف )) . [ ص 132-140 ] .
    [/size
    avatar
    الشيخ إبراهيم حسونة
    كان الله تعالى له وجعل ما يفعله في ميزان حسناته
    كان الله تعالى له وجعل ما يفعله في ميزان حسناته


    ذكر عدد الرسائل : 9251
    شكر : 7
    تاريخ التسجيل : 08/05/2008

    وحدة الوجود عند الصوفية .. حقيقتها وآثارها وأبرز رجالها Empty رد: وحدة الوجود عند الصوفية .. حقيقتها وآثارها وأبرز رجالها

    مُساهمة من طرف الشيخ إبراهيم حسونة 12.09.08 10:42

    التعقيب على مقال الشيخ عبد الحليم محمود

    قال الشيخ : (( نريد أن نبدأ مباشرة بملاحظة تزيل – بصورة غير متوقعة – حدة المناقشة في هذا الموضوع . وذلك أننا بصدد ( وحدة الوجود ) ولسنا بصدد وحدة الموجود . والموجود متعدد : سماء وأرضا . جبالا وبحارا . لونا ورائحة وطعما . متفاوت ثقلا وخفة ... الخ )) .

    قلت : نلاحظ هنا منذ بداية كلام الشيخ أنه فرق بين الوجود والموجود فهو في هذه الحالة يثبت وجودين أو ذاتين ، حيث قال : (( وذلك أننا بصدد ( وحدة الوجود ) ولسنا بصدد وحدة الموجود )) وهذا يخالف ما عليه أهل الوحدة كما مر ؛ فأهل الوحدة عند الوجود واحد وليس وجودين قال القاشاني : (( يعني به عدم انقسامه إلى واجب والممكن )) ، أما الشيخ هنا فقد قسم إلى وجود ، موجود فلذلك قال الشيخ : (( والموجود متعدد : سماء وأرضا . جبالا وبحارا . لونا ورائحة وطعما . متفاوت ثقلا وخفة )) وهذا الذي يعبر عنه القاشاني بـ (( الممكن )) ، وعلى هذا الأساس الخاطئ بنا الشيخ عبد الحليم مفهوم وحدة الوجود .

    قال الشيخ : (( ولم يقل أحد من الصوفية الحقيقيين – ومنهم ابن العربي والحلاج – بوحدة الموجود – وما كان للصوفية ، وهم الذروة من المؤمنين أن يقولوا – وحاشاهم – بوحدة الموجود . )) .

    قلت : بل صرح ابن عربي والحلاج بذلك فضلا عن غيرهما ، فإذا كان الشيخ عبد الحليم محمود لا يعلم بذلك ؛ فعدم علمه ليس حجة على من علم كما هو معروف عند أهل العلم فمن أقوال ابن عربي قوله : (( فإن العارف مَنْ يرى الحق في كل شيء ، بل يراه عين كل شيء )) [ فصوص الحكم ص 192 ] ، وقوله :

    الحق عين الخلق إن كنــت ذا عين ######## والخلق عين الحق إن كنت ذا عقل
    وإن كنت ذا عين وعقل فمـا ترى ######## سوى عين شيء واحد فيه بالكـل

    [ المعرفة ص 87 ] .

    فهذا تصريح من ابن عربي بوحدة الموجود كما يسميها الشيخ عبد الحليم وتجد هذا المعنى ظاهرا في قول ابن عربي :

    فـلا فـرق بيـن وجوديكما ######## فما بان عنك و لا عنـه بنـتَ

    أما عن الحلاج فقد صرح هو أيضا بهذه العقيدة في كتبه فقال في كتاب الطواسين : (( فالحقيقة ، والحقيقة حقيقة ، دع الخليقة لتكون أنت هو ، أو هو أنت من حيث الحقيقة )) . [ طاسين الصفاء ص 172 ] . فيسرح هنا الحلاج أن الحقيقة لا خليقة حيث بل أنت هو أو هو أنت وإن كان هذا كلام غير محقق على طريقتهم لأنه فصل بين الضميرين .

    وقال أيضا :

    رأيت ربـي بعـين قلبـي ######## فقلت من أنت ؟ قال أنت
    فليس للأين منــك أيـن ######## وليـس أينٌ بحـيث أنت
    أنت الذي حزت كـل أين ######## بنحو " لا أين " فأين أنت
    وليس للوهـم منـك وهم ######## فيعلم الأيـن أيـن أنت
    [ طاسين النقطة ص 180 ] .

    وهذه مناجاة للحلاج يصرح بها أنه عين ربه ، وهل بعد هذه النقول من كتبهم نقول أنهم لم يقولوا بوحدة الموجود ؟؟!!

    قال الشيخ عبد الحليم محمود : (( وقد تتساءل : من أين اذن أتت الفكرة الخاطئة التي يعتقدها كثير من الناس . من أن الصوفية يقولون بوحدة الموجود ؟! وتفسير ذلك لا عسر فيه : إن فريقا من الفلاسفة في الأزمنة القديمة ، وفي الأزمنة الحديثة ، يقولون بوحدة الموجود . بمعنى أن الله – سبحانه وتعالى عن إفكهم – هو والمخلوقات شيء واحد ))

    قلت : هذه ليست فكرة خاطئة بل هذا ما صرح أساطين التصوف كما مر ، وما نقلناه من نقول على سبيل المثال لا الحصر ولو شئنا الحصر طال بنا المقام ، وقد مر في المقدمة كلام القاشاني وهو أجد أئمة التصوف في تعريفه لوحدة الوجود عند الصوفية حيث أنه يختلف عن مفهوم الوجود عند أهل النظر والفلاسفة حيث قال : (( يعني به عدم انقسامه إلى واجب والممكن ، وذلك أن الوجود عنده هذه الطائفة ليس ما يفهمه أرباب العلوم النظرية من المتكلمين والفلاسفة ... الخ )) ، فهذا تصريح من القاشاني أن الوجود لا ينقسم إلى واجب (( الله )) وممكن (( المخلوق )) ، فالذي قاله الشيخ في الكلام المذكور آنفا ليس دقيقا وأن الذي رمى به قدماء الفلاسفة ما هو يقول به أساطين التصوف . وأضف إلى ذلك أن أحد أئمة المتصوف هو عبد الكريم الجيلي قد أثنى على أرسطو وسماه بالعارف حيث قال في كتابه الإنسان الكامل : (( ولقد اجتمعت بأفلاطون الذي يعدونه أهل الظاهر كافرا فرأيته وقد ملأ العالم الغيبي نورا وبهجة ، ورأيت له مكانة لم أرها إلا لآحاد الأولياء فقلت له : من أنت ؟ قال : قطب الزمان وواحد الأوان )) [ ص 185 ] .

    قال الشيخ عبد الحليم محمود بعد أن سرد أقوال بعض الفلاسفة : (( ولوحدة الوجود – بمعنى وحدة الموجود – أنصار في كل زمان )) .

    قلت : لا فرق عند الصوفية بين المعنيين كما بينا وأكبر أنصار هذه الفكرة هم من ذكره الشيخ فضلا عن غيرهم من كبار المتصوفة .

    قال الشيخ عبد الحليم محمود : (( ولما قال الصوفية .. بالوجود الواحد .. شرح خصومهم الوجود الواحد بالفكرة الفلسفية عن وحدة الوجود بمعنى وحدة الموجود وفرق كبير بينهما )) .

    قلت : قد مر كلام القاشاني وبين أن مفهوم الوجود عند الفلاسفة وأهل النظر يختلف عن مفهوم الوجود عند الصوفية ، فالفلاسفة وأهل النظر يقسمون الوجود إلى واجب وممكن ، أما الصوفية فلا يقسمون هذا التقسيم الذي يقسمه الشيخ عبد الحليم ، فهو في هذه الناحية وافق أهل النظر والفلاسفة وخالف المتصوف القدامى فمن هنا يظهر لك الخطأ أو الأساس الذي بنا عليه الشيخ مفهومه لوحدة الوجود ، هو لا يشك يخالف ما قرر أئمة الصوفية ومنظريهم .

    قال الشيخ عبد الحليم : (( ولكن الخصومة كثيرا ما ترضى عن التزييف وعن الكذب في سبيل الوصول إلى هدم الخصم . والغاية تبرر الوسيلة كما يقولون )) .

    قلت : وهذا من التهويل العاطفي الذي يستخدمه المتصوف في الدفاع أو ترقيع ما يقرر أئمتهم ، فهذا كتبهم بين أيدينا ، وما كان العلماء الذين حكموا ببطلان وحدة الوجود بكذابين ولا مفترين ، وهم نقلة الدين ، فيكف يظن بهم أن يكذبون على المتصوف ويتهمونهم بما ليس فيهم ، نعم قد يكون هناك من لم يفهم مراد أئمة الصوفية ، وليس هذا بمبرر لاتهام علماء الأمة بهذه التهمة الشنيعة بأنهم يكذبون على الصوفية ، وقد نقلنا كلام أئمة الصوفية معزوا إلى الجزء والصفحة ، وهذه الكتب مطبوعة متداولة بين الناس ، لم نأتي بمخطوط في خبايا الزوايا ، وهل بعد الحق إلا الضلال ؟!

    قال الشيخ عبد الحليم : (( وشيء آخر في غاية الأهمية ، كان له أثر كبير في الخطأ في فهم فكرة الصوفية عن الوجود الواحد ، وهو أن الإمام الأشعري رضي الله عنه رأي في فلسفته الكلامية أن الوجود هو عين الموجود . ولم يوافقه الكثير من الصوفية على هذه الفكرة الفلسفية . ولم يوافقه الكثير من مفكري الإسلام وفلاسفته على رأيه . وهو رأي فلسفي يخطئ فيه أبو الحسن الأشعري أو يصيب , وما مثله في آرائه الفلسفية الا مثل غيره في هذا الميدان يخطئ تارة ويصيب أخرى )) .

    قلت : وهنا يقحم الشيخ عبد الحليم كلام أبي الحسن الأشعري حتى يدافع عن وحدة الوجود وقد مر أن مصطلح أو ومعنى الوجود يختلف من الصوفية إلى غيرهم فاقحام كلام أبي الحسن هنا ليس له وجه إلا التشويش على القارئ حتى لا يحصل عنده التصور الكامل ، ثم ما الذي يختلف فيه مع أبي الحسن فكلام ينطبع على الموجودات المخلوقات فوجود المخلوق (( الموجود )) هو عين المخلوق (( الموجود )) نفسه فهل وجوده يختلف عنه ؟؟!!

    نعم جاء اعتراض الشيخ على كلام أبي الحسن الأشعري لأنه انزل مصطلح الوجود الصوفي على مصطلح الوجود عند أبي الحسن فلذلك رفض الشيخ عبد الحليم محمود كلام أبي الحسن الأشعري فالوجود عند الصوفية هو الله وهو عين كل شيء – والعياذ بالله – وهذا لا يستقيم مع كلام أبي الحسن الأشعري لأنه جعل الوجود الذي هو عين كل شيء ؛ عين موجود واحد أي كل فرد من الأفراد موجود = الوجود ، وهذا يخالف فكرة وحدة الوجود أي الله عين كل شيء وليس عين دون عين – تعالى الله عن ذلك علوا كبيرا – فإذا تبين لك هذا المعنى عرفت لماذا أنكر الشيخ عبد الحليم محمود على كلام أبي الحسن !! ويتضح هذا المعنى الذي قلناه من كلام الشيخ عبد الحليم محمود التالي حيث قال : (( وأرى مخالفوه أن الوجود غير الموجود . وأنه ما به يكون وجود الموجود )) .
    avatar
    الشيخ إبراهيم حسونة
    كان الله تعالى له وجعل ما يفعله في ميزان حسناته
    كان الله تعالى له وجعل ما يفعله في ميزان حسناته


    ذكر عدد الرسائل : 9251
    شكر : 7
    تاريخ التسجيل : 08/05/2008

    وحدة الوجود عند الصوفية .. حقيقتها وآثارها وأبرز رجالها Empty رد: وحدة الوجود عند الصوفية .. حقيقتها وآثارها وأبرز رجالها

    مُساهمة من طرف الشيخ إبراهيم حسونة 12.09.08 10:44

    قال الشيخ عبد الحليم محمود : (( ولما قال الصوفية بالوجود الواحد . شرح خصومهم فكرتهم في ضوء رأي الأشعري ، دون أن يراعوا مذهبهم ولا رأيهم . ففسروا قولهم بالوجود الواحد على أنه قول بالموجود الواحد )) .

    قلت : الصوفية أولا لا يفرقون بين مصطلح الوجود والموجود ، هذا واضح جدا من أقوالهم وعباراتهم الشهيرة مثل قولهم عن النبي صلى الله عليه وسلم (( سيد الوجود )) فيلزم الشيخ عبد الحليم محمود على ضوء تقسيمه السابق أن النبي صلى الله عليه وسلم سيد الله – العياذ بالله – بل هو عبده ورسوله وهذه أشرف النسب للنبي صلى الله عليه وسلم ، قال أحمد التيجاني قال : (( ما يصل شيء في الوجود من العلم مطلقا إلا من صهريج علي رضي الله عنه لأنه باب مدينة علمه صلى الله عليه وسلم ، لا من الخلفاء الأربعة ولا الصحابة بأجمعهم )) [ جواهر المعاني ص 113 / 1 ] ، فهذا أحمد التجاني أطلق كلمة الوجود لم يقل وجود وموجود وهو من هو عند المتصوفة ، وقال ابن عطاء قال : (( أي أن الكائنات لا تثبت لها رتبة الوجود المطلق لأن الوجود الحق إنما هو لله ، وله الأحذية ( كذا بالاصل والظاهر انها الاحدية ) ، وأما العالم فالوجود له من عدمه ، ومن كان كذلك فالعدم وصفه في نفسه )) [ طبقات الشعراني ص 308 ] ، وهذا ابن عطاء لم يفرق بين المصطلحين فأئمة التصوف المتقدمين لا يفرقون بين المصطلحين .

    وثانيا لقد صرح الصوفي بأن الله عز وجل عين كل شيء كما تقدم ، فأي تصريح يريده الشيخ عبد الحليم محمود أكبر من هذا التصريح ؟!

    وقال الشيخ عبد الحليم محمود : (( وهذا التفسير على هذه الطريقة يسحب الثقة في آراء هؤلاء الخصوم )) .

    قلت : وهنا الشيخ يريد الطعن بعدالة علماء الإسلام الذي يسميهم الصوفية بعلماء الظاهر دفاعا منهم لأساطين التصوف ، وقد بينا أن مفهوم الشيخ عبد الحليم محمود يخالف مفهوم المنظرين لعقيدة الوحدة الوجود ، فطعنه هذا ليس له مبرر إلا التعصب لمشايخ التصوف ، ويا ليه كان على حق !!

    وقال الشيخ عبد الحليم محمود : (( وأمر ثالث يجب ألا نعيره أدنى التفات لأنه أتفه – في منطق البحث – من أن نعيره التفاتا ، هو هذه الكلمات التي تناثرت هنا وهناك مخترعة ملفقة مزيفة ، ضالة في معناها ، تافهة في قيمتها الفلسفية غريبة على الجو الإسلامي تنادي بصورتها ومعناها : أنها اخترعت تضليلا وافتياتا )) .

    قلت : وهذا الكلام يحتوي على حق وباطل ، فالحق منهم أنه عبارات المتصوف بوحدة الوجود ضال في معناها وغريبة على الجو الإسلامي ، وبالباطل منها أنه مخترعة ملفق على أئمة الصوفية ، ولا أعلم عن أي منطلق علمي يتكلم الشيخ وهذه الكلمات مبثوثة في كتب أئمة الصوفية أنفسهم مثل الحلاج وابن عربي فضلا عن محبيهم ومتبعيهم مثل الشعراني والنبهاني والنابلسي وغيرهم ، وللأسف الشيخ هنا تخلى عن أصول أهل العلم واتبع الأسلوب العاطفي في دفاعه عن أئمته القائلين بوحدة الوجود .

    قال الشيخ عبد الحليم محمود : (( انها هذه الكلمات التي يعزونها الى الحلاج رضوان الله عليه ، أو الى غيره .. لا توجد في كتاب من كتبه ولم يخطها قلمه .. لقد اخترعوها اختراعا ثم وضعوها أساسا تدور عليه أحكامهم بالكفر والإضلال . ويكفي أن يتشبث بها انسان فيكون في منطق البحث غير أهل الثقة )) .

    قلت : ولا زال الشيخ هنا بعيدا عن المنهج العلمي والتكلم من منطلق العاطفة فلاحظ قوله (( التي يعزونها إلى الحلاج ... أو غيره لا توجد في كتاب من كتبه ولم يخطها قلمه )) ، فهو نفى حتى عن غيره لم يكتبها في كتاب أو يخطها بقلم فهذا الحكم عند الشيخ لكل عبارة تنسب إلى أئمة القائلين بوحدة الوجود سواء كان الحلاج أو غيره فأي منهج هذا الذي يتبعه الشيخ في دفاعه غير العاطفة ؟! فهو كمن قدم العذر أو دليل البراءة قبل أن يعرف من هو المتهم ويكفي بهذا تعصبا .

    ومن ناحية أخرى يقول الشيخ هذا الكلام وديوان الحلاج وكتاب أخبار الحلاج ، وكتاب الطواسين مطبوع بمصر ومتداول فكيف قول هذا ؟! مع ذلك نقول قد يكون شيخ الأزهر السابق لم يطلع على كتب الحلاج – وهو الصوفي الكبير العارف بالله – فعدم علمه ليس حجة على من علم وقد قدمنا في هذا البحث كلام الحلاج من كتبه التي ألفها هو الحلاج بنفسه ، أما غير الحلاج فحدث ولا حرج فقد ملأت كتبهم المكتبات وهذه الأمر لا يخفى على أصغار طلب العلم فضلا عن شيخ الأزهر !!

    قال الشيخ عبد الحليم : ((
    الوجود الواحد : وهل في الوجود الواحد من شك ؟

    إنه وجود الله المستغني بذاته عن غيره ، وهو الوجود الحق الذي أعطى ومنح الوجود لكل كائن ، وليس لكائن غيره سبحانه . الوجود من نفسه , انه سبحانه الحالق . وهو البارئ المصور .

    " هو الذي يصوركم في الأرحام كيف يشاء "

    ومن بعض معاني التصوير قوله تعالى : " ولقد خلقنا الإنسان من طين . ثم جعلناه نطفة في قرار مكين . ثم خلقنا النطفة علقة فخلقنا العلقة مضغة ، فخقلنا المضغة عظاما ، فكسونا العظام لحما . ثم أنشأناه خلقا آخر . فتبارك الله أحسن الخالقين "
    )) .

    قلت : وهنا يتناقض الشيخ عبد الحليم محمود حيث (( وهل في الوجود الواحد من شك ؟ )) ، بعد بقليل جدا يقول : (( وهو الوجود الحق الذي أعطى ومنح الوجود لكل كائن )) ، فأثبت وجودين وجود لله عز وحل ووجود للأكوان ، وهذا مما يدل على اضطراب الشيخ محمود في فهم وحدة الوجود والمحاولة بأسلمة هذه العقيدة ولكن سرعان ما تتلاشى هذه المحالة بمجرد ذلك القرآن الكريم فهذه الآية الكريمة التي ذكرها هدمت نظرية وحدة الوجود من أساسها حيث بين الله عز وجل أن خالق الإنسان ، فكيف يكون عين ما خلقه هو ؟! والحمد لله ما أوضح العقيدة الإسلامية وأصفاها ، وعندما يحاول المتصفة أسلمة عقائدهم تجدهم يستدلون بأحاديث وآيات تهدم ما يعتقدونه ، لله الحمد والمنة .

    قال الشيخ : (( وصلة الله بالإنسان إذن : هي أنه سبحانه يمنحه الوجود الذي يريده له في كل لحظة من اللحظات المتتابعة . فشكل حياته في كل بصورة أمده سبحانه وتعالى بها )) .

    قلت : وهذا فصل وإثبات وجودين ؛ وجود الله عز وجل ، ووجود آخر يمنحه الله ويمده ، فهذا ينافي القول بالوجود الواحد بمعنى أن الله عين كل شيء – والعياذ بالله - ، فيكون الشيخ هدم النظرية هو يدافع عنها !! ولله الحمد والمنة .


    [size=21]
    قال الشيخ : (( ونريد الآن أن نصور بعض مواقف القرآن في هذا الصدد : أن الله سبحانه وتعالى يوجه نظرنا في سورة الواقعة إلى مسائل نحن عنها في العادة غافلون :
    " أفرأيتم ما تمنون ؟ . أأنتم تخلقونه أم نحن الخالقون ؟! " " أفرأيتم ما تحرثون ؟! أأنتم تزرعونه أم نحن الزارعون ؟! " " أفرأيتم النار التي تورون ؟ أأنتم أنشأتم شجرتها أم نحن المنشئون ؟ وعلى العكس من ذلك : لو شاء الله لما خلق هذا الفرد ، ولجعل الزرع حطاما
    ... الخ )) .

    قلت : هذا المقام الذي يتكلم عنه الشيخ عبد الحليم هو المرتبة الثالث من مراتب التوحيد عند الصوفية ، وهي أن يشهد الله عز وجل في كل شيء أو أنه لا يرى فاعلا إلا الله تعالى كما هو مبثوث في كتب الصوفية .

    ونلاحظ هنا كيف أن الشيخ عبد الحليم خلط بين المرتبة الثالثة والرابعة من مراتب التوحيد المذكورين في المقدمة ، ولا أعلم هل الشيخ عبد الحليم لم يبلغ المرتبة الرابعة فجهلها أم أنه يتعمد الخلط ليبري أئمة الصوفية من القول بوحدة الوجود بمعنى (( الله عين كل شيء )) مستغلا عدم معرفة غالب الناس بمراتب التوحيد عند الصوفية ؟؟

    وبمناسبة ذكر هذه الأدلة ، فأهل وحدة الوجود يستدلون بهذه الآيات على عقيدة في وحدة الوجود ، ويدعون أنها تشير إلى عقيدة وحدة الواجد ، وهذا تجده مبثوثا في كتبهم التي تناولت تأصيل هذه العقيدة .

    قال الشيخ : (( لقد اكتفوا بالله هاديا ونصيرا ، فهداهم الله إلى صراطه المستقيم ، ونصرهم على أنفسهم وعلى أعائدهم . وأخذوا شيئا فشيئا يحالون تحقيق التوحيد : قولا وعقيدة ، وذوقا وتحقيقا ، وأخذوا يرون في " أشهد أن لا إله إلا الله " معاني لا يتطلع إليها غيرهم ))

    قلت : ويشير المؤلف هنا إلى أن للصوفية عقيدة باطنية لا يطلعون الناس عليه ، وفي الحقيقة قد صرح بعضهم بهذه العقيدة وبعضهم يعتبر التصريح بهذه العقيدة كفر قال الغزالي في كتاب إحياء علوم الدين : (( فإن قلت : كيف يتصور أن لا يشاهد إلا واحد وهو يشاهد السماء والأرض وسائر الأجسام المحسوسة وهي كثيرة : فكيف يكون الكثير واحداً ؟ فاعلم أن هذه غاية علوم المكاشفات . وأسرار هذا العلم لا يجوز أن تسطر في كتاب ، فقد قال العارفون : إن إفشاء سر الربوبية كفر )) . [ ص 353/4] .

    فهذا الذي ذكره الغزالي من المعاني التي يقولها كبار الصوفية وبعضهم يعتبر إفشاءها كفر كما حكى الغزالي ، فذلك قال الشيخ عبد الحليم محمود : (( معاني لا يتطلع إليها غيرهم )) ، وهذه المعاني إذا اعتقدها العامي ويعنون بالعامي علماء الظاهر يكون ملحد ، فلذلك قال ابن عربي : (( ومن وحد فقد ألحد )) ، وجاء تفسيرها في كتاب جواهر المعاني قال علي حرازم عن خاتم الأولياء أحمد التجاني : (( وسألته رضي الله عنه – يعني أحمد التجاني – عن معنى قول الشيخ الأكبر : من وحد فقد ألحد ، فأجاب رضي الله عنه بقوله معنى الالحاد هو الخروج عن الجادة المستقيمة فإن العارف إذا وحد بتوحيد العامة فقد ألحد ، والعامي إذا وحد بتوحيد العارف فقد ألحد يعني كفر )) [ جواهر المعاني ص 211 / 2 ] .

    قال الشيخ : (( وبدأ معنى الشرك يتضح لهم بصورة لا تخطر على بال اللاهين الذين شغلتهم أموالهم وأهلوهم ، وبدأوا يحطمون الشرك . يحطمون أصنامه وأوهامه . ومن النفس والهوى والشيطان ، ومن الغرائز الحيوانية ، والغرائز الإنسانية . وانهار الشرك حتى همسات الفؤاد لقد انهار الشرك الواضح ، وانهار الشرك الخفي . وثبت في أذواقهم واستقر في أحوالهم ومقاماتهم أن ( لا إله إلا الله ) وأنه : " إينما تولوا فثم وجه الله " ))

    نلاحظ من كلام الشيخ السابق أن للصوفية معنى خاص للشرك انفردوا به ، وهو القول بالوجودين وقد فسر ابن عربي ماذا يقصدون من تفسير الآية التي استدل بها الشيخ فقال : (( { فأينما تولوا } أي أيّ جهة تتوجهون من الظاهر و الباطن { فثمة وجه الله } أي ذات الله المتجلية بجميع صفاته أو ولله الإشراق على قلوبكم بالظهور فيها والتجلي لها بصفة جماله حالة شهودكم وفنائكم والغروب فيها بتستره واحتجابه بصورها وذواتها واختفائه بصفة جلاله حالة بقائكم بعد الفناء فأيّ جهة تتوجهوا حيئذ فثم وجه لم يكن شيء إلا إياه وحده { إن الله واسع عليم } جميع الوجود شامل لجميع الجهات والموجودات { عليم } بكل العلوم والمعلومات ... )) [ ص 43 / 1 ] .

    ونستشعر من كلام الشيخ عبد الحليم محمود السابق أنه يريد كتم هذه العقيدة فيلمح دون التصريح ، وكفى بها قدحا أن لا يصرح بها معتقديه ، فلا خير بدين يكتمه أهله وهم في عز التمكين .

    قال الشيخ : (( وأينما كانوا فالله معهم وهو أقرب اليهم من حبل الوريد . وهو أقرب اليهم من جلسائهم ومعاشريهم . انه بغمر كيانهم ، فلا يرون غيره سبحانه ، لا يرون غير قيوم السموات والأرض ، ولا يرون غيره مصرفا لليسير من الأمور وللعظيم منها ، ولا يرون غيره مالكا للملك . " يؤتي الملك من يشاء ويذل من يشاء " ))

    قلت : ويعدون الشيخ هنا إلى المرتبة الثالثة من مراتب التوحيد لينزلها على المعنى الرابع الذي هو محل الخلاف والمتهم به الصوفية ، فالشيخ كتب مقالته هذه ليدافع عن الصوفية ، فنجده يترك محل الخلاف ويتكلم في موضوع آخر ، فلم يتهم الصوفية بأنهم يشهدون الله عز وجل في كل شي ، بل لأنهم يقولون : (( الله عين كل شيء )) ، فهذا الخلط أما متعمد للتلبيس على الناس أم أن الشيخ لا يعرف الفرق بين المرتبتين !!

    قال الشيخ : (( وأخذ هؤلاء الصوفية يوجهون أفراد هذا القطيع من البشر اللاهي عن الله ))

    قلت : وهذه النظر المتصوف إلى مخالفيهم بأنهم قطيع ، وهذا يدل على حقيقة أخلاق المتصوف فقائل هذا القول ليس أحد عوام الصوفية بل هو الإمام الأكبر وشيخ الأزهر ، والله المستعان .

    قال الشيخ : (( وكانت تعبيراتهم متذوقين ، وليست التبيرات الجافة لعلماء الكلام أو الفلاسفة ، وهم في تعبيراتهم يشرحون أن الله سبحانه وتعالى الممد الوجود لكل موجود ))

    قلت : قد مر معنى وحدة الوجود عند كبار الصوفية ، وهو غير المعنى الذي يحكيه الشيخ .

    قال الشيخ : (( ومهما عبر الصوفية في هذا الميدان عن الوجود الواحد . فقالوا في ذلك : وزعم الناس أنهم أسرفوا واشتطوا ، فافهم سوف لا يبلغون المدى الذي بلغته تلك الآية الكريمة ، التي تمثل في روعة رائعة الهيمنة المهيمنة ، والاستغراق القاهر ، والجلال الشامل ؛ والتي لا تعني وحدة متحدة ، ولا اتحادا متطابقا بين الحالق وبين المخلوق ، أو العابد والمعبود ، والآية هي : " هو الأول والآخر ، والظاهر والباطن " ))

    قلت : وقد فسرها ابن عربي بأن الله عين كل شيء بناء على المفهوم الصوفية فقال : ((
    وبالفيض المقدس تحصل تلك الأعيان في الخارج مع لوازمها وتوابعها . وذلك الطلب مستند أولاً إلى الاسم الأول والباطن ثم بهما إلى الاسم الآخر والظاهر ، لأن الأولية والباطنية ثابتة الوجود العلمي . والآخرية والظاهرية ثابتة الوجود العيني . وقد نبه سبحانه وتعالى أنه عين كل شيء بقوله : { هو الأول والآخر والظاهر والباطن } .

    فكونه عين كل شيء فبظهوره في ملابس أسمائه وصفاته في عالمي علمه وعينه وكونه غيرها ، فباحتفائه في ذاته ، واستعلائه بصفاته عن مشابهة خلقه . وتنزهه عن الحصر والتعيين ، وإيجاده للأشياء ، واختفائه فيها مع إظهاره إياها
    )) [ المعرفة ص 91 ] .

    فهذه الآية التي ذكرها الشيخ يستدل بها أهل الوحدة على أن الله تعالى عين كل شيء ، والعياذ بالله !!

    وفي نهاية هذا التعليق نعم جيدا أن المعنى الذي يقصد الشيخ عير المعنى الذي قاله أئمة الصوفية ، ولا أخاله يخفى قول كبار الصوفية على مثل الإمام الأكبر ، ولكن شناعة هذا قول تجعل متأخري الصوفية من أمثال الشيخ عبد الحليم يهربون منه ويأولونه ، ولا يقولون الواقع ، ولا خير في دينه يكتمه أهله وهم في هذا التمكين .

    واعتذر للقاري الكريم إن آذيته بمثل هذا الكلام ، ولكن هذه حقيقة عقيدة وحدة الوجود التي يحاول إخفاها متأخري الصوفية .

    هذا وصلى الله على نبينا محمد وعلى آله وأزواجه وسلم .

    ============

    أبو عثمان

    avatar
    الشيخ إبراهيم حسونة
    كان الله تعالى له وجعل ما يفعله في ميزان حسناته
    كان الله تعالى له وجعل ما يفعله في ميزان حسناته


    ذكر عدد الرسائل : 9251
    شكر : 7
    تاريخ التسجيل : 08/05/2008

    وحدة الوجود عند الصوفية .. حقيقتها وآثارها وأبرز رجالها Empty وحدة الوجود عند الصوفية .. حقيقتها وآثارها وأبرز رجالها

    مُساهمة من طرف الشيخ إبراهيم حسونة 30.09.08 12:54

    وحدة الوجود عند الصوفية .. حقيقتها وآثارها وأبرز رجالها

    بسم الله الرحمن الرحيم

    فيما يلي ملخص وفهرس لرسالة جامعية قيمة - لم تُطبع بعد - عنوانها

    " وحدة الوجود عند الصوفية - حقيقتها وآثارها - عرض ونقد "

    للأستاذ

    أحمد القصيِّر

    بإشراف
    الدكتور : ناصر الجديع - وفقهما الله - ، تمت مناقشتها في جامعة الإمام ، عام 1420هـ .

    والذي دعاني لعرض موجزها ؛ تحفيز دور النشر إلى طبعها ، وتمكين المهتمين من الاطلاع عليها ؛ خاصة في هذا الزمن الذي أراد فيه البعض - على اختلاف مصالحهم - بعث عقائد المتصوفة ، وترويجها بين المسلمين ، أو الدفاع عن حامليها ؛ من أمثال ابن عربي .


    =========
    قال المؤلف :


    المؤلفات في الرد على وحدة الوجود

    لما ظهر أصحاب وحدة الوجود في العالم الإسلامي، ذاعت آراؤهم، وكثر أتباعهم، قام العلماء بالرّد عليهم، فألفوا الكتب، وكتبوا الرسائل، كشفوا فيها شبهات الصوفية، وعرّوا مذهبهم، وأوردوا النصوص الشرعية من كتاب الله تعالى، وسنة نبيه محمد صلى الله عليه وسلم المبطلة لمذهبهم، وحذروا الأمة من هذا المعتقد الكفري، وبينوا لهم الواجب تجاه أصحابه، وأوضحوا مناقضة وحدة الوجود لأصول الإسلام.

    ومن هذه المؤلفات ما يلي:

    1 – رسالة في ذم ابن عربي، لمحمد الكاملي.
    مخطوط، بدار الكتب المصرية 816 مجاميع طلعت.

    2 – كتاب الارتباط، لقطب الدين القسطلاني.

    3 – نصيحة صريحة، لقطب الدين القسطلاني.

    4 – أشعة النصوص في هتك أستار الفصوص، لأحمد الواسطي.
    مخطوط، معهد المخطوطات العربية 193 تصوف.

    5 – البيان المفيد في الفرق بين الإلحاد والتوحيد، لأحمد الواسطي.
    6 – حقيقة مذهب الاتحادية، لابن تيمية.
    طبع ضمن مجموع الفتاوى 2/134 – 285، وطبع مفرداً.

    7 – الحجج النقلية والعقلية فيما ينافي الإسلام من بدع الجهمية والصوفية، لابن تيمية.
    طبع ضمن مجموع الفتاوى/ 286 – 362.

    8 – الرد الأقوم على مافي فصوص الحكم، لابن تيمية.
    طبع ضمن مجموع الفتاوى 2/362 – 451.

    9 – رسالة إلى نصر المَنْبجي، لابن تيمية.
    طبعت ضمن مجموع الفتاوى 2/452 – 480.

    10 – السبعينية، أو الرد على ابن سبعين وأهل الوحدة، أو بغية المرتاد في الرد على المتفلسفة والقرامطة والباطنية أهل الإلحاد من القائلين بالحلول والاتحاد، لابن تيمية.
    طبعت ضمن الفتاوى الكبرى 5/301 – 443، وطبعت مفردة سنة 1408هـ، ونشرته مكتبة العلوم والحكم.

    11 – القول المنبي عن ترجمة ابن عربي، لعبداللطيف السعودي.

    12 – الغيث العارض في معارضة ابن القارض، لعبداللطيف السعودي.

    13 – بيان حكم مافي الفصوص، لعبداللطيف السعودي.

    14 – أباطيل الفصوص لسعد الدين التفتازاني.
    مخطوط، معهد المخطوطات العربية 203 تصوف.

    15 – الرد على أهل وحدة الوجود للتفتازاني.
    طبع في إستانبول سنة 1294هـ.

    16 – تسورات النصوص على تهورات الفصوص، لمحمد الغزِّي.

    17 – كشف الظلمة عن هذه الأمة، لابن نور الدين الخطيب.

    18 – تحذير النبيه والغبي من الافتتان باب عربي، لتقي الدين الفاسي.
    مفقود، لكن الفاسي قد ترجم لابن عربي ترجمة طويلة في كتابه (العقد الثمين بأخبار البلد الأمين)، ونقل أقوال العلماء في ذمه وتكفيره.

    19 – النصيحة، لابن المقري.

    20 – الذريعة في نصرة الشريعة، لابن المقري.

    21 – الحجة الدامغة لرجال الفصوص الزائغة لابن المقري.

    22 – الرد على ابن سبعين وابن عربي، لمحمد البساطي.

    23 – كشف الغطاء عن حقيقة التوحيد وبيان حال ابن عربي وأتباعه المارقين، للحسين الأهدل.
    طبع في تونس سنة 1964م.

    24 – تنبيه الغبي إلى تكفير ابن عربي، للبقاعي.
    طبع بمطبعة السنة المحمدية بالقاهرة سنة 1372هـ.

    25 – تحذير العباد من أهل العناد، للبقاعي.
    طبع بمطبعة السنة المحمدية بالقاهرة، سنة 1372هـ.

    26 – الفارض في تكفير ابن الفارض، للبقاعي.

    27 – القول المُنبي عن ترجمة ابن عربي، للسخاوي.

    28 – تسفيه الغبي في تنزيه ابن عربي، لإبراهيم الحلبي.
    نشر في مجلة الحكمة، العدد الحادي عشر، شوال عام 1417هـ.

    29 – نعمة الذريعة في نصرة الشريعة لإبراهيم الحلبي.
    طبع سنة 1419هـ، ونشرته دار المسير، بالرياض.

    30 – الرد على القائلين بوحدة الوجود، لعلي القاري.
    طبع سنة 1415هـ، ونشرته دار المأمون بدمشق.

    31 – رد الفصوص، لعلي القاري.
    مخطوط، معهد المخطوطات العربية 199 تصوف.

    32 – نصرة المعبود في الرد على أهل وحدة الوجود، للصنعاني.
    وهو كتاب مفقود.

    33 – الصوارم الحداد القاطعة لعلائق أرباب الاتحاد، لمحمد بن علي الشوكاني.
    طبع سنة 1411هـ، ونشرته دار الهجرة بصنعاء.

    34 – الفرق المبين بين مذهب السلف وابن سبعين، لحمد ابن عتيق.
    طبع ضمن الدرر السنية في الأجوبة النجدية 3/346، وطبع مفرداً.

    35 – هذه هي الصوفية، لعبدالرحمن الوكيل.
    طبع سنة 1375هـ، ونشرته دار الكتب العلمية، ببيروت.

    36 – الكشف عن حقيقة الصوفية لمحمود القاسم.
    طبع سنة 1413هـ، ونشرته المكتبة الإسلامية بعمّان.

    37 – ابن عربي الصوفي في ميزان البحث والتحقيق، لعبدالقادر السندي.
    طبع سنة 1411هـ، ونشرته دار البخاري، ببريدة.

    38 – نظرات في معتقدات ابن عربي، لكمال عيسى.
    طبع سنة 1405هـ، ونشرته دار المجتمع بجدة.

    39 – وحدة الوجود في ضوء العقيدة الإسلامية، لخضر سوندك.


    هذه أهم المؤلفات التي خصصها العلماء للرد على وحدة الوجود.

    ويلحظ أن أكثر هذه المؤلفات في الرّد على ابن عربي، لأنه حامل لواء هذا المذهب، وأشهر دعاته، والصوفية من بعده تبع له.

    وقد رد العلماء على هذه العقيدة ضمن مؤلفاتهم التي نقضوا بها الفكر الصوفي عموماً، أو مؤلفاتهم التي خصوا بها طريقة من الطرق الصوفية.

    كما رد كثير من أهل العلم على هذه الطائفة ضمن مؤلفاتهم في العلوم المختلفة، كالعقيدة، والحديث، والتاريخ، وإذا وردت مسألة لأصحاب وحدة الوجود فيها قول، أو نص لهم به استدلال، أو ترجمة لأحدهم.

    وهذا كله يدل على إنكار أهل العلم لهذه العقيدة، وإدراكهم عظم خطرها على الأمة، وأنهم أبانوا – رحمهم الله – حقيقة هذه الطائفة، وكشفوا تلبيس دعاتها، وجلّوا مناقضتها لأصول الإسلام.

    فجزى الله علماء الإسلام، وحماة الدين، أفضل الجزاء، لجهدهم في الدفاع عن الملة، وجهادهم للمبتدعة والزنادقة.



    الخاتمــة

    الحمدلله رب العالمين، والصلاة والسلام على أشرف الأنبياء والمرسلين، نبينا محمد، وعلى آله وصحبه أجمعين.

    يتبع ..



    عدل سابقا من قبل الشيخ إبراهيم حسونة في 30.09.08 13:35 عدل 1 مرات
    avatar
    الشيخ إبراهيم حسونة
    كان الله تعالى له وجعل ما يفعله في ميزان حسناته
    كان الله تعالى له وجعل ما يفعله في ميزان حسناته


    ذكر عدد الرسائل : 9251
    شكر : 7
    تاريخ التسجيل : 08/05/2008

    وحدة الوجود عند الصوفية .. حقيقتها وآثارها وأبرز رجالها Empty رد: وحدة الوجود عند الصوفية .. حقيقتها وآثارها وأبرز رجالها

    مُساهمة من طرف الشيخ إبراهيم حسونة 30.09.08 13:25

    المقدمة
    التعريف بالموضوع
    أهميته وأسباب اختياره


    منهج البحث

    خطة البحث

    شكر وتقدير

    الباب الأول:التعريف بعقيدة وحدة الوجود

    الفصل الأول: معنى وحدة الوجود والفرق بينها وبين الحلول والاتحاد ووحدة الشهود
    المبحث الأول: معنى وحدة الوجود
    المطلب الأول: معنى وحدة الوجود في اللغة
    المطلب الثاني: معنى وحدة الوجود اصطلاحاً
    إنكارهم ثنائية الوجود
    اعتقادهم عدم الكائنات
    اعتقادهم أن الكائنات هي الله تعالى
    محاولتهم الجمع بين الكثرة والوحدة

    الفصل الثاني: مصادر وحدة الوجود
    المبحث الأول: وحدة الوجود في الهندوسية
    المبحث الثاني: وحدة الوجود في الطاويّة
    المبحث الثالث: وحدة الوجود في الفلسفة اليونانية
    أولاً: الأيونيون
    ثانياً: الإيليون
    ثالثاً: الأفلاطونيون المحدثون

    الفصل الثالث: نشأة وحدة الوجود عند الصوفية وأشهر دعاتها
    المبحث الأول: نشأة وحدة الوجود عند الصوفية
    وحدة الوجود نشأت مع نشأة الصوفية
    التصوف ليس هو الزهد أو العبادة
    المطلب الأول: معنى التصوف عند الصوفية الأوائل يدور على الاعتقاد بوحدة الوجود
    التصوف هو الرياضات الموصلة إلى وحدة الوجود
    أقوال الصوفية في ذلك
    تأكيد عدد من الباحثين لذلك
    نماذج من تعريفات الصوفية الأوائل للتصوف
    المطلب الثاني: أصل لفظ التصوف يدل على اعتقاد أوائل الصوفية وحدة الوجود
    الأقوال في تحديد أصل كلمة تصوف
    القول المختار في ذلك
    المطلب الثالث: موقف المجتمع الإسلامي من أوائل الصوفية يدل على سوء عقيدتهم
    المطلب الرابع: اعتقاد أئمة التصوف الأوائل وحدة الوجود
    1- ذو النون المصري
    2- أبو يزيد البسطامي
    3- الخراز
    4- أبو الحسين النوري
    5- الجنيد
    6- الحلاج
    7- الشبلي
    المبحث الثاني: أشهر دعاة وحدة الوجود
    المطلب الأول: الغزالي
    المطلب الثاني: ابن الفارض
    المطلب الثالث: ابن عربي
    المطلب الرابع: ابن سبعين
    المطلب الخامس: الجيلي
    المطلب السادس: النابلسي

    الفصل الرابع: اتفاق الطرق الصوفية على الإيمان بوحدة الوجود
    معنى الطرق الصوفية
    أولاً: المعنى اللغوي
    ثانياً: المعنى الاصطلاحي
    التصوف مذهب واحد
    ثناؤهم على من كتم الأسرار
    سبب كتمانهم لمعتقدهم
    المبحث الثاني: استخدامهم الأسلوب الإشاري
    معنى الأسلوب الإشاري
    استخدامهم الأسلوب الإشاري بحضرة المخالفين وفي المؤلفات
    سبب لجوئهم إلى الأسلوب الإشاري
    أشكال الأقوال الإشارية
    أولاً: الأقوال المجملة
    ثانياً: الأقوال الرمزية
    أشكال الأقوال الرمزية
    1- الغزل
    2- الخمريات
    3- القصص
    ثالثاً: الأقوال الغامضة
    المبحث الثالث: تصريح بعضهم بوحدة الوجود

    الفصل الثالث: طريقة الصوفية للوصول إلى وحدة الوجود
    المبحث الأول: الخضوع لتربية شيخ صوفي
    المطلب الأول: حقيقة الشيخ عندهم
    شروط الشيخ المقبول عندهم
    أولاً: العلم بالشريعة
    ثانياً: العلم بالتصوف
    ثالثاً: إتمامه سلوك الطريق الصوفي
    رابعاً: الإذن له بالتسليك
    المطلب الثاني: مكانة الشيخ عندهم
    المطلب الثالث: أعمال الشيخ عندهم
    أولاً: أمر المريد بالتوبة
    ثانياً: المبايعة وأخذ العهد
    ثالثاً: إلباس المريد الخرقة
    رابعاً: تلقين المريد الذكر
    خامساً: إدخال المريد الخلوة
    سادساً: ترويض نفس المريد
    سابعاً: متابعة تدرج المريد في المقامات
    ثامناً: إعطاء التوجيهات الصوفية للمريد
    المطلب الرابع: آداب المريد مع الشيخ
    أولاً: الآداب الظاهرة
    1- الخشوع والذل له
    2- الاستسلام له
    3- دوام حضور مجلسه
    4- المبادرة إلى خدمته
    5- عدم اتخاذ أكثر من شيخ
    ثانياً: الآداب الباطنة
    1- ألاّ يعترض عليه بقلبه
    2- اعتقاد كماله وعصمته
    3- الغلو في محبته
    4- دوام تخيله
    5- ألاّ يكتمه سراً
    المبحث الثاني: مزاولة الرياضة الصوفية
    المطلب الأول: تعريف الرياضة الصوفية
    المطلب الثاني: مكانة الرياضة عند الصوفية
    المطلب الثالث: أركان الرياضة عندهم
    أولاً: الجوع
    ثانياً: الخلوة
    تعريف الخلوة
    صفة مكان الخلوة
    أهمية الخلوة عندهم
    شروط الخلوة عندهم
    نتائج الخلوة
    ثالثاً: السهر
    رابعاً: الصمت


    عدل سابقا من قبل الشيخ إبراهيم حسونة في 30.09.08 13:34 عدل 1 مرات
    avatar
    الشيخ إبراهيم حسونة
    كان الله تعالى له وجعل ما يفعله في ميزان حسناته
    كان الله تعالى له وجعل ما يفعله في ميزان حسناته


    ذكر عدد الرسائل : 9251
    شكر : 7
    تاريخ التسجيل : 08/05/2008

    وحدة الوجود عند الصوفية .. حقيقتها وآثارها وأبرز رجالها Empty رد: وحدة الوجود عند الصوفية .. حقيقتها وآثارها وأبرز رجالها

    مُساهمة من طرف الشيخ إبراهيم حسونة 30.09.08 13:27

    المبحث الثالث: ملازمة الذكر الصوفي
    المطلب الأول: مكانة الذكر عند الصوفية
    المطلب الثاني: أثر الذكر الصوفي عليهم
    المطلب الثالث: ألفاظ الذكر عند الصوفية
    أولاً: الذكر بالاسم المفرد أو ضمير الغائب
    ثانياً: الذكر بكلام يُعلِّم وحدة الوجود
    ثالثاً: الذكر بألفاظ أعجمية
    رابعاً: الذكر بكلام فيه دعاء لغير الله
    خامساً: الذكر بكلام متكلف ركيك العبارة
    سادساً: الذكر المكوَّن من آيات مقطعة
    سابعاً: الذكر بأذكار شرعية تقال بصفة مبتدعة
    ثامناً: الذكر بأذكار شرعية مع الموافقة ظاهراً للصفة الشرعية
    المطلب الرابع: السماع الصوفي
    تعريفه وصفته
    مكانة السماع عندهم
    أثر السماع عليهم
    المبحث الرابع: التدرج في المقامات
    المطلب الأول: التعريف بالمقامات
    المطلب الثاني: شرح أهم المقامات
    1- مقام التوبة
    2- مقام الزهد
    3- مقام التوكل
    4- مقام المحبة
    5- مقام المعرفة
    المطلب الثالث: الانتهاء من المقامات


    الباب الثالث: آثار عقيدة وحدة الوجود

    الفصل الأول: أثر وحدة الوجود على الإيمان بالله
    المبحث الأول: أثرها على الإيمان بالربوبية
    المبحث الثاني: أثرها على الإيمان بالألوهية
    المطلب الأول: اعتقادهم سقوط العبادة عنهم
    المطلب الثاني: اعتقادهم وحدة الأديان
    المبحث الثالث: أثرها على الإيمان بالأسماء والصفات


    الفصل الثاني: أثر وحدة الوجود على الإيمان بالنبوّة والولاية
    المبحث الأول: أثرها على الإيمان بالنبوّة
    المبحث الثاني: أثرها على الإيمان بالولاية
    المطلب الأول: مفهوم الولاية عند الصوفية
    المطلب الثاني: اعتقادهم ولاية الجهلة والمجانين والفساق
    المطلب الثالث: خصائص الأولياء عند الصوفية
    أولاً: اعتقادهم ربوبية الأولياء
    ثانياً: اعتقادهم ألوهية الأولياء
    ثالثاً: اعتقادهم مشاركة الأولياء لله في أسمائه وصفاته
    المطلب الرابع: تفضيلهم الولاية على النبوة

    الفصل الثالث: أثره وحدة الوجود على الإيمان بالقدر واليوم الآخر
    المبحث الأول: أثرها على الإيمان بالقدر
    المبحث الثاني: أثرها على الإيمان باليوم الآخر

    الفصل الرابع: أثر وحدة الوجود في التزامهم المذهب الباطني والإشراقي
    المبحث الأول: أثرها في التزامهم المذهب الباطني
    المطلب الأول: التعريف بالمذهب الباطني
    المطلب الثاني: المذهب الباطني عند الصوفية
    المطلب الثالث: نماذج من تفسيرهم الباطني
    أولاً: نماذج من تفسيرهم الباطني للقرآن
    ثانياً: نماذج من تفسيرهم الباطني للأحكام الشرعية
    المبحث الثاني: أثرها في التزامهم المذهب الإشراقي
    المطلب الأول: التعريف بالمذهب الإشراقي
    المطلب الثاني: المذهب الإشراقي عند الصوفية
    المطلب الثالث: نتائج التزامهم المذهب الإشراقي
    أولاً: ادعاء النبوة
    ثانياً: ادعاء العلم بالمغيبات
    ثالثاً: ازدراء العلم الشرعي

    الفصل الخامس: أثر وحدة الوجود على الأخلاق
    اعتقادهم أن كل فعل هو فعل الله
    اعتقادهم أن الأفعال كلها محبوبة مرضية
    نماذج من انحرافاتهم الخُلقية
    اعتقادهم أن انحرافاتهم كمالات في الحقيقة


    الفصل السادس: أثر وحدة الوجود على المجتمع
    المبحث الأول: ترك عمارة الأرض
    المبحث الثاني: الاستسلام للأعداء
    المبحث الثالث: تعذيب البدن والنفس


    الباب الرابع: نقد وحدة الوجود

    الفصل الأول: شبهات الصوفية للدلالة على وحدة الوجود والرد عليها
    اعترافهم بأن مذهبهم لا يدرك بالعقل ولا النقل
    المبحث الأول: شبهاتهم النقلية والرد عليها
    المطلب الأول: شبهاتهم من القرآن
    المطلب الثاني: شبهاتهم من السنة
    المبحث الثاني: شبهاتهم العقلية والرد عليها


    الفصل الثاني: الأدلة النقلية والعقلية على بطلان وحدة الوجود
    المبحث الأول: الأدلة النقلية على بطلان وحدة الوجود
    المطلب الأول: إبطال وحدة الوجود بأدلة توحيد الربوبية
    المطلب الثاني: إبطال وحدة الوجود بأدلة توحيد الألوهية
    المطلب الثالث: إبطال وحدة الوجود بأدلة توحيد الأسماء والصفات
    المطلب الرابع: إبطال وحدة الوجود بأدلة الفرق بين الله والعالم
    المبحث الثاني: الأدلة العقلية على بطلان وحدة الوجود


    الفصل الثالث: حكم الاعتقاد بوحدة الوجود
    المبحث الأول: مناقضتها لربوبية الله تعالى
    المبحث الثاني: مناقضتها لألوهية الله تعالى
    المبحث الثالث: مناقضتها لأسماء الله وصفاته
    التكفير المطلق لأهل وحدة الوجود
    ضوابط تكفير الشخص المعين
    محاولة الصوفية تبرئة أئمتهم من الكفر والرد عليهم
    1- زعمهم أن الأقوال مدسوسة عليهم والرد عليهم
    2- زعمهم أن أقوال الصوفية الكفرية يمكن تأويلها والرد عليهم
    3- زعمهم أن أقوال الصوفية صادرة في حال فقد العقل والرد عليهم


    الفصل الرابع: موقف علماء الأمة من عقيدة وحدة الوجود
    المبحث الأول: بيان حكم وحدة الوجود
    المبحث الثاني: المناصحة لأهل وحدة الوجود
    المبحث الثالث: هجر أهل وحدة الوجود
    المبحث الرابع: نفي أهل وحدة الوجود
    المبحث الخامس: التحذير من وحدة الوجود
    المبحث السادس: مناظرة أهل وحدة الوجود
    المبحث السابع: المؤلفات في الرد على وحدة الوجود


    الخاتمة

    النتائج

    التوصيات


    الفهارس
    1- فهرس الآيات
    2- فهرس الأحاديث
    3- فهرس تراجم الأعلام
    4- فهرس المراجع
    5- فهرس الموضوعات
    avatar
    الشيخ إبراهيم حسونة
    كان الله تعالى له وجعل ما يفعله في ميزان حسناته
    كان الله تعالى له وجعل ما يفعله في ميزان حسناته


    ذكر عدد الرسائل : 9251
    شكر : 7
    تاريخ التسجيل : 08/05/2008

    وحدة الوجود عند الصوفية .. حقيقتها وآثارها وأبرز رجالها Empty رد: وحدة الوجود عند الصوفية .. حقيقتها وآثارها وأبرز رجالها

    مُساهمة من طرف الشيخ إبراهيم حسونة 30.09.08 13:30

    جزاك الله خيرا.

    ( وفي الباب كتاب )

    أشعة النصوص في هتك أستار الفصوص، لأحمد الواسطي.

    مخطوط

    معهد المخطوطات العربية 193 تصوف.

    نشرته حديثا


    دار النوادر


    ===


    وعندي سؤال للشيخ سليمان وفقه الله

    هل اطلعت على كتاب صلاح الدين مقبول أحمد(ابو الحسن الندوي ...الوجه الآخر من مؤلفاته))

    وما رأيك في الكتاب فقد تكلم حول وحدة الوجود عند الندوي(طبعا من خلال كتبه التي لم تترجم للعربيه!!!!)



    والنقل عاليه

    لطفـــــــاً .. من هنــــــــــــــا

    أبو محمد عبدالحميد الأثري
    أبو محمد عبدالحميد الأثري
    المدير العام .. وفقه الله تعالى


    ذكر عدد الرسائل : 3581
    البلد : مصر السنية
    العمل : طالب علم
    شكر : 7
    تاريخ التسجيل : 25/04/2008

    وحدة الوجود عند الصوفية .. حقيقتها وآثارها وأبرز رجالها Empty رد: وحدة الوجود عند الصوفية .. حقيقتها وآثارها وأبرز رجالها

    مُساهمة من طرف أبو محمد عبدالحميد الأثري 18.10.08 14:29

    أبو الحسن حافظ بن غريب كتب:


    بِسْمِ اللَّهِ الرَّحْمَنِ الرَّحِيمِ

    وبه نستعين والصلاة والسلام على خير المرسلين سيدنا محمد وعلى إخوانه من النبيين وآله المجتنبين وأصحابه الغر الميامين وسلم

    فهاهي الطريقة العزمية تطل علينا بوجهها الكالح للعباد الشديد الجهل والسواد وقد شمرت عن ساعد العجز والرجز مع ضعف البيان بغير دليل أو برهان في رسائل وكتيبات والتي تهاجم فيها مصابيح الهدى ومنيري الدجى وعناوين التقى ومرشدي الورى , العلماء الربانيين الدعاة الداعين بالحق وللحق مدافعين وعن هذا الدين ذابين منافحين من كذب الأفاكين أو الدعاة الضالين المضلين أو الجهلة المحرومين أو الرويبضة المدعين أو النواعق المفتونين الفتانين , ومن سار وراءهم وسمع نباحهم ولبى نهيقهم

    فشمرت عن ساعد الجد ... وعقدت العزم على الرد .... وعلى الله توكلت وله أخلصت ..... فجمعت وآويت بكتب العزمي آتيت .... وقرأت وأبصرت وأمعنت ..... ومحصت ما كتب وحققت .... فأمسكت القلم وسطرت

    وستكون بعون الله ومشيئته سلسلة مسلسلة على العزمية ساحقة قاضية وسأبد فيها ببعض ماكتب العزمي في عقيدته في وحدة الوجود بلا تعليق لأن فسادها واضحة جلية وياليت قومي يعلمون .


    ولادة شيخ ومؤسس الطريقة العزمية :

    ( ولد السيد محمد ماضي أبو العزائم في ليلة السابع والعشرين من شهر رجب عام 1286 هـ وذلك يوافق الرابع والعشرين من شهر نوفمبر عام 1869م وكان ذلك في زيارة والديه للمسجد المشهور برشيد مسجد سيدي زعلول والقريب من ـ محلة أبو علي ـ التي تقطنها أسرته وهي من أعمال دسوق من البلاد المصرية ) [1]


    عقيدة العزمي في وحدة الوجود

    يقر العزميين في كتاب التوحيد ( الصفات السلبية وهي الصفات التي تثبت التنزيه لله وتنزهه عن الصفات التي لايجوز وصفه سبحانه بها ويجب نفيها عنه لأنها من صفات المخلوقين كالإنفعال والحلول والإتحاد والتجسيم والحركة والسكون )[2]

    وهنا نرى العزميين ينفون الحلول والإتحاد لله وإذا ألقينا نظرة سريعة على ما كتب إمامهم الذي بنعتونه بالمجدد فنرى عقيدته في وحدة الوجود ظاهرة جلية واضحة كالشمس في رابعة النهارفي يوم خالي من الغمام والغبار فهاهوديوانه فيقول فيه :



    فلي الحضور لدى التجلي في الصفا ولي الفنا في غيبتي وتــدان

    جلــيت لي المـــعنى فكنت به أنـــــا ومحا أنا بي باجتلا الحنان [3]


    00 وفي مكان آخر يقول :

    وسكرت من خمـــــرة قدســــــــية بل بالفنا عني لدى إمكانـي

    وأنا الوجوب لدى الغيــــوب تقربا وأنا أنا الإمكان في تحناني [4]



    00 وفي مكان آخر يقول :

    يلوح لدى استجلائه الغيب ظاهــرا فيحجب عني في اتحادي مظاهرا [5]


    00 وفي مكان آخر يقول :

    تحيرت في مبناي كيف تسترت وقد كنـت مظهره الجلي مهاجرا

    ألا أين تكويني وأين حقيقتـــــي فهل سـترت عني فأقبلت شاكرا

    وأين معاليمي وقد كنت مظهرا فأخفى رسومي صار قلبي عامرا

    يقلب في مجلاه سري غامـض وقد يطمئــن القلب إن كنت ذاكرا

    وقد كنت أذكره فأخفي حقيقتي فصرت أنا المـذكور منه وناظرا [6]


    00 وفي مكان آخر يقول :

    أنا مَن ونور الحـــق لاح بلا خفــــــا أفي القدس أم في طينة النأي غائرا

    وضدان قد لاح لـروحـــــــــي جليــه دنـــئ وعال كــن لحالــــي عاذرا

    أراني وأ خفى والجمــيل يرى بــــلا حــــدود رسوم في خفائــي ظاهرا

    فأحتار في شأنـــــي ولولا ظهــــوره لمــــا كنت موجودا وكنت ستائرا

    أنا الحجب والمحجوب والطين مبدءا أنا النــور والســـر المقدس آخـــرا

    ولي مبدء من قبل كـــن حال نشوتي هــو النور نفخته لدى كنت حاضرا[7]

    =-=-=-=-=-=



    [1] بحوث ورسائل علمية عن الإمام المجدد السيد محمد ماضي أبو العزايم

    [2] كتاب التوحيد ص 68

    [3] ديوان ضياء القلوب ج 4 ص 1129

    [4] ديوان ضياء القلوب ج 4 ص 1130



    [5] ديوان ضياء القلوب ص 1131

    [6] ديوان ضياء القلوب ص 1131

    [7] ديوان ضياء القلوب ج 4 ص 1132

      الوقت/التاريخ الآن هو 19.04.24 17:01