خزانة الربانيون

هل تريد التفاعل مع هذه المساهمة؟ كل ما عليك هو إنشاء حساب جديد ببضع خطوات أو تسجيل الدخول للمتابعة.

    كلام ابن خلدون في تاريخه عن العرب يحتاج الى اعادة نظر

    avatar
    الشيخ إبراهيم حسونة
    كان الله تعالى له وجعل ما يفعله في ميزان حسناته
    كان الله تعالى له وجعل ما يفعله في ميزان حسناته


    ذكر عدد الرسائل : 9251
    شكر : 7
    تاريخ التسجيل : 08/05/2008

    الملفات الصوتية كلام ابن خلدون في تاريخه عن العرب يحتاج الى اعادة نظر

    مُساهمة من طرف الشيخ إبراهيم حسونة 09.11.08 16:00

    يقول الدكتور خالد علال كبير في دراسته النقدية :" أخطاء المؤرخ ابن خلدون في كتابه المقدمة "

    موقف ابن خلدون من العرب :

    أصدر ابن خلدون أحكاماً قاسية وغريبة في حق العرب , وفي بعضها ذم صريح لهم , وإنقاص من مكانتهم , فهل قصد بذلك أهل البادية , أم أهل الحضر , أم قصدهم كلهم بدواً وحضراً ؟ وماهي الأحكام التي أصدرها في حقهم ؟ .

    فبالنسبة للتسائل الأول , فقد ذهب الباحث فاروق النبهان إلى القول بأن ابن خلدون استخدم مصطلح العرب , وقصد به الأعراب , وهم اهل البادية الذين يسكنون الصحراء , ثم قال إن كلام ابن خلدون لا يستقيم إلا إذا قلنا إنه يقصد الأعراب , فهل قوله هذا صحيح ؟ .

    لقد تبين لي من تتبع أقوال ابن خلدون في أحكامه التي أطلقها على العرب , أنه أطلق اسم العرب على العرب كلهم بدواً وحضرا معاً , ولكنه قد يطلقه على البدو تحديداً , وهو بلا شك يُدرك الفرق بين عرب البادية وعرب المدينة , لكنه مع ذلك أطلق اسم العرب على الجميع , حتى وإن قصد أحدهما تحديداً , , بحكم أن مصطلح العرب يشملهم جميعاً , فعرب البادية وعرب المدينة في النهاية كلهم عرب , وقد نجد في القبيلة العربية الواحدة , تجمع بين سكن البادية والحضر , فبعض أفرادها يسكنون الحضر , وآخرون يسكنون البادية , وجميعهم عرب .

    وبناء على ذلك فنحن لا نوافق ابن خلدون في تعميمه لذلك المصطلح , والتسوية المطلقة بين الأعراب ةأهل الحضر , نعم كلهم عرب , لكن لعرب البادية خصائص ووضعيات وأحوال تختلف عن عرب المدينة ,وقد فرّق الشرع بينهم , قال تعالى ( الأعراب أشد كفراً ونفاقاً ) , ( ومن الأعراب من يؤمن بالله واليوم الآخر , ويتخذ ما ينفق قربات عند الله وصلوات الرسول ,ألا إنها قربة ) سورة التوبة , وقد نهى رسول الله - عليه الصلاة والسلام - أصحابه عن التعرّب , أي الرجوع إلى حياة البادية , ( الألباني الأحاديث الصحيحة , ج 5/2244) .
    والشواهد الآتية تثبت ما قررته عن ابن خلدون , أولها إنه عندما تكلم عن زوال دول العرب ,قال إنهم في الأصل أمّة متوحشة همهم نهب ما عند الناس , وحتى عندما كونوا دولاً منذ زمن الخلافة الراشدة ,فقد زالت بسرعة , وتقوّض عمرانها وأفقر ساكنه . ( المقدمة ص 118 ) .

    وااشاهد الثاني هو أن ابن خلدون قال إن العرب لا يحصل لهم الملك إلا بصبغة دينية , أو ولاية , أو أثر عظيم من الدين على الجملة , بسبب خُلق التوحش المتأصل فيهم ( نفس المصدر : 119

    وكلامه هذا صريح كل الصراحة في أنه يقصد أساساً العرب من أهل الحضر ,لأن الملك الذي حصل للعرب كان في أهل المدينة , وفيهم ظهر الإسلام أساساً وكونوا دولته .
    والشاهد الثالث هو أن ابن خلدون قال إن العرب أبعد الأمم عن سياسة الملك , لأنهم أكثر الناس بداوة , ومن طبعهم نهب ما عند غيرهم , وحتى إنهم عندما ملكوا كان ذلك بسبب الدين ,فلما تركوه نسوا السياسة , وعادوا إلى بداوتهم (نفسه :119 , 120 )
    وهذا أيضا نص صريح في أن ابن خلدون يقصد بمصطلح العرب , البدو والحضر معاً فكلهم عرب وهم الذين قصدهم , فهم أهل البادية الذين ينهبون ما عند غيرهم , وهم الذين كونوا دولاً باسم الإسلام , وهم الذين عادوا إلى البداوة عندما تركوا الدين , وعليه فإن ماذهب إليه الباحث فاروق النبهان غير صحيح , ولا يستقيم كلام ابن خلدون عن العرب إلا مع الذي ذهبنا إليه .
    وأما عن الأحكام التي أصدرها ابن خلدون في حق العرب فسنذكر منها ثلاثة , أولها إنه قال :( إن العرب لا يتغلبون إلا على البسائط , بسبب طبيعة التوحش التي فيهم , فلا يطلبون إلا الأمور السهلة , ولا يركبون المخاطر , ولا يذهبون إلى المزاحفة والمحاربة إلا دفاعاً عن النفس .


    وأقول : أولا إن حكمه هذا خاطئ من أساسه , ولايصح إصداره في حق أي شعب من الشعوب ,شرعا ولا عقلا , وليس له في زعمه هذا دليل شرعي , ولا عقلي , ولا تاريخي ,

    فكيف سمح لنفسه بإصدار هذا الحكم المطلق الجائر المضحك ؟ ,

    نعم ليس له في ذلك دليل صحيح , وهو حكم لا يصح إصداره في حق أي أمة من الأمم ,لأن كل الشعوب لها القابلية والاستعداد للنهوض والسقوط , والانتصار والانهزام , وهي المتحكمة في زمام أمرها , فإذا اجتهدت وتوحدت انتصرت وحققت أهدافها , وإذا تناحرت وتكاسلت واختلفت فيما بينها ,انهزمت وذهب ريحها ,,,

    وثانيا إنه لو كان العرب لا يتغلبون إلا على البسائط ما وصف الله تعالى العرب المسلمين بأنهم خير أمة , في قوله نعالى " كنتم خير أمة أخرجت للناس , تأمرون بالمعروف وتنهون عن المنكر " ,

    وما حملهم أيضا مسؤولية تبليغ رسالته إلى البشرية جمعاء ,

    وما وعدهم أيضا بالنصر المؤزر , والتمكين في الأرض , في قوله تعالى :" وعد الله الذين آمنوا وعملوا الصالحات ليستخلفنهم في الأرض , كما استخلف الذين من قبلهم , وليمكنن لهم دينهم الذي ارتضى لهم " , ولا شك أمة لا تغلب إلا على البسائط , لا يمكن أن يفها الله تعالى بتلك الصفات , ولا يحملها تلك المسؤوليات الجسام ,,,


    وثانيا إن ماوعد الله به العرب المسلمين قد تحقق على ايديهم على أرض الواقع , فحققوا انتصارات باهرة , وهزموا دولتي الفرس والروم , وملكوا أراضيهم وأموالهم ,,

    والشاهد الثالث هو إن قوله بأن التوحش جبلة في العرب ومتأصل فيهم مهما تحضروا هو قول باطل من أساسه لا يصدق على العرب , ولا على غيرهم من الأمم , لأن البشر كلهم لهم استعداد للتحضر والنهوض والرقي , ,


    والشاهد الرابع هو إن مثال بني هلال وبني سليم الذي ذكره ابن خلدون , لا يصدق على كل العرب , ولا يخص بني هلال وبني سليم دون غيرهم من قبائل شعوب العالم , ولا يصدق عليهم في كل زمان ومكان ,

    فالأعمال التي صدرت عن هؤلاء في تخريبهم لكثير من مظاهر العمران بالمغرب الإسلامي , ليست خاصة بهم ولا بالعرب عامة ,

    وإنما هي موجودة في كل بدو العالم تقريباً ,ببلاد المغرب وفارس وخرسان والصين وغيرها .


    ومثال ذلك قبائل المغول , فهي قبائل بدوية متوحشة , اجتاحت المشرق الاسلامي ودمرته تدميرا خلال القرن السابع الهجري وما بعده .

    وكذلك قبائل الغجر في أوروبا المعاصرة, فهم يفسدون ويقلقون وليسوا عرباً , وعليه فإنه من الخطأ إصدار ذلك الحكم على العرب بطريقة فيها تأكيد وتأبيد .

    وا/ا الحكم الثالث فهو قوله :" إن العرب لا يحصل لهم الملك إلا بصبغة دينية من نبوة , أو ولاية , أو أثر عظيم من الدين على الجملة " , بسبب خلق التوحش الذي فيهم وهم أصعب الأمم انقيادا بعضهم لبعض , للغلظة والأنفة وبعد الهمة , والمنافسة في الرياسة ,فقلما تجتمع أهواؤهم " .


    وردا عليه أقول : أولا إن ذلك الحكم لا يصح إطلاقه على أية أمة من الأمم ,لأنه لا توجد علاقة حتمية بين الدين والدولة , فقد تظهر الدولة ويتخلف الدين , وقد يظهر الدين وتتخلف الدولة , وقد كانت للعرب دول في جنوب الجزيرة العربية وشمالها قبل أن يظهر الاسلام , هذا إذاكان ابن خلدون يقصد بالدين الإسلام فقط , ,,

    ويتبين مما ذكرناه ان ابن خلدون في استخدامه لمصطلح العرب كان يقصد العرب جميعاً بدواً وحضراً , ولم يخص البدو بأحكامه القاسية دون الحضر , ,,
    والنقل
    لطفــــــاً .. من هنـــــــــــا

      الوقت/التاريخ الآن هو 19.04.24 18:11