خزانة الربانيون

هل تريد التفاعل مع هذه المساهمة؟ كل ما عليك هو إنشاء حساب جديد ببضع خطوات أو تسجيل الدخول للمتابعة.

3 مشترك

    من أهان السلطان أهانه الله

    avatar
    أبو عمر عادل
    كان الله تعالى له وجعل ما يفعله في ميزان حسناته
    كان الله تعالى له وجعل ما يفعله في ميزان حسناته


    ذكر عدد الرسائل : 363
    العمر : 67
    البلد : مصر السنية
    العمل : أخصائي اجتماعي
    شكر : 1
    تاريخ التسجيل : 29/06/2008

    من أهان السلطان أهانه الله Empty من أهان السلطان أهانه الله

    مُساهمة من طرف أبو عمر عادل 23.07.08 18:56


    من أهان السلطان أهانه الله 34708364nt8


    من أهان السلطان أهانه الله

    قبل أن أخوض في القصد من العنوان أحب أن أسرد بعض النصوص النبوية الثابتة المتعلقة بحقوق ولاة الأمر على النحو التالي :

    1. عن أبي هريرة -رضي الله عنه- قال: قال رسول الله r: من أطاعنـي فقد أطاع الله، ومن عصانـي فقد عصى الله، ومن يُطع الأمير فقد أطاعنـي ومن يعص الأمير فقد عصانـي. رواه الشيخان

    2. عن عوف بن مالك -رضي الله عنه- قال: قال رسول الله r: ألا من ولـي عليه والٍ فرآهُ يأتي شيئًا من معصية الله، فليكره الذي يأتي من معصية الله، ولا ينْزع يدًا من طاعة. رواه مسلم في صحيحه.

    3. عن أبي ذر – رضي الله عنه – قال : سمعتُ رسول الله r يقول: سيكون بعدي سلطان فأعزوه فمن التمس ذله، ثغر في الإسلام ثغرة، ولـم تقبل منه توبة حتـى يعيدها كمـا كانت. حديث صحيح رواه أحمد، وابن أبي عاصم، وصححه الألباني.

    4. عن أنس -رضي الله عنه- قال: نَهانا كبراؤنا من أصحاب محمد r قالوا: قال رسول الله r: لا تَسبوا أمراءكم، ولا تغشوهم، ولا تبغضوهم، واتقوا الله واصبروا فإن الأمر قريب. رواه ابن أبي عاصم، وصححه الألباني.

    5. عن أبي بكرة -رضي الله عنه- قال: قال رسول الله r: السلطان ظل الله في الأرض فمن أهانه أهانه الله، ومن أكرمه أكرمه الله. حديث صحيح رواه ابن أبي عاصم، وأحمد، والطيالسي، والترمذي، وابن حبان، وحسنه الألباني.

    6. عن عرفجة الأشجعي -رضي الله عنه- قال: قال رسول الله r: من أتاكم وأمركم جَـميع على رجل واحد يريد أن يشق عصاكم ويُفرق كلمتكم فاقتلوه. رواه مسلم في صحيحه
    7. عن عياض بن غنم -رضي الله عنه- قال: قال رسول الله r: من أراد أن ينصح لذي سلطان فلا يبده علانية، وليأخذ بيده فإن سَمع منه فذاك وإلاَّ كان أدى الذي عليه. حديث صحيح رواه أحمد، وابن أبي عاصم، والحاكم، والبيهقي، وصححه الألباني.

    ومن المناسب كذلك أن أذكر بعض أقوال أهل العلم في أن لولي الأمر تأديب من يثبط عنه، وذلك دفعًا للشر قبل استفحاله، وحفاظًا على مصالح المسلمين، ولبيان الحكم الشرعي في هذه المسألة الخطيرة والتي يتهاون فيها كثير من الناس مما أحدث الفوضى والشك وعدم الثقة بين الحكام وشعوبهم في البلاد الإسلامية، مِمَّا أضعف الجبهة الداخلية في هذه الدول وبالتالي سهل هذا الوضع للدول المعادية للإسلام فرض ضغوط على الدول الإسلامية وشعوبها والسعي لإحداث تقسيم وشقاق فيها، وهذا تَحت شعار الديموقراطية وحقوق الإنسان وانساق وراء هذه الدعاوى كثيرٌ من الدعاة، ولَم يتبينوا الشراك الذي نصبته هذه القوي الاستعمارية ، لذا أطالب من منطلق النصوص السابقة ودرءً للمفاسد والفتن باستصدار تشريع خاص يعاقب من يتعرض للذات الرئاسية في الدولة عقوبة تناسب حجم الجرم ، وليس هذا من وحي خيالي أو من باب النفاق السياسي وإنما من وحي فهم النصوص الشرعية للعلاقة بين الرعية وولاة الأمر ، ولمزيد بيان أذكر بعض كلام الفقهاء في هذا الأمر :

    1- قال العلامة ابن قُدامة -رحمه الله- في "المقنع مع الشرح الكبير ومعهم الإنصاف (27/98-1012) :

    وإن أظهر قوم رأي الخوارج ولَم يجتمعوا لحرب لَم يُتَعَرَّض لَهم، فإن سبوا الإمام [ الحاكم ] عَزَّرهم. [ أي عاقبهم ] اهـ لِمَا وقع منهم من الأذى وذبًّا عن منصب الإمام، فإن عَرَّضوا بسب الإمام [ الحاكم ] ولَم يصرحوا عُزِّروا أيضًا؛ لأن الإقرار على التعريض مفضٍ إلى التصريح، فكان التعزير حاسمًا لِمَا بعده من التصريح. انظر: الحاوي الكبير للماوردي (16/374) .

    2- وقد نص العلامة السرخسي من الحنفية في كتابه "المبسوط (10/125) على أن من لَم يظهر منه خروج فليس للإمام أن يقتله ما لَم يعزموا على الخروج، فحينئذٍ ينبغي له أن يأخذهم فيحبسهم قبل أن يتفاقم الأمر؛ لعزمهم على المعصية وتَهييج الفتنة.
    3- وقال ابن فرحون المالكي في تبصرة الحكام (1/227) :

    ومن تكلم بكلمة لغير موجب في أمير من أمراء المسلمين لزمته العقوبة الشديدة ويُسجن شهرًا... ومن خالف أميرًا وقد قرر دعوته لزمته العقوبة الشديدة بقدر اجتهاد الإمام. اهـ

    4- وذهب العلامة الشوكاني إلى وجوب تأديب المثبط - سواء كان تثبيطه بسبِّ الإمام أو بغير ذلك-، وأن التثبيط نزعٌ ليد الطاعة من الإمام، فقال -رحمه الله-: فالواجب دفعه -أي: المثبط عن ولي الأمر- عن هذا التثبيط، فإن كف وإلاَّ كان مُستحقًا لتغليظ العقوبة والحيلولة بينه وبين من صار يسعى إليه بالتثبيط بحبس أو غيره؛ لأنه مرتكب لِمحرم عظيم، وساعٍ في إثارة فتنة تُراق بسببها الدماء، وتُهتك عندها الحرم، ففي هذا التثبيط نزع اليد من طاعة الإمام أهـ

    انظر: السيل الجرار المتدفق على حدائق الأزهار (4/514) .

    وهذا الحكم الشرعي من هذا الإمام الجليل في شأن الذين يُثبطون عن ولي الأمر تنبيه على وجوب وأد الفتنة في مهدها، والقضاء عليها قبل استفحالها، وذلك بِمَا يراه ولاة الأمر مناسبًا للجرم ومُحققًا للمصلحة دون حيف أو تقصير.

    قلت : وبعد ذكر النصوص وآراء الفقهاء في حكم التعرض لولي الأمر بسوء أو بتجريح ظهر جليًا ضرورة إيجاد التشريع المقترح ذكره لردع السفهاء والرويْبضة ممن يتعرضون لولاة الأمر بالتجريح والسب أو التشكيك ، كما أحب أن أنبه إلى خطورة استمرار هذا النهج الفوضوي لما يحدثه من آثار اجتماعية سيئة ليس فقط على المستوي العام بل على المستوي الأسري الخاص ، حينما يري الناشئة محاولات التجريح لولاة الأمر عبر الصحف والكتب والفضائيات والأفلام والمسرحيات فمن يبقي من كبير لهؤلاء الناشئة ليحترموه ويوقروه والحال هو ما ذكر من إسقاط الرموز الكبيرة في الدولة ، وكيف سيكون الحال في المدارس والجامعات إلى أدني الكائنات الصغيرة التي تحكمها ولايات خاصة ، وليس معني إيجاد عقوبة رادعة لمن يتعرض بسوء لولي الأمر أننا نضفي عليه عصمة وإنما القصد هو المحافظة على هيبة السلطان ، ومن أراد أن يناصحه فعليه بالطرق المشروعة التي بينتها النصوص السابقة .

    كما أن ولي الأمر قد نظم طرق مناقشة القضايا العامة من خلال القنوات الشرعية كمجالس الشورى والبرلمان والقومية المتخصصة ، ففرق كبير بين المناصحة بالآداب المذكورة وبين الممارسة الفوضوية المتبعة .

    كما لا يفوتني أن أؤكد على حرمة الإضرابات والاعتصامات وتعطيل الإنتاج بحجة الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر وهذا ما أكدته النصوص المذكورة في صدر المقال ، ولقد أحسن البرلمان حينما سن تشريعًا بمنع المظاهرات من خلال المساجد ، وليته يكمل إحسانه بإصدار تشريع لمعاقبة من يجرح ولاة الأمر وكذلك معاقبة من يجرح أهل القدوة بعد رسول الله r من الصحابة والأئمة الصالحين .

    ولست في حاجة للمطالبة بمعاقبة من يسيئون لذات الله أو ذات رسوله r لأن ذلك ردة وزندقة ثابتة بالنصوص وبالإجماع .
    من أهان السلطان أهانه الله A2


    كتبه
    محمود لطفي عامر
    ليسانس شريعة – دبلوم في الدعوة
    Mahmoud_amer53@yahoo.com
    إدارة منتدى ( الربانيون )
    إدارة منتدى ( الربانيون )
    رزقه الله تعالى من الطيبات
    رزقه الله تعالى من الطيبات


    ذكر عدد الرسائل : 20
    البلد : منتدى الربانيون
    العمل : إدارة المنتدى
    شكر : 0
    تاريخ التسجيل : 31/05/2008

    من أهان السلطان أهانه الله Empty تعليق

    مُساهمة من طرف إدارة منتدى ( الربانيون ) 30.07.08 9:32

    من أهان السلطان أهانه الله 34708364nt8


    الشيخ أبو عمر عادل نقل عن فضيلة الشيخ محمود لطفي عامر- حفظهما الله تعالى فكان مما ـ كتب:
    ... لذا أطالب من منطلق النصوص السابقة ودرءً للمفاسد والفتن باستصدار تشريع خاص يعاقب من يتعرض للذات الرئاسية في الدولة عقوبة تناسب حجم الجرم ، وليس هذا من وحي خيالي أو من باب النفاق السياسي وإنما من وحي فهم النصوص الشرعية للعلاقة بين الرعية وولاة الأمر ، ولمزيد بيان أذكر بعض كلام الفقهاء في هذا الأمر : ... ولست في حاجة للمطالبة بمعاقبة من يسيئون لذات الله أو ذات رسوله r لأن ذلك ردة وزندقة ثابتة بالنصوص

    نقول :

    قد نصح الشيخ محمود جزاه الله تعالى خيرا


    ( وأزيد متمما : وكذا يزجر ويردع كل تعيس خبيث يتعاظم - وهو الحقير- فيتجرأ على المقام الرفيع، والرتبة السامية السامقة، والمكانة الرفيعة العالية : رتبة الصحبة، تصريحاً أو تلويحا )


    ويُضم هذا المطلب إلى مطلبه ومطلبنا ومطلب سلفنا، وكثير من الناصحين الصادقين - تحقيقا لا تعليقاً - بضرورة تغيير مناهج الأزهر لموافقة الكتاب والسنة وما كان عليه الصحابة العظام وما دار في فلكهم.

    وذلك :


    طاعة لله تعالى ورسوله -صلى الله تعالى عليه وإخوانه وآله وسلم- أولاً .

    وثانياً : حتى تهدم أوكار تفريخ الباطل، وتسلم معتقداتنا وديارنا من شر كل ذي شر .

    ولا ريب أن السعيد حقاً من وفق إلى ذا الخير، وأجرى الله تعالى على يديه هذا البر .

    وما شاء الله كان، وما لم يشأ لم يكن
    ولا نقول إلا ما يرضي الرب
    ولا حول ولا قوة إلا بالله

    وصلي اللهم وسلم وبارك على نبينا محمد وعلى إخوانه وآله وصحبه أجمعين
    والحمد لله رب العالمين

    الإدارة
    أبو محمد عبدالحميد الأثري
    أبو محمد عبدالحميد الأثري
    المدير العام .. وفقه الله تعالى


    ذكر عدد الرسائل : 3581
    البلد : مصر السنية
    العمل : طالب علم
    شكر : 7
    تاريخ التسجيل : 25/04/2008

    من أهان السلطان أهانه الله Empty ذو صلة

    مُساهمة من طرف أبو محمد عبدالحميد الأثري 17.08.08 11:51

    من أهان السلطان أهانه الله 34708364nt8

    لا تسبوا ولاة الأمر هداكم الله

    بسم الله والحمد لله والصلاة والسلام على رسوله الله وإخوانه وآله ومن ولاه،، وبعد ..
    ....

    في قول الله تعالى :
    " وَلَوْلاَ دَفْعُ اللّهِ النَّاسَ بَعْضَهُمْ بِبَعْضٍ لَّفَسَدَتِ الأَرْضُ وَلَـكِنَّ اللّهَ ذُو فَضْلٍ عَلَى الْعَالَمِينَ"
    سورة "البقرة"الآية(251)
    ....

    ....قال الله تعالى : " ... وَلَوْلاَ دَفْعُ اللّهِ النَّاسَ بَعْضَهُمْ بِبَعْضٍ لَّفَسَدَتِ الأَرْضُ..." سورة "البقرة" الآية(251) وفيها : قال الإمام الطرطوشي – رحمه الله تعالى- في قوله : " قيل في معناه : لولا أن الله تعالى أقام السلطان في الأرض يدفع القوي عن الضعيف، وينصف المظلوم من ظالمه، لتواثب الناس بعضهم على بعض، فلا ينتظم لهم حال، ولا يستقر لهم قرار، فتفسد الأرض ومن عليها، ثم امتن الله تعالى على عباده بإقامة السلطان لهم بقوله "ولكن الله ذو فضل على العالمين""تحرير الأحكام في تدبير أهل الإسلام"ص(49) بواسطة "معاملة الحكام"ص(54)
    ....
    ....قال أبو سعيد الحسن البصري- رحمه الله تعالى : "... والله لا يستقيم الدين إلى بهم، وإن جاروا وظلموا، والله لما يصلح الله بهم أكثر مما يفسدون، مع أن طاعتهم والله لغبطة، وإن فرقتهم لكفر([1])""آداب الحسن البصري" لابن الجوزي ص(121) و"جامع العلوم والحكم"(2/117)
    ....
    ....وعليه .. جاء الأمر تلو الأمر بتوقيرهم والحضّ عل حفظ مرتبتهم وإنزالهم منزلتهم، من ذلك :
    ....عن أبي بكرة- رضي الله تعالى عنه- قال : سمعت رسول الله- صلى الله تعالى عليه وسلم- يقول : "السلطان ظل الله([2]) في الأرض، فمن أكرمه أكرم الله، ومن أهانه، أهانه الله" حسنه العلامة الألباني في"الصحيحة"(5/376)
    ....
    ....وقال سهل بن عبد الله التستري- رحمه الله تعالى : " لا يزال الناس بخير ما عظموا السلطان والعلماء، فإن عظموا هذين أصلح الله دنياهم وأخراهم، وإن استخفوا بهذين، أفسدوا دنياهم وأخراهم" "الجامع لأحكام القرآن"للقرطبي (5/260-261) و"حقوق ولاة الأمر"للدكتور العسكر ص(15) و"معاملة الحكام"ص(45)
    ....والواجب الملحّ حالياً، الحريّ بكل حيي إحياءه : ما قاله الإمام بدر الدين بن جماعة- رحمه الله تعالى- في مساق ذكر حقوق ولي الأمر" ...أن يعرف له عظيم حقه، وما يجب من تعظيم قدره، فيعامل بما يجب له من الاحترام والإكرام، وما جعل الله تعالى له من الإعظام .
    ....
    ....ولذلك كان العلماء الأعلام من أئمة الإسلام يعظمون حرمتهم، ويبلون دعوتهم، مع زهدهم وورعهم وعدم الطمع فيما لديهم، وما يفعله بعض المنتسبين إلى الزهد من قلة الأدب معهم، ليس من السنة" "تحرير الأحكام في تدبير أهل الإسلام" ص(63) بواسطة"معاملة الحكام"ص(48) لذا نصّوا، صائحين ونصحوا :

    " إن السلطان إذا زالت هيبته، سقطت دولته"
    ....

    وتأكيدا وتوكيداً لم تقدم، جاء التغليظ الشديد والوعيد مع التهديد لمنتقصهم ومتلمس زالاتهم، مذيع عثراتهم :
    ....
    ....فعن أنس - رضي الله عنه وأرضاه-قال : " نهانا كبراؤنا من أصحاب رسول الله قال : " لا تسبوا أمراءكم، ولا تغشوهم، ولا تبغضوهم، واتقوا الله واصبروا، فإن الأمر قريب""السنة" لابن أبي عاصم(2/488)
    ....
    ....وعن أبي الدرداء- رضي الله تعالى عنه-قال : " إياكم ولعن الولاة، فإن لعنهم الحالقة، وبغضهم العاقرة([3])
    ....قيل : يا أبا الدرداء! كيف نصنع إذا رأينا منهم ما لا نحب ؟
    ....قال : اصبروا، فإن الله إذا رأى ذلك منهم حبسهم عنكم بالموت" "السنة"لابن أبي عاصم(2/488) وعنه"معاملة الحكام" ص(178-179) و"نبذة مفيدة عن حقوق ولاة الأمر"ص(30)
    ....
    .... وبمثل هذا المنع والتحذير عن أبي مجلز- رحمه الله تعالى-في كتاب"الأموال" لابن زنجويه(1/78) وعن أبي إدريس الخولاني - رحمه الله تعالى- في "المرجع السابق"(1/80)
    ....
    ....وفي"التمهيد"عن أبي إسحاق السبيعي، أنه قال : "ما سب قوم أميرهم إلا حرموا خيره" " التمهيد"(21/287) و"معاملة الحكام"ص(181)
    ....
    ....بل تعدى هذا الخلق العبق لينسحب على عموم المسلمين : ففي "مختصر الشمائل" : " ... كان( صلى الله تعلى عليه وإخوانه وآله وسلم ) لا يذم أحدا ولا يعيبه، ولا يطلب عورته، ولا يتكلم إلا فيما رجا ثوابه ..." "مختصر الشمائل" للعلامة الألباني ص(25)
    ....
    ....وقال يحيى رحمه الله تعالى : " ما رأيت على رجل خطأ إلا سترته، وأحببت أن أزين أمره، وما استقبلت رجلا في
    وجهه بأمر يكرهه، ولكن أبين له خطأه فيما بيني وبينه، فإن قبل ذلك وإلا تركته" "سير أعلام النبلاء" (11/83)
    ....
    ....وما تقدم من بيان نهديه لكل طلاّع رصّاد، عن هذا الحق صاد .
    ....
    ....إن الجهل بهذه الضوابط أوقع الجماهير في مشاكل شواكل، كانوا في عافية منها، ولا نقول إلا ما يرضي ربنا، ونسأله تعالى دوما استدامة العافية .
    ....
    ....أقول هذا : في الوقت الذي يؤذينا أشد الإيذاء، سماع دعوات مسعوارت، متسولات نابحات، تنهش في أعراض ولاة أمرنا وتنهس، بل نهدت رافعة عقيرتها بضرورة محاسبة العامة للولاة- تجرأًً على جنابهم، ورتعاً في حماهم .
    ....
    ....استجازوا الولوغ في أعراض الولاة - جهارا نهارا، واللهث –استثمارا لحوادث- في إشاعة الدغل، وغشيان الإحن- بين الراعي والرعية- غشاً وخياناً ([4]) وهذا نذير شر، ودليل ذلّ .
    ....
    ....بل ورتعوا– وهم الصعاليك- سبّا - كيف وقد تخطي الخاطئ إلى زوج وولد؟!!!
    ....
    ....إنها خارجية حارقة حالقة – للديانة قبل البناية- ماحقة، مع بعدها عن تعاليم الشريعة وعلوم الديانة، تلك التعاليم السامية القاضية بحفظ هيبة ولاة الأمور والسعي إلى إعزازهم، وجمع القلوب عليهم، وطاعتهم – في المعروف ووفق القدرة- واستحلاب محبتهم، وخلوص النصح – الشفهي الشهي، السّريّ السني - لهم، وتكرير الدعاء لهم، لمكانتهم؛ إذ حاجة الأمة – الدينية والدنيوية- التي لا تستقيم إلا بهم . .
    ....
    ....قال العلامة السعدي- رحمه الله تعالى-في شرح حديث "الدين النصيحة..." :
    "... وأما النصيحة لأئمة المسلمين، وهم ولاتهم من السلطان الأعظم إلى الأمير، إلى القاضي إلى جميع من لهم ولاية كبيرة أو صغيرة، فهؤلاء لما كانت مهماتهم وواجباتهم أعظم من غيرهم، وجب لهم من النصيحة بحسب مراتبهم ومقاماتهم، وذلك باعتقاد إمامتهم والاعتراف بولايتهم،ووجوب طاعتهم بالمعروف، وعدم الخروج عليهم، وحث الرعية على طاعتهم ولزوم أمرهم الذي لا يخالف أمر الله ورسوله، وبذل ما يستطيع الإنسان من نصيحتهم، وتوضيح ما خفي عليهم مما يحتاجون إليه في رعايتهم، كل بحسب حاله، والدعاء لهم بالصلاح والتوفيق، فإن صلاحهم صلاح لرعيتهم، واجتناب سبهم والقدح فيهم وإشاعة مثالبهم، فإن في ذلك شرا وضررا وفسادا كبيرا فمن نصيحتهم الحذر والتحذير من ذلك، وعلى من رأى منهم- ولاة الأمور- ما لا يحل أن ينبههم سرا لا علنا بلطف وعبارة تليق بالمقام ويحصل بها المقصود، فإن هذا هو المطلوب في حق كل أحد وبالأخص ولاة الأمور، فإن تنبيههم على هذا الوجه فيه خير كثير، وذلك علامة الصدق والإخلاص.
    ....
    ....واحذر أيها الناصح لهم على هذا الوجه المحمود أن تفسد نصيحتك بالتمدح عند الناس فتقول لهم : إني نصحتهم وقلت: فإن هذا عنوان الرياء، وعلامة ضعف الإخلاص، وفيه أضرار أخر معروفة" "الرياض الناضرة" ص(49،50)
    ....
    ....قال شيخ الإسلام- رحمه الله تعالى : "وأما أهل العلم والدين والفضل، فلا يرخصون لأحد فيما نهى الله عنه من معصية ولاة الأمور، وغشهم، والخروج عليهم بوجه من الوجوه، كما قد عرف من عادات أهل السنة والدين قديماً وحديثاً ومن سيرة غيرهم" "مجموع فتاوى شيخ الإسلام"(35/12) والسّبّ وجه من تلك الوجوه بل وأصل لها جميعها
    ....
    ....أعود فأقول : إن ما نسمعه – منكرين- ونشاهدة –كارهين- من قيام فرادى وعصابات بسبّ الولاية وتنقصهم علانية وخروج تظاهرات نائحة على مصابها، باكية على حالها، مستجلبة عطف الدهماء، ومهيجة مشاعر الغوغاء، لهي المصيبة، مع كونها غير مصيبة .
    ....
    ....هي دعوة خطيرة على الخاصة قبل العامة، ذات آثار جسيمة على مؤججيها قبل قاصديها . فيا ليت قومي يعلمون .
    أبو محمد عبدالحميد الأثري
    أبو محمد عبدالحميد الأثري
    المدير العام .. وفقه الله تعالى


    ذكر عدد الرسائل : 3581
    البلد : مصر السنية
    العمل : طالب علم
    شكر : 7
    تاريخ التسجيل : 25/04/2008

    من أهان السلطان أهانه الله Empty تتمة

    مُساهمة من طرف أبو محمد عبدالحميد الأثري 17.08.08 11:57

    ....وقد نبّه لذلك العلامة الشوكاني - رحمه الله تعالى- فقال : " ينبغي لمن ظهر له غلط الإمام في بعض المسائل أن يناصحه، ولا يظهر الشناعة عليه على رؤوس الأشهاد، بل كما ورد في الحديث، أنه يأخذ بيده، ويخلو به، ويبذل النصيحة، ولا يذل سلطان الله" "السير الجرار"(4/556) و"العلاقة بين الحاكم والمحكوم في منظور السلف الصالح-رضي الله عنهم"للدكتور الحوشاني ص(8-9)
    ....
    أوليس فيما حدث – بالأمس- لقطر العراق الجريح – وغيره- عبرة لمعتبر، والسعيد من وعظ بغيره، " وَتِلْكَ الْأَمْثَالُ نَضْرِبُهَا لِلنَّاسِ وَمَا يَعْقِلُهَا إِلَّا الْعَالِمُونَ" سورة "العنكبوت" الآية(43)فما لهؤلاء القوم لا يكادون يفقهون حديثا .
    ....
    ....أفلا يحمدون الله تعالى على النعم التي نرفل فيها، وأعظمها الإيمان والأمن، وازدهار عيش ما كنا ننعم به صغارا .
    ....يريدون كمالا، ما يكون ولا كان .
    ....يريدون قياما وهم نياما ؟! أحلام ذات إيلام .
    ....إن من لم يُفرق بين حالتي القوة والضعف، والاختيار والاضطرار، فليس محل خطاب .
    ....
    وعليه ..
    ....فالواجب المؤازرة والمناصحة لا المناطحة والمحاربة .
    ....
    ....قوموا رحمكم الله تعالى – بعد حفظ ألسنتكم وكفّ أيديكم-بدوركم في الإصلاح بعد الاستصلاح، متبعين محتسبين
    بذا - دونما سواه- تنزل البركات، وتغمرنا – حكاما ومحكومين- الرحمات .
    ....
    أجل ..
    ....لن يكون خير قط إلا بذا؛ لورود الأخبار، وعمل الأخيار، في مختلف الأزمان وكرّ الأعصار، ولن يصلح آخر هذه الأمة إلا ما أصلح أولها .
    ....
    ....ومن رام إصلاحاًفي غير ذي السبيل، فهو من زمرة المفسدين وجماعة المعتدين. ولله در القائل
    الدين بالسلطان يقوى
    والسلطان بالدين يبقى

    وصلاح الحاكم والمحكوم بتحقيق التقوى
    ....

    ....وعلى ما تقدم : " فلا يتصور بعد الوقوف على النهي الصريح عن سبّ الأمراء، أن مسلماً وقر الإيمان في قلبه، وعظم شعائر الله تعالى يقدم على هذا الجرم؟ أو يسكت عن هذا المنكر؟ لا تظن بمسلم هذا، ولا نتصور وقوعه منه؛ لأن نصوص الشرع وما كان عليه صحابة رسول الله -صلى الله تعالى عليه وآله وسلم- أعظم في قلبه من العواطف والانفعالات التي هي في الحقيقة إيحاءات شيطانية ونفثات بدعية، لم يسلم لها إلا أهل الأهواء الذين لا قدر للنصوص في صدورهم""معاملة الحكام في ضوء الكتاب والسنة" للشيخ الدكتور عبد السلام برجس ص(177)
    ....
    هذا ..
    ....ومما ينبغي أن يعلم هنا : أن الظلم والجهل هما أصل في بني آدم - حكاما كذا المحكومين- وفي ذلك قال تعالى : " ... وَحَمَلَهَا الْإِنسَانُ إِنَّهُ كَانَ ظَلُوماً جَهُولاً "سورة "الأحزاب" الآية(72) وأن الناجي منهما من نجاة الله تعالى وعصمه، عرف ذلك الصحابة– رضي الله تعالى عنهم– فحينما نزل قول الله تعالى"الَّذِينَ آمَنُواْ وَلَمْ يَلْبِسُواْ إِيمَانَهُم بِظُلْمٍ..."سورة "الأنعام" الآية (82) قالوا أيّنا لم يظلم نفسه" كتاب التوحيد، باب بيان فضل التوحيد وما يكفر من الذنوب(1/113-117) ت: الوليد آل فريان
    ....
    ....وفي ذلك يقول المتنبي – رحمه الله تعالى :

    والظلم من شيم النفوس فإن تجد *** ذا عفة فلعله لم يظلم

    ....
    ....وقد بيّن بعضهم هذه العلة المانعة من الظلم- فأحسن- بقوله :
    " العلة المانعة من الظلم : عقل زاجر أو دين زاجر أو سلطان رادع أو عجز صاد، فإذا تأملت لن تجد لها خامسا
    ....
    ....ورهبة السلطان أبلغها؛ لأن العقل والدين ربما كانا مشغولين بداعي الهوى، فتكون رهبة السلطان أشد زجرا وأقوى ردعا " " فيض القدير " للمناوي (4/143)
    ....
    ....قلت :
    ومن أسباب زوال هذه الرهبة، ومن ثم يأتي الشر المستطير : التجرأ على جناب السلطان، والنيل من مقامه بالسباب ورفع العقيرة بشنآن، تصريحا كان أو تلويحا .
    ....
    ....وقديما قاموا فقالوا – ويا روعة ما قالوا : " السلطان إذا زالت هيبته سقطت دولته"
    ....
    ....كما قالوا : إمام عادل خير من مطر وابل، وإمام غشوم خير من فتنة تدوم .
    ....
    ....ثم يقال : متى رضي الناس عن حكامهم ؟
    ....
    ....نذكر هذا .. ونذكر معه قول ابن الوردي – رحمه الله تعالى :

    إن الناس أعداء لمن *** ولي عليهم هذا إن عدل

    ....
    ....فاتقوا الله عباد الله في الراعي والرعية بل والبرية .
    ....
    ....بقي القول : أن هذا الجهد المجاهد – الذي بين أيديكم- راميا إلى فتح مغاليق قلوب، ليلج إلى سويدائها؛ ليفيض خيره في ربوعها، ويغمر نوره أرجائها، ويغشى حقه أركانها، انتفاعا واستصلاحا، وهو امتداد لجهود سابقة سامقة ناصحة تُسهم في الخير، وتحضّ على البّر، وتنذر من كل غرّ .
    ....
    ....شكر الله تعالى لراقمه ورامقه وقارئه، والله تعالى المسؤول لمصرنا وكل أمصار المسلمين السلامة في إسلامها، والصيانة في دينها وأهلها وديارها .
    ....

    وصلى اللهم وسلم وبارك على نبينا محمد وعلى إخوانه وآله وصحبه أجمعين .
    والحمد لله رب العالمين
    ....
    كتبه
    الفقير إلى رحمه مولاه
    أبو عبد الله
    محمد بن عبد الحميد بن محمد حسونة
    في : 1/1/1428هـ - 10/1/2008م
    ....
    ....

    =-=-=-= الحاشية =-=-=-=

    ...

    ([1]) والكفر هنا يحمل عندي على أحد معنيين :
    ....إحداهما : كفر النعمة، وهذا ظاهر .
    ....وثانيهما : باعتبار المآل، وهو جاري على سنن لسان العرب بالحكم على شيء بالنظر إلى مآله .

    ....
    ([2]) أي: يدفع الله تعالى به الأذى عن الناس، كما أن الظل يدفع أذى حرّ الشمس، وأضيف إلى الله تعالى إعلاماً للناس بأنه ظل ليس كسائر الظلال، فهو أرفعها وأجلها وأعظمها فائدة ونفعاً، وهذه الإضافة إلى الله إنما هي إضافة تشريف، كما يقال بيت الله وكعبة الله، ونحو ذلك" انظر"معاملة الحكام"ص(52)
    ....
    ([3]) الحالقة: الخصلة التي من شأنها أن تحلق، أي: تهلك وتستأصل الدين، كما يستأصل الموس الشعر""النهاية في غريب الحديث"(226)
    ....
    العقر: ضرب قوائم البعير أو الشاة بالسيف وهو قائم...ثم اتسع حتى استعمل في القتل والهلاك""لسان العرب"(9/313) و "النهاية" ص(630)
    ....
    ([4]) وعن أبي موسى الأشعري – رضي الله تعالى عنه- قال : دخلت على النَّبِيِّ r أنا ورجلان من قومي ، فقال أحد الرجلين : أمِّرنا يا رسول الله ، وقال الآخر مثله ، فقال : "إنَّا لا نُوَلِّي هذا مَن سأله ولا مَن حرص عليه"
    ....
    ....ذكر المهلَّب – رحمه الله تعالى - أنَّ الحرص على الولاية هو السبب في اقتتال النَّاس عليها حتَّى سُفِكَت الدِّماء واسْتُبِيحَت الأموال والأعراض، وعَظُمَ الفساد في الأرض بذلك" "فتح الباري..." (13/126)

      الوقت/التاريخ الآن هو 19.04.24 6:17