خزانة الربانيون

هل تريد التفاعل مع هذه المساهمة؟ كل ما عليك هو إنشاء حساب جديد ببضع خطوات أو تسجيل الدخول للمتابعة.

4 مشترك

    مجموع ما انتقد على الأشاعرة

    avatar
    الشيخ إبراهيم حسونة
    كان الله تعالى له وجعل ما يفعله في ميزان حسناته
    كان الله تعالى له وجعل ما يفعله في ميزان حسناته


    ذكر عدد الرسائل : 9251
    شكر : 7
    تاريخ التسجيل : 08/05/2008

    مجموع ما انتقد على الأشاعرة - صفحة 2 Empty رد: مجموع ما انتقد على الأشاعرة

    مُساهمة من طرف الشيخ إبراهيم حسونة 28.09.08 12:38

    تنبيهات هامة على ما كتبه الشيخ محمد علي الصابوني في صفات الله عز وجل تنبيهات هامة على ما كتبه الشيخ محمد علي الصابوني في صفات الله عز وجل

    موجود في من موقع سماحته رحمه الله ,
    وهنا الرابط


    ===========


    ما صحة هذا الكلام (ان بن كثير اشعري)
    http://www.ahlalhdeeth.com/vb/showpo...3&postcount=11



    ============


    الرجاء من المشرف تثبيت الموضوع
    وبخاصة أن أبناء الشعب الجزائري
    سيكونون في أمس حاجة إليه
    إن كان الشيخ بوعمران جاداً
    في تشديده على ''اشتراط صفات أساسية في المفتي'' أهمها التقوى والإلمام بالشريعة والعلم الغزير والاعتدال والأخلاق'' وأن ''تصور المجلس لدار الإفتاء يقوم على مرجعيات أساسية هي المذهب المالكي والعقيدة الأشعرية''.
    http://www.elkhabar.com/quotidien/li...c=30&ida=95329

    __________________


    ===================

    روابط جملة من الكتب التي ردت - أو احتوت على ردودٍ - على الأشاعرة و الماتريدية - مما نشره الأخ المطلبي و غيره على الشبكة جزاهم الله خيراً - :



    1 - " الاشاعرة في ميزان أهل السنة "
    فيصل الجاسم

    http://www.kabah.info/uploaders/al_ash3rah.pdf



    2 - " الإنتصار في الرد على المعتزلة القدرية الأشرار "
    لشيخ الشافعية الإمام الكبير و الفقيه الشهير يحي بن أبي الخير العمراني الشافعي


    http://www.archive.org/download/itsn...mmfe/ermqa.pdf



    3 - " زاهد الكوثري وآراءه الاعتقادية "

    عرض ونقد

    إعداد / علي بن عبد الله بن عبد الرحمن الفهيد .

    http://www.kabah.info/uploaders/al_kauthary.rar



    4 - " آراء الكلابية العقائدية وأثرها في الأشعرية في ضوء عقيدةأهل السنة والجماعة "


    http://www.archive.org/download/itsn...snmmfe/aka.pdf



    5 - "منهج السلف والمتكلمين في موافقة العقل للنقل"

    جابر إدريس علي أمير


    http://www.archive.org/download/itsn...mfe/msmman.pdf


    6 - " التمييز في بيان أن مذهب الأشاعرة ليس على مذهب السلف العزيز "

    حاي بن سالم الحاي أبو عمر


    http://www.archive.org/download/itsn...mmfe/tmeez.pdf


    7 - " حقيقة التوحيد بين أهل السنة والمتكلمين "

    عبد الرحيم بن صمايل السلمي


    http://ia360614.us.archive.org/2/ite...tasm/htasm.pdf
    أو :
    http://www.archive.org/details/htasmhtasm


    8 - " منهج إمام الحرمين في دراسة العقيدة : عرض ونقد "

    أحمد بن عبد اللطيف بن عبد الله آل عبد اللطيف


    صفحة الكتاب:
    http://www.archive.org/details/mehdamehda

    رابط مباشر :
    http://www.archive.org/details/mehdamehda/mehda.pdf
    أبو محمد عبدالحميد الأثري
    أبو محمد عبدالحميد الأثري
    المدير العام .. وفقه الله تعالى


    ذكر عدد الرسائل : 3581
    البلد : مصر السنية
    العمل : طالب علم
    شكر : 7
    تاريخ التسجيل : 25/04/2008

    مجموع ما انتقد على الأشاعرة - صفحة 2 Empty رد: مجموع ما انتقد على الأشاعرة

    مُساهمة من طرف أبو محمد عبدالحميد الأثري 02.10.08 14:56

    معنــــــى الاســـــتواء
    والرد على من أوله بالاستيلاء


    الكاتب / الأخ فهاد

    *** أولاً : أنواع الاستواء الوارد في لغة العرب الذين نزل القرآن بلغتهم :

    هناك نوعان : مطلق ومقيد ..

    فالمطلق : ما لم يقيد بحرف .. كقوله تعالى (( ولما بلغ أشده واستوى )) ...

    ومعناه : كمل وتم ..

    وأما المقيد : فثلاثة أقسام :

    الأول : مقيد بــ ( إلى ) ... كقوله تعالى (( ثم استوى إلى السماء )) ...

    ومعناه : العلو والارتفاع باجماع السلف ...

    الثاني : مقيد بــ ( على ) ...

    كقوله تعالى (( لتستووا على ظهوره ))

    وقوله تعالى (( واستوت على الجودي ))

    وقوله تعالى (( فاستوى على سوقه ))

    فهذا معناه : العلو والارتفاع والاعتدال باجماع أهل اللغة ...

    الثالث : المقرون بــ ( واو ) المعية ... كقولهم : استوى الماء والخشبة ..

    ومعناه : تساوى الماء والخشبة ..

    فهذه معاني الاستواء المعقولة ...

    *** ثانياً : الاستواء الوارد في القرآن الكريم كصفة للرحمن عز وجل ورد بلفظين :

    - اللفظ الأول : (( استوى إلى )) وقد ذكر في موضعين من القرآن :

    أحدهما : قوله تعالى (( ثم استوى إلى السماء فسواهن سبع سموات )) البقرة : 29

    والآخر : قوله تعالى (( ثم استوى إلى السماء وهي دخان )) فصلت : 11

    قال أبو العالية : (( استوى إلى السماء )) : ارتفع ..

    لأنه قال قبل هذه : (( أأنكم لتكفرون بالذي خلق الأرض في يومين وتجعلون له أنداداً ذلك رب العالمين وجعل فيها رواسي من فوقها وبارك فيها وقدر فيها أقواتها في أربعة أيام سواء للسائلين ثم استوى إلى السماء وهي دخان )) ( فصلت : 8-11 )

    وسورة فصلت مكية .. ثم أنزل البقرة وهي مدنية (( هو الذي خلق لكم ما في الأرض جميعا ثم استوى إلى السماء فسواهن سبع سموات )) ( البقرة : 29 ) فلما ذكر استواءه إلى السماء كان بعد خلق الأرض وما فيها تضمن معنى العلو ... لأن السماء فوق الأرض فالاستواء إليها الارتفاع إليها ...

    وقالت المعتزلة : أن معنى قوله تعالى (( ثم استوى إلى السماء )) أي : قصد إليها بإرادته ومشيئته بعد خلق ما في الأرض ..

    وهذا الوجه من أضعف الوجوه وأفسدها .. فإنه قد أخبر سبحانه وتعالى أن العرش كان على الماء قبل خلق السماوات والأرض .. وثبت ذلك من حديث عمران ابن الحصين رضي الله عنه عن رسول الله صلى الله عليه وسلم : (( كان الله ولم يكن شيء غيره .. وكان عرشه على الماء

    وكتب في الذكر كل شيء .. وخلق السماوات والأرض )) ..

    فإذا كان العرش مخلوقاً قبل السماوات والأرض .. فكيف يكون استواؤه قصده إلى خلقه له ؟!

    - واللفظ الثاني : (( استوى على )) وورد في سبعة مواضع من القرآن الكريم :

    1- سورة الأعراف : (( إن ربكم الله الذي خلق السموات والأرض في ستة أيام ثم استوى على العرش )) ..

    2- سورة يونس : (( إن ربكم الله الذي خلق السموات والأرض في ستة أيام ثم استوى علــى العرش )) ..

    3- سورة الرعد : (( الله الذي رفع السموات بغير عمد ترونها ثم استوى على العرش )) ..

    4- سورة طه : (( الرحمن على العرش استوى )) ..

    5- سورة الفرقان : (( ثم استوى على العرش )) ..

    6- سورة السجدة : (( الله الذي خلق السموات والأرض في ستة أيام ثم استوى على العرش ))

    7- سورة الحديد : (( هو الذي خلق السموات والأرض في ستة أيام ثم استوى على العرش ))

    ومعنى قوله تعالى (( ثم استوى على العرش )) أي : علا عليه وارتفع ...

    وهو منقول عن حبر الأمة وترجمان القرآن عبد الله بن عباس رضي الله تعالى عنه .. وعن مجاهد وأبي العالية واسحاق بن راهويه ..

    واختاره شيخ المفسرين ابن جرير الطبري ..

    وهو قول أهل السنة وأصحاب الحديث ... فإنهم يثبتون استواءه على العرش .. ولا ينفونه ولا يكيفونه كما نقل ذلك عنهم أبو الحسن الأشعري رحمه الله ..

    فنحن نجهل كيفية استواءه سبحانه .. لأننا نجهل كيفية ذاته ..

    والعجز عن درك الادراك ادراك *** والبحث في كنه ذات الاله اشراك

    وأوّلت المعتزلة ومن حذا حذوهم الاستواء بالاستيلاء .. أي : استولى على العرش

    فبدلوا قولاً غير الذي قيل لهم .. وقولهم هذا معلوم الفساد بالاضطرار من وجوه متعددة :

    1- ليس في كلام العرب ألبتة استوى بمعنى استولى .. ولا نقله أحد من أئمة اللغة الذين يحتج بهم ويعول على قولهم والذين لم تتدنس فطرهم بقاذورات الفلسفات الوافدة .. بل المنقول عنهم بالإسناد الصحيح الصريح أنهم أنكروا ذلك غاية الانكار ..

    قال ابن الأعرابي أحد أئمة اللغة رحمه الله : أرادني ابن أبي داود أن أطلب له في بعض لغات العرب ومعانيها (( الرحمن على العرش استوى )) استوى بمعنى استولى .. فقلت له : والله ما يكون هذا ولا وجدته ..

    وقد سئل الخليل بن أحمد - رحمه الله - هل وجدت في اللغة استوى بمعنى استولى ؟

    فقال : هذا ما لا تعرفه العرب .. ولا هو جائز في لغتها ..

    وقال ابن الجوزي : وهذا منكر عند اللغويين ..

    وقال ابن عبد البر : وقولهم في تأويل استوى استولى فلا معنى له .. لأنه غير ظاهر في اللغة ..

    2- وهذا المعنى الفاسد إنما قاله متأخرو النحاةالذين سلكوا سبيل المعتزلة والجهمية .. ومع ذلك لم يقولوه نقلاً .. وإنما قالوه استنباطاً وحملاً منهم لكلمة استوى على استولى مستدلين بقول الشاعر ...

    قد استولى بشر على العراق *** من غير سيف ولا دم مهراق

    والجواب من وجوه :

    أ- هذا البيت ليس من شعر العرب .. لأنه لم يأت نقل صحيح أنه شعر عربي .. وهو غير معروف في شيء من دواوين العرب وأشعارهم التي يرجع إليها ..

    ب- هذا البيت لا يعرف له أصل في التاريخ .. ولا يعلم قائله مما يدل على أنه مصنوع للاحتجاج به ..

    ج- قائل هذا البيت ألا يمكن أن يكون قاله بعد تغير اللسان ؟ لأن كل قول يستدل به على اللغة العربية بعد تغير اللغة العربية فإنه ليس بدليل .. لأن العربية بدأت تتغير حين اتسعت الفتوح ودخل العجم مع العرب فاختلف اللسان .. وهذا فيه احتمال أنه بعد تغير اللسان ..

    د- لو صح هذا البيت .. وصح أنه غير محرف لم يكن فيه حجة لهم بل هو حجة عليهم ... لأن بشراً كان أخاً للخليفة الأموي عبد الملك بن مروان .. وكان أميراً على العراق فاستوى عليها كما هو عادة الملوك أن يجلسوا فوق سرير الملك .. وهذا مطابق لمعنى هذه اللفظة في اللغة كقوله تعالى (( لتستووا على ظهوره )) ..

    فهذا البيت يناسب مقام بشر ... ولكن لا يناسب مقام الألولهية ..

    هـ- المعتزلة والرافضة الذين تلقفوا هذا البيت وفرحوا به أيما فرح في سبيل الصد والاعراض عن قبول الحق الذي يحرق نوره أبصارهم المتعامية عن آيات الله البينات ... يزعمون في سبيل التملص من مطالبتهم بتوثيق هذا البيت .. أن الأشعار لا تسند ..

    ونحن نقول لهم إن كان الأمر كذلك فنحن نحتج عليكم أيضاً بأشعار تدحض جميع حججكم الساقطة التي نفيتم بها علو الله واستواءه فوق عرشه ..

    منها قول حسان بن ثابت رضي الله عنه بين يدي الرسول صلى الله عليه وسلم ..

    شهدت بإذن اللــــــــــــه أن محــــمداً *** رسول الذي فوق السماوات من عــــل
    وأن أبـــــــا يحيى ويحي كلاهــــــــما *** لـــــــه عمل مــــن ربـــــــــه متقبــــل
    وأن الذي عادى اليهود ابن مريــــــم *** رسول أتى من عند ذي العرش مرسل

    فقال له النبي صلى الله عليه وسلم (( وأنا أشهد )) ..

    وأنشد عبد الله بن رواحة رضي الله عنه بين يدي رسول الله صلى الله عليه وسلم ..

    شهدت بأن وعـــــــــــد الله حــــــق *** وأن النـــــــــــار مثوى الكافرينــــــــا
    وأن العرش فوق المــــــاء طـــــاف *** وفـــــــوق العـــرش رب العالمينــــــا
    وتحملـــــه ملائــــــكة شـــــــــــداد *** ملائكــــــة الإلــــــــــه مسومينــــــــا

    فأقره النبي صلى الله عليه وسلم على ما قال .. وضحك منه ..

    مع العلم أن هذه الأشعار مسنودة ومعلوم قائلها .. وليست كأشعاركم المجهولة والملفقة ..

    3- إن الاستيلاء الذي فسروا به الاستواء يراد به الخلق أو القهر أو الغلبة أو الملك أو القدرة عليه .. ولا يصح أن يكون شيء منها مراداً في قوله تعالى (( الرحمن على العرش استوى ))

    للأسباب التالية :

    أ- أما الخلق فإنه يتضمن أن يكون قد خلقه بعد السماوات والأرض وهذا خلاف الكتاب والسنة والإجماع .. لأن الله أخبر بخلق السماوات والأرض وما بينها في ستة أيام ثم استوى على العرش وأخبر أن عرشه كان على الماء قبل خلق السماوات والأرض .. وكذلك جاء في حديث عمران بن حصين رضي الله عنه أن النبي الله صلى الله عليه وسلم قال : (( كان الله ولم يكن شيء غيره .. وكان عرشه على الماء وكتب في الذكر كل شيء .. وخلق السماوات والأرض )) ..

    فإذا كان العرش قبل خلق السماوات والأرض .. فكيف يكون استواء الله عليه خلقه له أو عمده وقصده إلى خلقه ؟! ومع ذلك فإن (( استوى على )) أو (( استوى إلى )) بمعنى أنه عمد وقصد إلى فعله لا يعرف قط في اللغة لا حقيقة ولا مجازاً ولا نظماً ولا شعراً ... !

    ب- لا يقال : استولى إلا لمن له مضاد ... والله تعالى لا مضاد له ..

    جـ- أن الغالب من كلمة ( استولى ) أنها لا تكون إلا بعد مغالبة ! ولا أحد يغالب الله عز وجل ..

    عن نفطويه حدثنا داود بن علي قال : كنا عند ابن الأعرابي فأتاه رجل فقال : يا أبا عبد الله ما معنى قوله تعالى (( الرحمن على العرش استوى )) قال : هو على عرشه كما أخبر .. فقال : يا أبا عبد الله إنما معناه استولى .. فقال : اسكت لا يقال استولى على الشيء حتى يكون له مضاد إذا غلب أحدهما .. قيل : استولى كما قال النابغة :

    إلا لمثلك أو من أنـــــــت ســـــــابقه *** سبق الجواد إذا استولى على الأمد

    فيلزم من فسر الاستواء بالاستيلاء في هذا المقام نسبة الشريك لله في خلقه يضاده في أمره

    لأن الاستيلاء لغة لا يكون إلا بعد المغالبة فإذا وقع الظفر قيل استولى على كذا ..

    ونحن بدورنا نسأل الإباضية المعطلة : من هو المضاد لله حتى تمكّن الله تعالى من التغلب عليه والاستيلاء على ملكه منه ؟!!!!!!!

    وهذا الإلزام لا مناص للإباضية المتأولة منه إلا برفض التأويل والرجوع إلى التفسير السلف ..

    وقد تنبه بعض المتأولة ( الكوثري ) ممن يرقص الإباضية على كتبهم ويطبلون إلى هذا المعنى فتأول الاستيلاء بأنه استيلاء مجرد عن معنى المغالبة .. !!!

    وهذا المعنى مخالف للغة كما سبق عن ابن الأعرابي .. وكذلك هو تأويل للتأويل .. أليس الأولى بهذا المتأول الذي لا يدري ماذا يخرج من رأسه أن يتبع تفسير السلف فيقول : علا علواً مجرداً عن المشابهة .. هذا لو كان العلو يقتضي المشابهة .. فكيف وهي غير لا زمه ... ؟!

    فليتأمل كيف يفضي علم الكلام بأربابه إلى الاضطراب والتناقض .. فلا جرم أن تتفق كلمات القوم في النهاية على ذمه والتبرؤ منه ..

    المصدر
    لطفاً .. اضغط هنــــــــــا
    avatar
    الشيخ إبراهيم حسونة
    كان الله تعالى له وجعل ما يفعله في ميزان حسناته
    كان الله تعالى له وجعل ما يفعله في ميزان حسناته


    ذكر عدد الرسائل : 9251
    شكر : 7
    تاريخ التسجيل : 08/05/2008

    مجموع ما انتقد على الأشاعرة - صفحة 2 Empty رد: مجموع ما انتقد على الأشاعرة

    مُساهمة من طرف الشيخ إبراهيم حسونة 03.10.08 9:49


    كبار الأشاعرة يثوبون لعقيدة السلف
    فقط لمن تساوره الشكوك في أن اتباع السلف هو الحق الذي أمرنا الله به..ونزع إلى تفضيل غيرهم..أو مساواتهم بهم..
    ..وستجد أن الذين قعّدوا لهذا العلم أنفسهم تابوا عن ذلك..لكن الأتباع مصرون!..ومن أسباب النصر..توحيد الأمة على ماكان عليه السلف في الاعتقاد..الذي بدوره سيؤدي للتوحد في غيره


    أولا-الإمام أبو الحسن الأشعري

    فحسبك بكتابه الإبانة..ومقالات الإسلاميين..ورسالته إلى أهل الثغر"المجاهدين"..وكلها كتب ثابتة له بحمد الله تعالى..وفيها تقرر ما يدل على رجوعه إلى الفطرة الأولى..عقيدةِ السلف



    ثانيا-الجويني (إمام الحرمين)

    يقول رحمه الله تعالى في رسالته المسماة بالنظامية"والذي نرتضيه رأياً وندين به عقداً اتباع سلف الأمّة
    فالأولى الاتباع وترك الإبتداع والدليل السمعي القاطع في ذلك

    أن إجماع الأمة حجة متّبعة وهو مستند مُعظم الشريعة
    وقد درج صحب الرسول صلى الله عليه وسلم على ترك التعرض لمعانيها ودرك ما فيها
    وهم صفوة الإسلام والمشتغلون بأعباء الشريعة
    فإذا انصرم عصرهم وعصر التابعين على الإضراب عن التأويل
    كان ذلك قاطعاً بأنه الوجه المتّبع بحق
    فعلى ذي الدين أن يعتقد تنزُّه الله تعالى عن صفات المحدثات
    ولايخوض في تأويل المُشكلات ويَكِلْ معناها إلى الرب عز وجل

    ومما استُحسن من إمام دار الهجرة
    مالك بن أنس أنه سُئل عن قوله تعالى:
    " الرحمن على العرش استوى"
    فقال: الإستواء معلوم والكيف مجهول والسؤال عنه بدعة والإيمان به واجب
    فلتُجرَ آية الإستواء والمجيء
    وقوله: " لماخلقت بيديَّ" ، " ويبقى وجه ربك " ، " تجري بأعيننا "
    وما صحّ عن الرسول صلى الله عليه وسلم كخبر النزول وغيرها على ماذكرنا فهذا بيان مايجب لله"



    ثالثا:-الغزالي رحمه الله تعالى

    وقصته قصة .. كما يقولون .. فيحتاج أن يفرد له مقال

    يقول عنه الذهبي : ولولا إخلاصه لأتلف نفسه

    يقول في إحياء علوم الدين" قَالَ : فأما مضرته فإثارة الشبهات، وتحريك العقائد وإزالتها عن الجزم والتصميم، وذلك مما يحصل بالابتداء، ورجوعها بالدليل مشكوك فيه، ويختلف فيه الأشخاص.
    فهذا ضرره في اعتقاد الحق، وله ضرر في تأكيد اعتقاد المبتدعة وتثبيتها في صدورهم بحيث تنبعث دواعيهم ويشتد حرصهم عَلَى الإصرار عليه، ولكن هذا الضرر بواسطة التعصب الذي يثور من الجدل
    قَالَ:
    وأما منفعته، فقد يظن أن فائدته كشف الحقائق ومعرفتها عَلَى ما هي عليه وهيهات، فليس في الكلام وفاء بهذا المطلب الشريف، ولعل التخبيط والتضليل فيه أكثر من الكشف والتعريف
    قَالَ:
    وهذا إذا سمعته من محدَّث أو حشوي ربما خطر ببالك أن النَّاس أعداء ما جهلوا، فاسمع هذا ممن خبر الكلام، ثُمَّ قاله بعد حقيقة الخبرة وبعد التغلغل فيه إِلَى منتهى درجة المتكلمين ، وجاوز ذلك إِلَى التعمق في علوم أخرى تناسب علم الكلام، وتحقق أن الطريق إِلَى حقائق المعرفة من هذا الوجه مسدود، ولعمري لا ينفك الكلام عن كشف وتعريف وإيضاح لبعض الأمور، ولكن عَلَى الندور). "

    وقد روي عنه من غير وجه أنه مات والبخاري على صدره مما يدل على توبته عن الاشتغال بعلم الكلام


    رابعا-والد إمام الحرمين الجويني

    انظر بعضا من رسالته في الرد على هذا الموضوع لطولها..وفيها بيان جلي لاعتماده نهج السلف بعد ندم


    خامسا-الرازي

    يقول الذهبي"وفد بدت من تواليفه بلايا وعظائم، وسحر وانحرافات عن السنة، والله يعفو عنه، فإنه توفي على طريقة حميدة، والله يتولى السرائر"
    واعترف بتراجعه عن طريقة المتكلمين ابن السبكي في طبقاته(وهو أشعري متعصب وكان يمقت الإمام ابن تيمية غفر الله له)

    وذكر الذهبي وصيته التي تدل أنه حسن اعتقاده فليرجع إليها

    وقال بعد توبته

    نهايــــة إقــــــدام العقـــول عقال *** وأكثر سعي العالمين ضـــلال
    وأرواحنا في وحشة من جسومنا *** وحاصل دنيانــــــا أذى ووبال
    ولم نستفد من بحثنا طول عمرنا *** سوى أن جمعنا فيه قيل وقالوا
    رحمه الله وغفر له

    وقال في رسالته"اللذات"
    "لقد اختبرت الطُرق الكلامية والمناهج الفلسفية
    فلم أجدها تُروى غليلاً
    ولاتشفي عليلاً
    ورأيت أقرب الطُرق : طريقة القرآن
    أقرأ في الإثبات:
    " الرحمن على العرش استوى " ، " إليه يصعد الكلم الطيب"

    وفي النفي :
    " ليس كمثله شيء" ، " هل تعلم له سميّاً"

    ومن جرّب مثل تجرُبتي عرف مثل معرفتي"



    سادسا-الباقلاني المتكلم البارع الأصولي

    قال في كتابه "الإبانة : " فإن قال: فما الدليل على أن لله وجهاً ويداً؟
    قيل له: قوله تعالى: {ويبقى وجه ربك ذو الجلال والإكرام}، وقله تعالى: {ما منعك أن تسجد لما خلقتُ بيدي} فأثبت لنفسه وجهاً ويداً.

    فإن قال: فما أنكرتم أن يكون وجهه ويده جارحة إذ كنتم لا تعقلون وجهاً ويداً إلا جارحة؟
    قلنا: لا يجب هذا كما لا يجب إذا لم نعقل حياً عالماً قادراً إلا جسماً أن نقضي نحن وأنتم بذلك على الله سبحانه، وكما لا يجب في كل شيء، كان قائماً بذاته أن يكون جوهراً، لأنا لا نجد قائماً بنفسه في شاهدنا إلا كذلك، وكذلك الجواب لهم.

    إن قالوا: فيجب أن يكون علمه وحياته وكلامه وسمعه وبصره وسائر صفاته عرضاً واعتلوا بالوجود.
    فإن قال: تقولون: إنه في كل مكان؟
    قيل له: معاذ الله؛ بل هو مستو على العرش كما أخبر في كتابه فقال: {الرحمن على العرش استوى}، وقال تعالى: {إليه يصعد الكلم الطيب والعمل الصالح يرفعه}، وقال: {ءأمنتم من في السماء أن يخسف بكم الأرض فإذا هي تمور}.

    قال: ولو كان في كل مكان، لكان في بطن الإنسان وفمه، والحشـــوش، والمواضع التي يرغب عن ذكرها، ولوجب أن يزيد بزيادة الأمكنة إذا خلق منها ما لم يكن، وينقص بنقصها إذا بطل منها ما كان، ولصح أن يرغب إليه إلى نحو الأرض، وإلى خلفنا وإلى يميننا وإلى شمالنا، وقد أجمع المسلمون على خلافه وتخطئة قائله.

    وقال في الإبانة أيضا"وقال أيضاً في هذا الكتاب: صفـات ذاته التي لم يزل ولا يزال موصوفاً بها، وهي: الحياة والعلم والقدرة والسمع والبصر والكلام والإرادة والبقاء والوجه والعينان واليدان والغضب والرضا"



    سابعا-الشهرستاني
    صاحب كتاب"نهاية الإقدام في علم الكـــلام"
    وهو مصنف في ذم طريقة المتكلمين الأشاعرة وأنها تورث الحيرة والشك
    وفي مقدمته قال
    لعمري لقد طفت المعاهد كلها *** وسيرت طرفي بين تلك المعالم
    فلم أر إلا واضعاً كف حـــائر *** على ذقن أو قارعا ســـــن نادم

    والله الهادي إلى سواء السبيل
    ____________

    والنفل
    لطفــــاً .. من هنـــــــــا
    avatar
    الشيخ إبراهيم حسونة
    كان الله تعالى له وجعل ما يفعله في ميزان حسناته
    كان الله تعالى له وجعل ما يفعله في ميزان حسناته


    ذكر عدد الرسائل : 9251
    شكر : 7
    تاريخ التسجيل : 08/05/2008

    مجموع ما انتقد على الأشاعرة - صفحة 2 Empty رد: مجموع ما انتقد على الأشاعرة

    مُساهمة من طرف الشيخ إبراهيم حسونة 03.10.08 9:52

    هذه رسالة لوالد إمام الحرمين..الأصولي العلامي بعد توبته ورجوعه إلى عقيدة السلف بحمد الله تعالى

    وبعد:

    فهذه نصيحة كتبتها إلى إخواني في الله أهل الصدق والصفاء والإخلاص والوفاء، لما تعين عليَّ من محبتهم في الله، ونصيحتهم في صفات الله –عز وجل-، فإن المرء لا يكمل إيمانه حتى يحب لأخيه ما يحب لنفسه، وفي الصحيح عن جرير بن عبدالله البجلي. قال ((با يعتُ رسولَ الله صلى الله عليه وسلم على إقامِ الصلاةِ وإيتاءِ الزكاةِ والنُّصْح لكلِّ مُسلمٍ)).


    وعن تميم الدَّاريِّ أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: ((الدِّينُ النَّصيحةُ ثلاثاً)). قلنا: لمَنْ؟ قال ((لله ولكتابهِ ولرسُولهِ ولأئمَّةِ المسلمينَ وعامَّتهم))
    أعرفهم أيدهم الله تعالى بتأييده، ووفقهم لطاعته ومزيده، أنني كنت برهة من الدهر متحيراً في ثلاث مسائل:

    مســألة الصفـــات
    ومسـألة الفوقيــة
    ومسـألة الحـــرف والصــوت في القرآن المجيد

    وكنت متحيراً في الأقوال المختلفة الموجدة في كتب أهل العصر في جميع ذلك من تأويل الصفات وتحريفها، أو إمرارها والوقوف فيها، أو إثباتها بلا تأويل، ولا تعطيل، ولا تشبيه، ولا تمثيل فأجد النصوص في كتاب الله وسنة رسوله صلى الله عليه وسلم ناطقة منبئة بحقائق هذه الصفـات، وكذلك في إثبات العلو والفوقية، وكذلك الحرف والصوت، ثم أجـــد المتأخرين من المتكلمين في كتبهم منهم من يؤول الاستواء بالقهر والاستيلاء، ويؤول النزول بنزول الأمر، ويؤول اليدين بالقدرتين أو النعمتين، ويؤول القدم بقدم الصدق عند ربهم، وأمثال ذلك

    ثم أجـــدهم مع ذلك يجعلون كلام الله تعالى معنى قائم بالذات بلا حرف ولا صوت، ويجعلون هذه الحروف عبارة عن ذلك المعنى القائم.

    وممن ذهب إلى هذه الأقوال وبعضها قوم لهم في صدري منزلة، مثل طائفة من فقهاء الأشعرية الشافعيين لأني على مذهب الشافعي– رضي الله عنه- عرفت فرائض ديني وأحكامه، فأجد مثل هؤلاء الشيوخ الأجلة يذهبون إلى مثل هذه الأقوال، وهم شيوخي ولي فيهم الاعتقاد التام، لفضلهم وعلمهم، ثم إنني مع ذلك أجد في قلبي من هذه التــأويلات حزازات لا يطمئن قلبي إليها، وأجد الكـــدر والظلمـــة منها، وأجـــد ضيـــق الصـــدر، وعــدم انشراحــه مقروناً بها، فكنت كالمتحير المضطــرب في تحيره، المتململ من قلبه وتغيره.

    وكنت أخـــاف من إطـــلاق القول بإثبات العلو والاستواء، والنزول مخـافة الحصر والتشبيه، ومع ذلك فإذا طـــالعت النصـــوص الواردة في كتاب الله وسنة رسوله صلى الله عليه وسلم أجـــدها نصوصاً تشير إلى حقائق هذه المعاني

    وأجـد الرسول صلى الله عليه وسلم قد صرح بها مخبراً عن ربه، واصفاً لها بها، وأعلم بالاضطــــرار أنـــه صلى الله عليه وسلم كان يحضر في مجلسه الشريف، العالم، والجاهل، والذكي والبليد، والأعرابي، والجافي، ثم لا أجد شيئاً يعقب تلك النصوص التي كان يصف ربه بها، لا نصاً ولا ظاهراً مما يصرفها عن حقائقها، ويؤولها كما تأولها مشايخي الفقهاء المتكلمين مثل تأويلهم الاستيلاء بالاستواء، ونزول الأمر للنزول، وغير ذلك

    ولم أجد عنه صلى الله عليه وسلم أنه كان يحذر الناس من الإيمان بما يظهر من كلامه في صفته لديه من الفوقية، واليدين، وغيرهما، ولم ينقل عنه مقالة تدل على أن لهذه الصفـات معاني أُخر باطنة غير ما يظهر من مدلولها، مثل فوقية المرتبة، ويد النعمة، والقدرة وغير ذلك، وأجد الله- عز وجل- يقول: {الرحمن على العرش استوى}. {خلق السماوات والأرض في ستة أيام ثم استوى على العرش، يعلم}. {ءأمنتم من في السماء أن يخسف بكم الأرض فإذا هي تمور، أم أمنتم من في السماء يرسل عليكم حاصباً}.

    وسرد آيات كثيرة كلها تدل على فوقية الله وعلوه على خلقه إلى أن قال:
    ثم أجد الرسول صلى الله عليه وسلم لما أراد الله تعالى أن يخصه بقربه عرج به من سماء إلى سماء حتى كان قاب قوسين أو أدنى

    ثم قوله صلى الله عليه وسلم في الحديث الصحيح للجارية((أين الله؟)) فقالت: في السمــــــــاء.. فلم ينكر عليها بحضرة أصحابه كيلا يتوهموا أن الأمر على خلاف ما هو عليه؛ بل أقرَّها وقال: ((اعتقها فإنها مؤمنة)).
    وفي حديث جبير بن مطعم قال: قال النبي صلى الله عليه وسلم((إن الله فوق عرشه فوق سماواته، وسماواته فوق أرضه مثل القبة، وأشار النبي صلى الله عليه وسلم بيده مثل القبة)) وساق عدة أحاديث، وسيأتي ذكرها في موضعها.

    إلى أن قال:

    لا ريب إنا نحن وإيَّاهُم مُتَّفِقون على إثبات صِفاتِ الحيـاةِ، والسَّمْع، والبَصَر، والعِلْم، والقُدْرَة، والإرادة، والكلامِ لله، ونحن قَطْعاً لا نَعْقل من الحياة إلا هذا العَرضْ الذي يقوم بأجسامنا وكذلك لا نعقل مِنَ السمعِ والبصرِ إلا أعراضاً تقوم بجوارحنا فكما إنهم يقولون حياته ليست بعَرَضٍ وعِلْمهُ كذلك وبَصَرُهُ كذلك هي صِفاتٌ كما تَليقُ به لا كما تَليقُ بنا


    ============

    لم تصح نسبة هذه الرسالة إلى الجويني الأب ،بل هي لابن شيخ الحزامين الواسطي من تلاميذ شيخ الإسلام ، وعلى هذا الرابط مزيد من التفصيل:
    ا
    http://www.ahlalhdeeth.cc/vb/showthread.php?t=109202:





    المصدر السابق
    avatar
    الشيخ إبراهيم حسونة
    كان الله تعالى له وجعل ما يفعله في ميزان حسناته
    كان الله تعالى له وجعل ما يفعله في ميزان حسناته


    ذكر عدد الرسائل : 9251
    شكر : 7
    تاريخ التسجيل : 08/05/2008

    مجموع ما انتقد على الأشاعرة - صفحة 2 Empty الأشاعرة ودلائل مخالفتهم لمنهج أهل الســــنة والجماعة وســلف الأمة

    مُساهمة من طرف الشيخ إبراهيم حسونة 04.10.08 10:57

    هذا مقال في مجلة الفرقان العدد 409 عن الكتاب


    الأشاعرة ودلائل مخالفتهم لمنهج أهل الســــنة والجماعة وســلف الأمة

    كتب عبد القادر علي ورسمة

    بعد صدور كتاب جديد يدعي أن الأشاعرة هم أهل السنة بل يدعي أن الأئمة الأربعة وكبار علماء السلف كانوا على مذهب الأشاعرة، كان لزاما علينا أن نبين منج أهل السنة والجماعة ومخالفة الأشاعرة له، وهذه وقفات بسيطة على ما جاء في هذا الكتاب المسمى -أهل السنة الأشاعرة شهادة علماء الأمة وأدلتهم-، ومن يقرأ الكتاب يعرف أنه لا توجد فيه شهادة لعلماء الأمة تؤيد ما أرادوا إثباته أكثر من أقوال بعض العلماء الأشاعرة المعاصرين الذين كتبوا تأييدهم لما جاء في مقدمة الكتاب، فلا عجب أن جاء تقريظهم مدحا للكتاب لأنه مذهبهم وكان ينبغي أن يكونوا منصفين في نقل الكلام وألا يجعلوا علماء الأمة كلهم أشاعرة، وقديما قيل >حبك للشيء يعمي ويصم<.


    وجاء في كلام المقرظين للكتاب بعض الأقوال التي تدل على أن الأشاعرة هم أهل السنة كقولهم: ما يعرفه كل من شم للعلم رائحة على مدى تاريخ أمتنا الطويل هو أن الأشاعرة هم أهل السنة والجماعة!!، وقال أيضا: وعقيدة الإمام أبي الحسن الأشعري التي سار عليها هي عقيدة الإمام أحمد بن حنبل والشافعي ومالك وأبي حنيفة وأصحابه، وهي عقيدة السلف الصالح كما نص على ذلك أئمة أهل العلم ممن سار على هذه العقيدة على كر العصور ومر الدهور، وأضاف قائلا: فعظماء أمة محمد صلى الله عليه وسلم من الأشاعرة!!.


    وقد استغرب أحدهم بوصف أحد الكتاب الأشاعرة والماتريدية والمعتزلة والقدرية والصوفية والجهمية بأنهم من الفرق الضالة حيث قال: بماذا يصف الكاتب أمثال الإمام الجويني والاسفراييني والرازي والطبري والغزالي وأبي حنيفة ومالك والشافعي وأحمد بن حنبل وابن عبد البر والذهبي والبخاري ومسلم والأوزاعي والدارقطني؟! وذكر خلقا كثيرا من علماء الأمة، ثم قال: فهل يصف الكاتب هؤلاء الأعلام بأنهم من أهل الضلال والفرق الضالة؟!


    غير أنه لم يؤكد لنا متى كان هؤلاء الأعلام كلهم على مذهب الأشاعرة، لاسيما وأنه قد جعل من الأشاعرة حتى الأئمة الأربعة، ومن المعلوم لكل من لديه مسكة علم أن مذهب أبي الحسن الأشعري لم يظهر إلا بعد وفاة الأئمة الأربعة، وأنى لهذا الشيخ وغيره أن يثبت للناس أن أبا حنيفة ومالك والشافعي وابن حنبل كانوا من الأشاعرة؟!!، ألا يكون هذا نوعا من التلاعب بعقول الناس بغير دليل، وقلب للحقائق بغير علم ولا هدى ولا كتاب منير؟


    من هم الأشاعرة ؟

    ومن هنا نتساءل هل كان الأشاعرة من أهل السنة والجماعة، وهل أغلبية علماء الإسلام كانوا على مذهب الأشاعرة؟!، وهل مذهبهم يمثل امتدادا لما كان عليه الصحابة والتابعون والأئمة الأربعة، كما أراد أصحاب الكتاب ترويجه؟! وهل أبو الحسن الأشعري تراجع عما يعتقده أشاعرة اليوم أم ظل على معتقدهم؟! وما أوجه الخلاف بين أهل السنة والأشاعرة؟! وغير ذلك من التساؤلات التي تستوجب الوقوف عندها، وعليه نتساءل من الأشاعرة؟
    جاء تعريف الأشاعرة في الموسوعة الميسرة في الأديان والمذاهب والأحزاب المعاصرة: الأشاعرة: فرقة كلامية إسلامية، تنسب لأبي الحسن الأشعري الذي خرج على المعتزلة.
    وقد اتخذت الأشاعرة البراهين والدلائل العقلية والكلامية وسيلة في محاججة خصومها من المعتزلة والفلاسفة وغيرهم، لإثبات حقائق الدين، والعقيدة الإسلامية على طريقة ابن كلاب.


    - أما من حيث مصدر التلقي فيقدم الأشاعرة العقل على النقل كما تؤكده الموسوعة: مصدر التلقي عند الأشاعرة: الكتاب والسنة على مقتضى قواعد علم الكلام ؛ ولذلك فإنهم يقدمون العقل على النقل عند التعارض، صرح بذلك الرازي في القانون الكلي للمذهب في أساس التقديس والآمدي وابن فورك وغيرهم.


    ولذلك لا يأخذون أحاديث الآحاد في العقائد؛ لأنها لا تفيد العلم اليقيني ولا مانع من الاحتجاج بها في مسائل السمعيات أو فيما لا يعارض القانون العقلي، والمتواتر منها يجب تأويله، ولا يخفى مخالفة هذا لما كان عليه السلف الصالح من أصحاب القرون المفضلة ومن سار على نهجهم حيث كان النبي صلى الله عليه وسلم يرسل الرسل فرادى لتبليغ الإسلام كما أرسل معاذاً إلى أهل اليمن.


    - ويعتقد الأشاعرة تأويل الصفات الخبرية كالوجه واليدين والعين واليمين والقدم والأصابع وكذلك صفتي العلو والاستواء. وقد ذهب المتأخرون منهم إلى تفويض معانيها إلى الله تعالى على أن ذلك واجب يقتضيه التنزيه، ولم يقتصروا على تأويل آيات الصفات بل توسعوا في باب التأويل حيث شمل أكثر نصوص الإيمان خاصة فيما يتعلق بإثبات الزيادة والنقصان، وكذلك موضوع عصمة الأنبياء، أما مذهب السلف فإنهم يثبتون النصوص الشرعية دون تأويل معنى النص ـ بمعنى تحريفه ـ أو تفويضه، سواءً كان في نصوص الصفات أو غيرها.


    تحريفهم للصفات

    قد يحاول هذا الكتاب أن يصور أن مسألة الأسماء والصفات من قبيل المتشابه حتى يقتنع الناس بأن التأويل الذي يقوم به الأشاعرة شيء لابد منه وجائز شرعاً، وهذه من الشبهات التي حاول الأشاعرة وغيرهم من الفرق إثارتها، ومن الكلام العجيب الذي جاء في الكتاب قولهم عن التفويض والتأويل: -ولا يقال نحملها على الظاهر ونفوض العلم بالكيفية إلى الله تعالى، لأن هذا القول تناقض صريح أوقعت فيه الغفلة، إذليس من ظاهر ولا حقيقة هنا إلا الجسم، وهذا لا يصح قطعا وصف الله تعالى به، وهذه الكيفية التي فوض العلم بها هي ذاتها المعنى الذي زعموا إثباته، لأن معاني هذه الألفاظ كيفيات، فإن أثبت المعنى فقط أثبتت الكيفية، وإذا فوضت الكيفية فقد فوض المعنى...-.

    - وهذا كلام خطير جدا وكأن السلف الصالح ما كانوا يفهمون آيات الصفات إلا بالتأويل والتفويض الذين يعني تحريف المعنى وتعطيله، وردا على هذا قال الشيخ محمد الأمين الشنقيطي في تفسيره >أضواء البيان< على تفسير آية استواء الله تعالى على عرشه التي في سورة الأعراف: >اعلم أنه غلط في هذا خلق لا يحصى كثرة من المتأخرين، فزعموا أن الظاهر المتبادر السابق إلى الفهم من معنى الاستواء واليد مثلاً في الآيات القرآنية هو مشابهة صفات الحوادث وقالوا: يجب علينا أن نصرفه عن ظاهره إجماعاً. قال: ولا يخفى على أدنى عاقل أن حقيقة معنى هذا القول أن الله وصف نفسه في كتابه بما ظاهره المتبادر منه السابق إلى الفهم الكفر بالله تعالى والقول فيه بما لا يليق به - جل وعلا-. والنبي صلى الله عليه وسلم الذي قيل له: -وَأَنْزَلْنَا إِلَيْكَ الذِّكْرَ لِتُبَيِّنَ لِلنَّاسِ مَا نُزِّلَ إِلَيْهِمْ-. لم يبين حرفاً واحداً من ذلك مع إجماع من يعتد به من العلماء على أنه صلى الله عليه وسلم لا يجوز في حقه تأخير البيان عن وقت الحاجة إليه، وأحرى في العقائد لاسيما ما ظاهره المتبادر منه الكفر والضلال المبين حتى جاء هؤلاء الجهلة من المتأخرين فزعموا أن الله أطلق على نفسه الوصف بما ظاهره المتبادر منه لا يليق، والنبي صلى الله عليه وسلم كتم أن ذلك الظاهر المتبادر كفر وضلال يجب صرف اللفظ عنه، وكل هذا من تلقاء أنفسهم من غير اعتماد على كتاب أو سنة، سبحانك هذا بهتان عظيم، ولا يخفى أن هذا القول من أكبر الضلال ومن أعظم الافتراء على الله - جل وعلا - ورسوله صلى الله عليه وسلم .

    - والحق الذي لا يشك فيه أدنى عاقل أن كل وصف وصف الله به نفسه، أو وصفه به رسوله صلى الله عليه وسلم فالظاهر المتبادر منه السابق إلى فهم من في قلبه شيء من الإيمان هو التنزيه التام عن مشابهة شيء من صفات الحوادث. قال: وهل ينكر عاقل أن السابق إلى الفهم المتبادر لكل عاقل هو منافاة الخالق للمخلوق في ذاته وجميع صفاته؟ والله لا ينكر ذلك إلا مكابر.

    - والجاهل المفتري الذي يزعم أن ظاهر آيات الصفات لا يليق بالله، لأنه كفر وتشبيه، إنما جر إليه ذلك تنجيس قلبه بقذر التشبيه بين الخالق والمخلوق، فأداه شؤم التشبيه إلى نفي صفات الله - جل وعلا - وعدم الإيمان بها مع أنه - جل وعلا - هو الذي وصف بها نفسه، فكان هذا الجاهل مشبهاً أولاً، ومعطلاً ثانياً، فارتكب ما لا يليق بالله ابتداءً وانتهاءً، ولو كان قلبه عارفاً بالله كما ينبغي، معظماً لله كما ينبغي، طاهراً من أقذار التشبيه لكان المتبادر عنده السابق إلى فهمه أن وصف الله تعالى بالغ من الكمال والجلال ما يقطع أوهام علائق المشابهة بينه وبين صفات المخلوقين، فيكون قلبه مستعداً للإيمان بصفات الكمال والجلال الثابتة لله في القرآن الكريم والسنة الصحيحة، مع التنزيه التام عن مشابهة صفات الخلق على نحو قوله: -لَيْسَ كَمِثْلِهِ شَيْءٌ وَهُوَ السَّمِيعُ الْبَصِيرُ-. أهـ. كلامه رحمه الله.


    هل الأسماء والصفات من المتشابه

    وجاء في الكتاب قولهم: >يصر البعض على تضليل الأشاعرة والماتريدية لأن جمهورهم أجاز التأويل بشروطه في نصوص المتشابه التي تتلعلق بصفات الله تعالى، وينسى هؤلاء أن جل الأمة على مذهب التأويل وأن جماعات من السلف قالوا به!!<، ولم يأتوا بدليل علمي يدل على أن السلف أولوا الصفات أو عدوها من قبيل المتشابه.

    - وتوضيحا لهـذه الشبهة يقول فضيلة الشيخ صالح الفوزان: أهل السنة يثبتون ألفاظ الصفات ومعانيها، فليس ما وصف الله به نفسه أو وصفه به رسوله صلى الله عليه وسلم من المتشابه الذي يفوض معناه، لأن اعتبار نصوص الصفات مما لا يفهم معناه ليجعلها من الكلام الأعجمي الذي لا يفهم، والله تعالى قد أمرنا بتدبر القرآن كله، وحضنا على تعقله وتفهمه، وإذا كانت نصوص الصفات مما لا يفهم معناه، فيكون الله قد أمرنا بتدبر وتفهم ما لا يمكن تدبره وتفهمه، وأمرنا باعتقاد ما لم يوضحه لنا، تعالى الله عن ذلك!

    إذاً، فمعاني صفات الله تعالى معلومة يجب اعتقادها، وأما كيفيتها فهي مجهولة لنا لا يعلمها إلا الله تعالى.

    ولهذا قال الإمام مالك بن أنس رضي الله عنه لما سئل عن قوله تعالى: -الرحمن على العرش استوى- -طه:5-، كيف استوى؟ قال: >الاستواء معلوم، والكيف مجهول، والإيمان به واجب، والسؤال عنه بدعة<.


    وما قال الإمام مالك في الاستواء هو قاعدة في جميع الصفات، وهو قول أهل السنة والجماعة قاطبة، فمن نسب إلى السلف أنهم يفوضون معاني الأسماء والصفات ويجعلون نصوصها من المتشابه الذي استأثر الله بعلم معناه، فقد كذب عليهم، لأن كلامهم يخالف ما يقوله هذا المفتري.

    والسلف رضوان الله عليهم يثبتون الصفات إثباتاً بلا تمثيل، فلا يمثلونها بصفات المخلوقين، لأن الله ليس كمثله شيء ولا كفء له ولا ند له ولا سمي له، ولأن تمثيل الصفات وتشبيهها بصفات المخلوقين ادعاء لمعرفة كيفيتها، وكيفيتها مجهولة لنا مثل كيفية الذات، لأن العلم بكيفية الصفة يستلزم العلم بكيفية الموصوف، والله تعالى لا يعلم كيفية ذاته إلا هو، والكلام في الصفات فرع عن الكلام في الذات، فكما أن لله ذاتاً لا تشبه الذوات، فكذلك له صفات لا تشبه الصفات، -ليس كمثله شيء وهو السميع البصير- -الشورى:11-، أي: لا يشبهه أحد لا في ذاته ولا في صفاته ولا في أفعاله.

    فيجب الإيمان بما وصف الله به نفسه، لأنه لا أحد أعلم من الله بالله، -أأنتم أعلم أم الله- -البقرة:140-، فهو أعلم بنفسه وبغيره، كما يجب الإيمان بما وصفه به رسوله صلى الله عليه وسلم ، لأنه لا أحد بعد الله أعلم بالله من رسول الله صلى الله عليه وسلم . أهـ.


    قولهم في القرآن

    ويقول الإمام الذهبي رحمه الله:

    من المسائل التي اختلف فيها الأئمة في القول في القرآن وتسمى مسألة أفعال التالين فجمهور الأئمة والسلف على أن القرآن كلام الله منزل غير مخلوق وبهذا ندين الله تعالى وبدعوا من خالف ذلك وذهبت الجهمية والمعتزلة والمأمون وأحمد بن أبي داود القاضي وخلق من المتكلمين والرافضة إلى أن القرآن كلام الله المنزل مخلوق...
    وجرت محنة القرآن وعظم البلاء وضرب أحمد بن حنبل بالسياط ليقول ذلك نسأل الله السلامة في الدين
    ثم نشأت طائفة فقالوا كلام الله تعالى منزل غير مخلوق ولكن ألفاظنا به مخلوقة يعنون تلفظهم وأصواتهم به وكتابتهم له ونحو ذلك وهو حسين الكرابيسي ومن تبعه فأنكر ذلك الإمام أحمد وأئمة الحديث وبالغ الإمام أحمد في الحط عليهم وثبت عنه أن قال اللفظية جهمية وقال من قال لفظي بالقرآن مخلوق فهو جهمي ومن قال لفظي بالقرآن غير مخلوق فهو مبتدع وسد باب الخوض في هذا وقال أيضا من قال لفظي بالقرآن مخلوق يريد به القرآن فهو جهمي وقالت طائفة القرآن محدث كداود الظاهري ومن تبعه فبدعهم الإمام أحمد وأنكر ذلك وثبت على الجزم بأن القرآن كلام الله غير مخلوق وأنه من علم الله وكفر من قال بخلقه وبدع من قال بحدوثه وبدع من قال لفظي بالقرآن غير مخلوق ولم يأت عنه ولاعن السلف القول بأن القرآن قديم ما تفوه أحد منهم بهذا فقولنا قديم من العبارات المحدثة المبتدعة كما أن قولنا هو محدث بدعة وأما البخاري فكان من كبار الأئمة الأذكياء فقال ما قلت ألفاظنا بالقرآن مخلوقة وإنما حركاتهم وأصواتهم وأفعالهم مخلوقة والقرآن المسموع المتلو الملفوظ المكتوب في المصاحف كلام الله غير مخلوق وصنف في ذلك كتاب أفعال العباد مجلد فأنكر عليه طائفة وما فهموا مرامه كالذهلي وأبي زرعة وابي حاتم وأبي بكر الأعين وغيرهم ثم ظهرت بعد ذلك مقالة الكلابية والأشعرية وقالوا القرآن معنى قائم بالنفس وإنما هذا المنزل حكايته وعبارته ودال عليه، وقالوا هذا المتلو معدود متعاقب وكلام الله تعالى لا يجوز عليه التعاقب ولا التعدد بل هو شيء واحد قائم بالذات المقدسة واتسع المقال في ذلك ولزم منه أمور وألوان.

    وقوله رحمه الله: >ثم ظهر بعد ذلك مقالة الكلابية والأشعرية وقالوا القرآن معنى قائم بالنفس وانما هذا المنزل حكايته وعبارته ودال عليه< يوضح بجلاء أن الأشاعرة والكلابية يخالفون أهل السنة والجماعة في مسألة القرآن، ولهذا كان ينبغي على مؤلفي الكتاب ألا يقارنوا قول الأشاعرة والكلابية بقول بعض العلماء الأجلاء الذين قالوا: >لفظي في القرآن مخلوق< وكأن الأشاعرة متفقون مع أهل السنة والجماعة في إثبات صفة الكلام لله تعالى، وهاهو الإمام الذهبي يبين لنا أن مذهبهم مخالف لمذهب أهل السنة والجماعة وسلف الأمة، وكتبهم طافحة بهذا القول المخالف لما ذهب إليه السلف
    ومثال ذلك
    ما جاء في جوهرة التوحيد -فقال أهل السنة كلام الله صفة أزلية قائمة بذاته تعالى ليست بحرف ولا صوت- ويقول صاحب التحفة شارح الجوهرة: >وقد أضيف له تعالى كلام لفظي كالقرآن، فإنه كلام الله قطعا، بمعنى أنه خلقه في اللوح المحفوظ!!< فهل بعد هذا يصر أصحاب هذا الكتاب على أن الأشاعرة يذهبون إلى ما ذهب إليه أهل السنة والجماعة كالأئمة الأربعة والبخاري مسلم.

    - وقد أوضح الإمام أبو جعفر الطحاوي رحمه الله اعتقاد أهل السنة عن صفة كلام الله تعالى قائلا: -وأن القرآن كلام الله منه بدأ بلا كيفية قولا، وأنزله على رسوله وحيا، وأيقنوا أنه كلام الله تعالى بالحقيقة، ليس بمخلوق ككلام البرية... علمنا وأيقنا أنه قول خالق البشر ولا يشبه قول البشر-.

    - وعليه كان ينبغي على مؤلفي هذا الكتاب إذا أرادا النصح للأمة وتوحيد كلمتها أن يبينوا للناس قول الحق وأن الأشاعرة والكلابية خالفوا أهل السنة في كثير من المسائل لاسيما مسائل الأسماء والصفات حيث لا يثبتون لله صفة إلا بعد تأويل معناها خوفا من التشبيه على حد زعمهم، ولهذا يقول صاحب الجوهرة في صـ91: -وكل نص أوهم التشبيه أوله أو فوضه-.

    وهل بعد هذا يمكن أن يقول عاقل أن العقيدة الطحاوية تتطابق مع ما ذهب إليه الأشاعرة، كما جاء في الكتاب -ومن يطالع العقيدة الطحاوية يعلم مطابقتها لما عليه السادة الأشاعرة، ويعلم أنهم جميعا يصدرون من مشكاة واحدة!!-، أين المطابقة التي يدعونها، فهل الإمام الطحاوي يقول إن القرآن ليس بحرف ولا صوت، أم يقول إنه مخلوق في اللوح المحفوظ، سبحان الله لماذا هذا التجني على العلماء وتحريف كلامهم؟ نعوذ به من الخذلان.

    avatar
    الشيخ إبراهيم حسونة
    كان الله تعالى له وجعل ما يفعله في ميزان حسناته
    كان الله تعالى له وجعل ما يفعله في ميزان حسناته


    ذكر عدد الرسائل : 9251
    شكر : 7
    تاريخ التسجيل : 08/05/2008

    مجموع ما انتقد على الأشاعرة - صفحة 2 Empty رد: مجموع ما انتقد على الأشاعرة

    مُساهمة من طرف الشيخ إبراهيم حسونة 04.10.08 10:58


    مذهب الأشعري الأخير

    حاول المؤلفان التشكيك في أقوال أهل العلم التي تثبت أن أبا الحسن الأشعري مر بمراحل ثلاث حتى انتهى إليه الأمر إلى مذهب أهل السنة والجماعة الذي يثبت لله ما أثبته لنفسه وأثبته له رسوله من غير تأويل ولا تعطيل ولا تحريف، متسائلين هل مات الإمام على عقيدة غير العقيدة التي كان عليها بعد توبته من الاعتزال، وجاءوا بكلام متناقض محاولين نفي تراجعه عن المذهب الأشعري المتعارف عليه اليوم بينما أقوال علماء المحققين تؤكد أنه مات على منهج السلف في العقيدة.

    ويقول الإمام الذهبي في ترجمته لأبي الحسن الأشعري رحمه الله: الأشعري العلامة إمام المتكلمين أبو الحسن... وكان عجبا في الذكاء وقوة الفهم ولما برع في معرفة الاعتزال كرهه وتبرأ منه وصعد للناس فتاب إلى الله تعالى منه ثم أخذ يرد على المعتزلة ويهتك عوارهم ... قلت رأيت لأبي الحسن أربعة تواليف في الأصول يذكر فيها قواعد مذهب السلف في الصفات وقال فيها تمر كما جاءت ثم قال وبذلك أقول وبه أدين ولا تؤول.

    ويقول فضيلة الشيخ محمد بن صالح العثيمين - رحمه الله: إن هؤلاء المتأخرين الذين ينتسبون إليه لم يقتدوا به الاقتداء الذي ينبغي أن يكونوا عليه، وذلك أن أبا الحسن كان له مراحل ثلاثة في العقيدة:

    المرحلة الأولى:
    مرحلة الاعتزال: اعتنق مذهب المعتزلة أربعين عاماً يقرره ويناظر عليه، ثم رجع عنه وصرح بتضليل المعتزلة وبالغ في الرد عليهم.

    المرحلة الثانية:
    مرحلة بين الاعتزال المحض والسنة المحضة سلك فيها طريق أبي محمد عبد الله بن سعيد بن كلاب.

    المرحلة الثالثة:
    مرحلة اعتناق مذهب أهل السنة والحديث مقتدياً بالإمام أحمد بن حنبل رحمه الله كما قرره في كتابه: -الإبانة عن أصول الديانة- وهو من آخر كتبه أو آخرها.

    قال في مقدمته: -جاءنا - يعني النبي صلى الله عليه وسلم - بكتاب عزيز، لا يأتيه الباطل من بين يديه ولا من خلفه، تنزيل من حكيم حميد، جمع فيه علم الأولين، وأكمل به الفرائض والدين، فهو صراط الله المستقيم، وحبله المتين، من تمسك به نجا، ومن خالفه ضل وغوى وفي الجهل تردى، وحث الله في كتابه على التمسك بسنة رسوله صلى الله عليه وسلم . فقال عز وجل: -وَمَا آتَاكُمُ الرَّسُولُ فَخُذُوهُ وَمَا نَهَاكُمْ عَنْهُ فَانْتَهُوا-... إلى أن قال: فأمرهم بطاعة رسوله كما أمرهم بطاعته، ودعاهم إلى التمسك بسنة نبيه صلى الله عليه وسلم كما أمرهم بالعمل بكتابه، فنبذ كثير ممن غلبت شقوته، واستحوذ عليهم الشيطان، سنن نبي الله صلى الله عليه وسلم وراء ظهورهم، وعدلوا إلى أسلاف لهم قلدوهم بدينهم ودانوا بديانتهم، وأبطلوا سنن رسول الله صلى الله عليه وسلم ورفضوها وأنكروها وجحدوها افتراءً منهم على الله -قَدْ ضَلُّوا وَمَا كَانُوا مُهْتَدِينَ-.

    - والمتأخرون الذين ينتسبون إليه أخذوا بالمرحلة الثانية من مراحل عقيدته، والتزموا طريق التأويل في عامة الصفات.

    على خلاف بينهم وبين أهل السنة في كيفية إثباتها، ولما ذكر شيخ الإسلام ابن تيمية ما قيل في شأن الأشعرية قال: ومرادهم الأشعرية الذين ينفون الصفات الخبرية، وأما من قال منهم بكتاب -الإبانة- الذي صنفه الأشعري في آخر عمره ولم يظهر مقالة تناقض ذلك فهذا يعد من أهل السنة. أهـ. كلامه رحمه الله.

    وقال الشيخ محمد الأمين الشنقيطي: والأشعري أبو الحسن - رحمه الله - كان في آخر عمره على مذهب أهل السنة والحديث، وهو إثبات ما أثبته الله تعالى لنفسه في كتابه، أو على لسان رسوله صلى الله عليه وسلم من غير تحريف، ولا تعطيل، ولا تكييف ولا تمثيل، ومذهب الإنسان ما قاله أخيراً إذا صرح بحصر قوله فيه كما هي الحال في أبي الحسن كما يعلم من كلامه في >الإبانة<. وعلى هذا فتمام تقليده اتباع ما كان عليه أخيراً وهو التزام مذهب أهل الحديث والسنة؛ لأنه المذهب الصحيح الواجب الاتباع الذي التزم به أبو الحسن نفسه.


    هل الأشاعرة يمثلون أغلبية المسلمين

    ويقول فضيلة الشيخ محمد بن صالح العثيمين:

    إذا قال قائل قد عرفنا بطلان مذهب أهل التأويل في باب الصفات، ومن المعلوم أن الأشاعرة من أهل التأويل فكيف يكون مذهبهم باطلاً وقد قيل: إنهم يمثلون اليوم خمسة وتسعين بالمائة من المسلمين؟!

    وكيف يكون باطلاً وقدوتهم في ذلك أبو الحسن الأشعري؟

    وكيف يكون باطلاً وفيهم فلان وفلان من العلماء المعروفين بالنصيحة لله ولكتابه ولرسوله ولأئمة المسلمين وعامتهم؟

    - قلنا: الجواب عن السؤال الأول: أننا لا نسلم أن تكون نسبة الأشاعرة بهذا القدر بالنسبة لسائر فرق المسلمين، فإن هذه دعوى تحتاج إلى إثبات عن طريق الإحصاء الدقيق.

    ثم لو سلمنا أنهم بهذا القدر أو أكثر فإنه لا يقتضي عصمتهم من الخطأ؛ لأن العصمة في إجماع المسلمين لا في الأكثر.

    ثم نقول: إن إجماع المسلمين قديماً ثابت على خلاف ما كان عليه أهل التأويل، فإن السلف الصالح من صدر هذه الأمة >وهم الصحابة< الذين هم خير القرون والتابعون لهم بإحسان وأئمة الهدى من بعدهم كانوا مجمعين على إثبات ما أثبته الله لنفسه أو أثبته له رسوله من الأسماء والصفات، وإجراء النصوص على ظاهرها اللائق بالله تعالى من غير تحريف ولا تعطيل ولا تكييف ولا تمثيل وهم خير القرون بنص الرسول صلى الله عليه وسلم ، وإجماعهم حجة ملزمة؛ لأنه مقتضى الكتاب والسنة.

    - والجواب عن السؤال الثاني: أن أبا الحسن الأشعري وغيره من أئمة المسلمين لا يدعون لأنفسهم العصمة من الخطأ، بل لم ينالوا الإمامة في الدين إلا حين عرفوا قدر أنفسهم ونزلوها منزلتها وكان في قلوبهم من تعظيم الكتاب والسنة ما استحقوا به أن يكونوا أئمة، قال الله تعالى: -وَجَعَلْنَا مِنْهُمْ أَئِمَّةً يَهْدُونَ بِأَمْرِنَا لَمَّا صَبَرُوا وَكَانُوا بِآياتِنَا يُوقِنُونَ-، وقال عن إبراهيم: -إِنَّ إِبْرَاهِيمَ كَانَ أُمَّةً قَانِتاً لِلَّهِ حَنِيفاً وَلَمْ يَكُ مِنَ الْمُشْرِكِينَ شَاكِراً لَأَنْعُمِهِ اجْتَبَاهُ وَهَدَاهُ إِلَى صِرَاطٍ مُسْتَقِيمٍ-.

    - والجواب عن السؤال الثالث من وجهين: الأول: أن الحق لا يوزن بالرجال، وإنما يوزن الرجال بالحق، هذا هو الميزان الصحيح وإن كان لمقام الرجال ومراتبهم أثر في قبول أقوالهم كما نقبل خبر العدل ونتوقف في خبر الفاسق، لكن ليس هذا هو الميزان في كل حال، فإن الإنسان بشر يفوته من كمال العلم وقوة الفهم ما يفوته، فقد يكون الرجل ديناً وذا خلق ولكن يكون ناقص العلم أو ضعيف الفهم، فيفوته من الصواب بقدر ما حصل له من النقص والضعف، أو يكون قد نشأ على طريق معين أو مذهب معين لا يكاد يعرف غيره فيظن أن الصواب منحصر فيه ونحو ذلك.

    الثاني: أننا إذا قابلنا الرجال الذين على طريق الأشاعرة بالرجال الذين هم على طريق السلف وجدنا في هذه الطريق من هم أجل وأعظم وأهدى وأقوم من الذين على طريق الأشاعرة، فالأئمة الأربعة أصحاب المذاهب المتبوعة ليسوا على طريق الأشاعرة.

    وإذا ارتقيت إلى من فوقهم من التابعين لم تجدهم على طريق الأشاعرة.

    وإذا علوت إلى عصر الصحابة والخلفاء الأربعة الراشدين لم تجد فيهم من حذا حذو الأشاعرة في أسماء الله تعالى وصفاته وغيرهما مما خرج به الأشاعرة عن طريق السلف.

    - ونحن لا ننكر أن لبعض العلماء المنتسبين إلى الأشعري قدم صدق في الإسلام والذب عنه، والعناية بكتاب الله تعالى وبسنة رسوله صلى الله عليه وسلم رواية ودراية، والحرص على نفع المسلمين وهدايتهم،ولكن هذا لا يستلزم عصمتهم من الخطأ فيما أخطأوا فيه، ولا قبول قولهم في كل ما قالوه، ولا يمنع من بيان خطئهم ورده لما في ذلك من بيان الحق وهداية الخلق، ولا ننكر أيضاً أن لبعضهم قصداً حسناً فيما ذهب إليه وخفي عليه الحق فيه، ولكن لا يكفي لقبول القول حسن قصد قائله، بل لابد أن يكون موافقاً لشريعة الله - عز وجل - فإن كان مخالفاً لها وجب رده على قائله كائناً من كان؛ لقول النبي صلى الله عليه وسلم : >من عمل عملاً ليس عليه أمرنا فهو رد<.

    ثم إن كان قائله معروفاً بالنصيحة والصدق في طلب الحق اعتذر عنه في هذه المخالفة وإلا عومل بما يستحقه بسوء قصده ومخالفته. أهـ. كلامه رحمه الله.


    يوافقون أهل السنة بأمور

    ويقول الدكتور ناصر بن عبدالكريم العقل: فالأشعرية مرت بأطوار تاريخية في كل طور تزداد الشقة بينهم وبين أهل السنة، لاسيما بعد ما أدخل فيها زعماؤهم اللاحقون تلك الأسس والمعتقدات الدخيلة من الفلسفة، والتصوف، والمنطق، والكلام، والجدل، حتى صارت عقيدة الأشاعرة مزيجاً من تلك الأخلاط.

    فأصبحت الأشاعرة اليوم مزيجاً من المشارب والمعتقدات بين أهل السنة والفلسفة والتصوف، وعلم الكلام، لذلك نجدهم أكثر من ينتسبون للسنة وقوعاً في المخالفات العقدية والعبادية -أي بدع العقائد والعبادات- وهذا بخلاف أهل السنة في كل زمان، كما نجد أن كثيراً من الأشاعرة حالياً منضوون تحت الطرق الصوفية البدعية، وتكثر فيهم بدع القبور والتبرك البدعي بالأشخاص والأشياء، وبدع العبادات والأذكار والموالد ونحوها، وهذه البدع هي التي تميزهم - حالياً -عن أهل السنة بوضوح.

    - فمن خلال الواقع اليوم، يندر أن ترى أحداً من الأشاعرة إلا ولديه شيء من البدع، أو الميل إلى ذلك، أو التساهل وعدم الاكتراث بهذه المسألة الخطيرة، بينما العكس فيمن ينتسبون حقاً لأهل السنة، فإنه يندر أن تجد فيهم من يتعلق بشيء من البدع، إلا عن جهل، وهذا قليل جداً بحمد الله.

    - وبالجملة فالأشاعرة يوافقون أهل السنة في أمور من العقيدة، ويخالفونهم في أمور أخرى، فهم فيما يوافقون أهل السنة فيه يجوز أن نطلق عليهم في هذا الأمر أهل سنة، من حيث اتباعهم للسنة في ذلك الأمر، لكنهم في الجملة حيث خالفوا أهل السنة في أصول أخرى ليست قليلة، ليسوا هم أهل السنة عند الإطلاق والعموم، وهذا الأمر قد يلتبس على كثير من الناس اليوم لقلة اطلاعهم على كلام أهل العلم في ذلك.

    ويقول أيضاً: وأمر آخر تجدر الإشارة إليه هنا وفيه البرهان الأقوى على أن الأشاعرة جانبوا أهل السنة في بعض مسائل الاعتقاد الكبرى، على أنهم عند التحقيق والتروي والتجرد يرجعون عن مقولاتهم إلى عقيدة أهل السنة، وهذا البرهان هو رجوع كثير من أئمتهم ونظارهم الكبار إلى عقيدة السلف والتسليم بها في آخر الأمر أو آخر العمر، كما حصل من الإمام أبي الحسن الأشعري نفسه، حينما استقر على عقيدة السلف في -الإبانة-، فمنهم من رجع إلى قول أهل السنة، وترك علم الكلام، وبين ذلك من خلال كتابة ما استقر عليه اعتقاده، ومنهم من أعلن تسليمه لعقيدة أهل السنة على الإطلاق قبيل الوفاة، ولم يتمكن من الكتابة.


    وجوب تصحيح المعتقد

    - وفي الختام نقول: إنه كان ينبغي على مؤلفي الكتاب أن يبتعدوا عن التشويش وبتر الكلام ومحاولة تضخيم أمر الأشاعرة وتصويره بأن الأمة كلها أجمعت على عقيدتهم وأنهم هم أهل السنة عن الإطلاق، مع هذا كله لا يثبت عند التحقيق، والأدلة العلمية التي ذكرها العلماء المحققون من أهل السنة والجماعة تؤكد أن لفظ أهل السنة والجماعة ينطبق على كل من التزم منهج السلف الصالح والقرون المفضلة لا سيما في أمور العقيدة، وقد أثبتنا في هذه العجالة مخالفة الأشاعرة لمذهب أهل السنة والجماعة في المعتقد، وعليه يجب على كل من أراد جمع كلمة المسلمين أن يبدأ بتصحيح عقيدتها والالتزام بمعتقد السلف الصالح وعدم تقديم العقل على النقل حيث لا يمكن أن يختلف العقل السليم مع النقل الصحيح.

    - وكان ينبغي على أصحاب الكتاب وأمثالهم الابتعاد عن التقليد وأن يؤثروا الحق على الخلق.

    http://www.al-forqan.net/linkdesc.as...8&ino=409&pg=1
    avatar
    الشيخ إبراهيم حسونة
    كان الله تعالى له وجعل ما يفعله في ميزان حسناته
    كان الله تعالى له وجعل ما يفعله في ميزان حسناته


    ذكر عدد الرسائل : 9251
    شكر : 7
    تاريخ التسجيل : 08/05/2008

    مجموع ما انتقد على الأشاعرة - صفحة 2 Empty رد: مجموع ما انتقد على الأشاعرة

    مُساهمة من طرف الشيخ إبراهيم حسونة 04.10.08 11:09

    إن مدرسة الأشعرية الفكرية لا تزال مهيمنة على الحياة الدينية في العالم الإسلامي، ولكنها كما يقول الشيخ أبو الحسن الندوي: " فقدت حيويتها ونشاطها الفكري، وضعف إنتاجها في الزمن الأخير ضعفاً شديداً وبدت فيها آثار الهرم والإعياء ". لماذا ؟

    ـ لأن التقليد طغى على تلاميذ هذه المدرسة وأصبح علم الكلام (*) لديهم علماً متناقلاً بدون تجديد في الأسلوب .

    ـ لإدخال مصطلحات الفلسفة (*) وأسلوبها في الاستدلال في علم الكلام .. فكان لهذا أثر سيئ في الفكر الإسلامي، لأن هذا الأسلوب لا يفيد العلم القطعي .. ولهذا لم يتمثل الأشاعرة بعد ذلك مذهب أهل السنة والجماعة (*) ومسلك السلف، تمثُّلاً صحيحاً، لتأثرهم بالفلاسفة وإن هم أنكروا ذلك .. حتى الغزالي نفسه الذي حارب الفلاسفة في كتابه تهافت الفلاسفة يقول عنه تلميذه القاضي ابن العربي: " شيخنا أبو حامد دخل في بطون الفلاسفة، ثم أراد أن يخرج منهم فما قدر".

    ـ تصدي شيخ الإسلام ابن تيمية لجميع المذاهب الإسلامية التي انحرفت عن الكتاب والسنة ـ ومنهم الأشاعرة وبخاصة المتأخرة منهم ـ في كتابه القيم: درء تعارض العقل والنقل وفنَّد آراءهم الكلامية، وبيَّن أخطاءهم وأكَّد أن أسلوب القرآن والسنة هو الأسلوب اليقيني للوصول إلى حقيقة التوحيد والصفات وغير ذلك من أمور العقيدة .



    والنقل هنا وعاليه
    لطفــــــاً .. من هنــــــــــا
    avatar
    الشيخ إبراهيم حسونة
    كان الله تعالى له وجعل ما يفعله في ميزان حسناته
    كان الله تعالى له وجعل ما يفعله في ميزان حسناته


    ذكر عدد الرسائل : 9251
    شكر : 7
    تاريخ التسجيل : 08/05/2008

    مجموع ما انتقد على الأشاعرة - صفحة 2 Empty رد: مجموع ما انتقد على الأشاعرة

    مُساهمة من طرف الشيخ إبراهيم حسونة 04.10.08 11:17

    نقد نظرية الجوهر والعرض

    الحمد لله رب العالمين وصلى الله وسلم على نبينا محمد وعلى آله وصحبه وسلم :

    فقد وقفت خلال بحثي في النت على هذه المقالة لم أعرف كاتبها وقد وجدت فيها فوائد إن شاء الله في نقض أصل من أصول الأشاعرة فجزى الله كاتبها خيرا .
    نقد نظرية الجوهر والعرض :


    1ـ العلم الحديث أبطل نظرية الجوهر والعرض، وذلك بتفجير الذرة، الذي يطلق عليه أصحاب هذه النظرية الجزء الذي لا يتجزأ، وبالتالي انهارت هذه النظرية تماماً، قال د.الزنيدي « ثم انهارت نظرية الجوهر الفرد، وتجزأ الجزء الذي لا يتجزأ إلى طاقة، حينما فجرت الذرة، وكان هذا انهياراً لعلم الكلام القائم على هذه النظرية، ولو كان علم الكلام هو الحامل للواء الإسلام حينما فجرت الذرة لكان ذلك سلاحاً بيد أعداء الإسلام، لتأكيد بطلانه نتيجة هذا الفساد لأساسه»، وبهذا بطلت مزاعمهم أن « إثبات الجوهر الفرد نجاة عن كثير من ظلمات الفلاسفة، مثل إثبات الهيولى والصورة، المؤدي إلى قدم العالم، ونفي حشر الأجساد، وكثير من أصول الهندسة، المبني عليها دوام حركة السموات، وامتناع الخرق والإلتئام عليها».

    وهذا ما كان يرد به أهل السنة على هؤلاء، فإن إثبات الجوهر الذي لا يقبل القسمة دعوى باطلة، لأنه ما من موجود إلا ويتميز منه شيء عن شيء، وإثبات انقسامات لاتتناهى فيما هو محصور ممتنع، لامتناع وجود ما لايتناهى فيما يتناهى، وعلى سبيل المثال: الماء يقبل انقسامات متناهية إلى أن تتصاغر أجزاؤه، فإن تصاغرت استحالت إلى جسم آخر .


    2ـ زعم القائلون بهذه النظرية أن المنكر لها أو بعضها من الملاحدة، قال الجويني:« أما الأصل الأول فقد أنكرته طوائف من الملحدة، وهو إثبات العرض»، وقال:« وجوزت الملحدة خلو الجواهر عن جميع الأعراض».


    قال القحطاني في نونيته:
    « هذا الجويهر والعريض بزعمكم أهما لمعرفة الهدى أصلان؟
    من عاش في الدنيا ولم يعرفهما وأقـر بالإسلام والفرقان
    أفمسلم هو عندكم أم كافر أم عاقل أم جاهل أم واني».


    دعوى تركيب الموجودات من الجواهر المنفردة والأعراض، لم يقله أحد من السلف ولا أئمة المسلمين، وترفض هذه النظرية معظم المدارس الفلسفية من اليونان وغيرهم، وأكثر طوائف أهل الكلام كالنجارية والضرارية والهشامية والكلابية والسالمية وكثير من الكرامية مع أكثر الفلاسفة، ولم يقل به إلا طائفة من أهل الكلام، قال د. حسن الشافعيتعرضت فكرة الجوهر والعرض لألوان من النقد من كثير من المفكرين»، ونقل إجماع السلف جماعة، قال قوام السنة الأصبهاني (ت 535هـ):«أنكر السلف الكلام في الجواهر والأعراض، وقالوا : لم يكن على عهد الصحابة والتابعين»، وقال ابن عقيل(ت513هـ):« أنا أقطع أن الصحابة ماتوا وما عرفوا الجوهر والعرض، فإن رضيت أن تكون مثلهم فكن، وإن رأيت أن طريقة المتكلمين أولي من طريقة أبي بكر وعمر فبئس ما رأيت».


    3ـ اتصاف المخلوقات بصفاتها لايقال عنه تركيب، وزعمهم أن الأشياء تتركب من جوهر وعرض؛ وإطلاقهم لفظ التركيب على هذا المعنى لايعرف لا في لغة العرب ولا لغة أمة من الأمم، فلا يعرف في اللغة إطلاق اسم المركب على ماله لون وطعم ورائحة، فالتفاحة مثلاً لها لون وطعم ورائحة، ولا تسمى في اللغة المعروفة مركبة، ولا يسمى ذلك أجزاءاً لها.


    اهتزاز فكرة الجوهر الفرد عند القائلين به مما أدي بهم إلى الشك في أخر أعمارهم مثل الرازي والآمدي وغيرهم، فالرازي مثلاً أنكرها وتوقف فيها وأثبتها، فقد أثبتها في أول كتبه وأوسطها و آخرها "المطالب العالية"، وحار فيها بين ذلك، ونقدها الآمدي نقداً تفصيلاً، ولم يذكرها جماعة من الباحثين في المنطق إطلاقاً.


    يستحيل البرهنة على هذه النظرية، وتعمم دون حجة علمية، ولا توجد قاعدة ولا دليل معتبر لها، ولذا ذهب الآمدي ـ وهو من أساطين الفلاسفة ـ إلى أن المقولات العشر مدخولة، ويرى د.حسن الشافعي أن هذا الدليل:« يقوم على فروض ليس من السهل البرهنة عليها، ولأنه يعمد إلى التعميم دون حجة علمية».


    الاختلاف بين المناطقة في أقسام كل من الجوهر والعرض، والتفاوت الكبير بين هذه الأقسام، واختلافهم في تعريف الجوهر والعرض، قال الإيجي:«ولم يأتوا في الحصر بما يصلح للاعتماد عليه»، وقد تقدم تشكيك الغزالي وغيره في أقسام الجوهر والعرض.


    الجوهر دون صفات هو العدم، وهو من اختلاق خيال الفلاسفة أهل المنطق، ولاوجود له في الأعيان، وممتنعة الوجود في الخارج، ومحلها الذهن فقط، ولذا قالوا في صفاته: إنه ليس للجوهر لون ولا طعم ولا رائحة ولا صوت ولا برودة ولا غيرها من صفات الموجودات .


    وبناء على هذه النظرية يخيل للناظر أنه إذا ما جرد الصفات عن حاملها واحدة بعد واحدة بقي الحامل (الجوهر) خالصاً من صفاته، أو جوهراً صافياً، وهذا لا يكون.
    8ـ هذه النظرية تتضمن ما يخالف العقل والحس والفطرة، كإنكار الأسباب، وزعمهم أن الأجسام متماثلة في الجواهر مختلفة في الأعراض فقط، فمثلاً الثلج مماثل للنار من كل وجه، وأبطل بعضهم علم الهندسة كله لأجلها، قال التفتازاني:« إن الأجسام متماثلة، أي متحدة الحقيقة، وإنما الاختلاف بالعوارض، وهذا أصل يبتني عليه كثير من قواعد الإسلام، كإثبات القادر المختار، وكثير من أحوال النبوة والمعاد» .


    أخطار نظرية الجوهر والعرض :


    1ـ هذه النظرية تثير الشكوك والشبهات في العقائد الكلامية، لذلك لا تخفى حالة القائلين بها في آخر حياتهم من الشك والحسرة والندم، ولذلك يرى د.حسن الشافعي: « إبعاد هذا الدليل عن المجال العقائدي، ... لأنه يثير شكوكاً من الأفضل تجنب العقائد أخطارها».


    2ـ هذه النظرية مرتبطة عند الفلاسفة الأوائل ـ أبيقور ومن وافقه ـ بالإلحاد وإنكار الخالق سبحانه وتعالى.


    هذه النظرية وما تولد منها سبب في تسلط الملاحدة على أهل الكلام، وصولتهم عليهم، وقدحهم فيما جاءت به الرسل عليهم السلام، فهم كما قيل: لا الإسلام نصروا، ولا الفلاسفة كسروا، لأنها تهدم قواعد الشريعة، وعلى سبيل المثال صار ماذكره هؤلاء في المعاد مما قوى شبهة المتفلسفة في إنكار المعاد.


    العرض في اللغة يجب تنزيه الله تعالى عنه، أما تسمية الصفات أعراضاً ثم نفيها فهذا باطل وتلبيس، والواجب التوقف والاستفصال عن هذه المعاني الباطلة.


    «من تدبر عامة بدع الجهمية ونحوهم وجدها ناشئة عن مباحث هذه الدعوى والحجة، ولهذا كان السلف والأئمة يذمون كلامهم في الجواهر والأعراض، وبناءهم علم الدين على ما ذكروه من هذه المقدمات.
    :


    1ـ العلم الحديث أبطل نظرية الجوهر والعرض، وذلك بتفجير الذرة، الذي يطلق عليه أصحاب هذه النظرية الجزء الذي لا يتجزأ، وبالتالي انهارت هذه النظرية تماماً، قال د.الزنيدي « ثم انهارت نظرية الجوهر الفرد، وتجزأ الجزء الذي لا يتجزأ إلى طاقة، حينما فجرت الذرة، وكان هذا انهياراً لعلم الكلام القائم على هذه النظرية، ولو كان علم الكلام هو الحامل للواء الإسلام حينما فجرت الذرة لكان ذلك سلاحاً بيد أعداء الإسلام، لتأكيد بطلانه نتيجة هذا الفساد لأساسه»، وبهذا بطلت مزاعمهم أن « إثبات الجوهر الفرد نجاة عن كثير من ظلمات الفلاسفة، مثل إثبات الهيولى والصورة، المؤدي إلى قدم العالم، ونفي حشر الأجساد، وكثير من أصول الهندسة، المبني عليها دوام حركة السموات، وامتناع الخرق والإلتئام عليها».


    وهذا ما كان يرد به أهل السنة على هؤلاء، فإن إثبات الجوهر الذي لا يقبل القسمة دعوى باطلة، لأنه ما من موجود إلا ويتميز منه شيء عن شيء، وإثبات انقسامات لاتتناهى فيما هو محصور ممتنع، لامتناع وجود ما لايتناهى فيما يتناهى، وعلى سبيل المثال: الماء يقبل انقسامات متناهية إلى أن تتصاغر أجزاؤه، فإن تصاغرت استحالت إلى جسم آخر .


    2ـ زعم القائلون بهذه النظرية أن المنكر لها أو بعضها من الملاحدة، قال الجويني:« أما الأصل الأول فقد أنكرته طوائف من الملحدة، وهو إثبات العرض»، وقال:« وجوزت الملحدة خلو الجواهر عن جميع الأعراض».


    قال القحطاني في نونيته:

    « هذا الجويهر والعريض بزعمكم أهما لمعرفة الهدى أصلان؟
    من عاش في الدنيا ولم يعرفهما وأقـر بالإسلام والفرقان
    أفمسلم هو عندكم أم كافر أم عاقل أم جاهل أم واني».

    دعوى تركيب الموجودات من الجواهر المنفردة والأعراض، لم يقله أحد من السلف ولا أئمة المسلمين، وترفض هذه النظرية معظم المدارس الفلسفية من اليونان وغيرهم، وأكثر طوائف أهل الكلام كالنجارية والضرارية والهشامية والكلابية والسالمية وكثير من الكرامية مع أكثر الفلاسفة، ولم يقل به إلا طائفة من أهل الكلام، قال د. حسن الشافعيتعرضت فكرة الجوهر والعرض لألوان من النقد من كثير من المفكرين»، ونقل إجماع السلف جماعة، قال قوام السنة الأصبهاني (ت 535هـ):«أنكر السلف الكلام في الجواهر والأعراض، وقالوا : لم يكن على عهد الصحابة والتابعين»، وقال ابن عقيل(ت513هـ):« أنا أقطع أن الصحابة ماتوا وما عرفوا الجوهر والعرض، فإن رضيت أن تكون مثلهم فكن، وإن رأيت أن طريقة المتكلمين أولي من طريقة أبي بكر وعمر فبئس ما رأيت».


    3ـ اتصاف المخلوقات بصفاتها لايقال عنه تركيب، وزعمهم أن الأشياء تتركب من جوهر وعرض؛ وإطلاقهم لفظ التركيب على هذا المعنى لايعرف لا في لغة العرب ولا لغة أمة من الأمم، فلا يعرف في اللغة إطلاق اسم المركب على ماله لون وطعم ورائحة، فالتفاحة مثلاً لها لون وطعم ورائحة، ولا تسمى في اللغة المعروفة مركبة، ولا يسمى ذلك أجزاءاً لها


    اهتزاز فكرة الجوهر الفرد عند القائلين به مما أدي بهم إلى الشك في أخر أعمارهم مثل الرازي والآمدي وغيرهم، فالرازي مثلاً أنكرها وتوقف فيها وأثبتها، فقد أثبتها في أول كتبه وأوسطها و آخرها "المطالب العالية"، وحار فيها بين ذلك، ونقدها الآمدي نقداً تفصيلاً، ولم يذكرها جماعة من الباحثين في المنطق إطلاقاً.


    يستحيل البرهنة على هذه النظرية، وتعمم دون حجة علمية، ولا توجد قاعدة ولا دليل معتبر لها، ولذا ذهب الآمدي ـ وهو من أساطين الفلاسفة ـ إلى أن المقولات العشر مدخولة، ويرى د.حسن الشافعي أن هذا الدليل:« يقوم على فروض ليس من السهل البرهنة عليها، ولأنه يعمد إلى التعميم دون حجة علمية


    الاختلاف بين المناطقة في أقسام كل من الجوهر والعرض، والتفاوت الكبير بين هذه الأقسام، واختلافهم في تعريف الجوهر والعرض، قال الإيجي:«ولم يأتوا في الحصر بما يصلح للاعتماد عليه»، وقد تقدم تشكيك الغزالي وغيره في أقسام الجوهر والعرض.


    الجوهر دون صفات هو العدم، وهو من اختلاق خيال الفلاسفة أهل المنطق، ولاوجود له في الأعيان، وممتنعة الوجود في الخارج، ومحلها الذهن فقط، ولذا قالوا في صفاته: إنه ليس للجوهر لون ولا طعم ولا رائحة ولا صوت ولا برودة ولا غيرها من صفات الموجودات


    وبناء على هذه النظرية يخيل للناظر أنه إذا ما جرد الصفات عن حاملها واحدة بعد واحدة بقي الحامل (الجوهر) خالصاً من صفاته، أو جوهراً صافياً، وهذا لا يكون.
    8ـ هذه النظرية تتضمن ما يخالف العقل والحس والفطرة، كإنكار الأسباب، وزعمهم أن الأجسام متماثلة في الجواهر مختلفة في الأعراض فقط، فمثلاً الثلج مماثل للنار من كل وجه، وأبطل بعضهم علم الهندسة كله لأجلها، قال التفتازاني:« إن الأجسام متماثلة، أي متحدة الحقيقة، وإنما الاختلاف بالعوارض، وهذا أصل يبتني عليه كثير من قواعد الإسلام، كإثبات القادر المختار، وكثير من أحوال النبوة والمعاد» .


    أخطار نظرية الجوهر والعرض :

    1ـ هذه النظرية تثير الشكوك والشبهات في العقائد الكلامية، لذلك لا تخفى حالة القائلين بها في آخر حياتهم من الشك والحسرة والندم، ولذلك يرى د.حسن الشافعي: « إبعاد هذا الدليل عن المجال العقائدي، ... لأنه يثير شكوكاً من الأفضل تجنب العقائد أخطارها».


    2ـ هذه النظرية مرتبطة عند الفلاسفة الأوائل ـ أبيقور ومن وافقه ـ بالإلحاد وإنكار الخالق سبحانه وتعالى.


    هذه النظرية وما تولد منها سبب في تسلط الملاحدة على أهل الكلام، وصولتهم عليهم، وقدحهم فيما جاءت به الرسل عليهم السلام، فهم كما قيل: لا الإسلام نصروا، ولا الفلاسفة كسروا، لأنها تهدم قواعد الشريعة، وعلى سبيل المثال صار ماذكره هؤلاء في المعاد مما قوى شبهة المتفلسفة في إنكار المعاد.


    العرض في اللغة يجب تنزيه الله تعالى عنه، أما تسمية الصفات أعراضاً ثم نفيها فهذا باطل وتلبيس، والواجب التوقف والاستفصال عن هذه المعاني الباطلة.
    «من تدبر عامة بدع الجهمية ونحوهم وجدها ناشئة عن مباحث هذه الدعوى والحجة، ولهذا كان السلف والأئمة يذمون كلامهم في الجواهر والأعراض، وبناءهم علم الدين على ما ذكروه من هذه المقدمات.انتهى




    وهذا رابط لموضوع تقدم في هذه المسألة

    http://www.ahlalhdeeth.com/vb/showthread.php?t=108632&highlight=%E4%DE%CF+%E4%D9 %D1%ED%C9+%C7%E1%CC%E6%E5%D1+%E6%C7%E1%DA%D1%D6
    avatar
    الشيخ إبراهيم حسونة
    كان الله تعالى له وجعل ما يفعله في ميزان حسناته
    كان الله تعالى له وجعل ما يفعله في ميزان حسناته


    ذكر عدد الرسائل : 9251
    شكر : 7
    تاريخ التسجيل : 08/05/2008

    مجموع ما انتقد على الأشاعرة - صفحة 2 Empty رد: مجموع ما انتقد على الأشاعرة

    مُساهمة من طرف الشيخ إبراهيم حسونة 05.10.08 16:43

    والأشاعرة مخالفون لما عليه السلف في جملة من القضايا الكبار تاريخ الفتوى : 10 صفر 1423
    السؤال
    ما هو قولكم في من يؤيد مذهب الأشاعره في العقيدة والقول بأن هذا هو مذهب الأحناف والشافعية والمالكية؟


    الفتوى
    الحمد لله والصلاة السلام على رسول الله وعلى آله وصحبه أما بعد:
    فمذهب الأشاعرة في العقيدة قائم على آراء الإمام أبي الحسن الأشعري في المرحلة الثانية من حياته، وهي المرحلة التي وافق فيها ابن كلاب، وقد رجع الأشعري رحمه الله عن كثير من آرائه الاعتقادية التي تبناها في تلك المرحلة. وأثبت معتقده الموافق لأهل الحديث في الجملة في كتبه: مقالات الإسلاميين والإبانة، ورسالة إلى أهل الثغر.
    ومن نظر في الكتاب والسنة وأقوال الصحابة والتابعين من بعدهم من أهل القرون المفضلة علم أن كثيراً مما عليه الأشاعرة اليوم مخالف لذلك. ومن شاء فليقرأ ما دونه اللالكائي في: أصول اعتقاد أهل السنة والجماعة، والأصفهاني في :الحجة، والذهبي في: العلو، وقبلهم عبد الله بن أحمد في السنة، وابن خزيمة في: التوحيد، وابن منده في: التوحيد، أيضاً، والصابوني في: معتقد أهل الحديث، وغير ذلك من دواوين أهل الإسلام، وهي دواوين نقية يعتمد عليها. والأشاعرة مخالفون لما عليه السلف في جملة من القضايا الكبار، كالإيمان والقدر والكلام والعلو وكثير من الصفات التي يتأولونها أو يثبتونها مع تفويض معناها.
    وليس هذا مقام بسط وتفصيل، لكن من أراد التحقق من ذلك فليقرأ ما ألف في عرض مذهب الأشاعرة ونقده، ومن ذلك: موقف ابن تيمية من الأشاعرة للدكتور عبد الرحمن المحمود، ومنهج الأشاعرة للدكتور خالد عبد اللطيف نور، ومنهج الأشاعرة في العقيدة للدكتور سفر بن عبد الرحمن الحوالي. وأما الزعم بأنه مذهب الأحناف والشافعية والمالكية فإنه زعم غير صحيح، فإن أكثر الأحناف على مذهب الماتريدية، والموافقون للأشاعرة من الشافعية والمالكية إنما هم المتأخرون منهم وفيهم جماعة من أفاضلهم ينصرون مذهب السلف وأهل الحديث، بل كثير من الأشاعرة المتقدمين ليسوا على ما تدين به الأشاعرة في العصور المتأخرة. ولو سلم أن أكثر هؤلاء يوافقون الأشاعرة في المعتقد، فإننا نقول: لا مجال للمقارنة بين هؤلاء وبين أساطين المحدثين وأئمة الإسلام في القرون الأولى.
    والله أعلم.

    المفتي: مركز الفتوى بإشراف د.عبدالله الفقيه
    avatar
    الشيخ إبراهيم حسونة
    كان الله تعالى له وجعل ما يفعله في ميزان حسناته
    كان الله تعالى له وجعل ما يفعله في ميزان حسناته


    ذكر عدد الرسائل : 9251
    شكر : 7
    تاريخ التسجيل : 08/05/2008

    مجموع ما انتقد على الأشاعرة - صفحة 2 Empty إمام الأشعرية في عصره كان جاهلا بالسنة والحديث

    مُساهمة من طرف الشيخ إبراهيم حسونة 06.10.08 9:57

    إمام الأشعرية في عصره كان جاهلا بالسنة والحديث هو المعروف لدى الشافعية بإمام الحرمين عبدالملك بن أبي محمد الجويني الأصولي المتكلم الأشعري ...

    قال عنه الأشعري المتعصب السبكي نقلا عن القشيري في طبقات الشافعية :
    مجموع ما انتقد على الأشاعرة - صفحة 2 Attachment

    وذكر ابن خلكان في الوفيات :
    مجموع ما انتقد على الأشاعرة - صفحة 2 Attachment

    وذكر في الوفيات أنه تعلم الحديث وأجيز على ذلك من قبل الحافظ أبي نعيم الأصبهاني!! :
    مجموع ما انتقد على الأشاعرة - صفحة 2 Attachment


    والآن لنرى حقيقة ماذكر أعلاه وحقيقة علم الجويني إمام الأشعرية بالسنة والحديث...


    قال شيخ الإسلام ابن تيمية في الكتاب المسمى دقائق التفسير :

    مجموع ما انتقد على الأشاعرة - صفحة 2 Attachment
    مجموع ما انتقد على الأشاعرة - صفحة 2 Attachment

    قال الإمام الذهبي في سير أعلام النبلاء :
    مجموع ما انتقد على الأشاعرة - صفحة 2 Attachment

    وذكر السمعاني في الأنساب :
    مجموع ما انتقد على الأشاعرة - صفحة 2 Attachment


    الصور المرفقة
    : طبقات السبكي2.JPG‏ : 9.5 كيلوبايت : jpg مجموع ما انتقد على الأشاعرة - صفحة 2 Jpg : 130 : اضغط هنا : الأنساب للسمعاني2.JPG‏ : 40.0 كيلوبايت : jpg مجموع ما انتقد على الأشاعرة - صفحة 2 Jpg : 126 : اضغط هنا : تيمية دقائق التفسير 1.JPG‏ : 66.8 كيلوبايت : jpg مجموع ما انتقد على الأشاعرة - صفحة 2 Jpg : 125 : اضغط هنا : تيمية دقائق التفسير 2.JPG‏ : 128.7 كيلوبايت : jpg مجموع ما انتقد على الأشاعرة - صفحة 2 Jpg : 117 : اضغط هنا : طبقات السبكي 3 مدافع مع إقرار.JPG‏ : 17.7 كيلوبايت : jpg مجموع ما انتقد على الأشاعرة - صفحة 2 Jpg : 117 : اضغط هنا : وفيات الأعيان خلكان 2.JPG‏ : 36.4 كيلوبايت : jpg مجموع ما انتقد على الأشاعرة - صفحة 2 Jpg : 117 : اضغط هنا : وفيات الأعيان خلكان1.JPG‏ : 19.9 كيلوبايت : jpg مجموع ما انتقد على الأشاعرة - صفحة 2 Jpg : 120 : اضغط هنا : سير.JPG‏ : 11.6 كيلوبايت : jpg مجموع ما انتقد على الأشاعرة - صفحة 2 Jpg : 113 : اضغط هنا : طبقات السبكي.JPG‏ : 28.2 كيلوبايت : jpg مجموع ما انتقد على الأشاعرة - صفحة 2 Jpg : 26 : اضغط هنا


    والنقل

    لطفــــــــــاً .. من هنــــــــــــــا
    avatar
    الشيخ إبراهيم حسونة
    كان الله تعالى له وجعل ما يفعله في ميزان حسناته
    كان الله تعالى له وجعل ما يفعله في ميزان حسناته


    ذكر عدد الرسائل : 9251
    شكر : 7
    تاريخ التسجيل : 08/05/2008

    مجموع ما انتقد على الأشاعرة - صفحة 2 Empty رد: مجموع ما انتقد على الأشاعرة

    مُساهمة من طرف الشيخ إبراهيم حسونة 06.10.08 10:12

    وقد أشار الحافظ ابن حجر في عدة مواضع في تلخيص الحبير على جهل الجويني بالحديث وإليكم بعض النماذج :

    -1-
    مجموع ما انتقد على الأشاعرة - صفحة 2 Attachment

    -2-
    مجموع ما انتقد على الأشاعرة - صفحة 2 Attachment

    -3-
    مجموع ما انتقد على الأشاعرة - صفحة 2 Attachment

    -4-
    مجموع ما انتقد على الأشاعرة - صفحة 2 Attachment

    -5-
    مجموع ما انتقد على الأشاعرة - صفحة 2 Attachment

    -6-
    مجموع ما انتقد على الأشاعرة - صفحة 2 Attachment

    -7-
    مجموع ما انتقد على الأشاعرة - صفحة 2 Attachment

    -8-
    مجموع ما انتقد على الأشاعرة - صفحة 2 Attachment

    -9-
    مجموع ما انتقد على الأشاعرة - صفحة 2 Attachment


    ولقد حاول السبكي الدفاع عن الجويني ولم يستطع فأقر بتخبطه بالحديث فقال في طبقاته مدافعا:

    مجموع ما انتقد على الأشاعرة - صفحة 2 Attachment

    الصور المرفقة
    : 1.JPG‏ : 12.1 كيلوبايت : jpg مجموع ما انتقد على الأشاعرة - صفحة 2 Jpg : 117 : اضغط هنا : 2.JPG‏ : 61.2 كيلوبايت : jpg مجموع ما انتقد على الأشاعرة - صفحة 2 Jpg : 110 : اضغط هنا : 3.JPG‏ : 36.0 كيلوبايت : jpg مجموع ما انتقد على الأشاعرة - صفحة 2 Jpg : 109 : اضغط هنا : 4.JPG‏ : 39.0 كيلوبايت : jpg مجموع ما انتقد على الأشاعرة - صفحة 2 Jpg : 107 : اضغط هنا : 5.JPG‏ : 46.2 كيلوبايت : jpg مجموع ما انتقد على الأشاعرة - صفحة 2 Jpg : 104 : اضغط هنا : 6.JPG‏ : 23.8 كيلوبايت : jpg مجموع ما انتقد على الأشاعرة - صفحة 2 Jpg : 104 : اضغط هنا : 7.JPG‏ : 24.0 كيلوبايت : jpg مجموع ما انتقد على الأشاعرة - صفحة 2 Jpg : 109 : اضغط هنا : 8.JPG‏ : 22.4 كيلوبايت : jpg مجموع ما انتقد على الأشاعرة - صفحة 2 Jpg : 103 : اضغط هنا : 9.JPG‏ : 109.9 كيلوبايت : jpg مجموع ما انتقد على الأشاعرة - صفحة 2 Jpg : 104 : اضغط هنا



    المصدر عاليه
    avatar
    الشيخ إبراهيم حسونة
    كان الله تعالى له وجعل ما يفعله في ميزان حسناته
    كان الله تعالى له وجعل ما يفعله في ميزان حسناته


    ذكر عدد الرسائل : 9251
    شكر : 7
    تاريخ التسجيل : 08/05/2008

    مجموع ما انتقد على الأشاعرة - صفحة 2 Empty رد: مجموع ما انتقد على الأشاعرة

    مُساهمة من طرف الشيخ إبراهيم حسونة 06.10.08 16:06

    ما دليل تقديم الأشاعرة العقل على النقل ؟ السلام عليكم
    المشايخ والاخوة الكرام ،
    نريد جملة من المسائل والتي قدّم فيها علماء الأشاعرة العقل على لنقل ،
    والتي جاءت في كتبهم .
    وجزاكم الله خيرا .



    =================


    الذي اشتهر عنهم تقديم العقل على النقل هم المعتزلة !!

    واما زعمك انها جاءت في كتبهم ... فانت مطالب باثبات هذا ... وهيهات !!



    ==================


    والأشاعرة كذلك يقدمون العقل على النقل..
    وبعضهم يعرف الأشاعرة بأن مصدرهم الكتاب والسنة على مقتضى قواعد أهل الكلام.
    والأصح الأول، وانظر في مسمى التوحيد وتعريفه عندهم وماهو أو واجب على المكلف في نظرهم ستجد أنهم في صف المعتزلة في هذا الباب.

    ولا تنس أن أبا حسن الأشعري قبل أشعريته كان معتزلياً ..



    ====================


    قال شيخهم الرازي في أساس تقديسه :


    " الفصل الثاني والثلاثون في أن البراهين العقلية إذا صارت معارضة بالظواهر النقلية فكيف يكون الحال فيها؟

    اعلم أن الدلائل القطعية العقلية إذا قامت على ثبوت شيء ثم وجدنا أدلة نقلية يشعر ظاهرها بخلاف ذلك فهناك لا يخلو الحال من أحد أمور أربعة:

    1- إما أن يصدق مقتضى العقل والنقل فيلزم تصديق النقيضين وهو محال.

    2- وإما أن يبطل فيلزم تكذيب النقيضين وهو محال.

    3- وإما أن يصدق الظواهر النقلية ويكذب الظواهر العقلية وذلك باطل. لأنه لا يمكننا أن نعرف صحة الظواهر النقلية إلا إذا عرفنا بالدلائل العقلية إثبات الصانع وصفاته وكيفية دلالة المعجزة على صدق الرسول صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ وظهور المعجزات على يد محمد صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ.

    ولو جوزنا القدح في الدلائل العقلية القطعية صار العقل متهماً غير مقبول القول، ولو كان كذلك لخرج أن يكون مقبول القول في هذه الأصول، وإذا لم تثبت هذه الأصول خرجت الدلائل النقلية عن كونها مفيدة.

    فثبت أن القدح في العقل لتصحيح النقل يفضي إلى القدح في العقل والنقل معاً وأنه باطل، ولما بطلت الأقسام الأربعة لم يبق إلا أن يقطع بمقتضى الدلائل العقلية القاطعة بأن هذه الدلائل النقلية إما أن يقال أنها غير صحيحة. أو يقال: إنها صحيحة إلا أن المراد منها غير ظواهرها .

    ثم إن جوزنا التأويل اشتغلنا على سبيل التبرع بذكر تلك التأويلات على التفصيل.

    وإن لم يجز التأويل فوضنا العلم بها إلى الله تعالى. فهذا هو القانون الكلي المرجوع إليه في جميع المتشابهات وبالله التوفيق" اهـ.



    و في هذا يقول الإمام ابن القيم رحمه الله متحدثا على لسان شيوخهم :


    عطّل وحرّف ثم أوّل وانفها*** واقذف بتجسيم وبالكفران

    للمثبتين حقائق الأسماء والأ***وصاف بالأخبار والقرآن

    فإذا هم احتجوا عليك فقل لهم*** هذا مجاز وهو وضع ثان

    فإذا غُلبت على المجاز فقل لهم*** لا يستفاد حقيقة الايقان

    أنى وتلك أدلة لفظية*** عزلت عن الايقان منذ زمان


    فاذا تضافرت الأدلة كثرة*** وغلبت عن تقرير ذا تبيان

    فعليك حينئذ بقانون وضـ***ـعناه لدفع أدلة القرآن


    ولكل نص ليس يقبل أن يُؤو***ل بالمجاز ولا بمعنى ثان

    قل عارض المنقول معقول وما الأ***مران عند العقل يتفقان

    ما ثمَّ الا واحد من أربع*** متقابلات كلها بوزان

    أعمالُ ذين وعكسه أو تلغى المعقـ***ول ما هذا بذي أمكان

    العقلُ أصل النقلِ وهو أبوه أن*** تبطله يبطل فرعه التحتاني

    فتعيّن الأعمال للمعقول والا***لغاء للمنقول بالبرهان

    أعماله يفضي الى الغائه*** فاهجره هجر الترك والنسيان



    والنقل
    لطفــــــــــاً .. من هنــــــــــــــــا
    avatar
    الشيخ إبراهيم حسونة
    كان الله تعالى له وجعل ما يفعله في ميزان حسناته
    كان الله تعالى له وجعل ما يفعله في ميزان حسناته


    ذكر عدد الرسائل : 9251
    شكر : 7
    تاريخ التسجيل : 08/05/2008

    مجموع ما انتقد على الأشاعرة - صفحة 2 Empty تتمة

    مُساهمة من طرف الشيخ إبراهيم حسونة 06.10.08 16:09

    خير من طبق قاعدته هذه هو الرازي نفسه فقد تأول مجيء الله تعالى يوم القيامة بما لا مزيد لها من وجوه !!! حتى زعم ان مربيا للرسول صلى الله عليه و سلم من الملائكة هو المقصود بأنه يجيء يوم القيامة ! نعوذ بالله من الضلال

    قال في تفسيره عند الاية " كَلَّا إِذَا دُكَّتِ الْأَرْضُ دَكًّا دَكًّا (21) وَجَاءَ رَبُّكَ وَالْمَلَكُ صَفًّا صَفًّا (22) وَجِيءَ يَوْمَئِذٍ بِجَهَنَّمَ يَوْمَئِذٍ يَتَذَكَّرُ الْإِنْسَانُ وَأَنَّى لَهُ الذِّكْرَى (23) :
    الصفة الثانية : من صفات ذلك اليوم قوله : { وَجَاء رَبُّكَ والملك صَفّاً صَفّاً } .


    واعلم أنه ثبت بالدليل العقلي أن الحركة على الله تعالى محال ، لأن كل ما كان كذلك كان جسماً والجسم يستحيل أن يكون أزلياً فلا بد فيه من التأويل ، وهو أن هذا من باب حذف المضاف وإقامة المضاف إليه مقامه ، ثم ذلك المضاف ما هو؟

    فيه وجوه أحدها : وجاء أمر ربك بالمحاسبة والمجازاة

    وثانيها : وجاء قهر ربك كما يقال جاءتنا بنو أمية أي قهرهم

    وثالثها : وجاء جلائل آيات ربك لأن هذا يكون يوم القيامة ، وفي ذلك اليوم تظهر العظائم وجلائل الآيات ، فجعل مجيئها مجيئاً له تفخيماً لشأن تلك الآيات

    ورابعها : وجاء ظهور ربك ، وذلك لأن معرفة الله تصير في ذلك اليوم ضرورية فصار ذلك كظهوره وتجليه للخلق ، فقيل : { وَجَاء رَبُّكَ } أي زالت الشبهة وارتفعت الشكوك

    خامسها : أن هذا تمثيل لظهور آيات الله وتبيين آثار قهره وسلطانه ، مثلت حاله في ذلك بحال الملك إذا حضر بنفسه ، فإنه يظهر بمجرد حضوره من آثار الهيبة والسياسة مالا يظهر بحضور عساكره كلها

    وسادسها : أن الرب هو المربى ، ولعل ملكاً هو أعظم الملائكة هو مربي للنبي صلى الله عليه وسلم جاء فكان هو المراد من قوله : { وَجَاء رَبُّكَ } . "

    فانظره الى تأويله الفاسد أين أودى به حتى قال : " ولعل ملكاً هو أعظم الملائكة هو مربي للنبي صلى الله عليه وسلم جاء فكان هو المراد "

    نعوذ بالله من الضلال



    و قال البيجوري الاشعري في اعتقاد ان كلام الله تعالى موهم للجسمية في شرح جوهرة التوحيد :

    ( ومما يوهم الجسمية قوله تعالى: {وجاء ربك} وحديث الصحيحين: ( ينزل ربنا كل ليلة إلى سماء الدنيا حين يبقى ثلث الليل الأخير ، ويقول من يدعوني فأستجيب له من يسألني فأعطيه من يستغفرني فأغفر له) فالسلف يقولون: مجيء ونزول لا نعلمها ، والخلف يقولون: المراد: وجاء عذاب ربك أو أمر ربك الشامل للعذاب ، والمراد ينزل ملك ربنا فيقول عن الله ... إلخ. ) اهـ

    و قال ايضا :
    (ومما يوهم الجوارح قوله تعالى: {ويبقى وجه ربك} و{يد الله فوق أيديهم} وحديث: (إن قلوب بني آدم كلها كقلب واحد بين أصبعين من أصابع من الرحمن) فالسلف يقولون: لله وجه ويد وأصابع لا نعلمها ، ويقول الخلف المراد من الوجه: الذات ، وباليد: القدرة ؛ والمراد من قوله: (بين أصبعين من أصابع الرحمن) بين صفتين من صفاته وهاتان الصفتان: القدرة والإرادة )


    و قال الصاوي في حاشيته على الجلالين : " الأخذ بظواهر الكتاب والسنة من أصول الكفر "


    و رد عليه العلامة الشنقيطي رحمه الله في أضواء البيان فقال :

    " وأما قوله : إن الأخذ بظواهر الكتاب والسنة ، من أصول الكفر ، فهذا أيضاً من أشنع الباطل وأعظمه ، وقائله من أعظم الناس انتهاكاً لحرمة كتاب الله وسنة لرسوله صلى الله عليه وسلم . { سُبْحَانَكَ هذا بُهْتَانٌ عَظِيمٌ } [ النور : 19 ] .

    والتحقيق الذي لا شك فيه ، وهو الذي كان عليه أصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم وعامة علماء المسلمين أنه لا يجوز العدول عن ظاهر كتاب الله وسنة رسول الله صلى الله عليه وسلم في حال من الأحوال بوجه من الوجوه ، حتى يقوم دليل صحيح شرعي صارف عن الظاهر إلى المحتمل المرجوح .

    والقول بأن العمل بظاهر الكتاب والسنة من أصول الكفر لا يصدر ألبتة عن عالم بكتاب الله وسنة رسوله وإنما يصدر عمن لا علم له بالكتاب والسنة أصلاً ، لأنه لجهله بهما يعتقد ظاهرهما كفراً والواقع في نفس الأمر أن ظاهرهما بعيد مما ظنه أشد من بعد الشمس من اللمس ."

    و قد أطال رحمه الله النفس في الرد عليه

    وقد نصَّ الرازي على أن الأدلة السمعية لا تفيد اليقين إلا بعد شروط عشرة ! و هذه الشروط يستحيل تحققها!!!


    فقال في تفسيره عند الآية :خَتَمَ اللَّهُ عَلَى قُلُوبِهِمْ وَعَلَى سَمْعِهِمْ وَعَلَى أَبْصَارِهِمْ غِشَاوَةٌ وَلَهُمْ عَذَابٌ عَظِيمٌ (7)


    أن التمسك بالدلائل اللفظية لا يفيد اليقين ، والدلائل العقلية تفيد اليقين ، والمظنون لا يعارض المقطوع . وإنما قلنا : إن الدلائل اللفظية لا تفيد اليقين ، لأن الدلائل اللفظية مبنية على أصول كلها ظنية والمبني على الظني ظني ، وإنما قلنا إنها مبنية على أصول ظنية ، لأنها مبنية على نقل اللغات ونقل النحو والتصريف ، ورواة هذه الأشياء لا يعلم بلوغهم إلى حد التواتر ، فكانت روايتهم مظنونة

    وأيضاً فهي مبنية على عدم الاشتراك وعدم المجاز وعدم التخصيص وعدم الإضمار بالزيادة والنقصان وعدم التقديم والتأخير ، وكل ذلك أمور ظنية

    وأيضاً فهي مبنية على عدم المعارض العقلي ، فإنه بتقدير وجوده لا يمكن القول بصدقهما ولا بكذبهما معاً ، ولا يمكن ترجيح النقل على العقل لأن العقل أصل النقل ، والطعن في العقل يوجب الطعن في العقل والنقل معاً

    لكن عدم المعارض العقلي مظنون ، هذا إذا لم يوجد فكيف وقد وجدنا ههنا دلائل عقلية على خلاف هذه الظواهر ، فثبت أن دلالة هذه الدلائل النقلية ظنية " اهـ
    avatar
    الشيخ إبراهيم حسونة
    كان الله تعالى له وجعل ما يفعله في ميزان حسناته
    كان الله تعالى له وجعل ما يفعله في ميزان حسناته


    ذكر عدد الرسائل : 9251
    شكر : 7
    تاريخ التسجيل : 08/05/2008

    مجموع ما انتقد على الأشاعرة - صفحة 2 Empty رد: مجموع ما انتقد على الأشاعرة

    مُساهمة من طرف الشيخ إبراهيم حسونة 06.10.08 16:16


    قال الغزالي رحمه الله في المنخول (1\379-381)

    كل خبر مما يشير إلى اثبات صفة للباري تعالى يشعر ظاهره بمستحيل في العقل نظر ان تطرق إليه التأويل قبل وأول وان لم يندرج فيه احتمال تبين على القطع كذب الناقل


    فإن رسول الله صلى الله عليه وسلم كان مسدد ارباب الالباب ومرشدهم فلا يظن به ان يأتي بما يستحيل في العقل وقوله عليه السلام يضع الجبار قدمه في النار مقبول مؤول محمول على الكافر العتل قال رسول الله صلى الله عليه وسلم اهل النار كل جبار جظ جعظري وتشهد له قرائن وهو قوله تعالى لأملأن جهنم من الجنة والناس اجمعين

    وقد علم الرب تعالى متسع النار وما يملؤها فكيف افتقر إلى وضع القدم وهلا جعل الحجارة حشوها كما قال تعالى وقودها الناس والحجارة وحمله على الظاهر نسبة جهل إلى الله تعالى عن قول الظالمين أو لعجزه عن أن يملأ النار بخلق يخلقه

    ورب حديث علم علي القطع ازالة ظاهره كقوله عليه السلام قلب المؤمن بين اصبعين من اصابع الرحمن وخلاف الظاهر فيه مشاهد

    وقوله عليه السلام خلق آدم على صورته فالهاء فيه قيل راجعة إلى آدم ومعناه أنشأه كذلك بخلاف من دونه فإنهم كانوا أولا على صورة الآباء وقد قيل سببه ان رسول الله صلى الله عليه وسلم رأى رجلا يلطم وجه غلام فقال لا تفعل فإن الله تعالى خلق آدم على صورته

    والقول الوجيز ان كل ما لا تأويل له فهو مردود وما صح وتطرق إليه التأويل قبل

    والله أعلم


    ===================


    ومن أدلة ذلك : إعترافهم بأن ( الصفات السبع !) ثابتةٌ بالعقل ، مؤيدة بالنصوص !..

    أما بقيَّة الصفات ، فالعقل لم يدل عليها .. بل هي مؤولة ؛ للبرهان العقلي !


    حتى في الكتب الأصولي يُكثرون التمثيل بذلك ..

    فابنُ الفركاح ـ رحمه الله ـ في شرحه على الورقات ـ وهو من أقدم شروحها ـ ، وذو جلالة عند الشافعيَّة ، بل إنّ الذهبيَّ يقدّمه على النووي في المذهب ..

    يقول ـ كما في شرحه للظاهر والمؤول ـ : ( قال تعالى : مجموع ما انتقد على الأشاعرة - صفحة 2 Start والسماء بنيناها بأيدٍ ....مجموع ما انتقد على الأشاعرة - صفحة 2 End ظاهره جمعُ يدٍ .. والمراد : القدرة ؛ للبرهان العقلي ) !

    غفر الله لنا ولهم ...
    وألهمنا الرشد والصواب .

    والله أعلم .



    والنقل عاليه
    لطفــــاً .. من هنــــــــــا


    avatar
    الشيخ إبراهيم حسونة
    كان الله تعالى له وجعل ما يفعله في ميزان حسناته
    كان الله تعالى له وجعل ما يفعله في ميزان حسناته


    ذكر عدد الرسائل : 9251
    شكر : 7
    تاريخ التسجيل : 08/05/2008

    مجموع ما انتقد على الأشاعرة - صفحة 2 Empty رد: مجموع ما انتقد على الأشاعرة

    مُساهمة من طرف الشيخ إبراهيم حسونة 06.10.08 18:29

    هل الأشاعرة يكفرون من ...

    بسم الله الرحمن الرحيم


    إخواني سلام الله عليكم ورحمته وبركاته ....

    أثناء مطالعتي لبعض شروحات الشيخ صالح ال الشيخ على بعض كتب العقيدة ، عندما تكلم بارك
    الله فيه على تفسير معنى (( لا إله إلا الله )) وأصل الكلمات وإشتقاقها وما أشبه ذلك ، قال بإن الأشاعرة والماتيريدية بما أنهم كما هو معروف يفسرون النكرة (( لا قادر على الإختراع )) فمعنى هذا أنهم لا يكفرون من أشرك مع الله طالما هو مقر بإن الله هو الرازق وأنه هو الخالق ....

    فمثلا النصارى يقرون بإنفراد الله سبحانه وتعالى بالربوبية ، ويشركون معه غيره ..
    فما حكم هؤلاء عند الأشاعرة ...

    بارك الله فيكم ونفع بكم


    ================


    هذا الذي ذكره الشيخ صالح آل الشيخ حفظه الله تعالى

    من قبيل بيان فساد القول من لازمه

    لا أنّ لازمه هو عين قولهم

    فكما تعلم لازم المذهب ليس بمذهب

    فكونهم يفسرون كلمة التوحيد ** لا إله إلا الله **

    بتوحيد الربوبية فهذا لازمه أن كفار قريش و النصارى و غيرهم مسلمين


    و لكنه لا يعني أنه يقولون بإسلامهم


    بل هو توضيح لخطروة الكلام بإيراد لوازمه التي تؤدي إلى الضلال


    هذا ما كنت و لازلت أفهمه من شروح الشيخ



    والنقل
    لطفـــــــاص .. من هنـــــــــــا
    avatar
    الشيخ إبراهيم حسونة
    كان الله تعالى له وجعل ما يفعله في ميزان حسناته
    كان الله تعالى له وجعل ما يفعله في ميزان حسناته


    ذكر عدد الرسائل : 9251
    شكر : 7
    تاريخ التسجيل : 08/05/2008

    مجموع ما انتقد على الأشاعرة - صفحة 2 Empty رد: مجموع ما انتقد على الأشاعرة

    مُساهمة من طرف الشيخ إبراهيم حسونة 06.10.08 18:34

    تكفير حمقى الأشاعرة في هذا العصر لشيخ الاسلام

    السلام عليكم و رحمة الله و بركاته..

    فلا يخفى على أحد من المسلمين ما كان بين شيخ الاسلام ابن تيمية -رحمه الله- و بين الأشاعرة في عصره، و كيف أن ابن تيمية -رحمه الله- قد أثبت بطلان معتقدهم الفاسد بالأدلة و البراهين الساطعة التي لا تقبل النقاش و لا الجدال


    بل و فنّد جميع حججهم و أوهامهم فلم يُبْقِ لهم قائمة، فبلغ بهم الحد إلى أن يقعوا في عرضه و يتهموه في دينه و عرضه و يُؤَلِّّبوا عليه السلطان

    و لكن يأبى الله تبارك و تعالى إلا أن ينصر أولياءه و يظهر الحق و لو كره الحاقدون و الحاسدون و المجرمون، فقيّض الله لشيخ الاسلام من يعينه على اظهار الحق من سلاطين عصره ليظهر الحق و تبزغ أنوار الدعوة الحقّة في أرجاء المعمورة

    و لكن تستمر المؤامرات و تحاك الدسائس للايقاع بشيخ الاسلام ابن تيمية مرة أخرى فكان لهؤلاء المجرمين ما أرادوا فسجن شيخ الاسلام ابن تيمية رحمه الله ليلقى ربه بعد ذلك في السجن بنفس راضية قانعة صابرة، فجزاه الله عن الاسلام و المسلمين خير الجزاء و جمعنا به في الفردوس الأعلى إنه ولي الصالحين.

    و استمرت الحملات الشعواء على شيخ الاسلام ابن تيمية حتى بعد وفاته بقرون طويلة و أزمان مديدة، و قيض الله لأعدائه من يخلفهم في المنهج و المعتقد و يخلفهم في الحقد و العداء الشديدين على ابن تيمية رحمه الله، لتظهر لنا في هذا العصر فئة من حمقى الأشاعرة ممن سخّروا و قتهم و جهدهم لنبش كتب شيخ الاسلام ابن تيمية في محاولة يائسة منهم لاستخراج ما يسمونه بأخطاء عقدية و طوام كفرية وقع فيها ابن تيمية غفر الله له.


    و قد تمادوا في ذلك بعدما فشلوا من بلوغ مرادهم و دبّ اليأس في أوصالهم، فلجؤوا إلى حيلة ماكرة خبيثة فقاموا باقتطاع كلام أهل البدع و الأهواء و الضلال ممن نقل لهم شيخ الاسلام في معرض الرد عليهم، فنسبوا هذه الأقوال إليه و اتهموه بأنه قد خرج عن منهج السلف، و أنه نسب لربّه الجسمية و التحيز و الشكل و المماسة ..إلخ

    كما فعل هذا المدعو [سعيد ###] أقصد [فودة]، و افتروا عليه حينما ادعوا أن ابن تيمية يتّهم أنبياء الله بالكفر قبل البعثة و انهم معرضون للخطأ ..إلخ من الترهات و السخافات التي لا يقبلها عقل منصف أحاط بكتب شيخ الاسلام ابن تيمية المطبوعة.

    و ليت الأمر وقف عند هذا الحد، بل بلغ الأمر بهم إلى أن يكفّروا شيخ الاسلام صراحة بعد ما كانوا يكفرونه ضمنا، و قد تفاجأت اليوم و انا أتصفح أحد منتدياتهم الخبيثة العفنة لأجد أن أحدهم قد كفّر شيخ الاسلام صراحة فقال هذا الأحمق التكفيري:

    اقتباس:

    بعد تهربه أقول: ثبت كفرُ ابن تيمية بعدما أجمع المسلمون على حدوث العالم بنوعه وأفراده
    وقد قال بعض العلماء بأن معنى لا إله إلا الله "لا خالق إلا الله" فكان ابن تيمية ممن كذبوا شهادة التوحيد
    فتأملوا هذا الافتراء و الكذب و لا حول و لا قوة إلا بالله العلي العظيم، و هذا الذي تفوّه بهذه العبارة على ما يبدو أنه احد تلاميد السفيه سعيد فوطة -أخرس الله لسانه-، الذي لم يكتف بما كتبه في كتابه الهزلي: (الكاشف الصغير عن عقائد ابن تيمية) فتمادى ليغرس في طلابه هذا الفكر السقيم و الحقد الدفين على شيخ الاسلام ابن تيمية ليقعوا انتهاءً في تكفيره و اخراجه من ربقة الاسلام بكل سهولة و يسر

    و الله المستعان.

    لا أطيل عليكم أحبتي في الله، و أترك التعليق لكم و الله الموفّق.


    والنقل
    لطفـــــــــــاً .. من هنــــــــــــا
    avatar
    الشيخ إبراهيم حسونة
    كان الله تعالى له وجعل ما يفعله في ميزان حسناته
    كان الله تعالى له وجعل ما يفعله في ميزان حسناته


    ذكر عدد الرسائل : 9251
    شكر : 7
    تاريخ التسجيل : 08/05/2008

    مجموع ما انتقد على الأشاعرة - صفحة 2 Empty رد: مجموع ما انتقد على الأشاعرة

    مُساهمة من طرف الشيخ إبراهيم حسونة 06.10.08 19:14

    علماء نسبوا زورلا للأشعرية وهم خلاف ذلك

    نرجو من الأخوة الأعضاء المشاركة بهذا الموضوع بسرد أسماء الأئمة الأعلام من أهل الحديث والفقه والذين نسبوا زورلا للفرقة الأشعرية ومعتقدهم خلاف ماعليه الأشعري ...وخاصة ممن عاصر الأشعري او أتى بعده ....

    حيث ذكر الحافظ ابن عبدالهادي أن ابن عساكر لفق في كتابه تبين كذب المفتري مجموعه من العلماء ونسبهم للأشعرية وهم خلاف ذلك ...

    حيث قال :

    مجموع ما انتقد على الأشاعرة - صفحة 2 Attachment


    الصور المصغرة للصور المرفقةمجموع ما انتقد على الأشاعرة - صفحة 2 Attachment



    =================


    أذكر منهم على عجالة

    الدارقطني

    و
    أبو عبدالله الحاكم

    و
    شيخ الاسلام الصابوني

    و
    الخطيب البغدادي


    والنقل
    لطفـــــــاً .. من هنــــــــــــا
    avatar
    الشيخ إبراهيم حسونة
    كان الله تعالى له وجعل ما يفعله في ميزان حسناته
    كان الله تعالى له وجعل ما يفعله في ميزان حسناته


    ذكر عدد الرسائل : 9251
    شكر : 7
    تاريخ التسجيل : 08/05/2008

    مجموع ما انتقد على الأشاعرة - صفحة 2 Empty رد: مجموع ما انتقد على الأشاعرة

    مُساهمة من طرف الشيخ إبراهيم حسونة 06.10.08 19:15

    هذا رابط الكتاب الذي :

    http://www.archive.org/download/al_a...al_ash3rah.pdf

    وعنوانه :

    الأشاعرة في ميزان أهل السنة

    للشيخ
    فيصل الجاسم
    حفظه الله.

    والنقل
    لطفـــــــاً .. من هنــــــــــــا
    avatar
    الشيخ إبراهيم حسونة
    كان الله تعالى له وجعل ما يفعله في ميزان حسناته
    كان الله تعالى له وجعل ما يفعله في ميزان حسناته


    ذكر عدد الرسائل : 9251
    شكر : 7
    تاريخ التسجيل : 08/05/2008

    مجموع ما انتقد على الأشاعرة - صفحة 2 Empty رد: مجموع ما انتقد على الأشاعرة

    مُساهمة من طرف الشيخ إبراهيم حسونة 07.10.08 7:59

    المذهب الأشعري وموقفنا من رجالاته

    هذا فصل من كتابي "إعترافات أشعرية" -يسر الله اتمامه- وقد عرضته على أحد كبار العلماء المعاصرين في العقيدة ونصح بنشره


    المذهب الأشعري وموقفنا من رجالاته





    لك أن تسأل عزيزي القارئ ، لم كل هذا الاضطرابات والتطورات ، في هذا المذهب ، والذي قل أن تجده في مذهب آخر ، وإجابة عن هذا السؤال ، يجب أن نفهم كيف قام هذا المذهب ، وعلى ماذا قام.

    عاش أبو الحسن الأشعري مؤسس المذهب ،في كنف أبي علي الجبائي(1 ) شيخ المعتزلة في عصره وتلقى علومه ، حتى صار نائبه وموضع ثقته . ولم يزل أبو الحسن يتزعم المعتزلة أربعين سنة ، ثم ثار على مذهب الاعتزال الذي كان ينافح عنه ، بعد أن اعتكف في بيته خمسة عشر يوماً ، يفكر ويدرس ويستخير الله تعالى حتى اطمأنت نفسه ، وأعلن البراءة من الاعتزال ، وخط لنفسه منهجاً يعتمد على الأصول العقلية نفسها ، التي يقول بها المعتزلة( 2) ، كمسألة حلول الحوادث ، ودليل الأعراض وغيرها من المسائل ، مع محاولة اتباع السنة ، فخرج مذهباً خليطاً متأثراً بطريقة ابن كلاب( 3) ثم قرب كثيراً من أهل السنة بتأليفه الإبانة ، إلا أنه بقيت به بقايا من مذهب المعتزلة ، وخلاصة حالة إثبات سبع صفات عن طريق العقل : الحياة والعلم والإرادة والقدرة والسمع والبصر والكلام ، أما الصفات الخبرية كالوجه واليدين والقدم والساق فأثبتها ، وأثبت العلو ، أما الصفات الاختيارية فلا يثبتها(4 ). ونتيجة لاعتماده على الأصول العقلية الفاسدة ، سار اتباعه على هذه الأصول التي تخالف ما عليه الكتاب والسنة ، ثم تدرج بهم الحال واقتربوا من المعتزلة شيئاً فشيئاً ، فتأولوا ما خالف هذه الأصول من كتاب وسنة ، فوصل بهم الحال إلى نفي العلو ، ثم نفي الصفات الخبرية ، وهكذا حتى وصل أحدهم في هذا العصر ، إلى أن ينفي رؤية الله يوم القيامة!! أحد المسائل المشهورة التي يفترق عليها مذهب أهل السنة والجماعة والمعتزلة ، وهو المعاصر حسن السقاف.

    أما رجالات الأشاعرة فليسوا سواء أبداً ، فليس من نفى العلو كمن أثبته مثلاً ! وليس من نفى الرؤية من الجهمية الجدد المنتسبين للأشعرية كمن كفر منكرها من قدماء الأشعرية! وليس من أثبت لله عينين كالباقلاني كمن نفاها وزعم أن مثبتها مجسم سواء قال بعدها بلا كيف أو لا!! وموقفنا منهم يختلف حسب تنوع عقائدهم ، وكم يغيظني كثيراً أهل البدع حين يشنعون على أهل السنة ، ويقولون أنتم تكفرون الأشعرية!! أو أنتم تبدعون فلاناً وفلاناً من الأعلام !! ، لذا اجتهدت في تصنيفهم حسب التتبع لمنهج الأشاعرة وتنوع عقائد رجالهم فوجدتهم أربعة أصناف :


    الصنف الأول:

    صنف ظٌلم وافتروا عليه النسبة للأشاعرة وهو منهم براء مثل ابن أبى زيد القيرواني( 5) والخطيب البغدادي( 6) والإسماعيلي( 7) من باب تكثير السواد وحشد الأسماء ، وقد ثبت عنهم ما يناقض عقيدة الأشاعرة.

    مثال: ممن نسب للأشاعرة وهو منهم براء ، الإمام الحافظ أبو نعيم الأصبهاني( 8) ذكرت بعض المصادر أن عقيدته عقيدة الأشاعرة ، قاله ابن الجوزي( 9) وذكره ابن عساكر في أصحاب أبي الحسن الأشعري(10 )


    وهذا خطأ بين، فقد نقل الحافظ الذهبي عقيدة أبي نعيم في كتابه العلو للعلي الغفار ، وهي عقيدة السلف ، إذ صرح فيها بإثبات الصفات التي ورد ذكرها بالقرآن والسنة الصحيحة خالية من زبالة أهل الكلام، كذلك نقل عقيدته الحافظ ابن القيم في الصواعق المرسلة ، وشيخ الإسلام الحافظ ابن تيميه ، والذين وصفوه بذلك إنما هي دعوى تحتاج دليل ، ولا دليل على ذلك ، بل هو نفسه قد أفصح عن عقيدتة السلفية ، والسبب في نسبته للأشاعرة هو المشاجرة التي وقعت بينه وبين الحافظ ابن منده في مسألة اللفظ ، حتى صنف أبو نعيم كتاباً في الرد على الحروفية الحلولية ، وصنف الحافظ ابن منده كتاب في الرد على اللفظ ، وبدع أبا نعيم واتهمه ونال منه ، ومن المعلوم أن الحافظ ابن منده حنبلي ، فربما اتهمه بعض الحنابلة بذلك نتيجة هذه المشاجرة ، وانتشرت هذه الفرية بعد ذلك.

    قال الإمام مؤرخ الاسلام الحافظ الذهبي في كتابه العلو( 11) : قال الحافظ الكبير أبو نعيم أحمد بن عبد الله بن أحمد الأصبهاني ، مصنف (حلية الأولياء) في كتاب (الاعتقاد) له:

    ((طريقتنا طريقة السلف المتبعين للكتاب وإجماع الأمة ، ومما اعتقدوه:

    إن الله لم يزل كاملاً بجميع صفاته القديمة ، لا يزول ولا يحول ، لم يزل عالماً بعلم بصيراً ببصر سميعاً بسمع متكلماً بكلام ، ثم أحدث الأشياء من غير شيء ، وإن القرآن في جميع الجهات مقرؤاً ومتلواً ومحفوظاً ومسموعاً ومكتوباً وملفوظاً كلام الله حقيقة لا حكاية ولا ترجمة ، وأنه بألفاظنا كلام الله غير مخلوق ، وإن الواقفة واللفظية من الجهمية ، وإن من قصد القرآن بوجه من الوجوه ، يريد به خلق كلام الله فهو عندهم من الجهمية ، وإن الجهمي عندهم كافر -إلى أن قال- وإن الأحاديث التي تثبت في العرش ، واستواء الله عليه يقولون بها ، ويثبتونها من غير تكييف ولا تمثيل، وأن الله بائن من خلقه ، والخلق بائنون منه ، لا يحل فيهم ولا يمتزج بهم ، وهو مستو على عرشه في سمائه من دون أرضه))أ.هـ

    قال الحافظ الذهبي بعد ذلك: فقد نقل هذا الإمام الإجماع على هذا القول-يعني العلو- ولله الحمد.أ.هـ

    فكما ترى أخي القاريء أن من عقيدته أن القرآن " كلام الله حقيقة لا حكاية ولا ترجمة" وأن الله "مستو على عرشه في سمائه من دون أرضه".

    والسؤال : هل الأشاعرة يقولون بهذا حتى نعد أبا نعيم منهم ؟؟

    الجواب بكل تأكيد: لا ، وكتبهم طافحة بنقيض هذه الأقوال.

    وليس هذا الصنف –أعني من نسب لهم وهو منهم براء-مقتصر على المتقدمين ، بل هناك من المتأخرين ممن نٌسب للأشاعرة ، وهو يثبت العلو والصفات كبعض علماء الهند!.

    نقل العلامة محمد صديق حسن خان في كتابه" الانتقاد الرجيح في شرح الاعتقاد الصحيح"( 12) في مسألة العلو أقوال كثير من العلماء من مختلف العصور ومن بين من نقل عنهم، قال:

    قال الشيخ الإمام المحدث المحقق في العلوم العقلية والنقلية محمد بن الموصلي الأصفهاني الشافعي مذهباً ، الأشعري معتقداً ، السني إتباعا في "كتاب سيف السنة الرفيعة في قطع رقاب الجهمية والشيعة":

    (( إن الله تعالى سبحانه قد بين في القرآن غاية البيان أنه فوق سماواته، وأنه مستوٍ على عرشه، وانه بائن من خلقه، وأن الملائكة تعرج إليه وتنزل من عنده، وأنه رفع المسيح إليه، وانه يصعد إليه الكلم الطيب ، إلى سائر ما دلت عليه النصوص من مباينته لخلقه ، وعلوه على عرشه ، وهذه نصوص محكمه ، وأن الله قد بين في غير موضع أنه خلق السماوات والأرض، وأن لله السماوات والأرض، وأنه يمسك السماوات والأرض وما بينهما ، وأن الأرض قبضته يوم القيامة والسماوات مطويات بيمينه ، وأن كرسيه وسع السماوات والأرض ، وهذه نصوص صريحة في أن الرب تعالى ليس هو عين هذه المخلوقات ، ولا صفة من صفاته ، ولا جزء منها ، فإن الخالق غير المخلوق ، وليس بداخل فيها محصور ، بل هي صريحة في أنه مبائن لها ، وأنه ليس حالاً ولا محلاً لها ، فهي –أي النصوص- هادية القلوب ، عاصمة لها أن يفهم من قوله (وهو معكم) أنه سبحانه عين المخلوقات أو حال أو محل لها...-إلى أن قال- وقد أخبر الله تعالى أنه مع خلقه ، مع كونه مستوياً على العرش، وقرن بين الأمرين كما قال تعالى: ( هو الذي خلق السماوات) إلى قوله تعالى (بصير) فأخبر أنه خلق السماوات والأرض، وانه استوى على عرشه، وأنه مع خلقه يبصر أعمالهم من فوق عرشه ، كما في حديث الأوعال "والله فوق عرشه يرى ما أنتم عليه" فعلوه لا يناقض معيته، ومعيته لا تبطل علوه بل كلاهما حق.))أ.هـ مختصراً.

    وكما نرى ، عقيدته موافقة لعقيدة أهل السنة والجماعة تماماً ، ومناقضة لعقيدة الأشاعرة.

    أما حكمنا على هؤلاء فإنهم من أهل السنة والجماعة، إلا أنه يجدر التنبه إلى أن الانتساب للأشعري بدعة ، لاسيما وأنه بذلك يوهم حسناً بكل من انتسب هذه النسبة ، وتنفتح أبواب الشر ، أنظر مجموع الفتاوى( 13)
    avatar
    الشيخ إبراهيم حسونة
    كان الله تعالى له وجعل ما يفعله في ميزان حسناته
    كان الله تعالى له وجعل ما يفعله في ميزان حسناته


    ذكر عدد الرسائل : 9251
    شكر : 7
    تاريخ التسجيل : 08/05/2008

    مجموع ما انتقد على الأشاعرة - صفحة 2 Empty رد: مجموع ما انتقد على الأشاعرة

    مُساهمة من طرف الشيخ إبراهيم حسونة 07.10.08 7:59

    الصنف الثاني:

    صنف عاش في بيئة طغى فيها مذهب الأشاعرة المحض ، وقل من نجى من شرار سعيره إلا من ثبته الله ، وكان صاحب منهج صحيح ولكن وافق الأشاعرة في مسائل جزئية ، ومن هذا الصنف الحافظ ابن حجر والنووي( 14) وغيرهما .


    ولنأخذ هاهنا مثالاً الحافظ ابن حجر:

    قال عنه الشيخ سفر الحوالي(15 ) أنه ((أقرب شيء إلى عقيدة مفوضة الحنابلة كأبي يعلى ونحوه ممن ذكرهم شيخ الإسلام في "درء تعارض العقل والنقل" ، ووصفهم بمحبة الآثار، والتمسك بها، ولكنهم وافقوا بعض أصول المتكلمين، وتابعوهم ظانين صحتها عن حسن نية))

    ثم قال : ((وكثيراً ما تجد في كتب الجرح والتعديل ، ومنها "لسان الميزان" للحافظ ابن حجر قولهم عن الرجل أنه وافق المعتزلة في أشياء من مصنفاته، أو وافق الخوارج في بعض أقوالهم، وهكذا، ومع هذا لا يعتبرونه معتزلياً أو خارجياً ، وهذا المنهج إذا طبقناه على الحافظ وعلى النووي و أمثالهما لم يصح اعتبارهم أشاعرة ، وإنما يقال: وافقوا الأشاعرة في أشياء ، ومع ضرورة بيان هذه الأشياء واستداركها عليهم ))أ.هـ كلام الشيخ سفر

    فابن حجر كما نص الشيخ سفر حفظه الله ، لا يبرأ من موافقة بعض أقوال المذهب الأشعري على إطلاقه ، وإنما نبرئه من أن يكون على غرار متكلمي الأشاعرة ، الذين بنوا عقيدتهم على أصول فاسدة ودافعوا عنها.

    وهناك أمور يجب معرفتها بخصوص ابن حجر هي:

    1- كل الكتب التي ترجمت للحافظ ، وخاصة القديمة منها ، لا تكاد تصرح بشيء فيما يتعلق بمذهبه العقدي وأنه يوافق الأشاعرة ، بل على العكس ، هناك عبارة واحدة نقلها السخاوي في الجواهر والدرر عن الجمال ابن عبد الهادي يقول فيها عن ابن حجر:
    ((كان محباً للشيخ تقي الدين ابن تيميه ، معظماً له ، جارياً في أصول الدين على قاعدة المحدثين...))أ.هـ


    2-كان أهل ذلك العصر- أعني عصر ابن حجر- أو ما يسمى عصر سلاطين المماليك- عصر انتشار التصوف، وتقديس الأشياخ ، والاعتقاد فيهم ، وقد كانوا في غاية التعصب لما هم عليه من العقائد المنحرفة ، حتى أن ابن حجر يذكر في كتابه "إنباء الغمر"( 16) أن قراءة كتاب في العقيدة السلفية ككتاب الإمام الدارمي (الرد على الجهمية) يعد خروجاً على عقيدة الجماعة ويسجن صاحبه !!

    تخيل أخي القاريء: يسجن المسلم بسبب قراءته لكتاب!

    وأي كتاب ؟

    إنه كتاب لعلم من أعلام السلف !!

    أما الأخذ بآراء شيخ الإسلام في ذلك العصر ، فيؤدي بصاحبه للأذى والابتلاء ولمز الناس له بالتيمي !

    ولا يفوتنا بهذه المناسبة ذكر ابتلاء وامتحان الإمام ابن أبي العز الحنفي المعاصر لابن حجر -كما يذكر ابن حجر في "إنباء الغمر"( 17)- ، حين رفض تقريظ قصيدة للشاعر علي أيبك الصفدي ، غلا فيها بالنبي صلى الله عليه وسلم ، وانتقد فيها مواضع كالتوسل وغيرها فسجن أكثر من ستة أشهر !!!!!!!

    ومع كل هذا فابن حجر يسمي ابن تيميه "شيخ الاسلام بلا ريب" كما في الجواهر والدرر للسخاوي، وسماه "الحافظ" ( 18) ، ونجده ينقل في كتابه فتح الباري من الكتب السلفية "الممنوعة" كالرد على الجهمية للإمام الدارمي( 19) ومن كتب شيخ الإسلام(20 ).

    3- ومع كل ما سبق فابن حجر خالف الأشاعرة في كتابه فتح الباري في مواضع كثيرة جداً (21 )

    ورد أيضاً عليهم مصرحاً باسمهم ، كما سيأتي إن شاء الله في هذا الكتاب.

    وحكمنا على هؤلاء أنهم من أهل السنة والجماعة ، بخلاف الزلات والهنات التي ينبه عليها في موضعها ، لأن أي شخص من أهل السنة صاحب منهج صحيح إذا زل في أمر جزئي ، لا يكون حكمه حكم مبتدع فاسد المنهج ، لأن خطأ الأول خطأ جزئي ، وخطأ الثاني خطأ منهجي مذهبي. ولذلك لم ينه شيخ الإسلام عن قراءة شرح صحيح مسلم للنووي ونحوه ، كما فعل مع كتب المعتزلة والفلاسفة والمعتزلة والأشعرية ، لأن شرح صحيح مسلم للنووي على طريقة المحدثين ، على ما وقع فيه من هنات وزلات.


    الصنف الثالث:


    صنف اجتهد في طلب الحق مع محبة للسنة، وحرص على التمسك بها، ولكنهم وافقوا بعض أصول المتكلمين، وتابعوهم ظانين صحتها عن حسن نية ، وانتهى بهم الحال لمذهب قريب مما وصل إليه الأشعري في مذهبه الذي استقر عليه في الفترة الأخيرة ، أو قريب منه ، ومن هؤلاء أبو الحسن الأشعري نفسه ، والبيهقي وأضرابهم.

    قال شيخ الإسلام في مجموع الفتاوى ( 22):

    ((... ومما ينبغي أيضا أن يعرف أن الطوائف المنتسبة إلى متبوعين في أصول الدين والكلام ، على درجات: منهم من يكون قد خالف السنة في أصول عظيمة ، ومنهم من يكون إنما خالف السنة في أمور دقيقة، ومن يكون قد رد على غيره من الطوائف الذين هم أبعد عن السنة منه فيكون محمودا فيما رده من الباطل وقاله من الحق، لكن يكون قد جاوز العدل في رده بحيث جحد بعض الحق وقال بعض الباطل ، فيكون قد رد بدعة كبيرة ببدعة أخف منها ، ورد بالباطل باطلا بباطل أخف منه ، وهذه حال أكثر أهل الكلام المنتسبين إلى السنة-(الكلام هنا عن هذا الصنف)- ومثل هؤلاء إذا لم يجعلوا ما ابتدعوه قولا يفارقون به جماعة المسلمين، يوالون عليه ويعادون ، كان من نوع الخطأ ، والله سبحانه وتعالى يغفر للمؤمنين خطأهم في مثل ذلك ، ولهذا وقع في مثل هذا كثير من سلف الأمة وأئمتها: لهم مقالات قالوها باجتهاد، وهي تخالف ما ثبت في الكتاب والسنة ، بخلاف من والى موافقة، وعادى مخالفه، وفرق بين جماعة المسلمين، وكفر وفسق مخالفه دون موافقة في مسائل الآراء والاجتهادات، واستحل قتال مخالفه دون موافقة، فهؤلاء من أهل التفرق والاختلافات ، ولهذا كان أول من فارق جماعة المسلمين من أهل البدع الخوارج...)) الخ.

    فحكمنا على هؤلاء انهم إذا لم يجعلوا ما ابتدعوه قولا يفارقون به أهل السنة ، فيبدعون ويفسقون عليه ، فخطأهم مغفور بإذن الله ، وهم من أهل السنة والجماعة فيما عدا ما زلوا فيه، وينبغي بيان الحق والرد على ما خالفوا فيه أهل السنة ، خاصة أن بعض تأويلات هؤلاء قد تروج على بعض الناس لإمامتهم في الفقه والحديث ، كذلك -كما أشرنا من قبل- الانتساب للأشعري بدعة ، لاسيما وأنه بذلك يوهم حسناً بكل من انتسب هذه النسبة ، وتنفتح أبواب الشر أنظر مجموع الفتاوى( 23)


    avatar
    الشيخ إبراهيم حسونة
    كان الله تعالى له وجعل ما يفعله في ميزان حسناته
    كان الله تعالى له وجعل ما يفعله في ميزان حسناته


    ذكر عدد الرسائل : 9251
    شكر : 7
    تاريخ التسجيل : 08/05/2008

    مجموع ما انتقد على الأشاعرة - صفحة 2 Empty رد: مجموع ما انتقد على الأشاعرة

    مُساهمة من طرف الشيخ إبراهيم حسونة 07.10.08 8:00

    الصنف الرابع:

    صنف يعتبرون مقرري العقيدة ، ومنظري الضلال باسم ( الأشعري ) -وهو منهم براء- مثل الجويني و الرازي( 24) و الامدي(25 ) وأضرابهم من المتكلمين.

    وحكمنا على هؤلاء أنهم من أهل البدع ، وليسوا من أهل السنة والجماعة ، وللآسف تجد المبتدعة يقدمون أسماء ابن حجر والنووي وغيرهم للتلبيس على الأغرار أن هذا هو مذهب هؤلاء الفضلاء ، ثم إذا تورط أخرجوا له الأسماء الحقيقية مثل الرازي وغيره .
    هذا اجتهادي في هذا التقسيم فإن كان صواباً فتوفيقاً من الله وإن خطأً فمن نفسي والشيطان والله تعالى أعلم وأحكم.
    ======
    الحواشي:

    (1) هو أبو علي محمد بن عبد الوهاب البصري ، شيخ المعتزلة ، ولد سنة 235 هـ ومات بالبصرة سنة 303 هـ أنظر في ترجمته "سير أعلام النبلاء" 14/183 و"البداية والنهاية" 11/134و"لسان الميزان" 5/271.
    (2) يذكر السجزي في "الرد على من انكر الحرف والصوت" ص 168رواية عن خلف المعلم –أحد فقهاء المالكية- أنه قال: "أقام الأشعري أربعين سنة على الاعتزال ، ثم أظهر التوبة ، فرجع عن الفروع وثبت على الأصول" أي أصول المعتزلة التي بنوا عليها نفي الصفات.
    (3) هو أبو محمد عبد الله بن سعيد بن كلاب القطان ، أحد أئمة المتكلمين ، وصفه ابن حزم في الفصل 5/77 بأنه شيخ قديم للأشعرية ، وقال عنه الجويني في الإرشاد ص119 إنه "من أصحابنا" توفي بعد الأربعين ومائتين بقليل أنظر في ترجمته "سير أعلام النبلاء" 11/174 و"طبقات السبكي"2/299 و"لسان الميزان" 3/291.
    (4) وقيل أنه مر بثلاث مراحل آخرها رجوعه للعقيدة أهل السنة والجماعة أنظر للتفصيل موقف ابن تيميه من الأشاعرة 1/361-409

    (5)قال ابن أبي زيد ناقلاً الإجماع على العقيدة السلفية: ((ومما أجمعت عليه الأمة من أمور الديانة ومن السنة التي خلافها بدعة وضلالة أن الله تبارك اسمه له الأسماء الحسنى والصفات العلى....وأنه عز وجل كلم موسى بذاته وأسمعه كلامه لا كلاماً قام في غيره وأنه يسمع ويرى ويقبض ويبسط وأن يديه مبسوطتان والأرض جميعاً قبضته يوم القيامة وأنه فوق سمواته على عرشه))الجامع في السنن والمغازي والتاريخ ص107-108 الطبعة الثانية بيروت. كما قال ابن أبي زيد في مقدمة رسالتة: ((وأنه تعالى فوق عرشه المجيد بذاته وأن علمه في كل مكان)) الرسالة ص6 طبعة مصطفى البابي بمصر.
    (6 ) قال الخطيب: "أما الكلام في الصفات فإن ماروي منها في السنن الصحاح مذهب السلف إثباتها وإجراؤها على ظواهرها ، ونفي الكيفية والتشبيه عنها، وقد نفاها قوم فأبطلوا ما أثبته الله، وحققها قوم من المتثبتين فخرجوا بذلك إلى ضرب من التشبيه والتكييف، والفصل إنما هو سلوك الطريقة المتوسطة بين الأمرين.."الخ (تذكرة الحفاظ) ج3 ص319 .
    (7) له "اعتقاد أئمة الحديث" مطبوع.
    (8 ) هو أحمد بن عبد الله بن أحمد المهراني الأصبهاني ، الحافظ الكبير ، ولد سنة 306 هـ ، سمع من مسند أصبهان أبي محمد بن فارس وأبي أحمد العسال وغيرهم ، رحل له الحفاظ لحفظه وعلو إسناده ، توفي سنة 430 هـ. أنظر في ترجمته "تذكرة الحفاظ" 3/1092 ، "العبر" 3/170.
    ( 9) المنتظم 8/100 ونقله عنه ابن كثير في البداية والنهاية 12/45 .
    (10 ) تبيين كذب المفتري ص246
    (11 ) ص176
    (12 ) ص95
    (13) 6/360
    (14) نشر حديثاً كتاباً للإمام النووي كان في عداد المفقود اسمه" جزء فيه ذكر اعتقاد السلف في الحروف والأصوات" وهو من أواخر ما ألف النووي حيث صنفه قبل وفاته بما يقرب الشهرين.سبب تأليفه: أنه سأله سائل عن زبد أقوال المتقدمين في الاعتقاد في الحروف والأصوات ، قسمه قسمين:

    القسم الأول : نقل عن الحافظ الأرموي الشافعي عن كتابه"غاية المرام في مسألة الكلام"
    القسم الثاني:نقل عن كتابه المعروف ب"التبيان في آداب حملة القرآن".
    نقل النووي عن الأرموي أن كلام الله حروف وأصوات ونسب هذا القول للإمام أحمد وحماد بن زيد وحماد بن سلمة ويزيد بن هارون وعبد الرحمن بن مهدي واسماعيل بن عليه ويوسف بن الماجشون وغير هؤلاء من الأئمة.
    ثم ذكر قول الأشعري وابن فورك والجويني وغيرهم من أن القرآن عبارة ودلالة على الكلام القديم ، ثم أخذ يسحق هذا القول بالحجج السلفية من القرآن والسنة وإجماع الصحابة وهو يسميهم باسمهم الصريح فيقول:
    ((والعجب أن كتب الأشاعرة مشحونه بأن كلام الله منزل على نبيه ومكتوب في المصاحف ومتلو بالألسنة على الحقيقة ثم يقولون : المنزل هو العبارة والمكتوب غير الكتابة والمتلو غير التلاوة ويشرعون في مناقضات ظاهرة وتعقبات باردة ركيكة!!!.ويكفي في دحض هذا المعتقد كونهم لا يستطيعون على التصريح به بل هم فيه على نحو من المراء....الخ))
    وذكر لهم عشرين حجة في إبطال قول أهل السنة ورد عليها ثم قال :
    ((فصل في إثبات الحرف لله تعالى)) وذكر أدلته
    ثم قال: ((فصل في إثبات الصوت لله تعالى)) وذكر أدلته ثم قال الأرموي : (( ونحن من ديننا التمسك بكتاب الله وسنة نبينا عليه الصلاة والسلام وما روي عن الصحابة والتابعين وأئمة الحديث المشهورين ]ونؤمن بجميع أحاديث الصفات لا نزيد على ذلك شيئاً ، ولا ننقص منه شيئاً كحديث قصة الدجال وقوله فيه: "إن ربكم ليس بأعور" وكحديث النزول إلى سماء الدنيا وكحديث الاستواء على العرش وإن القلوب بين إصبعين من أصابعه وإنه يضع السموات على إصبع والأرضين على إصبع ..وما أشبه هذه الأحاديث جميعها كما جاءت بها الرواية من غير كشف عن تأويلها ، وأن نمرها كما جاءت.
    وأن الإيمان قول وعمل يزيد بالطاعة وينقص بالمعصية ونقول إن الله يجيء يوم القيامة كما قال تعالى: ((وجاء ربك والملك صفاً صفا)) وإن الله يقرب من عباده كيف شاء لقوله تعالى: ((ونحن أقرب إليه من حبل الوريد)) وقوله: ((ثم دنا فتدلى () فكان قاب قوسين أو أدنى)) وأشباه ذلك من آيات الصفات ، ولا نتأولها ولا نكشف عنها بل نكف عن ذلك كما كف عنه السلف الصالح.

    ونؤمن بأن الله على عرشه كما أخبر في كتابه العزيز ولا نقول هو في كل مكان بل هو في السماء وعلمه في كل مكان لا يخلو منه مكان كما قال تعالى: ((أأمنتم من في السماء)) وكما قال : ((إليه يصعد الكلم الطيب)) وكما جاء في حديث الإسراء إلى السماء السابعة ((ثم دنا من ربه))

    وكما جاء في حديث سوداء أريدت أن تعتق فقال لها النبي صلى الله عليه وسلم أين ربك فقالت في السماء فقال أعتقها فإنها مؤمنة..الخ

    قال الإمام النووي معلقاً: ((فهذا آخر ما أردنا نقله من هذا المختصر من معتقد مصنفه مما ذكره في كتابه كتاب"غاية المرام في مسألة الكلام" للشيخ أبي العباس أحمد بن الحسن الأرموي الشافعي ، وهو الذي عليه الجمهور من السلف والخلف.))

    ( 15) منهج الأشاعرة في العقيدة - موقع الجامعة الإسلامية بالمدينة المنورة على الإنترنت.
    ( 16) 2/141
    ( 17) 1/258-260
    (18) التلخيص الحبير 3/109.
    (19 ) فتح الباري 11/125 ، 13/389 .
    (20) 13/531 ، 13/524.
    ( 21) فتح الباري: 1/46-47 ، 1/193 ، 2/37 ، 3/358 ، 5/183 ،6/118، 8/199 ، 8/216، 8/365-366، 8/569 ، 8/600 ،13/253 ، 13/268 ، 13/349 ، 13/350، 13/357، 13/368 ، 13/370 ، 13/390 ، 13/406-407 ، 13/407 ، 13/413 ، 13/349 ، 13/454 ، 13/357 ، 13/467 ، 13/368 ،13/390 ، 13/393 ، 13/496 ، 13/507 وغيرها كثير.
    (22) 3/348
    (23 ) 6/360
    ( 24) هو أبو عبد الله محمد بن عمر بن الحسن بن علي ، فخر الدين الرازي ، ولد سنة 544 هـ، كبير الأشاعرة و منظرهم ، وهو من أئمة الأشاعرة الذين مزجوا المذهب بالفلسفة الإعتزال ، تتلمذ على والده وعلى الكمال السمناني وأخذ الفلسفة عن مجد الدين الجيلي أوصى بوصية تدل على أنه "حسن عقيدته" كما يقول ابن حجر توفي سنة 606 هـ. أنظر ترجمته في "سير أعلام النبلاء" 20/500 و لسان الميزان 4/426 .
    (25 ) هو أبو الحسن علي بن أبي محمد بن سالم ، سيف الدين الآمدي ، ولد سنة 551 ، تعرض في بغداد لإتهام الفقهاء له بفساد العقيدة بسبب ميله للعلوم العقلية فانتقل لمصر حيث تعرض لمحنة أخرى في عقيدته لغلوه في الفلسفة توفي سنة 631 هـ. أنظر ترجمته في "سير أعلام النبلاء" 22/364 و"طبقات السبكي" 8/306.
    avatar
    الشيخ إبراهيم حسونة
    كان الله تعالى له وجعل ما يفعله في ميزان حسناته
    كان الله تعالى له وجعل ما يفعله في ميزان حسناته


    ذكر عدد الرسائل : 9251
    شكر : 7
    تاريخ التسجيل : 08/05/2008

    مجموع ما انتقد على الأشاعرة - صفحة 2 Empty رد: مجموع ما انتقد على الأشاعرة

    مُساهمة من طرف الشيخ إبراهيم حسونة 07.10.08 8:07

    الموضوع اعقد مما نتصور والبحث فيه عسير وتقسيم الاشاعره ايضا عسير ولعلي اشارك مشاركة مقنعه نوعا ما فيه فالبدء فيه مع الاشعري نفسه الاشعري ومراحل تنقله بين المذاهب : الاشعري بدا معتزليا حتى صار اماما في الاعتزال اربعين عاما ثم انتقل الى مذهب ابن كلاب ولا صحة لانتقال الاشعري الى مذهب الامام احمد وان كان يدعى ذلك لانه لم يكن عارفا بمذهب الامام احمد بل فهم مذهب الامام حسب طريقة ابن كلاب

    والسبب في ذلك ان المعتزلة يعدون ابن كلاب مناصرا للامام احمد في عقيدته لاعتماده على النقل وهذا الحديث ينقلنا لضرورة معرفة مذهب ابن كلاب حتى نعرف مذهب الاشعري الذي استقر عليه مذهب ابن كلاب لم يكن ينفي الصفات الذاتيه لله فلم فلم يخالف السلف في هذا الباب

    مثله في ذلك الحارث المحاسبي الذي ينسب للحنابله في الاعتقاد بل كان مذهبهم الدفاع عن عقيدة الامام احمد وكانوا مخالطين لاهل الحديث واصحاب الامام احمد وموافقين لهم في الجمله بيد انهم خالفوا في باب خطير وهو الصفات الاختيارية التي تتعلق بالمشيئة والقدرة كالنزول والكلام والاستواء

    وللبحث بقية ان شاء الله


    ==============


    إن ثبت الكتاب للإمام النووي رحمه الله فهو خير له، لأن العقيدة الأشعرية الفاسدة خطر عظيم على من ينتحلها ، فهم حرفوا معاني آيات الصفات بما يسمونه التأويل ونفوا عن الله سبحانه ما أثبه لنفسه من الصفات زاعمين بذلك نفي التشبيه عنه ، فهم أولا تخيلوا أن إثباتهم للصفات تشبيه لله بخلقه ثم ذهبوا يحرفونها حتى ينزهوا الله بزعمهم ، فأخطأوا في الأولى والثانية ، ولو أنهم فعلوا ما يوعظون به لكان خيرا لهم وأحسن تأويلا ، فهم يخالفون عقيدة الصحابة والسلف الصالح ويدّعون أن منهجهم أعلم وأحكم،

    فنسأل الله الهداية لكل من اغتر بعقيدة الأشاعرة وخالف العقيدة الصحيحة


    والنقل هنا وعاليه
    لطفــــــــــاً .. من هنــــــــــــــــا
    أبو محمد عبدالحميد الأثري
    أبو محمد عبدالحميد الأثري
    المدير العام .. وفقه الله تعالى


    ذكر عدد الرسائل : 3581
    البلد : مصر السنية
    العمل : طالب علم
    شكر : 7
    تاريخ التسجيل : 25/04/2008

    مجموع ما انتقد على الأشاعرة - صفحة 2 Empty رد: مجموع ما انتقد على الأشاعرة

    مُساهمة من طرف أبو محمد عبدالحميد الأثري 08.10.08 14:25


    - السؤال السابع من الفتوى رقم (6606):

    س7: ما حكم من مات على التوحيد الأشعري قبل بلوغ توحيد الأسماء والصفات إليه ولم يسمعه من أحد ولا فهمه وقد أقر بتوحيد الربوبية والإلهية ولم ينبهه عليه أحد فينكره، هل له عذر أم لا؟

    ج7: أمره إلى الله سبحانه وتعالى؛ لأن الأشاعرة ليسوا كفارا، وإنما أخطأوا في تأويلهم بعض الصفات.

    وبالله التوفيق. وصلى الله على نبينا محمد، وآله وصحبه وسلم.
    اللجنة الدائمة للبحوث العلمية والإفتاء.
    عبد الله بن قعود: عضو.
    عبد الله بن غديان: عضو.
    عبد الرزاق عفيفي: نائب رئيس اللجنة.
    عبد العزيز بن عبد الله بن باز: الرئيس.


    ــــــــــــــ


    قلت :

    فظاهر الفتوى أنه مجرد رد عليهم وذكر خطئهم، ولم تتضمن الفتوى تضليلا لهم.

    ــــــــــــــ

    2- السؤال الأول من الفتوى رقم (5082):


    س1: تعلمنا في المدارس أن مذهب أهل السنة والجماعة في أسماء الله وصفاته هو الإيمان بها من غير تحريف ولا تعطيل ولا تكييف ولا تمثيل وأن لا نصرف النصوص الواردة فيها عن ظواهرها ولكننا بعد ذلك التقينا بأناس زعموا لنا أن هناك مدرستين في مذهب أهل السنة والجماعة ، المدرسة الأولى مدرسة ابن تيمية وتلاميذه رحمهم الله، والمدرسة الثانية: مدرسة الأشاعرة ، والذي تعلمناه هو ما ذكره ابن تيمية وتلاميذه

    أما بقية أهل السنة والجماعة من الأشاعرة والماتريدية وغيرهم فإنهم يرون أن لا مانع من تأويل صفات الله وأسمائه إذا لم يتعارض هذا التأويل مع نص شرعي ويحتجون لذلك بما قاله ابن الجوزي رحمه الله وغيره في هذا الباب، بل إن إمام أهل السنة أحمد بن حنبل قد أول في بعض الصفات مثل قوله صلى الله عليه وسلم: "قلوب بني آدم بين أصبعين من أصابع الرحمن" وقوله صلى الله عليه وسلم: "الحجر الأسود يمين الله في الأرض" وقوله تعالى: "وَهُوَ مَعَكُمْ أَيْنَ مَا كُنْتُمْ" وغير ذلك.


    والسؤال الآن: هل تقسيم أهل السنة والجماعة إلى طائفتين بهذا الشكل صحيح؟ وما هو رأيكم فيما ذكروه من جواز التأويل إذا لم يتعارض مع نص شرعي، وما هو موقفنا من العلماء الذين أولوا في الصفات مثل ابن حجر والنووي وابن الجوزي وغيرهم هل نعتبرهم من أئمة أهل السنة والجماعة أم ماذا؟

    وهل نقول: إنهم أخطأوا في تأويلاتهم أم كانوا ضالين في ذلك؟ ومن المعروف أن الأشاعرة يؤولون جميع الصفات ما عدا صفات المعاني السبعة فإذا وجد أحد العلماء يؤول صفتين أو ثلاثة هل يعتبر أشعريا؟

    ج1:

    أولا: دعوى أن الإمام أحمد أوَّل بعض نصوص الصفات؛ كحديث : "قلوب العباد بين أصبعين من أصابع الرحمن"، وحديث : "الحجر الأسود يمين الله في الأرض" الخ - دعوى غير صحيحة، قال الإمام أحمد بن تيمية : (وأما ما حكاه أبو حامد الغزالي عن بعض الحنبلية أن أحمد لم يتأول إلا ثلاثة أشياء: "الحجر الأسود يمين الله في الأرض" و "قلوب العباد بين أصبعين من أصابع الرحمن" و "إني أجد نفس الرحمن من قبل اليمن" فهذه الحكاية كذب على أحمد ، لم ينقلها أحد عنه بإسناد، ولا يعرف أحد من أصحابه نقل ذلك عنه، وهذا الحنبلي الذي ذكر عنه أبو حامد مجهول لا يعرف، لا علمه بما قال، ولا صدقه فيما قال). ا هـ. من ص 398 من ج 5 من [مجموع الفتاوى].

    وبيان ذلك أن للتأويل ثلاثة معان:

    الأول: مآل الشيء وحقيقته التي يؤول إليها، كما في قوله تعالى عن يوسف عليه السلام: "هَذَا تَأْوِيلُ رُؤْيَايَ مِنْ قَبْلُ" أي حقيقتها التي آلت إليها وقوعا، وليس هذا مقصودا في النصوص المذكورة في السؤال.


    الثاني: التأويل بمعنى صرف الكلام عن معناه الظاهر المتبادر منه إلى معنى خفي بعيد لقرينة، وهذا المعنى هو المصطلح عليه عند علماء الكلام وأصول الفقه، وليس متحققا في النصوص المذكورة في السؤال، فإن ظاهرها مراد لم تصرف عنه؛ لأنه حق كما سيأتي شرحه في المعنى الأخير للتأويل.

    الثالث: التأويل بمعنى التفسير وهو شرح معنى الكلام بما يدل عليه ظاهره ويتبادر إلى ذهن سامعه الخبير بلغة العرب وهو المقصود هنا، فإن جملة "الحجر الأسود يمين الله في الأرض" ليس ظاهرها أن الحجر صفة لله وأنه يمينه حتى يصرف عنه، بل معناه الظاهر منه أنه كيمينه بدليل بقية الأثر وهو جملة: "فمن صافحه فكأنما صافح الله، ومن قبله فكأنما قبل يمين الله" فمن ضم أول الأثر إلى آخره تبين له أن ظاهره مراد لم يصرف عنه وأنه حق

    وهذا ما يقوله أئمة السلف كالإمام أحمد وغيره منهم، وهو تأويل بمعنى التفسير لا بمعنى صرف الكلام عن ظاهره، كما زعمه المتأخرون، علما بأن ما ذكر لم يصح حديثا عن النبي صلى الله عليه وسلم، بل هو أثر عن ابن عباس رضي الله عنهما، وكذا القول في حديث : "قلوب العباد بين أصبعين من أصابع الرحمن" فإن ظاهره لا يدل على مماسة ولا مداخلة وإنما يدل ظاهره على إثبات أصابع للرحمن حقيقة، وقلوب للعباد حقيقة

    ويدل إسناد أحد ركني الجملة إلى الآخر على كمال قدرة الرحمن وكمال تصريفه لعباده كما يقال: فلان وقف بين يدي الملك أو في قبضة يد الملك. فإن ذلك لا يقتضي مماسة ولا مداخلة وإنما يدل ظاهره على وجود شخص وملك له يدان، ويدل ما في الكلام من إسناد على حضور شخص عند الملك وعلى تمكن الملك من تصريفه دون مماسة أو مداخلة، وكذا القول في قوله تعالى: "بِيَدِهِ الْمُلْكُ"، وقوله: "تَجْرِي بِأَعْيُنِنَا"، وأمثال ذلك.


    ثانيا: تقسيم أهل السنة والجماعة إلى طائفتين بهذا الشكل غير صحيح وبيانه أن الصحابة رضي الله عنهم كانوا أمة واحدة عقيدة وسياسة حتى إذا كانت خلافة عثمان رضي الله عنه بدرت بوادر الاختلاف في السياسة دون العقيدة، فلما قتل وبايع عليا جماعة وبايع معاوية آخرون رضي الله عنهم وكان ما بينهم من حروب سياسية خرجت عليهم طائفة فسميت: الخوارج ولم يختلفوا مع المسلمين في أصول الإيمان الستة ولا في الأركان الخمسة التي بني عليها الإسلام وإنما اختلفوا معهم في عقد الخلافة والتكفير بكبائر الذنوب والمسح على الرجلين في الوضوء وأمثال ذلك

    ثم غلت طائفة من أصحاب علي فيه حتى عبده منهم من عبده فسموا الشيعة
    ثم افترق كل من الخوارج والشيعة فرقا
    ثم أنكر جماعة القدر

    وكان ذلك آخر عصر الصحابة رضي الله عنهم فسموا القدرية، ثم كان الجعد بن درهم فكان أول من أنكر صفات الله وتأول ما جاء فيها من نصوص الآيات والأحاديث على غير معانيها فقتله خالد القسري
    وتبعه في إنكار ذلك وتأويله تلميذه الجهم بن صفوان واشتهر بذلك فنسبت إليه هذه المقالة الشنيعة، وعرف من قالوا بها بالجهمية

    ثم ظهرت المعتزلة فتبعوا الجهمية في تأويل نصوص الصفات وسموه تنزيها، وتبعوا القدرية في إنكار القدر وسموه عدلا، وتبعوا الخوارج في الخروج على الولاة وسموه الأمر بالمعروف

    إلى غير ذلك من مقالاتهم

    وقد نشأ أبو الحسن علي بن إسماعيل الأشعري على مذهبهم واعتقد مبادئهم ثم هداه الله إلى الحق فتاب من الاعتزال ولزم طريق أهل السنة والجماعة ، واجتهد في الرد على من خالفهم في أصول الإسلام رحمه الله، لكن بقيت فيه شوائب من مذهب المعتزلة كتأويل نصوص صفات الأفعال وتأثر بقول جهم بن صفوان في أفعال العباد

    فقال بالجبر وسماه: كسبا، وأمور أخرى تتبين لمن قرأ كتابه [الإبانة] الذي ألفه آخر حياته

    كما يتبين مما كتبه عنه أصحابه الذين هم أعرف به من غيرهم وما كتبه عنه ابن تيمية في مؤلفاته رحمهم الله.


    مما تقدم :

    يتبين أن أهل السنة والجماعة حقا هم الذين اعتصموا بكتاب الله تعالى وسنة نبيهم صلى الله عليه وسلم في عقائدهم وسائر أصول دينهم، ولم يعارضوا نصوصهما بالعقل أو الهوى، وتمسكوا بما كان عليه الصحابة رضي الله عنهم من دعائم الإيمان وأركان الإسلام فكانوا أئمة الهدى ومنار الحق ودعاة الخير والفلاح؛ كالحسن البصري وسعيد بن المسيب ومجاهد وأبي حنيفة ومالك والشافعي والأوزاعي وأحمد وإسحاق والبخاري ومن سلك سبيلهم والتزموا نهجهم عقيدة واستدلالا.

    أما هؤلاء الذين خرجوا عنهم في مسائل من أصول الدين ففيهم من السنة بقدر ما بقي لديهم مما وافقوا فيه الصحابة رضي الله عنهم وأئمة الهدى من مسائل أصول الإسلام، وفيهم من البدع والخطأ بقدر ما خالفوهم فيه من ذلك قليلا كان أو كثيرا، وأقربهم إلى أهل السنة والجماعة أبو الحسن الأشعري ومن تبعه عقيدة واستدلالا.

    وبهذا يعرف أن ليس لأهل السنة والجماعة مدرستان، إنما هي مدرسة واحدة يقوم بنصرتها والدعوة إليها من سلك طريقهم، وابن تيمية ممن قام بذلك ووقف حياته عليه وليس هو الذي أنشأ هذه الطريقة، بل هو متبع لما كان عليه أئمة الهدى من الصحابة ومن تبعهم من علماء القرون الثلاثة التي شهد لها النبي صلى الله عليه وسلم بالخير وكذلك مناظروه إنما قاموا بنصر مذهب من قلدوه ممن انتسب إلى أهل السنة والجماعة كأبي الحسن الأشعري وأصحابه بعد أن رجع عن الاعتزال وسلك طريق أهل السنة إلا في قليل من المسائل ولذا كان أقرب إلى طريقة أهل السنة والجماعة من سائر الطوائف.

    ثالثا: من تأول من الأشعرية ونحوهم نصوص الأسماء والصفات إنما تأولها لمنافاتها الأدلة العقلية وبعض النصوص الشرعية في زعمه، وليس الأمر كذلك فإنها ليس فيها ما ينافي العقل الصريح وليس فيها ما ينافي النصوص فإن نصوص الشرع في أسماء الله وصفاته يصدق بعضها بعضا مع كثرتها في إثبات أسماء الله وصفاته على الحقيقة وتنزيهه سبحانه عن مشابهة خلقه.
    رابعا: موقفنا من أبي بكر الباقلاني والبيهقي وأبي الفرج بن الجوزي وأبي زكريا النووي وابن حجر وأمثالهم ممن تأول بعض صفات الله تعالى أو فوضوا في أصل معناها - أنهم في نظرنا من كبار علماء المسلمين الذين نفع الله الأمة بعلمهم فرحمهم الله رحمة واسعة وجزاهم عنا خير الجزاء، وأنهم من أهل السنة فيما وافقوا فيه الصحابة رضي الله عنهم وأئمة السلف في القرون الثلاثة التي شهد لها النبي صلى الله عليه وسلم بالخير، وأنهم أخطأوا فيما تأولوه من نصوص الصفات وخالفوا فيه سلف الأمة وأئمة السنة رحمهم الله سواء تأولوا الصفات الذاتية وصفات الأفعال أم بعض ذلك.
    وبالله التوفيق. وصلى الله على نبينا محمد، وآله وصحبه وسلم.

    اللجنة الدائمة للبحوث العلمية والإفتاء
    عضو: عبد الله بن قعود.
    نائب رئيس اللجنة: عبد الرزاق عفيفي.
    الرئيس: عبد العزيز بن عبد الله بن باز.


    ــــــــــــــ

    قلت:
    التركيز على النقطة الأخيرة الواردة في الإجابة (رابعا) نرى أن بعضا من أئمة وعلماء أهل السنة والجماعة، أولوا بعضا من صفات الله وفوضوا بعضا آخر، ولم يقل أحد من أهل السنة بتضليلهم، وإنما اكتفوا بذكر خطئهم.

    نفع الله بكم جميعا.
    أبو محمد عبدالحميد الأثري
    أبو محمد عبدالحميد الأثري
    المدير العام .. وفقه الله تعالى


    ذكر عدد الرسائل : 3581
    البلد : مصر السنية
    العمل : طالب علم
    شكر : 7
    تاريخ التسجيل : 25/04/2008

    مجموع ما انتقد على الأشاعرة - صفحة 2 Empty تتمة

    مُساهمة من طرف أبو محمد عبدالحميد الأثري 08.10.08 14:29

    لعلَّك تفهم الفتوى قبل الرَّدِّ
    فجوابهم واضحٌ قالوا: (أمره إلى الله سبحانه وتعالى) ولو لم يكونوا من أهل البدع؛ لما قالوا أمره إلى الله، ومعلومٌ أنَّ من كان أمره إلى الله فهو تحت المشيئة، إن شاء الله عذَّبهُ وإن شاء غفر له.
    أمَّا تكفيرهم بعد قيام الحجَّةِ، فيكفيك قول أبي حنيفة -ما معناه-: (من قال ليس فوق العرش ربٌّ فهو كافرٌ، ومن قال فوق العرش؛ لكن لا أدري أفي السَّماء أم في الأرضِ فهو كافرٌ)

    وقال ابن خزيمة: (من لم يقر بأن الله على عرشه فوق سبع سمواته فهو كافر بربه حلال الدم يستتاب فإن تاب وإلا ضربت عنقه وألقي على بعض المزابل حتى لا يتأذى به المسلمون ولا المعاهدون بنتن رائحة جيفته وكان ماله فيئا ولا يرثه أحد من المسلمين إذ المسلم لا يرث الكافر ولا الكافر يرث المسلم) اجتماع الجيوش الإسلامية ( 1 / 155)
    وتأمَّل قول ابن القيّم رحمه الله تعالى في النّونيّّة:

    وابنُ المبارك قال قولا شافيا *** إنكاره عَلَمٌ على البهتان
    قالوا له ما ذاك نعرف ربنا *** حقًّا به لنكون ذا إيمان
    فأجاب نعرفه بوصف علُّوه *** فوق السَّماء مباين الأكوان
    وبأنَّه سبحانه حقا على الـ *** ـعرش الرَّفيع فجلَّ ذو السلطان
    وهو الَّذي قد شجَّع ابن خزيمة *** اذ سَلَّ سيف الحقِّ والعرفان
    وقضى بقتل المنكرين علُّوه *** بعد استتابتهم من الكفران
    وبأنَّهم يلقون بعد القتل فو *** ق مزابل المِيتات والأنتان
    فشفى الإمام العالم الحبر الَّذي *** يدعى إمام أئمَّة الأزمان
    ولقد حكاه الحاكم العدل الرِّضى *** في كُتْبِهِ عنه بلا نكران
    وحكى ابنُ عبد البر في تمهيده *** وكتاب الاستذكار غير جبان
    إجماع أهل العلم أن الله فو *** ق العرش بالإيضاح والبرهان
    وأتى هناك بما شفى أهل الهدى *** لكنَّه مرض على الهميان

    قال ابنُ بازٍ -رحمه الله تعالى-: (وإنما ينسب التأويل إلى الأشاعرة وسائر أهل البدع الذين تأولوا النصوص على غير تأويلها) http://www.binbaz.org.sa/Display.asp?f=ibn00184.htm
    فهاهو الشَّيخُ وصفهم بأنَّهم مبتدعةـ ومعلومٌ أنَّ الفرق الثّنتين والسَّبعين هم أهل البدع.
    وللفائدة فالأشاعرة نوعان:
    الأوَّل: ما توفِّي عليه أبو الحسن الأشعريِّ، وهؤلاء هم نفاة الأفعال الاختياريَّة والرَّاجح عدم تكفيرهم لعارض الشُّبهة.
    الثاني: الأشعريَّة الجهميَّة وهم أتباع أبي المعالي والغزَّاليّ والرَّازيّ ومتأخِّريهم إلى يومنا هذا، وهؤلاء المقصودون بكلامي.
    ولا داعي لكثرة علامات التعجّب والاستفهام
    والله أعلم



    ===================



    الحمد لله وحده ...

    أخي الحبيب أحمد محمود الأزهري .. أخي أبا حذيفة الحنبلي ..
    نعم الأشاعرة من الفرق الضالة .. والضلال دركات كما أن الهداية درجات ..

    والملاحظ في الكلام المنقول فوق أنه متعلق بالصفات فقط ولم يتطرق أصلاً إلى غيرها ..
    سواء كلام العلامة الشيخ ابن عثيمين ، أو فتوى اللجنة الدائمة ..

    أما الأشاعرة فقد وافقوا المعتزلة في جملة من المسائل، وخالفوا أهل السنة كثيرًا، فللأسف عندما يذكر طلبة العلم الأشاعرة فإنهم يختزلون التمشعر في الصفات فقط ..

    وإليكما مثالا مما وافقا فيه المعتزلة واستُنكر عليهم أشد ما يكون ، وهذا الكلام لابن حزم نقله عنه شيخ الإسلام وعلم الأعلام ابن تيمية في درء التعارض (7/418) فقال ـ رحمه الله ـ :
    «
    قال [ يعني ابن حزم ] : وأما الأشعرية فإنهم أتوا بما يملأ الفم، وتقشعر منها جلود أهل الإسلام، وتصطك منها المسامع، ويقطع ما بين قائلها وبين الله، وهو أنهم قالوا : ( لا يلزم طلب الأدلة إلا بعد البلوغ ) . ولم يقنعوا بهذه الجملة حتى كفونا المؤونة، وصرحوا بما كنا نريد أن نلزمهم، فقالوا غير مساترين: ( لا يصح إسلام أحد إلا بعد أن يكون بعد بلوغه شاكًا غير مصدق).
    قال [يعني ابن حزم] : وما سمعنا قط في الكفر والانسلاخ من الإسلام بأشنع من قول هؤلاء القوم: إنه لا يكون أحد مسلما حتى يشك في الله عز وجل، وفي صحة النبوة، وفي هل رسول الله مجموع ما انتقد على الأشاعرة - صفحة 2 Sallah صادق أو كاذب ؟
    ولا سمع قط سامع في الهوس والمناقضة والاستخفاف بالحقائق بأقبح من قول هؤلاء: إنه لا يصح الإيمان إلا بالكفر، ولا يصح التصديق إلا بالجحد، ولا يوصل إلى رضا الله عز وجل إلا بالشك فيه، وأن من اعتقد موقنًا بقلبه ولسانه أن الله ربه لا إله إلا هو، وأن محمدا رسول الله، وأن دين الإسلام دين الله الذي لا دين غيره فإنه كافر مشرك !
    نعوذ بالله من الخذلان. فوالله لولا خذلان الله ـ الذي هو غالب على أمره ـ ما انطلق لسان ذي مُسكة بهذه العظيمة
    » أهـ.

    قلت: تأمل كلام ابن حزم ـ رحمه الله ـ وأن شيخ الإسلام قال بعدها رأسًا :
    « قلت: هذا القول هو في الأصل من أقوال المعتزلة ...» ثم شرع حبيب قلوبنا شيخ الإسلام ابن تيمية في تفنيد قولهم ..

    وبقي لي تنبيهان :
    الأول : أنني آثرت أن أنقل كلام ابن حزم من كتاب شيخ الإسلام حتى يعلم أن شيخ الإسلام ما عقب على قوله بشيء يبين اعتراضه عليه، وإنما شرع رحمه الله في تطريق مذهبهم وتفنيد كلامهم .

    الثاني : من تتبع « درء التعارض » علم كثرة موافقة الأشعرية لطوائف الضلال المختلفة في مسائل عدة، عليها خاتم الضلال، وبلادة العقل، وانحراف الفهم !
    من ذلك: موافقتهم للكلابية في: « إثبات ذواتٍ قديمةٍ قائمةٍ بذاتِ الله ـ تعالى وتقدس ـ منها ذاتٌ توجب أن يكون عالمًا ولولاها لم يكن عالمًا! ..
    وذاتٌ توجب كونه قادرًا ولولاها لم يكن قادرًا!..
    وذات توجب كونه حيًا ولولاها لم يكن حيًا!» ..

    ومن ذلك: « أن الحذاق من متأخري الأشعرية على نفي الرؤية وموافقة المعتزلة، فإذا أطلقوها موافقة لأهل السنة فسروها بما تفسرها به المعتزلة وقالوا إن النزاع بيننا وبين المعتزلة لفظي » ..

    وهذه المسائل مما يكفر القائل بها لولا مانع التأول، ولعلي أنشط لجمعها إن شاء الله يومًا.
    وكم أرجو أن يقبل طلبة العلم على فهم عقيدتهم، وألا يتأثروا بنزعات التقريب بين الكفر والإسلام ، والسنة والبدعة.

    وجزاكم الله خيرًا




    ============




    أخي أحمد محمود الأزهريّ

    قولك: (أليست الأشاعرة والماتريدية القوة التي قضت على الفرق المبتدعة التي سادت في عصر من العصور ثم انتهت بفضله)
    لا والله ثمَّ لا والله ثمَّ لا والله؛ بل هم وارثو المرجئة والجهميَّة وكلِّ بليَّة. ولم يبيّن عوار هذه الفرق إلا أئمَّة السَّلف.
    قال شيخ الإسلام عن الأشاعرة : (لا للإسلام نصروا ولا للفلاسفة كسروا)
    وجئني بكتابٍ واحدٍ لأشعريٍّ أو ماتريّديّ اسمه الرَّد على الجهميّة، أو الرَّدّ على المرجئة. إنَّ دون ذلك خرط القتاد.

    قولك: (فقد كان الإمام أبو الحسن الأشعري إمام السنة فى عصره)
    هذا الكلام مجازفة! وغمط لحقِّ أئمَّة أهل السّنّة.
    فالأشعريُّ ولد سنة (270) وقيل(260) وتوفّيَ سنة (324)، وسأذكر لك بعض أئمَّةِ أهل السُّنَّة الَّذين أدركهم الأشعريُّ:
    النسائيّ توفي سنة (303) صاحب السّنن.
    وابن جرير (310) صاحب التَّفسير، و(صريح السّنّة)
    ابن خزيمة (311) صاحب (كتاب التَّوحيد ومعرفة صفات الرَّبّ)
    أبو بكر الخلال أحمد بن محمد بن هارون (311) صاحب (كتاب السّنَّة).
    أبو بكر عبد الله بن أبي داود سليمان بن الأشعث السجستاني الحافظ ابن الحافظ (314) صاحب القصيدة المعروفة في السّنّة.
    وابن المنذر (318) صاحب الأوسط والإجماع.
    أبو محمد البربهاري. وتأمَّل هذه القصَّة، قال الذَّهبيُّ في تاريخ الإسلام (1/ 2487):
    (الحسن بن علي بن خلف أبو محمد البربهاري الفقيه العابد . شيخ الحنابلة بالعراق . وكان شديدا على المبتدعة له صيت عند السلطان وجلالة وكان عارفا بالمذهب أصولا وفروعا
    أخذ عن المروذي وصحب سهلا بن عبد الله التستري.
    وحكى أبو علي الأهوازي أنه سمع أبا عبد الله الحمرائي يقول : لما دخل الأشعري بغداد جاء إلى البربهاري فجعل يقول : رددت على الجبائي وعلى النصارى والمجوس وقلت وقالوا . فقال البربهاري : ما أدري مما قلت قليلا ولا كثيرا ولا نعرف إلا ما قاله أبو عبد الله أحمد بن حنبل.
    قال : فخرج من عنده وصنف كتاب " الإبانة " فلم يقبله منه.
    وقد صنف أبو محمد البربهاري مصنفات منها : " شرح السنة " ...)
    (وقال أبو الحسين بن الفراء : كان للبربهاري مجاهدات ومقامات في الدين كبيرة وكان المخالفون يغيظون قلب السلطان عليه .)

    قولك: (وإنما اضطُرَّ الإمام الأشعرى إلى التأويل اضطرارا)
    لا أعلم أنَّه يجوز للمسلم أن ينصر السُّنَّة بالبدعة، وأن يكتب ما لا يعتقد.
    ثمَّ قصَّته معروفة في رجوعه عمَّا كان يعتقد، فلو كان لا يريد التَّأويل، فلا معنى لرجوعه لمذهب أهل الحديث.

    قولك: (و الراجحُ أنه رجع فى آخر حياتِه عن مذهبِه إلى مذهب أهل الحديث كما في كتابه الإبانة)
    ليس راجحًا بل هو الواقع؛ ولكنَّه لم يثبت الصَّفات الاختياريَّة؛ لذلك كان رجوعه إلى جملة مذهب أهل السّنَّة. ولم يكن رجوعًا كاملاً؛ ولعلَّ هذا الَّذي جعلَ البربهاريَّ لا يقبل منه كتابّ الإبانة. والله أعلم.
    وقولك: (وأرى والله أعلم أن القول بتبديع وتكفير الأشاعرة يؤدي إلى الشقاق والفرقة، بل إلى استثارة الفتنة)يعني نسكت على من خالف السّنّة من أجل عيون أهل البدع، يا أخي هذا كلام فكري حركي،ليس له من العلم نصيب؛ يشبه قول من قال: (نجتمع فيما اتَّفقنا فيه، ويعذر بعضنا بعضًا فيما اختلفنا فيه؟!؟!) .
    ثمَّ هل بُعثَ رسول الله صلَّى الله عليه وسلَّم إلا لتفريق مثل هذه الصُّفوف، وتنقية صفِّ المخلصين الموحِّدين.
    والأحكام لا تبنى على ما تراه يا أخي الفاضل؛ بل على الكتاب والسُّنَّة.
    قولك: (فكيف يقال بهلاكهم وكفرهم)
    لم نقل بهلاكهم ولا بكفرهم، ولكن نعامل الدَّاعين إلى التَّمشعر، والمقرِّرين له؛ بتصنيف كتب في هذه العقيدة المرذولة معاملة أهل البدع، ويردّ عليهم، ويناصحون.
    بل العالم إذا لم يدعوا، ولم يتعصَّب، وكان يستدلُّ على اعتقاده بالكتاب والسُّنَّة، ولكنَّهُ وافق الأشاعرة في بعض مقالاتهم؛ كقولهم في الإيمان، أو الصِّفات = لم يحكم بأشعريَّتِهِ، ولكن يقال فيه أشعريَّة، ويعذر لعلَّ هذا الَّذي وصله من العلم.
    فالأشاعرة لا يستدلُّون بالكتاب والسُّنَّة على ما يعتقدون، بل يستدلُّون بالقواعد المنطقيَّة والأصول الفلسفيَّة. والَّذين لا يدعون إلى التَّمشعر ويوافقونهم في بعض معتقداتهم لا يصدرون إلا عن الكتاب والسّنّة.
    فمدار الأمرِ إذن على مصادر التَّلقِّي عند المحكومِ عليه.
    أمَّا عوامُّهم فأمرهم إلى الله إذا ماتوا؛ كما قالت اللَّجنة الدَّائمة. ويصلَّى عليهم ويدعى لهم بالمغفرة.
    واعلم أخي الكريم أنَّي لم أقل هذا الكلام من عند نفسي، أو من خيالاتي، وإن شئت فارجع لكبار أهل العلم.
    وهذا مثال على أحد تقرير دعاة الأشعريَّة –رحمه الله- لمذهبهم الباطل، وذلك قبل توبته:
    قال الغزَّاليُّ في قَواعِدِ العَقَائِدِ (1 / 35):
    (الأَصْلُ الخَامِسُ
    العِلْمُ بِأَنَّهُ تَعالى لَيْسَ بِجَوْهَرٍ يَتَحَيَّزُ، بَل يتعالى وَيَتَقَدَّسُ عَن مُنَاسَبَةِ الحَيِّزِ .
    وَبُرْهَانُهُ أَنَّ كُلَّ جَوْهَرٍ مُتَحَيِّزٍ فَهُوَ مُخْتَصٌّ بِحَيِّزِهِ، وَلا يَخْلُو مِنْ أَنْ يَكُوْنَ سَاكِنًا فِيْهِ، أَوْ مُتَحَرِّكًا عَنْهُ، فَلا يَخْلُو عن الحَرَكَةِ أَوِ السُّكُونِ؛ وَهُمَا حَادِثَانِ. وَمَا لا يَخْلُو عَنِ الحَوَادِثِ فَهُوَ حَادِثٌ.
    ولو تُصُوِّرَ جَوْهَرٌ مُتَحَيِّزٌ قَدِيْمٌ لكان يُعْقَلُ قِدَمُ جَوَاهِرَ العَالَمِ فَإِنَّ سَمَّاهُ مُسَمٍّ جَوْهَرًا ولم يُرِدْ بِهِ المُتَحَيَّزُ كان مُخْطِئًا من حيث اللَّفْظ لا من حيث المعنى)
    ثُمَّ قال:
    ( الأصل السابع
    العلم بأن الله تعالى مُنَزَّهٌ الذَّاتِ عن الاختصاصِ بالجهاتِ.
    فَإِنَّ الجهةَ إِمَّا فَوْقَ، وَإِمَّا أّسفل، وأَمَّا يَمِيْنُ، وإما شمال، أو قدام، أو خلف.
    وهذه الجهاتُ هو الذي خلقها وأحدثها بواسطة خلق الإنسان، إذ خلق له طرفين:
    أحدهما يعتمد على الأرض ويسمى رِجْلا.
    والآخر يقابله ويسمى رَأْسًا.
    فحدث اسم الفوق لِمَا يلي جهة الرأس، واسم السُّفْلِ لما يلي جهة الرِّجْلِ.
    حتى إن النملة التي تَدِبُّ مُنَكِّسَةً تحت السّقف تنقلب جهة الفوق في حقها تحتًا وإن كان في حَقِّنَا فوقا.
    وَخَلَقَ للإنسان اليدين، وإحداهما أقوى من الأخرى في الغالب، فحدث اسم اليمين للأقوى، واسم الشمال لما يقابله.
    وَتُسمَّى الجهة الَّتِي تلي اليمين يمينا، والأخرى شمالا.
    وَخَلَقَ له جانبين يبصر من أحدهما ويتحرك إليه؛ فحدث اسم القُدَّامِ للجهة الَّتي يَتَقَدَّمُ إِلَيْهَا بالحركةِ. واسمُ الخَلْفِ لما يقابلها؛ فالجهات حادثة بحدوث الإنسان ولو لم يخلق الإنسان بهذه الخلقة بل خلق مستديرا كالكرة لم يكن لهذه الجهات وجود ألبتة.)
    إلى آخر التَّشبيه الَّذي وقع فيه -عفا الله عنه ورحمه-. وإنَّما وقع في التَّعطيل والتَّحريف بعدما ظنَّ أنَّ المخلوق يقاس بالخالق. نسأل الله العافيةَ والسَّلامةَ.
    وأين الغزَّالي من قول الله تعالى : (وَهُوَ الْقَاهِرُ فَوْقَ عِبَادِهِ وَهُوَ الْحَكِيمُ الْخَبِيرُ) (الأنعام:18)
    وقوله: (ولو لم يخلق الإنسان بهذه الخلقة بل خلق مستديرا كالكرة لم يكن لهذه الجهات وجود ألبتة)
    يلزم منه أنَّا لسنا فوق الكرة الأرضيَّةِ؛ وهذا مضحكٌ مبكي، يا ليت شعري لِمَ تركَ الكتاب والسّنّة. واعتمد على قواعد أرسطو وأفلاطون؟؟!!
    وقولك: (فلا يمكن إطلاق الحكم؛ لأن في هذا الزمان الذي نعيش فيه لا يوجد تعريف محدد ودقيق للأشاعرة يجمعهم في صعيد واحد)
    هذا قولٌ بلا علم، فاتَّقِ الله فيما تكتب.

    ونقلك عن شيخ الإسلامِ أن المجتهد المتأول في اجتهاده يثاب عليه، ليس هذا في الأشاعرة؛ بل هو فيمن أخطأ من أهل السُّنَّة، وليتك تتأكَّد من قصد من تنقل عنه.
    ويلزمك أنَّ أهل البدع يثابون على خطأهم وتأوُّلِهم. وبهذا تنقلب بدعهم إلى طاعات.
    لم يقصد شيخ الإسلام هذا كما فهمته، ولا أظنَّك تدين الله بهذا.
    وباقي الكلام فيه تخليط شديد، ولعلَّ ما كتب يكفي إن شاء الله.
    هذا ما عندي وإنِّي أنصحك وغيرَك بعدم الخوض في المسائل الكبار بالتَّخمين والظَّنِّ، أو بفهم كلام أهل العلم على غير وجهه.
    و اعلم أنَّ ما تكتبه ستحاسب عليه، إن خير فخير وإن شرًّا فشرّ.
    أخوكم/ أبو عليّ
    أبو محمد عبدالحميد الأثري
    أبو محمد عبدالحميد الأثري
    المدير العام .. وفقه الله تعالى


    ذكر عدد الرسائل : 3581
    البلد : مصر السنية
    العمل : طالب علم
    شكر : 7
    تاريخ التسجيل : 25/04/2008

    مجموع ما انتقد على الأشاعرة - صفحة 2 Empty رد: مجموع ما انتقد على الأشاعرة

    مُساهمة من طرف أبو محمد عبدالحميد الأثري 08.10.08 14:33

    الأشاعرة من الفرق الضالة لمخالفتهم للكتاب والسنة

    فصل من كتابي "إعترافات أشعرية" -يسر الله اتمامه- وقد عرضته على أحد كبار العلماء المعاصرين في العقيدة ونصح بنشره


    المذهب الأشعري وموقفنا من رجالاته





    لك أن تسأل عزيزي القارئ ، لم كل هذا الاضطرابات والتطورات ، في هذا المذهب ، والذي قل أن تجده في مذهب آخر ، وإجابة عن هذا السؤال ، يجب أن نفهم كيف قام هذا المذهب ، وعلى ماذا قام.

    عاش أبو الحسن الأشعري مؤسس المذهب ،في كنف أبي علي الجبائي(1 ) شيخ المعتزلة في عصره وتلقى علومه ، حتى صار نائبه وموضع ثقته . ولم يزل أبو الحسن يتزعم المعتزلة أربعين سنة ، ثم ثار على مذهب الاعتزال الذي كان ينافح عنه ، بعد أن اعتكف في بيته خمسة عشر يوماً ، يفكر ويدرس ويستخير الله تعالى حتى اطمأنت نفسه ، وأعلن البراءة من الاعتزال ، وخط لنفسه منهجاً يعتمد على الأصول العقلية نفسها ، التي يقول بها المعتزلة( 2) ، كمسألة حلول الحوادث ، ودليل الأعراض وغيرها من المسائل ، مع محاولة اتباع السنة ، فخرج مذهباً خليطاً متأثراً بطريقة ابن كلاب( 3) ثم قرب كثيراً من أهل السنة بتأليفه الإبانة ، إلا أنه بقيت به بقايا من مذهب المعتزلة ، وخلاصة حالة إثبات سبع صفات عن طريق العقل : الحياة والعلم والإرادة والقدرة والسمع والبصر والكلام ، أما الصفات الخبرية كالوجه واليدين والقدم والساق فأثبتها ، وأثبت العلو ، أما الصفات الاختيارية فلا يثبتها(4 ). ونتيجة لاعتماده على الأصول العقلية الفاسدة ، سار اتباعه على هذه الأصول التي تخالف ما عليه الكتاب والسنة ، ثم تدرج بهم الحال واقتربوا من المعتزلة شيئاً فشيئاً ، فتأولوا ما خالف هذه الأصول من كتاب وسنة ، فوصل بهم الحال إلى نفي العلو ، ثم نفي الصفات الخبرية ، وهكذا حتى وصل أحدهم في هذا العصر ، إلى أن ينفي رؤية الله يوم القيامة!! أحد المسائل المشهورة التي يفترق عليها مذهب أهل السنة والجماعة والمعتزلة ، وهو المعاصر حسن السقاف.

    أما رجالات الأشاعرة فليسوا سواء أبداً ، فليس من نفى العلو كمن أثبته مثلاً ! وليس من نفى الرؤية من الجهمية الجدد المنتسبين للأشعرية كمن كفر منكرها من قدماء الأشعرية! وليس من أثبت لله عينين كالباقلاني كمن نفاها وزعم أن مثبتها مجسم سواء قال بعدها بلا كيف أو لا!! وموقفنا منهم يختلف حسب تنوع عقائدهم ، وكم يغيظني كثيراً أهل البدع حين يشنعون على أهل السنة ، ويقولون أنتم تكفرون الأشعرية!! أو أنتم تبدعون فلاناً وفلاناً من الأعلام !! ، لذا اجتهدت في تصنيفهم حسب التتبع لمنهج الأشاعرة وتنوع عقائد رجالهم فوجدتهم أربعة أصناف :


    الصنف الأول:

    صنف ظٌلم وافتروا عليه النسبة للأشاعرة وهو منهم براء مثل ابن أبى زيد القيرواني( 5) والخطيب البغدادي( 6) والإسماعيلي( 7) من باب تكثير السواد وحشد الأسماء ، وقد ثبت عنهم ما يناقض عقيدة الأشاعرة.

    مثال: ممن نسب للأشاعرة وهو منهم براء ، الإمام الحافظ أبو نعيم الأصبهاني( 8) ذكرت بعض المصادر أن عقيدته عقيدة الأشاعرة ، قاله ابن الجوزي( 9) وذكره ابن عساكر في أصحاب أبي الحسن الأشعري(10 )


    وهذا خطأ بين، فقد نقل الحافظ الذهبي عقيدة أبي نعيم في كتابه العلو للعلي الغفار ، وهي عقيدة السلف ، إذ صرح فيها بإثبات الصفات التي ورد ذكرها بالقرآن والسنة الصحيحة خالية من زبالة أهل الكلام، كذلك نقل عقيدته الحافظ ابن القيم في الصواعق المرسلة ، وشيخ الإسلام الحافظ ابن تيميه ، والذين وصفوه بذلك إنما هي دعوى تحتاج دليل ، ولا دليل على ذلك ، بل هو نفسه قد أفصح عن عقيدتة السلفية ، والسبب في نسبته للأشاعرة هو المشاجرة التي وقعت بينه وبين الحافظ ابن منده في مسألة اللفظ ، حتى صنف أبو نعيم كتاباً في الرد على الحروفية الحلولية ، وصنف الحافظ ابن منده كتاب في الرد على اللفظ ، وبدع أبا نعيم واتهمه ونال منه ، ومن المعلوم أن الحافظ ابن منده حنبلي ، فربما اتهمه بعض الحنابلة بذلك نتيجة هذه المشاجرة ، وانتشرت هذه الفرية بعد ذلك.

    قال الإمام مؤرخ الاسلام الحافظ الذهبي في كتابه العلو( 11) : قال الحافظ الكبير أبو نعيم أحمد بن عبد الله بن أحمد الأصبهاني ، مصنف (حلية الأولياء) في كتاب (الاعتقاد) له:

    ((طريقتنا طريقة السلف المتبعين للكتاب وإجماع الأمة ، ومما اعتقدوه:

    إن الله لم يزل كاملاً بجميع صفاته القديمة ، لا يزول ولا يحول ، لم يزل عالماً بعلم بصيراً ببصر سميعاً بسمع متكلماً بكلام ، ثم أحدث الأشياء من غير شيء ، وإن القرآن في جميع الجهات مقرؤاً ومتلواً ومحفوظاً ومسموعاً ومكتوباً وملفوظاً كلام الله حقيقة لا حكاية ولا ترجمة ، وأنه بألفاظنا كلام الله غير مخلوق ، وإن الواقفة واللفظية من الجهمية ، وإن من قصد القرآن بوجه من الوجوه ، يريد به خلق كلام الله فهو عندهم من الجهمية ، وإن الجهمي عندهم كافر -إلى أن قال- وإن الأحاديث التي تثبت في العرش ، واستواء الله عليه يقولون بها ، ويثبتونها من غير تكييف ولا تمثيل، وأن الله بائن من خلقه ، والخلق بائنون منه ، لا يحل فيهم ولا يمتزج بهم ، وهو مستو على عرشه في سمائه من دون أرضه))أ.هـ

    قال الحافظ الذهبي بعد ذلك: فقد نقل هذا الإمام الإجماع على هذا القول-يعني العلو- ولله الحمد.أ.هـ

    فكما ترى أخي القاريء أن من عقيدته أن القرآن " كلام الله حقيقة لا حكاية ولا ترجمة" وأن الله "مستو على عرشه في سمائه من دون أرضه".

    والسؤال : هل الأشاعرة يقولون بهذا حتى نعد أبا نعيم منهم ؟؟

    الجواب بكل تأكيد: لا ، وكتبهم طافحة بنقيض هذه الأقوال.

    وليس هذا الصنف –أعني من نسب لهم وهو منهم براء-مقتصر على المتقدمين ، بل هناك من المتأخرين ممن نٌسب للأشاعرة ، وهو يثبت العلو والصفات كبعض علماء الهند!.

    نقل العلامة محمد صديق حسن خان في كتابه" الانتقاد الرجيح في شرح الاعتقاد الصحيح"( 12) في مسألة العلو أقوال كثير من العلماء من مختلف العصور ومن بين من نقل عنهم، قال:

    قال الشيخ الإمام المحدث المحقق في العلوم العقلية والنقلية محمد بن الموصلي الأصفهاني الشافعي مذهباً ، الأشعري معتقداً ، السني إتباعا في "كتاب سيف السنة الرفيعة في قطع رقاب الجهمية والشيعة":

    (( إن الله تعالى سبحانه قد بين في القرآن غاية البيان أنه فوق سماواته، وأنه مستوٍ على عرشه، وانه بائن من خلقه، وأن الملائكة تعرج إليه وتنزل من عنده، وأنه رفع المسيح إليه، وانه يصعد إليه الكلم الطيب ، إلى سائر ما دلت عليه النصوص من مباينته لخلقه ، وعلوه على عرشه ، وهذه نصوص محكمه ، وأن الله قد بين في غير موضع أنه خلق السماوات والأرض، وأن لله السماوات والأرض، وأنه يمسك السماوات والأرض وما بينهما ، وأن الأرض قبضته يوم القيامة والسماوات مطويات بيمينه ، وأن كرسيه وسع السماوات والأرض ، وهذه نصوص صريحة في أن الرب تعالى ليس هو عين هذه المخلوقات ، ولا صفة من صفاته ، ولا جزء منها ، فإن الخالق غير المخلوق ، وليس بداخل فيها محصور ، بل هي صريحة في أنه مبائن لها ، وأنه ليس حالاً ولا محلاً لها ، فهي –أي النصوص- هادية القلوب ، عاصمة لها أن يفهم من قوله (وهو معكم) أنه سبحانه عين المخلوقات أو حال أو محل لها...-إلى أن قال- وقد أخبر الله تعالى أنه مع خلقه ، مع كونه مستوياً على العرش، وقرن بين الأمرين كما قال تعالى: ( هو الذي خلق السماوات) إلى قوله تعالى (بصير) فأخبر أنه خلق السماوات والأرض، وانه استوى على عرشه، وأنه مع خلقه يبصر أعمالهم من فوق عرشه ، كما في حديث الأوعال "والله فوق عرشه يرى ما أنتم عليه" فعلوه لا يناقض معيته، ومعيته لا تبطل علوه بل كلاهما حق.))أ.هـ مختصراً.

    وكما نرى ، عقيدته موافقة لعقيدة أهل السنة والجماعة تماماً ، ومناقضة لعقيدة الأشاعرة.

    أما حكمنا على هؤلاء فإنهم من أهل السنة والجماعة، إلا أنه يجدر التنبه إلى أن الانتساب للأشعري بدعة ، لاسيما وأنه بذلك يوهم حسناً بكل من انتسب هذه النسبة ، وتنفتح أبواب الشر ، أنظر مجموع الفتاوى( 13)

    الصنف الثاني:

    صنف عاش في بيئة طغى فيها مذهب الأشاعرة المحض ، وقل من نجى من شرار سعيره إلا من ثبته الله ، وكان صاحب منهج صحيح ولكن وافق الأشاعرة في مسائل جزئية ، ومن هذا الصنف الحافظ ابن حجر والنووي( 14) وغيرهما .


    ولنأخذ هاهنا مثالاً الحافظ ابن حجر:

    قال عنه الشيخ سفر الحوالي(15 ) أنه ((أقرب شيء إلى عقيدة مفوضة الحنابلة كأبي يعلى ونحوه ممن ذكرهم شيخ الإسلام في "درء تعارض العقل والنقل" ، ووصفهم بمحبة الآثار، والتمسك بها، ولكنهم وافقوا بعض أصول المتكلمين، وتابعوهم ظانين صحتها عن حسن نية))

    ثم قال : ((وكثيراً ما تجد في كتب الجرح والتعديل ، ومنها "لسان الميزان" للحافظ ابن حجر قولهم عن الرجل أنه وافق المعتزلة في أشياء من مصنفاته، أو وافق الخوارج في بعض أقوالهم، وهكذا، ومع هذا لا يعتبرونه معتزلياً أو خارجياً ، وهذا المنهج إذا طبقناه على الحافظ وعلى النووي و أمثالهما لم يصح اعتبارهم أشاعرة ، وإنما يقال: وافقوا الأشاعرة في أشياء ، ومع ضرورة بيان هذه الأشياء واستداركها عليهم ))أ.هـ كلام الشيخ سفر

    فابن حجر كما نص الشيخ سفر حفظه الله ، لا يبرأ من موافقة بعض أقوال المذهب الأشعري على إطلاقه ، وإنما نبرئه من أن يكون على غرار متكلمي الأشاعرة ، الذين بنوا عقيدتهم على أصول فاسدة ودافعوا عنها.

    وهناك أمور يجب معرفتها بخصوص ابن حجر هي:

    1- كل الكتب التي ترجمت للحافظ ، وخاصة القديمة منها ، لا تكاد تصرح بشيء فيما يتعلق بمذهبه العقدي وأنه يوافق الأشاعرة ، بل على العكس ، هناك عبارة واحدة نقلها السخاوي في الجواهر والدرر عن الجمال ابن عبد الهادي يقول فيها عن ابن حجر:
    ((كان محباً للشيخ تقي الدين ابن تيميه ، معظماً له ، جارياً في أصول الدين على قاعدة المحدثين...))أ.هـ


    2-كان أهل ذلك العصر- أعني عصر ابن حجر- أو ما يسمى عصر سلاطين المماليك- عصر انتشار التصوف، وتقديس الأشياخ ، والاعتقاد فيهم ، وقد كانوا في غاية التعصب لما هم عليه من العقائد المنحرفة ، حتى أن ابن حجر يذكر في كتابه "إنباء الغمر"( 16) أن قراءة كتاب في العقيدة السلفية ككتاب الإمام الدارمي (الرد على الجهمية) يعد خروجاً على عقيدة الجماعة ويسجن صاحبه !!

    تخيل أخي القاريء: يسجن المسلم بسبب قراءته لكتاب!

    وأي كتاب ؟

    إنه كتاب لعلم من أعلام السلف !!

    أما الأخذ بآراء شيخ الإسلام في ذلك العصر ، فيؤدي بصاحبه للأذى والابتلاء ولمز الناس له بالتيمي !

    ولا يفوتنا بهذه المناسبة ذكر ابتلاء وامتحان الإمام ابن أبي العز الحنفي المعاصر لابن حجر -كما يذكر ابن حجر في "إنباء الغمر"( 17)- ، حين رفض تقريظ قصيدة للشاعر علي أيبك الصفدي ، غلا فيها بالنبي صلى الله عليه وسلم ، وانتقد فيها مواضع كالتوسل وغيرها فسجن أكثر من ستة أشهر !!!!!!!

    ومع كل هذا فابن حجر يسمي ابن تيميه "شيخ الاسلام بلا ريب" كما في الجواهر والدرر للسخاوي، وسماه "الحافظ" ( 18) ، ونجده ينقل في كتابه فتح الباري من الكتب السلفية "الممنوعة" كالرد على الجهمية للإمام الدارمي( 19) ومن كتب شيخ الإسلام(20 ).

    3- ومع كل ما سبق فابن حجر خالف الأشاعرة في كتابه فتح الباري في مواضع كثيرة جداً (21 )

    ورد أيضاً عليهم مصرحاً باسمهم ، كما سيأتي إن شاء الله في هذا الكتاب.

    وحكمنا على هؤلاء أنهم من أهل السنة والجماعة ، بخلاف الزلات والهنات التي ينبه عليها في موضعها ، لأن أي شخص من أهل السنة صاحب منهج صحيح إذا زل في أمر جزئي ، لا يكون حكمه حكم مبتدع فاسد المنهج ، لأن خطأ الأول خطأ جزئي ، وخطأ الثاني خطأ منهجي مذهبي. ولذلك لم ينه شيخ الإسلام عن قراءة شرح صحيح مسلم للنووي ونحوه ، كما فعل مع كتب المعتزلة والفلاسفة والمعتزلة والأشعرية ، لأن شرح صحيح مسلم للنووي على طريقة المحدثين ، على ما وقع فيه من هنات وزلات.


    الصنف الثالث:

    صنف اجتهد في طلب الحق مع محبة للسنة، وحرص على التمسك بها، ولكنهم وافقوا بعض أصول المتكلمين، وتابعوهم ظانين صحتها عن حسن نية ، وانتهى بهم الحال لمذهب قريب مما وصل إليه الأشعري في مذهبه الذي استقر عليه في الفترة الأخيرة ، أو قريب منه ، ومن هؤلاء أبو الحسن الأشعري نفسه ، والبيهقي وأضرابهم.

    قال شيخ الإسلام في مجموع الفتاوى ( 22):

    ((... ومما ينبغي أيضا أن يعرف أن الطوائف المنتسبة إلى متبوعين في أصول الدين والكلام ، على درجات: منهم من يكون قد خالف السنة في أصول عظيمة ، ومنهم من يكون إنما خالف السنة في أمور دقيقة، ومن يكون قد رد على غيره من الطوائف الذين هم أبعد عن السنة منه فيكون محمودا فيما رده من الباطل وقاله من الحق، لكن يكون قد جاوز العدل في رده بحيث جحد بعض الحق وقال بعض الباطل ، فيكون قد رد بدعة كبيرة ببدعة أخف منها ، ورد بالباطل باطلا بباطل أخف منه ، وهذه حال أكثر أهل الكلام المنتسبين إلى السنة-(الكلام هنا عن هذا الصنف)- ومثل هؤلاء إذا لم يجعلوا ما ابتدعوه قولا يفارقون به جماعة المسلمين، يوالون عليه ويعادون ، كان من نوع الخطأ ، والله سبحانه وتعالى يغفر للمؤمنين خطأهم في مثل ذلك ، ولهذا وقع في مثل هذا كثير من سلف الأمة وأئمتها: لهم مقالات قالوها باجتهاد، وهي تخالف ما ثبت في الكتاب والسنة ، بخلاف من والى موافقة، وعادى مخالفه، وفرق بين جماعة المسلمين، وكفر وفسق مخالفه دون موافقة في مسائل الآراء والاجتهادات، واستحل قتال مخالفه دون موافقة، فهؤلاء من أهل التفرق والاختلافات ، ولهذا كان أول من فارق جماعة المسلمين من أهل البدع الخوارج...)) الخ.

    فحكمنا على هؤلاء انهم إذا لم يجعلوا ما ابتدعوه قولا يفارقون به أهل السنة ، فيبدعون ويفسقون عليه ، فخطأهم مغفور بإذن الله ، وهم من أهل السنة والجماعة فيما عدا ما زلوا فيه، وينبغي بيان الحق والرد على ما خالفوا فيه أهل السنة ، خاصة أن بعض تأويلات هؤلاء قد تروج على بعض الناس لإمامتهم في الفقه والحديث ، كذلك -كما أشرنا من قبل- الانتساب للأشعري بدعة ، لاسيما وأنه بذلك يوهم حسناً بكل من انتسب هذه النسبة ، وتنفتح أبواب الشر أنظر مجموع الفتاوى( 23)


    الصنف الرابع:

    صنف يعتبرون مقرري العقيدة ، ومنظري الضلال باسم ( الأشعري ) -وهو منهم براء- مثل الجويني و الرازي( 24) و الامدي(25 ) وأضرابهم من المتكلمين.

    وحكمنا على هؤلاء أنهم من أهل البدع ، وليسوا من أهل السنة والجماعة ، وللآسف تجد المبتدعة يقدمون أسماء ابن حجر والنووي وغيرهم للتلبيس على الأغرار أن هذا هو مذهب هؤلاء الفضلاء ، ثم إذا تورط أخرجوا له الأسماء الحقيقية مثل الرازي وغيره .
    هذا اجتهادي في هذا التقسيم فإن كان صواباً فتوفيقاً من الله وإن خطأً فمن نفسي والشيطان والله تعالى أعلم وأحكم.

      الوقت/التاريخ الآن هو 28.03.24 10:43