خزانة الربانيون

هل تريد التفاعل مع هذه المساهمة؟ كل ما عليك هو إنشاء حساب جديد ببضع خطوات أو تسجيل الدخول للمتابعة.

    الدرر السعدية" فوائد متنوعة من كلام العلامة السعدي رحمه الله

    avatar
    الشيخ إبراهيم حسونة
    كان الله تعالى له وجعل ما يفعله في ميزان حسناته
    كان الله تعالى له وجعل ما يفعله في ميزان حسناته


    ذكر عدد الرسائل : 9251
    شكر : 7
    تاريخ التسجيل : 08/05/2008

    الملفات الصوتية الدرر السعدية" فوائد متنوعة من كلام العلامة السعدي رحمه الله

    مُساهمة من طرف الشيخ إبراهيم حسونة 30.06.08 11:11

    الدرر السعدية" فوائد متنوعة من كلام العلامة السعدي رحمه الله
    الحمد لله وبعد :

    إن المطالع لكتب هذا العالم الجليل ليدرك ما تميزت به مؤلفاته من التحرير ،وقوة المعاني ،مع سهولة الألفاظ .
    لذا قال بعض شيوخنا : إن القراءة في كتب الشيخ ،هي كالسلم لمن أراد أن يقرأ في كتب الإمامين ابن تيمية وتلميذه ابن القيم ـ رحمهما الله ـ.

    أسأل الله تعالى أن يجمعني بالشيخ ـ وإياكم ـ في الفردوس الأعلى .
    وإلى المقصود ،علماً أنني لن ألتزم ترتيبتها على الموضوعات ،فهذا شأن الفوائد ـ والإحالة على المجموعة الكاملة لمؤلفاته ،وما خرج عن ذلك نبتهت عليه

    ـ :
    1 ـ وينبغي لمن دعا ربه في حصول مطلوب , أو دفع مرهوب , أن لا يقتصر في قصده ونيته في حصول مطلوبه الذي دعا لأجله , بل يقصد بدعائه التقرب إلى الله بالدعاء وعبادته التي هي أعلى الغايات , فيكون على يقين من نفع دعائه , وأن الدعاء مخ العبادة وخلاصتها , فإنه يجذب القلب إلى الله , وتلجئه حاجته للخضوع والتضرع لله الذي هو المقصود الأعظم في العبادة , ومن كان قصده في دعائه التقرب إلى الله بالدعاء , وحصول مطلوبه , فهو أكمل بكثير ممن لا يقصد إلا حصول مطلوبه فقط , كحال أكثر الناس , فإن هذا نقص وحرمان لهذا الفضل العظيم , ولمثل هذا فليتنافس المتنافسون . وهذا من ثمرات العلم النافع , فإن الجهل منع الخلق الكثير من مقاصد جليلة ووسائل جميلة لو عرفوها لقصدوها , ولو شعروا بها لتوسلوا إليها .

    والله الموفق
    (الفتاوى السعدية / 40).

    2 ـ كل عبادة مات العبد قبل تكميلها ،فلا تكمل عن صاحبها (الفتاوى السعدية / 169) قالها في معرض جواب له عن عدم إكمال لحج عمن مات أثناء النسك.

    يتبع ـ إن شاء الله ـ .
    avatar
    الشيخ إبراهيم حسونة
    كان الله تعالى له وجعل ما يفعله في ميزان حسناته
    كان الله تعالى له وجعل ما يفعله في ميزان حسناته


    ذكر عدد الرسائل : 9251
    شكر : 7
    تاريخ التسجيل : 08/05/2008

    الملفات الصوتية رد: الدرر السعدية" فوائد متنوعة من كلام العلامة السعدي رحمه الله

    مُساهمة من طرف الشيخ إبراهيم حسونة 30.06.08 11:22



    3 ـ قال رحمه الله تعالى :
    قوله تعالى : {وما كان الله ليضيع إيمانكم} فسرها كثير من السلف بمن ماتوا قبل أن تحول القبلة إلى الكعبة من المسلمين , وأنه أشكل أمرهم على المسلمين , فأخبرهم الله تعالى أنهم في ذلك الوقت قد عملوا بمقتضى الإيمان وهو طاعة الله في كل وقت وحال بما يتعلق بذلك الوقت والحال.
    فيؤخذ من هذا أن من كان على قول , أو رأي ضعيف , وقد عمل به مجتهدا متأولا , أو فعله مدة طويلة أو قصيرة , ثم تبين له صحة القول الذي ينافيه , وانتقل إلى الثاني , أن عمله الأول مثاب عليه , وهو مطيع لله فيه , لكون ذلك القول هو الذي وصل إليه اجتهاده , أو تقليده لغيره , وهو لم يزل حريصا على الصواب راغبا فيما يحبه الله ورسوله . فمن كانت هذه حاله , فالله أكرم من أن يضيع إيمانه , وما عمل بذلك الإيمان من خير أصاب فيه أو أخطأ , فإن الله بالناس رءوف رحيم.
    الفتاوى السعدية (51)


    وقال رحمه الله ـ في معرض جوابه عن حكم نقل الأعضاء ـ (الفتاوى السعدية/137) :
    (جميع المسائل التي تحدث في كل وقت , سواء حدثت أجناسها أو أفرادها , يجب أن تتصور قبل كل شيء , فإذا عرفت حقيقتها , وشخصت صفاتها , وتصورها الإنسان تصورا تاما بذاتها ومقدماتها ونتائجها , طبقت على نصوص الشرع وأصوله الكلية , فإن الشرع يحل جميع المشكلات , مشكلات الجماعات والأفراد , ويحل المسائل الكلية والجزئية , يحلها حلا مرضيا للعقول الصحيحة , والفطر المستقيمة , ويشترط أن ينظر فيه البصير من جميع نواحيه وجوانبه الواقعية والشرعية ... الخ) انتهى.
    والذي أردته من نقل كلامه هنا ،هو أهمية تصور المسائل المستجدة ـ وما أكثرها في عصرنا ـ تصوراً تاماً قبل الحكم عليها.


    سئل رحمه الله ـ كما في الفتاوى (167):
    (هل يجوز الحج بسيارات الحكومة إذا كان السائق يأخذ الأجرة لنفسه وأجرته على الحكومة ؟
    فأجاب :
    لا بأس أن تحج والتبعة على السائق - إن كان فيه تبعة , وأنت ما عليك من إثمه شيء , والله أعلم).

    قلت : نحتاج إلى هذه الفتوى في بعض الأحيان ،ومن زار القرى ،أو تعامل مع بعض الذين معهم سيارات الدولة ،عرف حاجته لهذه الفتوى ،وما أجمل الورع ! لكن تطبيقه في بعض الأحيان يصعب.


    وقال ـ سقى الله قبره شآبيب الرضوان ـ مبيناً الفرق بين القيام للرجل وإليه وعليه :
    ( أما الأول , فمكروه , إلا أن يكون في تركه مفسدة , وقد استحبه طوائف من العلماء لأهل الفضل والولاة والوالدين ونحوهم . وأما الثاني - وهو أن يقوم إليه أي : لإنزاله إذا كان راكبا أو كان قادما من سفر فهو مستحب . والثالث محرم للنهي .
    فهذان الفَرْقان بين الأمور الثلاثة يوجب لك أن تعطي الأمور حقها من التأمل , وتنظر الداعي والسبب الحامل عليها , كما تأمل ما يترتب عليها من الخير والشر والمصالح والمفاسد) انتهى من فتاواه (358).



    وقال رحمه الله ـ مبيناً ضعف القول بأن المطلقة لزوجها أن يراجعها إذا طهرت من حيضتها قبل أن تغتسل ـ :
    (فيه نظر , فإن جميع الأحكام تتعلق بانقطاع دمها من الحيضة الثالثة , فيجب أن يكون هذا منها , وهو قول جمهور العلماء , وهو ظاهر القرآن , حيث قال تعالى : { وبعولتهن أحق بردهن في ذلك } ،والإشارة إلى ما تقدم من القروء فهي بعد الطهر ليست في قروء لأن القروء الحيض) الفتاوى : (374).


    وقال ـ أنزله الله منازل الفردوس ـ في نصيحته لطلاب العلم :
    (واعلم أن القناعة باليسير والاقتصاد في أمر المعيشة مطلوب من كل أحد , لا سيما المشتغلون بالعلم , فإنه كالمتعين عليهم , لأن العلم وظيفة العمر كله أو معظمه , فمتى زاحمته الأشغال الدنيوية والضروريات حصل النقص بحسب ذلك , والاقتصاد والقناعة من أكبر العوامل لحصر الأشغال الدنيوية وإقبال المتعلم على ما هو بصدده).
    فتاواه (455).


    من المعلوم أن الشيخ رحمه الله ألّف كتابه (القواعد الحسان) ،وضمنه سبعين قاعدة ،ولست بصدد الحديث عن الكتاب ،إلا أن الكتاب كله فوائد ـ يظهر هذا لمن قرأه وتأمله ـ وقد رأيت من المناسب أن أشير إلى جملة من الفوائد التي تضمنتها هذه القواعد ،ومن ذلك قوله ـ في القاعدة الأولى ـ :
    (
    القاعدة الأولى : في كيفية تلقي التفسير .
    كل من سلك طريقا وعمل عملا وأتاه من أبوابه وطرقه الموصلة إليه فلا بد أن يفلح وينجح كما قال تعالى : { وأتوا البيوت من أبوابها } [ البقرة : 189 ] .
    وكلما عظم المطلوب تأكد هذا الأمر وتعين البحث التام عن أمثل وأحسن الطرق الموصلة إليه ولا ريب أن ما نحن فيه هو أهم الأمور وأجلها وأصلها .
    فاعلم أن هذا القرآن العظيم أنزله الله لهداية الخلق وإرشادهم وأنه في كل وقت وزمان يرشد إلى أهدى الأمور وأقومها { إن هذا القرآن يهدي للتي هي أقوم } [ الإسراء : 9 ] .
    فعلى الناس أن يتلقوا معنى كلام الله كما تلقاه الصحابة رضي الله عنهم ; فإنهم إذا قرءوا عشر آيات أو أقل أو أكثر لم يتجاوزوها حتى يعرفوا ما دلت عليه من الإيمان والعلم والعمل فينزلونها على الأحوال الواقعة فيعتقدون ما احتوت عليه من الأخبار وينقادون لأوامرها ونواهيها ويدخلون فيها جميع ما يشهدون من الحوادث والوقائع الموجودة بهم وبغيرهم ويحاسبون أنفسهم :
    هل هم قائمون بها أو مخلون ؟.
    وكيف الطريق إلى الثبات على الأمور النافعة وإيجاد ما نقص منها ؟.
    وكيف التخلص من الأمور الضارة ؟.
    فيهتدون بعلومه ويتخلقون بأخلاقه وآدابه ويعلمون أنه خطاب من عالم الغيب والشهادة موجه إليهم ومطالبون بمعرفة معانيه والعمل بما يقتضيه .
    فمن سلك هذا الطريق الذي سلكوه وجد واجتهد في تدبر كلام الله = انفتح له الباب الأعظم في علم التفسير ،وقويت معرفته ،وازدادت بصيرته ،واستغنى بهذه الطريقة عن كثرة التكلفات ،وعن البحوث الخارجية ،وخصوصاً إذا كان قد أخذ من علوم العربية جانباً قوياً ،وكان له إلمام واهتمام بسيرة النبي صلى الله عليه وسلم ، وأحواله مع أوليائه وأعدائه ; فإن ذلك أكبر عون على هذا المطلب.
    ومتى علم العبد أن القرآن فيه تبيان كل شيء وأنه كفيل بجميع المصالح مبين لها حاث عليها زاجر عن المضار كلها وجعل هذه القاعدة نصب عينيه ونزلها على كل واقع وحادث سابق أو لاحق ظهر له عظم موقعها وكثرة فوائدها وثمراتها) انتهى كلامه (ص/ 13).

    وقال ـ رحمه الله رحمة واسعة ـ في القاعدة الـ(19) :
    (ختم الآيات بأسماء الله الحسنى يدل على أن الحكم المذكور له تعلق بذلك الاسم الكريم .
    وهذه قاعدة لطيفة نافعة ; عليك بتتبعها في جميع الآيات المختومة بها تجدها في غاية المناسبة ; وتلك على أن الشرع والأمر والخلق كله صادر عن أسمائه وصفاته ; ومرتبط بها.
    وهذا باب عظيم من معرفة الله ; ومعرفة أحكامه ; من أجل المعارف وأشرف العلوم ; ونجد آية الرحمة مختومة بأسماء الرحمة ; وآيات العقوبة والعذاب مختومة بأسماء العزة ; والقدرة ; والعلم ; والقهر .
    ولا بأس هنا أن نتتبع الآيات الكريمة في هذا ; ونشير إلى مناسبتها بحسب ما وصل إليه علمنا القاصر ; وعبارتنا الضعيفة ; ولو طالت الأمثلة هنا لأنها من أهم المهمات ; ولا تكاد تجدها في كتب التفسير إلا يسيرا منها ... الخ) .
    ومن أراد الأمثلة فعليه بالكتاب ،وإنما أردت لفت النظر إلى هذه القاعدة الشريفة.


    وفي القاعدة الثلاثين حديث يتصل بهذه القاعدة ،والتي عنون لها الشيخ ـ رحمه الله ت بقوله : (القاعدة الثلاثون : أركان الإيمان بالأسماء الحسنى ثلاثة : إيماننا بالاسم ; وبما دل عليه من المعنى , وبما تعلق به من الآثار).

    ومن القواعد النفيسة التي قررها الشيخ ـ رحمة الله عليه في كتابه ـ وهي القاعدة الخامسة والخمسون أنه :يكتب للعبد عمله الذي باشره ; ويكمل له ما شرع فيه وعجز عن تكميله ; ويكتب له ما نشأ عن عمله.
    فهذه الأمور الثلاثة وردت في القرآن :
    أما الأعمال التي باشرها العبد فأكثر من أن تحصى النصوص الدالة عليها ; كقوله : { بما كنتم تعملون } [ المائدة : 105 ] { لها ما كسبت } [ البقرة : 286 ] { لي عملي ولكم عملكم } [ يونس : 41 ] ونحو ذلك .

    وأما الأعمال التي شرع العبد فيها ولما يكملها فقد دل عليها قوله تعالى : { ومن يخرج من بيته مهاجرا إلى الله ورسوله ثم يدركه الموت فقد وقع أجره على الله } [ النساء : 100 ] فهذا خرج للهجرة وأدركه الأجل قبل تكميل عمله , فأخبر تعالى أنه وقع أجره على الله ; فكل من شرع في عمل من أعمال الخير ثم عجز عن إتمامه بموت ; أو عجز بدني ; أو عجز مالي ; أو مانع داخلي ; أو خارجي ; وكان من نيته لولا المانع لأتمه فقد وقع أجره على الله ; فإنما الأعمال بالنيات .
    ...
    وأما آثار أعمال العبد فقد قال تعالى : { إنا نحن نحيي الموتى ونكتب ما قدموا } أي : باشروا عمله { وأثارهم } [ يسن : 12 ] التي ترتبت على أعمالهم من خير وشر . وقال في المجاهدين : { ذلك بأنهم لا يصيبهم ظمأ ولا نصب ولا مخمصة في سبيل الله ولا يطئون موطئا يغيظ الكفار ولا ينالون من عدو نيلا إلا كتب لهم به عمل صالح إن الله لا يضيع أجر المحسنين } [ التوبة : 120 ] فكل هذه الأمور من آثار عملهم ; ثم ذكر أعمالهم التي باشروها بقوله : { ولا ينفقون نفقة } إلى آخر الآية [ التوية : 121 ] . والأعمال التي هي من آثار عمله نوعان : أحدهما : أن تقع بغير قصد من الإنسان ; كأن يعمل أعمالا صالحة خيرية فيقتدي به غيره في هذا الخير ; فإن ذلك من آثار عمله ... ) انتهى المقصود من كلامه ،وفيه درر ،فلتراجع.


    قال ـ نوّر الله ضريحه ـ في القاعدة الثامنة والأربعين :
    (متى علق الله علمه بالأمور بعد وجودها كان المراد بذلك العلم الذي يترتب عليه الجزاء . وذلك أنه تقرر في الكتاب والسنة والإجماع أن الله بكل شيء عليم ; وأنه علمه محيط بالعالم العلوي والسفلي ; والظواهر والبواطن ; والجليات والخفيات ; والماضي والمستقبل ; وقد علم ما العباد عاملون قبل أن يعملوا الأعمال ; وقد رود عدة آيات يخبر بها أنه شرع كذا ; أو قدر كذا ; ليعلم كذا .
    فوجه هذا : أن هذا العلم الذي يترتب عليه الجزاء ; وأما علمه بأعمال العباد ; وما هم عاملون قبل أن يعملوا ; فذلك علم لا يترتب عليه الجزاء ; لأنه إنما يجازى على ما وجد من الأعمال . وعلى هذا الأصل نزّل ما يرد عليك من الآيات ; كقوله : {يا أيها الذين آمنوا ليبلونكم الله بشيء من الصيد تناله أيديكم ورماحكم ليعلم الله من يخافه بالغيب} [المائدة : 94] وقوله : {وما جعلنا القبلة التي كنت عليها إلا لنعلم من يتبع الرسول ممن ينقلب على عقبيه} [ البقرة : 143 ] ،وقوله : { لنعلم أي الحزبين أحصى لما لبثوا أمدا } [ الكهف : 12 ] وما أشبه هذه الآيات كلها على هذا الأصل) انتهى باختصار .

    ومن لطيف استنباطاته ـ رحمه الله ـ قوله في تفسير آية الجمعة : (يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آَمَنُوا إِذَا نُودِيَ لِلصَّلَاةِ مِنْ يَوْمِ الْجُمُعَةِ فَاسْعَوْا إِلَى ذِكْرِ اللَّهِ وَذَرُوا الْبَيْعَ ذَلِكُمْ خَيْرٌ لَكُمْ إِنْ كُنْتُمْ تَعْلَمُونَ (9) [الجمعة/9]) في كتابه المختصر في التفسير (تيسير اللطيف المنان) وليس تفسيره المشهور :
    [ومنها : تحريم الكلام والإمام يخطب , لأنه إذا كان الاشتغال بالبيع ونحوه , ولو كان المشتغل بعيداً عن سماع الخطبة محرماً , فمن كان حاضرا تعين عليه أن لا يشتغل بغير الاستماع , كما أيد هذا الاستنباط الأحاديث الكثيرة ] ص :(248).
    تنبيه : لم يذكر الشيخ هذا التفصيل في تفسيره المشهور ،فهي فائدة تضم إلى موضعها من تفسيره.


    قال ـ رفع الله درجته في المهديين ـ :
    (قد أخبر الله في عدة آيات بهدايته الكفار على اختلاف مللهم ونحلهم , وتوبته على كل مجرم , وأخبر في آيات أخر أنه : {لا يهدي القوم الظالمين } ،{ لا يهدي القوم الفاسقين } فما الجمع بينها ؟ .
    فيقال قوله تعالى : { إن الذين حقت عليهم كلمة ربك لا يؤمنون ولو جاءتهم كل آية حتى يروا العذاب الأليم } هي الفاصلة بين من هداهم الله ومن لم يهدهم , فمن حقت عليه كلمة العذاب - لعنادهم , ولعلم الله أنهم لا يصلحون للهداية , بحيث صار الظلم والفسق وصفا لهم , ملازما غير قابل للزوال , ويعلم ذلك بظاهر أحوالهم وعنادهم ومكابرتهم للحقائق - فهؤلاء يطبع الله على قلوبهم فلا يدخلها خير أبدا , والجرم جرمهم , فإنهم رأوا سبيل الرشد فزهدوا فيه , ورأوا سبيل الغي فرغبوا فيه , واتخذوا الشياطين أولياء من دون الله) انتهى من تيسير اللطيف المنان (450).


    منقول
    http://majles.alukah.net/showthread.php?t=1259


      الوقت/التاريخ الآن هو 29.03.24 8:27